الوضعية : من النهضة الاوربية الى الكشوفات . السنة 2024.

الجيريا
حمل الوضعية 1 من الوحدة 3 تاريخ للسنة 1 : من النهضة الاوربية الى الكشوفات الجغرافية و الثورة الصناعية
من الرابط التالي : https://www.sendspace.com/file/4wsoyo
الملف من نوع : pdf
مع رجاء دعواتكم الصالحة

جزاك الله كل خير ايها الاستاد الكريم

يعطيك الصحة يا أستاذنا الكريم ….لقد عودتنا دائماعلى العطاء ، مهما فعلنا فلن نستطيع أن نوفيك حقك….فجزاك الله كل خير و جعله في ميزان حسناتك يوم القيامة.

لـــــك كـــل االشكـــــر و التقـــــدير وا لاحتــــــــرام ..أستـــــاذنا الفاضــــــل

شكرا لما تقدمه من مجهودات

جزاكم الله خيرا والله منذ مدة وأنا ابحث عن مثل هذه الوضعيات خاصة وأنها موافقة للمنهاج جعلها الله في ميزان حسناتك

بارك الله فيك

مشكورين على الجهد المبدول رغم ان الرابط ماشاغال

مشكورين على الجهد المبدول رغم ان الرابط ماشاغال

سنــــد يبين تأثير الحضارة الإسلامية في النهضة الأوروبية 2024.

السلام عليكم

أريد سنــــد يبين تأثير الحضارة الإسلامية في النهضة الأوروبية

و تعليقا بسيطا عليه من فضلكم إن وجد

بارك الله فيكم مسبقا

أثق بكم إخواني

تحياتي الخالصة

النهضة العربية ارجوكم 2024.

السلام عليكم
اود منكم
معاومات حول
مظاهر النهضة العربية

السلام عليكم اين مساعدتك لي انا انتظرها
في اقرب وقت
والله يلا ينسى اجركم

اين انتم؟…………..؟

السلام عليكم
وجدت مظاهر للنهضة و لكن لا اعرف اذا كانت كافية ام لا
فارجو مكن ان تقول لي هل هذه جميع المظاهر ام لا

مظاهر اليقظة العربية

حركات الإصلاح الإسلامي

قامت في العربي حركات عدة ، حاولت النهوض بالعرب والمسلمين بإزالة عوامل التخلف التي لحقت بها، من جراء انتشار البدع والخرافات التي التصقت بالإسلام. وقد ركزت هذه الحركات في دعواتها الإصلاحية على ما يلي:
1. ضرورة العودة إلى القرآن والسنة كأساس لوحدة المسلمين
2. تنقية الدين الإسلامي من الشوائب التي علقت به عبر العصور
3. فتح باب الجهاد
4. الجهاد ضد الاستعمار
وقد ساهمت هذه الحركة في إحداث اليقظة الفكرية عند العرب.

الاتجاه الوطني

من معاني الوطنية حب الوطن والتمسك به والانتماء إليه. وقد ساعدت مجموعة من العوامل على ظهور هذا الاتجاه منها:
1. انتشار التعليم
2. إرسال البعثات العلمية إلى أوروبا
3. نشاط حركة الترجمة والتأليف
نادى بعض دعاة الإصلاح بالانفتاح على الحضارة الغربية والاستفادة من تفوق العرب في العلموالاقتصاد، وقد شكل دعاة هذا الاتجاه عددا من الجمعيات الثقافية والعلمية، حاول أعضاؤها عن طريق الخطب والمحاضرات إبراز فضل العرب في الآداب والعلوم، ووجوب عمل العرب على استعادة أمجادهم. وأبرز من مثل هذا الاتجاه:
• الشيخ رفاعة الطهطاوي الذي أسس مدرسة الألسن في مصر،
• وبطرس البستاني الذي طرح شعار حب الوطن من الإيمان .
الاتجاه العربي الإسلامي

شهد الربع الأخير من القرن التاسع عشر مرحلة من أخطر المراحل، ذلك أن الدولة العثمانية التي كانت سائرة في طريق التدهور والانحدار، تعرضت لما لم تتعرض له في الماضي من تجزئه، ومن انفصال بعض ولاياتها. كما ازداد تدخل الدول الأجنبية الكبرى بها، فلجأ السلطان إلى التشديد في الرقابة ولا سيما على الولايات الغربية.
اضطر السلطان عبد الحميد في بداية حُكمه إلى قبول دستور مدحت باشا الذي لقب (بأبي الدستور) وأصبح لفترة من الوقت حاكما دستوريا، لكنه ما لبث أن اصدر الأمر بحل البرلمان، وتعليق الدستور إلى أجل غير مسمى. طلب من النواب المستنيرين (وكان من بينهم عدد من النواب العرب) مغادرة الآستانة.
حاول السلطان عبد الحميد تثبيت دعائم حكمه بتبني حركة الجامعة الإسلامية التي نادى بها جمال الدين الأفغاني، مستهدفا بذلك تقوية مركزه من الداخل والخارج.
• داخليا: ليلتف حوله المسلمون كرئيس روحي لهم ذو سلطة عليا عليهم.
• خارجيا: لتهديد الدول الاستعمارية بإثارة الشعوب الإسلامية الخاضعة لها فيما إذا استمرت في سياستها المعادية للدولة العثمانية.
إن خوف العرب من الأخطار الاستعمارية جعلهم يلتفون حول دولة الخلافة، ويؤيدون السلطان عبد الحميد، لكنهم لم يقبلوا بسياسته. لذا فقد استمرت الدعوة إلى الإصلاح واللامركزية. وكان من أشهر من سار في هذا الاتجاه عبد الرحمن الكواكبي الذي انتقد الحكم الاستبدادي في كتابه طبائع الاستبداد أما رشيد رضا فدعا إلى محاربة الاستبداد؟ وإعادة العمل بالدستور. وربط بين العروبة والإسلام؟ وجسد أفكاره في مجلة المنار

أفيدوني بمعلومات أخرى عن عوامل النهضة العربية

1- الصحافة

تعد الصحافة من أهم العوامل التي تساعد على نمو الأدب وارتقائه ذلك أنها الميدان الذي يمارس فيه أرباب الأقلام فَنَّهم. زد على ذلك ما للصحيفة من رواج لأسباب أهمها تنوع المادة، ورخص الثمن، ونحو ذلك. لهذا كانت الصحافة من أهم العوامل في نهضة الأمم في كافة جوانب حياتها، وبخاصة الأدب.
ولقد عرفت الصحافة- أول ما عرفت في البلاد العربية- في مصر حين أصدر محمد علي صحيفة " الوقائع المصرية "، وكانت تهتم فيِ بداية حياتها بأحوال المجتمع تاريخاً وأدباً.
ثم صدرت صحيفة " الأخبار " في لبنان، وكانت حكوميةً أيضاً، ولم يكن لها اهتمام بأحوال المجتمع العربي. وفي تونس صدرت " الرائد " التونسية وكانت حكومية أيضاً وكان إسهام هذه الصحف في الحياة الأدبية ضئيلاً ومتفاوتاً.
ثم بدأت تصدر بعض الصحف الخاصة مثل " مرآة الأحوال " التي أصدرها في الآستانة (رزق حسونة) وفي الأستانة أيضا أصدر (أحمد فارس الشدياق) صحيفته. الأسبوعية " الجوائب "، وبدأت هذه الصحف تهتم بأحوال المجتمع، وبخاصة في الأدب واللغة والاجتماع.
ثم نشط النصارى في لبنان وأخذوا في إصدار الصحف والمجلات منها " الجنان "، و " المقتطف "، التي أصدرها (صروف ونمر) في بيروت أولاً ثم استمر صدورهما في مصر.
ونظراً لسوء الأحوال في الشام، وحدوث بعض الاضطرابات فقد اتجه بعضالمثقفين إلى مصر، وبها أصدروا صحفهم مثل "الكوكب الشرقي " و" الأهرام " و"الوطن ".
ولأن أرباب هذه الصحف من النصارى لم يكن لها شأن في ميدان الإِسلام حتى صدرت بعض الصحف والمجلات التي اهتمت بشؤون الإسلام والمسلمين مثل " نور الإِسلام " و " المنار "، و " الهدي النبوي " ومجلة " الأزهر ".
أما أهم تلك الصحف والمجلات في ميدان الأدب: فـ " الرسالة " و " الثقافة "و " الأزهر" و " الهلال ".
وفي الربع الأخير من القرن الرابع عشر من الهجرة بدأ الاهتمام باللغة والأدب يضعف في الصحف والمجلات، وذلك لأسباب عدة أهمها: انصراف الناس عن القراءة الجادة، ورغبتهم عن الموضوعات الرصينة، إلى ألوان من التسلية والتزجية.

2- المدارس والجامعات

جاء العصر الحديث والعالم العربي كله يعيش في جانب التدريس على ما تقدمه له المدارس البدائية [الكتاتيب]، ثم حِلقَ الدرس على العلماء.
أ- فأما الكتاتيب فكانت تدرب على القراءة والكتابة وبخاصة قراءة القرآن الكريم، كما كانت تعنى بتحفيظ القرآن الكم يم، إلى ما تقدمه من مبادئ يسيرة في الخط والإِملاء والحساب ونحو ذلك.
ب- وأما حلق الدرس فتلك التي كان يجلس فيها العلماء لطلاب العلم في المساجد وبيوت العلماء، وأهم تلك الحلق ما كان في الجامع الأزهر بمصر، وجامع بني أمية في دمشق، وجامع الزيتونة بتونس، وجامع القرويين بفاس، والحرمين الشريفين بمكة المكرمة والمدينة المنورة، والمسجد الأقصى، وجامع بغداد والجامع الأحمدي بطنطا، وغيرها.
جـ- وحين عزم (محمد علي) على النهوض بمصر لم يجد من أبنائها من يمكن الاعتماد عليه في ميدان التعليم غير الأزهريين، ومن هنا عُد الأزهر صاحب الفضل الأول على الحركة العلمية في مصر.
ذلك أن الذين قاموا بالتعليم في المدارس التي افتتحها محمد علي كان جلهم من الأزهريين، والبعثات التي أرسلها إلى الخارج كان أفرادها من طلبة الأزهر. ومع أن التعليم قد بدأ في بلاد الشام وبخاصة في لبنان على يد المبشرين قبل أن يبدأ التعليم النظامي بمصر، إلا أن مصر استطاعت أن تسبق الشام وغيره في ميدان التعليم، وذلك بسبب الاهتمام الذي لقيته المدارس من (محمد علي)، حيث أكثر من افتتاحها واستقدم لها المعلمين من الغرب، وجعل لهم مترجمين يترجمون قولهم للطلبة، وافتتح مدارس متخصصة، مثل مدرسة الزراعة، ومدرسة الطب، ومدرسة الألسن، فازدهر التعليم على يده حتى بلغ في عهد (إسماعيل) نسبة فاقت فيها مصر كثيرَاَ من البلاد المتقدمة.
د- أما الأزهر فقد ازدهر فيه التعليم ولكن على النظام القديم، حتى عمل بعض شيوخه على تنظيم الدراسة فيه، فأفضت جهودهم إلى وضع أنظمة حديثة للتعليم في الأزهر، وصار يتكون من ثلاث مراحل. ابتدائي، وثانوي، وعاليٍ وقسم التعليم العالي إلى ثلاث كليات: كلية اللغة العربية، وكلية الشريعة، وكلية أصول الدين، وأهم أولئك الرجال الذين عملوا على إصلاح الأزهر الشيخ محمد عبده رحمه الله.
ويعد الأزهر الآن من الجامعات الحديثة وفيه جميع الكليات التي تشتمل عليها الجامعات خلا كلية الحقوق وكلية الآداب لإغناء كلية الشريعة وكلية اللغة العربية عنهما.
هـ- وأنشئت في مصر كلية دار العلوم، وقصد بعض الناس من إنشائها أن تكون منافسة للأزهر الذي رفض- إذ ذاك- قبول التعليم الحديث، فكونت دار العلومتكويناً حديثاً جمعت فيه ما لم يجتمع في الأزهر- حين ذاك – وقد ضمت الآن لجامعة القاهرة، كما ضمت مدرسة الألسن إلى جامعة عين شمس.
و- ثم دخل العالم العربي عصر الجامعات، فأنشأت مصر جامعة الملك فؤاد [جامعة القاهرة]، ثم تتابع فيها إنشاء الجامعات في القاهرة، والإسكندرية، وأسيوط، والمنصورة، وغيرها.
وأنشئت جامعة دمشق بعد ذلك بزمن، ثم تتابع إنشاء الجامعات في العالم العربي، كما انتشرت المدارس الابتدائية، والمتوسطة، والثانوية، والمعاهد المختلفة، في المدن والقرى في جميع البلاد.

3- المطابع

ظهرت المطابع في الغرب في شكل بدائي قبل ما ينيف على خمسة قرون وأخذت في التطور فاستفاد منها الغربيون فوائد جمة.
ولم تعرف البلاد العربية المطابع إلا مع الحملة الفرنسية التي دخلت مصر سنة 1213 هـ حيث أحضرت معها مطبعة تطبع بحروف عربية وأخرى فرنسية. واستولى (محمد علي) على تلك المطبعة، أو اشتراها ثم عمل على تطويرها فاستقدم لها أحدث الأجهزة والحروف، وعني بعملها وسميت المطبعة الأميرية.
واختار من العلماء مشرفين عليها وموجهين للعمل فيها، فطبعت كثيراً من أمهات الكتب مثل كتاب " الأغاني " لأبي الفرج الأصفهاني وكتاب " العقد الفريد " لابن عبد ربه، ومقدمهَ تاريخ ابن خلدون، وكثيراً من أمهات الكتب في التفسير والحديث واللغة والأدب والتاريخ وغير ذلك، ولم تزل تتطور حتى ضمت إلى دار الكتب.
وأنشأ النصارى في الشام بعض المطابع، فعنوا فيها بكتب دينهم وبعض كتب الأدب واللغة، وأخذت المطابع تتطور وتنمو في البلاد العربية كلها جمعاء، لكن كانت لبنان هي المتقدمة في هذا الميدان حتى أرهقَتها الحروب الأهلية والغزو اليهودي، فأحرقت وخربت كثير من المطابع، الأمر الذي ترك أثراً واضحاً جلياً في تجارة الكتب.

