النصيحة لمن يقتني كتب وأشرطة أهل الأهواء والبدع 2024.

السؤال :

نود نصيحة لمن علم عن بعض الناس بأنه من المبتدعة، وبالرغم من ذلك يقتنون كتبهم بزعم أن هذا الكتاب أو هذا الشريط المعين الذي اقتناه الشخص هو ليس فيه شيء من البدع؟، وإذا أو فإذًا ما فائدة علمنا أنه من البدع…إلى آخره؟.
الجواب:

على كل حال، احذر-بارك الله فيك-من مثل هذه التلبيسات، واقتناء سواءً هذه الأشرطة أو هذه الكتب التي عرف أهلها بالهوى ومخالفة السنة، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة.

أقل الأحوال أن النفس تميل إلى صاحب الكتاب أو إلى صاحب الشريط والتأثر به، وعليك بلزوم الحق.

أنا أقول لك: قبل أن تقتني شريطًا لصاحب هوى، أو كتابًا لصاحب هوى من أهل البدع وغير ذلك، هل أنت اقتنيت واستمعت واشتريت وقرأت في كتب وأشرطة أهل السنة؟. انتهى عمرك، انتهى؟، سمعت كل أشرطتهم وقرأت كل مقالاتهم؟.

كثير من الطلبة يزهدون في أهل السنة، أقول: يزهدون في أهل السنة وكتب أهل السنة وأهل العلم من أهل السنة ويلجئون إلى غيرهم، ويلجئون إلى غيرهم صحيح؟، بحجة أن فلان والله ما يُبَكِّي، وفلان ما يفعل، وفلان كذا، وفلان كذا، من هذه الكلمات الشنشنة كما قيل: (شنشنة أعرفها من أخزم)، تنفيرًا من أهل العلم، ما يجوز هذا!، أنت لو قرأت في السنة والله ما تقبل البدعة، لو استمعت إلى السني ما تقبل بالبدعي أبدًا، لا يجتمع عندك الضدان-بارك الله فيك-.

لا تقل فيه وما فيه، كم حذر السلف من هذه الكتب ومن هذه المؤلفات، يدس لك السم في العسل وحينئذٍ كيف تخرج هذه منك؟، والذي نراه اليوم من تخبط الطلبة، في كثيرٍ كل فتنة نزلت وكل جاءت فتنة ولَّا مشكلة طاروا معها صحيح؟، تركوا السنة التي كانوا يعرفون، الواحد منهم صار شاكًا في دينه-أعوذ بالله-.

اليوم على نحلة كل ما جاءه رجل ألحن حجة من آخر ترك دين محمدًا لقوله؟، لماذا نقول يا أخوتاه: ينبغي أن نتعلم، أن نتعلم العلم على أصله، لا نتشكى هذا صعب وهذا لا يفهم هذا يفهم، نعم يجب التدرج لكن في التدرج ليس معناه أن يعطيك من كل بحر قطرة، وأمشي يجب أن تتأصل يجب أن تعرف يجب أن تقوم على قاعدة صلبة، تميز بها بين الحق والباطل، إلى متى؟.

إلى متى كل ما جاءنا رجل وراه؟، مات العلماء ذهب بعض أهل العلم خلاص، الناس صاروا ينظرون العلماء ماتوا إذًا خلاص ذهب الخير، هكذا صار عند الناس، مات العلماء الثلاثة، مات العلماء الثلاثة هكذا يرددون في كل مكان، نعم ماتوا والإسلام ثُلِمَ ثلمة عظيمة بفقدهم، كم دافعوا عن الحق، وكم نافحوا عنه؟، وكم أبرزوا الحق ودمغوا الباطل ونصروا السنة وقمعوا البدعة؟، رضي الله عنهم ورحم من كان قبلهم.

لكن هل نقول أن الحق ذهب؟، ما يجوز، هؤلاء الأئمة كانوا طلبة مثلكم، ما ولد الواحد منهم وخرج عالمًا، إنما ترقى في العلم، وتحمل العلم من أهله فوفقه الله، وصاحب ذلك الإخلاص والتقوى والعمل بالعلم مع (..)للسنة ومنابذة البدع، أما أن نصل إلى هذه مثل النائحة! ما يجوز يا أخوتاه.

أقول: لو امتلأ قلبك بالسنة والله ما تقبل البدعة ولا كلمة من أهل البدع، لو امتلأ هذا العقل وهذا الجوف بالحق ما يقبل الباطل، قال الإمام عبد الله بن مسعود-رضي الله عنه-، فيما أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه: ( إن هذه القلوب أوعية فاملئوها بالقرآن ولا تملئوها بغيره)، ويريد بالقرآن علمًا وعملًا وتطبيقًا، وأنت قرأت وتقرأ وسمعت: (وإذا رأيت الذين يخوضون في آيتنا فأعرض عنهم)، وقرأت: (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار)، وغيرها من الآيات صحيح؟، أين التطبيق؟.

إذًا: انتبه ولا تنطلي عليك هذه الدعاوى، وعلى كل حال فقد نصحتك والله الموعد، وقد نصحك قبلي أئمة، وما أنا إلا ناقل لك هذه النصيحة.

قام بتفريغه أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد.
الخميس الموافق: 19/ ذو الحجة/ 1445 للهجرة النبوية الشريفة.

نصيحة بطلب العلم النافع والحذر من أهل البدع ومكرهم 2024.

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قال الشيخ ربيع:

((فأنصح الشباب السلفي :

أولاً: أن يطلبوا العلم وأن يجالسوا أهل الخير وأن يحذروا أهل الشر، فإن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ضرب مثلاً للجليس السوء وآثاره السيئة، والجليس الخير وآثاره الطيبة، فقال: (( مثل الجليس الصالح والجليس السوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، – يعني أنت رابح و مستفيد منه على كل حال من الأحوال، لا تجد منه إلا الخير، كالنخلة كلها خير، وكلها نفع كما هو مثل المؤمن – والجليس السوء كنافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن لا تسلم من دخانه )) [18] فالأذى لابد لاحق بك، والشر لا بد أن يلحق بك، جسيماً أو خفيفاً، فإذا كان لابد من الضرر من مجالسة أصحاب السوء، فلماذا تحرص على مجالستهم ومخالطتهم ما دليلك على الجواز، الرسول
r حَذَّر ، الرسول r أنذر، الرسول r بَيَّن الخطر فما هو عذرك ، و أئمة الإسلام حَذروا وأنذروا ، ونفذوا توجيهات الرسول عليه الصلاة والسلام ، وتوجيهات القرآن الكريم والسنة، فبأيِّ دليل تخالف منهج أهل السنة والجماعة، وتتحدى إخوانك الذين يحبون لك الخير، ويخافون عليك من الوقوع في الشر.
فأنا أنصح الشبابٍ السلفي أينما كانوا، وأينما نزلوا، أن يدرسوا منهج السلف، وأن يعرفوا قدْر أهل السنة والجماعة، وأن يدركوا فيهم أنهم أهل النصح، وأهل الخبرة، وما يقولونه –والله – يتحقق فيمن يأخذ بقولهم أو يخالفهم، فمن خالفهم؛ فالغالب عليه الوقوع في الباطل، والوقوع في الشر، ومن استفاد منهم سَلِمَ ونجى،والسلامة والنجاة لا يعدلها شيء.

وإذا كان كبار السلف من أمثال أيوب السختياني ، وابن سيرين، ومجاهد، وغيرهم، لا يطيقون أن يسمعوا كلمة أو نصف كلمة من أهل الباطل، ولا يسمحون لك أن تناظر أهل البدع؛ لأن المناظرة تجرك إلى الوقوع في الفتنة، فهم أهل خبرة، وأهل ذكاء، وأهل نصح، فأوصي الشباب أن يستفيدوا:

أولاً: من كتاب الله .

