حكم الخوف من السحرة للشيخ الفوزان حفظه الله 2024.

يرفع ……………

بارك الله فيك

توجيه العلامة الفوزان لظاهرة تتبع الأصوات الحسنة في صلاة التراويح 2024.

[ فتوى ] توجيه العلامة الفوزان لظاهرة تتبع الأصوات
الحسنة في صلاة التراويح

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمــــعــــــــين
أمــــــــــــا بـعــــــــــــــــــــدُ :
فقد سئل بقية السلف صالح بن فوزان الفوزان – حفظه الله ورعاه – هذا السؤال
هناك ظاهرة منتشرة بين بعض الناس، وهي أنه في صلاة التراويح ينتقلون إلى مساجد بعيدة عن بيوتهم
وذلك طلباً للأئمة أصحاب الأصوات الحسنة؛ فما رأيكم بهذه الظاهرة؟
فأجـــــــاب – حفظه الله ورعاه – :
" ينبغي للإِمام أن يحسن صوته بتلاوة القرآن ، ويعتني بإجادة القراءة على الوجه المطلوب ؛ محتسباً الأجر عند الله ، لا من أجل الرياء والسمعة، وأن يتلو القرآن بخشوع وحضور قلب؛ لينتفع بقراءته، وينتفع به من يسمعه .
والذي ينبغي لجماعة كل مسجد أن يعمروا مسجدهم بطاعة الله والصلاة فيه، ولا ينبغي التنقل بين المساجد وإضاعة الوقت في التذوق لأصوات الأئمة، لاسيما النساء؛ فإن في تجوالها وذهابها بعيداً عن بيوتها مخاطرة شديدة؛ لأنه مطلوب من المرأة أن تصلي في بيتها، وإن أرادت الخروج للمسجد؛ فإنها تخرج لأقرب مسجد؛ تقليلاً للخطر.
وهذه الظاهرة من تجمهر الناس في بعض المساجد هي ظاهرة غير مرغوب فيها؛ لأن فيها تعطيلاً للمَسَاجد الأخرى، وهي مَدْعَاة للرياء، وفيها تكلفات غير مشروعة ومُبالغات. " اهـــــــ
[ المصدر : الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ صالح الفوزان ]
منقووول

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا اذكر يوما اني صليت التراويح في مسجد ،،، غرفتي احسن

بارك الله فيكم

الجيريا

وفيكم بارك الباري

الفوزان :العقل ومدى حرية الرأي 2024.

الحمد لله الذي خلق الإنسان وميَّزه بالعقل من بين سائر المخلوقات ليميّز به بين الحق والباطل. وبين الضار والنافع.
فالعقل نعمة من الله منّ بها على هذا الإنسان. وسُمي عقلاً لأنه يعقل الإنسان عمَّا يضره مما لا يليق به، وسُمي حجراً كذلك قال تعالى: (هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ). أي ذي عقل يعرف عظمة هذا القسم الذي أقسم الله به في سورة الفجر.
ولكن هذا العقل محدود لا يدرك كل شيء. ولو كان العقل يدرك كل شيء لما احتجنا إلى بعثة الرسل وإنزال الكتب. وإنما العقل يدرك المضار والمنافع في الجملة. كما أن علم الإنسان محدود فهو لا يعلم إلا ما علّمه الله: (وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً)، وقال لنبيـــه: (وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ)، وقالت الملائكة: (سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)، ويقول الأنبياء إذا جمعهم الله يوم القيامة وسألهم (مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ). ثم علم الإنسان قليل بالنسبة لما لا يعلمه قال تعالى: (وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً)، (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ)، وقال لنبيه: (وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً).
ثم علم الإنسان على قلته مهدد بالزوال إما للعوارض التي تعرض له من الإعاقات المرضية وإما الخرف في نهاية العمر قال تعالى: (وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً). فعلم الإنسان له بداية ونهاية وله نهاية وهو فيما بين ذلك محدود قليل وهناك أشياء كثيرة في هذا الكون لا يعلمها الإنسان مهما أوتي من القدرة على الاكتشافات والاختراعات فهو لا يعلم ما في البر والبحر والجو والسماوات والأرض لا يعلمها إلا علاَّم الغيوب سبحانه وتعالى.
وأقرب شيء إلى الإنسان روحه التي يحيى بها ويتحرك ما دامت فيه، فإذا خرجت منه أصبح جثة هامدة لا حراك بها ولا إدراك فلا يعلم الإنسان حقيقة هذه الروح قال تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً). فالله هو الذي خلقها وهو الذي يوجدها في جسم الإنسان وهو الذي يقبضها في النوم وفي الموت، قال تعالى: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَليْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى)، ولا يستطيع مخلوق مهما أوتي من العلم بالطب أن يبقيها في الإنسان إذا حان أجله قال تعالى: (فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ * فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ * تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ). فتقبض من بينهم ولا يستطيعون إرجاعها
واليوم نسمع من يعظّم من شأن ما يسمونه بالعلم الحديث ومنهم من يقدّمه على الوحي فما وافق العلم الحديث من الوحي صدقه وما خالفه كذبه أو أوّله بغير معناه الصحيح.
ومنهم من لا يؤمن من الأمور الغيبية إلا ما يصدّقه العلم الحديث وقد قال تعالى عن الأمم السابقة: (فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنْ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون)،
وقد وجد الآن من يقدسون الرأي ويقولون بحرية الرأي ولم يعلموا أن هناك أشياء يجب فيها التسليم إذا جاء بها آية من القرآن أو حديث صحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم لأن هذا هو مقتضى الإيمان كما قال تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً). وقال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ). وقال عمر رضي الله عنه يا أيها الناس اتهموا الرأي في الدين فلو رأيتني يوم أبي جندل أن أرد أمر رسول الله وأجتهد ولا آلوا. وقال الإمام أحمد رحمه الله: عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته يذهبون إلى رأي سفيان. والله تعالى يقول: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).
وهناك أشياء لا مجال للرأي فيها مثل أمور العقائد وأمور العبادات وأمور الغيبيات وهناك أشياء يكون للرأي فيها مجال وذلك في أمور الأحكام الفقهية التي لا نص فيها بشرط أن يكون الرأي منطلقاً من ضوابط أصولية وضوابط اجتهادية ويكون صاحب الرأي مؤهلاً بها بشرط أن لا يخرج الرأي عن دائرة ما تحمله الأدلة من الكتاب والسنة. ومن لم يكن مؤهلاً بتلك الضوابط فلا مجال لرأيه ولا اعتبار له، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران. وإن اجتهد فأخطأ فله أجر واحد”، والمراد بالحاكم الفقيه المؤهل. ولا يقبل من اجتهاده إلا ما أصاب فيه وهو ما يوافق الدليل وما أخطأ فيه لا يقبل ولو كان مأجوراً على اجتهاده ما دام ذلك في محيط الأدلة فما بالك بالرأي الذي يخترق الأدلة ويخترق مجالات الاجتهاد الشرعي ويُسمى بالرأي الحر، بل هناك آراء اخترقت جانب الرب سبحانه ونازعته في تدبيره وتشريعه. وهناك آراء اخترقت جانب النبي صلى الله عليه وسلم فعارضت أحاديثه التي لا توافق أهواءها. وقد قال تعالى: (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ). وقد قرأنا وسمعنا في هذه الأيام من ذلك الشيء الكثير من كتَّاب وكاتبات تبنوا الحرية في هذا المجال وعارضوا حد الردة محتجين بقوله تعالى: (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ)، وعارضوا بذلك قوله صلى الله عليه وسلم: “من بدل دينه فاقتلوه”، وغيره من الأحاديث الصحيحة ولم يعلموا أن قوله تعالى: (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ)، المراد به الإكراه على الدخول في الدين. وأما الخروج منه فهو فساد يجب منعه لأن المرتد عرف الحق وقبله ثم تركه بعد معرفة فاستحق العقوبة لئلا يقتدى به غيره فيصبح الدين ملعبة للكفار كما قال تعالى: (وَقَالَت طَّآنئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُواْ بِالَّذِيَ أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) وقتل المرتد حد من حدود الله لا بد أن يُنفذ إذا توفرت شروط لا يجوز تعطيله، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها” وحد الردة أعظم من حد السرقة.
إن الإنسان عبد لله، فليس هناك حرية مطلقة إلا عند الملاحدة، ثم هم ليسوا أحراراً لأنهم يكونون عبيداً لأهوائهم وشهواتهم، فمن لم يكن عبداً لله صار عبداً للشيطان، كما قال ابن القيم رحمه الله:
هربوا من الرق الذي خلقوا له فبلوا برق النفس والشيطان
هدانا الله صراط المستقيم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
كتبه
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
13-07-1433ه

مراجعة لـ «فتوى التكفير» للشيخ الفوزان 2024.


