أعراض الدعاة والمصلحين [.سماحة الوالد العلاّمة ابن باز رحمه الله تعالى ] 2024.


السّلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته..

أعراض الدعاة والمصلحين

كثرت في الأيام الأخيرة ظاهرة الوقوع في أعراض الدعاة وتقسيمهم
ونسبتهم إلى أحزاب ، فما رأيك بذلك ؟.

الحمد لله

إن الله عز وجل يأمر بالعدل والإحسان وينهى عن الظلم والبغي والعدوان ،
وقد بعث الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بما بعث به الرسل جميعاً من الدعوة
إلى التوحيد وإخلاص العبادة لله وحده . وأمره بإقامة القسط ونهاه عن ضد ذلك
من عبادة غير الله ، والتفرق والتشتت والاعتداء على حقوق العباد .

وقد شاع في هذا العصر أن كثيراً من المنتسبين إلى العلم والدعوة إلى الخير يقعون في أعراض كثير
من إخوانهم الدعاة المشهورين ، ويتكلمون في أعراض طلبة العلم والدعاة والمحاضرين .
يفعلون ذلك سراً في مجالسهم . وربما سجلوه في أشرطة تنشر على الناس ،
وقد يفعلونه علانية في محاضرات عامة في المساجد ، وهذا المسلك مخالف لما أمر
الله به ورسوله من جهات عديدة منها :

أولاً :
أنه تعد على حقوق الناس من المسلمين ، بل من خاصة الناس من طلبة العلم والدعاة الذي بذلوا وسعهم
في توعية الناس وإرشادهم وتصحيح عقائدهم ومناهجهم ، واجتهدوا في تنظيم
الدروس والمحاضرات وتأليف الكتب النافعة .

ثانياً :
أنه تفريق لوحدة المسلمين وتمزيق لصفهم ، وهم أحوج ما يكونون إلى الوحدة والبعد عن الشتات
والفرقة وكثرة القيل والقال فيما بينهم ، خاصة وأن الدعاة الذين نيل منهم هم من أهل السنة
والجماعة المعروفين بمحاربة البدع والخرافات ، والوقوف في وجه الداعية إليها ، وكشف خططهم وألاعيبهم .
ولا نرى مصلحة في مثل هذا العمل إلا للأعداء المتربصين من أهل الكفر والنفاق أو من
أهل البدع والضلال .

ثالثاً :
أن هذا العمل فيه مظاهرة ومعاونة للمغرضين من العلمانيين والمستغربين وغيرهم من الملاحدة الذين
اشتهر عنهم الوقيعة في الدعاة والكذب عليهم والتحريض ضدهم فيما كتبوه وسجلوه ، وليس من حق الأخوة الإسلامية أن يعين هؤلاء المتعجلون أعداءهم على إخوانهم من طلبة العلم والدعاة وغيرهم .

رابعاً :
إن في ذلك إفساداً لقلوب العامة والخاصة ، ونشراً وترويجاً للأكاذيب والإشاعات الباطلة ،
وسبباً في كثرة الغيبة والنميمة وفتح أبواب الشر على مصاريعها لضعاف النفوس الذين يدأبون على بث
الشبه وإثارة الفتن ويحرصون على إيذاء المؤمنين بغير ما اكتسبوا .

خامساً :
أن كثيراً من الكلام الذي قيل لا حقيقة له ، وإنما من التوهمات التي زينها الشيطان لأصحابها وأغراهم بها
وقد قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن
إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً … ) الحجرات/12 ، والمؤمن ينبغي أن يحمل كلام أخيه المسلم
على أحسن المحامل ، وقد قال بعض السلف : لا تظن بكلمة خرجت من أخيك سوءً وأنت
تجتهد لها في الخير محملاً .

