نصيحـةٌ إلـى صحفـيٍّ مسلـمٍ .للشيخ العلامة الوالد أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نصيحةٌ
إلى صحفيٍّ مسلمٍ

للشيخ العلامة الوالد أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على مَن أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:

فقَدْ تقدَّم في كلماتٍ شهريةٍ سابقةٍ التعرُّضُ إلى جملةٍ مِن شرائح الأمَّة بالنصيحة والتوجيه: مِن نصيحةٍ لمن وقع في بعض
الشركيات، ونصيحةٍ إلى مقيمٍ في بلاد الكفر، ونصيحةٍ إلى الزوجين موسومةٍ ﺑ«المعين في بيان حقوق الزوجين»،
ونصيحةٍ توجيهيةٍ بين يدي الحاجِّ والمعتمر، ونصيحةٍ إلى المرشد الدينيِّ للحاجِّ، ونصيحةٍ إلى طبيب مسلمٍ ضمن ضوابط شرعية
يلتزم بها في عيادته، وضوابطِ نصيحة أئمَّة المسلمين [حكَّامًا وعلماء]، ومسلك النصيحة وقيود الالتزام التربوي
ونصيحةٍ للتاجر، ونصيحةٍ لمن يسوِّف التوبة، ونصيحةٍ لمبتدئٍ في الاستقامة، ونصيحةٍ لمستقيمٍ في وسطٍ عائليٍّ منحرفٍ
ونصيحةٍ إلى متردِّدٍ بين الارتقاء في طلب العلم أو الزواج، ونصيحةٍ لمن تؤخِّر زواجها، ونصيحةٍ للمرأة التي توفِّي ولدُها
الصغير، ونصيحةٍ إلى أصحاب التسجيلات الإسلامية، وقد رأيتُ أنَّ ما يقتضيه واجبُ النصيحة للخَلْق هو أنْ أضيفَ إلى القائمة
السابقة نصيحةً لممتهِن الصحافة المسلم عامَّةً، منطوقةً كانت أو مكتوبةً، مِن غير تخصيصِ بلدٍ دون آخَرَ عملًا بقوله صلَّى الله
عليه وسلَّم: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ»، قُلْنَا: «لِمَنْ؟» قَالَ: «للهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ»(١).

والمعلوم أنَّ وسيلة الصحافة الإعلامية كانت بأيدي الصحفيين والكتَّاب مِن اليهود والنصارى منذ زمن نشأتها، واستُغِلَّتْ إلى
أمدٍ بعيدٍ للتأثير على الأفراد والمجتمعات المسلمة بشتَّى أنواع التأثيرات المُغْرِية والدعوات الهدَّامة، والتي ترمي ـ في آخر
المطاف ـ إلى تحطيم الدين الإسلاميِّ في جانبه العقديِّ والأخلاقيِّ واللغويِّ، وهذه الجوانب الثلاثة ترجع ـ جميعًا ـ إلى الجانب الأوَّل
ذلك لأنَّ هَدْمَ الخُلُق إنما هو هدمٌ للدين في جانبه الأخلاقيِّ، وهَدْمَ اللغة ليس إلَّا هدمًا للدين الإسلاميِّ في لغة المسلمين التي
يتعبَّدون اللهَ بها وألَّف اللهُ قلوبَهم عليها، ثمَّ ما لبث أن سَلَكَتْ هذه الوسيلةُ الإعلامية نَفْسَ الاتِّجاه والبُعد بما وَرِثَه عنهم أبناءُ
أمَّتنا المرتمون في أحضان الغرب مِن العلمانيين والملحدين وإخوانهم مِن أصحاب المناهج الهدَّامة المناوئة للإسلام، التي ترمي
ـ في تحقيق أهدافها بوسيلة الصحافة ـ إلى تهوين أثر الإسلام في النفوس وتفتيت قوَّته ووحدته التي استعصت على أعداء
الإسلام لقرونٍ طوالٍ، تتصيَّد مواطنَ الشُّبَه ومواضعَ الغموض والالتباس في الشريعة وفي حياة النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم
وحياةِ صحابته الكرام ومَن تبعهم مِن سلفنا الصالح ليَفتنوا بها الأغرارَ الذين لم يتحصَّنوا بالقَدْر اللازم مِن علوم الإسلام
والسنَّة حتَّى يتسنَّى لهم أن يفهموا وجهَ الحقِّ والمصلحة الشرعية فيها، وهكذا يدسُّون الباطلَ في مقالاتهم وعباراتهم بما يشبه
لونَ الحقِّ ليُضِلُّوا الأحداثَ والرأي العامَّ عن سواء السبيل، وفاضت الصحفُ والمجلَّاتُ بالتشكيك والتهوين والتلبيس، وعمَّتْ
صفحاتُها بالإشادة بالعلوم الغربية والعلمانية، والتنويهِ بحرِّيَّة الفكر والمعتقَد، وحرِّيَّةِ المرأة، والتحرُّرِ مِن عبودية التقليد والاتِّباع
والدعوةِ إلى الانضواء تحت شعارات الأنظمة الغربية مِن الديمقراطية والاشتراكية والليبرالية ونحوها، ووضعِ ثوابت الأمَّة
الشرعية موضعَ النقد والمناقشة، وهي ترفع مِن شأنِ مَن يُفْتيهم في الدين بما يلائم مقاصدَهم وطموحاتهم وأهواءهم، وتصفُ
منهجَهم بالتحرُّر ومرونة التفكير والتقدُّمية وسَعَة الأفق، في حين تصف مواقفَ الملتزمين بحدود الشرع الذين لا يجعلونه تبعًا
للشهوات والأهواء بالجمود والتزمُّت والتشدُّد والرجعية وما إلى ذلك مِن الألقاب التي اتُّخذَتْ ـ بعدها ـ طريقًا للتضييق والتقزيم
بحسب الظروف وتعاقُب الأزمان.

ولا يزال الإسلام يُبتلى بمن يناصبه العداوةَ في جهلٍ وغرورٍ مِن دعاة تلميع الباطل وترويجِ الإلحاد إلى يوم الناس هذا، والحمد
لله الذي قيَّض لهذه الأمَّةِ رجالًا أُمَناءَ مِن أهل السنَّة يدافعون عن الحقِّ ويذبُّون عن السنَّة، ويكشفون مَكْرَ أهل الباطل ومكايدَهم
ويرفعون الغطاءَ عن سرائرهم وما تخفي صدورُهم وما تضمر قلوبُهم، فيقعدون لهم ولِما يروِّجونه مِن فسادٍ وإفسادٍ كلَّ
مَرْصَدٍ، فيقطعون عنهم ـ فيما وَسِعَهم ـ حَبْلَ إغوائهم ويحفظون الأمَّةَ مِن عدوى أمراضهم، فيذهب باطلُهم زاهقًا، وتبقى كلمةُ
الله هي العليا.

فلهذه الأسباب كان مِن أولوية ما يُنصح به الصحفيُّ المسلم:

أوَّلًا: أن يجتنب العملَ في الصحف والمجلَّات المناوئة للإسلام القائمةِ على بثِّ الإلحاد والتشكيك في عقيدة المسلمين ونشرِ
فتن الشبهات وزرعِ الفرقة بالطعن في قضايا الإسلام وأحكامه، وعرضِ ثوابته العظام على مائدة الجدل والمناقشة والنقد
للانتهاء إلى النقض، خدمةً لأعداء الإسلام والدين، وتحسينِ الباطل وتقبيح الحقِّ، التي تحارب الإسلامَ وتطعن في السنَّة، وتنال
مِن مظاهر الحاملين لشعارها هديًا ظاهرًا ومعتقَدًا راسخًا بأساليبَ متنوِّعةِ المسالك فتجذب كثيرًا مِن الأحداث والأغرار الذين
يعانون مِن فُشُوِّ الجهل وضحالة العلم وقلَّة البضاعة فيه، وخاصَّةً إذا كانت مصادرُ تمويلِ هذه الصحف محرَّمةً أو مشبوهةً.