مراجعة لـ«فتوى التكفير» للفوزان


سئل قبل أيام الشيخ صالح الفوزان – وفقه الله – ما نصه: «من قال بأن حديث العلاج ببول الإبل لا أعترفُ بصحته؛ لأن البول وشربه ضد الفطرة السليمة، لا حديث بول الإبل، ولا حديث جلد الظهر وأخذ المال، هذه أحاديث ضد الفطرة السوية وإساءة للإسلام».
فأجاب – وأنقلُ الجواب بنصه تماماً: «هذا ملحد! هاللي يقول الكلام هذا ملحد زنديق، يرد على الرسول صلى الله عليه وسلم، فلا يقبل قوله، ويجب أن يعامل معاملة المرتد عن دين الإسلام، نعم!» انتهت الفتوى بنصها.


والمظنون بالشيخ بما نعلمه عنه من تحرُّزٍ في أمر التكفير، أنه لو عرضت عليه فتواه محررة مرة أخرى لتراجع عنها بلا تردد، وأظنه إما أنه فهم السؤال على غير وجهه، أو هي زلة لسان، وإلا فمثله لا يخفى عليه الفرق بين من ردَّ حديثاً يعتقدُ ثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم، وبين مَن يردُّ حديثاً لإنكاره أن يقول النبي مثله. فالأول هو الذي يصدق عليه قوله في فتواه: «يردّ على النبي صلى الله عليه وسلم»، ولذا حكم العلماء بردته، بخلاف الثاني، فقد يكون يعتقد شذوذ الحديث؛ لنكارة المتن، أو السند.
قال إسحاق بن راهويه: «من بلغه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خبرٌ (يُقرُّ بصحته) ثم ردَّه بغير تقية فهو كافر» ينظر الإحكام لابن حزم 1/97، وقال ابن الوزير: «التكذيب لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (مع العلم أنه حديثه) كفر صريح» العواصم والقواصم 2/ 274، طبعة الرسالة.
وقد حُفظ عن بعض العلماء، بل حتى بعض كبار الصحابة إنكارهم لآحاد من الأحاديث؛ لنكارة متنها، أو سندها، كما صحّ عن عائشة أنها أنكرت على أبي هريرة – رضي الله عنهما – حديث قطع الصلاة بمرور المرأة، وقالت – كما في صحيح مسلم: «قد شبّهتمونا بالحمير والكلاب!»، وأنكرتْ – كما في صحيح البخاري – على ابن عمر – رضي الله عنهما – حديثه في تعذيب الميت ببكاء أهله عليه؛ لمخالفته – في رأيها – ظاهر قوله تعالى: «ولا تزر وازرة وزرَ أخرى»، ولا يزال هذا محفوظاً مشهوراً في العلماء قديماً وحديثاً أن ينكر بعضهم آحاد الأحاديث لاعتقادهم نكارة متنها، أو سندها، ولو كانت في البخاري، أو مسلم.
صحيح أن ثمت فرقاً بين ردّ العلماء لهذه الآحاد من الأحاديث، والذي يكون عن منهج علمي سائغ يجمع بين علمي الرواية والدراية، وبين ردّ غيرهم الذين قد يتوهمون في (آحادٍ) من الأحاديث مخالفته للعقل الصريح، وما المخالفة إلا لمنطق عقولهم غير السليم.
ومهما يكن الاختلاف بإعذار الأول، وتخطئة الآخر؛ إلا أن منزع التكفير هنا غير وارد؛ وإلا دخلنا مدخل التكفيريين؛ فإن تساهلهم في التكفير وتوسعهم فيه لا يبعد كثيراً عن إطلاق التكفير – كما في الفتوى الآنفة – من دون تفصيل وتفريق بين الحالتين، بل سيجعلون من هذه الفتوى مسوِّغاً لمنهجهم وشاهداً يستأنسون به.
على أن إنكار إطلاق التكفير على الحالة المسؤول عنها في الفتوى لا يعني تبرئة صاحب المقولة مما يمكن إنكاره عليه من سوء التعبير والتعجل في ردّ الحديث، فهذا شأن آخر لا يسوّغ التساهل في التكفير؛ وإلا لجاز لنا الأخذ بمنهج الخوارج في التكفير بالكبيرة لردع الناس إذا رأيناهم يسرفون في الكبائر استهانةً بها.
كما أن تعظيم السنة لا يستلزم التساهل في التكفير وتوسيع دائرته زجراً لمن ينكر حديثاً وردعاً لأمثاله؛ فإن تعظيم السنة لا يكون إلا بالمنهج الحق الذي جاءت به وقررته.
وأخيراً أؤكد خطورة هذه الفتوى وأنا استحضر الفرق بين التكفير المطلق وتكفير المعين، وأن التكفير المطلق للفعل لا يلزم منه تكفير فاعله المعين، أؤكد خطورتها لأن مجرد إطلاق التكفير في غير مظانه تشريعٌ لمنهج الخوارج وإيناس للتكفيريين الغلاة.

سامي الماجد
الجمعة ٣١ مايو ٢٠١٣

رد على مقال الكاتب سامي الماجد

قرأت في جريدة الحياة عدد الجمعة 21/07/1434هـ مقالة الأستاذ: سامي الماجد بعنوان: مراجعة لفتوى التكفير للفوزان ساق فيها الكاتب نص سؤال ألقي علي في أحد اللقاءات وهو: (من قال: بأن حديث العلاج ببول الإبل لا أعترف بصحته؛ لأن البول وشربه ضد الفطرة السوية لا حديث بول الإبل ولا حديث جلد الظهر وأخذ المال. هذه أحاديث ضد الفطرة السوية وإساءة للإسلام ثم ساق الكاتب جوابي على هذا السؤال وهو قولي: هذا ملحد زنديق. يرد على الرسول صلى الله عليه وسلم فلا يقبل قوله. ويجب أن يعامل معاملة المرتد عن دين الإسلام) ثم قال الكاتب: والمظنون بالشيخ بما نعلمه عنه من تحرفي أمر التكفير أنه لو عرضت عليه فتواه محررة مرة أخرى لتراجع عنها بلا تردد. ثم فرق الكاتب بين من يرد حديثا يعتقد ثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم. وبين من يرد حديثا لإنكاره أن يقول الرسول صلى الله عليه وسلم مثله. ثم استشهد الكاتب لكلامه هذا بما حصل من بعض علماء السلف من رد أحديث لنكارة متنها أو سندها عندهم.

والملاحظ على كلام الكاتب هذا عدة أمور:

الأول أنه في العنوان قال: مراجعة لفتوى التكفير للفوزان فجعل جوابي تكفيرا على لغة الصحفيين الذين يصفون من لا يتساهل مع الناس في أمور الدين بأنه تكفيري وهذا لفظ يطلقونه على أعضاء القاعدة وخوارج العصر ممن نبرأ إلى الله من طريقتهم. وإنما نكفر من كفره الله ورسوله ممن تطاول على أحاديث الرسول التي تخالف مشربه وثقافته فوصفها بأنها ضد الفطرة السوية وبأنها إساءة للإسلام. مع العلم أن كل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فهو يوافق الفطرة والعقول السليمة لا ضدها وهذه عقيدة المسلمين في كل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وأن ما جاء به صلى الله عليه وسلم فهو الإسلام ليس منه شيء ضد الإسلام.

كما جاء في الاعتراض الثاني أن الكاتب سامحه الله وصفني بأنني أفتي من غير تثبت في الفتوى حيث قال لو عرضت عليه هذه الفتوى في حق من تطاول على بعض أحاديث الرسول لتراجع عنها – وأعوذ بالله أن أتراجع عن الحق. أو أن أفتي بدون تأمل وتحر للحق – وأنا لم أجب إلا بموجب ما درسته على مشائخي من عقيدة السلف الصالح من وجوب إحترام سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وتصديقه فيما أخبر.

وجوابي: إنما هو عن سؤال محدد وهو: من قال كذا فما حكمه وليس عن شخص معين. ولاشك أن الجواب العام يختلف عن الجواب الخاص وبيتهما فرق كما قال هو: في آخر كلامه حيث قال: وأنا استحضر الفرق بين التكفير المطلق الذي لا يلزم منه تكفير المعين وبين تكفير المعين.

والثاني: قال الكاتب لأن التكفير في غير مظانه تشريع لمنهج الخوارج. وأقول وهل ما جاء في السؤال من استنكار حديث: "أسمع وأطع يعني السلطان وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك" إلا موافقة لمذهب الخوارج الذين يشقون عصا الطاعة ويفرقون الجماعة فأينا أولى بموافقة مذهب الخوارج.

الثالث: والحكم على الكلام بأنه قد يكون إلحادا وردة جاء به القرآن الكريم قال تعالى: (يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ) ولما تكلم قوم في النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقالوا ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أكذب ألسنا وأرغب بطونا وأجبن عند اللقاء. حكم الله عليهم بالكفر ولم يقبل عذرهم قال تعالى: (لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب" قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله: (أما سمعت أن الله كفرهم بكلمة مع كونهم في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجاهدون معه ويصلون معه ويزكون ويحجون ويوحدون) انتهى من كتاب كشف الشبهات آخر الكتاب.

