سيدنا محمد عليه أفضل الصلاه وأتم التسليم …. أما بعد
الخوف والقلق في مثل هذه الأمور أمر طبيعي إذا كان ضمن الحدود المقبولة,لأنه هو الحافز على تدارك الأمور وبذل الجهد والعمل لتجاوز المرحلة بنجاح.ولكن قد يزداد الخوف ويكثر القلق الى حد يرهق الانسان ويدخل الاضطراب على نفسه,فعندها يكون مضراً,إذ يسلب الأمن والاطمئنان من الانسان,ولايدعه يؤدي واجباته وأعماله بهدوء.
وفي حالة الدراسة,فإن الانسان المضطرب لايستطيع المذاكرة والحفظ جيداً,لأن الصورة التي يحفظها الانسان ستكون وكأنها تقع على ماء مضطرب متموج ليس له قرار,فلا تثبت وتكون مشوشة.
الثاني: بيئة الانسان,وفي حالة الاولاد,البيت…فقد تعيش العائلة أجواءً صاخبة,يكثر فيها الجدل,ويطغي عليها العصبية,ويتشدد فيها في محاسبة الأولاد وتعنيفهم..وقد يكون الأب مضطرباً أو الأم فتنقل للأولاد هذه السمة…
وعلى أي حال يجب أن يعلم الوالدان خطورة ذلك على الأولاد,فيعملوا على تهدئة أجواء البيت وتصفية الأجواء فيما بينهما ,وحل الخلافات بعيداً عن أعين الأولاد حتى لايقلقوا ويطمأنوا الى مستقبلهم,والتعامل مع الأولاد برفق وهدوء ومحبة ومودة..
الثالث: تعظيم شأن الامتحانات في عين الطالب والطالبة,سواء من المجتمع أو الأسرة,فلا ينبغي أن يشعر الانسان وكأن كل الدنيا متوقفة على نتيجة الأمتحان,ويعنّف الطالب ويغلظ عليه,ويحذّر من نتيجة الأمتحان وغير ذلك مما يقلق الأولاد ويشعرهم وكأنهم يسيرون على حافة هاوية.
من المفيد تذكير الاولاد بأهمية الامتحانات وتشجيعهم على الدراسة وتهيئة الأجواء الهادئة المناسبة للمذاكرة…ولكن أيضاً إعلامهم بأن عليهم أن يبذلوا جهدهم وتقبل النتيجة…وأن الحياة الموفقة ليست متوقفة على الطب والهندسة,كما يفهم من ذلك كثير من الناس,بل أن يكون الانسان شريفاً ونظيفاً في ذاته,مؤمناً بربّه,صالحاً في أعماله…وعليه أن يبذل الجهد ومن الله التوفيق. وبهذه الروحية المطمئنة والمستقرة يمكن الحصول على نتائج أفضل بإذن الله وإذا لم تحصل,فلايعني ذلك أن الدنيا اظلمت وانتهى كل شيء,بل هناك مجالات واسعة في الحياة,وعلينا إعادة الكرة والتجربة…قال الشاعر:
على المرء أن يسعى بمقدار جهده وليس عليه أن يكون موفقاً.
بارك الله فيك اخي على الموضوع و على المجهود