4- دور الكتب

جاء العصر الحديث والكتب العربية موزعهَ في خزائن الكتب في المساجد وبيوت العلماء ومحبي جمع الكتب، وكانت الدولة التركية قد نقلت كثيرا مما حوته خزائن الكتب في المساجد وغيرها.
وحين تولى (علي مبارك) وزارة المعارف في مصر التقت رغبته في لَمَّ شتات الكتب برغبة (الخديوي) الذي كان قد كون مكتبة جيدة في منزله. وقد نتج عن اهتمام "علي مبارك " بالكتب أن برزت دار الكتب المصرية التي افتتحها وجمع فيها ما تفرق من الكتب وفي خزائن المساجد وبيوت العلماء، وأخذت تنمو بالشراء والهبة والطبع حتى تجاوزت محتوياتها في مراكزها الثلاثة أكثر من مليون ونصف.
وإلى جانب دار الكتب كانت مكتبة الأزهر التي تقدمت في التفسير والحديث على دار الكتب وغيرها من المكتبات العربية.
وعمدت كل دولة عربية إلى إنشاء دار كتب، ثم اتسع نطاق المكتبات العامة، فصار في كل جامعة مكتبة مركزية وفي كل كلية وكل معهد بل وكل مدرسة مكتبة. ذلك أن المكتبات تعد مصدر الغذاء العقلي، فالاهتمام بها والمحافظة عليها وعلى محتوياتها واجب. وذلك من أجل توفي الغذاء الفكري لعامة الناس وخاصتهم.

5- الترجمة

بدأت الترجمة الحديثة في العالم العربي في عهد ( محمد علي ) ذلك أنه حرص على إيصال علوم الغرب إلى فكر أبناء أمته وذلك ليتمكنوا من استيعاب العلومِ التي شاعت في الغرب، وقد ترجمت في أيامه كتب كثيرة في الطب والهندسة وشتى العلوم، مثل " روح الاجتماع " و " جوامع الكلم " ونحوها واتصلت الترجمة وأخذت تتسع في كل مكان وبدأت في عهد (إسماعيل) ترجمة الكتب الأدبية وبخاصة القصص والروايات. وكان للمنفلوطي إسهام جيد في تلك المترجمات لأنه كان يكل ترجمة بعض الأعمال إلى بعض رفقائه ثم يصوغها صوغاً عربياً جميلاً من ذلك " ماجدولين " و " الفضيله " و " الشاعر " و " في سبيل التاج ".
وأقبل الناس على الترجمة من الإنجليزية، لأنها كانت لغة التدريس في مصر إذ ذاك، ثم كثر المترجمون حتى إن الكتاب الجيد يترجم أكثر من مرة مثل "ماجدولين" و "البؤساء"

6- المعاجم والمجامع اللغوية

حين بدأت الترجمة في عهد (محمد علي) ظهرت بعض المشكلات أهمها الحاجة إلى ألفاظ بديلة لما لم يوجد له مقابل بين أيدي المترجمين، ولهذا ظهرت معاجم كثيرة عربية وإنجليزية، أو عربية وفرنسية، أو عربية وإيطالية، وقد يجمع المعجم الواحد أكثر من لغتين.
غير أن كُتّاب هذه المعاجم كالت تقوم أمامهم صعوبات إذا لم يجدوا اللفظ المقابل بين أيديهم، ولذلك نشأت الحاجة إلى مجامع لغوية تتولى وضع ألفاظ ومصطلحات بطرق سليمة، كالاشتقاق، والنحت، أو تعريب اللفظة بعد إخضاع لفظها للسان العربي بالنقص، أو الزيادة، أو التحريف، فجرت محاولات في مصر لإنشاء مجمع اللغة العربية أكثر من مرة إلا أنه، لا يكاد ينهض حتى يكبو. إلى أن تنبهت الحكومة المصرية فأصدرت قرارها سنة 1351 هـ بإنشاء مجمع اللغة العربية الذي مازال قائماً حتى الآن، ولكي تضمن الحكومة المصرية نجاحه عمدت إلى تطعيمه بالمختصين في العلوم المختلفة، وجعلت من أعضائه بعضالمستشرقين، كما فتحت الباب لِإسهام الدول العربية بعضو من كل دولة.
ثم أنْشئ المجمع العلمي بدمشق، ثم المجمع العلمي ببغداد، وفي زمن متأخر أنشأت الأردن مجمعا وأصدر كل مجمع مجلة، ووضعت مصطلحات، لبعض الكلمات الأجنبية مثل الدراجة (اللبسكلته) والبهو (للصالون) والمعطف (للبالطو).
واختلفوا في بعض المصطلحات، فوضع مجمع اللغة العربية بمصر مِسَرًة (للتلفون)، ووضع له المجمع العلمي بدمشق (هاتف) لكن جدواها ظلت محدودة.

7- الاستشراق والغزو الفكري
أ- الاستشراق

الاستشراق لفظ أطلق على أعمال جماعات من الغربيين اهتمت بالاستشراق ولغاته وعلومه، وهو قديم في التاريخ عرفت منه أعمال الغربيين في القرن الخامس للهجرة لأهداف تنصيرية، واتصل هذا العمل وما يزال، وكان بعضا في الماضي يبحثعن المعرفة و الفائدة العلمية، أما في العصِر الحديث فقد امتزج بالمصالح السياسية والاقتصادية وأصبح في أغلبه وسيلة من وسائل الاستعماروقد اهتم كثير من المستشرقين بعلوم العرب وألفوا فيها وترجموا وحققوا بعض الكتب في التاريخ واللغة والأدب والعلوم، وخصوا لذلك ما يخدم أهدافهم أو يسهل مهمتهم في غالب الأمر.
وفي العصر الحديث ازداد عملهم على الأرض الشرقية، وأصبح بعضهم أساتذة في الجامعات العربية، ودخلوا المجامع اللغوِية، ومن أهم هؤلاء" شمبليون " عضو حملة نابليون الفرنسية ومكتشف حجر رشيد [1][1]، والمستشرق " جويدي " صاحب فهارس الأغاني، وأحد أساتذة جامعة فؤاد المصرية ومنهم أيضا " نيلنو " صاحب كتاب تاريخ الأدب العربي فىِ الجاهلية وصدر الإسلام ودولة بني أمية (وكارل بروكلمان) صاحب الكتاب الشهير في تاريخ الأدب العربي، وصاحب تاريخ الشعوب الإسلامية أيضا.
ومن المستشرقين الذين وقفوا أعمالهم على خدمة الاستعمار الغربي (دانلوب) (وكرومر) اللذان أوشك عملهما أن يحول اللسان المصري إلى لسان إنجليزي لولا لطف اللّه تبارك وتعالى 0 ومن أعوانهم من النصارى العرب (لويس عوض)، و (فيليب حتي)، و(سلامه موسى)، و (سعيد عقل) ونحوهم.

ب ـ الغزو الفكري

ويقصد به أعمال الغربيين التي تهدف إلى السيطرة على الأمة العربية عن طريق التمكين للغتهم وفكرهم وعاداتهم وتقاليدهم، لتتم السيطرة على الشعوب عن طريقها، والذين يعملون من المستشرقين في هذا الميدان هم أكثر خطورة وقد برز منهم في مصر " دانلوب " و" اللورد كرومر " وقد أوشكت مصر أن تفقد على يديهما كل ما بقي في لسان أبنائها من لغة الكتاب والسنة لكن تنبه الغيورين من المصريين حال دون ذلك بفضل الله.
ويأخذ الغزو الفكري الفرنسي شكلاً أكثر عنفاً حيث يتحول إلى حرب معلنة على لغة البلاد وعلومها ومقومات شخصيتها ومثال ذلك واضح في أعمال الفرنسيين في الجزائر. وقد استطاع المستشرقون أن يجتذبوا إليهم عددا من صفوة أبناء العرب ليحولوهم إلى دعاة لهم، يتم على أيديهم من التأثير على أبناء قومهم ما لا يمكن أن يتم على أيدي المستشرقين بخاصة والغربيين بعامة ومن أهم هؤلاء الدكتور طه حسين، وجبران خليل جبران، وأمين الريحاني وأمثالهم ولهؤلاء الثلاثة أثر كبير في ميدان اللغة والفكر بعامة والمجال الشعري بخاصة، مثل قضية الانتحال والترويج للعامية، ومحاربة الأشكال السليمة في الأدب العربي.

أرجوا ان تكونوا قد استفدتم من هذه المعلومات للعلم ان هذا الموضوع منقول عن الاستاذ بغداد .ع.ر فجازاه الله عنا و عنكم كل خير

عوامل النهضة و ازدهار الأدب العربي 2024.

التعليم:0

مراكز التعليم قبل الجامعات كانت مقتصدة على :
– الجامع الأزهر في مصر .
– جامع القرويين في المغرب .
– جامع الزيتونة في تونس .
أثر النهضة التعليمية في نهضة الأدب :
1- تكوين شخصية مستقلة للفكر العربي
2- نمو الوعي التحرري والقومي
3- دعم التقارب الثقافي بين الأقطار العربية
4- تطور أساليب الكتابة وبروز الاهتمام بالأفكار والمعاني
5- البعد عن التكلف والصنعة اللفظية
6- زيادة الإنتاج الأدبي لكثرة المتعلمين.
*إحياء التراث :
من العوامل التي ساعدت على إحياء التراث الإسلامي :
1- انتشار المطابع في البلدان العربية .
2- انتشار دور النشر والهيئات العلمية والمؤسسات الثقافية
3- الجهود الفردية لعدد من الأساتذة العرب
*الترجمة :
أثر الترجمة في النهضة الأدبية:
أ-في النثر:
1 ظهور فنون أدبية مستحدثة كالقصة المسرحية.
2- تخلص الأدباء من قيود الصنعة.
3- ميل الأسلوب إلى السهولة والوضوح والاهتمام بالمعاني.
4- ظهور أثر الدراسات النفسية والمذاهب الاجتماعية في الأدب.
ب- في الشعر:
1- تطور أغراض الشعر القديمة وانتقاله من الفردية إلى التغني بالبطولات القومية .
2-ظهور فنون شعرية مستحدثة كالشعر القصصي والمسرحي والرمزي ومذاهب أدبية جديدة كالرومانسية والواقعية .
3-اتجاه القصيدة إلى الوحدة العضوية في الشعر الجديد
4-شيوع الصور الكلية في الشعر
5-تطور القالب الشعري وتصرف الشعراء في الشعر الجديد .
*المطبعة :
اعتبرت المطبعة إحدى الوسائل السريعة والمهمة في :
– نشر المعارف وحفظها من الضياع
– ازدهار الصحافة
– نشر المخطوطات القديمة والكتب الجديدة
– ساعدت على تحقيق التقارب الفكري والثقافي في الوطن العربي.
*الصحافة :
أول صحيفة صدرت اسمها ( جرنال الخديوي ) سنة 1822 في عهد محمد على ثم صدرت جريدة ( الوقائع ) المصرية لنشر أخبار الحكومة عام 1828 .من أبرز رجال الصحافة السياسية أيام الثورة العربية : محمد عبده ، وعبد الله النديم ومن الشام عبد الرحمن الكواكبي .
*أثر الصحافة في اللغة والأدب :
1- إيقاظ الوعي القومي ، وبعث حركات التحرر والاستقلال
2- تحرير الأدب من قيود الصنعة اللفظية
3- ازدهار فن المقالة والعناية بالقصة .
4- الكشف عن كثير من المواهب الأدبية .
5- تنمية الثقافة بما تنشره من تيارات الفكر والثقافة في الشرق والغرب .

*الإذاعة :
أثر الإذاعة المسموعة في النهضة الحديثة :
1- نشر الثقافة العربية
2- نشر اللغة الفصحى بين جمهور المستمعين
3- ظهور الحديث الإذاعي وإقامة الندوات لزيارة الوعي الثقافي والنشاط الأدبي .

*المجامع اللغوية :
نشأت نتيجة نشاط الترجمة ورغبة في تقريب المصطلحات العلمية الحديث وتطويع اللغة لنقل آثار الحضارة الغربية ومن أبرز هذه المجامع :
– المجمع العلمي العربي بدمشق تأسس 1919
– مجمع اللغة العربية في مصر تأسس 1932
– المجمع العلمي العراقي تأسس 1947
– مجمع اللغة العربية الأدبي تأسس 1976

*المستشرقون :
هم جماعة من علماء الغرب ، تخصصوا في دراسة لغات الشرق ودياناته وتاريخه وعلومه وقد اهتم المستشرقون بدراسة اللغة العربية وآدابها وعلومها .
الآثار الإيجابية للمستشرقين :·
1- نشروا كثيرا من كتب التراث العربي الإسلامي مبوبة ومفهرسة مما أنقذها من الضياع .
2- وضعوا دائرة المعارف الإسلامية .
3- وجهوا الدراسات الجامعية ( الأدبية والاجتماعية والتاريخية ) نحو منهج الاستقرار العلمي ودقة التناول والعناية بتحقيق النصوص .
4-غيروا فكر كثير من الغربيين عن العرب والمسلمين من خلال تعريفهم بالتراث الحضاري الإسلامي .
· الآثار السلبية للمستشرقين :
1-انحراف كثير منهم عن أمانة البحث العلمي بدافع من التعصب الديني أو العرقي فحوت دراساتهم كثيرا من المغالطات المتعمدة .
2-ترويجهم للدعوات الهدامة كالدعوة إلى العامية وهدم الأخلاق والدين باسم الحرية الدينية .
3-تفسير التاريخ الإسلامي على أساس مادي مما أوقعهم في الخلط والاضطراب .

*المكتبات :
أهم المكتبات في الوطن العربي :
– مكتبة دار الكتب المصرية أنشئت سنة 1870
– المكتبة الظاهرية بدمشق
– الزيتونة بتونس
– القرويين بالمغرب
*أثر المكتبات في اللغة والأدب :
1- إحياء التراث العربي والإسلامي .
2- نشر الثقافة والمعرفة .
3- تنشيط حركة البحث والتأليف والترجمة .