سادساً :
وما وجد من اجتهاد لبعض العلماء وطلبة العلم فيما يسوغ فيه الاجتهاد فإن صاحبه لا يؤاخذ به ولا يثرب
عليه إذا كان أهلاً للاجتهاد ، فإذا خالفه غيره في ذلك كان الأجدر أن يجادله بالتي
هي أحسن ، حرصاً على الوصول إلى الحق من أقرب طريق ودفعاً لوساوس الشيطان وتحريشه بين المؤمنين ،
فإن لم يتيسر ذلك ، ورأى أحد أنه لا بد من بيان المخالفة فيكون ذلك بأحسن عبارة
وألطف إشارة ، ودون تهجم أو تجريح أو شطط في القول قد يدعو إلى رد الحق أو الإعراض عنه .
ودون تعرض للأشخاص أو اتهام للنيات أو زيادة في الكلام لا مسوغ لها .
وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في مثل هذه الأمور ما بال أقوام قالوا كذا وكذا .

فالذي أنصح به هؤلاء الإخوة الذين وقعوا في أعراض الدعاة ونالوا منهم أن يتوبوا إلى الله تعالى
مما كتبته أيديهم ، أو تلفظت به ألسنتهم مما كان سبباً في إفساد قلوب بعض الشباب وشحنهم
بالأحقاد والضغائن ، وشغلهم عن طلب العلم النافع ، وعن الدعوة إلى الله بالقيل والقال والكلام عن فلان
وفلان ، والبحث عما يعتبرونه أخطاء للآخرين وتصيدها ، وتكلف ذلك .

كما أنصحهم أن يكفروا عما فعلوا بكتابة أو غيرها مما يبرؤون فيه أنفسهم من مثل هذا الفعل
ويزيلون ما علق بأذهان من يستمع إليهم من قولهم ، وأن يقبلوا على الأعمال المثمرة التي تقرب إلى
الله وتكون نافعة للعباد ، وأن يحذروا من التعجل في إطلاق التكفير
أو التفسيق أو التبديع لغيرهم بغير بينة ولا برهان وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم
: ( من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما ) متفق على صحته .

ومن المشروع لدعاة الحق وطلبة العلم إذا أشكل عليهم أمر من كلام أهل العلم أو غيرهم أن يرجعوا فيه
إلى العلماء المعتبرين ويسألوهم عنه ليبينوا لهم جلية الأمر ويوقفوهم على حقيقته ويزيلوا
ما في أنفسهم من التردد والشبهة عملاً بقول الله عز وجل في سورة النساء : ( وإذا جاءهم أمر من الأمن
أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلاً )
النساء/83 .

والله المسؤول أن يصلح أحوال المسلمين جميعاً ويجمع قلوبهم وأعمالهم على التقوى ،
وأن يوفق جميع علماء المسلمين ، وجميع دعاة الحق لكل ما يرضيه وينفع عباده ،
ويجمع كلمتهم على الهدى ويعيذهم من أسباب الفرقة والاختلاف ، وينصر بهم الحق ويخذل
بهم الباطل إنه ولي ذلك والقادر عليه .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ، ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين .

كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة
لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
– رحمه الله – م/7 ، ص/311.

منقول من موقع الإسلام سؤال وجواب ..

والله الموفق لا إله غيره ولا ربّ سواه..



يُرْفَعُ عسى يكون ذكرى للإخوة والأخوات في المنتدى إن شاء الله

أحسنت أخي راجي الصمد
جزاك الله خيرا على الموضوع المهم و القيم

و أضيف هاتين الرسالتين القيمتين
للعلامة عبد المحسن العباد حفظه الله

رفقا أهل السنة بأهل السنة
https://www.saaid.net/book/172.zip

C:Documents and SettingsadminBureau16.rar

و مرة أخرى رفقا أهل السنة بأهل السنة.
https://www.ballighofiles.com/emad/rifqan.pdf

الجيريا

الجيريا

الجيريا

الجيريا

تنبيه مهم حول الرسالتين للعلامة العباد حفظه الله.

