صفات عباد الرحمان .متى يمتثلها الدعاة 2024.

قال الله _تعالى_: "وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً… وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاماً خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً" (الفرقان:63-76).
في هذه الآيات الكريمات من خواتيم سورة الفرقان، يصف الله _عز وجل_ أحوال عباده الذين شرفهم بنسبهم إليه.
وقبل أن نتابع أحوالهم عبر بيان كلام العلماء في تفسير الآيات نذكر بأهم الصفات التي ذكرها القرآن لأهل التقى والصلاح الذين هم عباد الرحمن المخلصين:
أهم سمات الصالحين في القرآن..
1ـ إيمانهم بالغيب:
لا شك أن هذه الصفة أخص صفاتهم، فإنها التي تدعوهم إلى العبادة والانقياد الكامل لأمر الله _عز وجل_ ونهيه، وهذه الصفة هي أول صفة وصفهم الله _عز وجل_ بها في كتابه.
قال الله _تعالى_: "ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ" (البقرة:2-4).

وقال: "إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ" (يّـس: من الآية11)، وقد كان _صلى الله عليه وسلم_ منذراً لكل الناس، فذكر هؤلاء لأجل أنهم هم الذين انتفعوا بإنذاره، وهذه الآية نظير آية "قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمىً أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ" (فصلت: من الآية44).

والدعاة إلى الله ينطلقون من الإيمان بالغيب نحو تعديل وإصلاح حال الأرض، فهم يرتبطون بذلك الرباط الذي لا ينقطع، حيث أرواحهم رفرافة إلى الجنة وعقيدتهم سائرة على التوحيد يرتجون القلب السليم ليلقوا به ربهم..

2ـ العفو والصفح:
وهو خلق علمه النبي _صلى الله عليه وسلم_، أن يعفوا عمن ظلمه ويعطي من حرمه، وقد أخبر الله _عز وجل_ أن من اتصف بهذه الصفة فأجره على الله _عز وجل_ "وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ" (الشورى:40).
كما رغبهم الله _عز وجل_ في مغفرته إذا فعلوا ذلك فقال _عز وجل_ في سورة النور: "وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ" (النور: من الآية22). وقال _تعالى_: "وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" (آل عمران: من الآية134). كما قال _تعالى_: "وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى" (البقرة: من الآية237).

فعلى الداعية إلى الله أن يعفوا وأن يصفح وأن يكون خير الناس صفحاً وأن يمثل القدوة والمثال في ذلك قولاً وعملاً وتطبيقاً، فكم أوذي الصالحون وغفروا، فهل تنتقم لنفسك أيها الداعية لقول سوء قيل فيك؟ أفأنت خير من هؤلاء الأخيار؟!

3- الصدق:
فهم يتحرون الصدق في كل شؤون حياتهم..قال _تعالى_: "وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ" (الزمر:33), وقال _تعالى_: "أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ" (البقرة: من الآية177), قال القاسمي: "أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا" في إيمانهم؛ لأنهم حققوا الإيمان القلبي بالأقوال والأفعال، فلم تغيرهم الأحوال ولم تزلزلهم الأهوال، وفيه إشعار بأن من لم يفعل أفعالهم لم يصدق في دعواه الإيمان، وقد رغب النبي _صلى الله عليه وسلم_ في الصدق، فقال: "وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً" متفق عليه.
وصدق الداعية إلى الله لا يقتصر على قوله وبعض فعله، بل يعم حياته كلها، فيصدق مع نفسه ويسأل نفسه: لمن أقوم بالدعوة إلى الله؟ وهل أرجو الشرف لنفسي؟ وهل أرجو الفخر لنفسي؟ وماذا لو لم أذكر بشيء هل أظل حريصا عليها؟!

4ـ تعظيم شعائر الله:
قال _تعالى_: "ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ" (الحج:32).
قال القرطبي _رحمه الله_: شعائر الإسلام أعلام دينه…وأضاف التقوى إلى القلوب؛ لأن حقيقة التقوى في القلب، ولهذا قال _صلى الله عليه وسلم_ في الحديث الصحيح: "التقوى ههنا وأشار إلى صدره", فالمتقون يعظمون طاعة الله وأمره فيدفعهم ذلك إلى طاعته، ويعظمون كذلك ما نهى الله عنه فيدفعهم ذلك عن معصيته، وعكس ذلك الاستهانة بالأوامر فلا يؤديها، وبالنواهي فيقع فيها _نسأل الله السلامة_, قال أنس _رضي الله عنه_: "إنكم لتعملون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشعر، لنعدها على عهد رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ من الموبقات" البخاري.
وعن ابن مسعود _رضي الله عنه_ قال: "إن المؤمــن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقـال به هكذا" البخاري.
قال العيني: السبب فيه أن قلب المؤمن منور فإذا رأى من نفسه ما يخالف ذلك عظم الأمر عليه، والحكمة في التمثيل بالجبل أن غيره من المهلكات قد يحصل منه النجاة بخلاف الجبل إذا سقط عليه فإنه لا ينجو عادة " جامع الأصول.

والدعاة إلى الله يعلمون الناس تعظيم شعائر الله قولا وفعلا، فواجب عليهم أن إذا ذكروا تذكروا، وإذا نهو انتهوا، وإذا وعظهم واعظ استمعوا، وإذا ردهم للحق راد عادوا إلى الصواب، وهم يعظمون شعائر الله حتى لو فقدوا كل ما يملكون…

أوصاف عباد الرحمن كما في الآيات…
1- أول هذه الأوصاف أنهم يمشون على الأرض هونا "وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً" أي: بسكينه ووقار وتواضع وبغير تجبر ولا استكبار، وليس المقصود أنهم يمشون كالمرضى تضعفا ورياء، فقد كان _صلى الله عليه وسلم_ إذا مشى فكأنما ينحط من صبب، وكأنما الأرض تطوى له، وقد كره السلف المشي بتضعف وتصنع، وقال الحسن البصري _رحمه الله_: إن المؤمنين قوم ذلت منهم والله الأسماع والأبصار والجوارح، و دخلهم من الخوف ما لم يدخل غيرهم، ومنعهم من الدنيا علمهم بالآخرة.
والداعية إلى الله إنما هو نموذج للتواضع وخفض الجناح، فلا يغتر بعلم، ولا يظنن أنه قد اكتسب مكانته بين الناس بجهده، بل هو محض فضل من الله، وكرم لما يحمل من خير، وليبن ذلك في حديثه وسلوكه وفي غضبه ورضاه.

2- وثاني صفاتهم: أنهم "وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً" أي: إذا سفه عليهم الجهال بالقول السيئ لم يردوا عليهم بمثله، بل يصفحون ولا يقولون إلا خيراً كما كان رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ لا تزيده شدة الجاهل إلا حلما.

وللنبي _صلى الله عليه وسلم_ مشاهد كثيرة في حلمه على الناس وفي دفع السيئة منهم بالحلم منه _صلى الله عليه وسلم_ فيقابل السيئة بالحسنة، ففي الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة _رضي الله عنه_ أن رجلا أتى النبي _صلى الله عليه وسلم_ يتقاضاه فأغلظ له، فهم به أصحابه، فقال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ "دعوه فإن لصاحب الحق مقالاً".

كذلك في الحديث المتفق عليه عن أنس _رضي الله عنه_ قال: كنت أمشي مع رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ وعليه برد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي، فجبذه بردائه جبذة شديدة، فنظرت إلى صفحة عاتق النبي _صلى الله عليه وسلم_ وقد أثرت به حاشية الرداء من شدة جبذته ثم قال: يا محمد، مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء.
فهل يمتثل الدعاة إلى الله ذلك الوصف؟ فكم رأينا من داعية غضوب، وكم رأينا من ينتقم لنفسه، وينتصر لها، بل وقد يقع بعضهم في عرض آخر، وقد يغتابه، محتجاً بأنه ينتقده علميا أو فقهيا، وقد يستبيح بعضهم سباب آخرين لمجرد مخالفته في أسلوب عمل..فتأمل!

3- وصفتهم الثالثة: أنهم "وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً" فأخبر الله _سبحانه وتعالى_ عن عبادة أن ليلهم خير ليل، فقال _سبحانه وتعالى_: "وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً" وكما قال _تعالى_: "كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ" (الذاريات:17، 18)، وقال _تعالى_: "تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً" (السجدة: من الآية16)، وأشار _سبحانه وتعالى_ في قوله: "لِرَبِّهِمْ" إلى إخلاصهم فيه ابتغاء وجهه الكريم.

وعن عائشة _رضي الله عنها_ أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ "كان ينام أول الليل، ويقوم آخره فيصلي" متفق عليه.
وعن ابن مسعود _رضي الله عنه_ قال: صليت مع النبي _صلى الله عليه وسلم_ فلم يزل قائما حتى هممت بأمر سوء، قالوا: ما هممت؟ قال هممت أن أجلس وأدعه. متفق عليه.

وروى مسلم عن حذيفة _رضي الله عنه_ قال: صليت مع النبي _صلى الله عليه وسلم_ ذات ليلة فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى فقلت: يصلى بها في ركعة، فمضى، فقلت: يركع بها، (يعني على آل عمران) ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترتلاً، وإذا مر يتعوذ تعوذ، ثم ركع فجعل يقول: سبحان ربي العظيم، فكان ركوعه نحواً من قيامه ثم قال سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد ثم قام طويلاً قريباً مما ركع ثم سجد، فقال: سبحان ربي الأعلى، فكان سجوده قريباً من قيامه.
وروى مسلم عن جابر _رضي الله عنه_ قال: سئل رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ أي الصلاة أفضل؟ فقال: "طول القنوت".

والدعاة إلى الله أحوج ما يكون إلى وقوف في جوف الليل وسجود طويل بين يدي الله لتصفو منهم النفوس وتطهر منهم القلوب فيصيرون أهلا لتلقى الأمانة وأداء التبعة.