معلومات مهمة بارك الله فيك

الجيريا

بارك الله فيك

شكراااااااااااااااااااااا

أثر الحضارة في النهضة الأوربية 2024.

أثر الحضارة العربية في النهضة الأوروبية

لقد قامت الثقافة العربية الإسلامية بدورها الطليعي خير قيام في بناءالنهضة العلمية العالمية، وقد نقل العلماء العرب والمسلمون التراث الأغريقي وغيرهمن ألوان التراث العلمي الذي تقدّمعليهم في التاريخ، نقلوه إلى اللغة العربية، التي كانت لغةعلم وثقافة، وأثّر العلماء العرب والمسلمون في النهضة الأوروبية، وكان طابع الثقافةالعربية الإسلامية غالباً وواضحاً ومؤثّراً في عديد من المجالات العلمية والفكريةوالثقافية، مثل ابتكار نظام الترقيم والصفر والنظام العشري، ونظرية التطور قبل "داروين" بمئات السنين، والدورة الدموية الصغرى قبل "هارفي" بأربعة قرون، والجاذبيةوالعلاقة بين الثقل والسرعة والمسافة قبل "نيوتن" بقرون متطاولة، وقياس سرعة الضوءوتقدير زوايا الانعكاس والانكسار، وتقدير محيط الأرض، وتحديد أبعاد الأجرامالسماوية، وابتكار الآلات الفلكية، واكتشاف أعالي البحار، ووضع أسس علمالكيمياء.
ويمكن القولإجمالاً إن الثقافة العربية الإسلامية كانت واسطة العقد بين العلوم والثقافاتالقديمة وبين النهضة الأوروبية ؛ فالفكر العربي الإسلامي، والثقافة العربيةالإسلامية، سلسلة متّصلة الحلقات، امتدّت من الحضارات القديمة من مصرية وآشوريةوبابلية وصينية، إلى حضارة الأغريق والاسكندرية، إلى العصر الإسلامي الذي تأثّرعلماؤه بمن تقدّمهم، وأثّروا بدورهم فيمن لحقهم من علماء النهضة الأوروبية الذينقرؤوا أعمال العلماء العرب في كتبهم المترجمة إلى اللغة اللاتينية واللغاتالأوروبية.
لقد حافظتالثقافة العربية الإسلامية على الثقافة اليونانية من الضياع، إذ لولا المثقفونوالعلماء العرب، لما وصلت إلى أيدي الناس مؤلفات يونانية كثيرة مفقودة في أصلهااليوناني ومحفوظة بالعربية. ولقد ظلّ الغرب يشتغل على الثقافة العربية حتى بعد أنتقلّص ظلّها في الأندلس بجيلين أو أكثر حتى وصل إلى العصور الحديثة. وظلت الثقافةالعربية الإسلامية تستهوي الكثيرين من أبناء العالم الغربي، إذ لم تتوقف الترجمة عنالعربية في عصر النهضة وما بعد عصر النهضة، رغم الاتصال المباشر بالعالم اليونانيوالحضارة اليونانية اعتباراً من منتصف القرن الثالث عشر للميلاد عندما بدأت الكتباليونانية تُنقل رأساً إلى اللاتينية من دون الاستعانة بالترجمات العربية. فالثقافةالعربية لها قيمتُها وشخصيتها، فقد أنتجت الكثير مما لم تستطع الثقافة اليونانيةإنتاجه في الحقول كافّة : إضافات وتعليقات وابتكارات واكتشافات عربية لم يعرفهااليونان.
إن حركةالنقل من الثقافة العربية الإسلامية التي خرجت بها أوروبا من عصورها المتوسطةالمظلمة إلى عصورها الحديثة المتنورة، لم تقتصر على نقل المعارف القديمة من يونانيةوهندية وبابلية ومصرية، من كتب باللغة العربية إلى اللغة اللاتينية فحسب. إن أوروباالمسيحية قد نقلت أيضاً معارف عربية خالصة، كما نقلت أنماطاً من الحضارة الإسلاميةومن الإيمان الإسلامي إلى حياتها العامة وحياتها الخاصّة. ولو أن الكنيسةالكاثوليكية لم تضع ثقلها إلى جانب الفِرنجة في معركة تُورَ سنة 114هـ (732م)،لعمَّت الحضارةُ الإسلامية والثقافةُ العربية الإسلامية في أوروبا منذ ذلك الزمنالباكر، ولوفَّرت الكنيسة الكاثوليكية على العالم نِزاعاً طويلاً وشقاءمريراً.
لقد انتشرتالثقافة العربية الإسلامية في العالم الغربي، ونهل علماء أوروبا من المصادر العربيةالأصلية، ووجدوا أنها تراثٌ علميٌّ عظيمٌ، فاشتغلوا بدراسته وتحليله. ولقد كانالعرب والمسلمون يمثّلون العلم الحديث بكل معنى الكلمة، كانوا رواداً في المناهجالعلمية الحديثة، وقد اكتسب المثقفون والعلماء في أوروبا من الثقافة العربيةالإسلامية، أكثر من مجرد المعلومات، إنهم اكتسبوا العقلية العلمية ذاتَها بكلطابعها التجريبي والاستقرائي، بحيث وجد الأوروبيون في التراث العربي الإسلامي وفيالثقافة العربية الإسلامية ضالتهم المنشودة، فعكفوا على نشره.
إن الانبهار بحجم تأثير الثقافةالعربية الإسلامية في النهضة الأوروبية، وفي الثقافة والعلوم الأوربيَيْن، جعلمفكرةً عالمةً ألمانيةً تصدع بهذه الحقيقة بقولها : "إن تلك الحضارة الزاهرة التيغمرت بأشعتها أوروبا عدّة قرون، تجعلنا نعجب أشدّ العجب؛ إذ هي لم تكن امتداداًحضارياً لبقايا حضارات غابرة، أو لهياكل حضارية محلية على قدر من الأهمية، أو أخذاًلنمط حضاري موجود، أو تقليداً يُنسج على منواله المعهود، كما نعرف في الأقطارالأخرى مهد الحضارات في الشرق. إن العرب بثقافتهم هم الذين أبدعوا هذه الروعةالحضارية إبداعاً".
وبينما كانتأوروبا ترتع في غياهب العصور الوسطى، كانت الحضارة الإسلامية (التي هي محضن الثقافةالعربية الإسلامية) في أوج ازدهارها، لقد أسهم الإسلام كثيراً في تقدّم العلم والطبوالفلسفة. وقال "ويل ديورانت" Will Durant) ) في كتابه "عصر الإيمان" (The Age of Faith): "إن المسلمين قد ساهموا مساهمة فعالة في كل المجالات،وكان ابن سينا من أكبر العلماء في الطب، والرازي أعظم الأطباء، والبيروني أعظمالجغرافيين، وابن الهيثم أكبر علماء البصريات، وابن جبير أشهر الكيميائيين". وكانالعرب رواداً في التربية والتعليم. وقال ديورانت في هذا الشأن أيضاً : "عندماتقدّم (روجر بيكوReger Bacon) بنظريته فيأوروبا بعد 500 عام من ابن جبير، قال إنه مَدينٌ بعلمه إلى المغاربة في إسبانياالذين أخذوا علمهم من المسلمين في الشرق. وعندما ظهر النوابغ والعلماء في عصرالنهضة الأوروبية، فإن نبوغهم وتقدّمهم كانا راجعين إلى أنهم وقفوا على أكتافالعمالقة من العالم الإسلامي".
تقول المستشرقة الألمانية زيغريد هونكه في كتابها "شمس العرب تسطع علىالغرب": "إن ما قام به العرب المسلمون لهو عمل إنقاذي له مغزاه الكبير في تاريخالعالم"
ويقول جوتيه: " إن الشريفالإدريسي الجغرافي كان أستاذ الجغرافيا الذي علّم أوروبا هذا العلم لا بطليموس،ودام معلماً لها مدة ثلاثة قرون، ولم يكن لأوروبا مصور للعالم إلا ما رسمه الإدريسيوهو خلاصة علوم العرب في هذا الفن. ولم يقع الإدريسي في الأغلاط التي وقع فيهابطليموس في هذا الباب.
ويقول لوبون: "كان تأثير العرب في عامة الأقطار التي احتلوها عظيماًجداً في الحضارة"
ويقول ليتري: "لو حذف العرب من التاريخ لتأخرت نهضة الآداب عدة قرون فيالغرب".
مراكز انتقال الحضارة العربية إلىأوربا
1- الأندلسوخصوصاً مدنها الكبرى طليطلة وقرطبة وقشتالةوغرناطة.
2- جنوبإيطاليا وصقلية.
3- الحروبالصليبية.
مراكز الحضارة العربية فيالأندلس:
حكم العربإسبانيا ما يقارب ثمانية قرون بلغت فيها الحضارة العربية الذروة، لذا كان تأثيرهمعلى أوربا كبيراً وذلك عن طريق طلاب العلم الذين وفدوا إليها للتعلم حيث يقضونالسنوات الطوال في الدراسة والتتبع والاطلاع على كتب العرب فيها، فكانت البعثاتالوربية تتوالى تترى على الأندلس بأعداد متزايدة سنة بعد أخرى حتى بلغت سنة 312في عهد الخليفة الناصر زهاء سبعمائة طالبوطالبة، ومنهم الراهب "جربرت الفرنسي" الذي رحل إلى قرطبة طلباً للمعرفة وقضى فيهاثلاث سنوات نهل من خلالها من العلوم العربية ثم عاد بعد ذلك ليتوّج بابا باسم "سلفستر الثاني" لذلك ساهم في نقل العلوم العربية إلى أوربا. وقد قام بالدور نفسهمطران مدينة طليطلة "ريموند" الذي عمل مع مجموعة من المطارنة على ترجمة الكتبالعربية إلى اللاتينية بعد أن استرد الإسبان المدينة من العرب. وكان أول ما اهتم بههؤلاء المترجمون هو العلوم العربية المنقولة عن اليونانية وذلك ان أوربا كانت قدأقفرت أو كادت من العلوم وانحصرت بضاعتها العلمية في معلومات جافة وعقيمة وضعهامجموعة من رجال الدين.
مراكز الحضارة العربية في صقلية وجنوبإيطاليا:
حكم العرب صقلية قرابة مئة وثلاثين عاماً، ولما استولى الفاتحون منالعرب على صقلية تركوا لأهلها عاداتهم وقوانينهم وحريتهم الدينية المطلقة، وعدّنتالعرب مناجم الجزيرة وفيها الذهب والفضة والحديد والرصاص… وعلموا أهلها صنع الحرير،ونقلوا إليها علومهم وصناعاتهم وعاداتهم وآدابهم وطرائقهم فيالحكم.
وعندما استولى النورمانعليها تأثروا بالحضارة العربية فيها، فكان روجر الثاني (113-1154م) ملك صقلية معجباً بالحضارة العربية وكان يظهر وعليه عباءة مكتوبعليها بالحروف العربية والخط الكوفي. وقد ألف له الجغرافيالعربي الإدريسي كتابه الشهير "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق" وهو أصح كتاب ألفهالعرب في وصف بلاد أوربة وإيطاليا، كما صنع له كرة أرضية من الفضة، وفي عهد ابنهنشطت حركة الترجمة عن العربية، وقد ضم بلاطه عدداً من المترجمين الذين ترجموا لهالعديد من الكتب في الطب والفلك، ومنهم "جيرار الكريموني" الذي قام بعد ترجمات منهاترجمة كتاب "المجسطي" من العربية إلى اللاتينية. كما ترك العرب في صقلية قصوراًومساجد ومصانع للورق والنسيج الحريري اتخذها النورمان فيما بعد قدوةلصناعاتهم.
أما في جنوب إيطاليا: فكان أولرائد لحركة الترجمة فيها تاجراً تونسي الأصل اهتم بالطب وزار سورية والعراق والهندوجمع الكثير من الكتب التي تتعلق باهتمامه، ثم أبحر إلى جنوب إيطاليا حاملاً معهشحنته النفيسة من المخطوطات ودخل سلك الرهبنة، وأطلق على نفسه اسم قسطنطين الإفريقيعام 1087م، ثم اعتكف في دير قرب "بالرمو" وانكب على ترجمة الكتب من العربية إلىاللاتينية، وكان عمله هذا أساساً لمدرسة سالرنو في الطب التي اتجهت إلى دراسة الطبالعربي، وقد ترجم قسطنطين قسماً كبيراً من كتاب "الملكي" لعليبن عباس، وكتاب "طب العيون" لحنين بن اسحاق، كما ترجم عنالعربية كتباً يونانية الأصل كشروح أبقراطوجالينوس.
ومن المترجمين الأوربيين الذينعملوا بالترجمة من العربية إلى اللاتينية "إدلارد دي باث" وكان عالماً ورحالة زارفرنسا وصقلية وسورية حوالي عام 1115م، وترجم كتب "الخوارزمي" في الرياضيات إلىاللاتينية، وقد نقل الإيطاليون عن الأندلس صناعة الخزف ذي البريق المعدني، وقلدواالعرب في صناعة الأواني الخزفية ذات الألوان البراقة، وقد عمّت شهرة المنسوجاتالعربية إيطاليا في العصور الوسطى، وأصبحت أكثر أنواع المنسوجات في ذلك العصر تحملأسماء شرقية أو تنسب إلى مدن إسلامية، فالموسلين نسبة إلى الموصل، والدامسكو نسبةإلى دمشق، وعندما رأى التجار هذا الإقبال هبّ الكثيرون لإنشاء المصانع في جميعأنحاء إيطاليا.