الرابع: قال الكاتب هناك فرق بين من يرد حديثا يعتقد ثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم وبين من يرد حديثاً لإنكاره أن يقول صلى الله عليه وسلم مثله. كذا قال – وأقول: ليس الحكم معلقاً باعتقاد المنكر وإنما الحكم معلقاً بثبوت الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فإذا ثبت فليس لأحد أن ينكره. وقد ثبت حديث التداوي ببول الإبل وحديث السمع والطاعة لولي الأمر وإن ضرب الظهر وأخذ المال فلا مجال لإنكاره قال تعالى: (وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) وقال تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) قال الإمام أبو حنيفة: إذا جاء الحديث عن رسول الله فعلى الرأس والعين. وإذا جاء عن صحابة رسول الله فعلى الرأس والعين. وقال الإمام مالك: كلنا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر – يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم – وقال الإمام الشافعي: إذا صح الحديث فهو مذهبي. وقال الإمام أحمد: عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته يذهبون إلى رأي سفيان. والله يقول: (فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) هذا موقف الأئمة من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لا من يتطاول عليه.

الخامس: ساوى الكاتب بين من يتطاول على الحديث بغير علم وبين من يتوقف في ثبوت بعض الأحاديث عنده ممن عندهم أهلية علمية في علم الإسناد والعلل ولهم شروط خاصة في قبول الأحاديث لا تنطبق على بعضها فجعل الكاتب من تطاول على بعض الأحاديث التي لا توافق هواه مثل من توقف فيها لضوابط علمية متقنة لم تنطبق عليه في نظره. وهذا قياس مع الفارق فأين نحن من هؤلاء

لا تعرضن لذكرنا في ذكرهم ليس الصحيح إذا مشى كالمقعد

أرجوا أن في هذا القدر من التعقيب كفاية والغرض لزوم الأدب مع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وأن يعرف الإنسان منا قدره. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

كتبه

صالح بن فوزان الفوزان

عضو هيئة كبار العلماء

23/7/1434هـ

يا أخي كلام الشيخ عام …من باب من قال كذا فهو كذا ،
و مثل هذه الإطلاقات موجودة في كلام السلف ،
فمن رد هذا الحديث أو غيره من الأحاديث مع اعتقاده ثبوتها فهو كافر بلا شك و لا ريب و لا مين ،
و أما من كانت عنده شبهة فهذا أمر آخر ،
لكن لا بد أن يفرق بين مقام الوعظ و الزجر و الوعيد ،
و مقام التعليم و التفصيل و التأصيل ،
و في رأيي لا ينبغي أن تشغلنا قضية محاربة الغلو في التكفير
عن قضية محاربة مظاهر الكفر و الردة ،
و التي بدأت في التسرب إلى مجتمعاتنا في قالب العلمنة و الحرية و التقدم ،
حتى ظهر بين ظهرانينا من يشكك في المسلمات ،
و يطعن في الثوابت .
و لله الأمر من قبل و من بعد .

لو فتح باب الاستدراك عل العلماء بهذه الطريقة ما بقي للناس معتمد ، فما بالكم تقبلون تخطئة الشيخ وترمونه بسوء الفهم وترفضون تخطئة غيره بالحجة والبرهان ؟
أهي الأهواء أم العبث بدين الله؟
ولعلك يا صاحب الموضوع تعرف ماذ أقصد ؟ فكلمة الجبان مسجلة عليك إلى يوم الدين.

لا تنقل عمن هب ودب فالعلم دين فهل تعرف صاحب المقال أم نقلت وفقط لأجل شيء ما وإليك جواب الشيخ عن الماجد الذي تنقل عنه :
رد على مقال الكاتب سامي الماجد
قرأت في جريدة الحياة عدد الجمعة 21/07/1434هـ مقالة الأستاذ: سامي الماجد بعنوان: مراجعة لفتوى التكفير للفوزان ساق فيها الكاتب نص سؤال ألقي علي في أحد اللقاءات وهو: (من قال: بأن حديث العلاج ببول الإبل لا أعترف بصحته؛ لأن البول وشربه ضد الفطرة السوية لا حديث بول الإبل ولا حديث جلد الظهر وأخذ المال. هذه أحاديث ضد الفطرة السوية وإساءة للإسلام ثم ساق الكاتب جوابي على هذا السؤال وهو قولي: هذا ملحد زنديق. يرد على الرسول صلى الله عليه وسلم فلا يقبل قوله. ويجب أن يعامل معاملة المرتد عن دين الإسلام) ثم قال الكاتب: والمظنون بالشيخ بما نعلمه عنه من تحرفي أمر التكفير أنه لو عرضت عليه فتواه محررة مرة أخرى لتراجع عنها بلا تردد. ثم فرق الكاتب بين من يرد حديثا يعتقد ثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم. وبين من يرد حديثا لإنكاره أن يقول الرسول صلى الله عليه وسلم مثله. ثم استشهد الكاتب لكلامه هذا بما حصل من بعض علماء السلف من رد أحديث لنكارة متنها أو سندها عندهم.

والملاحظ على كلام الكاتب هذا عدة أمور:

الأول أنه في العنوان قال: مراجعة لفتوى التكفير للفوزان فجعل جوابي تكفيرا على لغة الصحفيين الذين يصفون من لا يتساهل مع الناس في أمور الدين بأنه تكفيري وهذا لفظ يطلقونه على أعضاء القاعدة وخوارج العصر ممن نبرأ إلى الله من طريقتهم. وإنما نكفر من كفره الله ورسوله ممن تطاول على أحاديث الرسول التي تخالف مشربه وثقافته فوصفها بأنها ضد الفطرة السوية وبأنها إساءة للإسلام. مع العلم أن كل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فهو يوافق الفطرة والعقول السليمة لا ضدها وهذه عقيدة المسلمين في كل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وأن ما جاء به صلى الله عليه وسلم فهو الإسلام ليس منه شيء ضد الإسلام.

كما جاء في الاعتراض الثاني أن الكاتب سامحه الله وصفني بأنني أفتي من غير تثبت في الفتوى حيث قال لو عرضت عليه هذه الفتوى في حق من تطاول على بعض أحاديث الرسول لتراجع عنها – وأعوذ بالله أن أتراجع عن الحق. أو أن أفتي بدون تأمل وتحر للحق – وأنا لم أجب إلا بموجب ما درسته على مشائخي من عقيدة السلف الصالح من وجوب إحترام سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وتصديقه فيما أخبر.

وجوابي: إنما هو عن سؤال محدد وهو: من قال كذا فما حكمه وليس عن شخص معين. ولاشك أن الجواب العام يختلف عن الجواب الخاص وبيتهما فرق كما قال هو: في آخر كلامه حيث قال: وأنا استحضر الفرق بين التكفير المطلق الذي لا يلزم منه تكفير المعين وبين تكفير المعين.

والثاني: قال الكاتب لأن التكفير في غير مظانه تشريع لمنهج الخوارج. وأقول وهل ما جاء في السؤال من استنكار حديث: "أسمع وأطع يعني السلطان وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك" إلا موافقة لمذهب الخوارج الذين يشقون عصا الطاعة ويفرقون الجماعة فأينا أولى بموافقة مذهب الخوارج.

الثالث: والحكم على الكلام بأنه قد يكون إلحادا وردة جاء به القرآن الكريم قال تعالى: (يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ) ولما تكلم قوم في النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقالوا ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أكذب ألسنا وأرغب بطونا وأجبن عند اللقاء. حكم الله عليهم بالكفر ولم يقبل عذرهم قال تعالى: (لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب" قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله: (أما سمعت أن الله كفرهم بكلمة مع كونهم في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجاهدون معه ويصلون معه ويزكون ويحجون ويوحدون) انتهى من كتاب كشف الشبهات آخر الكتاب.

الرابع: قال الكاتب هناك فرق بين من يرد حديثا يعتقد ثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم وبين من يرد حديثاً لإنكاره أن يقول صلى الله عليه وسلم مثله. كذا قال – وأقول: ليس الحكم معلقاً باعتقاد المنكر وإنما الحكم معلقاً بثبوت الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فإذا ثبت فليس لأحد أن ينكره. وقد ثبت حديث التداوي ببول الإبل وحديث السمع والطاعة لولي الأمر وإن ضرب الظهر وأخذ المال فلا مجال لإنكاره قال تعالى: (وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) وقال تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) قال الإمام أبو حنيفة: إذا جاء الحديث عن رسول الله فعلى الرأس والعين. وإذا جاء عن صحابة رسول الله فعلى الرأس والعين. وقال الإمام مالك: كلنا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر – يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم – وقال الإمام الشافعي: إذا صح الحديث فهو مذهبي. وقال الإمام أحمد: عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته يذهبون إلى رأي سفيان. والله يقول: (فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) هذا موقف الأئمة من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لا من يتطاول عليه.