ثانياً: من سنة رسول الله
r .
ثالثاً: من توجيهات ومواقف السلف الصالح ، بدأً بالصحابة، وعلى رأسهم عمر، الخليفة الراشد، وعلي بن أبي طالب، رضوان الله عليهم ، وعبد الله ابن عباس، وجابر بن عبد الله، و عبد الله بن عمر، رضوان الله عليهم جميعاً…

الشاهد أنَّا كما ذكرنا غير مرة أن الله حذرنا من أهل البدع، وبين أن مقاصدهم سيئة، والرسول
r أكَّدَ ذلك وحذر منهم، حذر منهم عليه الصلاة والسلام، فَهِمَ السلف من هذه النصوص ومن غيرها الكثير والكثير، فهموا منها المواقف السليمة والصحيحة من أهل البدع والضلال، ودَوَّنوا ذلك في كتبهم، وقالوا إن المبتدع لا غيبة له، وأنه يجب التحذير منه، وأن محاربة أهل البدع جهاد، وهو أفضل من الضرب بالسيوف لماذا ؟ لأن هذا يفسد الدين مباشرة، هذا يفسد الدين، الفاسد يفسد الدين، الفاسق معترف بأنه منحرف، وأنه مخالف للدين، ويُحدِّث نفسه بالتوبة، أما هذا لا، هذا يُفسد الدين، ويفسد الناس، لهذا نرى أن الله تبارك وتعالى حارب أحبار اليهود ورهبانهم وعلماء السوء منهم أشدَّ من محاربته للحكام والطغاة الجبابرة لماذا ؟ لأن أولئك ضلالهم وفسادهم معروف وواضح للناس، لكن هؤلاء يلبسون الحق بالباطل، كما قال تبارك وتعالى{لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون ] ، وهذا حال أهل البدع عندهم شيء من الحق أو شيء من الضلالة يلبسونه بشيء من الحق حتى يروج، طرق ماكرة، فالله سبحانه وتعالى أعلم بعباده، تراه كم صب من اللوم والذم والتحذير والطعن لليهود وعلمائهم وللنصارى لماذا ؟ لأنهم أفسدوا دين الله، وهذا شأن أهل البدع ولهم حظ من هذا الذم الذي يوجهه الله تبارك وتعالى إلى اليهود والنصارى، والدليل قول الرسول r (( لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه)) فقد وقع أهل البدع في هذا الشر، وتابعوا اليهود في التأويل وفي التحريف وفي الكذب وفي نشر الباطل والدعاية في الباطل، شاركوهم في كل هذه الأشياء، فالشبه قوية جداً بينهم وبين هؤلاء، وقد أخبر الرسول r أن هؤلاء سيتابعونهم.
فنحن عل كل حال بعد هذا كله ننصح الشباب السلفي أن يُقبلوا على طلب العلم، وأن يحرصوا على معاشرة الصالحين، وأن يحذروا كل الحذر من مخالطة أهل البدع وأهل الشبه والفتن، وهذه النصيحة أرجو أن تلقى آذاناً صاغية من إخواننا طلاب الحق وأهل الحق، ونسأل الله أن ينفعنا وإياهم، وأن يجعلنا وإياهم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يجعلنا من أتباع محمد
صلى الله عليه وسلم الذين يُؤثِرون طاعته واتباعه على كل أمر من أمور الحياة هذه، إن ربنا سميع الدعاء . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم )).

من تفريغ شريط الموقف الصحيح من أهل البدع

منقول من موقع الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله

الجيريا

الجيريا

و فيكم بارك الله

ردود العلماء على أهل الأهواء والبدع من النصح لعامة المسلمين 2024.

( شرح الأربعين النووية [14] )
للشيخ العلامة : ( عبد المحسن العباد )


ردود العلماء على أهل الأهواء والبدع من النصح لعامة المسلمين

السؤال:
هل يدخل في النصح لعامة المسلمين ردود العلماء على أهل الأهواء والبدع والتحذير من مناهجهم؟

الجواب:
نعم، يدخل من النصح للمسلمين بيان البدع والرد على أهلها، ولكنه إذا كان الخطأ من أهل السنة، فإنه يجب أن يختلف الرد عن المحاربين للسنة والمناوئين لها، فيكون برفق ولين وحرص على هداية ذلك المردود عليه، وشفقة عليه، مع رغبة وحرص على أن يستفيد وأن يرجع، ولكن لا ينصرف الإنسان عن كل ما ينبغي أن يكون عليه، إلى أن يكون شغله الشاغل ذلك المردود عليه، فالإنسان يرد وينتهي ويشتغل بالعلم وتعلمه ونشره والتأليف فيه ودعوة الناس إليه، أما الانشغال بمتابعة المردود عليه فهذا لا يعود على ذلك الذي أشغل نفسه بالخير، ولا يعود أيضاً على غيره بالخير، بحيث يشغل نفسه بعمل يعود عليه وعلى المسلمين بالنفع العظيم والعميم.

بوركت اخي رضا على اموضوع

دمت بهذا العطا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معاذ1 الجيريا
بوركت اخي رضا على اموضوع

دمت بهذا العطا

و فيك بارك الله أخي معاذ
ربي يحفظك.

جزاك الله خيرا الأخ الكريم

ما هي البدع التي يعدُّ بها الرجل خارجا عن دائرة أهل السنّة والجماعة ؟ 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
السلامٌ عليكم و رحمة الله و بركاته

ما هي البدع التي يعدُّ بها الرجل خارجا عن دائرة أهل السنّة والجماعة ؟

الجواب : مثل بدعة القدر وبدعة الإرجاء وبدعة الرفض وبدعة الخروج والبدع الصوفية مثل الموالد الشركية وغيرها وشدّ الرحال إلى القبور والأشياء هذه بارك الله فيكم ؛من هذا النوع .

تولّي أهل البدع يُصيِّر الإنسان منهم ومناصرتهم والذبّ عنهم ؛فإنّ أحمد ابن حنبل رحمه الله قيل له : إنّ بعض الناس يجلس إلى أهل البدع فقال : انصحه ,قال : نصحته فأبى ,قال : ألحقه بهم.

فالذي يجالس أهل البدع ويُعاشرهم يُستدلّ عليه أنّه مريض وأنّه يُوافق هؤلاء وهذا فيه أدلّة ؛( الأرواح جنودٌ مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ) ,فهذا يأتلف مع أهل البدع دليل أن هناك توافق وتشابه بين الأمرين والشخصين أو الجماعتين .

وعلى كلّ حال ما ذكرناه هو الذي يُخرج عن دائرة أهل السنّة والجماعة .

فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي

حمل كتاب قاموس البدع للألباني 2024.

عنوان الكتاب: قاموس البدع مستخرج من كتب الإمام العلامة محمد ناصر الدين الألباني
القسم: أصول الفقه وقواعده
المؤلف: مشهور بن حسن آل سلمان أبو عبيدة – أحمد بن إسماعيل الشكوكاني
الرابط: https://ia600402.us.archive.org/0/ite…1094/91094.pdf
ولا تنسونا من دعائكم.

بارك الله فيك

بارك الله فيك يعطيك العافية

كلام و لا اروع للعلامة ابن العثيمين رحمه الله حول البدع و منها المولد 2024.

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اخواني اخواتي، كم كثرت المواضيع التي تتكلم عن بدعة الاحتفال بالمولد، و الكلام عليها، و الناس هنا، يقولون نعم، لقد فهمنا، لا داعي للتكرار، و لكن نكرر و نكرر كلام اهل العلم، و سوف نرى اناس كالعادة، كأنهم لم يسمعوا قط ما يقوله اهل العلم،و يحتفلون و يخالفون و يحدثون في الدين ما ليس منه

اترككم مع الشيخ رحمه الله

مِنْ مَفاسِد البِدَع



قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-:

أيّ إنسان يُحدِثُ بدعةً؛ فإنَّنا نقول له: إنَّك واقعٌ في معصية الرسول عليه الصلاة والسلام، وفيما حذَّر عنه في قوله عليه الصلاة والسلام: ((إِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ)) [1]. وهذه مفسدة عظيمة.


