(( الذكاء والخوف من الامتحانات هل يجتمعان؟ ) 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين ؛
سيدنا محمد عليه أفضل الصلاه وأتم التسليم …. أما بعد
الذكاء والخوف من الامتحانات..هل يجتمعان؟ ..!..
السؤال:فتاة ذكية أنعم الله عليها بالذكاء ومجدة في دراستها تحقق مستوى ممتازاً في دراستها وهي في المرحلة الثانوية (16 عاماً ),والحمد لله عالمة بأهمية العلم,لكن دائما ماتكون قلقة ومتخوفة في فترة الامتحانات,على رغم انها تذاكر بشكل مستمر,فما هو الحل على القضاء على هذا الخوف؟
الخوف والقلق في مثل هذه الأمور أمر طبيعي إذا كان ضمن الحدود المقبولة,لأنه هو الحافز على تدارك الأمور وبذل الجهد والعمل لتجاوز المرحلة بنجاح.ولكن قد يزداد الخوف ويكثر القلق الى حد يرهق الانسان ويدخل الاضطراب على نفسه,فعندها يكون مضراً,إذ يسلب الأمن والاطمئنان من الانسان,ولايدعه يؤدي واجباته وأعماله بهدوء.
وفي حالة الدراسة,فإن الانسان المضطرب لايستطيع المذاكرة والحفظ جيداً,لأن الصورة التي يحفظها الانسان ستكون وكأنها تقع على ماء مضطرب متموج ليس له قرار,فلا تثبت وتكون مشوشة.
والسبب في ذلك يعود غالباً الى العوامل التالية:-
الأول: شخصية الانسان المرهفة والذكية والحساسة,بحيث يكون أكثر تحسساً للمسائل وتحسباً للعواقب والتفكير فيها بشكل دائم ومفصّل ومسؤول,والبحث دوماً عن الكمال المطلق والنجاح الدائم…وازدياد ذلك الى درجة ترهق الانسان وتقلقه كثيراً.وينبغي أن يعرف هؤلاء أن سيعهم للكمال,وهو لله وحده,أمر رائع,ولكن لايعني ذلك عدم تقبل وقوع الخطأ من الانسان,فهو خطاء بطبعه,ولايعني ذلك أن تكون النتائج 100% فقد يكون الحصول على ذلك غير ممكن أحياناً,وعلينا السعي لذلك دون الخوف من النتيجة والقلق المفرط بشأنها.
الثاني: بيئة الانسان,وفي حالة الاولاد,البيت…فقد تعيش العائلة أجواءً صاخبة,يكثر فيها الجدل,ويطغي عليها العصبية,ويتشدد فيها في محاسبة الأولاد وتعنيفهم..وقد يكون الأب مضطرباً أو الأم فتنقل للأولاد هذه السمة…
وعلى أي حال يجب أن يعلم الوالدان خطورة ذلك على الأولاد,فيعملوا على تهدئة أجواء البيت وتصفية الأجواء فيما بينهما ,وحل الخلافات بعيداً عن أعين الأولاد حتى لايقلقوا ويطمأنوا الى مستقبلهم,والتعامل مع الأولاد برفق وهدوء ومحبة ومودة..
الثالث: تعظيم شأن الامتحانات في عين الطالب والطالبة,سواء من المجتمع أو الأسرة,فلا ينبغي أن يشعر الانسان وكأن كل الدنيا متوقفة على نتيجة الأمتحان,ويعنّف الطالب ويغلظ عليه,ويحذّر من نتيجة الأمتحان وغير ذلك مما يقلق الأولاد ويشعرهم وكأنهم يسيرون على حافة هاوية.
من المفيد تذكير الاولاد بأهمية الامتحانات وتشجيعهم على الدراسة وتهيئة الأجواء الهادئة المناسبة للمذاكرة…ولكن أيضاً إعلامهم بأن عليهم أن يبذلوا جهدهم وتقبل النتيجة…وأن الحياة الموفقة ليست متوقفة على الطب والهندسة,كما يفهم من ذلك كثير من الناس,بل أن يكون الانسان شريفاً ونظيفاً في ذاته,مؤمناً بربّه,صالحاً في أعماله…وعليه أن يبذل الجهد ومن الله التوفيق. وبهذه الروحية المطمئنة والمستقرة يمكن الحصول على نتائج أفضل بإذن الله وإذا لم تحصل,فلايعني ذلك أن الدنيا اظلمت وانتهى كل شيء,بل هناك مجالات واسعة في الحياة,وعلينا إعادة الكرة والتجربة…قال الشاعر:
على المرء أن يسعى بمقدار جهده وليس عليه أن يكون موفقاً.

بارك الله فيك اخي على الموضوع و على المجهود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.