الخامس: ساوى الكاتب بين من يتطاول على الحديث بغير علم وبين من يتوقف في ثبوت بعض الأحاديث عنده ممن عندهم أهلية علمية في علم الإسناد والعلل ولهم شروط خاصة في قبول الأحاديث لا تنطبق على بعضها فجعل الكاتب من تطاول على بعض الأحاديث التي لا توافق هواه مثل من توقف فيها لضوابط علمية متقنة لم تنطبق عليه في نظره. وهذا قياس مع الفارق فأين نحن من هؤلاء

لا تعرضن لذكرنا في ذكرهم ليس الصحيح إذا مشى كالمقعد

أرجوا أن في هذا القدر من التعقيب كفاية والغرض لزوم الأدب مع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وأن يعرف الإنسان منا قدره. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

كتبه

صالح بن فوزان الفوزان

عضو هيئة كبار العلماء

23/7/1434هـ
وهذا رابط الجواب من موقع الشيخ حفظه الله وجعله شوكة في حلوق أهل البدع والإرجاء:
https://www.alfawzan.af.org.sa/node/14527

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لزهر الصادق الجيريا


مراجعة لـ«فتوى التكفير» للفوزان


سئل قبل أيام الشيخ صالح الفوزان – وفقه الله – ما نصه: «من قال بأن حديث العلاج ببول الإبل لا أعترفُ بصحته؛ لأن البول وشربه ضد الفطرة السليمة، لا حديث بول الإبل، ولا حديث جلد الظهر وأخذ المال، هذه أحاديث ضد الفطرة السوية وإساءة للإسلام».
فأجاب – وأنقلُ الجواب بنصه تماماً: «هذا ملحد! هاللي يقول الكلام هذا ملحد زنديق، يرد على الرسول صلى الله عليه وسلم، فلا يقبل قوله، ويجب أن يعامل معاملة المرتد عن دين الإسلام، نعم!» انتهت الفتوى بنصها.


والمظنون بالشيخ بما نعلمه عنه من تحرُّزٍ في أمر التكفير، أنه لو عرضت عليه فتواه محررة مرة أخرى لتراجع عنها بلا تردد، وأظنه إما أنه فهم السؤال على غير وجهه، أو هي زلة لسان، وإلا فمثله لا يخفى عليه الفرق بين من ردَّ حديثاً يعتقدُ ثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم، وبين مَن يردُّ حديثاً لإنكاره أن يقول النبي مثله. فالأول هو الذي يصدق عليه قوله في فتواه: «يردّ على النبي صلى الله عليه وسلم»، ولذا حكم العلماء بردته، بخلاف الثاني، فقد يكون يعتقد شذوذ الحديث؛ لنكارة المتن، أو السند.
قال إسحاق بن راهويه: «من بلغه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خبرٌ (يُقرُّ بصحته) ثم ردَّه بغير تقية فهو كافر» ينظر الإحكام لابن حزم 1/97، وقال ابن الوزير: «التكذيب لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (مع العلم أنه حديثه) كفر صريح» العواصم والقواصم 2/ 274، طبعة الرسالة.
وقد حُفظ عن بعض العلماء، بل حتى بعض كبار الصحابة إنكارهم لآحاد من الأحاديث؛ لنكارة متنها، أو سندها، كما صحّ عن عائشة أنها أنكرت على أبي هريرة – رضي الله عنهما – حديث قطع الصلاة بمرور المرأة، وقالت – كما في صحيح مسلم: «قد شبّهتمونا بالحمير والكلاب!»، وأنكرتْ – كما في صحيح البخاري – على ابن عمر – رضي الله عنهما – حديثه في تعذيب الميت ببكاء أهله عليه؛ لمخالفته – في رأيها – ظاهر قوله تعالى: «ولا تزر وازرة وزرَ أخرى»، ولا يزال هذا محفوظاً مشهوراً في العلماء قديماً وحديثاً أن ينكر بعضهم آحاد الأحاديث لاعتقادهم نكارة متنها، أو سندها، ولو كانت في البخاري، أو مسلم.
صحيح أن ثمت فرقاً بين ردّ العلماء لهذه الآحاد من الأحاديث، والذي يكون عن منهج علمي سائغ يجمع بين علمي الرواية والدراية، وبين ردّ غيرهم الذين قد يتوهمون في (آحادٍ) من الأحاديث مخالفته للعقل الصريح، وما المخالفة إلا لمنطق عقولهم غير السليم.
ومهما يكن الاختلاف بإعذار الأول، وتخطئة الآخر؛ إلا أن منزع التكفير هنا غير وارد؛ وإلا دخلنا مدخل التكفيريين؛ فإن تساهلهم في التكفير وتوسعهم فيه لا يبعد كثيراً عن إطلاق التكفير – كما في الفتوى الآنفة – من دون تفصيل وتفريق بين الحالتين، بل سيجعلون من هذه الفتوى مسوِّغاً لمنهجهم وشاهداً يستأنسون به.
على أن إنكار إطلاق التكفير على الحالة المسؤول عنها في الفتوى لا يعني تبرئة صاحب المقولة مما يمكن إنكاره عليه من سوء التعبير والتعجل في ردّ الحديث، فهذا شأن آخر لا يسوّغ التساهل في التكفير؛ وإلا لجاز لنا الأخذ بمنهج الخوارج في التكفير بالكبيرة لردع الناس إذا رأيناهم يسرفون في الكبائر استهانةً بها.
كما أن تعظيم السنة لا يستلزم التساهل في التكفير وتوسيع دائرته زجراً لمن ينكر حديثاً وردعاً لأمثاله؛ فإن تعظيم السنة لا يكون إلا بالمنهج الحق الذي جاءت به وقررته.
وأخيراً أؤكد خطورة هذه الفتوى وأنا استحضر الفرق بين التكفير المطلق وتكفير المعين، وأن التكفير المطلق للفعل لا يلزم منه تكفير فاعله المعين، أؤكد خطورتها لأن مجرد إطلاق التكفير في غير مظانه تشريعٌ لمنهج الخوارج وإيناس للتكفيريين الغلاة.

سامي الماجد
الجمعة ٣١ مايو ٢٠١٣

رد على مقال الكاتب سامي الماجد

قرأت في جريدة الحياة عدد الجمعة 21/07/1434هـ مقالة الأستاذ: سامي الماجد بعنوان: مراجعة لفتوى التكفير للفوزان ساق فيها الكاتب نص سؤال ألقي علي في أحد اللقاءات وهو: (من قال: بأن حديث العلاج ببول الإبل لا أعترف بصحته؛ لأن البول وشربه ضد الفطرة السوية لا حديث بول الإبل ولا حديث جلد الظهر وأخذ المال. هذه أحاديث ضد الفطرة السوية وإساءة للإسلام ثم ساق الكاتب جوابي على هذا السؤال وهو قولي: هذا ملحد زنديق. يرد على الرسول صلى الله عليه وسلم فلا يقبل قوله. ويجب أن يعامل معاملة المرتد عن دين الإسلام) ثم قال الكاتب: والمظنون بالشيخ بما نعلمه عنه من تحرفي أمر التكفير أنه لو عرضت عليه فتواه محررة مرة أخرى لتراجع عنها بلا تردد. ثم فرق الكاتب بين من يرد حديثا يعتقد ثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم. وبين من يرد حديثا لإنكاره أن يقول الرسول صلى الله عليه وسلم مثله. ثم استشهد الكاتب لكلامه هذا بما حصل من بعض علماء السلف من رد أحديث لنكارة متنها أو سندها عندهم.

والملاحظ على كلام الكاتب هذا عدة أمور:

الأول أنه في العنوان قال: مراجعة لفتوى التكفير للفوزان فجعل جوابي تكفيرا على لغة الصحفيين الذين يصفون من لا يتساهل مع الناس في أمور الدين بأنه تكفيري وهذا لفظ يطلقونه على أعضاء القاعدة وخوارج العصر ممن نبرأ إلى الله من طريقتهم. وإنما نكفر من كفره الله ورسوله ممن تطاول على أحاديث الرسول التي تخالف مشربه وثقافته فوصفها بأنها ضد الفطرة السوية وبأنها إساءة للإسلام. مع العلم أن كل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فهو يوافق الفطرة والعقول السليمة لا ضدها وهذه عقيدة المسلمين في كل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وأن ما جاء به صلى الله عليه وسلم فهو الإسلام ليس منه شيء ضد الإسلام.

كما جاء في الاعتراض الثاني أن الكاتب سامحه الله وصفني بأنني أفتي من غير تثبت في الفتوى حيث قال لو عرضت عليه هذه الفتوى في حق من تطاول على بعض أحاديث الرسول لتراجع عنها – وأعوذ بالله أن أتراجع عن الحق. أو أن أفتي بدون تأمل وتحر للحق – وأنا لم أجب إلا بموجب ما درسته على مشائخي من عقيدة السلف الصالح من وجوب إحترام سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وتصديقه فيما أخبر.