4- وصفتهم الرابعة: "وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً" فهم وجلون مشفقون من عذاب الله _عز وجل_، خائفون من عقابه، "إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً" أي: ملازما دائما. ولهذا قال الحسن البصري: كل شيء يصيب ابن آدم ويزول عنه فليس بغرام، وإنما الغرام اللازم ما دامت الأرض والسماوات.
فخوف الدعاة إلى الله غير نظرتهم للأهداف، وغير طموحهم ورجائهم، فلا رجاء لهم في الدنيا غير رجاء الخائفين، ولا استقرار لهم في المتاع، ولا هم يتلذذون بلذات الدنيا..

5- وصفتهم الخامسة: "وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً" أي: ليسوا بمبذرين في إنفاقهم، فيصرفون فوق الحاجة، ولا بخلاء على أهليهم فيقصرون في حقهم وقال الحسن البصري: ليس في النفقة في سبيل الله سرف، وروى مسلم عن أبي عبد الرحمن ثوبان بن بجدد مولى رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ " أفضل دينار ينفقه الرجل دينا ينفقه على عياله، ودينار ينفقه على دابته في سبيل الله، ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله.

6- وصفتهم السادسة: "وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً" (الفرقان:68).
روى البخاري في الجامع الصحيح عن عبد الله بن مسعود _رضي الله عنه_ قال: سئل رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ أي الذنب أكبر؟ قال: "أن تجعل لله أنداداً وهو خلقك" قال: ثم أي؟ قال: "أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك" قال: ثم أي؟ "أن تزاني حليلة جارك" قال عبد الله وأنزل الله تصديق ذلك "وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ" الآية.

7- وصفتهم السابعة التوبة: "إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً" (الفرقان: من الآية70).
روى أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ قال: ما من رجل يذنب ذنبا ثم يقوم فيتطهر ثم يصلى ثم يستغفر الله إلا غفر الله له ثم قرأ _صلى الله عليه وسلم_ هذه الآية "وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ" (آل عمران: من الآية135).." أخرجه أحمد في المسند وصححه أحمد شاكر.
وفي الصحيحين عن عثمان أنه توضأ ثم قال: رأيت رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ توضأ نحو وضوئي هذا ثم قال: "من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه".

وفي الصحيحين عن أنس قال: "كنت عند النبي _صلى الله عليه وسلم_، فجاء رجل فقال: يا رسول الله إني أصبت حدا فأقمه عليّ قال: ولم يسأله عنه، فحضرت الصلاة فصلى مع النبي _صلى الله عليه وسلم_، لما قضى النبي _صلى الله عليه وسلم_ الصلاة قام إليه الرجل، فقال يا رسول الله إني أصبت حدا فأقم فيَ كتاب الله، قال: أليس قد صليت معنا؟ قال نعم قال: فإن الله قد غفر لك ذنبك أو قال حدك".
قال ابن عباس _رضي الله عنهما_ في قوله _تعالى_: "وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ" (الحج: من الآية78) قال: "هو سعة الإسلام وما جعل لأمة محمد من التوبة والكفارة".

والدعاة إلى الله لاشك يذنبون، ولكنهم فوراً يسارعون إلى التوبة والاستغفار واتباع السيئة الحسنة، فالصف المؤمن إذا دخله الفساق واستقروا وانتشروا فيه فَقَدَ اتزانه وتخلخل ثباته فلم يعد يصلح لتحمل الأمانة..

8- وصفتهم الثامنة: "وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً" فهم لا يشهدون الزور، وهو: الكذب والفسق والكفر واللغو والباطل، كما في الصحيحين عن أبي بكرة قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثا قلنا: بلى يا رسول الله، قال: "الشرك بالله وعقوق الوالدين" وكان متكئا فجلس، فقال: "ألا وقول الزور ألا وقول الزور" فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت، يقول ابن كثير _رحمه الله_ والأظهر من السياق أن المراد لا يشهدون الزور أي: لا يحضرونه، ولهذا قال _تعالى_: "وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً" أي: لا يحضرون الزور وإذا اتفق مرورهم به مروا به ولم يندسوا منه شيء، ولذلك قال: "مَرُّوا كِرَاماً".

9- وصفتهم التاسعة: "وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً" أي: هؤلاء المؤمنون وهم عباد الرحمن حالهم بخلاف من إذا سمع آيات الله فلا تؤثر فيه فيستمر على حاله كأن لم يسمعها.
فكم سمعنا عن بكاء الصالحين ودموع العابدين، فهل افتقد الدعاة تلك الدموع؟ أم هل جفت دموعهم لما غابت عن البكاء في سبيل الله، إن دموع الداعية إلى الله هي عطر حلال يعطر به نفسه ويزين به وجهه أمام الله.

10- وصفتهم العاشرة: "وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ" يعني الذين يسألون الله أن يخرج من أصلابهم من ذرياتهم من يطيعه ويعبده وحده لا شريك له، قال ابن عباس: أي يخرج من أصلابهم من يعمل بطاعة الله فتقر به أعينهم في الدنيا والآخرة.
سئل الحسن البصري عن هذه الآية، فقال: والله لا شيء أقر لعين المسلم من أن يرى ولداً، أو ولد ولد أو أخا أو حميما مطيعا لله _عز وجل_، وقال ابن عباس أئمة يقتدى بنا في الخير، قال غيره أجعلنا هداة مهتدين دعاة إلى الخير.
وهنا تتراءى أمام الدعاة إلى الله أهمية التربية الإيمانية ووسائلها ومبادئها، فتربية كل راع لرعيته مسؤولية إيمانية، واهتمام الصالحين بأسرهم وأبنائهم صفة خيرية من صفات عباد الرحمن السابقين.

الجيريا

الجيريا

الجيريا

الجيريا

الجيريا

الجيريا

ி ιllιl رمضًــــآن كــَريـــمَ (( ^_^ ))

صراحة موضوع مميز

الله يبارك فيكم و يجعلنا من عباده الصاحين

خوارج على الدعاة مرجئة مع الطغاة! 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

نبتت نابتة سوء باسم السنة والسلف ـ والسنة والسلف منهم براء ـ لا هم خوارج على الإطلاق .. ولا هم مرجئة على الإطلاق .. وإنما هم مزيج من هذا وذاك!

فهم على الدعاة والمخالفين لهم من أهل القبلة والتوحيد خوارج .. شداد .. غلاظ .. لا يقبلون لهم العثرات .. ولا يعرفون لهم تأويلاً أو عذراً! لأدنى مخالفة ـ وأحياناً بلا مخالفة ـ أو خلاف ـ بحق وبغير حق ـ يرمون المخالفين لهم من أهل التوحيد .. بالتفسيق، والتضليل، والتبديع، وربما بالتكفير .. ولا يتورعون ـ في سبيل ذلك ـ أن يثيروا الشغب، والفتن، وتفريق الصف إلى صفوف .. والجماعة إلى جماعات .. والحزب إلى أحزاب .. وهذا كله يتم باسم السلف والسلفية .. ومحاربة الحزبية!!
أما مع طواغيت الحكم والفجور .. فهم مرجئة .. رحماء .. أذلاء .. يقيلون عثراتهم .. بل وكفرياتهم إلى حد التكلف والتملق .. يتعاملون معهم كأولياء أمور تجب طاعتهم .. والدخول في موالاتهم ونصرتهم .. والتجسس لصالحهم على كل من يخالفهم أو يُعاديهم!!
يتوسعون لهم في التأويل في مواضع لا يصح فيها التأويل شرعاً ولا عقلاً ..!
يصورون سيئاتهم للناس على أنها حسنات .. وأن سيئاتهم مهما عظمت وتنوعت فهي لا تخرج عن كونها كفراً دون كفر .. وعن كونها تحت المشيئة .. وهذا كله ـ خسئوا وكذبوا ـ كما قال ابن عباس!!
ألَّفوا عشرات المصنفات المدعومة .. يُجادلون فيها عن الطواغيت الظالمين .. وعن كفرهم وباطلهم .. وبالمقابل يُشهِّرون فيها ـ بأقبح الأوصاف وعبارات التنفير ـ بعلماء التوحيد والسنة والجهاد .. الأحياء منهم والأموات!
يغضبون حيث يغضب السلطان .. ويرضون ويبشون حيث يرضى السلطان .. وفتاواهم تدور مع السلطان ومصلحة السلطان ـ وليس مع الحق ـ حيثما دار .. لذا تجدهم ـ دون غيرهم ـ من المقربين إلى العتبات .. والبلاط الملكي .. يُخصّون بالعطاء والمنح والفُتات!
فهم بهذه الأوصاف مزيج غريب فريد ـ لم يعرفه التاريخ من قبل ـ جمعوا فيه بين أسوأ ما قيل في الخوارج الغلاة وأسوأ ما قيل في المرجئة الغلاة ..!
وهم ـ بحق ـ بلوة هذا العصر .. ليس لها من دون الله كاشفة .. قد تلبَّس أمرهم وضلالهم على كثير من الناس .. لذا تعينت الإشارة إليهم .. والتحذير منهم .. ولا حول ولا قوة إلا بالله.




لا تنسونا من صالح دعاءكم ربما هذا آخر موضوع اكتبه خاصة امام موجة الحظر التي ينفذها من يخاف من الحقيقة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة karim h الجيريا
لا تنسونا من صالح دعاءكم ربما هذا آخر موضوع اكتبه خاصة امام موجة الحظر التي ينفذها من يخاف من الحقيقة


لا تخف أخي فالحظر موجّه للفئة الضالة من الخوارج و الشيعة و المرجئة
و دعاة الفتنة و لا نخشى قول الحقيقة التي ننادي إليها و نسأل الله أن يوفقنا
لتبليغها و لا تهمنا دعاوى المبطلين هكذا تعلّمنا من علمائنا الربانيين لا علماء
السوء و الضلالة و الفتنة ندعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له في ربوبيته
و الوهيته و أسمائه و صفاته و نبغض كلّ مشرك بالله تعالى بغضا مطلقا
كما نبغض العاصي و مرتكب الكبائر على معصيته مع كونه مؤمنا موحّدا مسلما …

نسأل الله أن يهدينا و إياكم صراطه المستقيم ..