هذا، وفي مَعْرِض تفسير قوله تعالى: ﴿وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ﴾ [البقرة: ١٤٥]
يقول الشوكانيُّ ـ رحمه الله ـ: «فيه مِن التهديد العظيم والزجرِ البليغ ما تقشعرُّ له الجلودُ وتَرْجُفُ منه الأفئدةُ، وإذا كان الميلُ
إلى أهوية المخالِفين لهذه الشريعة الغرَّاءِ والملَّةِ الشريفة مِن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ـ الذي هو سيِّدُ ولدِ آدم ـ يوجب
عليه أن يكون ـ وحاشاه ـ مِن الظالمين؛ فما ظنُّك بغيره مِن أمَّته؟ وقد صان الله هذه الفِرْقة الإسلامية بعد ثبوت قَدَمِ الإسلام
وارتفاعِ مَناره عن أن يميلوا إلى شيءٍ مِن هوى أهل الكتاب، ولم تبق إلَّا دسيسةٌ شيطانيةٌ ووسيلةٌ طاغوتيةٌ، وهي ميلُ بعضِ
مَن تحمَّل حُجَجَ الله إلى هوى بعضِ طوائفِ المبتدعة، لِما يرجوه مِن الحُطام العاجل مِن أيديهم أو الجاهِ لديهم إن كان لهم في
الناس دولةٌ أو كانوا مِن ذوي الصولة، وهذا الميلُ ليس بدون ذلك الميل، بل اتِّباعُ أهوية المبتدِعة تشبه اتِّباعَ أهوية أهل الكتاب
كما يشبه الماءُ الماءَ، والبيضةُ البيضةَ، والتمرةُ التمرةَ، وقد تكون مفسدةُ اتِّباع أهوية المبتدِعة أشدَّ على هذه الملَّة مِن مفسدة
اتِّباع أهوية أهل المِلَل؛ فإنَّ المبتدعة ينتمون إلى الإسلام، ويُظهرون للناس أنهم ينصرون الدينَ ويتَّبعون أحسَنَه، وهم
على العكس مِن ذلك الضدُّ لِما هنالك، فلا يزالون ينقلون مَن يميل إلى أهويتهم مِن بدعةٍ إلى بدعةٍ ويدفعونه مِن شنعةٍ إلى شنعةٍ
حتَّى يسلخوه مِن الدين ويُخرجوه منه، وهو يظنُّ أنه منه في الصميم، وأنَّ الصراط الذي هو عليه هو الصراط المستقيم
هذا إن كان في عِداد المقصِّرين ومِن جملة الجاهلين، وإن كان مِن أهل العلم والفهم المميِّزين بين الحقِّ والباطل كان في اتِّباعه
لأهويتهم ممَّن أضلَّه اللهُ على علمٍ وخَتَم على قلبه، وصار نقمةً على عباد الله ومصيبةً صبَّها اللهُ على المقصِّرين، لأنهم يعتقدون أنه
في علمِه وفهمه لا يميل إلَّا إلى حقٍّ، ولا يتَّبع إلَّا الصوابَ، فيَضِلُّون بضلاله؛ فيكونُ عليه إثمُه وإثمُ مَن اقتدى به إلى
يوم القيامة»(٢).

ويُلحق بها دعوى الجاهلية بنشر الأبراج وضروب الكهانة فهو مِن التعاون الآثم المنهيِّ عنه بنصِّ قوله تعالى:
﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ [المائدة: ٢].

ثانيًا: أن يتجنَّب العملَ في الصحف السافلة والمجلَّات الهابطة القائمة على إثارة الشهوات وإشاعة الفاحشة وتناوُل
الأعراض، والتي تعتمد في نشرها على كشف العورات والدعايةِ للمحرَّمات ونشرِ الفضائح في المجتمع وانتهاكِ الحُرُمات
وتوسيعِ دائرة الرذيلة باللهو والمجون والقصص المثيرة وما لا فائدة منه، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي
الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النور: ١٩].

ثالثًا: أن يعمل في الصحف والمجلَّات الجادَّة والمستقيمة الهادفة القائمة على نشر الفضيلة في المجتمع والأخبار الصادقة
والنافعة، وتعريفِ المسلمين بدينهم الحقِّ وتبصيرهم بأمور دنياهم، ودعوتِهم إلى العمل بأحكام الإسلام وتعاليمه
العظام، والتحلِّي بأخلاقه وفضائله وآدابه، وتقريبِهم مِن منهل الإسلام الصافي، وتحذيرِ المسلمين مِن قبائح المنهيَّات على
مختلف مظاهرها ورواسب الأفكار الدخيلة والمعتقَدات الفاسدة التي شوَّهَتْ جمالَ الإسلام وحالَتْ دون تقدُّم المسلمين
وهذا يتطلَّب
مِن الصحفيِّ المسلم:

١ـ أن يحرص على معرفة دينه معرفةً تمكِّنه مِن رفع الجهل عن نفسه، وحفظِ شريعة الله بالتعلُّم، والعمل بما حَفِظ وضَبَط
فالعلم الشرعيُّ ـ مِن حقائق الإسلام عقيدةً وشريعةً ـ واجبٌ على أعيان المسلمين، لا يَسَعُ المسلمَ جهلُه لقوله صلَّى الله عليه
وسلَّم: «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ»(٣).

كما يجب أن يتعلَّم ما لا يَسَعُه جهلُه مِن شرائعِ الإسلام وحقائقه فيما يتعلَّق بعمله وتخصُّصه: إحاطةً واستقامةً ليكونَ ـ بما آتاه اللهُ
مِن العلم النافع ـ على درايةٍ كافيةٍ بالتشويهات الفكرية والعقدية والسلوكية الجارية في محيط أمَّتنا الذي يشهد عدوانًا على
ثوابتِ الإسلام عقيدةً وشريعةً، وتطاولًا غيرَ مسبوقٍ على سيادة شريعة الله.

٢ـ أن يحرص ـ في تحليلاته للوقائع والآراء والحكم عليها ـ على أن يتَّخذ كتابَ الله وسنَّةَ رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم ميزانًا
للقبول والردِّ؛ لأنَّ أقوال الرجال وآراءَهم وأفكارهم المُرْسَلة المجرَّدةَ عن السند والدليل ليست مقياسًا للحكم والمعتقَد
بل بالوحيَيْن تُوزَن الاعتقاداتُ والأقوال والأعمال، وبهما يحصل التمييزُ بين الحقِّ والباطل، والهدى والضلال، والخطإ
والصواب، وما سواهما مِن آراء البشر وأقوالهم واجتهاداتهم إنما تُعْرَض على الميزان الحقِّ وهو: الكتابُ والسنَّةُ الصحيحة
فإن حصلت الموافقةُ له والمطابقةُ أَخَذ بتلك الأقوال والآراء وأيَّدها ونَصَرها ووقف موقفًا شرعيًّا تُجاهها، وإن كانت الأخرى رُدَّت
على أصحابها مهما كان مستواهم العلميُّ ومنزلتُهم الأدبية عند الناس؛ لأن «الحقَّ يعلو ولا يُعلى عليه»، وكما قيل:
«اعْرِفِ الحقَّ تَعْرِفْ رجالَه».

وعند التعرُّض لبيان خصائص أهل السنة يقول ابنُ تيمية ـ رحمه الله ـ: «وهم يَزِنون بهذه الأصول الثلاثة [أي: الكتاب
والسنَّة وإجماع السلف الصالح] جميعَ ما عليه الناسُ مِن أقوالٍ وأعمالٍ باطنةٍ أو ظاهرةٍ ممَّا له تعلُّقٌ بالدين»(٤).

٣ـ الأمر الذي يستدعي مِن الصحفيِّ المسلم:

أ ـ أن يتمتَّع بحسِّ الناقد البنَّاء فينظر إلى مسائل الوقائع النازلة والمستجِدَّات ونحوِها نظرةً موضوعيةً قائمةً على تفكيرٍ حُرٍّ
ضمن حدود القواعد الإسلامية بما يتعرَّف عليه مِن مداركِ الشرع، يتحرَّر بها مِن قيود الحزبية الضيِّقة ومِن الجمود الفكريِّ
والتعصُّب المذهبيِّ والاحتجاج بتقليد الآباء؛ فإنَّ هذا يحول بين المرء وبين معرفةِ الحقِّ واتِّباعِه، ويسبِّب الفُرْقةَ فيفضي
إلى الإعراض عمَّا أنزل اللهُ وعدمِ الالتفات إليه اكتفاءً بتقليد الآباء والتعصُّب لرؤساء الأحزاب وأئمَّة المذاهب؛ فهذا شأن
المقلِّدين المتعصِّبين: يردُّون الحقَّ احتجاجًا بمذاهب آبائهم ومشايخهم وأئمَّتهم ورؤسائهم، كما قال تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ
اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ﴾ [البقرة: ١٧٠].

ب ـ أن يتمتَّع بقوَّة الرأي المدعَّم بالحقائق، وأن تكون له رغبةٌ أكيدةٌ في الإصلاح والتغيير نحو الأفضل ضمن منظورٍ شرعيٍّ
غير متَّصفٍ ـ في مواقفه ونقده ـ بالتردُّد في الرأي والتلوُّن في المواقف؛ فإنَّ الإمَّعة هو الذي لا يثبت على شيءٍ لضعف رأيه
وقد روي عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «لَا تَكُونُوا إِمَّعَةً، تَقُولُونَ: إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا، وَلَكِنْ
وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا، وَإِنْ أَسَاءُوا فَلَا تَظْلِمُوا»(٥).