وجوابي: إنما هو عن سؤال محدد وهو: من قال كذا فما حكمه وليس عن شخص معين. ولاشك أن الجواب العام يختلف عن الجواب الخاص وبيتهما فرق كما قال هو: في آخر كلامه حيث قال: وأنا استحضر الفرق بين التكفير المطلق الذي لا يلزم منه تكفير المعين وبين تكفير المعين.

والثاني: قال الكاتب لأن التكفير في غير مظانه تشريع لمنهج الخوارج. وأقول وهل ما جاء في السؤال من استنكار حديث: "أسمع وأطع يعني السلطان وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك" إلا موافقة لمذهب الخوارج الذين يشقون عصا الطاعة ويفرقون الجماعة فأينا أولى بموافقة مذهب الخوارج.

الثالث: والحكم على الكلام بأنه قد يكون إلحادا وردة جاء به القرآن الكريم قال تعالى: (يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ) ولما تكلم قوم في النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقالوا ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أكذب ألسنا وأرغب بطونا وأجبن عند اللقاء. حكم الله عليهم بالكفر ولم يقبل عذرهم قال تعالى: (لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب" قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله: (أما سمعت أن الله كفرهم بكلمة مع كونهم في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجاهدون معه ويصلون معه ويزكون ويحجون ويوحدون) انتهى من كتاب كشف الشبهات آخر الكتاب.

الرابع: قال الكاتب هناك فرق بين من يرد حديثا يعتقد ثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم وبين من يرد حديثاً لإنكاره أن يقول صلى الله عليه وسلم مثله. كذا قال – وأقول: ليس الحكم معلقاً باعتقاد المنكر وإنما الحكم معلقاً بثبوت الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فإذا ثبت فليس لأحد أن ينكره. وقد ثبت حديث التداوي ببول الإبل وحديث السمع والطاعة لولي الأمر وإن ضرب الظهر وأخذ المال فلا مجال لإنكاره قال تعالى: (وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) وقال تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) قال الإمام أبو حنيفة: إذا جاء الحديث عن رسول الله فعلى الرأس والعين. وإذا جاء عن صحابة رسول الله فعلى الرأس والعين. وقال الإمام مالك: كلنا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر – يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم – وقال الإمام الشافعي: إذا صح الحديث فهو مذهبي. وقال الإمام أحمد: عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته يذهبون إلى رأي سفيان. والله يقول: (فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) هذا موقف الأئمة من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لا من يتطاول عليه.

الخامس: ساوى الكاتب بين من يتطاول على الحديث بغير علم وبين من يتوقف في ثبوت بعض الأحاديث عنده ممن عندهم أهلية علمية في علم الإسناد والعلل ولهم شروط خاصة في قبول الأحاديث لا تنطبق على بعضها فجعل الكاتب من تطاول على بعض الأحاديث التي لا توافق هواه مثل من توقف فيها لضوابط علمية متقنة لم تنطبق عليه في نظره. وهذا قياس مع الفارق فأين نحن من هؤلاء

لا تعرضن لذكرنا في ذكرهم ليس الصحيح إذا مشى كالمقعد

أرجوا أن في هذا القدر من التعقيب كفاية والغرض لزوم الأدب مع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وأن يعرف الإنسان منا قدره. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

كتبه

صالح بن فوزان الفوزان

عضو هيئة كبار العلماء

23/7/1434هـ

الرجوع الى الحق فضيلة

التهنيئة بالعيد قبل و بعد يوم العيد للشيخ صالح الفوزان 2024.

سئل معالي الشيخ د. صالح الفوزان في جامع محمد بن عبدالوهاب بمحافظة الشماسية ليلة 29 رمضان 1445هـ السؤال التالي:
انتشر بين الناس في هذه الأيام رسائل عبر الجوال تتضمن تحريم التهنئة بالعيد، قبل العيد بيوم أو يومين وأنه من البدع؟ فما رأي فضيلتكم؟
فأجاب:
لا أعلم هذا الكلام، هذا روجوه، ولا أعلم له أصلا.كيف يهنأ بشيئ لم يحصل، التهنئة تكون يوم العيد أو بعد يوم العيد، مع أنها لا دليل عليها؛ لكن الإمام أحمد رحمه الله عليه يقول: أنا لا أبدأ بها، ولكني أرد علي من بدأني وهنأني.
والتهنئة مباحة، في يوم العيد أو بعد يوم العيد، أما قبل يوم العيد فلا أعلم أنها حصلت من السلف وأنهم يهنئون قبل يوم العيد.
كيف يهنأ بشيئ لم يحصل، التهنيئة تكون يوم العيد أو بعد يوم العيد، مع أنها لا دليل عليها؛ لكن الإمام أحمد رحمه الله عليه يقول: أنا لا أبدأ بها، ولكني أرد علي من بدأني وهنأني.

كل ما تريد معرفته عن صلاة العيد والتكبير
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1065187

اللهم صل وسلم على نبينا محمد

الرقية بسورة البقرة – سؤال لفضيلة الشيخ الفوزان 2024.

السلام عليكم و رحمة الله

هذان سؤالان طرحا على فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان.

السؤال:
أحسن الله إليكم، وهذا يقول: بعض الرقاة يأمر المريض بأن يقرأ سورة البقرة كاملة في جلسة واحدة، والبعض الآخر يقول: ليس هناك دليل يخصص ذلك، بل يقرأ ما شاء من القرآن، فأيهما أصح؟

الجواب:
هذا هو الصحيح، أن الأمر بقراءة سورة البقرة كاملة لا أصل له ولا دليل عليه، وهو تكليف أيضا بالمشقة، والرقية تكون بالآيات، مثل سورة الفاتحة، سورة الإخلاص، سورة الفلق، سورة الناس، تكون بهذه السور الكريمة، سورة الفاتحة فإنها رقية، و هي أصل الرقية، الفاتحة هي أصل الرقية، ولم يرد أن البقرة تكون رقية، إنما جاء أن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة، ولم يأت ما يأمر بقراءتها على المريض.

كلام الشيخ صوتيا

الجيريا

السؤال:
ما حكم المداومة على قراءة سورة معينة من القرآن يوميا، كسورة البقرة، وذلك للرقية والتحصين من الشيطان؟

الجواب:
تخصيص سورة معينة يوميا هذا يحتاج إلى دليل، لكن إذا قرأ الإنسان من القرآن في يومه فهذا يعتبر وردا من القرآن يواظب عليه يوميا و ينبغي أن يُحزِب القرآن من أوله إلى آخره حتى ينتهي منه و لا يبقى على قراءة سور أو آيات معينة يرددها دائما و إنما يُحزب القرآن من أوله إلى آخره حتى يَخلُص منه، و الذي ورد أنه يقرأ عند النوم آية الكرسي و المعوذتين و سورة الإخلاص، هذا الذي ورد، و يقرأ كذلك بعد الفجر و بعد المغرب أيضا آية الكرسي و هذه السور الثلاث و كذلك بعد كل فريضة يقرأ آية الكرسي و السور الثلاث، لكن بعد المغرب و بعد الفجر يكرر هذه السور الثلاث ثلاث مرات، أما في بقية الفرائض فتُقرأ هذه السور مرة مرة، هذا الذي ورد.

كلام الشيخ صوتيا

الجيريا

جزاك الله خيرا اخي

آمين…و إياكم

السلام عليكم

جزاك الله كل خير وجعله الله في ميزان حسناتك. نصيحة فعلا قيمة .

و الله فعلا الانسان عندما يحل به ابتلاء ينسى ان يستفسر عن حكم الشرع في بعض المسائل و العلاجات التي يرشد اليها.

فاللهم ارزقنا اتباع السنة الصحيحة في كل شيئ.

جزاك الله خيرا أخي يوسف لقد كنت أنصح الناس بقراءة سورة البقرة يوميا أثناء البرنامج لسنين طويلة
كنت أظنها طريقة شرعية وبعد إطلاعي على فتاوى فضيلة الشيخ الفوزان إتصلت بأحد المشايخ من العاصمة وعرضت عليه الفتاوى فقال لي تخصيص فتركتها لله لأنها لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم إتخاذها رقية
وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم
وأما موضوع فوائد في قراءة سورة البقرة المتجدد فقد أرسلته إلى أحد مشايخ العاصمة وراجعه وقال لي جمع طيب وجيد فوضعته ليستفيد منه المرضى
والحق أحب إلينا وهو ضالتنا ونقبله ولا نبالي فالعزة في إتباع الحق
ومن عنده دليل من الكتاب أو السنة بأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر مريض بقراءتها فليتفضل
ولا داعي أن يقول جربناها ونفعت أنا أيضا جربتها ونفعت لكن الحق هو الحق ومن ترك شيء لله عوضه الله خيرا منه
بالتوفيق

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قبل فوات الاوان الجيريا
السلام عليكم

جزاك الله كل خير وجعله الله في ميزان حسناتك. نصيحة فعلا قيمة .