¦ ومِنْ مَفاسِد البِدَع: أنَّها نوعٌ من الشَّركِ؛ كما قال الله -تبارك وتعالى-: ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ﴾ [2]
ولا يخفى أنَّ الشَّركَ لا يُغْفَر؛ كما قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ [3].

وظاهر الآية الكريمة: أنَّ الشَّركَ لا يُغْفَر ولو كان أصغرًا.


¦ومِنْ مَفاسِد البِدَع: أنََّ فيها صدٌّ عن سبيل الله؛ لأنَّ الإنسانَ يشتغلُ بها عن العبادة الثابتة حقًّا، فما ابتَدَع قومٌ بدعة إلا أضاعوا من السُّنـَّةِ ما هو مثلها، أو أعظم منها.


¦ومِنْ مَفاسِد البِدَع: أنَّها تستلزمُ القدحَ في الرَّسول صلى الله عليه وسلم، وأنَّه لم يُبلِّغ ما أرسل به، أو كان جاهلاً به.
ووجهُ ذلك:
أنَّنا إذا بحثنا في القرآن والسنة لم نجد هذه البدعة؛ فإما أنْ يكون الرَّسول عليه الصلاة والسلام غيرُ عالمٍ بها، وهذا قدحٌ فيه عليه الصلاة والسلام.
وإمَّا أن يكون عالمًا؛ لكن لم يُبلِّغها للنَّاس! وهذا قدحٌ فيه أيضًا، في أنَّه لم يُبلِّغ مَا أُرسِلَ إليه.



¦ومِنْ مَفاسِد البِدَع: أنَّها تنافي قولَ الله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا﴾ [4]؛ لأنَّ مقتضى المبتدع: أنَّ الدين لم يَكْمُل؛ لأنَّنا لا نجد هذه البدعة في دين الله، وإذا كانت من دين الله على زعم هذا المبتدع، وهي لم توجد فيه فإن الدين على زعمه لم يَكْمُل، وهذه مصادمة عظيمة، لقول الله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾[5] .


¦ومِنْ مَفاسِد البِدَع: أنَّ مُبتدِعها نَزَّل نفسه منزلة الرَّسول؛ لأنَّه لا أحد يُشرِّع للخلقِ ما يُقرِّب إلى الله -تعالى- إلا مَن أرسله الله -عزَّ وجلَّ-، ولا نبيّ بعد محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
فهذا الذي ابتدع كأنَّه بلسان الحال يقول: إنَّه يُشَرِّع للنَّاس ما يُقرِّب إلى الله، وهذه تعني أنَّه مشاركٌ للرسول صلى الله عليه وسلم في الرِّسالة.



¦ومِنْ مَفاسِد البِدَع: أنَّها قولٌ على الله بلا علم، وهذا محرمٌ بإجماعِ المسلمين، قال الله -تبارك وتعالى-: ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ﴾ [6].
ولها مفاسد أخرى لو تأملها الإنسان لوجدها تزيد على هذا بكثير؛ لكنَّا نقتصر على ذلك.


لقاء الباب المفتوح (131/5)

———————————-

[1] رواه أحمد، وأبو داود، وصححه الألباني.
[2][الشورى:21].

[3][النساء:48].

[4][المائدة:3].

[5][المائدة:3] .

[6][الأعراف: 33].

للاستماع
هنا


فاذا تبين لك ذلك
يجب ان تتنبه الى امر اخر و هو


السؤال: هل يجوز أكل طعام أهل البدعة؟ علماً بأنهم يصنعون هذا الطعام لهذه البدعة، كصنع الطعام للمولد النبوي؟

الجواب الواجب تنبيههم على أن يبتعدوا عن البدع، ويتركوا الأمور المحرمة، وعلى الإنسان أن لا يأكل من الطعام الذي صنع لأمور مبتدعة ولأمور محرمة

للعلامة عبد المحسن العباد حفظه الله
حمل من هنا
.

اذن، اخواني اخواتي، من قام والديه او احد اقاربه او اصدقاءه بدعوته الى العشاء بمناسبة المولد، فلا يجوز له ان يقبل الدعوة و لا يجوز له ان يأكل
و يا ايها الطلبة و يا ايتها الطالبات الذين هم في الاقامات الجامعية، فهم كعادتهم يصنعون عشاء من اجل المولد، فلا يجوز الاكل منه

و السلام عليكم و رحمة الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم أخي الفاضل على النقل والنّصح القيّم

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
و فيكم بارك الله

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته….
ماشآء الله كــــلام قيم …..
بارك الله فيك على النقل ….
وجزى الله شيخنا ابن عثيمين خيرا ….نسأل الله ان يرحمه ويسكنه الجنة ….آمين

و فيكم بارك الله اختي الكريمة

جزاك الله خيرا

(…أما من أراد الحق ؛ فإن الحق سهل قريب ، لا يحتاج إلى مجادلات كبيرة ؛ لأنه واضح ..)

مقتبس من كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله

لا تقل من أين أبدأ … طاعة الله بداية
لا تقل أين طريقى … شرع الله الهداية
لا تقل أين نعيمى … جنة الله كفاية
لا تقل غداً سأبدأ .. ربما تأتى النهاية

بارك الله فيك اخي الكريم………..وجزاكم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء

بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و فيكم بارك الله جميعا اخواني اخواتي، على مشاركاتكم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرالجزاء
وجعله في ميزان حسناتك
( وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله )

السلام عليكم

بارك الله فيك على النصيحة

لو كان حبك صادقاً لأطعته *** إن المحب لمن يحب مطيع


اذن محبتنا تقتضي ان نقتدي بما امربه رسول الله صلى الله عليه وسلم ونتبع سنته ونبتعد عن الشبهات والبدع

ومن كثر سواد قوم فهو منهم
رحم الله شيخنا ابن عثيمين وأسكنه فسيح جناته وحفظ الله شيخنا العباد ونفع بعلمهما
جزاكم الله خيرا أخي أبو بكر

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة boub2017 الجيريا
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اخواني اخواتي، كم كثرت المواضيع التي تتكلم عن بدعة الاحتفال بالمولد، و الكلام عليها، و الناس هنا، يقولون نعم، لقد فهمنا، لا داعي للتكرار، و لكن نكرر و نكرر كلام اهل العلم، و سوف نرى اناس كالعادة، كأنهم لم يسمعوا قط ما يقوله اهل العلم،و يحتفلون و يخالفون و يحدثون في الدين ما ليس منه

نعم هي كثرت مواضيع التحذير من بدعة الإحتفال…
هل تعلم ؟؟؟
5 مواضيع فقط على الصفحة الأولى من القسم الإسلامي..
وإني لأعجب من أمر من يثور لهذه البدعة …تتساءل لماذا ؟؟؟
سأجيبك….
أنتم وقعتم بالضبط فيم تحذرون الناس منه …كيف ذلك ؟؟؟؟
سأجيبك…
الناس تتذكر الحبيب المصطفى مرة في العام فتحيي يوم مولده…وأنتم..تدقون طبول الحرب على بدعة تمارس مرة في العام فقط…فأين هذه الثورة على البدعة باقي أيام العام..أم هو جديد فاجأكم..؟؟؟
هذه من ناحية ..أما من ناحية أخرى..فكأن حالكم حال..من آلمه طول ظفر في أصبع رجله اليسرى فيُسمع صراخا وعويلا ..مناديا ويلا وثبورا وعظائم أمور…
ولايقيم وزنا لكسر عظم ذراعه اليسرى…
يارجل
..أين تحذيركم من مصيبة بيع الخمور جهارا نهارا وشربها والترنح بين المارة لسكرتها ؟؟؟
أين تحذيركم من حرمة عري النساء في الشوارع ؟؟
أين مواضيعكم من آفة الرشوة التي صارت ومع الوقت ألفها الناس فتحول أمرها الى مباح المباحات..؟؟؟
أين تحذيركم ..من الربا الذي خالط بيوعاتنا وشراءنا ومعاملاتنا..؟؟؟
أين وأين وأين…..
يعني هي البدعة فقط مارأيتموه خطرا على الأمة فتثيرون منع أكل طعام عُدّ أكله بمناسبة المولد..
هل بلع خطره أو تجاوز حد المحرم ؟؟؟؟؟
أعلم وأنا على يقين أنه ستنهمر التعليقات مبررة وواجدة مخرجا لما يُطرح….فلتعلقوا ما شئتم..
من الغرابيل تحجبون بها عين الشمس لاحول ولاقوة الا بالله…
ــــــــــــــــ