رابعًا: الكلمة ـ بلا شكٍّ ـ أمانةٌ ومسئوليةٌ، ومسئوليةُ الصحفيِّ تكمن في أداء عمله على جهة الالتزام بالأمانة العلمية والدقَّة في
النقل دون بَتْرٍ أو إخلالٍ أو اضطرابٍ محقِّقًا للموضوعية في طرح الموضوعات بإخلاصٍ وحُسْنِ نيَّةٍ بعيدًا عن ذاتية الصحفيِّ
لأنَّ ما نلاحظه في الواقع أنَّ الحقائق تأتي ـ تارةً ـ مشوَّهةً ومزيَّفةً ممزوجةً بافتراءاتٍ وأكاذيبَ لا أساس لها مِن الصحَّة
تتبلور شخصيةُ المخبر أو ذاتيةُ المحلِّل في طمس الحقيقة وتلميعِ الباطل وترويجه قَصْدَ التلبيس والإضلال؛ ذلك لأنَّ شخصية
الصحفيِّ محلُّ تأثيراتٍ مختلفةٍ تتولَّد عنه ردودُ أفعالٍ ذاتيةٌ موافِقةٌ لمزاجه أو مذهبه واتِّجاهاته، وتخضع غالبًا للتأثيرات النفسية
أو الحزبية أو للجهات الموالية لها أو لضغوطات الجهات المسئولة عنه، بغضِّ النظر عن الأبعاد أو الغايات التي يريد الوصولَ
إليها بهذه الأفعال.

هذا، وتتبلور ـ عادةً ـ التأثيراتُ النفسية أو الحزبية على شخصية الصحفيِّ، وتنعكس في تلميع صورة المنحرفين والمفلسين
والتشهيرِ بالمشبوهين والساقطين وأضرابهم، مِن خلال نشر صورهم المنافية للدين والخُلُق، واستضافتِهم والإشادة
بأعمالهم إسهامًا في نشر الرذيلة والحَجْر على الفضيلة.

وقد تأتي الحقائقُ ـ تارةً أخرى ـ ناقصةً أو مبتورةً نتيجةَ تقصيرٍ مِن الصحفيِّ في أداءِ مهنته على الوجه المطلوب أو لضعف
تكوينه المهنيِّ.

هذا، والذي ينبغي على الصحفيِّ الاتِّصافُ به هو: التخلُّصُ مِن العامل الشخصيِّ الذاتيِّ، مراعيًا في ذلك الإخلاصَ في أداء
الأمانة العلمية بكلِّ معانيها في محاولة الاقتراب قَدْرَ الإمكان مِن الموضوعية إذا ما توفَّرَتْ له المؤهِّلاتُ واستقامت معه الذاتُ.

خامسًا: الصحافة صناعةُ الصحفيِّ، وكثيرًا ما ينطلق بعضُ الكُتَّاب والصحفيِّين مِن تنزيه الذات وتزكيةِ النفس مِن منطلَق العُجْب والاستعلاء على الآخَر، والحطِّ مِن شأنه والتقليل مِن أهمِّيَّته ووزنِه في الأمَّة، أو تضخيم مثالبه وتهويل هَنَاته إذا وَجَدَ لذلك سبيلًا، فهو يرى نَفْسَه أنه قد وصل إلى مدارج الكمال ورتبة العصمة، فتراه أُحاديَّ النظرة والتحليل، لا يحتاج إلى الاستفادة مِن غيره، كما لا يحتاج إلى مَن يبصِّره بخطئه أو ينبِّهه على زلَّته أو يعرِّفه بموضع انحرافه، فكأنه يمتلك الحقيقةَ المطلَقة حالَ تحليله لقضايا الأمَّة وواقع مجتمعها، ويعتبر المخالِفَ دونه ولو كان أوثقَ منه علمًا وأرجحَ منه دليلًا وأصحَّ منه عقلًا، ولا يخفى أنَّ العُجْبَ والغرور مِن أعظمِ العوائق عن الكمال، ومِن أكبرِ المهالك في الحال والمآل، قال تعالى: ﴿فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى﴾ [النجم: ٣٢]، وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ﴾ [الانفطار: ٦]، وقال صلَّى الله عليه وسلَّم: «ثَلَاثٌ مُهْلِكَاتٌ: شُحٌّ مُطَاعٌ وَهَوًى مُتَّبَعٌ وَإِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ، وَثَلَاثٌ مُنْجِيَاتٌ: خَشْيَةُ اللهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ، وَالْقَصْدُ فِي الْغِنَى وَالْفَقْرِ، وَكَلِمَةُ الْحَقِّ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ»(٦).

سادسًا: على الصحفيِّ أن يتحلَّى بخُلُق الصدق في ممارسة مهنته ويتحاشى الكذبَ والإيهام والتلفيقَ والإشاعاتِ الباطلةَ
وترويجَ مادَّتها في المجتمع المسلم، خاصَّةً إذا ترتَّب عليها أذيَّةٌ وضررٌ؛ ذلك لأنَّ المسلم ـ حقًّا ـ لا يرى الصدقَ خُلُقًا حسنًا
فحَسْبُ، وإنما ينظر إليه على أنه مِن مكمِّلات إيمانه ومتمِّمات إسلامه، فلا يتَّصفُ بصبغة أهل الأهواء الذين يسمعون الأخبارَ
مِن غير الموثوق فيهم، ويعتمدون على نقلٍ قد لا يُعرف صاحبُه أو لا يُعرف حالُه، وفي هذا المعنى يقول ابنُ تيمية ـ رحمه الله ـ:
«وأمَّا أهلُ الأهواء ونحوُهم: فيعتمدون على نقلٍ لا يُعرف له قائلٌ ـ أصلًا ـ لا ثقةٌ ولا معتمَدٌ، وأهونُ شيءٍ ـ عندهم ـ الكذبُ
المختلَقُ، وأعلمُ مَن فيهم لا يرجع فيما ينقله إلى عمدةٍ، بل إلى سماعاتٍ عن الجاهلين والكذَّابين، ورواياتٍ عن أهل الإفك
المبين»(٧)، وقد جاءت النصوصُ الشرعية كثيرةً تأمر بالصدق وتحذِّر مِن آفة الكذب في القول والعمل ومِن الأخذ بقول
الكاذبين، ومِن ذلك: قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا
فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾ [الحجرات: ٦]، قال السعدي ـ رحمه الله ـ: «الواجب ـ عند خبر الفاسقِ ـ التثبُّتُ والتبيُّنُ، فإن دلَّتِ الدلائلُ والقرائن
على صدقه عُمِل به وصُدِّق، وإن دلَّت على كَذِبِه كُذِّب ولم يُعْمَل به، ففيه دليلٌ على أنَّ خبر الصادق مقبولٌ، وخبرَ الكاذب مردودٌ
وخبرَ الفاسق متوقَّفٌ فيه كما ذَكَرْنا؛ ولهذا كان السلفُ يقبلون رواياتِ كثيرٍ مِن الخوارج المعروفين بالصدق ولو كانوا
فُسَّاقًا»(٨)، وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ [التوبة: ١١٩]، وقولُه صلَّى الله عليه وسلَّم:
«عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ؛ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ
عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ؛ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ
حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا»(٩)، وقولُه صلَّى الله عليه وسلَّم:
«كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ»(١٠)، بل اعتبر النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم كَذِبَ الحديث مِن النفاق وآياتِه في قوله
صلَّى الله عليه وسلَّم: «آيَةُ المُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ»(١١).

علمًا بأنَّ الصدق يثمر ثمارًا حسنةً منها: راحةُ الضمير وطمأنينةُ النفس، بخلاف الكذب فلا يأتي إلَّا بالشكِّ والريبةِ وفقدانِ
الثقة وسقوطِ العدالة عند الناس، قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «… فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ، وَإِنَّ الكَذِبَ رِيبَةٌ»(١٢).