و الله فعلا الانسان عندما يحل به ابتلاء ينسى ان يستفسر عن حكم الشرع في بعض المسائل و العلاجات التي يرشد اليها.

فاللهم ارزقنا اتباع السنة الصحيحة في كل شيئ.

اللهم آمين…و إياك

و جزاك الله خيرا و بارك فيك أخي أبا همام

شكرا على الإفادة الطيبة.

يرفع للتذكير…………..

الاناشــــــيد الاسلامية للشيخ صالح الفوزان حفظه الله 2024.


فضيلة الشيخ العلاّمة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله

الواجب الحذر من هذه الأناشيد و منع بيعها و تداولها


ومما ينبغي التنبه عليه ما كثر تداوله بين الشباب المتدينيين من أشرطة مسجل عليها بأصوات جماعية يسمونها الأناشيد الإسلامية، وهي نوع من الأغاني وربما تكون بأصوات فاتنة وتباع في معارض التسجيلات مع أشرطة تسجيل القرآن والمحاضرات الدينية. وتسمية هذه الأناشيد بأنها (أناشيد إسلامية) تسمية خاطئة، لأن الإسلام لم يشرع لنا الأناشيد وإنما شرع لنا ذكر الله، وتلاوة القرآن والعلم النافع.

أما الأناشيد الإسلامية فهي من دين الصوفية المبتدعة، الذين اتخذوا دينهم لهواً و لعبا، واتخاذ الأناشيد من الدين فيه تشبه بالنصارى، الذين جعلوا دينهم بالترانيم الجماعية والنغمات المطربة. فالواجب الحذر من من هذه الأناشيد، ومنع بيعها وتداولها، علاوة على ما قد تشتمل عليه هذه الأناشيد من تهييج الفتنة بالحماس المتهور، والتحريش بين المسلمين.
و قد يستدل من يروج هذه الأناشيد بأن النبي صلى الله عليه وسلم كانت تنشد عنده الأشعار وكان يستمع إليها ويقرها، والجواب على ذلك:
أن الأشعار التي تنشد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ليست تنشد بأصوات جماعية على شكل أغاني، ولا تسمى أناشيد إسلامية وإنما هي أشعار عربية، تشتمل على الحكم والأمثال، ووصف الشجاعة والكرم. و كان الصحابة رضوان الله عليهم ينشدونها أفرادا لأجل ما فيها من هذه المعاني، و ينشدون بعض الأشعار وقت العمل المتعب كالبناء، والسير في الليل في السفر، فيدل هذا على إباحة هذا النوع من الإنشاد في مثل هذه الحالات الخاصة، لا أن يتخذ فناً من فنون التربية والدعوة كما هو الواقع الآن، حيث يلقن الطلاب هذه الأناشيد، ويقال عنها (أناشيد إسلامية) أو (أناشيد دينية)، وهذا ابتداع في الدين، وهو من دين الصوفية المبتدعة، فهم الذين عرف عنهم اتخاذ الأناشيد ديناً.
فالواجب التنبه لهذه الدسائس، ومنع بيع هذه الأشرطة، لأن الشر يبدأ يسيراً ثم يتطور و يكثر إذا لم يبادر بإزالته عند حدوثه.

الخطب المنبرية (3/184-185) طـ1411
——————————————————————————————————————————————

الخير كل الخير في اتباع من سلف *** والشر كل الشر في ابتداع من خلف

السلآم عليكم
بآركـ الله فيك
و جزاك خيرا

نصيحة غالية ثمينة من الشيخ الفوزان 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله
يقول فضيلة العلامة د. صالح بن فوزان الفوزان :
أنصح للشباب ولغيرهم من المسلمين : أن يهتموا بالعقيدة – أولاً – وقبل كل شيء ؛ لأن العقيدة هي الأصل الذي تبنى عليه جميع الأعمال قبولاً وردًا ، فإذا كانت العقيدة صحيحة موافقة لما جاء به الرسل – عليهم الصلاة والسلام – ، خصوصًا خاتم الرسل نبينا محمدًا – صلى الله عليه وسلم – ، فإن سائر الأعمال تقبل إذا كانت هذه الأعمال خالصة لوجه الله تعالى ، وموافقة لما شرع الله ورسوله ، وإذا كانت العقيدة فاسدة ، أو كانت ضالة مبنية على العوائد وتقليد الآباء والأجداد ، أو كانت عقيدة شركية ، فإن الأعمال مردودة ، لا يقبل منها شيء ، ولو كان صاحبها مخلصًا وقاصدًا بها وجه الله ؛ لأن الله – سبحانه وتعالى – لا يقبل من الأعمال إلا ما كانت خالصة لوجهه الكريم ، وصوابًا على سنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – .
فمن كان يريد النجاة لنفسه ، ويريد قبول أعماله ، ويريد أن يكون مسلمًا حقًا ، فعليه أن يعتني بالعقيدة ، بأن يعرف العقيدة الصحيحة ، وما يضادها ، وما يناقضها ، وما ينقصها ، حتى يبني أعماله عليها ، وذلك لا يكون إلا بتعلمها من أهل العلم وأهل البصيرة الذي تلقوها عن سلف هذه الأمة .
قال الله – سبحانه وتعالى – لنبيه محمد – صلى الله عليه وسلم – : ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ) . [ محمد : 19 ] .
وقد ترجم الإمام البخاري – رحمه الله – ترجمة قال فيها : ( باب : العلم قبل القول والعمل ) ، وساق هذه الآية الكريمة : ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ) ، حيث بدأ الله – سبحانه وتعالى – بالعلم قبل القول والعمل .
وقال الله – سبحانه وتعالى – : ( وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) . [ العصر : 3 ] . فرتب السلامة من الخسارة على مسائل أربع :
– المسألة الأولى : الإيمان ، ويعني : الاعتقاد الصحيح .
– المسألة الثانية : العمل الصالح والأقوال الصالحة ، وعطف الأقوال الصالحة والأعمال الصالحة على الإيمان من باب عطف الخاص على العام ؛ لأن الأعمال داخلة في الإيمان ، وإنما عطفها عليه اهتماما بها .
– المسألة الثالثة : ( وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ ) . [ العصر : 3 ] . يعني : دعوا إلى الله ، وأمروا بالمعروف ، ونهوا عن المنكر ، لما اعتنوا بأنفسهم أولاً ، وعرفوا الطريق ، دعوا غيرهم إلى ذلك ، لأن المسلم مكلف بدعوة الناس إلى الله – سبحانه وتعالى – ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر .
( وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) . [ العصر : 3 ] . وهذه المسألة الرابعة : الصبر على ما يلاقونه في سبيل ذلك من التعب والمشقة .
فلا سعادة لمسلم إلا إذا حقق هذه المسائل الأربع .
أما الاهتمام بالثقافات العامة ، والأمور الصحفية ، وأقوال الناس ، وما يدور في العالم ، فهذه إنما يطلع الإنسان عليه بعدما يحقق التوحيد ، ويحقق العقيدة ، ويطلع على هذه الأمور ، من أجل أن يعرف الخير من الشر ، ومن أجل أن يحذر من ما يدور في الساحة من شرور ودعايات مضللة ، لكن هذا بعدما يتسلح بالعلم ويتسلح بالإيمان بالله ورسوله ، أما أن يدخل في مجالات الثقافة والأمور الصحفية وأمور السياسة وهو على غير علم بعقيدته وعلى غير علم بأمور دينه ، فإن هذا لا ينفعه شيئًا ، بل هذا يشتغل بما لا فائدة له منه ، ولا يستطيع أن يميز الحق من الباطل .
كثير ممن جهلوا العقيدة واعتنوا بمثل هذه الأمور ضلوا وأضلوا ولبسوا على الناس ، بسبب أنهم ليس عندهم بصيرة وليس عندهم علم يميزون به بين الضار والنافع ، وما يؤخذ وما يترك ، وكيف تعالج الأمور ، فبذلك حصل الخلل ، وحصل اللبس عند كثير من الناس ؛ لأنهم دخلوا في مجالات الثقافة ومجالات السياسة ، من غير أن يكون عندهم علم بعقيدتهم وبصيرة من دينهم ، فحسبوا الحق باطلاً ، والباطل حقًا .

بارك الله فيكم نسال الله الثبات على الحق
وحفظ الله الشيخ العلامة د. صالح بن فوزان الفوزان و نفع به الامة.