استدراك…
رحم الله الشيخ الفاضل ابن عثيمين..وجزاه خيرا في آخرته لما أنعم به على أمة الإسلام من فضل علمه…

أستاذي الحبيب عمر .
أمة الإسلام مأمورة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإذا مافعلت فهي مهددة بالعقاب من الله عز وجل
قال تعالى // كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله// آل عمران
الرشوة والزنا والتبرج كلها معاصي وجب التحذير منها وهذا لا يتناقض مع التحذير من البدع الأخرى المنكرة مثل بدعة إحياء المولد النبوي ولعل كثرة التحذير منها في هذا الوقت بالذات هو بسبب قرب تاريخها فقط وإلا فالتحذير يكون طوال العام وإذا قرب تاريخ مناسبة معينة يحتاج المسلمون إلى التذكير بها أكثر .
مثلا الآن مافيه دروس للعلماء خاصة بشهر رمضان ولكن إذا قرب دخول الشهر تجد العلماء يتكلمون عن شهر مضان ويشرحون للناس آداب الصيام وواجباته ومبطلاته إلى غير ذلك مما يتعلق بهذه الشعيرة وأيضا موسم الحج وغيره من المواسم لأن القلوب تحتاج دائما إلى الذكرى والذكرى تنفع المؤمنين
ثم الاحتفال بالمولد بدعة والبدعة أعظم خطرا من المعصية لان مرتكب البدعة يعتقد أنه على هدى لان هذا من الشبه فالواجب التحذير منها دائما كما وجب التحذير من بقية المعاصي والكبائر مثل الخمور والكذب والسرقة والزنا وغيرها.

التحذير من مجالسة أهل البدع 2024.

الجيريا

فائدة منقولة من تفسير العلامة الشوكاني في التحذير من مجالسة أهل البدع
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه .
أما بعد :
فهذه فائدة عظيمة وقفت عليها في تفسير الإمام الشوكاني – رحمه الله تعالى – عند قوله تعالى {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ } [الأنعام : آية68].
قال رحمه الله تعالى : " الخطاب للنبي صلى الله عليه و سلم أو لكل من يصلح له والخوض : أصله في الماء ثم استعمل في غمرات الأشياء التي هي مجاهل تشبيها بغمرات الماء فاستعير من المحسوس للمعقول وقيل هو مأخوذ من الخلط وكل شيء خضته فقد خلطته ومنه خاض الماء بالعسل : خلطه والمعنى : إذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا بالتكذيب والرد والاستهزاء فدعهم ولا تقعد معهم لسماع مثل هذا المنكر العظيم حتى يخوضوا في حديث مغاير له أمره الله سبحانه بالإعراض عن أهل المجالس التي يستهان فيها بآيات الله إلى غاية هي الخوض في غير ذلك
وفي هذه الآية موعظة عظيمة لمن يتسمح بمجالسة المبتدعة الذين يحرفون كلام الله ويتلاعبون بكتابه وسنة رسوله ويرد ذلك إلى أهوائهم المضلة وبدعهم الفاسدة فإنه إذا لم ينكر عليهم ويغير ما هم فيه فأقل الأحوال أن يترك مجالستهم وذلك يسير عليه غير عسير وقد يجعلون حضوره معهم مع تنزهه عما يتلبسون به شبهة يشبهون بها على العامة فيكون في حضوره مفسدة زائدة على مجرد سماع المنكر
وقد شاهدنا من هذه المجالس الملعونة ما لا يأتي عليه الحصر وقمنا في نصرة الحق ودفع الباطل بما قدرنا عليه وبلغت إليه طاقتنا ومن عرف هذه الشريعة المطهرة حق معرفتها علم أن مجالسة أهل البدع المضلة فيها من المفسدة أضعاف أضعاف ما في مجالسة من يعصي الله بفعل شيء من المحرمات ولا سيما لمن كان غير راسخ القدم في علم الكتاب والسنة فإنه ربما يتفق عليه من كذباتهم وهذيانهم ما هو من البطلان بأوضح مكان فينقدح في قلبه ما يصعب علاجه ويعسر دفعه فيعمل بذلك مدة عمره ويلقى الله به معتقدا أنه من الحق وهو من أبطل الباطل وأنكر المنكر" .
تفسير فتح القدير للعلامة الشوكاني (2/181) ط/ دار الوفاء – مصر – المنصورة ت/ د/ عبد الرحمن عميرة

السلآم عليكم
بآرك الله فيك
و جزاك خيرا

البدع التي إستوردناها من الغرب 2024.

عيد المرأة
عيد الأم
عيد الشجرة
عيد الحب
عيد الكذب
عيد النفاق
..

فعلا هي كما وصفتها فهي تقليد اعمى للغرب دون ان نعرف السبب وراء الاحتفال فنحن المسلمون عندنا عيدان فقط هما الفطر والاضحى

فعلا أخي الكريم عندك حق
فالمسلموين لديهم عيدان فقط
عيد الفطر وعيد الأضحى
شكرا لك

شكرا لكما على المرور اللطيف

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ali1909 الجيريا
عيد المرأة
عيد الأم
عيد الشجرة
عيد الحب
..
الجيريا

السلام عليكم

بكل صراحة

هاته الأعياد التي اقتبستها هي أجمل مإبتكره الغرب من عادات لو نعرف كيف نستغلها ونكيفها فتصبح ذو طابع إسلامي قاعدتها إسلامية بحته، فنحتفل بها دون أن نخالف حدود الله فنغضبه، وإذا كانت عبارة عيد تزعج البعض فلنجعله يوم الأم يوم المرأة يوم الحب يوم الشجرة، رغم أن البعض سيقول بأن كل الأيام هي للأم وللمرأة وللحب وللشجرة، فأسألكم بالله عليكم أين هاته الأيام التي نسينا فيها حتى أنفسنا؟.

لماذا اهتم الغرب بهذه الايام او هذه الاعياد لانه يفتقدون للحب ….. يفتقدون حنان الام فلا يهتمون برعايتها او البر بها كما يأمرنا ديننا الحنيف ونفس الكلام علي باقي الايام او الاعياد

لو طبقنا نفس الكلام علينا

لوجدنا ان كثير منا نسي فضل والديه عليه والق نظرة علي دور رعاية المسنين لتري كم أب وكم أم ملقي في هذه الدور بدون ادني اهتمام من الابناء

اما عن الحب فحدث ولا حرج امتلأت النفوس بالغل والحقد والكراهية

يا نحن نحتاج الي من يذكرنا باننا نسينا اننا مسلمون وان ديننا هو دين القيم والاخلاق ……. دين الحب والعطف والتسامح وبر الوالدين والرحمة والمودة

بارك الله فيك علي الموضوع البسيط في كلماته الكبير في معناه

مشكووووووووووووووووورة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت جبيل الجيريا
لماذا اهتم الغرب بهذه الايام او هذه الاعياد لانه يفتقدون للحب ….. يفتقدون حنان الام فلا يهتمون برعايتها او البر بها كما يأمرنا ديننا الحنيف ونفس الكلام علي باقي الايام او الاعياد

لو طبقنا نفس الكلام علينا

لوجدنا ان كثير منا نسي فضل والديه عليه والق نظرة علي دور رعاية المسنين لتري كم أب وكم أم ملقي في هذه الدور بدون ادني اهتمام من الابناء