أثر الحروب الصليبية:
بقي الصليبيون قرابة قرنين من الزمن في الوطن العربي، هذه القرون التيدعيت بعصر الإيمان تحرر فيها أصحاب الأرضين من رقهم، وقويت السلطة الملكية وانتشرالشعر الغنائي، واغتنت إيطاليا، وضعفت قوة التدين، ووهنت سلطةالبابوات.
واقتبسوا خلالها الكثير منأساليب الحياة والمعرفة من العرب فقد أخذوا الأساليب المعمارية في بناء القلاعوالحصون، إذ أخذوا عن العرب طريقة جعل المدخل الموصل من باب القلعة إلى داخلها علىشكل زاوية قائمة أو جعله ملتوياً بحيث لا يمكن للعدو الذي بباب القلعة رؤية الفناءالداخلي لها. وقد شيدت القصور في فرنسا في القرن الرابع عشر على هذا الطراز إضافةإلى أن الصليبيين أخذوا عن العرب صناعة الورق واستخدام البوصلة والإسطرلاب وآلاتالرصد

ممكن ردود من فضلكم و ان شاء الله يعجبكم الموضوع و فيدكم و الله ولي التوفيق

ولا رد شكرا

بوركت اختي الغالية بوابة شمس على هذه المعلومات والموضوع اللاائع شكرا كثيرا اختاه ننتظر مزيدا من مواضيعك القيمة

شككككككككككككككككككككككرا جزيلا مساعدة جد مفيدة

لاأحد يشك في الدور الذي لعبته الحضارة العربية الاسلامية في نهضة الغرب ، انطلاقا من أوروبا، فلا ينكر ذلك الاجاحد…غي أنه يجب أن نقر أن :
* التراث الاسلامي ومنجزاته لم يقدم على طبق من ذهب لأوروبا ، وانما انتزعته أوربا افي نقاط التماس والاحتكاك بين العالمين ( الاسلامي والأوروبي ) حينما تخلى أهله عنه ومالو للتقوقع والانحطاط. والصراع والتفكك وفقدوا بذلك أسس القوة بل الحضارة التي أنجزوها
* أعيد صياغة هذا التراث في نسق حضاري جديد أعطاه نفسا وشكلا جديدا سمي بالنهضة الحديثة. وكان بذلك التجديد لا التقليد
فالسؤال الاشكالي الذي وجب طرحه هو : لماذا تقدم الغرب وتخلف المسلمون ؟ فلايكفي ان نعيش لحظة انتصار في الماضي السحيق، ينما الواقع يؤكد عكس ذلك تماما. والزمن لن يعود الى الوراء أبدا
تحياتي

النهضة العربية في العصر الحديث 2024.

أرجوكم أريد هذا البحث

أهم عوامل النهضة العربية في العصر الحديث وبدايتها
مقدمة:
________________________________________
النهضة العربية مصطلح تاريخي يعود إلى حركة عمت البلاد العربية بين سنة 1820 و 1914 قام بها الأعيان العرب، من سياسيين ومثقفين مستلهمين أفكار الثورة الفرنسية وداعين لضرورة تحقيق نهضة عربية وإسلامية على غرار تلك التي جرت في أوروبا عامة وفرنسا خاصة والاستفادة من تجربتها
تطرأ على حياة الأمم تغيرات تنقلها من حال إلى حال، فإذا كان هذا التغير من سيئ إلى حسن ومن ضعف إلى قوة سمي ذلك
نهضة، وعكسه الانحطاط. والنهضة الأدبية هي ارتقَاء فنون الأدب أو بعضها فناً ومضموناً.
ولقد عرفت ما أصاب الأمة الإِسلامية ومنها الشعوب العربية من تأخر أرهق حياتها وأضعف مصادر الفكر فيها، وبخاصة في ميدان الأدب لكنها في آخر القرن الثاني عشر ومطلع الثالث عشر للهجرة بدأت تستفيق، فمتى بدأت النهضة الحديثة في العالم العربي والإسلامي؟وما هي أهم عواملها؟ أ- إن أول نهضة قامت في العالم الإسلامي هي تلك التي قادها الإمامان محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود رحمهما الله سنة 1157 هـ وكانت نهضة دينية رفعت مستوى الفكر والسياسة والأدب، وعم نفعها جزيرة العرب وغيرها.
ب- وفي عام 1213هـ دخل الفرنسيون مصر وجاءت الحملة الفرنسية تحمل معها- إلى جانب عدتها وعتادها العسكري- مطبعة وعلماء فرنسيين لخدمة أهدافها الصليبية فلما استقرت أقدامهم في القاهرة افتتحوا بها معهداً علمياً ومدرسة ومكتبة كونوها من الكتب الفرنسية التي أتوا بها، وما ضموا إليها من كتب عربية جمعوها من خزائن الكتب في المساجد، كما افتتحوا مطبعة كانت تطبع بالعربية والفرنسية وكانت تخرج صحيفة سميت الحوادث، أو التنبيه، قام على إخراجها الأديب المصري (إسماعيل الخشاب ).
من هنا عد بعض المؤرخين دخول الحملة الفرنسية سنة 1213 هـ بداية النهضة في مصر.
جـ- وجعل بعضهم بداية حكم (محمد علي) مصر سنة 1220 هـ البداية الفعلية للنهضة، ذلك أن (محمد علي) كان طموحا فأراد أن يكون في مصر دولة قوية تقوم على أساس علمي في جميع شؤونها العسكرية والاقتصادية، لذا أقبل على إنشاء المدارس العسكرية والزراعية ونحوها كما أكثر من إرسال البعوث إلى الخارج، ومن هنا وصفت نهضة مصر بأنها نهضة علمية.
د- أما في بلاد الشام فإن هذه النهضة لم تبدأ إلا في عام 1247هـ وذلك حين فتح النصارى- الذين عرفوا بالمبشرين (1) – مدارسهم بها، فأقبل عليها أبناء نصارى الشام، ولعدم وجود مدارس أخرى تدرس العلوم العصرية فإن بعضاً من أبناء المسلمين قد لحقوا بتلك المدارس. وكانت بلاد الشام تحت الحكم العثماني الذي سرت فيه عوامل الضعف أمام توثب الغربيين للقضاء على الخلافة العثمانية رمز وحدة المسلمين آنذاك فوقعت الشام فريسة في أيدي نصارى الغرب.
ولحرص هؤلاء النصارى على استمالة الشامين إلى مدارسهم استخدموا اللغة العربية لغة تدريس، وكان الأدب العربي مما يدرس في تلك المدارس، ولكن بالأسلوب الذي يخدم مصالحهم لهذا وذاك نشط الأدب في بلاد الشام قبل أن يتحرك في البلاد العربية ولأجل ذلك وصفت النهضة في الشام بأنها نهضة أدبية ولكن الذين يقودونها ويوجهها هم النصارى في بداية الأمر، وعلى غرار الحملة الفرنسية أوجد هذا شعوراً بالخطر أيقظ الناس إلى حد ما.
أهم عوامل النهضة الحديثة: سبقت مصر والشام البلاد العربية الأخرى في بداية النهضة الأدبية.
وقد أخذت هذه النهضة تنمو حتى بلغت بعد منتصف القرن الرابع عشر مبلغاً حسناً. وكان لابد لهذه النهضة من عوامل وأسباب تدفع بها إلى الأمام، فما أهم هذه العوامل؟ ذلك ما سنتحدث عنه إن شاء الله:
– الصحافة: تعد الصحافة من أهم العوامل التي تساعد على نمو الأدب وارتقائه ذلك أنها الميدان الذي يمارس فيه أرباب الأقلام فَنَّهم. زد على ذلك ما للصحيفة من رواج لأسباب أهمها تنوع المادة، ورخص الثمن، ونحو ذلك. لهذا كانت الصحافة من أهم العوامل في نهضة الأمم في كافة جوانب حياتها، وبخاصة الأدب.
ولقد عرفت الصحافة- أول ما عرفت في البلاد العربية- في مصر حين أصدر محمد علي صحيفة " الوقائع المصرية "، وكانت تهتم فيِ بداية حياتها بأحوال المجتمع تاريخاً وأدباً.
ثم صدرت صحيفة " الأخبار " في لبنان، وكانت حكوميةً أيضاً، ولم يكن لها اهتمام بأحوال المجتمع العربي. وفي تونس صدرت " الرائد " التونسية وكانت حكومية أيضاً وكان إسهام هذه الصحف في الحياة الأدبية ضئيلاً ومتفاوتاً.
ثم بدأت تصدر بعض الصحف الخاصة مثل " مرآة الأحوال " التي أصدرها في الآستانة (رزق حسونة) وفي الأستانة أيضا أصدر (أحمد فارس الشدياق) صحيفته. الأسبوعية " الجوائب "، وبدأت هذه الصحف تهتم بأحوال المجتمع، وبخاصة في الأدب واللغة والاجتماع.
ثم نشط النصارى في لبنان وأخذوا في إصدار الصحف والمجلات منها " الجنان "، و " المقتطف "، التي أصدرها (صروف ونمر) في بيروت أولاً ثم استمر صدورهما في مصر.
ونظراً لسوء الأحوال في الشام، وحدوث بعض الاضطرابات فقد اتجه بعض المثقفين إلى مصر، وبها أصدروا صحفهم مثل "الكوكب الشرقي " و" الأهرام " و"الوطن ".
ولأن أرباب هذه الصحف من النصارى لم يكن لها شأن في ميدان الإِسلام حتى صدرت بعض الصحف والمجلات التي اهتمت بشؤون الإسلام والمسلمين مثل " نور الإِسلام " و " المنار "، و " الهدي النبوي " ومجلة " الأزهر ".
أما أهم تلك الصحف والمجلات في ميدان الأدب: فـ " الرسالة " و " الثقافة " و " الأزهر" و " الهلال ".
وفي الربع الأخير من القرن الرابع عشر من الهجرة بدأ الاهتمام باللغة والأدب يضعف في الصحف والمجلات، وذلك لأسباب عدة أهمها: انصراف الناس عن القراءة الجادة، ورغبتهم عن الموضوعات الرصينة، إلى ألوان من التسلية والتزجية.
– المدارس والجامعات: جاء العصر الحديث والعالم العربي كله يعيش في جانب التدريس على ما تقدمه له المدارس البدائية [الكتاتيب] ، ثم حِلقَ الدرس على العلماء.
أ- فأما الكتاتيب فكانت تدرب على القراءة والكتابة وبخاصة قراءة القرآن الكريم، كما كانت تعنى بتحفيظ القرآن الكريم، إلى ما تقدمه من مبادئ يسيرة في الخط والإِملاء والحساب ونحو ذلك.
ب- وأما حلق الدرس فتلك التي كان يجلس فيها العلماء لطلاب العلم في المساجد وبيوت العلماء، وأهم تلك الحلق ما كان في الجامع الأزهر بمصر، وجامع بني أمية في دمشق، وجامع الزيتونة بتونس، وجامع القرويين بفاس، والحرمين الشريفين بمكة المكرمة والمدينة المنورة، والمسجد الأقصى، وجامع بغداد والجامع الأحمدي بطنطا، وغيرها.
جـ- وحين عزم (محمد علي) على النهوض بمصر لم يجد من أبنائها من يمكن الاعتماد عليه في ميدان التعليم غير الأزهريين، ومن هنا عُد الأزهر صاحب الفضل الأول على الحركة العلمية في مصر.
ذلك أن الذين قاموا بالتعليم في المدارس التي افتتحها محمد علي كان جلهم من الأزهريين، والبعثات التي أرسلها إلى الخارج , حيث أسهمت هذه الأخيرة في احتكاك الإنسان العربي بأفكار جديدة تأثر بها ولم يؤثر فيها. ومع أن التعليم قد بدأ في بلاد الشام وبخاصة في لبنان على يد المبشرين قبل أن يبدأ التعليم النظامي بمصر, وذلك بسبب الاهتمام الذي لقيته المدارس من (محمد علي)، حيث أكثر من افتتاحها واستقدم لها المعلمين من الغرب، وجعل لهم مترجمين يترجمون قولهم للطلبة، وافتتح مدارس متخصصة، مثل مدرسة الزراعة، ومدرسة الطب، ومدرسة الألسن، فازدهر التعليم على يده حتى بلغ في عهد (إسماعيل) نسبة فاقت فيها مصر كثيرَاَ من البلاد المتقدمة.
د- أما الأزهر فقد ازدهر فيه التعليم ولكن على النظام القديم، حتى عمل بعض شيوخه على تنظيم الدراسة فيه، فأفضت جهودهم إلى وضع أنظمة حديثة للتعليم في الأزهر، وصار يتكون من ثلاث مراحل. ابتدائي، وثانوي، وعاليٍ وقسم التعليم العالي إلى ثلاث كليات: كلية اللغة العربية، وكلية الشريعة، وكلية أصول الدين، وأهم أولئك الرجال الذين عملوا على إصلاح الأزهر الشيخ محمد عبده رحمه الله.
إضافة
هـ- وأنشئت في مصر كلية دار العلوم، وقصد بعض الناس من إنشائها أن تكون منافسة للأزهر الذي رفض- إذ ذاك- قبول التعليم الحديث، فكونت دار العلوم تكويناً حديثاً جمعت فيه ما لم يجتمع في الأزهر- حين ذاك – وقد ضمت الآن لجامعة القاهرة، كما ضمت مدرسة الألسن إلى جامعة عين شمس.
و- ثم دخل العالم العربي عصر الجامعات، فأنشأت مصر جامعة الملك فؤاد [جامعة القاهرة]، ثم تتابع فيها إنشاء الجامعات في القاهرة، والإسكندرية، وأسيوط، والمنصورة، وغيرها.
وأنشئت جامعة دمشق بعد ذلك، ثم تتابع إنشاء الجامعات في العالم العربي، كما انتشرت المدارس الابتدائية، والمتوسطة، والثانوية، والمعاهد المختلفة، في المدن والقرى في جميع البلاد.