كتاب منهج السلف في العقيدة وأثره في وحدة المسلمين للعلامة صالح بن سعد السحيمي حفظه الله تعالى

https://www.box.com/s/vc9z54j3wk17bcfajjqk

الجيريا

بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرًا على الإضافة

لا شك ان العقيدة الصحيحة هي سبيل النجاة يوم الحساب و الرسل جميعا انما بعثوا ليصححوا عقائد الناس و يجمعوهم على كلمة التوحيد

الغريب من امر بعض الناس هو قولهم
"العقيدة تفرق الامة"
و لاشك ان هؤلاء احد الطائفيتن :
جهال لا يعلمون ما يقولون
او في قلوبهم زيغ، يريدون ان يصدوا الناس عن عقيدتهم.
و في يومنا هذا، نجد الكثير ينطق بكلمة الشهادة و لا يعلم معناها

وعليكم السلام ورحمة اله وبركاته .. بارك الله في الشيخ وحفظه للإسلام وأهله
أكيد أن التوحيد هو أوجب الواجبات فهو يخالط كل أعمال الإنسان ومن كان موحدا مخلصا يهون عليه كل عسير
وكل أبواب الدين من توكل ورجاء وخوف وخشية… مرتبطة بالتوحيد .بارك الله فيكم وجزاكم خيرا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعبد اللّه 16 الجيريا
الغريب من امر بعض الناس هو قولهم
"العقيدة تفرق الامة"
و لاشك ان هؤلاء احد الطائفيتن :
جهال لا يعلمون ما يقولون
او في قلوبهم زيغ، يريدون ان يصدوا الناس عن عقيدتهم.
و في يومنا هذا، نجد الكثير ينطق بكلمة الشهادة و لا يعلم معناها


بارك الله فيكم
قد ردّ الشيخ ربيع المدخلي -حفظه الله ورعاه- على هذا الكلام:
السؤال:
ما رأيكم فيمن يدَّعي أنَّ الكلام في التوحيد والعقيدة يُفرِّق المسلمين؟
الجواب
هذا كلام يقال من فئات معروفة احترفت السِّياسة وتهاونت بأساس الإسلام والإيمان وهو العقيدة التي جاء بها جميع الأنبياء عليهم الصَّلاَةُ وَالسَّلاَم، ولا شك أنَّ الدَّعوة إلى التوحيد تُفَرِّق، تُفَرِّق بين من؟
بين أهل الحق وأهل الباطل بين أهل التوحيد وأهل الشِّرك؛ كما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ﴾ [النمل:45].
– قوم صالح لما جاءهم يدعوهم إلى الله عزّوجل إذا هم فريقان يختصمون،
– وهكذا انقسم قوم نوح؛ كما قال سبحانه وتعالى: ﴿حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ﴾ [هود:40] والبقية افترقوا وتركوه واتَّبعوا الشيطان،
– كذلك إبراهيم عليه السلام خالفه قومه وما آمن معه في بلده الأصلي إلا زوجه سارة وابن أخيه لوط، وبعد وقت طويل دعا الله عزّوجل في آخِر عمره فوهبه إسماعيل وإسحاق، وما من نبيٍّ إلاَّ ويفترق عليه النَّاس، ما يتبعه النَّاس كلُّهم؛ كما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ﴾ [يوسف:103]؛
فعلى سياسة هؤلاء يكون نوح وإبراهيم وغيرهم من الأنبياء أخطؤوا!
كيف؟
لأنهم فرَّقوا الأُمَّة!
كان ينبغي أن يحافظوا على وحدة الأُمَّة الوحدة الوطنية والوحدة القومية، أليس كذا على منطق هؤلاء؟!
حتى تجدهم يتآخون مع النَّصارى واليهود والرَّوافض والباطنية، حفاظاً على الوحدة الإنسانية، لايتصادمون مع اليهود والنَّصارى ولا مع إخوانهم الرَّوافض، هذا واقع هؤلاء وهذه دعوة هؤلاء الذين يقولون هذا الكلام، وهذه ضدّ الرِّسالات كلِّها وضد دعوات الرُّسل جميعاً ومنهم خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم .
والله سمَّى القرآن فرقاناً؛ لأنَّه يفرِّق بين الحق والباطل، ومحمَّدٌ فَرقٌ أو فرَّق بين الناس، فرَّق بين أهل الحق والهدى والإيمان، وبين أهل الكفر والكذب والفجور والشِّرك والضَّلال، ولا بدَّ أن يجعلهم الله سبحانه وتعالى يوم القيامة فريقين، فريقٌ في الجنة وفريقٌ في السَّعير؛
فهؤلاء أهل ضلال وأهل أهواء، الذي يسبُّ الصَّحابة لا يضره! يكفِّرهم ما يضره،! لماذا؟ حفاظًا على الوحدة! وقد يسمع أحدُهم من النَّصارى طعناً في الإسلام وفي الرَّسول صلى الله عليه وسلم ويسكت!
إخوانهم!
هذه طرق ضالة، علينا أن نعرف منهج الأنبياء ـ عليهم الصَّلاة والسَّلام ـ وندعوا إلى توحيد الله أولاً قبل كلِّ شيء، وإلى تحقيق معنى (لا إله إلا الله)، وإلى تحقيق معاني الإسلام الأخرى التي تقوم على هذه الكلمة وتقوم على الإيمان، ولا نلتفت لمثل هذه التشويهات على الدعوة إلى الله وأهلها؛ فإنَّ الأنبياء وجدوا مثل هذه التشويهات وأشد؛ ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : <أَشَدُّ النَّاسِ بَلاَءًا الأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الصَّالِحُونَ ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَل> [7]،
أشدُّ النَّاس أذى واجهوه هم الأنبياء ـ عليهم الصَّلاة والسَّلام ـ ، وهم أسوتنا، والذي يسلك طريقهم لا بدَّ أن يُؤذى، وقد يُقتل وقد يشَّرد وقد يُسجن..، هذا أمر عظيم تُبذَل فيه المُهَج والأموال،
لكن الحريصين على الكراسي وعلى الحياة يحشدون النَّاس حولهم ولا يهمهم أن يموت ابنه وأخوه وجاره وصديقه في النَّار، ولو رآه يسجد لغير الله عزّوجل ويشرك به لا يبالي!
هذا من الغش ـ والعياذ بالله ـ ويحملون أوزارهم وأوزار الذين يتبعونهم، وتصدق عليهم الآيات مثل قول الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ﴾ [البقرة:159]
وقوله سبحانه وتعالى: ﴿لُُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ (78) كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ (79) ﴾ [المائدة:78]،
كيف ترى النَّاس يطوفون بالقبور ويستغيثون بغير الله ويذبحون لغير الله وتقول الدَّعوة إلى التوحيد تسبب فرقة؟!
هو واقع في الشرك وما تبيِّن له دين الله الحق ولا تبيِّن له التوحيد ولا تبيِّن له الفرق بين التوحيد والشِّرك؛ ثمَّ إذا ما قبل دعوتك لا يدخل في صفك؛ فهؤلاء حريصون على حشد النَّاس حتى يصلوا إلى الكراسي، وإذا وصلوا إليها لا يُطبِّقون شعاراتهم ـ لا حكم إلا لله ـ يصبح الحكم لهم لا لله عزَّوجل ـ نسأل الله العافية ـ.

المصدر

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد جديدي التبسي الجيريا
وعليكم السلام ورحمة اله وبركاته .. بارك الله في الشيخ وحفظه للإسلام وأهله
أكيد أن التوحيد هو أوجب الواجبات فهو يخالط كل أعمال الإنسان ومن كان موحدا مخلصا يهون عليه كل عسير
وكل أبواب الدين من توكل ورجاء وخوف وخشية… مرتبطة بالتوحيد .بارك الله فيكم وجزاكم خيرا
بارك الله فيكم
قال الشيخ النّجمي -رحمه الله-:
لماذا التوحيد أولاً ؟
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ، وبعد :