سابعًا: ونختم هذه النصيحةَ بأن نحذِّر الصحفيَّ مِن الخوض في أعراض المسلمين والمسلمات، والوقوع في أذيَّتهم والإضرار
بذواتهم ومكانتهم بالخديعة والمكر، والسخرية والاحتقار، وسوءِ الظنِّ في أقوالهم ومواقفهم والتجسُّسِ عليهم، وحشدِ الهِمَّة
في تصيُّد العثرات والهفوات والسقطات مِن غيرِ العناية بمقاصد الألفاظ وإحسانِ الظنِّ بأصحابها، ونبزِهم بألقاب سوءٍ
وإثارةِ الوقيعة بينهم بالغِيبة والنميمة لإفساد ذات البَيْن، أو إرادةِ الكشف عن عوراتهم بالفضيحة والتشهير لغرضِ الإسقاط
أو التنفير، ولو كان المعنيُّ بالطعن مُحِقًّا؛ كلُّ ذلك مسايَرةً لِما تحبُّه الأنفسُ مِن التشهِّي في لمز الأعراض ونبزِها والطعن في
خلفيات الأفعال بسوء الظنِّ، وما يترتَّب على ذلك مِن مداخيل مادِّيَّةٍ على حساب لحوم المؤمنين والمؤمنات وأعراضهم، وقد
جاءت النصوصُ الشرعيةُ تحرِّم ذلك في مواضعَ كثيرةٍ نذكر منها: قولَه تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا
اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾ [الأحزاب: ٥٨]، وقولَه تعالى: ﴿وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ
بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾ [النساء: ١١٢]، وقولَه تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا
نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ
فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ
أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ﴾ [الحجرات: ١١ ـ ١٢]، وقولَه صلَّى الله عليه وسلَّم: «بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ
أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ»(١٣)، وغيرَ ذلك مِن النصوص الشرعية المنبِّهة
على حقوق المسلم على المسلم والمحذِّرة مِن تجاوزها والاعتداء عليها.

ولا يساورنا شكٌّ في أنه لا سبيل للدفاع عن الأخطاء أو تسويغها والإشادةِ بها، كما لا سبيل ـ أيضًا ـ إلى التشهير بها، وإنما
المسلك الحقُّ فيها أَنْ تُبَيَّن بالمجادلة المحمودة وإظهار الحجَّة وبيان المحجَّة مِن غيرِ تناوُل الأعراض والانتقاصِ مِن قيمة
الأشخاص والردِّ بما ليس هو دليلًا معتمَدًا ولا حجَّةً ظاهرةً؛ فإنَّ ذلك معدودٌ مِن النفاق في العلم، كما أفصح عنه ابنُ تيمية ـ
رحمه الله ـ بقوله: «والمجادلة المحمودة إنما هي بإبداء
المدارك وإظهار الحجج التي هي مستَنَدُ الأقوال والأعمال، وأمَّا إظهار الاعتماد على ما ليس هو المعتمَدَ في القول والعمل
فنوعٌ مِن النفاق في العلم والجدل، والكلامِ والعملِ»(١٤).

هذا آخِرُ ما تيسَّر لنا ذكرُه مِن النصائح مقدَّمةً إلى الصحفيِّ، نسأل اللهَ تعالى أن يجمع شَمْلَ الأمَّة، وأن يوحِّد صفوفَها على
الكتاب والسنَّة وفهمِ سلفِ الأمَّة، ويؤلِّف بين قلوب أبنائها ويشرحَ صدورَهم للحقِّ المبين، ويهديَنا ـ بفضله وكرمِه ـ
إلى صراطٍ مستقيمٍ.

وآخر دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على محمَّدٍ، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.

الجزائر في: ١٩ مِن ذي القعدة ١٤٣٥ﻫ
الموافق ﻟ: ١٤ سبتمـبر ٢٠١٤م


(١) أخرجه مسلم في «الإيمان» (٥٥) من حديث تميم بن أوسٍ الداريِّ رضي الله عنه.
(٢) «فتح القدير» للشوكاني (١/ ١٥٤).
(٣) أخرجه ابن ماجه في «المقدِّمة» باب فضل العلماء والحثِّ على طلب العلم (٢٢٤) مِن حديث أنس بن مالكٍ رضي الله عنه. وصحَّحه الألباني في «صحيح الجامع» (٣٩١٣).
(٤) «مجموع الفتاوى» لابن تيمية (٣/ ١٥٧).
(٥) أخرجه الترمذي في «البرِّ والصلة» بابُ ما جاء في الإحسان والعفو (٢٠٠٧) من حديث حذيفة رضي الله عنه. وضعَّفه الألباني في «ضعيف الجامع» (٦٢٧١).
(٦) أخرجه البيهقي في «شُعَب الإيمان» (٧٣١)، والطبراني في «الأوسط» (٥٤٥٢)، من حديث أنسٍ رضي الله عنه. وحسَّنه الألباني بمجموع طُرُقه في «السلسلة الصحيحة» (١٨٠٢).
(٧) «مجموع الفتاوى» لابن تيمية (٢٧/ ٤٧٩).
(٨) «تفسير السعدي» (٩٤٣).
(٩) أخرجه البخاري في «الأدب» باب قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ [التوبة: ١١٩] وما يُنهى عن الكذب (٦٠٩٤)، ومسلم في «البرِّ والصلة» (٢٦٠٧)، من حديث ابن مسعودٍ رضي الله عنه.
(١٠) أخرجه مسلم في «المقدِّمة» باب النهي عن الحديث بكلِّ ما سمع، مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(١١) أخرجه البخاري في «الإيمان» باب علامة المنافق (٣٣)، ومسلم في «الإيمان» (٥٩)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(١٢) أخرجه الترمذي في «صفة القيامة» (٢٥١٨) مِن حديث الحسن بن عليٍّ رضي الله عنهما. وصحَّحه الألباني في «صحيح الجامع» (٣٣٧٨).
(١٣) أخرجه مسلم في «البرِّ والصلة» (٢٥٦٤) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(١٤) «اقتضاء الصراط المستقيم» (١/ ٢٨٢) و«مجموع الفتاوى» (٤/ ١٩٤) كلاهما لابن تيمية

– من الموقع الرسمي للشيخ حفظه الله تعالى –

موضوع في القمة جزى الله الشيخ خير الجزاء
و بارك الله فيك

بارك الله فيك

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
وحفظ الله الشيخ بما يحفظ به عباده الصالحين
و جعله الله مفتاحا للخير مغلاقا للشر

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة houssem zizou الجيريا
موضوع في القمة جزى الله الشيخ خير الجزاء
و بارك الله فيك
بارك الله فيك وجزاك خيرا

بارك الله فيك على النقل الطيب و حفظ الله الشيخ الوالد أبا عبد المعز.

bien dit kamal الجيريا

خزائن الاسرار نسخة نادرة هدية من الوالد الكريم 2024.

خزائن الاسرار نسخة نادرة هدية من الوالد الكريم نرجوا ان يجعلها الله في ميزان الحسنات
التحميل

بارك الله فيك شكرااااااااااااااااا

بارك الله فيك شكرااااااااااااااااا

أي جزاك الباري خيراً و من تعول

نسخة نادرة

يا من تشتغل بالرد على أهل الأهواء , إسمع نصيحة الوالد مقبل الوادعي 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
هذا مقتطف من كتاب ( نصائح وفضائح – ص 127-129) لعلامة اليمن الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله تعالى وأعلى درجته
يحث فيه طلاب العلم على الاشتغال بما ينفعهم من علم نافع
وفيه حثه على طلب العلم من كبار علماء عصره
ابن باز وابن عثيمين والألباني-رحمهم الله-
والشيخ العلامة ربيع المدخلي- حفظه الله تعالى- ونفع بعلمه

الجيريا

الجيريا

الجيريا

بارك الله فيك

لو كنت انت القائل لوصفوك بالمميع للمنهج والحمد لله أنه محدث الحجاز

رسالة في إعفاء اللِّحى ـ محمد حياة السندي : باعتناءالشيخ عبد المجيد جمعة مع تقديم شيخنا الوالد محمد علي فركوس 2024.

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

رسالةٌ في
حُكمِ إعفاءِ اللِّحى

تأليف العلاَّمة
محمَّد حياة السِّنديّ
رحمه اللهُ

حقَّقها وعلَّق عليها
الشَّيخ الدُّكتور
عبدالمجيد جمعة مُراجعة وتقديم

الشَّيخ العلاَّمة الدُّكتور
محمَّد عليّ فركُوس
الجيريا

▼ تحميل الرسالة
https://www.ajurry.com/vb/attachment….7&d=1413972374

الجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيريا

الوالد بحاجة لدعائكم 2024.

السلام عليكم

والدي ربي يحفظو

طريح الفراش منذ أيام

أنا اريد منكم الدعاء له بالشفاء و الارتياح

لا تنسوه من دعائكم و في سجودكم

خصوصا اننا في العشر الاواخر

ربي يجيبلو الشفا. قلوبنا معاك يا امين و تأكد اننا لن ننساه بدعائنا

ربي يشافيه ان شاء الله و جعله من تخفيف ذنوبه باذنه تعالى

اللهم رب الناس أذهب البأس, اشف و أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما ..