اما عن الحب فحدث ولا حرج امتلأت النفوس بالغل والحقد والكراهية

يا نحن نحتاج الي من يذكرنا باننا نسينا اننا مسلمون وان ديننا هو دين القيم والاخلاق ……. دين الحب والعطف والتسامح وبر الوالدين والرحمة والمودة

بارك الله فيك علي الموضوع البسيط في كلماته الكبير في معناه

شكرا جزيلا

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
عيد الكذب والنفاق
والله ما غلطت

لقد نسيت يا أخي
عيد العمـــــــــــــــــــــــال أو لأنه يو م راحة بالنسبة اليك قد أغفلت الطرف ؟؟؟؟

اشكرك علي هذا التوضيح ولكن من وجهة نظري باننا عندما نقول هذا عيد الام ليس المقصود به اقامة الانوار والتهليل و و و وغيرها من هذه المباهج فنحن يا اخوتي حتي عيديي المسلمين بات بعض العرب لا يحتفل به ولا يعيره الاهتمام القصد من عيد الام هو اشعار الام بوجودها وخاصة في المرحلة التي تكون قد جوزت كل ابنائها وفرغ عنها البيت فعندما يجتمع اولادها في ذلك اليوم وكلا احضر عربون الحب الصادق من الحلويات او اية هدية رمزية او ثمينة كلا ذلك في نضري هو رفع للمعنويات واحساسها بانها لم يرفع من تحتها البساط والامثال علي ذلك كثير لكم تحيات ام تشعر بلفرحة عندما اولادي اراهم يقتصدون من المصروف حتي يحضرون لي هدية ولا اخفيكم القول احيانا تكون الهدية عبارة عن كرت ولكن الحلو اللي فيه انهم صغار وينتقون عبارات نابعة من القلب دون ان تشعر وانت تقرئها انها مزيفة يا رب خلي كل الامهات ويوف ابنائي ونور عيني

مشكور على هذه الإلتفاتة أخي ali1909
لاعيد بعد العيدين الإسلاميين

فضائل شهر شعبان والتّحذير من البدع: للشّيخ خالد بن ضحوي الظّفيريّ 2024.

الجيريا

الخطبة الأولى

إنّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله. أمّا بعد:
فإنّ أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وشرّ الأُمور مُحدثاتها، وكُلَّ مُحدثة بِدعة، وكُلَّ بِدعة ضلالة، وكُلَّ ضلالة في النّار أمّا بعد:

عباد الله اعلمُوا أنّنا سنُقبِلُ على شهر خيرٍ وبركة ألاَ وهو شهر شعبان، ذاك الشّهر العظيم، وهو موسِمٌ مِن مواسِم الأعمال الصّالحة الّتي يغفل النّاس عنه بين رجبٍ ورمضان، ولا يعملُ فيه إلاّ مَن وفّقه اللهُ تعالى، فعن أُسامة بن زيدٍ رضي اللهُ عنه قال: " قُلتُ يا رسول الله لم أرك تصوم شهر مِن الشُّهور ما تصُوم مِن شعبان"، قال: "ذاك شهرٌ يغفل النّاس عنه بين رجبٍ ورمضان، هو شهرٌ تُرفع فيه الأعمال إلى ربِّ العالمين، وأُحبُّ أنْ يُرفع عملي وأنا صائمٌ" رواه النَّسائيّ. ففي هذا الحديث أنّ هذا الشّهر -شهر شعبان-، فيه تُرفع الأعمال الصّالِحة إلى الله عزّ وجلّ، وإنّ مِن الأعمال الصّالِحة الّتي تُرفع إلى ربِّ العالمين الصّوم؛ فيُستحبُّ الصّوم في هذا الشّهر، وقد كان النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّم يَصُوم أكثر هذا الشّهر لِما رَوَتْ عائشة رضي اللهُ عنها أنّها قالتْ: "كان رسولُ الله صلّى اللهُ عليه وسلّم يصوم حتّى نقول لا يُفطر، ويُفطر حتّى نقول لا يصوم، فما رأيتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم استكمل صِيام شهرٍ إلاّ رمضان وما رأيتُه أكثر صِيامًا منه في شعبان". وقالتْ أيضًا رضي الله عنها:" لم يكنْ النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم يصوم شهرًا أكثر مِن شعبان" رواهُما البُخاريُّ في صحيحه.
ففي هذه الأحاديث عباد الله استِحباب صومِ أيام مِن هذا الشّهر اقتِداءً بنبِيِّنا صلّى اللهُ عليه وسلّم، ورجاءَ أنْ تُرفع فيه أعمالنا فيه إلى الله عزّ وجلّ؛ فتُدرِكُنا رحمتُه ومغفرتُه سُبحانه وتعالى.

وأما ما ورد عن النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّم مِن حديث أبي هُريرة رضي اللهُ عنه أنّه قال: "إذا انتصف شعبان فلا تصوموا" رواه أبو داود والتِّرمذيّ؛ فقد اختلَف العلماء في تصحيحه وتضعيفه، فضعّفه كثير مِن علماء الحديث، منهم أحمد وابن معين.
وحتىّ على القول بتصحيحه كما ذهب إليه ابن القيِّم والألبانيّ وابن باز رحم الله الجميع أنّ المُراد به النّهي عن ابتِداء الصّوم بعد النِّصف مِن شعبان، أمّا مَن كان قد صام أكثر الشّهر فقد أصاب السُّنّة، يقول الشّيخ ابن عثيمين رحمه اللهُ تعالى: "وحتّى لو صحّ الحديث فالنّهي فيه ليس للتّحريم وإنّما هو للكراهة فقط، كما أخذ بذلك بعض أهل العلم إلاّ مَن له عادة بصومٍ ؛ فإنّه يصوم ولو بعد نصف شعبان"اهـ.

عباد الله لقد وردتْ إلينا في النِّصف مِن شعبان مِن طُرقٍ كثيرةٍ أحاديث صحّحها أهل العلم، فمِن هذه الأحاديث ما ورد عن مُعاذٍ بن جبل رضي الله عنه، عن النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّم أنّه قال: "يطّلِع اللهُ إلى جميع خلقه ليلة النِّصف مِن شعبان فيغفر لجميع خلقه إلاّ لِمُشرك أو مُشاحن".
وعن أبي ثعلبة رضي الله عنه، أنّ النّبيّ صلّى اللهُ عليه وسلّم قال: "يطّلِع الله إلى عباده ليلة النِّصف مِن شعبان؛ فيغفِر للمُؤمِنين ويُمهِل الكافرين ويدع أهل الحقد لِحِقدِهم حتّى يَدعُوه".
فهذه الأحاديث فيها إثبات مغفِرة الله تعالى في ليلة النِّصف مِن شعبان لعباده إلاّ لِمُشرك بأيِّ نوع مِن أنواع الشِّرك وللمُشاحِن بينه وبين أخيه هجران وقطيعة لأمرٍ مِن أُمور دُنيا.

عباد الله إنّه لينبغي لكُلِّ مِنّا أنْ يقِف مع نفسِه وقفةً صادِقةً على ضوء هذه الأحاديث، ويُحاسِبُ نفسَه فلعلّه قد يكون قد ابتُلِيَ بشيءٍ مِن الشِّرك سواءً صغُرَ أم كبُرَ، وليتدارك نفسَه بالتّوبة إلى الله إنْ كان قد وقع منه شيءٌ مِن الشِّرك، ولا تقُلْ يا عبدالله إنِّي بريءٌ مِن هذه الشِّركيّات ولا يُوجد عندي شيءٌ مِنها أو لا يُمكن أنْ أقع فيها، ويكفي أنّني أعيشُ في بلاد يعمُّ فيها التّوحيد؛ فإنّ هذا غُرورٌ وجهل مِن قائله، فلستَ أكثر توحيدًا من نبيِّ الله إبراهيم عليه وعلى نبيِّنا الصّلاة والسّلام خليل الرّحمن ، فهل تعرِف بِما دعا ربَّه؟
لقد دعا ربَّه بشيٍ عظيم، فاستمِعْ أيُّها المُؤمِن إلى دُعائِه فيما ذَكَرَهُ اللهُ تعالى عنه في كتابه حيثُ قال: ﴿ وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ[إبراهيم: 35-36]،لقد خاف خليل الرّحمن على نفسِه وعلى بَنِيهِ الشِّركَ بالله وعبادة الأصنام، وهو الّذي كسرها بيدِه الشّريفة، لِماذا أيُّها المُؤمنون؟ لِماذا خاف على نفسِه كُلَّ هذا الخوف؟ قال: ﴿ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ ﴾؛ فهذا السّبب هو الّذي دَعَاه إلى دُعاء ربّّه أن يُنْجِيَّهُ وبَنِيهِ مِن هذا البلاء العظيم، وهذا الشّرّ المُستطير، الّذي وقع فيه كثيرٌ مِن النّاس في هذا الزّمان -ولا حول ولا قُوّة إلاّ بالله-. قال إبراهيم التَّيْمِيُّ رحمه اللهُ تعالى: "ومَن يأمن الفِتنة والبلاء بعد إبراهيم عليه السّلام".