أعراض الدعاة والمصلحين [.سماحة الوالد العلاّمة ابن باز رحمه الله تعالى ] 2024.


السّلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته..

أعراض الدعاة والمصلحين

كثرت في الأيام الأخيرة ظاهرة الوقوع في أعراض الدعاة وتقسيمهم
ونسبتهم إلى أحزاب ، فما رأيك بذلك ؟.

الحمد لله

إن الله عز وجل يأمر بالعدل والإحسان وينهى عن الظلم والبغي والعدوان ،
وقد بعث الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بما بعث به الرسل جميعاً من الدعوة
إلى التوحيد وإخلاص العبادة لله وحده . وأمره بإقامة القسط ونهاه عن ضد ذلك
من عبادة غير الله ، والتفرق والتشتت والاعتداء على حقوق العباد .

وقد شاع في هذا العصر أن كثيراً من المنتسبين إلى العلم والدعوة إلى الخير يقعون في أعراض كثير
من إخوانهم الدعاة المشهورين ، ويتكلمون في أعراض طلبة العلم والدعاة والمحاضرين .
يفعلون ذلك سراً في مجالسهم . وربما سجلوه في أشرطة تنشر على الناس ،
وقد يفعلونه علانية في محاضرات عامة في المساجد ، وهذا المسلك مخالف لما أمر
الله به ورسوله من جهات عديدة منها :

أولاً :
أنه تعد على حقوق الناس من المسلمين ، بل من خاصة الناس من طلبة العلم والدعاة الذي بذلوا وسعهم
في توعية الناس وإرشادهم وتصحيح عقائدهم ومناهجهم ، واجتهدوا في تنظيم
الدروس والمحاضرات وتأليف الكتب النافعة .

ثانياً :
أنه تفريق لوحدة المسلمين وتمزيق لصفهم ، وهم أحوج ما يكونون إلى الوحدة والبعد عن الشتات
والفرقة وكثرة القيل والقال فيما بينهم ، خاصة وأن الدعاة الذين نيل منهم هم من أهل السنة
والجماعة المعروفين بمحاربة البدع والخرافات ، والوقوف في وجه الداعية إليها ، وكشف خططهم وألاعيبهم .
ولا نرى مصلحة في مثل هذا العمل إلا للأعداء المتربصين من أهل الكفر والنفاق أو من
أهل البدع والضلال .

ثالثاً :
أن هذا العمل فيه مظاهرة ومعاونة للمغرضين من العلمانيين والمستغربين وغيرهم من الملاحدة الذين
اشتهر عنهم الوقيعة في الدعاة والكذب عليهم والتحريض ضدهم فيما كتبوه وسجلوه ، وليس من حق الأخوة الإسلامية أن يعين هؤلاء المتعجلون أعداءهم على إخوانهم من طلبة العلم والدعاة وغيرهم .

رابعاً :
إن في ذلك إفساداً لقلوب العامة والخاصة ، ونشراً وترويجاً للأكاذيب والإشاعات الباطلة ،
وسبباً في كثرة الغيبة والنميمة وفتح أبواب الشر على مصاريعها لضعاف النفوس الذين يدأبون على بث
الشبه وإثارة الفتن ويحرصون على إيذاء المؤمنين بغير ما اكتسبوا .

خامساً :
أن كثيراً من الكلام الذي قيل لا حقيقة له ، وإنما من التوهمات التي زينها الشيطان لأصحابها وأغراهم بها
وقد قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن
إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً … ) الحجرات/12 ، والمؤمن ينبغي أن يحمل كلام أخيه المسلم
على أحسن المحامل ، وقد قال بعض السلف : لا تظن بكلمة خرجت من أخيك سوءً وأنت
تجتهد لها في الخير محملاً .

سادساً :
وما وجد من اجتهاد لبعض العلماء وطلبة العلم فيما يسوغ فيه الاجتهاد فإن صاحبه لا يؤاخذ به ولا يثرب
عليه إذا كان أهلاً للاجتهاد ، فإذا خالفه غيره في ذلك كان الأجدر أن يجادله بالتي
هي أحسن ، حرصاً على الوصول إلى الحق من أقرب طريق ودفعاً لوساوس الشيطان وتحريشه بين المؤمنين ،
فإن لم يتيسر ذلك ، ورأى أحد أنه لا بد من بيان المخالفة فيكون ذلك بأحسن عبارة
وألطف إشارة ، ودون تهجم أو تجريح أو شطط في القول قد يدعو إلى رد الحق أو الإعراض عنه .
ودون تعرض للأشخاص أو اتهام للنيات أو زيادة في الكلام لا مسوغ لها .
وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في مثل هذه الأمور ما بال أقوام قالوا كذا وكذا .

فالذي أنصح به هؤلاء الإخوة الذين وقعوا في أعراض الدعاة ونالوا منهم أن يتوبوا إلى الله تعالى
مما كتبته أيديهم ، أو تلفظت به ألسنتهم مما كان سبباً في إفساد قلوب بعض الشباب وشحنهم
بالأحقاد والضغائن ، وشغلهم عن طلب العلم النافع ، وعن الدعوة إلى الله بالقيل والقال والكلام عن فلان
وفلان ، والبحث عما يعتبرونه أخطاء للآخرين وتصيدها ، وتكلف ذلك .

كما أنصحهم أن يكفروا عما فعلوا بكتابة أو غيرها مما يبرؤون فيه أنفسهم من مثل هذا الفعل
ويزيلون ما علق بأذهان من يستمع إليهم من قولهم ، وأن يقبلوا على الأعمال المثمرة التي تقرب إلى
الله وتكون نافعة للعباد ، وأن يحذروا من التعجل في إطلاق التكفير
أو التفسيق أو التبديع لغيرهم بغير بينة ولا برهان وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم
: ( من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما ) متفق على صحته .

ومن المشروع لدعاة الحق وطلبة العلم إذا أشكل عليهم أمر من كلام أهل العلم أو غيرهم أن يرجعوا فيه
إلى العلماء المعتبرين ويسألوهم عنه ليبينوا لهم جلية الأمر ويوقفوهم على حقيقته ويزيلوا
ما في أنفسهم من التردد والشبهة عملاً بقول الله عز وجل في سورة النساء : ( وإذا جاءهم أمر من الأمن
أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلاً )
النساء/83 .

والله المسؤول أن يصلح أحوال المسلمين جميعاً ويجمع قلوبهم وأعمالهم على التقوى ،
وأن يوفق جميع علماء المسلمين ، وجميع دعاة الحق لكل ما يرضيه وينفع عباده ،
ويجمع كلمتهم على الهدى ويعيذهم من أسباب الفرقة والاختلاف ، وينصر بهم الحق ويخذل
بهم الباطل إنه ولي ذلك والقادر عليه .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ، ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين .

كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة
لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
– رحمه الله – م/7 ، ص/311.

منقول من موقع الإسلام سؤال وجواب ..

والله الموفق لا إله غيره ولا ربّ سواه..



يُرْفَعُ عسى يكون ذكرى للإخوة والأخوات في المنتدى إن شاء الله

أحسنت أخي راجي الصمد
جزاك الله خيرا على الموضوع المهم و القيم

و أضيف هاتين الرسالتين القيمتين
للعلامة عبد المحسن العباد حفظه الله

رفقا أهل السنة بأهل السنة
https://www.saaid.net/book/172.zip

C:Documents and SettingsadminBureau16.rar

و مرة أخرى رفقا أهل السنة بأهل السنة.
https://www.ballighofiles.com/emad/rifqan.pdf

الجيريا

الجيريا

الجيريا

الجيريا

تنبيه مهم حول الرسالتين للعلامة العباد حفظه الله.

السؤال:
لقد شاع عند بعض الشباب أن الشيخ عبدالمحسن العباد تراجع عن تقريض كتاب مدارك النظر للشيخ عبد المالك وأن دليل تراجعه هو كتابه المطبوع رفقا بأهل السنة بأهل السة
فما هو الردعلى هذا الكلام حفظكم الله ؟

أجاب الشيخ عبد المحسن قائلاً:

"أولاً كتاب مدارك النظر أنا قرأته مرتين يعني أنا سُئِلت يعني عدة مرات أنني ما قرأت يعني الكتاب كله أو إنما قرأت بعضه أو اطلعت على بعضه و أنا قلت وأقول إنني قرأته مرتين من أوله إلى آخره المرة الأولى قرأته لأن ما طُلِب مني أن أكتب فيه أكتب شيء عنه فقرأته قراءة يعني الاطلاع على ما فيه من أوله لآخره و لمَّا فرغت و قلت لمؤلفه أني اطلعت عليه و أنه مفيد قال لو كتبت يعني مقدمة له فقلت إذاً أقرأه مرة ثانية فقرأته من أوله إلى آخره و انتقيت منه بعض المواضع التي تكلمت عليها التي تكلمت عليها فإذاً الكتاب قرأته كله من أوله إلى آخره و ما ذكرته يعني أو ما نصيت عليه هذا يعني ذكر لبعض ما فيه ذكر لبعض ما فيه و ليس لكل ما فيه و لم أتراجع عن شيئاً مما كتبته.
والكتاب الذي كتبته أخيراً وهو (رفقاً أهل السنة بأهل السنة) لا علاقة للذين ذكرتهم في مدارك النظر بهذا الكتاب لا علاقة للذين ذكرتهم في مدارك النظر بهذا الكتاب فهذا الكتاب الذي هو (رفقاً أهل السنة بأهل السنة ) لا يعني الإخوان المسلمين و لا يعني المفتونين بسيد قطب و غيره من الحركيين و لا يعني أيضاً المفتونين بفقه الواقع و النيل من الحكام و كذلك التزهيد في العلماء لا يعني هؤلاء لا من قريب و لا من بعيد وإنما يعني أهل السنة فقط وهم الذين على طريقة أهل السنة حيث يحصل بينهم الاختلاف فينشغل بعضهم ببعض تجريحاً و هجراً و ذماً " اهـ