الجيريا

ربي يشافي ابوك ونحن سندعوا له ان شاء الله
الجيريا

اللهم اشفي مرضى المسلمين

ياربي اشفيه

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفي والدك

اللهم يارب إني أدعوك دعاءا خالصا في هذا الشهر الكريم أن تشفي والد صديقنا يارب أشفي والدنا هذا واجعله يتعافى قريبا يارب

الله يشفيه

أسأل الله أن يعجل بالشفاء للسيد الوالد هو و جميع مرضى المسلمين
إنه على ذلك قدير و بالإجابة جدير

ربي يشفيه ان شاء الله

اللهم اشفيه واشفي مرضى المسلمين أمين ياربّ العالمين

اللهم رب الناس أذهب البأس, اشف و أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما ..

في حكم المسح على الجوربين للشيخ الوالد محمد علي فركوس 2024.

في حكم المسح على الجوربين

السؤال:
انتشر في أوساطِ العامَّةِ إنكارُ المسحِ على الجوربين وادِّعاءُ بطلانِ صلاةِ فاعِلِه بحجَّةِ عَدَمِ ثبوت المسح على الجوارب وعَدَمِ جواز قياسه على الخفَّيْن؛ فهل مِن توجيهٍ وبيانٍ مُفَصَّلٍ؟ وجزاكم اللهُ خيرًا.
الجواب:

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَن أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:

فإنَّ حُكْمَ المسحِ على الجوربين مَحَلُّ خلافٍ بين أهل العلم:
ـ فمَنْ ذَهَبَ إلى القول بعَدَمِ جوازِ المسحِ على الجوربين غيرِ المجلَّدين عَلَّلَ المنعَ بأنَّ الجورب لا يُسَمَّى خُفًّا فلا يأخذ حُكْمَه؛ ذلك لأنَّ المسح على الخفِّ رخصةٌ بالنصِّ فوَجَبَ الاختصاصُ بما وَرَدَتْ فيه، وهو مذهبُ أبي حنيفة ـ رَجَعَ عنه ـ(١) ومذهبُ مالكٍ والشافعيِّ رحمهم الله.
ـ وذَهَبَ الجمهورُ إلى جوازِ المسح على الجوربين بشرطِ أَنْ يكونا غيرَ رقيقين، وإنما صفيقين ساترَيْن لِمَحَلِّ الفرض(٢)، وعُمْدَتُهم في الاشتراط: القياسُ على الخفِّ المخرَّقِ في عَدَمِ جوازِ المسح عليه مِن جهةٍ، ولأنَّ ـ مِن جهةٍ أخرى ـ كُلَّ ما يُرى منه مَواضِعُ الوضوءِ التي فَرْضُها الغَسْلُ فإنه لا يُمْسَحُ عليه لأنه لا يجوز اجتماعُ غَسْلٍ ومَسْحٍ؛ فغُلِّبَ حكمُ الغَسْلِ وبَطَلَ حكمُ المسح.
ـ أمَّا ما ذَهَبَ إليه أهلُ التحقيق فهو جوازُ المسح على الجوربين مطلقًا ولو كانا رقيقين أو غيرَ صفيقَيْن ساترَيْن لِمَحَلِّ الفرض، وهو ظاهِرُ مذهب ابنِ حزمٍ، وبه قال ابنُ تيمية والشنقيطيُّ وغيرُهم(٣)، وعُمْدَتُهم في تقريرِ هذا الحكمِ: حديثُ المُغيرةِ بنِ شُعْبَةَ رضي الله عنه قال: «تَوَضَّأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَسَحَ عَلَى الجَوْرَبَيْنِ وَالنَّعْلَيْنِ»(٤)، ولأنه ثَبَتَ المسحُ على الجوربين مِن غيرِ اشتراطٍ عن عددٍ كبيرٍ مِن الصحابة رضي الله عنهم، قال أبو داود: «ومَسَحَ على الجوربين: عليُّ بنُ أبي طالبٍ، وابنُ مسعودٍ، والبراءُ بنُ عازبٍ، وأنسُ بنُ مالكٍ، وأبو أُمامةَ، وسهلُ بنُ سعدٍ، وعمرُو بنُ حُرَيْثٍ، ورُوِيَ ذلك عن عُمَرَ بنِ الخطَّاب وابنِ عبَّاسٍ»(٥)، ولا يُعْلَمُ لهم مِن الصحابةِ رضي الله عنهم فيه مُخالِفٌ؛ فكان إجماعًا وحجَّةً على ما تَقَرَّرَ أصوليًّا(٦)، كما أنه ـ مِن جهةٍ أخرى ـ ثَبَتَ عن بعض الصحابة والتابعين أَنْ لا فَرْقَ بين الجوربين والخفَّيْن في الترخيص، أو هما بِمَثابةِ الخفَّيْن في الحكم، ومِن هذه الآثار:
ـ عن الأزرق بنِ قيسٍ قال: «رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ أَحْدَثَ؛ فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ، وَمَسَحَ عَلَى جَوْرَبَيْنِ مِنْ صُوفٍ؛ فَقُلْتُ: «أَتَمْسَحُ عَلَيْهِمَا؟» فَقَالَ: «إِنَّهُمَا خُفَّانِ وَلَكِنَّهُمَا مِنْ صُوفٍ»»(٧).
ـ وعن يحيى البَكَّاءِ قال: «سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: «الْمَسْحُ عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ كَالْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ»»(٨).
ـ وعَنْ عَبَّادِ بْنِ رَاشِدٍ قَالَ: سَأَلْتُ نَافِعًا [مولى ابنِ عُمَرَ] عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ فَقَالَ: «هُمَا بِمَنْزِلَةِ الْخُفَّيْنِ»(٩).
ـ وعَنْ عَطَاءٍ قَالَ: «الْمَسْحُ عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ بِمَنْزِلَةِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ»(١٠).
ولا يخفى أنَّ الجورب هو لباسُ القَدَمِ، سواءٌ كان مصنوعًا مِن القُطن أو الكَتَّان أو الصوف أو غيرِ ذلك، وفي هذه الآثارِ ردٌّ صريحٌ على مَن أَبْطَلَ إلحاقَ الجوربين بالخفَّيْن، علمًا أنَّ الصحابة رضي الله عنهم هم أهلُ اللغةِ وأَفْقَهُ أهلِ الأرض، ناهيك إذا كان أَمْرُ المسحِ ـ مِن حيث جوازُه ـ مُجْمَعًا عليه في عصرهم رضي الله عنهم.
أمَّا الاحتجاج بأنَّ المسح على الخفِّ ثَبَتَ رخصةً، والرُّخَصُ لا تتعدَّى مَحَلَّها؛ فجوابُه: أنَّ سبب الترخيصِ إنما هو الحاجةُ، وهي موجودةٌ في المسح على الجوربين وغيرِهما ممَّا هو مِن غيرِ الجلد، فضلًا عن أنَّ هذا الاستدلال ـ في حدِّ ذاته ـ مُعارِضٌ للنصِّ والإجماع المتقدِّمَيْن المُثْبِتَيْن لشرعية المسح على الجوربين.
وأمَّا اشتراطُ الجمهور السلامةَ مِن الخَرْق والتشقيقِ ونحوِهما قياسًا على عَدَمِ جوازِ المسح على الخفِّ المخرَّق فإنَّ هذا الشرط مُعارَضٌ بالأصل المقرَّرِ أنَّ: «كُلُّ شَرْطٍ لَيْسَ فِي كِتَابِ اللهِ فَهُوَ بَاطِلٌ»(١١) أوَّلًا، ومُنافٍ ـ ثانيًا ـ للإذن في المسح على الخفَّيْن مطلقًا؛ فكان شاملًا لكُلِّ ما وَقَعَ عليه اسْمُ الخفِّ كما هو ظاهرٌ مِن النصوص الحديثية، ولا يَسَعُ أَنْ يُسْتثنى منه إلَّا بمُسْتَنَدٍ شرعيٍّ وهو مُنْتَفٍ؛ وعليه لا يتمُّ القياسُ صحيحًا لاختلالِ شرطِ «ثبوتِ حكمِ الأصل المَقيسِ عليه»، و«إِذَا سَقَطَ الأَصْلُ سَقَطَ الفَرْعُ».
ومِنْ جهةٍ ثالثةٍ فإنَّ خِفافَ الصحابةِ رضي الله عنهم لا تخلو مِن كونها مخرَّقةً ومشقَّقةً ومرقَّعةً، وهي السِّمَةُ الظاهرةُ بل الغالبةُ في لباسهم؛ فلو كان الخرقُ يمنع مِن المسح لَبيَّنه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم؛ لأنَّ المَقامَ مَقامُ بيانٍ، و«تَأْخِيرُ البَيَانِ عَنْ وَقْتِ الحَاجَةِ لَا يَجُوزُ» كما تَقَرَّرَ في القواعد، علمًا بأنَّ مِثْلَ هذه الشروطِ المُرْسَلةِ تُناقِضُ مقصودَ الشارعِ الحكيم المُراعي للتيسير والتوسعةِ برفعِ الحرج والتضييق عن المكلَّفين.
وحريٌّ أَنْ أَخْتِمَ هذه الفتوى بقول الألبانيِّ ـ رحمه الله ـ: «فبعد ثبوتِ المسح على الجوربين عن الصحابة رضي الله عنهم، أفلا يجوز لنا أَنْ نقول فيمَنْ رَغِبَ عنه ما قاله إبراهيمُ هذا [أي: النَّخَعيُّ] في مَسْحِهم على الخفَّيْن: «فمَن تَرَكَ ذلك رغبةً عنه فإنما هو مِن الشيطان»(١٢)؟»(١٣).
قلت: فإذا كان التركُ رغبةً عنه مِن الشيطان؛ فقَدْ استفحل كيدُه فيمَنْ يُهَوِّلُ في إنكار المسح على الجوربين إلى درجةِ إبطالِ صلاته به، واللهُ المستعانُ.
والعلم عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا.
ا
لجزائر في: ٠٨ ربيع الأوَّل ١٤٣٦ﻫ
الموافق ﻟ: ٣٠ ديسمبر ٢٠١٤م