وفي هذه الأزمِنة عباد الله نرى بعض مَن ينتسِب إلى الإسلام مَنْ يعبُد القُبور، ويطلُب مِنها الشّفاعة مِن دون الله، ويذبح لها مِن دون الله، راجيًا بركتَها أو مُتقرِّبًا لأصحابِها المدفونين تحت الثّرى، أو تراه يذبح، وينحر، وينذُرُ لأصحاب القُبور عند العتبات المُنجَّسَة بالشِّرك والكُفر؛ وصَدَقَ عليهم قولُ الله تعالى: ﴿ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ[يوسف: 106].

ومِن مظاهر الشِّرك في العبادة ما يفعله بعض مَن لم يعرف حقيقة التّوحيد مِن تعظيم الأولياء، والخُضوع والذُّلّ لهم، والخوف مِنهم، وتعظيمهم، أكثر مِن تعظيمهم وخوفِهم وذُلِّهم لله عزّ وجلّ، فتراه بين يدَيْ شيخ طريقتِه أو سيِّده كالميِّت بين يدَيْ غاسلِه، لا يُخالِف له أمرًا ولا يعصي له قولاً، يعتقدُ أنّه مُطّلِعٌ على ما في قلبِه وأنّ هذا الوليّ له قُدرة على الكشف؛ وهذا كُفرٌ أكبر -والعياذ بالله-.
ومِنهم مَن ينذُرُ لغيرِ الله، ومِنهم مَن يحلِف بالوليِّ أو بالنّبيِّ أو بحياة الأبناء والآباء والأجداد، ومِنهم مَن يذهبُ إلى الكهنة، والعرّافين، والمًُشعوِذين، والسّحرة، والمُنجِّمين، يطلُبُون مِنهم الشِّفاء مِن الأمراض أو معرِفة ماذا سيحصُلُ لهم في مُستقبل حياتِهم، ومِنهم مَن يقرأ في الأبراج الّتي تأتي في بعض المجلاّت والصُّحف، فيُخبِرون بأُمورٍ هي مِن الغيب؛ وكُلُّه مِن الكِهانة، وادَّعاء علم الغيب الّذي هو مُضادٌ لدين الرُّسل عليهم الصّلاة والسّلام، وهو كُفرٌ أكبر -والعياذ بالله-، وهو إنْ صدّقَهُ فيما يقول فقد كفر بما أُنْزِل على محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم، وإنْ سألَهُ بلا تصديقٍ لهُ لم تُقبلْ له صلاة أربعين يومًا كما قال النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم: "مَن أتى عرّافًا فسأله عن شيءٍ لم تُقبل له صلاة أربعين ليلة" رواه مُسلم.

ومِن مظاهر الشِّرك المُنتشِرة بين النّاس تعليق التّمائم الشِّركيّة والتّعاويذ البِِدعيّة في العُنُق أو في البيت أو في السّيارة أو في غيرِها، أو تعليق صورة حيوان مُجسَّم زاعِمين أنّها تطرد عنهم العَيْن، وتدفع عنهم الحسد: فهذا يُعلِّق خيطًا في رقبة ابنه أو بيدِه، وذاك يضع أوراقًا كُتِبتْ عليها طلاسم وأُمور شركيّة وكلامٌ غير مفهوم مِمّا يتقرّبُ به إلى الجِنِّ؛ وهذا كُلُّه شِركٌ بالله عزّ وجلّ كما قال النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم: "مَن علّق تميمةً فقد أشرك".

ومِن النّاس مَن يُشرِك بالرِّياء، والسُّمعة، وإظهار العمل الصّالِح أمام النّاس مِن أجل أنْ يمدحوه أو يقولون فُلان صالح، والنّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم ثبتَ عنه أنّه قال: "مَن سمّع؛ سمّع اللهُ به، ومَن راءى؛ راءى اللهُ به" رواه مُسلِم؛ أي فَضَحَهُ يوم القِيامة، فتراه يُصلّي رياءً، ويقرأُ القُرآن رياءً، ويذكُرُ اللهَ رياءً؛ فهذا قد أتعبَ نفسَه وأسخط ربَّه (…….) مَن يفعل ما تقدّم مِن الأعمال أنْ ينالوا مَغفِرةَ الله، وهُم واقِعون في الشِّرك صغيره أو كبيره.

أمّا الصِّنفُ الآخر مِن الّذين حُرِموا تِلك اللّيلة مِن تكفير السّيِّئات ومَغفرة الذّنوب، فهم المُشاحِنون وأهل الحِقد؛ وهذا يدلُّ على خُطورة الشّحناء والتّباغض بين المُسلِمين.

والشّحناء يا عباد الله هي حِقدُ المُسلِم على أخيه المُسلِم مِن أجل هوى في نفسِه: فـ(…..) الأخ لا يُكلِّم أخاه، والجار لا يُخاطِبُ جاره؛ وذاك يَمنعُ المغفِرة في أكثر أوقات المَغفِرة كما جاء في صحيح مُسلِمٍ عن أبي هُريرة رضي اللهُ عنهُ أنّ رسولَ الله صلّى الله عليه وسلّم قال: "تُفتّح أبواب الجنّة يوم الاثنين ويوم الخميس؛ فيُغفَرُ لكُلِّ عبدٍ لا يُشرِكُ باللهِ شيئا إلاّ رجُلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيُقال: أَنظِرُوا هذيْن حتّى يصطَلِحا..أَنظِرُوا هذيْن حتّى يصطَلِحا..أَنظِرُوا هذيْن حتّى يصطَلِحا"رواه مُسلِم.
وقد وصف اللهُ المُؤمِنين عُمومًا بأنّهم يقولون:﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾[الحشر: 10].
وقد فسّر الإمام الأوزاعيُّ رحمه الله الشحناءَ في هذا الحديث والّتي تمنعُ مِن الأذكار للّذي يكون في قلبِه شحناء وبُغضٌ لأصحاب النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّم، وعنه أنّه أيضًا قال: "المُشاحِنُ هُو كُلُّ صاحبُ بِدعة فارق عليها الأُمّة".
وقال ابن ثوبان رحمه الله: "المُشاحِنُ والتّارِكُ لسُنّة نبيِّه صلّى الله عليه وسلّم، الطّاعِنُ على أُمّتِه، السّافِكُ لدِمائِهم".
وقال ابن رجب رحمه الله: "وهذه الشّحناء: أعني شحناء البِدعة؛ تُوجِبُ الطّعن على جماعة المُسلِمين، واستِحلال دمائِهم، وأموالِهم، وأعراضِهم، كبِدع الخوارج والرّوافض ونحوهم. فأفضل الأعمال سلامة الصّدر مِن أنواع الشّحناء كُلِّها، وأفضلّها هو السّلامة مِن شحناء أهل الأهواء والبِدع الّتي تقتضي الطّعن على سلف الأُمّة، وبُغضِهم، والحِقد عليهم، واعتِقاد تكفيرهم أو تبديعهم وتضليلهم، ثُمّ يلي ذلك سلامة القلب مِن الشّحناء لعموم المُسلِمين، وإرادة الخير لهم، ونصيحتهم، وأنْ يُحبَّ لهم ما يُحبَّ لنفسِه." اهـ.
قال بعضُ السّلف: "أفضلُ الأعمال سلامة الصُّدور، وسخاوة النُّفوس، والنّصيحة للأُمّة؛ وبهذه الخِصال بلغ مَن بلغ".
وسيِّدُ القوم مَن يصفح ويعفو، فَأَقِلْ يا عبدالله حتّى تُقال، واعفُ عن المُسيء حتى يعفو اللهُ عنك.