أكمل الشيخ الجواب بعد الأذان فقال:
" ذكرت أن هذا الكتاب لا يعني هذه الطوائف وهذه الفرق المنحرفة عن منهج أهل السنة والجماعة وعن طريقة أهل السنة و الجماعة و إنما يعني من كان من أهل السنة مشتغلاً بغيره من أهل السنة تجريحاً و هجراً و تتبعاً للأخطاء و التحذير بسبب هذه الأخطاء و كذلك إذا حصل خلاف بين شخصين ينقسم أهل السنة إلى قسمين قسم يؤيد هذا و قسم يؤيد هذا ثم يحصل التهاجر والتقاطع بين أهل السنة في كل مكان نتيجة لهذا الاختلاف فإن هذا من أعظم المصائب و من أعظم البلاء يعني حيث يتهاجر أهل السنة و يتقاطعون بسبب خلاف بين شخص و شخص و ما قاله فلان في فلان و ما قاله في فلان و فلان و ما موقفك من فلان و إن وقفت سلمت و إن لم تقف وإن لم يكن لك موقف فإنك تكون مبتدعاً ثم يحصل التهاجر و ينقسم أهل السنة إلى هذا الانقسام الخطير هذا هذا هو هذا هو الذي يعنيه هذا الكتاب و من المعلوم أن هذا الكتاب لا يعجب الحركيين لأنهم لأن الحركيين يحبون أن ينشغل أهل السنة بعضهم ببعض حتى يسلموا منهم حتى يسلموا من أهل السنة و ذلك بانشغال بعضهم ببعض و هذا الكتاب يدعو إلى إصلاح ذات البين و أن يرفق أهل السنة بعضهم ببعض وأن يحرص بعضهم على تسديد البعض وهذا هو الذي يعنيه الكتاب وأما أهل الحركات المناهضة أو المباينة لطريقة أهل السنة فهؤلاء يعجبهم هذا الاختلاف لأنهم إذا انشغل أهل السنة بعضهم ببعض هم سلموا من أهل السنة و صار بأس أهل السنة فيما بينهم وهذا هو الذي يريدونه " اهـ

__________________

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أثابك الله خيرا أخي رضا وجعل الله إضافتكم الطيبة في ميزان حسناتكم

ترقبو صدور العدد 28 من مجلة الاصللاح الجزائرية – لسان حال الدعاة إلى الله في الجزائر 2024.

https://www.rayatalislah.com/img/majallah/28A.jpg
السبلام عليكم ورحمة الله وبركاته ترقبو صدور العدد 28 من مجلة الاصللاح الجزائرية وتجدون فيه
https://www.rayatalislah.com/img/majallah/28B.jpg

بارك الله فيك وهذه الصور مباشرة

الجيريا

الجيريا

الحمد لله أول مقال للشيخ بريكة زيدان موجود في الفهرس بعنوان :

مقاصد الدعوة إلى الله تعالى عند أهل السنة والجماعة ص 31

بالتوفيق إن شاء الله

بارك الله فيكما أخوي

وفيكم بارك أخي

جوامع الحكمة زاد الدعاة دواء القلوب * 2024.

جوامع الحكمة *و* زاد الدعاة *
و* دواء القلوب *

*جوامع الحكمة *

يقول لقمان الحكيم : جمعت لك حكمتى فى ست كلمات :

• اعمل للدنيا بمقدار بقائك فيها .
• اعمل للآخرة بمقدار بقائك فيها .
• اعمل لله بمقدار حاجتك إليه .
• اعمل من المعصية بمقدار ما تطيق من العقوبة .
• لا تسأل إلا من يحتاج إلى احد .
• اذا أردت أن تعصى الله فاعصه فى مكان لا يراك فيه .

* زاد الدعاة *

يقول أبو ذر الغفارى رضى الله عنه :-
" صم يوما شديد الحر ليوم النشور ، وصل ركعتين فى ظلمة الليل لوحشة القبور ،
وحج حجة لعظائم الأمور ، وقل كلمة وامسك عن كلمة باطل، وتصدق بصدقة
وأخفها".

* دواء القلوب *

قال إبراهيم الخواص : دواء القلوب خمسة :-

1- قراءة القرآن بالتدبر . 2- خلاء الباطن .
3- قيام الليل 4- التضرع عند السحر.
5- مجالسة الصالحين.
13-* واعظ الله فى القلب *
و* موانع الإجابة *

* واعظ الله فى القلب *

روى الأمام احمد عن النواس بن سمعان قال رسول الله :
ضرب الله مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبى الصراط سوران فيها أبواب مفتوحة ،
وعلى الأبواب ستور مرخاة ، وعلى باب الصراط داع يقول يا أيها الناس ادخلوا
الصراط جميعا ولا تعوجوا ، وداع يدعو من فوق الصراط ، فإذا أراد الإنسان أن
يفتح شيئا من تلك الأبواب قال : ويحك لا لا تفتحه فانك أن تفتحه تلجه ،
فالصراط الإسلام ، والسوران حدود الله ، والأبواب المفتحة محارم الله ،
وذلك الداعى على رأس الصراط كتاب الله ، والداعي من فوق الصراط واعظ لله فى
قلب كل مسلم .

• موانع الإجابة *

مر إبراهيم ابن ادهم بسوق البصرة فاجتمع الناس وقالوا له يا أبا إسحاق مالنا ندعو فلا يستجاب لنا قال : لان قلوبكم ماتت بعشرة:
1- عرفتم الله فلم تؤدوا حقه .
2- زعمتم أنكم تحبون رسول الله وتركتم سنته .
3- قرأتم القرآن ولم تعملوا به .
4- أكلتم نعم الله ، ولم تؤدوا شكرها .
5- قلتم إن الشيطان عدو لكم ، فوافقتموه ولم تخالفوه.
6- قلتم إن الجنة حق ، ولم تعملوا لها.
7- قلتم إن النار حق ، ولم تهربوا منها.
8- قلتم إن الموت حق ، ولم تستعدوا له.
9- انتبهتم من النوم ، وانشغلتم بعيوب الناس ، ونسيتم عيوبكم.
10- دفنتم موتاكم ، ولم تعتبروا بهم.

بين الدنيا والآخرة

قال رسول الله من أصبح وهمه الدنيا شتت الله تعالى أمره ، وفرق عليه
ضيعته ، وجعل فقره بين عينيه ، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له . ومن
أصبح وهمه الآخرة جمع الله شمله ، وحفظ عليه ضيعته وجعل غناه فى قلبه وآتته
الدنيا وهى راغمة 0
قال صلى الله عليه وسلم : من خاف من الله خافه كل شىء ومن خاف غير الله خاف من كل شىء
قال صلى الله عليه وسلم :- من اشتاق إلى الجنة سارع إلى الخيرات ومن خاف النار لهى عن
الشهوات ، ومن ترقب الموت ترك اللذات ، ومن زهد فى الدنيا هانت عليه
المصائب 0

1- حديث قدسى
أحب ثلاثا وحبى لثلاثه اشد :
أحب الغنى الكريم ، وحبى للفقير الكريم أشد .
أحب الفقير المتواضع ، وحبى للغنى المتواضع أشد 0
أحب الشيخ الطائع ، وحبى للشاب الطائع أشد .
وأبغض ثلاثاً وبغضى لثلاثة أشد :
أبغض الغنى المتكبر ، وبغضى للفقير المتكبر أشد .
أبغض الفقير البخيل ، وبغضى للغنى البخيل أشد .
أبغض الشاب العاصى ، وبغضى للشيخ العاصى أشد .

2- حديث قدسى
وعزتى وجلالى لا أجمع لعبدى أمنين ، ولا اجمع له أبداً خوفين ، : إن هو
خافنى فى الدنيا أمننى يوم أجمع فيه عبادى عندى فى حضرة العرش فيدوم له
أمنه ولا أمحقه فيمن أمحق .
وإن هو امننى فى الدنيا خافنى يوم أجمع فيه عبادى عندى فى حظيرة القدس
فيدوم له أمنه ولا امحقه فيمن أمحق ، وإن هو أمننى فى الدنيا خافنى يوم
أجمع فيه عبادى لميقات يوم معلوم له خوفه .

الجيريا

الجيريا

الجيريا

الجيريا

الجيريا

من هم الدعاة إلى الإضراب في عدم صدور القانون الخاص 2024.

يبدوا أن من بين الدعاة للإضراب هم الذين لم يضربوا يوما ، ولم يقدموا أدنى خدمة في سبيل تحقيق مطالب القطاع ، وهم الآن الفئة الأكثر استفادة من حيث التصنيف ويطالبون بأن يكونوا في أعلى الرتب حسابا على زملائهم في القطاع فمنهم من ينتظر في الرتبة 14 ومنهم من ينتضر في الرتبة 16 أحسن من الأستاذ المكون الذي أفنى عمره في البحث عن الشهادات ، وقد أنساهم طمعهم هذا تصنيف زملائهم الذين مازالوا يراوحون مكانهم في الصنف 10 و 11 على التوالي ، إن قلقهم هذا على المسودة و متى تمرإلى اللجنة الحكومية للمصادقة يدل على ذلك.

ان دعت نقابة العار انباف للاضراب تالله لأعملنّ يوما قبل الاضراب ويوما بعده

بن بوزيد و أيحي يحبون الإضرابات أتدري لماذا؟
لأجل الإقتطاعات التي تدخل إلى خزينة الدولة و يتصرفون فيها كما يريدون شراء الذمم مثلا…..