كما ظهرت مدارس عديدة كانت من أحد العوامل التي ساعدت في النهضة العربية ونذكر منها: **المدرسة الرومانسية:
ظهرت المدرسة الرومانسية الفنية في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر.
وتعتمد الرومانسية على العاطفة والخيال والإلهام أكثر من المنطق وتميل هذه المدرسة الفنية إلى التعبير عن العواطف والأحاسيس والتصرفات التلقائية الحرة كما اختار الفنان الرومانسي موضوعات غريبة غير مألوفة في الفن مثل المناظر الشرقية وكذلك اشتهرت في المدرسة الرومانسية المناظر الطبيعية المؤثرة المليئة بالأحاسيس والعواطف مما أدى إلى اكتشاف قدرة جديدة لحركات الفرشاة المندمجة في الألوان النابضة بالحياة وإثارة العواطف القومية والوطنية والمبالغة في تصوير المشاهد الدرامية .
كان من أشهر فناني الرومانسية (يوجين دي لاكرواه) و (جريكو
**المدرسة الواقعية:
جاءت المدرسة الواقعية رداً على المدرسة الرومانسية فقد اعتقد أصحاب هذه المدرسة بضرورة معالجة الواقع برسم أشكال الواقع كما هي وتسليط الضوء على جوانب هامة يريد الفنان إيصالها للجمهور بأسلوب يسجل الواقع بدقائقه دون غرابة أو نفور.
فالمدرسة الواقعية ركزت على الاتجاه الموضوعي وجعلت المنطق الموضوعي أكثر أهمية من الذات فصور الرسام الحياة اليومية بصدق وأمانة دون أن يدخل ذاته في الموضوع بل يتجرد الرسام عن الموضوع في نقله كما ينبغي أن يكون فهو يعالج مشاكل المجتمع من خلال حياته اليومية ويبشر بالحلول
** المدرسة السريالية:
اهتمت السريالية بالمضمون وليس بالشكل ولهذا تبدو لوحاتها غامضة ومعقدة وإن كانت منبعاً فنياً لاكتشافات تشكيلية رمزية لا نهاية لها تحمل المضامين الفكرية والانفعالية التي تحتاج إلى ترجمة من الجمهور المتذوق كي يدرك مغزاها حسب خبراته الماضية. ومن أهم رواد هذه المدرسة "سلفادور دالي".
**المدرسة الكلاسيكية:
شملت فن النحت والرسم وتركز الاهتمام في هذه الفترة على الأصول الدينية الإغريقية في الفنون الجميلة ثم نادت مجموعة من الفنانين بإحياء التقاليد الإغريقية في الفنون الجميلة ثم نادت مجموعة من الفنانين بإحياء التقاليد الإغريقية والرومانية والتي كانت آثارها في فن النحت والعمارة والتصوير.
– المطابع: ظهرت المطابع في الغرب في شكل بدائي قبل ما ينيف على خمسة قرون وأخذت في التطور فاستفاد منها الغربيون فوائد جمة.
ولم تعرف البلاد العربية المطابع إلا مع الحملة الفرنسية التي دخلت مصر سنة 1213 هـ حيث أحضرت معها مطبعة تطبع بحروف عربية وأخرى فرنسية. واستولى(محمد علي) على تلك المطبعة، أو اشتراها ثم عمل على تطويرها فاستقدم لها أحدث الأجهزة والحروف، وعني بعملها وسميت المطبعة الأميرية.
واختار من العلماء مشرفين عليها وموجهين للعمل فيها، فطبعت كثيراً من أمهات الكتب مثل كتاب " الأغاني " لأبي الفرج الأصفهاني وكتاب " العقد الفريد " لابن عبد ربه، ومقدمهَ تاريخ ابن خلدون، وكثيراً من أمهات الكتب في التفسير والحديث واللغة والأدب والتاريخ وغير ذلك، ولم تزل تتطور حتى ضمت إلى دار الكتب.
وأنشأ النصارى في الشام بعض المطابع، فعنوا فيها بكتب دينهم وبعض كتب الأدب واللغة، وأخذت المطابع تتطور وتنمو في البلاد العربية كلها جمعاء، لكن كانت لبنان هي المتقدمة في هذا الميدان أكثر من غيرها.
– دور الكتب: جاء العصر الحديث والكتب العربية موزعهَ في خزائن الكتب في المساجد وبيوت العلماء ومحبي جمع الكتب، وكانت الدولة التركية قد نقلت كثيرا مما حوته خزائن الكتب في المساجد وغيرها.
وحين تولى (علي مبارك) وزارة المعارف في مصر التقت رغبته في لَمَّ شتات الكتب برغبة (الخديوي) الذي كان قد كون مكتبة جيدة في منزله. وقد نتج عن اهتمام "علي مبارك " بالكتب أن برزت دار الكتب المصرية التي افتتحها وجمع فيها ما تفرق من الكتب وفي خزائن المساجد وبيوت العلماء، وأخذت تنمو بالشراء والهبة والطبع حتى تجاوزت محتوياتها في مراكزها الثلاثة أكثر من مليون ونصف.
وإلى جانب دار الكتب كانت مكتبة الأزهر التي تقدمت في التفسير والحديث على دار الكتب وغيرها من المكتبات العربية.
وعمدت كل دولة عربية إلى إنشاء دار كتب، ثم اتسع نطاق المكتبات العامة، فصار في كل جامعة مكتبة مركزية وفي كل كلية وكل معهد بل وكل مدرسة مكتبة. ذلك أن المكتبات تعد مصدر الغذاء العقلي، فالاهتمام بها والمحافظة عليها وعلى محتوياتها واجب. وذلك من أجل توفي الغذاء الفكري لعامة الناس وخاصتهم.
– الترجمة: بدأت الترجمة الحديثة في العالم العربي في عهد (محمد علي) ذلك أنه حرص على إيصال علوم الغرب إلى فكر أبناء أمته وذلك ليتمكنوا من استيعاب العلومِ التي شاعت في الغرب، وقد ترجمت في أيامه كتب كثيرة في الطب والهندسة وشتى العلوم، مثل " روح الاجتماع " و " جوامع الكلم " ونحوها واتصلت الترجمة وأخذت تتسع في كل مكان وبدأت في عهد (إسماعيل) ترجمة الكتب الأدبية وبخاصة القصص والروايات. وكان للمنفلوطي إسهام جيد في تلك المترجمات لأنه كان يكل ترجمة بعض الأعمال إلى بعض رفقائه ثم يصوغها صوغاً عربياً جميلاً من ذلك " ماجدولين " و " الفضيله " و " الشاعر " و " في سبيل التاج ".
وأقبل الناس على الترجمة من الإنجليزية وغيرها من اللغات ، ثم كثر المترجمون حتى إن الكتاب الجيد يترجم أكثر من مرة مثل "ماجدولين" و "البؤساء"
– المعاجم والمجامع اللغوية: حين بدأت الترجمة في عهد ظهرت بعض المشكلات أهمها الحاجة إلى ألفاظ بديلة لما لم يوجد له مقابل بين أيدي المترجمين، ولهذا ظهرت معاجم كثيرة عربية وإنجليزية، أو عربية وفرنسية، أو عربية وإيطالية، وقد يجمع المعجم الواحد أكثر من لغتين.
غير أن كُتّاب هذه المعاجم كانت تقوم أمامهم صعوبات إذا لم يجدوا اللفظ المقابل بين أيديهم، ولذلك نشأت الحاجة إلى مجامع لغوية تتولى وضع ألفاظ ومصطلحات بطرق سليمة، كالاشتقاق، والنحت، أو تعريب اللفظة بعد إخضاع لفظها للسان العربي بالنقص، أو الزيادة، أو التحريف، فجرت محاولات مصر لإنشاء مجمع اللغة العربية أكثر من مرة إلا أنه، لا يكاد ينهض حتى يكبو. إلى أن تنبهت الحكومة المصرية فأصدرت قرارها سنة 1351 هـ بإنشاء مجمع اللغة العربية الذي مازال قائماً حتى الآن، ولكي تضمن الحكومة المصرية نجاحه عمدت إلى تطعيمه بالمختصين في العلوم المختلفة، وجعلت من أعضائه بعض المستشرقين، كما فتحت الباب لِإسهام الدول العربية بعضو من كل دولة.
ثم أنْشئ المجمع العلمي بدمشق، ثم المجمع العلمي ببغداد، وفي زمن آخر أنشأت الأردن مجمعا وأصدر كل مجمع مجلة، ووضعت مصطلحات، لبعض الكلمات الأجنبية.واختلفوا في بعض المصطلحات، فوضع مجمع اللغة العربية بمصر مِسَرًة ، ووضع له المجمع العلمي بدمشق لكن جدواها ظلت محدودة.

أ- الاستشراق: الاستشراق لفظ أطلق على أعمال جماعات من الغربيين اهتمت بالاستشراق ولغاته وعلومه، وهو قديم في التاريخ عرفت منه أعمال الغربيين في القرن الخامس للهجرة لأهداف تنصيرية، واتصل هذا العمل وما يزال، وكان بعضا في الماضي يبحث عن المعرفة و الفائدة العلمية، وقد اهتم كثير من المستشرقين بعلوم العرب وألفوا فيها وترجموا وحققوا بعض الكتب في التاريخ واللغة والأدب والعلوم، وخصوا لذلك ما يخدم أهدافهم أو يسهل مهمتهم في غالب الأمر.
وفي العصر الحديث ازداد عملهم على الأرض الشرقية، وأصبح بعضهم أساتذة في الجامعات العربية، ودخلوا المجامع اللغوِية، ومن أهم هؤلاء" شمبليون " عضو حملة نابليون الفرنسية ومكتشف حجر رشيد [1]، والمستشرق " جويدي " صاحب فهارس الأغاني، وأحد أساتذة جامعة فؤاد المصرية ومنهم أيضا " نيلنو " صاحب كتاب تاريخ الأدب العربي في الجاهلية وصدر الإسلام ودولة بني أمية (وكارل بروكلمان) صاحب الكتاب الشهير في تاريخ الأدب العربي، وصاحب تاريخ الشعوب الإسلامية أيضا.
ومن المستشرقين الذين وقفوا أعمالهم على خدمة الاستعمار الغرب )دانلوب) (وكرومر) , ومن أعوانهم من النصارى العرب (لويس عوض)، و (فيليب حتي)، و(سلامه موسى)، و (سعيد عقل) ونحوهم.

الله يحفظك خويا راك فيدتني بزاف

قراءة في كتاب شروط النهضة – مالك بن نبي 2024.

قراءة في كتاب : شروط النهضة

1- الشكل :
– أ –
إسم الكتاب : شروط النهضة
إسم المؤلف : مالك بن نبي
الترجمة : عبد الصبور شاهين
الطبعة : دون طبعة
دار النشر : دار الفكر للطباعة و التوزيع و النشر – دمشق
سنة النشر : دون تاريخ
عدد الصفحات : مائة وتسعة وخمسون ( 159 ) صفحة
– ب –
محتوى الكتاب: ثلاثة أبواب
الباب الاول : الحاضر و التاريخ ، من الصفحة 15 الى الصفحة 36
-دور الابطال
-دور السياسة و الفكرة
-دور الوثنية
الباب الثاني : المستقبل ، من الصفحة 37 الى الصفحة 142
-من التكديس الى البناء
-الدورة الخالدة
-العدة الدائمة
-أثر الفكرة الخالدة في تكوين الحضارة
-العنصر الاول : الانسان
-العنصر الثاني : التراب
-العنصر الثالث : الوقت
الباب الثالث : الاستعمار و الشعوب المستعمرة ، من الصفحة 143 الى الصفحة 159
-المعامل الاستعماري
-معامل القابلية للاستعمار
-مشكلة التكيف