اللّهم إنّا نسألُك العفو والمغفِرة، اللّهم إنّا نسألُك العفو المغفِرة في الدُّنيا والآخرة.
أقول ما تسمعون، وأستغفِرُ اللهَ العظيم لي ولكم مِن كُلِّ ذنبٍ؛ فاستغفِروه، إنّه هو الغفور الرّحيم.
الجيريا


الخطبة الثّانية


الحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومَن اتّبع هُداه؛ أمّا بعد:
عباد الله إنّ مِمّا ينبغي التّنبيه عليه إذا (……) مُنتصف هذا الشّهر أمورًا أحدثها النّاس، مِنها اعتِقاد بعضِهم أنّ ليلة النِّصف مِن شعبان هي المَعنِيَّة بقولِه تعالى: ﴿ فيها يُفرَقُ كُلُّ أَمرٍ حَكيمٍ ﴾[الدخان: 4]؛ ليُقدّر فيها الآجال والأرزاق؛ وهذا خطاٌ، ولكن المقصود بالآية هي ليلة القدر لا النِّصف مِن شعبان. ومِنها تخصيص بعض النّاس ليلة النِّصف مِن شعبان للصّلاة والقيام ليلاً دون سائر الأيام، وإحياء تِلك اللّيلة بالذِّكر والدُّعاء؛ فهذا بِدعة في الدِّين ضلالة لم يفعلْها النّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم ولا أصحابه، وهذا العمل مردود على صاحبه لا يقبله الله عزّ وجلّ، ففي الحديث الصّحيح "مَن أحدث في أمرِنا ما ليس فهو ردّ"، وأمّا حديث "إذا كان ليلة النِّصف مِن شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها" فهو حديث باطل مكذوب على نبيِّنا صلّى الله عليه وسلّم،لم يقُلْه؛ فلا يحِلُّ العمل به، وكذلك الاحتِفال بتِلك اللّيلة، والتّوسيع على الأهل في المطعم، والمشرب، والملبس، ونحو ذلك، وتخصيص تِلك اللّيلة فقط دون سائر الأيام واللّيالي لاعتِقاد فضلِها وميزتِها على غيرِها؛ وهذا مِمّا لم يأت في الشّرع الحنيف فعله، ولا استحبّه أحد مِن الصّحابة رضي الله عنهم ولا التّابعون رحمهم الله "وما لم يكن يومئذٍ دينًا فلا يكون اليوم دينًا".

عباد الله احذروا البِدع صغيرها وكبيرها، فهي تُؤدِّي إلى تفريق الأُمّة وتشتيتها، فقد نهى الله عزّ وجلّ عن ذلِك فقال: ﴿وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [آل عمران: 105]، وإنّ الإشغال عن (…..) بِدعةٍ عمّا هُو مَشروع يُؤدي إلى هدم السُّنّة حتّى تموت السُّننّ وتحيَ البِدع -والعياذ بالله-. وإنّ في ما جاء في كتاب الله أو صحّ عن رسولنا صلّى الله عليه وسلّم مِن الشّريعة الكِفاية والهِداية لِمَن هداد اللهُ إليهما واستغنى بهما عن غيرهما، قال اللهُ عزّ وجلّ: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَوالنّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم ما مات إلاّ وقد أكمل الدِّين وأتمّ اللهُ به النِّعمةَ كما قال عزّ وجلّ: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ﴾[المائدة: 3].
[يونس: 57]،
اللّهم اغفر لنا ولإخوانِنا الّذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلاًّ للّذين آمنوا ربنا إنّك رءوف رحيم، ربّنا آتِنا في الدُّنيا حسنة وفي الآخِرة حسنة وقِنا عذاب النّار.
اللّهم أعِزّ الإسلام والمُسلِمين، اللّهم أعِزّ الإسلام والمُسلِمين. اللّهمّ آمِنّا في أوطانِنا، واجعل دِيارَنا دِيار خيرٍ وبركة يا ربّ العالين، وصلّى الله وسلّم على نبيَّنا محمّد.

الجيريا

صوتيةً

الجيريا

المصدر

بارك الله فيك

جزاكم الله خيرا

جزاكم الله خيرا وأحسن الله إليكم

كلام و لا اروع للعلامة ابن العثيمين رحمه الله حول البدع و منها المولد 2024.

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اخواني اخواتي، كم كثرت المواضيع التي تتكلم عن بدعة الاحتفال بالمولد، و الكلام عليها، و الناس هنا، يقولون نعم، لقد فهمنا، لا داعي للتكرار، و لكن نكرر و نكرر كلام اهل العلم، و سوف نرى اناس كالعادة، كأنهم لم يسمعوا قط ما يقوله اهل العلم،و يحتفلون و يخالفون و يحدثون في الدين ما ليس منه

اترككم مع الشيخ رحمه الله

مِنْ مَفاسِد البِدَع



قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-:

أيّ إنسان يُحدِثُ بدعةً؛ فإنَّنا نقول له: إنَّك واقعٌ في معصية الرسول عليه الصلاة والسلام، وفيما حذَّر عنه في قوله عليه الصلاة والسلام: ((إِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ)) [1]. وهذه مفسدة عظيمة.


¦ ومِنْ مَفاسِد البِدَع: أنَّها نوعٌ من الشَّركِ؛ كما قال الله -تبارك وتعالى-: ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ﴾ [2]
ولا يخفى أنَّ الشَّركَ لا يُغْفَر؛ كما قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ [3].

وظاهر الآية الكريمة: أنَّ الشَّركَ لا يُغْفَر ولو كان أصغرًا.


¦ومِنْ مَفاسِد البِدَع: أنََّ فيها صدٌّ عن سبيل الله؛ لأنَّ الإنسانَ يشتغلُ بها عن العبادة الثابتة حقًّا، فما ابتَدَع قومٌ بدعة إلا أضاعوا من السُّنـَّةِ ما هو مثلها، أو أعظم منها.


¦ومِنْ مَفاسِد البِدَع: أنَّها تستلزمُ القدحَ في الرَّسول صلى الله عليه وسلم، وأنَّه لم يُبلِّغ ما أرسل به، أو كان جاهلاً به.
ووجهُ ذلك:
أنَّنا إذا بحثنا في القرآن والسنة لم نجد هذه البدعة؛ فإما أنْ يكون الرَّسول عليه الصلاة والسلام غيرُ عالمٍ بها، وهذا قدحٌ فيه عليه الصلاة والسلام.
وإمَّا أن يكون عالمًا؛ لكن لم يُبلِّغها للنَّاس! وهذا قدحٌ فيه أيضًا، في أنَّه لم يُبلِّغ مَا أُرسِلَ إليه.



¦ومِنْ مَفاسِد البِدَع: أنَّها تنافي قولَ الله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا﴾ [4]؛ لأنَّ مقتضى المبتدع: أنَّ الدين لم يَكْمُل؛ لأنَّنا لا نجد هذه البدعة في دين الله، وإذا كانت من دين الله على زعم هذا المبتدع، وهي لم توجد فيه فإن الدين على زعمه لم يَكْمُل، وهذه مصادمة عظيمة، لقول الله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾[5] .