يا جماعة الخير…اذا الحكومة ضربت بكل اقتراحات النقابات عرض الحائط و أظن هذا ما سيكون…..ماذا نفعل حينها…؟ هل نجلس و نبكي على الأطلال….؟رغم أنني من المتضررين حتى من اقراحات النقابات….لكن كيف سنحقق مبتغانا…؟اذا لم نضرب و كنا ضد اضراب النقابات …هذا طبعا اذا كان هناك اضراب أصلا….هل لكم البديل…؟

فسر لنا ما دخل صرف المخلفات ( حقوقنا…اموالنا بحكم القانون…عرق جبيننا …) وحجزها ضمن نقاط المفاوضات و القانون الخاص.
يا اخي الكريم هناك اموال كبيرة تخصص لتظاهرات الترف و اللهو و الحلويات و المشروبات تصب في حسابات المؤسسات المشرفة عليها بسنة قبل انطلاق هذه الخزعبلات

دراهم المشحاح ياكلهم الكذاب

فالنعلنها حربا على اليهود لتحرير غزة و القدس الشريف الى الامام الله اكبر

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zaki amor الجيريا
ان دعت نقابة العار انباف للاضراب تالله لأعملنّ يوما قبل الاضراب ويوما بعده

صدقت يا زكي وانا مثلك ان دعت النقابات للاضراب سوف اعمل يوما قبله ويوم الاضراب ويومان بعده واضيف الجمعة والسبت

من ألف الاضراب أكيد سيضرب……………..من لم يألف الاضراب فلا يضرب………….لان حساباته شخصية ضيقة……

ان بقيت دار لقمان على حالها ليس لدينا أي حل ما عدا الاضرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااب.

الدعاة والكاهن 2024.

الدعاة والكاهن

مر ثلاثه من الدعاه الى دين الله الإسلام بقوم كانوا يعبدون النار والعياذ بالله فدعوا القوم إلى عباده الله الواحد وترك عباده النار ولكن القوم لم يستجيبوا لهم.
وأتت جنود الملك وأخذت الدعاه وذهبوا بهم إلى الملك واستنكر الملك كلامهم ودعا الكاهن ليجادل الدعاه ويثبت إنهم على حق فى عبادة النار فقال الكاهن للدعاه :
سوف اسئلكم عده اسئله يجب ان تجيبوا عليها فقال له الدعاه :
واذا اجبناك على الاسئله هل تشهدوا لديننا
فقال الكاهن : نعم انزعج الملك وقال: كيف ايها الكاهن
فقال الكاهن : اطمئن يامولاى لن يستطيعوا الاجابه على الاسئله.
فقال:
السؤال الاول ماهو الشىء الذى لا يعلمه الله؟

وما هو الشىء الذى يطلبه الله من العباد؟

وما هو الشىء الذى لا يوجد فى خزائن الله؟

وما هو الشى الذى عند البشر وليس عند الله؟

وما هو الشىء الذى حرمه الله على نفسه؟
احتار الدعاه وظلوا يفكرون ولكن صاح أحدهم انا أجيبك عن أسئلتك………

فقال:
الشىء الذى لا يعلمه الله الشريك فى الملك
(وجعلوا لله شركآء قل سموهم أم تنبئونه بما لا يعلم فى الارض) جزء من الآيه 33 الرعد

فسبحانه لا يعلم له شريك فى الملك فهو الله الاحد

اما الشىء الذى يطلبه الله من العباد فهو القرض
( إن تقرضوا الله قرضاً حسناً يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم)17

اما الشىء الذى لا يوجد فى خزائن الله فهو الفقر فسبحانه خزائنه مملؤه ينفق كيف يشاء

اما الشىء الذى عند البشر وليس عند الله فهو الزوجه والولد

اما الشىء الذى حرمه الله على نفسه فهو الظلم

فبكى الكاهن وقال : نعم والله انه الدين الحق كيف السبيل إلى دينكم نهره الملك ولكن لم يستجيب له فقال الداعى: قول لا اله الا الله محمد رسول الله فقال الكاهن: لا اله الا الله محمد رسول الله

وردد الجميع بصوت واحد لا اله الا الله محمد رسول الله

من هنا يجب ان يكون الداعي الي الله علي علم ودراية بأمور دينه بدرجة كافية حتي لا يضعه أعداء الله موضعا يعجز فيه عن الدفاع عن دينه والتعريف به …فيؤخر ولا يقدم .*

بارك الله فيك اعرف هده القصة ولكنني احب دائما قرائتها

بارك الله فيك

من اقوال الدعاة و العلماء 2024.

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

هذا اول موضوع لي بهذا المنتدى فقررت ان يكون عبارة عن طرح لاقوال الدعاة و العلماء عسى ان نهتدي بها في امور الدنيا و الاخرة

سابدا انا

د.محمد بن عبد الرحمن العريفي |
الدنيا لا تساوي أن تحزن أو تقنط من مشاكلها أو يرتفع ضغط دمك من همومها
فما عندك زائل وما عند الله باق

د.عمر عبد الكافي |
العمل بغير إخلاص كالمسافر يملأ جرابه رملاً يثقله ولا ينفعه، فكم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، وكم من قائم ليس له من قيامه إلا التعب والنصب، فالذكر، والدعاء، ومجالس العلم، وقراءة القرآن، وقيام الليل، كل ذلك إذا لم يكن بإخلاص كان صاحبه كالمسافر الذي يحمل على دابته فوق طاقتها، ولا يوفيها علفها، فما أسرع ما تقف به!

الشيخ محمد العريفي

لولا البلاءُ لكانَ يوسف مدلّلًا في حضنِ أبيه، ولكنّه أصبحَ معَ البلاء عزيزَ ..

الشيخ محمد بن العثيمين
نعيش في الدنيا ونحن نعصي الله ليلا ونهارا ونحن ضامنين دخول الجنه .. !
و نسينا ان آدم حرم من دخول الجنه بمعصيه واحده .. !

الشيخ محمد صالح المنجد
ليس الخائف من الله الذي يبكي فيعصر عينيه ، إنما الخائف من ترك ما اشتهى من الحرام وهو يقدِر عليه
( ولمن خاف مقام ربه جنتان )

نصيحتنا لكم ايها الدعاة 2024.

وصية{1}
أخي الداعي يا من وهبه الله تعالى العلم والحكمة وجمال الأخلاق وأعانه على صرف الأوقات في عمل القربات والطاعات
أخي: أعلم – حفظني الله وإياك من حب الدنيا والرغبة فيما فيها – أن تلك الإقامة التي أنت مقيم فيها هي وظيفة العلماء الربانيين والأمناء الروحانيين ورثة رسل الله – عليهم الصلاة والسلام – وأبدال الصديقين والشهداء
فمن أقامه الله تعالى مقام رسله جعل له علامات هي الحجج المؤيدة لصدق إقامته والبراهين التي في قوة تصديق الله أنه سبحانه قد منَّ عليه بميراث الرسل عليهم الصلاة والسلام وتلك العلامات هي:
الحرص على عباد الله من أن يقع أحدهم فيما يُغضب الله بسببهم والرأفة والرحمة بالمؤمنين ولين الجانب والخلق العظيم والصبر على جفوة مَنْ يَدْعونهم ودعوة الخلق كلُّ على قدر عقله ومداراة الناس والغضب في الله والإحسان إلى المسئ وصلة القاطع وتأليف النافر
وترك الجدل مرة واحدة إلا ما كان لبيان حكم من الأحكام الشرعية مختلف فيه ويكون بالتي هي أحسن والتباعد بالكلية عن تنفير الخلق أو عن نية السوء أو قصد الشر أو العزم عليه أو التكلم بما لا يليق من قبيح الكلام قي غيبة الناس أو في مواجهتهم
والتباعد عن سماع الشر في حق الناس والزهد فيما في أيديهم وبذل ما في اليد لهم تألّفاً لهم والمسارعة إلى فعل الواجبات والفضائل والمكرمات ومنافستهم في ذلك حتى يقلِّدوا الداعي والشفقة عليهم والاجتهاد في دفع المصائب عنهم وتخفيف آلامهم ومشاركتهم في مهماتهم مشاركة عملية بالمال والنفس
وذكر محاسنهم وستر عيوبهم في غيبتهم والاجتهاد في تنبيههم لترك المعاصي التي يقع فيها بعضهم وعمل الفضائل التي تركها بعضهم بطريق محفوظ من أن يتوهم أحدهم أنه مقصود بالذات خشية من التنفير بل يكون بتنبيه عام يبين فيه قبح المعصية وسوء عاقبتها ويبين حسن الفضيلة وجميل مآلها
فهذه الأخلاق هي التي يجب أن يكون عليها المتصف بصفات الداعي إلى الله أو النائب عنه لأنها من أخص صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والخادم إذا ناب عن سيده يلزمه أن لا يخالفه فإن خالفه هلك أو أهلك
فمن أقامه الله بدلاً عن الصديقين والشهداء ونائباً عن العلماء الربانيين ثم غلبته نفسه فغضب أو شتم آخر أو سبَّه أو كرهه بقلبه أو ظن في أخيه سوءاً أو قطع أخاً له لغرض من أغراض الدنيا أو لعلة من علل الحظوظ أو تهاون بواجب أو ترك المنافسة في عمل الخيرات ونافس في عمل الشرور، من كان هكذا فكأنه يريد أن لا يقبل فضل الله ونعمته
لأن هذا الفضل العظيم يمنح بالفضل من الله تعالى ويدوم ذلك الفضل بمراعاة تلك المعاني ونعوذ بالله من حال عبد يتفضل الله عليه فيأبى فضل الله، وينعم الله عليه فيرد نعمة الله
أيها العالم الرباني: بم صرت عالماً؟ قال معي: {هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي} النمل40
نعم ، فعليك أن تشكر ربك جل جلاله بمجاهدة نفسك حتى تتصف بصفات أهل الفضل ، أحذر أن تمنح الفضل بالفضل وتنسى المتفضِّل وفضله فيسلب – والعياذ بالله – الفضل بالعدل واستعذ بالله – أيها الداعي – من السلب بعد العطاء
توددّ إلى الأباعد وأحسن إلى الأقارب وغض بصرك عن عيوب إخوانك المؤمنين واستر زلَلَهم واعف عن مسيئهم واصفح عن ظالمهم واشكر الله الذي جعلك من أهل الفضل علماً وخُلقاً وحالاًوعملاً
وتحقق أن أجمل نعمة ينعم الله بها على عبده ويدوم بها الفضل العظيم ويبقى في ذريته بعده: هي أن ينعم الله عليك بجميل الأخلاق وأن يملكك نفسك فلا تخرج بك عن طاعة الله ولا توقعك في معاصي الله ، وبذلك يحبك الله وملائكة الله ورسل الله ويحبك الناس أجمعون إلا من كرهك لأنك على الحق وهو على الباطل في الاعتقاد والرأي والعمل
فلا يكرهك أحد من الخلق لحماقة لأنك حليم ولا يكرهك لعمل سوء لأنك رحيم ولا يكرهك لجفاء وقوة لأنك رءوف ولا يكرهك لبخل لأنك كريم ولا يكرهك لنفور منك لأنك صفوح عفو ولا يكرهك لطمع منك لما في أيديهم لأن الله أغناك عن شرار خلقه وجعل غناك في قلبك ولا يكرهك لترك واجب لمسارعتك لعمل الواجب والمندوب ولا يكرهك لسوء أدب لخشيتك من الله
وتحقق أن بغض الناس خصوصاً الأقارب وبالأخص الوالدين والأولاد دليل على أنك من أهل الكبائر القلبية أو البدنية ، فبادر بسرعة وتب إلى الله وجاهد نفسك متخلقاً بأخلاق العلماء الربانيين والعارفين الروحانيين ليدوم لك الفضل العظيم في الدنيا وفي البرزخ وفي الآخرة وتدبر قوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} الرعد11
أسأل الله تعالى الحفظ والسلامة والنعم والإحسان والفضل العظيم والمعونة على الشكر إنه مجيب الدعاء
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