التعريف بالكاتب : ولد مالك بن نبي في مدينة تبسة في الشرق الجزائري سنة 1905 م ، في أسرة فقيرة من مجتمع جزائري محافظ ، أنهى تعليمه 1925م . سافر بعدها مع أحد أصدقائه إلى فرنسا حيث كانت له تجربة فاشلة ، فعاد مجددا إلى مسقط رأسه . و بعد العودة تبدأ تجارب جديدة في الاهتداء إلى عمل ، كان أهمها عمله في محكمة ( آفلو ) حيث احتك أثناء هذه الفترة بالفئات البسيطة من الشعب ، فبدأ عقله يتفتح على حالة بلاده .
ثم أعاد الكرة سنة 1930م ، و لكن هذه كانت رحلة علمية . حاول أولا الإلتحاق بمعهد الدراسات الشرقية ، إلا أنه لم يكن يسمح للجزائريين أمثاله بمزاولة مثل هذه الدراسات . فاضطّر للتعديل في أهدافه و غاياته ، ملتحقا بمدرسة ( اللاسلكي ) فتخرج كمساعد مهندس .
ورغم تخصصه التقني انغمس في الدراسة و الحياة الفكرية ، فتزوج فرنسية و اختار الإقامة في فرنسا وشرع يؤلف في قضايا العالم الإسلامي كله ، فكان سنة 1946 كتابه " الظاهرة القرآنية " ، ثم "شروط النهضة " 1948 الذي طرح فيه مفهوم القابلية للاستعمار ، و " وجهة العالم الإسلامي " 1954، أما كتابه " مشكلة الأفكار في العالم الاسلامي" فيعتبر من أهم ماكتب بالعربية في القرن العشرين .‏
انتقل إلى القاهرة بعد إعلان الثورة المسلحة في الجزائر سنة 1954م و هناك حظي باحترام ، فكتب " الفكرة الإفريقية الآسيوية " 1956 . وتشرع أعماله الجادة تتوالى ، و عاد بعد الاستقلال إلى الوطن ، فعين مديراً للتعليم العالي الذي كان محصوراً في ( جامعة الجزائرالمركزية ) ، حتى استقال سنة‏ 1967 متفرغاً للكتابة ، بادئاً هذه المرحلة بكتابة مذكراته ، بعنوان عام هو : " مذكرات شاهد القرن " . قضى نحبه يوم 31 أكتوبر 1973م ، في صمت معدما محاصرا منسيا ً.
2- المضمون :
أ – الاشكالية :
– ماهي الشروط الضرورية لقيام نهضة حضارية متوازنة ؟
ب – الفكرة العامة :
قيمة الانسان والتراب و الوقت و الفكرة في قيام النهضة الحضارية
جـ- الافكار الاساسية :
-دور الابطال و الافكار و السياسة في إحداث حركات التغيير .
-العناصر الاساسية التي تقوم عليها أي حضارة .
-طرح فكرتي المعامل الاستعماري و القابلية للاستعمار و ضرورة التكيف مع الحضارة .
الباب الاول :
الافكار الاساسية :
-دور الابطال في صناعة الملاحم و البطولات .
-دور الافكار الاصلاحية في ايقاظ الشعوب
تحليل الباب الاول :
لقد كان دورالشعوب الاسلامية امام الزحف الاستعماري خلال القرن التاسع عشر والربع الاول من القرن العشرين دورا بطوليا فقط ، ومن طبيعة هذا الدور انه لا يلتفت الى حل المشاكل التي مهدت لتغلغل الاستعمار داخل البلاد .
ان مشكلة كل شعب هي في جوهرها مشكلة حضارته ، ولا يمكن لأي شعب ان يفهم او يحل مشكلته ما لم يرتفع بفكرته الى الاحداث الانسانية ، وما لم يتعمق في فهم العوامل التي تبني الحضارات او تهدمها ..
ان التاريخ لا يلتفت الى الامم النائمة ، وانما يتركها لأحلامها التي تطربها حينا وتزعجها حينا آخر ؛ تطربها إذ ترى في منامها ابطالها الخالدين وقد أدوا رسالتهم ، وتزعجها حينما تدخل صاغرة ضعيفة في سلطة جبار عنيد .
وهكذا حال الجزائر ؛ فبعد سبات عميق بزغ في الافق ( الامير عبد القادر ) ، ثم اختفى سريعا كأنه حلم طواه النوم ، وايضا بزوغ ( عبد الكريم الخطابي ) في المغرب ، الذي كانت القبائل العربية والبربرية تقاتل معه لا من اجل البقاء ، بل من اجل الخلود ، فكان لها الخلود ، ذلك لأن الاسلام كقوة روحية يعد حصنا منيعا للذين يتمسكون به من ان تحطمهم الايام او يذوبوا في بوتقة المستعمر[1]
هذا ، وان كان للابطال دور فإن للكلمة والفكرة دور أيضا ، فكلمة يطلقها انسان قد تكون من عوامل اثارة النفوس وتغيير الاوضاع ، وهكذا كانت كلمة ( جمال الدين الافغاني ) ، أحييت النفوس الميتة وزرعت البذور لفكرة بسيطة الجيريا فكرة النهوض )
ومن آثار هذه الكلمة انها قد غيرت ما في نفوس الناس من تقاليد بالية ، وبعثت الحركة في كل مكان حتى وصلت الجزائر ، فكانت ساعة اليقظة مع كلمات ( عبد الحميد بن باديس ) .. فشاعت الافكار وانطلقت في صورة مدرسة او مسجد او حركة اصلاحية .. وكانت حركة الاصلاح التي قام بها العلماء الجزائريون اقرب الى النفوس والقلوب ، إذ كان اساس منهاجم قوله تعالى : " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " (سورة الرعد ، الآية : 11) ، فأصبحت هذه الاية شعار كل من يسلك الاصلاح في مدرسة ابن باديس ..
الباب الثاني :
الافكار الاساسية :
-العناصر الاساسية التي تقوم عليها الحضارة .
-اثر الفكرة الدينية في تأسيس الحضارة .
تحليل الباب الثاني :
لقد ظل العالم العربي خارج التاريخ دهراً طويلاً كأن لم يكن له هدف ، فاستسلم المريض للمرض ، وفقد شعوره بالألم حتى كأن المرض صار يؤلف جزءاً من كيانه . وقبل ميلاد القرن العشرين سمع من يذكره بمرضه ، فلم يلبث أن خرج من سباته العميق ولديه الشعور بالألم . وبهذه الصحوة الخافتة تبدأ بالنسبة للعالم الإسلامي والعربي حقبة تاريخية جديدة يطلق عليها : النهضة[2] .
ولكن ما مدلول هذه الصحوة ؟ إن من الواجب أن نضع نصب أعيننا ( المرض ) بالمصطلح الطبي لكي تكون لدينا عنه فكرة سليمة ، فإن الحديث عن المرض أو الشعور به لا يعني بداهة ( الدواء ) .
ونقطة الإنطلاق هي أن الخمسين عاماً الماضية* تفسر لنا الحالة الراهنة التي يوجد فيها العالم العربي اليوم ، والتي يمكن أن تفسر بطريقتين متعارضتين : فهي من ناحية : النتيجة الموفقة للجهود المبذولة طوال نصف قــرن من الزمان من أجل النهضة . وهي من ناحية أخرى : النتيجة الخائبة لتطور استمر خلال هذه الحقبة دون أن تشترك الآراء في تحديد أهدافه أو اتجاهاته .
ومن الممكن أن نفحص الآن سجلات هذه الحقبة ، ففيها كثير من الوثائق والدراسات ومقالات الصحف والمؤتمرات التي تتصل بموضوع النهضة ، هذه الدراسات تعالج الاستعمار والجهل هنا ، والفقر والبؤس هناك ، وانعدام التنظيم واختلال الاقتصاد أو السياسة هنالك ، ولكن ليس فيها تحليل منهجي او دراسة للمرض ، دراسة لا تدع مجالاً للظن حول المرض الذي يتألم منه منذ قرون . ففي الوثائق نجد أن كل مصلح قد وصف الوضع الراهن تبعاً لرأيه أو مزاجه أو مهنته . فرأى رجل سياسي كجمال الدين الأفغاني أن المشكلة سياسية تحل بوسائل سياسية ، بينما قد رأى رجل دين كالشيخ محمد عبده أن المشكلة لا تحل إلا بإصلاح العقيدة والوعظ … على حين أن كل هذا التشخيص لا يتناول في الحقيقة المرض بل يتحدث عن أعراضه .
وقد نتج عن هذا أنهم لا يعالجون المرض ، وإنما يعالجون الأعراض ، وكانت النتيجة قريبة من تلك التي يحصل عليها طبيب يواجه حالة مريض بالسل الجرثومي ، فلا يهتم بمكافحة الجراثيم ، وإنما يهتم بهيجان الحمى عند المريض .
والمريض نفسه يريد أن يبرأ من آلام كثيرة : من الاستعمار ونتائجه ، من الأمية بأشكالها ، من الفقر رغم غنى البلاد بالمادة الأولية ، من الظلم والقهر والاستعباد ..وهو لا يعرف حقيقة مرضه ولم يحاول أن يعرفه ، بل كل ما في الأمر أنه شعر بالألم ، فجرى نحو الصيدلية ، يأخذ من آلاف الزجاجات ليواجه آلاف الآلام . وليس هناك في الواقع سوى طريقتين لوضع نهاية لهذه الحالة المرضية ؛ فإما القضاء على المرض وإما إعدام المريض . لكن هناك من له مصلحة في استمرار هذه الحالة المرضية سواءً أكان ممن هم في الخارج أو ممن يمثلونهم في الداخل .
لقد دخل المريض إلى صيدلية الحضارة الغربية طالباً الشفاء ، ولكن من أي مرض ؟ وبأي دواء ؟ وبديهي أننا لا نعرف شيئاً عن مدة علاج كهذا ، ولكن الحالة التي تستمر هكذا تحت أنظارنا لها دلالة اجتماعية يجب أن تكون موضع تأمل وتحليل . وبذلك يمكننا أن نفهم المعنى الواقعي لتلك الحقبة التاريخية التي نحياها ، فيجوز ان نطلق على تلك الحقبة ( بادرة حضارة ) ، وان كل ناتج حضاري = انسان + تراب + وقت ، والمركب بين هذه العناصر هو الفكرة الدينية[3] .
إذن مشكلة الحضارة تتحلل إلى ثلاث مشكلات أولية : مشكلة الإنسان ، ومشكلة التراب ، ومشكلة الوقت ، فلكي نقيم بناء نهضة لا يكون ذلك بأن نكدس المنتجات ، وإنما بأن نحل هذه المشكلات الثلاث من أساسها .
أولا : مشكلة الإنسان : إن المشروع الإصلاحي يبدأ بتغيير الإنسان ، ثم بتعليمه الإنخراط في الجماعة ثم بالتنظيم ، فالنقد البنّاء . وتبدأ عملية التطور من الإنسان لأنه المخلوق الوحيد القادر على قيادة حركة البناء ، وتحقيق قفزات نوعية ، تمهيداً لظهورالحضارة . أما المادة فمهما يكن من أمرها تكديساً وزيادة ، فإنها تبقى تجميع كمي لا يعطي معنى كيفياً نوعياً ، إلا بسلامة استخدام الإنسان له .
ولكي يتحقق التغير في محيطنا يجب أن يتحقق أولاً في أنفسنا ، فمنهج الرسالة يقتضي التغيير ، والتغيير يقتضي تغيير ما في النفوس أولاً … لقوله تعالى " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " ، وعندها يجب على المسلم أن يحقق بمفرده شروطاً ثلاثة : – أن يعرف نفسه – أن يعرف الآخرين ، و أن لا يتعالى عليهم و أن لا يتجاهلهم – أن يعرف الآخرين بنفسه ولكن بالصورة المحببة ، أي بالصورة التي أجريت عليها كل عمليات التغيير بعد التنقية والتصفية من كل رواسب القابلية للاستعمار والتخلف وأصناف التقهقر .
إن الإنسان هوالهدف وهو نقطة البدء في التغيير والبناء ، ومهما جرت محاولات تحديثية بوساطة الإستعارة ، أوالشراء للمصنوعات ومنتجات التقنية ، فإن هذه المحاولات ستكون عقيمة ، طالما أنها لم تبدأ من حيث يجب ، فالحل الوحيد هو تكوين الفرد الحامل لرسالته في التاريخ ، والغني بأفكاره على حساب اشيائه .
إن العلوم الأخلاقية والاجتماعية والنفسية تعد اليوم أكثر ضرورة من العلوم المادية ، فهذه تعتبر خطراً في مجتمع مازال الناس يجهلون فيه حقيقة أنفسهم أو يتجاهلونها ، فإعداد إنسان الحضارة أشق كثيراً من صنع محرك أو تقنية متطورة ، ومما يؤسف له ان حملة الشهادات العليا في هذه الاختصاصات هم الأكثر عدداً في البلدان المتخلفة لكنهم ، لم يكونوا إلا حملة أوراق يذكر فيها اختصاصهم النظري ، فصاروا عبئاً ثقيلاً على مسيرة التنمية والإصلاح ، فهم القادة في المجتمعات المتخلفة على الرغم من عجزهم عن حل أبسط المشكلات بطريقة علمية عملية ، وإلا لما تخلف مشروع النهضة حتى الوقت الحاضر ، ونحن بحاجة إلى دروس في منهجية العمل في سائر مستويات عملنا .
ولتبدأ المنهجية اولاً في مستوى الحديث المجرد ، لأن كل عمل اجتماعي يقتضي تبادل أفكار بين عدد من الاشخاص . إن الحوار هو أبسط صورة لتبادل الأفكار، وهو المرحلة التمهيدية البسيطة لكل عمل مشترك ، فقواعد الحديث إذن لا تخص حسن الآداب فقط ، بل هي جزء رئيسي من تقنية العمل .
فالقضية إذن ، لا تخص قواعد الحديث وحسن السلوك في المنتديات والمؤتمرات والصالونات والمقاهي فحسب ، بل تخص مباشرة تقنية العمل من زاوية " الفعالية " ، حيث لا يكون الحديث لمجرد التسلية وانما يخضع لقواعد العمل ، الذي ليس سوى مشروع في محتوى بعض الكلمات وبعض الأفكار ، وفي هذا المستوى ، يتداخل الجانب الأخلاقي والجانب المنطقي ليكونا معاً العمل الفعال أو العمل التافه ، ونظن أننا لا نزال كأمة في المستوى الثاني .
وليس من الضروري ولا من الممكن أن يكون لمجتمع فقير ، المليارات من الذهب كي ينهض ، وإنما ينهض بالرصيد الذي لا يستطيع الدهر ان ينقص من قيمته شيئاً ، الرصيد الذي وضعته العناية الإلهية بين يديه : " الإنسان " …
وطالما كانت الإرادة الحضارية طوع الفكرة فإننا إزاء عصر التلقين المستبد بتصوراتنا ومفاهيمنا نواجه انهيار هذه الإرادة حتى لا تقوى على احتضان المصير، والصراع الفكري يجد إطاره الأوسع في البلاد المحكومة بشبكة من الإيحاءات ، تدلي بها مراصد الاستعمار ، لتصنع الأحداث حيال كل نهضة فاعلة في عالمنا العربي والإسلامي . فالمشكلة مشكلة أفكار في النهاية ، لأننا بها ننظم خطانا في ثبات ، وندفع طاقتنا في مضاء العزيمة ، ونحشد وسائلنا في الإنجاز .
إن لكل حضارة نمطها و أسلوبها وخيارها ، وخيار العالم الغربي ذي الأصول الرومانية الوثنية قد جنح بصره إلى ما حوله مما يحيط به : نحو "الاشياء" ، بينما الحضارة العربية الإسلامية عقيدة التوحيد المتصل بالرسل قبلها سبح خيارها نحو التطلع الغيبي وما وراء الطبيعة : نحو "الأفكار" .
والإنسان حينما ينظم شبكة علاقاته الاجتماعية بوحي الفكرة في انبثاقها ، فإنه يتحرك في مسيرته عبر الأشخاص والأشياء المحيطة به فيتخذ العالم الثقافي إطاره في إنجاز هذه المسيرة ويأخذ طابعه تبعاً للعلاقة بين العناصر الثلاثة المتحركة : الأشياء ، الأشخاص ، الأفكار . فهناك توازن لابد منه بين هذه العناصر الثلاثة يسكب مزيجها في قوالب الإنجاز الحضاري ، فإذا مااستبد واحد من هذه العناصر وطغى على حساب العنصرين الآخرين فثمة أزمة حقيقية في مسيرة الحضارة تلقي بها خارج التاريخ فريسة طغيان الشيء أو طغيان الشخص .
ففي بلد متخلف يفرض الشيء طغيانه بسبب ندرته ، تنشأ فيه عقد الكبت والميل نحو التكديس الذي يصبح في الإطار الاقتصادي إسرافاً محضاً . أما في البلد المتقدم – و طبقاً لدرجة تقدمه – فإن الشيء يسيطر بسبب وفرته وينتج نوعاً من الإشباع ، فيولد ميلاً نحو الهروب إلى الأمام الذي يدفع الإنسان المتحضر دائماً إلى تغيير إطار الحياة وفق صرعات الموضة في كل شيء حوله .
لكن طغيان الشخص يؤدي إلى نتائج في الإطار السياسي والجتماعي تهدم بنيان الفكرة حينما تتجسد فيه . وكثيراً ما تعمد مراصد الرقابة في حركة العالم الثالث إلى دفع هذا الاتجاه المرضي إلى نهايته في عقول الجماهير لتحطم الفكرة البناءة من وراء سقوط الأشخاص الذين يمثلونها في النهاية ، وتدفع الجماهير للبحث عن بديل للفكرة الاصلية من الشرق والغرب عبر بطل جديد .
فعدم التوازن في العناصر الثلاثة يفضي بنا على انهيار المجتمع ، والمجتمع العربي الإسلامي يعاني في الوقت الحاضر بصورة خاصة من هذه الاتجاهات ، لأن نهضته لم يُخطط لها . ولم يُفكر بها بطريقة تأخذ بإعتبارها عوامل التبديد والتعويق سواء على المستوى الداخلي أوالخارجي ، وعلى الأغلب الاثنين معاً .
إن أهمية الأفكار في حياة مجتمع معين تتجلى في صورتين : فهي إما ان تؤثر بوصفها عوامل نهوض بالحياة الاجتماعية ، وإما أن تؤثر على عكس ذلك بوصفها عوامل ممرضة ، تجعل النمو الاجتماعي صعباً أو مستحيلاً . وهنالك فضلاً عن ذلك جانب آخر لأهمية الأفكار في العالم الحديث : ففي القرن التاسع عشر كانت العلاقات بين الأمم والشعوب علاقات " قوة " ، وكان مركز الأمة يقدر بعدد مصانعها ومدافعها واساطيلها البحرية ورصيدها من الذهب ، ولكن القرن العشرين قد سجل في هذا الصدد تطوراً معلوماً ، هو أنه قد أعلى من " الفكرة " باعتبارها قيمة قومية ودولية . هذا التطور لم تشعر به كثيراً البلدان المتخلفة ، لأن عقدة تخلفها ذاتها قد نصبت في طريقها ضرباً من الغرام السقيم بمقاييس القوة أي بالمقاييس القائمة على ( الأشياء ) . فالإنسان المتخلف وبسبب عقدة تخلفه يرد المسافة بين التقدم والتخلف إلى نطاق (عالم الأشياء) ، أوهو بتعبير آخر يرى أن تخلفه متمثل في نقص مالديه من مدافع وطائرات .. وبذلك يفقد مركب النقص لديه فاعليته الاجتماعية ، إذ ينتهي من الوجهة النفسية إلى التشاؤم كما ينتهي من الوجهة الاجتماعية إلى تكديس المشكلات ، فلكي يصبح مركب النقص لديه فَعّالاً مؤثراً ينبغي أن يرد الإنسان تخلفه إلى مستوى الأفكار لا إلى مستوى الأشياء ، فإن تطور العالم الجديد دائماً يتركز اعتماده على المقاييس الفكرية .