¦ومِنْ مَفاسِد البِدَع: أنَّ مُبتدِعها نَزَّل نفسه منزلة الرَّسول؛ لأنَّه لا أحد يُشرِّع للخلقِ ما يُقرِّب إلى الله -تعالى- إلا مَن أرسله الله -عزَّ وجلَّ-، ولا نبيّ بعد محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
فهذا الذي ابتدع كأنَّه بلسان الحال يقول: إنَّه يُشَرِّع للنَّاس ما يُقرِّب إلى الله، وهذه تعني أنَّه مشاركٌ للرسول صلى الله عليه وسلم في الرِّسالة.



¦ومِنْ مَفاسِد البِدَع: أنَّها قولٌ على الله بلا علم، وهذا محرمٌ بإجماعِ المسلمين، قال الله -تبارك وتعالى-: ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ﴾ [6].
ولها مفاسد أخرى لو تأملها الإنسان لوجدها تزيد على هذا بكثير؛ لكنَّا نقتصر على ذلك.


لقاء الباب المفتوح (131/5)

———————————-

[1] رواه أحمد، وأبو داود، وصححه الألباني.
[2][الشورى:21].

[3][النساء:48].

[4][المائدة:3].

[5][المائدة:3] .

[6][الأعراف: 33].

للاستماع
هنا


فاذا تبين لك ذلك
يجب ان تتنبه الى امر اخر و هو


السؤال: هل يجوز أكل طعام أهل البدعة؟ علماً بأنهم يصنعون هذا الطعام لهذه البدعة، كصنع الطعام للمولد النبوي؟

الجواب الواجب تنبيههم على أن يبتعدوا عن البدع، ويتركوا الأمور المحرمة، وعلى الإنسان أن لا يأكل من الطعام الذي صنع لأمور مبتدعة ولأمور محرمة

للعلامة عبد المحسن العباد حفظه الله
حمل من هنا
.

اذن، اخواني اخواتي، من قام والديه او احد اقاربه او اصدقاءه بدعوته الى العشاء بمناسبة المولد، فلا يجوز له ان يقبل الدعوة و لا يجوز له ان يأكل
و يا ايها الطلبة و يا ايتها الطالبات الذين هم في الاقامات الجامعية، فهم كعادتهم يصنعون عشاء من اجل المولد، فلا يجوز الاكل منه

و السلام عليكم و رحمة الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم أخي الفاضل على النقل والنّصح القيّم

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
و فيكم بارك الله

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته….
ماشآء الله كــــلام قيم …..
بارك الله فيك على النقل ….
وجزى الله شيخنا ابن عثيمين خيرا ….نسأل الله ان يرحمه ويسكنه الجنة ….آمين

و فيكم بارك الله اختي الكريمة

جزاك الله خيرا

(…أما من أراد الحق ؛ فإن الحق سهل قريب ، لا يحتاج إلى مجادلات كبيرة ؛ لأنه واضح ..)

مقتبس من كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله

لا تقل من أين أبدأ … طاعة الله بداية
لا تقل أين طريقى … شرع الله الهداية
لا تقل أين نعيمى … جنة الله كفاية
لا تقل غداً سأبدأ .. ربما تأتى النهاية

بارك الله فيك اخي الكريم………..وجزاكم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء

بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و فيكم بارك الله جميعا اخواني اخواتي، على مشاركاتكم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرالجزاء
وجعله في ميزان حسناتك
( وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله )

السلام عليكم

بارك الله فيك على النصيحة

لو كان حبك صادقاً لأطعته *** إن المحب لمن يحب مطيع


اذن محبتنا تقتضي ان نقتدي بما امربه رسول الله صلى الله عليه وسلم ونتبع سنته ونبتعد عن الشبهات والبدع

ومن كثر سواد قوم فهو منهم
رحم الله شيخنا ابن عثيمين وأسكنه فسيح جناته وحفظ الله شيخنا العباد ونفع بعلمهما
جزاكم الله خيرا أخي أبو بكر

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة boub2017 الجيريا
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اخواني اخواتي، كم كثرت المواضيع التي تتكلم عن بدعة الاحتفال بالمولد، و الكلام عليها، و الناس هنا، يقولون نعم، لقد فهمنا، لا داعي للتكرار، و لكن نكرر و نكرر كلام اهل العلم، و سوف نرى اناس كالعادة، كأنهم لم يسمعوا قط ما يقوله اهل العلم،و يحتفلون و يخالفون و يحدثون في الدين ما ليس منه

نعم هي كثرت مواضيع التحذير من بدعة الإحتفال…
هل تعلم ؟؟؟
5 مواضيع فقط على الصفحة الأولى من القسم الإسلامي..
وإني لأعجب من أمر من يثور لهذه البدعة …تتساءل لماذا ؟؟؟
سأجيبك….
أنتم وقعتم بالضبط فيم تحذرون الناس منه …كيف ذلك ؟؟؟؟
سأجيبك…
الناس تتذكر الحبيب المصطفى مرة في العام فتحيي يوم مولده…وأنتم..تدقون طبول الحرب على بدعة تمارس مرة في العام فقط…فأين هذه الثورة على البدعة باقي أيام العام..أم هو جديد فاجأكم..؟؟؟
هذه من ناحية ..أما من ناحية أخرى..فكأن حالكم حال..من آلمه طول ظفر في أصبع رجله اليسرى فيُسمع صراخا وعويلا ..مناديا ويلا وثبورا وعظائم أمور…
ولايقيم وزنا لكسر عظم ذراعه اليسرى…
يارجل
..أين تحذيركم من مصيبة بيع الخمور جهارا نهارا وشربها والترنح بين المارة لسكرتها ؟؟؟
أين تحذيركم من حرمة عري النساء في الشوارع ؟؟
أين مواضيعكم من آفة الرشوة التي صارت ومع الوقت ألفها الناس فتحول أمرها الى مباح المباحات..؟؟؟
أين تحذيركم ..من الربا الذي خالط بيوعاتنا وشراءنا ومعاملاتنا..؟؟؟
أين وأين وأين…..
يعني هي البدعة فقط مارأيتموه خطرا على الأمة فتثيرون منع أكل طعام عُدّ أكله بمناسبة المولد..
هل بلع خطره أو تجاوز حد المحرم ؟؟؟؟؟
أعلم وأنا على يقين أنه ستنهمر التعليقات مبررة وواجدة مخرجا لما يُطرح….فلتعلقوا ما شئتم..
من الغرابيل تحجبون بها عين الشمس لاحول ولاقوة الا بالله…
ــــــــــــــــ

استدراك…
رحم الله الشيخ الفاضل ابن عثيمين..وجزاه خيرا في آخرته لما أنعم به على أمة الإسلام من فضل علمه…

أستاذي الحبيب عمر .
أمة الإسلام مأمورة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإذا مافعلت فهي مهددة بالعقاب من الله عز وجل
قال تعالى // كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله// آل عمران
الرشوة والزنا والتبرج كلها معاصي وجب التحذير منها وهذا لا يتناقض مع التحذير من البدع الأخرى المنكرة مثل بدعة إحياء المولد النبوي ولعل كثرة التحذير منها في هذا الوقت بالذات هو بسبب قرب تاريخها فقط وإلا فالتحذير يكون طوال العام وإذا قرب تاريخ مناسبة معينة يحتاج المسلمون إلى التذكير بها أكثر .
مثلا الآن مافيه دروس للعلماء خاصة بشهر رمضان ولكن إذا قرب دخول الشهر تجد العلماء يتكلمون عن شهر مضان ويشرحون للناس آداب الصيام وواجباته ومبطلاته إلى غير ذلك مما يتعلق بهذه الشعيرة وأيضا موسم الحج وغيره من المواسم لأن القلوب تحتاج دائما إلى الذكرى والذكرى تنفع المؤمنين
ثم الاحتفال بالمولد بدعة والبدعة أعظم خطرا من المعصية لان مرتكب البدعة يعتقد أنه على هدى لان هذا من الشبه فالواجب التحذير منها دائما كما وجب التحذير من بقية المعاصي والكبائر مثل الخمور والكذب والسرقة والزنا وغيرها.