{1} هذه الوصية نقلناها بتصرف من كتاب مذكرة المرشدين والمسترشدين للإمام أبي العزائم رضي الله عنه لشمولها وأهميتها

منقول من كتاب {الخطب الإلهامية_ج1_الهجرة ويوم عاشوراء}

الموهوبون في أوساط الدعاة 2024.

الموهوبون في أوساط الدعاة
الجيريا

فالأمم العظيمة ليست إلا صناعةً حسنة لنفر من الرجال الموهوبين، وأثر الرجل العبقري فيمن حوله كأثر المطر في الأرض الموات، وأثر الشعاع في المكان المظلم، وكم من شعوب رسفت دهراً في قيود الهوان، حتى قيض الله لها القائد الذي نفخ فيها من روحه روح الحرية، فتحولت بعد ركود إلى إعصار يجتاح الطغاة ويدك معاقلهم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ

يشهد عصرنا تطوراً مطرداً في مجمل نواحي الحياة الاجتماعية وغيرها، وتزدهر بعض أنواع الأعمال والنشاطات مستفيدة مما يقدمه التطور التكنولوجي والخدمي والثقافي، وصولاً لتحقيق أهداف معينة.. إلا أن العمل الدعوي يعاني من ركود فلا يكاد يخرج عن قالبه القديم المحافظ إلا في ما ندر. ولا يقتصر الجمود والركود على أساليب وآليات العمل الدعوي، بل يتعداه إلى مفاهيم وأفكار هذا العمل، ما يجعل من الصعب الاستفادة من الإمكانيات البشرية والتقنية المتاحة أحياناً.

ومن بين الإمكانيات البشرية التي تنمو وتذبل دون أن يستفاد منها هي الموهبة التي يزرعها الله تبارك وتعالى في بعض أفراد المجتمع ممن قد يمتهنون العمل الدعوي، وممن يجدون القوالب الجاهزة أمامهم، التي يصعب تحريكها أو تغييرها، فتنتهي الموهبة عندهم دون أن يستفاد منها في الدعوة إلى الله، أو في تطوير مفاهيم أو أفكار هذا العمل المبارك.

حاجة الدعوة إلى التطوير والموهبة

من أكثر الأعمال إلحاحاً لتطويرها وتغييرها وفقاً لمعطيات العصر الحديث هو العمل الدعوي، والذي يعاني في غالبيته من جمود وركود استمر على مدى سنوات طويلة، لم يستطع أن يخرج من قوالبه الجامدة إلا في بعض الحالات النادرة.. ويحتاج العمل الدعوي تحديداً للتطوير أكثر من غيره من الأعمال والنشاطات لعدة أسباب:

1- أنه عمل خلاق يحاكي العقل والعاطفة، ما يتطلب منه أفكاراً وقوة دائمة للإقناع.
2- التطور الذي يشهده العصر الحديث من علوم وتكنولوجيا واتصالات وغيرها، ما يجعل لزاماً على العمل الدعوي مواكبة هذا التطور كي لا يبتعد عن المجتمع الذي هو البيئة الأولى له.
3- تستفيد جهات سلبية أخرى من التطور الحاصل في عدة مجالات من بينها جهات التنصير والجهات التي تبث الأفكار الهدامة للجهات المسلمة كالأغاني الهابطة والمواقع والقنوات الماجنة، ما يحتم على العمل الدعوي منافسة هذه الجماعات والتسلح بهذه الآليات لمواجهة مثل هذه الأفكار.
4- زيادة الوعي في المجتمعات المسلمة، ما يجعل من الضروري مخاطبة هذا المجتمع بلغات وأساليب جديدة ومبتكرة.
5- الجمود الطويل الذي لحق بالعمل الدعوي، وضرورة وجود أساليب وطرق جديدة كي لا يثبت في تصور البعض أن العمل الدعوي «متخلف» وبعيد عن طبيعة الحياة الجديدة.

ويؤكد الشيخ محمد الغزالي رحمه الله أن تكوين الدعاة يعني تكوين الأمة، «فالأمم العظيمة ليست إلا صناعةً حسنة لنفر من الرجال الموهوبين، وأثر الرجل العبقري فيمن حوله كأثر المطر في الأرض الموات، وأثر الشعاع في المكان المظلم، وكم من شعوب رسفت دهراً في قيود الهوان، حتى قيض الله لها القائد الذي نفخ فيها من روحه روح الحرية، فتحولت بعد ركود إلى إعصار يجتاح الطغاة ويدك معاقلهم».

ويقول الأستاذ نضال جمعان باوافي: «الدعوة إلى الله ليست مجرد وعظٍ للناس وتذكير بفضائل الإسلام وآدابه فحسب، بل هي حركة علمية وعملية تتميز في مبادئها وأهدافها ومصادرها، وترتكز على أسس وقواعد علمية مدروسة، وتنضبط بضوابط شرعية محددة».

ويضيف «الدعوة بحاجة إلى من يفعّلها ويجعلها واقعاً ملموساً في حياة الناس ومعيشتهم، وهي بحاجة إلى دعاة يحسنون عرض أفكار الإسلام ومبادئه بأسلوب شيق جذاب.. يؤثرون ولا ينفِّرون، ويوضِّحون ولا يعقّّدون، ويحسنون ولا يسيؤون، وسيل الدعوة العرمرم ما ترك من ضلالة إلا وحوّلها رحمة وهداية للعالمين».

الموهوبون بين أوساط الدعاة

تعريف الموهوب:

من الصعب تحديد تعريف واحد وشامل للموهوب.. سواء أكان في الوسط الدعوي أو غيره، حيث تعددت التعريفات الخاصة به، منها أنه «الشخص الذي يظهر لديه تميز لا يستوعبه التعليم العام، مما يستلزم توفير برامج خاصة لرعاية وتنمية هذا التميز، وتوظيفه بصورة مناسبة». وفي تعريف آخر فإنه «الشخص الذي يستطيع أن يقدم أفضل الأعمال بأقل الإمكانيات الممكنة».

وفي المجال الدعوي يمكن تعريف الموهوب بأنه:

– «الشخص الذي يستطيع الاستفادة من أي إمكانيات متاحة في تحقيق أفضل النتائج في عمله».
– أو أنه «الداعية الذي يستطيع توظيف أسلوبه الشخصي وسلوكه العملي في الدعوة إلى الله».
– أو أنه «الداعية الذي يظهر تفوقاً خلال عمله في معظم الظروف، ووفقاً لأي إمكانيات متاحة، والذي يظهر قدرات إبداعية عالية ومتجددة».

وإذا نظرنا إلى التعريف القاموسي للموهوب يتضح لنا أن الموهوب هو من وقع عليه الفعل وهو اسم مفعول من الفعل وهب، وأن الموهوب هو شخص لديه قدرة واستعداد طبيعي للبراعة في علم ما أو عمل أو وظيفة».