(١) قال أبو عيسى [الترمذيُّ]: «سمعتُ صالحَ بنَ محمَّدٍ الترمذيَّ قال: سمعتُ أبا مُقاتلٍ السمرقنديَّ يقول: دخلتُ على أبي حنيفةَ في مَرَضِه الذي مات فيه، فدعا بماءٍ فتَوَضَّأَ وعليه جوربان، فمسح عليهما ثمَّ قال: «فَعَلْتُ اليومَ شيئًا لم أكُنْ أَفْعَلُه: مَسَحْتُ على الجوربين وهما غيرُ مُنَعَّلَيْن»» [«سنن الترمذي» (١/ ١٦٩)].
(٢) انظر: «الإشراف» للقاضي عبد الوهَّاب (١/ ١٣٦)، «المجموع» للنووي (١/ ٤٩٩)، «الفروع» لابن مُفْلِح (١/ ١٢٨)، «فتح القدير» لابن الهُمَام (١/ ١٥٨).
(٣) انظر: «المحلَّى» لابن حزم (٢/ ٨٦)، «مجموع الفتاوى» لابن تيمية (٢١/ ١٨٤)، «أضواء البيان» للشنقيطي (٢/ ١٦، ١٩).
(٤) أخرجه أبو داود في «الطهارة» (١٥٩) باب المسح على الجوربين، والترمذيُّ في «الطهارة» (٩٩) بابٌ في المسح على الجوربين والنعلين، وابنُ ماجه في «الطهارة» (٥٥٩) بابُ ما جاء في المسح على الجوربين والنعلين، مِن حديث المُغيرةِ بنِ شُعْبَةَ رضي الله عنه. وصحَّحه الألبانيُّ في «صحيح أبي داود» (١٤٧)
(٥) «سنن أبي داود» (١/ ١١٣).
(٦) انظر مسألةَ قول الصحابيِّ إذا انتشر ولم يُعْلَمْ له مُخالِفٌ في: «المسوَّدة» لآل تيمية (٣٣٥)، «مجموع الفتاوى» لابن تيمية (٢٠/ ١٤)، «إعلام الموقِّعين» لابن القيِّم (٤/ ١٢٠)، «شرح الكوكب المنير» للفتوحي (٢/ ٢١٢، ٤/ ٤٢٢).
(٧) أخرجه الدولابيُّ في «الكُنى والأسماء» (١٠٠٩). وصحَّحه أحمد شاكر [انظر: «سلسلة الآثار الصحيحة» للعبيلان (١٢٠)].
(٨) أخرجه عبد الرزَّاق في «المصنَّف» (٧٨٢)، وابنُ أبي شيبة في «المصنَّف» (١٩٩٤). وسندُه حسنٌ، انظر: تحقيق الألباني ﻟ: «المسح على الجوربين والنعلين» للقاسمي (٥٨).
(٩) أخرجه ابنُ أبي شيبة في «المصنَّف» (١٩٩٢). وسندُه حسنٌ، انظر: تحقيق الألباني ﻟ: «المسح على الجوربين والنعلين» للقاسمي (٥٨).
(١٠) أخرجه ابنُ أبي شيبة في «المصنَّف» (١٩٩١). وسندُه صحيحٌ، انظر: تحقيق الألباني ﻟ: «المسح على الجوربين والنعلين» للقاسمي (٦٧).
(١١) أخرجه ـ بهذا اللفظِ ـ النسائيُّ في «الطلاق» (٣٤٥١) بابُ خيارِ الأَمَةِ تُعْتَقُ وزوجُها مملوكٌ، وابنُ ماجه في «العتق» (٢٥٢١) باب المكاتب، مِن حديث عائشة رضي الله عنها. وأخرجه البخاريُّ في «البيوع» (٢١٦٨) باب: إذا اشترط شروطًا في البيع لا تَحِلُّ، ومسلمٌ في «العتق» (١٥٠٤)، بلفظ: «مَا كَانَ مِنْ شَرْطٍ لَيْسَ فِي كِتَابِ اللهِ [عَزَّ وَجَلَّ] فَهُوَ بَاطِلٌ».
(١٢) أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنَّف» (١٨٨٥).
(١٣) تحقيق الألباني لرسالة «المسح على الجوربين والنعلين» للقاسمي (٥٨).

بارك الله فيك و جزاك خيرا و تقبل منك
اخي عبد النور
وحفظ الله الشيخ فركوس

مشكور اخي الكريم

بارك الله فيك و جزاك خيرا. مشكور

رحمة على الوالد يااختي سطايفية 2024.

السلام عليكم
اخختي سطايفية اذا امكن طريقة تفصيل هذا الفستان مع المقاسات القسم الاعلى خاصة الكول وربي يجعلها في ميزان حسناتك وحسنات الوالد ربي يرحمه

الجيريا

سؤال ثاني من فضلك الزوينتنات تاع القفطان كيفاش يركبو ؟ نحولهم الخيط لي يجي معاهم ولا كيفاش؟

الجيرياراني عضو جديد وماعرفشت نحط صور خاصة بأعمالي مع العلم أني مبتدئة في هذا المجال أرجو المساعدة

شوفي ختي وحي للقوقل و كتبي مكز الخليج لتحميل لصورhttps://www.gulfup.com/ظˆظ…ظ† بعد حملي الصوة و خذي العنوان

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شابرمحمد الجيريا
السلام عليكم
اخختي سطايفية اذا امكن طريقة تفصيل هذا الفستان مع المقاسات القسم الاعلى خاصة الكول وربي يجعلها في ميزان حسناتك وحسنات الوالد ربي يرحمه

الجيريا

سؤال ثاني من فضلك الزوينتنات تاع القفطان كيفاش يركبو ؟ نحولهم الخيط لي يجي معاهم ولا كيفاش؟

روووووووووووووووووووعة

المودال هايل

صباح النور
اول ما طاحت عيني على الموضوع راني بديت نرسم في الباترون
اول حاجه لقماش راه فولور لكان بغيتي تخدمي عليه لازم تبطنيه بالفيزلين
القالون راه كاين يتباع فيه انواع عديده و كاين هذا في الوسط قالون و علو الجرانب قالون آخر و بيناتهم قيطان رقيق موف
يرفدلك لاكنتي 1.60طولك 4ميطرات من لعريض و اربع ميطرات من الرقيق و لازم تلاحظي الرقيق فايت ساير داير على الرقبه على جانبي القالون لعريض و يهبط للاسفل في الوسط فقط السانتوره مولاتها ما لصقتهاش راهي زايده برك لكان بغيتي تخدميها لازم تزيدي2,60متر و تخيطيهم واحد بحذا خوه على 3طرق
الزويتنات الخيط عملوه باش تبحي منو الوحده انا نستعمل ال كروشي و نجبد الخيط لداخل و نثبت من برا بخيط و برا باش جيك مستف الوحده قدام ختها و ماتنسايش كي تخلصي اعقدي من داخل و قصي الزوائد تقطري تقطعي الخيط و تلصقيهم انتي حره
القياسات درتلك بالتقريب من المفروض نتي تحطي قياساتك هاذي ب طاي 42 في حاجه تاع دار يعني جيك لارج شوي
الجيريا

واش نقولك يااختي روحي ربي يفرحك دنيا واخرة ان شاء الله

يعطيك الصحة …. ربي يبارك فيك يا السطايفية

في أخذ أجرةٍ على خدمة التحويل لشيخنا الوالد محمد علي فركوس حفظه الله 2024.