فقد طلب مني متصل عبر الهاتف كلمة بعنوان لماذا كان التوحيد أولاً ؟ وهذا يدل على أنَّ المتصل عرف أنَّ التوحيد هو أصل العقيدة الإسلامية ، وأساسها ، وشرط صحتها ، وقبولها ، وقد اقترح هذا الاقتراح ليفهم من لم يفهم أنَّ هذه منزلة التوحيد في الدين الإسلامي ؛ ذلك بأنَّ توحيد الألوهية هو الذي أمرت به الرسل جميعاًَ ؛ من أولهم نوح عليه الصلاة والسلام إلى آخرهم محمدٌ صلى الله عليه وسلم ؛ قال تعالى : (ولقد بعثنا في كل أمةٍ رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) وقال سبحانه : (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلاَّ نوحي إليه أنَّه لا إله إلاَّ أنا فاعبدون) وما من نبي يبعث إلى قومه إلاَّ وهو يقول : (يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إلهٍ غـيره) ولما بعث الله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى قومه مكث عشر سنوات لايدعو إلى شيءٍ غير التوحيد ، ثمَّ بعد العشر شرعت الصلاة ، وبقي ثلاث سنوات بمكة ، ثمَّ هاجر إلى المدينة ، وفي السنة الثانية من الهجرة شرعت الزكاة ، والصوم لذلك فإنَّ التوحيد هو أصل الدين وأساسه ، وقاعدته ؛ التي عليها يبنى لذلك فإنَّ من أفسد التوحيد بأن دعا مع الله إلهاً آخر فقد أفسد الدين كله ، وخرج من الإسلام ، وصار مرتداً ، وحبط عمله قال تعالى : ( ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطنَّ عملك ولتكوننَّ من الخاسرين ) وقال عيسى عليه الصلاة والسلام : ( يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنَّه من يشرك بالله فقد حرَّم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار ) وقد حوت هذا الأصل العظيم شهادة أن لا إله إلاَّ الله ، وأنَّ محمداً رسول الله ؛ وهي تتكون من جزأين: لا إله إلاَّ الله، الجزء الأول: نفي الألوهية عمَّا سوى الله عز وجل في قوله : أشهد أن لا إله أي لامعبود بحقٍّ في الوجود إلاَّ الله ، والجزء الثاني : في قوله : إلاَّ الله إثبات الألوهية لله وحده دون سواه ؛ لأنَّه هو الذي خلق هذا الكون قال تعالى : (قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين ) والآيات بعدها ، وقال تعالى : ( الله الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم اللهُ ربكم فتبارك الله رب العالمين * هو الحي لا إله إلاًَّ هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين . قل إني نهيت أن أعبـد الذين تدعون من دون الله لما جاءني البينات من ربي وأمرت أن أسلم لرب العالمين) والآيات في الاستدلال على توحد الله بالألوهية كثيرةٌ ؛ فمن نطق بهذه الشهادة شهادة أن لا إله إلاَّ الله ، وأنَّ محمداً رسول الله فقد حاز الفوز ، ونجـا من الخسـران ؛ قال تعـالى : (والعصر . إنَّ الإنسان لفي خـسر . إلاَّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) وقال تعالى : ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ) فمن قالها معتقداً معناها عاملاً بمقتضاها فقد حاز السعادة في الدارين ؛ فهي الكلمة التي أرسل الله بها رسله ، وأنزل بها كتبه ، ومن أجلها خلقت الدنيا والآخرة ، والجنـة والنـار وفي شأنها تكون السعادة والشقاوة فقائلها ومعتقدها يعطى كتابه بيمينه ، ويثقل ميزان حسناته ويمر على الصراط ، ويدخل الجنة وينجو من النار ، وعنها يكـون السـؤال ؛ قال تعـالى : ( فلنسألنَّ الذين أرسل إليهم ولنسألنَّ المرسلين ) وقال تعالى : ( ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين * فعميت عليهم الأنبـاء يومئذٍ فهم لايتساءلون * فأمَّا من تاب وآمن وعمل صالحاً فعسى أن يكون من المفلحين ) قال شيخنا حافظ بن أحمد الحكمي رحمه الله في معارج القبول جـ2 / 510 ط دار ابن الجوزي : " وهي أعظم نعمة أنعم الله بها على عباده أن هداهم إليه ولهذا ذكرها في سورة النحل التي هي سورة النعم قبل كل نعمة ، فقال : ( ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنَّه لا إله إلاَّ أنا فاتقون ) وهي كلمة الشهادة ومفتاح دار السعادة وهي أصل الدين وأساسه ، ورأس أمره ، وساق شجرته ، وعمود فسطاطه ، وبقية أركان الدين وفرائضه متفرعةٌ عنها ، ومتشعبة منها ، ومكملات لها ، ومقيدةٌ بالالتزام بمعناها والعمل بمقتضاها فهي العروة الوثقى التي قال الله عز وجل : ( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميعٌ عليم ) وهي العهد الذي قال الله عز وجل : ( لايملكون الشفاعة إلاَّ من اتخذ عند الرحمن عهدا ) قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه في تفسير العهد : "هو شهادة أن لا إله إلاَّ الله والبراءة من الحول والقوة إلاَّ بالله ؛ وهي الحسنى التي قال الله عز وجل : ( فأمَّا من أعطى واتقى . وصدَّق بالحسنى . فسنيسره لليسرى ) وهي كلمة الحق التي ذكرها الله عز وجل في قوله : ( إلاَّ من شهد بالحق وهم يعلمون ) وهي كلمة التقوى التي ذكرها الله عز وجل في قوله : (وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها )"، انتهى ما أردت نقله بتصرف ، ومن هنا نعلم لماذا كان التوحيد هو الأول في الإلتزام ، وهو الأول في الدعوة وهو أصل الدين وأساسه وقاعدته ؟ فإسلامٌ بلا توحيد بناءٌ بلا قاعدة ، ونعلم أيضاً ضلال من يدعون إلى خلافةٍ ، ويزعمون أنَّهم يدعون إلى إعادة الخلافة الضائعة فنقول : إنَّ الله أمرنا بالتوحيد الذي دعت إليه جميع الرسل ، وسيسألنا الله : ماذا كنتـم تعبـدون ؟ وماذا أجبتــم المرسلـين ؟ ويا خسارة من أفنى عمره في الدعوة إلى خلافة ، ويا خسارة من أجابه وتابعه على هذا الباطـل وصلى الله على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه ، وسلم تسليماً كثيراً .
كتبه
أحمد بن يحيى النَّجمي
17 / 4 / 1445 هـ

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة taibnet010 الجيريا
لا شك ان العقيدة الصحيحة هي سبيل النجاة يوم الحساب و الرسل جميعا انما بعثوا ليصححوا عقائد الناس و يجمعوهم على كلمة التوحيد

بارك الله فيكم

meeeeerci bcp

جزاكم الله خيرا ،
أنسيتِ لفظ الجلالة في قوله تعالى : ( الله الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد جديدي التبسي الجيريا
جزاكم الله خيرا ،
أنسيتِ لفظ الجلالة في قوله تعالى : ( الله الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين)
بارك الله فيكم على التنبيه .. تم التصحيح

سُئِلَ معالي الشَّيخ الدُّكتور/ صالح بن فوزان الفوزان (عضو هيئة كبار العُلماء) -حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى-:
أحسن الله إليكم يقول السائل: ما نصيحتكم لمن يقول: أنَّ التَّوحيد يفرّق الأمَّة، ويقول: نجمع أوَّلَا ثمَّ نعلِّم النَّاس؟
فقالَ -حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى-:

هذا من عمى البصيرة؛ التَّوحيد هو الَّذي يجمع الأمَّة يا أخي!، ما اجتمعت الأمَّة إلاَّ تحت «لا إله إلاَّ الله»، وقبل مجيء الرَّسول والدَّعوة إلى «لا إله إلاَّ الله» وهُم متفرِّقون، يتقاتلون، ويتناحرون، ﴿ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا﴾ ﴿آل عمران: 103﴾، فالَّذي يجمع الأمَّة هو «التَّوحيد»، عبادة الله وحده لا شريك له، والشِّرك والبِدَع تفرِّق الأمَّة، والمذاهب الباطلة والمناهج الدَّعوية اللي يسمَّونها؛ هي الَّتي فرَّقت الأمَّة، سبيل الأمَّة واحد، ومنهجها واحد، واللي فرَّق الأمَّة هُو الشِّرك، ووسائل الشِّرك، والمناهج المُبتدعة المحدثة كلٌّ يجعل له منهج، يقول: منهج الدعوة؛ منهج الدَّعوة هو منهج الرَّسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ما هو اللي تحدثه أنت؛ ولاَّ رئيسك، ولاَّ متبوعك. نعم. اهـ.
_____________
([«شرح كتاب التَّوحيد» / الشَّريط رقم: (59)])

بارك الله فيكِ
كلام قيّم

وصية الشيخ صالح فوزان الفوزان لإطفاء الفتن 2024.

وصية الشيخ صالح فوزان الفوزان لإطفاء الفتن

الفوزان ‏الغــولة موجــودة حقيقــة‬ 2024.

غول: أحد الغيلان، والغيلان من أعمال شياطين تتشكل أمام الناس في الفلوات، خصوصا إذا استوحش الإنسان تتشكل أمامه أشياء تضله عن الطريق، إما بإن يرى أمامه نارا تتنقل، أو أصواتا يسمعها، أو غير ذلك، ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم: "إذا تغولت الغيلان فبادروا بالأذان" بمعنى: أنه إذا تغول الغول أمامك فبادر إلى ذكر الله، فإن ذكر الله يطرد الشيطان، فإذا ذكرت الله أو تلوت القرآن ذهب عنك هذا العمل الشيطاني.
~
وكانوا في الجاهلية يعتقدون في هذه الغيلان أنها تحدث لهم شرا، والنبي صلى الله عليه وسلم نفى هذا، وقال: لا أصل لها، وهي أعمال شيطانية لا تضر أحدا إلا بإذن الله، وذكر لها علاجا شافيا وهو: ذكر الله.

الشيخ صالح الفوزان – ‫‏إعانة_المستفيد‬ 2/ 11.

بارك الله فيك معلومة قيمة…

وفيك بارك الله أخي الكريمالجيريا

بارك الله فيك

حياكم الله جميعا