معايير الداعية الموهوب:

رغم اختلاف التعاريف حول الشخص الموهوب، وصعوبة حصرها في نطاق محدد، إلا أن هناك مجموعة من الخصائص والمعايير التي تدل على الموهوبين، وتبرزهم من بين الجموع. يقول الأستاذ مصطفى عاشور حول أهم خصائص الموهبة، والتي هي موهبة من الله تبارك وتعالى: «المواهب هي منح إلهية ينطبق عليها قوله تعالى: «يزيد في الخلق ما يشاء» يتميز بها بعض الخلق عن بقيتهم، والموهبة باعتبارها زيادة في الخَلق لا يتمتع بها إلا القليل من الناس، ولها وجهان: أحدهما أنها عطية من الله تعالى، اختص بها بعض خلقه، أما الوجه الآخر فإن وجود العطية الإلهية لا يعني الاستغلال، وإنما تحتاج إلى صقل وجهد حتى تصفو…»

فيما يورد الأستاذ سلطان الجميري بعضاً من الصفات التي تتعلق بالأشخاص الموهوبين بشكل عام، وهي:

1. الأذكياء يسألون أكثر من غيرهم، يريدون أن يعرفوا لماذا؟ وكيف؟؟
2. يحبون أن يتكلموا كثيراً.
3. يحبون الحركة كثيراً.
4. يشعرون بطريقة مختلفة ويتصرفون بطريقة مختلفة.
5. بعضهم يشعر بالوحدة.
6. متمردون بسبب حالتهم الخاصة، ولأن لديهم مشاكل خاصة.
7. ينامون أقل من غيرهم بسبب الطاقة العالية التي لديهم.
8. الأذكياء حساسون جداً، يغضبون بسرعة، ويشعرون بالسعادة بسرعة.
9. يتأثرون بنقد الآخرين، ويسعون لتطبيق ما هو صحيح إذا اقتنعوا به.
10. يحبون الالتصاق بالعمل الشاق والصعب ويتمتعون به.
11. لديهم قوة عالية في التفكير الناقد، ينقدون الأفكار الغبية.
12. يشعرون بالخوف من فقدان الأشياء التي يملكونها.
13. يستطيعون الحصول على علامات مرتفعة في دراستهم.
14. يشعرون بالخوف من الفشل.
15. يكرهون الروتين ويشعرون بالملل.
16. البعض منهم يتمتع بصفة العناد.
17. يستطيعون إنتاج حاجات مختلفة.
18. لديهم قدرة خيالية أكثر من غيرهم.
19. يستطيعون الاتصال والتعامل مع من هم أكبر منهم سناً.
20. يستطيعون تعلم كل شيء وهم سريعوا الفهم.

خصائص الموهوب

للموهوبين مجموعة من الخصائص التي تتراوح بين السلبية والإيجابية، والناتجة عن الموهبة التي خصّوا بها من بين الناس. يشير الأستاذ حامد الحامد إلى بعض السمات والخصائص الشخصية السلوكية والمعرفية المتعلقة بالموهوبين، و منها:

1. الدافع الذاتي الموجود لدى الطالب.
2. سرعة البديهة.
3. الطموح العالي.
4. حب المنافسة مع زملائه.
5. نسبة الذكاء العالية.
6. المتابعة من ولي الأمر المستمرة.

فيما يفصل الأستاذ عادل بن سليمان الزهير هذه السمات والخصائص إلى:

(أ‌) سمات في المظهر:

يظهر العناية بالمظهر، وهو انعكاس للاهتمام الأسري بالطالب والاستقرار النفسي والاجتماعي الذي هو من شروط ظهور وبروز الموهبة لدى الطالب.

(ب‌) سمات سلوكية:

يظهر التوازن السلوكي والعاطفي لدى الموهوب.

1- كثرة حركة العين والتدقيق في صغائر الأمور.
2- كثرة الأسئلة (وعادة) ما تكون أسئلة وجيهة تنم عن تفكير عميق.
3- فيما تظهر سمات وخصائص سلبية تتمثل بعضها بما يلي:

– المشاغبة، بسبب الإحساس العالي بالنشاط والطاقة الكامنة.
– احتقار الآخرين، عبر الإحساس بالتفوق وقلة خبرة ومعرفة الآخرين.
– الاستقلالية أو الانعزال، بسبب الإحساس بالفجوة الفكرية بينه وبين أقرانه في العمر.
– الحقد على المجتمع أو المسئولين بحال لم يساعده أحد في تنمية أو تشجيع مهاراته.

كيفية توجيه الموهوبين واحتوائهم

كما الذهب المستخرج من الأرض، يحتاج الموهوب إلى اكتشافه وتمييزه من بين الدعاة المنتشرين هنا وهناك، والذين يعلمون كلهم لله، يطلبون الأجر والمثوبة على ذلك من الله تبارك وتعالى.

ولكن يبقى للموهوبين أهمية عن غيرهم، فهم الذين قد يحتلون مراكز قيادية، يستطيعون من خلالها تغيير وتطوير العمل الدعوي، المحتاج إلى هذه العمليات الجديدة.

وكما أن الذهب لا يستخرج جاهزاً نقياً من الأرض، يحتاج الموهوبون من الدعاة إلى تشذيبهم وصقلهم واستخراج أفضل ما لديهم، وإبعاد ما شاب صفاتهم وطباعهم من شوائب سلبية.

وتصبح هذه العملية هي أهم مراحل حياة الموهوب، إذ إن مستقبله الدعوي الطموح، وقفاً على كيفية التعامل معهم واحتوائهم في البداية.

يقول الأستاذ نضال جمعان باوافي: «اكتشاف المواهب القيادة – أو قل إن شئت الدعوية والتربوية – وهم أولئك الذين يتصفون بصفاتٍ خُلُقية متميزة، فإذا ما قُدِّر لهم أن يتولوا مسؤوليات ما، نمت مواهبهم أكثر فأكثر، وحين يحترم الدعاة هذا الإبداع من أولئك الموهوبين ويحفزوا عليه؛ فإنهم يوجدوا الأطر التي تخدم الدعوة وترعاها.. يظهر المبدعون، وتسري في الأمة حيوية جديدة».

وعن كيفية احتوائهم والاهتمام بهم؛ يقول الأستاذ عامر بن عبد الرحمن الحوطي: «يمكن احتواؤهم من خلال إقامة المراكز المتخصصة والنوادي العلمية التي تتبنى موهبتهم وتنميها، وأيضاً مساعدتهم مادياً ومعنوياً للارتقاء بموهبتهم والاستفادة منها في كل ما هو فيه خير وصلاح للفرد والأمة».

ويضيف الأستاذ حامد الحامد بعض الأفكار، مشيراً إلى:

– متابعة المربي للموهوب وتوجيهه من صغره.
– حث الموهوب على الجد بالعمل وعدم التكاسل.
– محاولة التقرب إليه بأحسن الأساليب من تحقيق المطالب لهم التي لا تتعارض مع التربية الصحيحة الإسلامية.
– تهيئة الجو المناسب للموهوب الذي يرغبه والتحبب إليه بأساليب عدة.

خطة لاكتشاف المواهب والتنقيب عنها بين الصفوف، من خلال ما يسمى بـ"التربية من خلال الورطة" أو "الاكتشاف من خلال الأزمة"

ويفضل الأستاذ مصطفى عاشور، وجود استراتيجية كاملة لتبني واحتواء الموهوبين، بالإشارة إلى النقاط التالية:

1. ضرورة وجود خطة إستراتيجية لرعاية المواهب، وجذبها إلى صفوف الإسلام، وهذا يتطلب عدم استنزاف الموهبة في مجالات خارج نطاق الموهبة؛ لأن هذا التوظيف الخاطئ يخلق مشكلة ذات وجهين، هما: ضمور الموهبة، وضعف الإنتاج في المجال الدعوي، فيصبح الداعية كَلاً على دعوته.

2. ضرورة وجود خطة لاكتشاف المواهب والتنقيب عنها بين الصفوف، من خلال ما يسمى بـ "التربية من خلال الورطة»، أو «الاكتشاف من خلال الأزمة»؛ أي وضع بعض الأفراد على محكات مختلفة لاكتشاف المواهب الدفينة، وهذه المحكات المختلفة والمواقف المتعددة تكسر حواجز الحياء غير الحق في نفس الشاب المسلم، وتتيح له الفرص للتعبير عن مكنونات نفسه.

أصحاب المواهب قلما يحبون التقيد ولديهم بعض الشطحات التي تحتاج إلى حكمة في التعامل معه أو قبول وجودها، والقارئ لتاريخ العباقرة في الإنسانية يجد ذلك جلياً .

3. ضرورة التعامل في الإطار الدعوي مع بعض أصحاب المواهب من خلال الهدف، وليس من خلال أجندة عمل واجبة التنفيذ؛ لأن أصحاب المواهب قلما يحبون التقيد، ولديهم بعض الشطحات التي تحتاج إلى حكمة في التعامل معها وقبول وجودها، والقارئ لتاريخ العباقرة في الإنسانية يجد ذلك جلياً؛ لأن الطاقة الموهوبة تفوق في بعض الأحيان القدرة على كبح جماحها؛ فتصدر بعض الأفعال والتصرفات غير المألوفة التي قد ينظر لها البعض نظرة غير منصفة».

ممارسات خاطئة في التعامل مع الموهوبين دعوياً

تقول أحد الأمثال العالمية: «أنت تخطئ إذن أنت تعمل»، مشيرة إلى أن الخطأ ينتج عن العمل، وعندما لا يعمل الإنسان في أمر ما، فإنه لا يخطئ في هذا الأمر.

وهي إشارة إلى الطبيعة الإنسانية التي تقبل الخطأ والصواب، كما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل بني آدم خطّاء …» الحديث.

وكون التعامل مع العاملين في المجال الدعوي هو عمل إنساني، فإن الخطأ وارد فيه، ولكن يمكن تجنب أكبر قدر ممكن من الأخطاء عبر معرفتها، وإبرازها للناس، وإدراك أبعادها السلبية، ما يقرب العمل من الصحة والإيجابية قدر المستطاع.

كما أن الموهوبين من الدعاة ليسوا بعيدين عن الخطأ البشري، لذلك فهم بالتالي يحتاجون إلى مد يد العون.

يقول الأستاذ سيف الدين، عن التعامل مع الموهوبين من الدعاة: «ليس كل الموهوبين قادر على إبراز نفسه للجماعة بشكل يلح بتوظيفه في مكان يناسبه … إما لعوامل شخصية تتمثل في الخجل أو عدم استطاعته التوفيق بين موهبته ولجنته التنظيمية بشكل يعطى قوة لموهبته تقنع مسؤولية بوجوب توظيفه في مكان مناسب.

أو لعوامل خارجية، مثل: عدم انتباه مسؤولية لموهبته.. أو عدم اقتناع مسؤولية بأنه موهوب للدرجة الكافية التي تستوجب إخراجه من موقعه الحالي.. أو انشغالهم بالحاجة القريبة للدعوة في الإقليم أو الشعبة.. وغيرها من صور مشكلة قصر النظر لدى البعض.. وعلى هذا.. لا يكون إنهاء الوضع إلا بأن تتبنى الجماعة مواهب أفرادها وتحاسبهم على تنميتها وتهيئ لهم المناخ والأجواء المناسبة التي تدعمهم».