ومشكلة الثقافة من الوجهة التربوية هي في جوهرها مشكلة توجيه الأفكار، ولذلك كان علينا أن نحدد المعنى العام لفكرة التوجيه ، فهو بصفة عامة قوة في الأساس وتوافق في السير ووحدة في الهدف ، فكم من طاقات و قوى لم تُستخدم ؛ لأننا لا نعرف كيف نُكتّلها ، وكم من طاقات وقوى ضاعت فلم تحقق هدفها حين زحمتها قوى أخرى صادرة عن المصدر نفسه ، و متجهة إلى الهدف نفسه . فالتوجيه هو تجنب الإسراف في الجهد وفي الوقت ، فهناك ملايين السواعد العاملة والعقول المفكرة في البلاد الإسلامية صالحة لأن تستخدم في كل وقت ، والمهم هو أن ندير هذا الجهاز الهائل المكون من ملايين السواعد و العقول ، في أحسن ظروفه الزمنية والإنتاجية . وهـذا الجهاز حين يتحرك يحدد مجرى التاريخ نحو الهدف المنشود . فلا يكفي مطلقاً أن ننتج أفكاراً ، بل يجب أن نوجهها طبقاً لمهمتها الاجتماعية التي نريد تحقيقها . إننا نرى في حياتنا اليومية جانباً كبيراً من اللافاعلية في أعمالنا ، إذ يذهب جزء كبير منها في العبث وفي المحاولات الهازلة .
وإذا ما أردنا حصراً لهذه القضية فإننا نرى سببها الأصيل في افتقادها الضابط الذي يربط بين الأشياء ووسائلها ، وبين الأشياء وأهدافها ، فثقافتنا لا تعرف مثلها العليا وفكرتنا لا تعرف التحقيق ، وإن ذلك كله ليتكرر في كل عمل نعمله وفي كل خطوة نخطوها . إن الذي ينقص المسلم ليس منطق الفكرة ، ولكن منطق العمل والحركة ، وهو لا يفكر ليعمل بل ليقول كلاماً مجرداً ، بل إنه أكثر من ذلك يبغض أولئك الذين يفكرون تفكيراً مؤثراً ويقولون كلاماً منطقياً من شأنه أن يتحول في الحال إلى عمل ونشاط .
أما في مستوى المجتمع الذي يعيش أزمة ثقافية فإننا نستطيع حصر العديد من الملاحظات ويكفينا لذلك أن نرى بالعين المجردة ما يدور في حياته الاقتصادية والسياسية[4] .
إننا لو وضعنا سلماً للقيم الثقافية جنباً إلى جنب مع السلم الاجتماعي ، لوجدنا أن السلمين يتجهان في الاتجاه نفسه من الأسفل إلى الأعلى ، أي أن المراكز الاجتماعية تكون تلقائياً موزعة حسب الدرجات الثقافية . أما المجتمع الذي يواجه ازمة ثقافية فإن السلمين ينعكسان ، الواحد بالنسبة للآخر إنعكاساً تصبح معه القاعدة الشعبية – على الأقل بمحافظتها على الأخلاق – أثرى ثقافياً من قيادتها ، فمن يرقى درجات السلم ويأخذ مكانه ودوره الاجتماعي في العالم المتخلف ليس من أهل الدرجات العلمية الثقافية ، بل من يرضى عليه أولو الأمر في السلطة .
لكن كيف نخلص الإنسان من الاستعمار الثقافي والذي معناه استمرار الاستعمار السياسي والاقتصادي ؟ إن الإنسان المطلوب تغييره من أجل تنشيط عملية البناء الحضاري لا يمكن تغييره وتخليصه من الدونية باتجاه الآخر المستعمر ، إلا إذا هيأنا له مناخاً تربوياً متحرراً من النفوذ الاستعماري وجواً ثقافياً أصيلاً وشعوراً متعالياً بالشخصية …
إن الإبداع والعطاء لن يكونا إلا عندما نترك لعالم الأفكار أن يحاول حلَّ خفايا عالم الاشياء ، في هذه الحالة تتوالى الحلول تترأى ، وبذلك تقوم النهضة العلمية في مجتمع ما ، أما إذا كان عالم الأفكار مستعاراً فسيكون عنده قصور في الكشف و تراوح الأمور العلمية مكانها .
وإذا أردنا أن ننشئ ذاتاً جديدة لإنسان اليوم في العالم العربي والإسلامي ، فيقتضي ذلك قبل كل شيء تنقية المحيط الأسروي والمدرسي والاجتماعي العام من الإستعارات التي تحمل في طياتها هدفاً إستعمارياً تخريبياً ، يحاول زرع التفقير والتجهيل والإنحراف في مجتمعاتنا بشتى الوسائل ، وأهمها استغلال غفلتنا . ويتحدد دور ومكانة الفرد في أمته تبعاً لعلاقة المجتمع بالأشياء أو بالأشخاص أو بالأفكار .
إن كل مجتمع مهما كان مستواه من التطور له عامله الثقافي المعقد ، ففي نشاطه المتناغم هنالك تشابك بين العوالم الثلاثة : الأشياء والأشخاص والأفكار ، ولكن يظل هنالك دائماً رجحان لأحد هذه العوالم الثلاثة ، وبهذا الرجحان – الذي يظهر في سلوك المجتمع وفكره – يتميز كل مجتمع عن سواه من المجتمعات . والمجتمع المتخلف ليس موسوماً حتماً بنقص في الوسائل المادية ( الأشياء ) ، وإنما بافتقاره للأفكار ، ويتجلى بصفة خاصة في طريقة استخدامه للوسائل المتوفرة لديه ، بقدر متفاوت من الفاعلية ، وفي عجزه عن إيجاد غيرها ، وعلى الأخص في أسلوبه في طرح مشاكله ، عندما يتخلى عن أي رغبة ولو مترددة بالتصدي لها ، أما حاله مع عالم الأشخاص ، فإنه يدور حول شخص الزعيم فيجعل منه وثناً يُعبد . ولا خلاص لمجتمع من تخلفه إلا إذا كان عالم أشياءه وأشخاصه يدور حول عالم الأفكار لذلك : فإن أي ثورة ، لن تستطيع تغيير الإنسان إن لم تكن لها قاعدة أخلاقية قوية .
إن الحوار بين المسؤولين والجماهير يعيد الجسر الذي يصل الشعب بالدولة ، وليس غريباً في هذا المناخ من الثقة المتبادلة أن تتحقق المعجزات ، ولو كان ثمنها مزيداً من التقشف ، لأن الصعوبات لا تزال بين عشية وضحاها بعصا سحرية ، وعلينا أن نقدم الواجب قبل أن نطالب بالحقوق ؛ فالحق … يجذب الانتفاعيين والوصوليين والإنتهازيين كما يجذب العسل الذباب ، بينما كلمة الواجب لا تجذب غير النافعين الذين يسعون حقاً لنهضة مجتمعهم ، فالفرد في المجتمع المتخلف يطالب بحقوقه قبل أن يقوم بواجباته ، بينما أداء الواجب هو الكفيل الوحيد بالحصول على الحقوق ، فإذا أردت أن تصلح أمر الدولة اصلح نفسك.
ثانيا : مشكلة التراب : حينما يتكلم ( ملك بن نبي ) عن التراب لا يبحث في خصائصه وطبيعته ، ولكن يتكلم عن التراب من حيث قيمته الاجتماعية ، وهذه القيمة الاجتماعية للتراب مستمدة من قيمة مالكيه ، فحينما تكون قيمة الأمة مرتفعة ، وحضارتها متقدمة ، يكون التراب غالي القيمة ، وحيث تكون الأمة متخلفة – كما هو الحال اليوم – يكون التراب على قدرها من الانحطاط ، وذلك بسبب تأخر القوم الذين يعيشون عليه ، فها هي رمال الصحراء تغـزو بشراسة الحقول الخضراء على امتداد الوطن العربي . فتترك أهلها يتامى بين يدي الصحراء المقفرة . وبديهي أنه لا حل لهذه الأزمة غير الشجرة ، لكن إذا كان الإنسان الزارع لهذه الشجرة أوالمؤتمن على رعايتها ، يعيش حالة تصحر داخلي ، فلا أمل من رؤية اللون الأخضر مرة ثانية تحت نظر و يد إنسان كهذا . فسنوياً يعلن المسؤولون أنه تم غرس عشرات الملايين من الاشجار ، لكننا على يقين أن واقع الحال غير ذلك سواء لعدم العناية المستمرة ، أو لعدم الدقة في الرقم الإحصائي .
إن ترابنا العربي لا يزال بكراً ، رغم كل أشكال النهب التي مورست عليه في السطح أو في العمق من قبل الآخرين ، وعلى الأغلب بسبب إهمالنا له وبشكل عدواني .
ثالثا : مشكلة الوقت : وهو العنصر الثالث في تكوين الحضارة ، إن الزمن نهر قديم يعبر العالم ، ويروي في أربع وعشرين ساعة الرقعة التي يعيش فيها كل شعب والحقل الذي يعمل به ، وهذه الساعات التي تصبح تاريخاًً هنا وهناك قد تصير عدماً إذا مرت فوق رؤوس لا تسمع خريرها ، وإذا قسنا الزمن بمقياس الساعات التائهة فالقرون لا تساوي شيئاً .
ولكنه نهر صامت حتى إننا ننساه أحياناً ، وتنسى الحضارات في ساعات الغفلة قيمته التي لا تعوض ، وحينما لا يكون الوقت من أجل الإثراء أو تحصيل النعم الفانية ، أي حينما يكون ضرورياً للمحافظة على البقاء ، أو لتحقيق الخلود والانتصار على الأخطار ، يسمع الناس فجأة صوت الساعات الهاربة ، و يدركون قيمتها التي لا تعوض ، ففي هذه الساعات لا تهم الناس الثروة أو السعادة أو الألم ، وإنما الساعات نفسها . فيتحدثون حينئذ عن ( ساعات العمل ) ، فهي العملة الوحيدة التي لا تبطل ، ولا تسترد إذا ضاعت ، إن العملة الذهبية يمكن أن تضيع ، وأن يجدها المرء بعد ضياعها ، ولكن لا تستطيع أي قوة في العالم أن تستعيد دقيقة إذا مضت . وحظ الشعب العربي والإسلامي من الساعات كحظ أي شعب متحضر ، ولكن عندما يدق الناقوس منادياً الرجال والنساء والأطفال إلى مجالات العمل في البلاد المتحضرة … فأين يذهب الشعب ؟ تلكم هي المسألة المؤلمة .. فنحن في العالم الإسلامي نعرف شيئاً يسمى ( الوقت ) ! ، ولكنه الوقت الذي ينتهي إلى " عدم " ، ولأننا لا ندرك معناه ولا تجزئته الفنية ؛ لأننا لا ندرك قيمة أجزائه من ساعة ودقيقة وثانية ، ولسنا نعرف إلى الآن فكرة ( الزمن ) الذي يتصل اتصالاً وثيقاً بالتاريخ ، وبتحديد فكرة الزمن يتحدد معنى التأثير والإنتاج ، وهو معنى الحياة الحاضرة الذي ينقصنا ، هذا المعنى الذي لم نكسبه بعد ، هو مفهوم الزمن الداخل في تكوين الفكرة والنشاط ، في تكوين المعاني والأشياء .
فالتاريخ والحياة الخاضعان للتوقيت كان وما يزال يفوتنا قطارهما ، فنحن في حاجة ملحة إلى توقيت دقيق ، وخطوات واسعة لكي نعوض تأخرنا . ويكون ذلك بتحديد المنطقة التي ترويها ساعات معينة ، من الساعات الأربع والعشرين التي تمر على أرضنا يومياً . إن وقتنا الزاحف صوب التاريخ ، لا يجب أن يضيع هباء ، كما يهرب الماء من ساقية خربة . ولا شك أن التربية هي الوسيلة الضرورية التي تعلم الشعب العربي الإسلامي تماماً قيمة هذا الأمر . ولكن بأية وسيلة تربوية ؟ إنه من الصعب أن يسمع شعب ثرثار الصوت الصامت لخطى الوقت الهارب ! . إن شعباً هذه حاله أحوج ما يكون إلى قدوة وطنية قيادية حازمة في تطبيق القانون على الجميع ، ولا تسمح لأي انحراف عن مشروع النهضة التي تعلنه ريثما يعتاد الأفراد على هذا السلوك في حياتهم اليومية فتصبح ساعات العمل حقيقية ، ومن خلال إنسان يستطيع استغلال الوقت على أكمل وجه نستطيع أن نقول : أننا بدأنا نهضة عملية علمية حقيقية وفق خوارزميات التغيير الإجتماعي التي تناسبنا ، و النهضة لا تقوم إلا بأيدي الأتقياء والأذكياء .
الباب الثالث :
الافكار الاساسية :
-سياسة المستعمر بانتقاص من قيم الفرد الايجابية .
– قايلية الشعوب للاستعمار .
– ضرورة التكيف مع مجرى الحضارة الانسانية .
تحليل الباب الثالث :
ان للفرد – بصفته عاملا اوليا للحضارة – قيمتان : الاولى خام طبيعية ، و الثانية صناعية اجتماعية :
فالقيمة الاولى ، موجودة في كل فرد من الافراد ، في تكوينه البيولوجي ، وتتمثل في استعداده الفطري لإستعمال عبقريته وترابه ووقته . اما القيمة الثانية وهي القيمة الصناعية ، فإن الفرد يكتسبها من وسطه الاجتماعي ، وتتمثل في الوسائل التي يجدها هذا الفرد في اطاره الاجتماعي لترقية شخصيته وتنمية مواهبه وتهذيبها .
واذا نظرنا الى المسلم الجزائري ، فالتاريخ يشهد بكفاءته وعبقريته التي كانت محل اعتراف المستعمر×*. وهنا تبدأ قضية الاستعمار تهمنا ، إذ يفرض على حياة الفرد عاملا سلبيا يسمى بلغة الرياضيات ( المعامل ) الاستعماري . فأمام عبقرية الجزائري ، فإن المستعمر عوضا ان أن يدفعه الشعور بالنقص الى الرفع من قيمة شعبه ( الفرنسي ) فإنه – ورغبة منه في اقرار التوازن بين المعمرين والمستعمرين – لجأ الى الانتقاص من قيمة هؤلاء الاخرين وتحطيم قواهم الكامنة فيهم ، ومنذ ذلك الحين بدا الحط من قيمة الاهالي ينفذ بطرق فنية كأنه معامل جبري وضع امام قيمة كل فرد بقصد التنقيص من قيمته الايجابية .
ويؤثر هذا المعامل في جميع اطوار حياة الفرد ، يؤثر فيه وهو طفل ، فلا يمده المجتمع بما يقوي جسده وينمي فكره او يهيئ له مدرسة او توجيها .. هذا إن كان له أباً ، اما اذا فقد الاب فالامر أدهى وأمر ، فسوف يؤول الى ماسح احذية او متسولا فاقدا لعزته وكرامته . اما اذا ما كتب له النـجاة من هذه النكبات ووجد مقعدا في مدرسة ، فكم من العراقيل توضع في طريقه ، واذا بلغ مبلغ الرجال فماذا يعمل غير وظيفة حقيرة .
هذا هو المعامل الاستعماري ، وهو معامل خارجي لكنه يؤثر في داخلنا ، فتولدت لدينا القابلية للاستعمار ، ذلك لأن المستعمر لا يتصرف في طاقتنا الاجتماعية الا لأنه درس اوضاعنا النفسية دراسة عميقة ، فأدرك مواطن الضعف فينا ، فسخرنا لما يريد ، فجعل منا ابواقا يتكلم فيها واقلاما يكتب بها ، انه يسخرنا لأغراضه ، بعلمه هو ، وجهلنا نحن .
ورغم ذلك … فما الذي بعث العالم الاسلامي من نومه ؟ من الذي أيقظه ؟ من الذي قال له قـــم ؟ إنه الاستعمار .. الذي سلب حريتنا وسيادتنا وكرامتنا .. ومع ذلك نعترف بأنه أيقظ الشعب الذي استسلم لنوم عميق ، ولقد عودنا التاريخ ان كل شعب يستسلم للنوم فإن الله يبعث عليه سوطا يوقظه ….
وينتقل في الاخير الى مشكلة التكيف ، فالحياة الاجتماعية تخضع لقانون ( رد الفعل ) كما تخضع له الميكانيكا . وبما ان الاستعمار في نوعه هو ( فعل ) المدنية تسلطت به على الشعوب المستعمرة ، فلا غرابة إذن ان يكون لذلك الفعل ( رد ) .
وهذا الرد يظهر في صور مختلفة في حياة العالم الاسلامي ، فبرزت اشكالا جديدة من السلوك بدأنا نراها في الجزائر مثلا ، و هي ليست من عاداتنا ، وموجودة في الكثير من بلاد العروبة والاسلام ..
فكانت النتيجة ان مجتمعنا فقد توازنه ، ونشاهد عدم الاستقرار هذا في انفسنا وتصوراتنا للاشياء ؛ فهناك من يرى المدنية في اعتناق الافكار التحررية ، وآخر يرى ان المدنية هي معركة اقتصادية ، وثالث سلفي يظن انه يغير نظام المجتمع بتغيير لباسه وتطهير لغته ، ورابع يرى ان المثل الاعلى للمدنية يبرق في قعر كأسه و يلمع في جو الخمارة ، وخامس يرى ان نجاة الشعوب في تحرير المرأة ويظن انه يملك المدنية اذا فاز بإمرأة عصرية ، وهناك المقتنع بحاله الذي لا يرى شيئا ولا يفهم شيئا ولا يبحث عن شيئ ..
ان هذه الوجهات المتعددة لدليلا على دراجات متعددة من التكيف مع مجرى الحضارة ، وان من الواجب ان لا توقفنا أخطاؤنا عن السير نحو الحضارة الاصيلة ، فالحياة تدعونا دائما ان نسير الى الامام ، بشرط أن لا يكون سيرا فوضويا ، بل علميا عقليا مدروسا ، يتجه نحو تاريخ الانسانية .
ملخص :
لقد أمعن مالك بن نبي في الحفر حول مشكلات التخلف المزمنة متجاوزا الظواهر التي تطفو على السطح إلى الجذور المتغلغلة في الأعماق ، وباحثا عن السنن والقوانين الكفيلة بتحول الشعوب من حالة العجز إلى القدرة والفعالية ، ومن مشكلة الاستعمار إلى مرض القابلية للاستعمار ، ومن حالة تكديس الأشياء إلى حالة البناء ، ومن المطالبة بالحقوق إلى القيام بالواجب أولا ، والانتقال من عالم الأشياء والأشخاص إلى عالم الأفكار التي بها نبدأ بحل مشكلة التخلف ، ويجب أن نصل إلى قناعة حتمية بأن مفاتيح حل المشكلات هي في الذات لا عند الآخر .