الفتوى رقم: ٤٤٨
الصنف: فتاوى المعاملات المالية – الإجارة

السـؤال:
نودُّ من فضيلتكم إجابتَنَا على السؤال التالي: أنا شابٌّ لديَّ محلٌّ خاصٌّ بالخدمات الهاتفية، وأسألُ عن حكم أخذِ أجرةٍ عن خدمة تحويل الرصيد (نقل المال) من هاتفي النقال الخاصّ إلى نقال الزبون، علمًا بأنّ هذه الأجرة تقدر ﺑ: ٢٠دج لكلّ تحويل (١٠دج ثمن الرسالة المقتصة زائد ١٠ دج ثمن الخدمة)؟

الجـواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فإن كان المُرسِل يُحوِّل منفعةَ بطاقةِ التعبئة التي تمثِّلُ قيمةً معيَّنةً مع أخذ أُجرة الخدمة، فلا مانعَ من ذلك، بل حتى التحويل الداخلي والخارجي للنقود عن طريق البنك أو البريد كخدمات مأجورة دون أي زيادة على الأجر المستحَقّ فإنَّ هذه الخدماتِ ظاهرُها الجواز لعدم وجود ما يقضي بحُرمتها.
أمّا إذا كان المرسِلُ يأخذ نسبةً من الرِّبح من الجهة المتعاقَد معها مقابلَ هذه الخدمات، فلا يجوز له أن يأخذَ أجرًا على خدماته مرّتين.
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.

الجزائر في:١٠ جمادى الأولى ١٤٢٧ﻫ
الموافق ﻟ:٦ جوان ٢٠٠٦م

https://ferkous.com/home/?q=fatwa-448

جزاكم الله خيرا

يرفع للفائدة

أعراض الدعاة والمصلحين [.سماحة الوالد العلاّمة ابن باز رحمه الله تعالى ] 2024.


السّلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته..

أعراض الدعاة والمصلحين

كثرت في الأيام الأخيرة ظاهرة الوقوع في أعراض الدعاة وتقسيمهم
ونسبتهم إلى أحزاب ، فما رأيك بذلك ؟.

الحمد لله

إن الله عز وجل يأمر بالعدل والإحسان وينهى عن الظلم والبغي والعدوان ،
وقد بعث الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بما بعث به الرسل جميعاً من الدعوة
إلى التوحيد وإخلاص العبادة لله وحده . وأمره بإقامة القسط ونهاه عن ضد ذلك
من عبادة غير الله ، والتفرق والتشتت والاعتداء على حقوق العباد .

وقد شاع في هذا العصر أن كثيراً من المنتسبين إلى العلم والدعوة إلى الخير يقعون في أعراض كثير
من إخوانهم الدعاة المشهورين ، ويتكلمون في أعراض طلبة العلم والدعاة والمحاضرين .
يفعلون ذلك سراً في مجالسهم . وربما سجلوه في أشرطة تنشر على الناس ،
وقد يفعلونه علانية في محاضرات عامة في المساجد ، وهذا المسلك مخالف لما أمر
الله به ورسوله من جهات عديدة منها :

أولاً :
أنه تعد على حقوق الناس من المسلمين ، بل من خاصة الناس من طلبة العلم والدعاة الذي بذلوا وسعهم
في توعية الناس وإرشادهم وتصحيح عقائدهم ومناهجهم ، واجتهدوا في تنظيم
الدروس والمحاضرات وتأليف الكتب النافعة .

ثانياً :
أنه تفريق لوحدة المسلمين وتمزيق لصفهم ، وهم أحوج ما يكونون إلى الوحدة والبعد عن الشتات
والفرقة وكثرة القيل والقال فيما بينهم ، خاصة وأن الدعاة الذين نيل منهم هم من أهل السنة
والجماعة المعروفين بمحاربة البدع والخرافات ، والوقوف في وجه الداعية إليها ، وكشف خططهم وألاعيبهم .
ولا نرى مصلحة في مثل هذا العمل إلا للأعداء المتربصين من أهل الكفر والنفاق أو من
أهل البدع والضلال .

ثالثاً :
أن هذا العمل فيه مظاهرة ومعاونة للمغرضين من العلمانيين والمستغربين وغيرهم من الملاحدة الذين
اشتهر عنهم الوقيعة في الدعاة والكذب عليهم والتحريض ضدهم فيما كتبوه وسجلوه ، وليس من حق الأخوة الإسلامية أن يعين هؤلاء المتعجلون أعداءهم على إخوانهم من طلبة العلم والدعاة وغيرهم .

رابعاً :
إن في ذلك إفساداً لقلوب العامة والخاصة ، ونشراً وترويجاً للأكاذيب والإشاعات الباطلة ،
وسبباً في كثرة الغيبة والنميمة وفتح أبواب الشر على مصاريعها لضعاف النفوس الذين يدأبون على بث
الشبه وإثارة الفتن ويحرصون على إيذاء المؤمنين بغير ما اكتسبوا .

خامساً :
أن كثيراً من الكلام الذي قيل لا حقيقة له ، وإنما من التوهمات التي زينها الشيطان لأصحابها وأغراهم بها
وقد قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن
إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً … ) الحجرات/12 ، والمؤمن ينبغي أن يحمل كلام أخيه المسلم
على أحسن المحامل ، وقد قال بعض السلف : لا تظن بكلمة خرجت من أخيك سوءً وأنت
تجتهد لها في الخير محملاً .

سادساً :
وما وجد من اجتهاد لبعض العلماء وطلبة العلم فيما يسوغ فيه الاجتهاد فإن صاحبه لا يؤاخذ به ولا يثرب
عليه إذا كان أهلاً للاجتهاد ، فإذا خالفه غيره في ذلك كان الأجدر أن يجادله بالتي
هي أحسن ، حرصاً على الوصول إلى الحق من أقرب طريق ودفعاً لوساوس الشيطان وتحريشه بين المؤمنين ،
فإن لم يتيسر ذلك ، ورأى أحد أنه لا بد من بيان المخالفة فيكون ذلك بأحسن عبارة
وألطف إشارة ، ودون تهجم أو تجريح أو شطط في القول قد يدعو إلى رد الحق أو الإعراض عنه .
ودون تعرض للأشخاص أو اتهام للنيات أو زيادة في الكلام لا مسوغ لها .
وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في مثل هذه الأمور ما بال أقوام قالوا كذا وكذا .

فالذي أنصح به هؤلاء الإخوة الذين وقعوا في أعراض الدعاة ونالوا منهم أن يتوبوا إلى الله تعالى
مما كتبته أيديهم ، أو تلفظت به ألسنتهم مما كان سبباً في إفساد قلوب بعض الشباب وشحنهم
بالأحقاد والضغائن ، وشغلهم عن طلب العلم النافع ، وعن الدعوة إلى الله بالقيل والقال والكلام عن فلان
وفلان ، والبحث عما يعتبرونه أخطاء للآخرين وتصيدها ، وتكلف ذلك .

كما أنصحهم أن يكفروا عما فعلوا بكتابة أو غيرها مما يبرؤون فيه أنفسهم من مثل هذا الفعل
ويزيلون ما علق بأذهان من يستمع إليهم من قولهم ، وأن يقبلوا على الأعمال المثمرة التي تقرب إلى
الله وتكون نافعة للعباد ، وأن يحذروا من التعجل في إطلاق التكفير
أو التفسيق أو التبديع لغيرهم بغير بينة ولا برهان وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم
: ( من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما ) متفق على صحته .

ومن المشروع لدعاة الحق وطلبة العلم إذا أشكل عليهم أمر من كلام أهل العلم أو غيرهم أن يرجعوا فيه
إلى العلماء المعتبرين ويسألوهم عنه ليبينوا لهم جلية الأمر ويوقفوهم على حقيقته ويزيلوا
ما في أنفسهم من التردد والشبهة عملاً بقول الله عز وجل في سورة النساء : ( وإذا جاءهم أمر من الأمن
أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلاً )
النساء/83 .