ومن بين الأخطاء التي قد يقع فيها المتعاملون مع الموهوبين من الدعاة، ما يوردها الأستاذ حامد الحامد، ومنها:

1- عدم الانتباه لتميزهم وموهبتهم ومتابعتهم.

2- التخذيل لهم وإحباط عزائمهم.

3- وضع الموهوب مع آخرين أقل منه موهبة فتنعدم المنافسة مما يحط من عزيمته وحماسه.

4- عدم تهيئة الجو والمكان المناسب لهم لتحقيق مبتغاهم ونبوغ أفكارهم ومواهبهم.

5- انعدام التشجيع من المسئولين للموهوب.

ويشير الأستاذ عبد الإله السليمي إلى نقطة هامة في التعامل مع الموهوبين، وهي النظرة التي قد يلاقيها الموهوب ممن هم في عمره في المدرسة أو غيرها، وكذلك طريقة تعامل المسئولين معه، حيث يقول: «للموهوب مع زملائه علاقة أقوى مما يتصور، فإذا وجد في المجموعة المحيطة به من ينظر إليه نظرة غريبة ومعلميه لا يشجعونه، يبدأ بكتم هذه الموهبة حتى تندفن وتتلاشى». وهي من الطرق السلبية في التعامل مع الداعية الموهوب.

بالإضافة إلى ذلك، فإن من بين الممارسات الخاطئة التي قد تؤثر سلباً بالموهوبين من الدعاة، هي الغفلة عن الطبيعة العمرية للموهوب، وتحميله أكثر مما يمكنه تحمله، عبر الاعتقاد بأنه الأقرب إلى النجاح دائماً.

النتائج السلبية للتعامل الخاطئ مع الموهوبين

إن أخطر ما قد يواجهه الموهوب من الدعاة، هو الفشل الذريع في إحدى المهمات أو الوظائف، وهو ما قد يصيبه بخيبة أمل وانتكاسة قد تؤثر سلباً على بقية حياته. فعلى سبيل المثال، تحمل الداعية حملاً لا يستطيع عليه بحجة «موهبته الفذة» قد ترهقه، وتصعّب عليه القيام بمهامه الجديدة والاعتيادية في الدعوة، وحين حدوث الفشل، فإنه يصاب بخيبة أمل قوية، تجعله غير متحمس لأي مهمة أخرى، وغير مؤمن بقدرته أو موهبته، بعد أن رآها تتحطم أمام أعين الناس.

وعن هذه الأخطار؛ يقول سيف الدين: « إن عدم وجود العمل أو البيئة التي يكتشف أو يطور من خلالها الموهوب موهبته؛ يؤدي إلى ضمورها واختفائها.. وإهمال هذا الجانب بالفعل أنتج أشخاصاً في هيئة (ماكينات) لا يفعل إلا ما يطلب منه، وينسى تماماً أنه كان من الممكن أن يبدع في مجال ما، ويدور به الزمن وقد ضمرت كل مواهبه إلا ما يتعلق فقط بالحاجة القريبة للدعوة في هذا المكان.. في حين أنه لو تم توجيهه بشكل جيد ومتابعته في مجال تميزه، وضحينا لمدة بمجهود فرد واحد في الحاجة القريبة للدعوة، والتي تستنفذ طاقته ووقته، فسيفيد هذا الجماعة على مدى زمني أكبر..».

الأسوة الحسنة في رسول الله صلى الله عليه وسلم

لطالما كان وما يزال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مثالاً يحتذى به في جميع أمور الحياة الدعوية وغيرها، فهو المعلم الأول، والقدوة الحسنة في كل شيء. ولا يكاد يمر حديث في التربية أو غيرها، إلا ووجدنا في سيرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، خير معين وسند، وخير ناصح ومرشد إلى أفضل السبل وخير الطرق.

فخلال حياته صلى الله عليه وسلم اكتشف رسول الله المواهب من بين الصحابة، فشذبها ودربها، ثم أرسلها في أعمال الدعوة إلى الله ، لتؤتي ثمرها يانعاً كل حين. منها ما رآه عليه الصلاة والسلام من حنكة خالد بن الوليد العسكرية والحربية، وقدرته على رسم الخطط وإنجاحها بأقل الخسائر الممكنة، فسلحه بالإيمان بالله عز وجل، وبطلب العون من الله، وأرسله على رأس الجيوش المسلمة الفاتحة، ففتح الله على يديه بلاداً كثيرة، ولم يرسله مثلاً ليعلم الناس قراءة القرآن، أو يخطب في الناس في المساجد.

ولما رأى عليه الصلاة والسلام في معاذ بن جبل الأنصاري علماً بالحلال والحرام، (وكان من أفقه الصحابة) أرسله إلى اليمن قاضياً ومفقّهاً وأميراً مصدقاً، ورغم معرفته بعلم وفقه وموهبة معاذ، إلا أن الرسول الكريم أصر على شحنها وإمدادها بالقوة الروحية والحسية، إذ لما خرج معاذ قاصداً اليمن خرج معه رسول الله صلى الله عليه وسلم يودعه ويوصيه، ومعاذ راكب، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي تحت راحلته، فأوصاه بوصايا كثيرة ورسم له منهجاً دعوياً عظيماً، حيث قال له: «إنك ستأتي قوماً أهل كتاب، فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا بذلك فأخبرهم أن الله فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب».

ومن المواهب التي تعامل معها النبي صلى الله عليه وسلم موهبة الأدب والشعر، وكان الشعر في الجاهلية هو الأداة الأقوى في التأثير على الرأي العام، واستعمل النبي صلى الله عليه وسلم هذه الموهبة التي تميز بها بعض أصحابه استعمالا ذكياً. ومن هؤلاء حسان بن ثابت رضي الله عنه الذي عُرف بشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، والذي كان يمتلك موهبة نادرة وقريحة حاضرة، تستطيع أن تخرج من أحرج المواقف بأقوى الكلمات.

هذه الموهبة الفذة تعامل معها النبي صلى الله عليه وسلم بما يليق بها، ووظفها في مكانها الصحيح؛ فكانت الموهبة إبداعاً؛ ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: «اهجُ قريشا؛ فإنه أشد عليها من رشق النبل»، فقال حسان: «قد آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنبه» (يقصد: لسانه)، ثم قال: «والذي بعثك بالحق لأفرينهم بلساني فري الأديم»، فقال صلى الله عليه وسلم: «إن روح القدس لا يزال يؤيدك ما نافحتَ عن الله ورسوله»، وفي رواية أخرى للبخاري: «اهجهم أو هاجهم وجبريل معك».

المصدر: إسلاميات

§§§§§§§§§§§§§§§§!!!

فالأمم العظيمة ليست إلا صناعةً حسنة لنفر من الرجال الموهوبين، وأثر الرجل العبقري فيمن حوله كأثر المطر في الأرض الموات، وأثر الشعاع في المكان المظلم، وكم من شعوب رسفت دهراً في قيود الهوان، حتى قيض الله لها القائد الذي يقودها الى بر الامان
……………………..
اللهم قيض للجزائر
من عبادك الصالحين
من يقودها الى صلاحها وصلاح شعبها وشبابها

بارك الله فيك

السلام عليكم

بارك الله فيك على مقولك ومنقولك لك بصمة بمواضيعك

احد العلماء المجتهدين الكبار سمعته مرة ينصح الاولياء بان يهبوا ابناءهم النجباء الى العلم الشرعي وبالضبط الى جامعة الامير عبد القادر للعلوم الاسلامية بقسنطينة وطبعا اسم هذا العالم اشهر من ان يذكر هنا وانا لا اذكره عمدا لانه سيعمد ربما الى غلق الموضوع اذا اذكر هذا العالم فيه
على كل هو يعرف الواقع التربوي في بلادنا فنحن لا نوجه للعلوم الشرعية الا اواخر التلاميذ حتى لا اقول اغبياءهم وقد راينا النتائج وكيف هؤلاء التلاميذ الاغبياء الذين اصبحوا طلبة العلم الشرعي راينا كيف يتم توجيهم واستيعابهم عبر الروبوت وهم دمى تحركهم مصالح الغرب والشرق-الا قلة منهم- وهيهات ان يلتفتوا الى مشروع امتهم الحضاري

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبومحمد17 الجيريا
بارك الله فيك

السلام عليكم
مرحبا بك اخي محمد
اسعدني مرورك
بارك الله فيك وجزاك خيرا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روسلين الجيريا
السلام عليكم

بارك الله فيك على مقولك ومنقولك لك بصمة بمواضيعك

وعليكم السلام
وفيكم بارك الرحمن
مشكورة اختنا الفاضلة على مرورك
وكلماتك المشجعة
احترامنا لشخصكم

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باهي جمال الجيريا
احد العلماء المجتهدين الكبار سمعته مرة ينصح الاولياء بان يهبوا ابناءهم النجباء الى العلم الشرعي وبالضبط الى جامعة الامير عبد القادر للعلوم الاسلامية بقسنطينة وطبعا اسم هذا العالم اشهر من ان يذكر هنا وانا لا اذكره عمدا لانه سيعمد ربما الى غلق الموضوع اذا اذكر هذا العالم فيه
على كل هو يعرف الواقع التربوي في بلادنا فنحن لا نوجه للعلوم الشرعية الا اواخر التلاميذ حتى لا اقول اغبياءهم وقد راينا النتائج وكيف هؤلاء التلاميذ الاغبياء الذين اصبحوا طلبة العلم الشرعي راينا كيف يتم توجيهم واستيعابهم عبر الروبوت وهم دمى تحركهم مصالح الغرب والشرق-الا قلة منهم- وهيهات ان يلتفتوا الى مشروع امتهم الحضاري

السلام عليكم
شكرا على الاضافة
نسال الله ان يوفق ولات امورنا لما فيه الخير
والنفع العام للامة