السؤال:
لقد شاع عند بعض الشباب أن الشيخ عبدالمحسن العباد تراجع عن تقريض كتاب مدارك النظر للشيخ عبد المالك وأن دليل تراجعه هو كتابه المطبوع رفقا بأهل السنة بأهل السة
فما هو الردعلى هذا الكلام حفظكم الله ؟

أجاب الشيخ عبد المحسن قائلاً:

"أولاً كتاب مدارك النظر أنا قرأته مرتين يعني أنا سُئِلت يعني عدة مرات أنني ما قرأت يعني الكتاب كله أو إنما قرأت بعضه أو اطلعت على بعضه و أنا قلت وأقول إنني قرأته مرتين من أوله إلى آخره المرة الأولى قرأته لأن ما طُلِب مني أن أكتب فيه أكتب شيء عنه فقرأته قراءة يعني الاطلاع على ما فيه من أوله لآخره و لمَّا فرغت و قلت لمؤلفه أني اطلعت عليه و أنه مفيد قال لو كتبت يعني مقدمة له فقلت إذاً أقرأه مرة ثانية فقرأته من أوله إلى آخره و انتقيت منه بعض المواضع التي تكلمت عليها التي تكلمت عليها فإذاً الكتاب قرأته كله من أوله إلى آخره و ما ذكرته يعني أو ما نصيت عليه هذا يعني ذكر لبعض ما فيه ذكر لبعض ما فيه و ليس لكل ما فيه و لم أتراجع عن شيئاً مما كتبته.
والكتاب الذي كتبته أخيراً وهو (رفقاً أهل السنة بأهل السنة) لا علاقة للذين ذكرتهم في مدارك النظر بهذا الكتاب لا علاقة للذين ذكرتهم في مدارك النظر بهذا الكتاب فهذا الكتاب الذي هو (رفقاً أهل السنة بأهل السنة ) لا يعني الإخوان المسلمين و لا يعني المفتونين بسيد قطب و غيره من الحركيين و لا يعني أيضاً المفتونين بفقه الواقع و النيل من الحكام و كذلك التزهيد في العلماء لا يعني هؤلاء لا من قريب و لا من بعيد وإنما يعني أهل السنة فقط وهم الذين على طريقة أهل السنة حيث يحصل بينهم الاختلاف فينشغل بعضهم ببعض تجريحاً و هجراً و ذماً " اهـ

أكمل الشيخ الجواب بعد الأذان فقال:
" ذكرت أن هذا الكتاب لا يعني هذه الطوائف وهذه الفرق المنحرفة عن منهج أهل السنة والجماعة وعن طريقة أهل السنة و الجماعة و إنما يعني من كان من أهل السنة مشتغلاً بغيره من أهل السنة تجريحاً و هجراً و تتبعاً للأخطاء و التحذير بسبب هذه الأخطاء و كذلك إذا حصل خلاف بين شخصين ينقسم أهل السنة إلى قسمين قسم يؤيد هذا و قسم يؤيد هذا ثم يحصل التهاجر والتقاطع بين أهل السنة في كل مكان نتيجة لهذا الاختلاف فإن هذا من أعظم المصائب و من أعظم البلاء يعني حيث يتهاجر أهل السنة و يتقاطعون بسبب خلاف بين شخص و شخص و ما قاله فلان في فلان و ما قاله في فلان و فلان و ما موقفك من فلان و إن وقفت سلمت و إن لم تقف وإن لم يكن لك موقف فإنك تكون مبتدعاً ثم يحصل التهاجر و ينقسم أهل السنة إلى هذا الانقسام الخطير هذا هذا هو هذا هو الذي يعنيه هذا الكتاب و من المعلوم أن هذا الكتاب لا يعجب الحركيين لأنهم لأن الحركيين يحبون أن ينشغل أهل السنة بعضهم ببعض حتى يسلموا منهم حتى يسلموا من أهل السنة و ذلك بانشغال بعضهم ببعض و هذا الكتاب يدعو إلى إصلاح ذات البين و أن يرفق أهل السنة بعضهم ببعض وأن يحرص بعضهم على تسديد البعض وهذا هو الذي يعنيه الكتاب وأما أهل الحركات المناهضة أو المباينة لطريقة أهل السنة فهؤلاء يعجبهم هذا الاختلاف لأنهم إذا انشغل أهل السنة بعضهم ببعض هم سلموا من أهل السنة و صار بأس أهل السنة فيما بينهم وهذا هو الذي يريدونه " اهـ

__________________

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أثابك الله خيرا أخي رضا وجعل الله إضافتكم الطيبة في ميزان حسناتكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.