والله المسؤول أن يصلح أحوال المسلمين جميعاً ويجمع قلوبهم وأعمالهم على التقوى ،
وأن يوفق جميع علماء المسلمين ، وجميع دعاة الحق لكل ما يرضيه وينفع عباده ،
ويجمع كلمتهم على الهدى ويعيذهم من أسباب الفرقة والاختلاف ، وينصر بهم الحق ويخذل
بهم الباطل إنه ولي ذلك والقادر عليه .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ، ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين .

كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة
لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
– رحمه الله – م/7 ، ص/311.

منقول من موقع الإسلام سؤال وجواب ..

والله الموفق لا إله غيره ولا ربّ سواه..



يُرْفَعُ عسى يكون ذكرى للإخوة والأخوات في المنتدى إن شاء الله

أحسنت أخي راجي الصمد
جزاك الله خيرا على الموضوع المهم و القيم

و أضيف هاتين الرسالتين القيمتين
للعلامة عبد المحسن العباد حفظه الله

رفقا أهل السنة بأهل السنة
https://www.saaid.net/book/172.zip

C:Documents and SettingsadminBureau16.rar

و مرة أخرى رفقا أهل السنة بأهل السنة.
https://www.ballighofiles.com/emad/rifqan.pdf

الجيريا

الجيريا

الجيريا

الجيريا

تنبيه مهم حول الرسالتين للعلامة العباد حفظه الله.

السؤال:
لقد شاع عند بعض الشباب أن الشيخ عبدالمحسن العباد تراجع عن تقريض كتاب مدارك النظر للشيخ عبد المالك وأن دليل تراجعه هو كتابه المطبوع رفقا بأهل السنة بأهل السة
فما هو الردعلى هذا الكلام حفظكم الله ؟

أجاب الشيخ عبد المحسن قائلاً:

"أولاً كتاب مدارك النظر أنا قرأته مرتين يعني أنا سُئِلت يعني عدة مرات أنني ما قرأت يعني الكتاب كله أو إنما قرأت بعضه أو اطلعت على بعضه و أنا قلت وأقول إنني قرأته مرتين من أوله إلى آخره المرة الأولى قرأته لأن ما طُلِب مني أن أكتب فيه أكتب شيء عنه فقرأته قراءة يعني الاطلاع على ما فيه من أوله لآخره و لمَّا فرغت و قلت لمؤلفه أني اطلعت عليه و أنه مفيد قال لو كتبت يعني مقدمة له فقلت إذاً أقرأه مرة ثانية فقرأته من أوله إلى آخره و انتقيت منه بعض المواضع التي تكلمت عليها التي تكلمت عليها فإذاً الكتاب قرأته كله من أوله إلى آخره و ما ذكرته يعني أو ما نصيت عليه هذا يعني ذكر لبعض ما فيه ذكر لبعض ما فيه و ليس لكل ما فيه و لم أتراجع عن شيئاً مما كتبته.
والكتاب الذي كتبته أخيراً وهو (رفقاً أهل السنة بأهل السنة) لا علاقة للذين ذكرتهم في مدارك النظر بهذا الكتاب لا علاقة للذين ذكرتهم في مدارك النظر بهذا الكتاب فهذا الكتاب الذي هو (رفقاً أهل السنة بأهل السنة ) لا يعني الإخوان المسلمين و لا يعني المفتونين بسيد قطب و غيره من الحركيين و لا يعني أيضاً المفتونين بفقه الواقع و النيل من الحكام و كذلك التزهيد في العلماء لا يعني هؤلاء لا من قريب و لا من بعيد وإنما يعني أهل السنة فقط وهم الذين على طريقة أهل السنة حيث يحصل بينهم الاختلاف فينشغل بعضهم ببعض تجريحاً و هجراً و ذماً " اهـ

أكمل الشيخ الجواب بعد الأذان فقال:
" ذكرت أن هذا الكتاب لا يعني هذه الطوائف وهذه الفرق المنحرفة عن منهج أهل السنة والجماعة وعن طريقة أهل السنة و الجماعة و إنما يعني من كان من أهل السنة مشتغلاً بغيره من أهل السنة تجريحاً و هجراً و تتبعاً للأخطاء و التحذير بسبب هذه الأخطاء و كذلك إذا حصل خلاف بين شخصين ينقسم أهل السنة إلى قسمين قسم يؤيد هذا و قسم يؤيد هذا ثم يحصل التهاجر والتقاطع بين أهل السنة في كل مكان نتيجة لهذا الاختلاف فإن هذا من أعظم المصائب و من أعظم البلاء يعني حيث يتهاجر أهل السنة و يتقاطعون بسبب خلاف بين شخص و شخص و ما قاله فلان في فلان و ما قاله في فلان و فلان و ما موقفك من فلان و إن وقفت سلمت و إن لم تقف وإن لم يكن لك موقف فإنك تكون مبتدعاً ثم يحصل التهاجر و ينقسم أهل السنة إلى هذا الانقسام الخطير هذا هذا هو هذا هو الذي يعنيه هذا الكتاب و من المعلوم أن هذا الكتاب لا يعجب الحركيين لأنهم لأن الحركيين يحبون أن ينشغل أهل السنة بعضهم ببعض حتى يسلموا منهم حتى يسلموا من أهل السنة و ذلك بانشغال بعضهم ببعض و هذا الكتاب يدعو إلى إصلاح ذات البين و أن يرفق أهل السنة بعضهم ببعض وأن يحرص بعضهم على تسديد البعض وهذا هو الذي يعنيه الكتاب وأما أهل الحركات المناهضة أو المباينة لطريقة أهل السنة فهؤلاء يعجبهم هذا الاختلاف لأنهم إذا انشغل أهل السنة بعضهم ببعض هم سلموا من أهل السنة و صار بأس أهل السنة فيما بينهم وهذا هو الذي يريدونه " اهـ

__________________

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أثابك الله خيرا أخي رضا وجعل الله إضافتكم الطيبة في ميزان حسناتكم

في حكم خروج المرأة للعمل عند مقتضى الحاجة لشيخنا الوالد محمد علي فركوس حفظه الله 2024.

السؤال:
أختٌ تخرَّجت من الجامعة، وأبوها عاطلٌ عن العمل، ولها إخوةٌ صغارٌ وليس لهم من ينفق عليهم، فهل يجوز لها العمل لسدِّ حاجياتهم؟ هذا من جهةٍ، ومن جهةٍ أخرى تقدَّم لخطبة هذه الأخت رجلٌ يصلِّي الصلواتِ الخمسَ في المسجد، وهو متخلِّقٌ وتاجرٌ، لكنَّه ليس سنِّيَّ العقيدة ولا سلفيَّ المنهج، فهل تقبل به زوجًا أم تعمل لتَكسِب القوت؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
فإنَّ المرأة ليست مطالبةً بالخروج للعمل قَصْدَ الإنفاق على أفراد أسرتها ما دام الأب قادرًا على التكسُّب والإنفاق، والأصل أنَّ المرأة يكفيها أولياؤها المؤونةَ إلى أن تنتقل إلى بيت الزوجية ليقوم الزوج عليها، هذا هو الأصل، لكنْ إذا لم يكن للمرأة مُنْفِقٌ يغطِّي نفقاتِها من مأكلٍ ومشربٍ وملبسٍ وأدويةٍ، ولها إخوةٌ صغارٌ قُصَّرٌ عاجزون عن العمل والتكسُّب، ولا يوجد قادرٌ على التكسُّب سواها؛ جاز لها -حالتئذٍ- الخروج للعمل وإن خالفت أصلَها للحاجة أو الضرورة على وجه الاستثناء، فتخرج بالضوابط الشرعية ملازِمةً للسَّتر والحياء، وتاركةً للزينة والطِّيب، متحاشيةً الاختلاطَ بالرجال الأجانبِ والخلوةَ بهم ونحوِ ذلك، فإذا زال خطرُ الإنفاق لوجودِ مَن يتكفَّل بالإنفاق؛ ففي هذه الحال تعود إلى أصلها فتبقى في بيتها لقوله تعالى: ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى﴾ [الأحزاب: ٣٣].
هذا، وإذا كانت المرأة مؤهَّلةً للزواج ورأت نَفْسَها إن تركت الزواجَ قد تخشى على نفسها الفتنةَ وهي قادرةٌ على إقامة حدود الله مع زوجها ووجدَتْ مَن يقوم على إخوتها الصغار؛ ففي هذه الحال ليس لها أن تتزوَّج إلاَّ من كفءٍ سنِّيٍّ عقدًا وعملاً وسلوكًا يُرضى خُلُقُه ودينُه.
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا.

الجزائر فـي: ٠٩ رجب ١٤٢٦ﻫ
الموافـق ﻟ: ١٤ أوت ٢٠٠٥م