و الله الموفق

[1] معظم القبائل التي تعرضت للاستعمار اصبحت في طي النسيان ودفنها التاريخ ، فاين مثلا القبائل الامريكية قبل كريستوف كولمبوس ؟

[2]يؤرخ للنهضة العربية بحركة الاصلاح التي قادها جمال الدين الافغاني و محمد عبده ، و هناك من يرى ان بوادر هذه النهضة بدأت قبلا مع حملة ( نابليون ) على مصر ، و التي كانت الى جانب كونها حملة عسكرية حملة علمية أيضا ، ثم بإصلاحات محمد علي باشا و ارساله للبعثات الى الخارج .

*و هذا بالنظر الى تاريخ كتابة هذا المؤلف و هو سنة 1948

[3] الفكرة الدينية " مطلقة " عند ابن نبي ، أي لا يحددها بدين معين ..

[4] حيث هناك ركود اقتصادي و استبداد سياسي

×*و يشهد بذلك اعتراف الجينرال ( بوجو ) بكفاءة ( الامير عبدالقادر)

الجيريا
الجيريا

الجيريا

بارك الله فيك…اخي…ذكرتنا بجوهرة فكرية..خطفت اعجاب الاعداء قبل اهلها…جوهرةفي فلسفة التاريخ..و استراتيجية
بناء الحضارات…وكم اود ان يعرف هذا الجيل..ما قدمه هذا الرجل الاصيل

اسمح لي…اخي خليفة…بهذه الاضافة..لمن اراد ان يحيط بفكر..مالك بن نبي رحمه الله


اضغط على عنوان الكتاب الذ
ي تريد تحميله فضلا …لا امرا….كلها على..4shared.com


مالك بن نبي .. فكرة الأفريقية الآسيوية في ضوء مؤتمر باندونغ.pdf

مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي مالك بن نبي.pdf

مالك بن نبي مذكرات شاهد للقرن.rar

مالك بن نبي.. خطوة لفهم نكبة الغفلة في الثقافة العربية.pdf

مالك بن نبي – مشكلة الثقافة.pdf

الظاهرة القرآنية مالك بن نبي.pdf

مالك بن نبي – تأملات.pdf

بين الرشاد و التيه مالك بن نبي.pdf

مالك بن نبي – شروط النهضه.pdf

مالك بن نبي – القضايا الكبرى.pdf

مالك بن نبي – في مهب المعركة.pdf

مالك بن نبي – المسلم في عالم الاقتصاد.pdf

مالك بن نبي .. الظاهرة القرآنية.pdf

مالك بن نبي – إنتاج المستشرقين و أثره في الفكر الإسلامي الحديث.pdf

الجيريا


ان اردت ان تحمل كل المؤلفات السابقة و اكثر……في ملف واحد سعته 110 مب…تفضل


بعض كتب مالك بن نبي.rar.

شكرا لك استاد خليفة. بارك الله فيك على المجهود

ماشاء الله …
عمل جميل

من أحسن كتيبات الفلسوف ابن نبي
حتى يغيروا ما بأنفسهم

العنوان مستقى من القرآن الكريم
إضافة ليس إلا …
بارك اله فيكم يا أساتذة المنتدى الأفذاذ …

سعدت بمروركم ، الحمد لله مكتبة مالك بن نبي متوفرة عندي

اشكر الاستاذ tercha على اضافة روابط لمن اراد ان يتشبع بفكر ابن مالك

للأسف هذا العبقري مجهول من طرف الجيل الجديد ..

كتاي في قمة الجودة .فمالك بن نابي يدرس الان في الجامعات الامريكية

مشكور جدا بارك الله فيك

عصر النهضة العربية 2024.

يعتبر الإصلاح صفة ملازمة لثقافات الأمم ، والفكرة الإصلاحية هي الصيغة النظرية التي عادة ما تلازم مراحل الصعود أو الانعطافات الحادة في تاريخها . ولا تشذ الفكرة الإصلاحية العربية عن هذه القاعدة العامة ، وبما انه لكل مرحلة خصوصيتها في هذا المجال ، فعادة ما تربط دراستها في التاريخ العربي المعاصر بالنصف الثاني من القرن التاسع عشر ، فهي المرحلة التي تميزت بتراكم البوادر الأولى للانتقال من السيطرة العثمانية إلى الاستقلال الذاتي، وكذلك الانتقال من التقاليد الإقطاعية العثمانية و الجمود الثقافي إلى الاحتكاك المباشر و غير المباشر بالثقافة الأوروبية المعاصرة .
لقد شكل عصر النهضة العربية مرحلة تاريخية مهمة بالنسبة للعرب ، نظرا لدوره الكبير والفاعل في تشكيل الوعي والتاريخ المعاصرين . ففيه تبلورت للمرة الأولى ملامح ما يمكن دعوته بالمشروع الإصلاحي الكلي أو العام للعالم العربي ، فيما يتعلق بتذليل جموده الخاص وآفاق خروجه منه والوسائل العامة والضرورية لمواجهة الغرب أو تحديه أو اللحاق به. وهي مكونات كانت تتشكل في ظل ظروف معقدة ولكنها متراكمة في مجرى تحلل الإمبراطورية العثمانية من جهة، وفي مجرى تبلور الكينونة العربية الحديثة. وبهذا المعنى يمكن النظر إلى هذا "المشروع العام" على انه محاولة كانت ترمي إلى تحقيق تطور العرب في كافة المجالات السياسية والفكرية والاجتماعية والثقافية ، وفي هذا "المشروع" يمكننا رؤية الملامح العامة والجزئية أيضا لرغبة العرب بإصلاح أحوالهم والنهوض بها. وهي ملامح تكونت في مجرى تنامي الإدراك المتنوع لقيمة الإصلاح بدءا من فترة التنظيمات العثمانية ومرورا بمرحلة السيطرة الأوربية وتجزئته واستكمالا بمرحلة النهوض الوطني والنضال من اجل نيل الاستقلال (1) . ففي هذه المراحل التاريخية الكبرى والحاسمة لحد ما بالنسبة لتاريخ العرب المعاصر كانت تتراكم التحولات الاجتماعية والفكرية والسياسية ، وما ترتب عليها أيضا من إدراك مناسب لقيمة وأهمية الفكرة الإصلاحية .
إن التجربة الذاتية والاحتكاك بالأخر عرّف العرب بأن النهضة هي الآلية التي سيتم عن طريقها تقدمهم. وهي آلية يمكنها أن تهيئ لحالة يستطيع فيها المجتمع التخلص من المعوقات والقيود التي تعرقل تقدمه . وخلال تلك الفترة تم تأسيس خطاب عصر النهضة. وهو خطاب يمكن الاتفاق مع الصيغة التي تصوره على انه "نص أنتجه المثقف العربي الحديث منذ الربع الثاني للقرن التاسع عشر إثر صدمة الاحتكاك بالغرب ، وإدراك طبيعة الفرق بين التأخر والتقدم" (2) . فقد كانت موضوعاته الأساسية تدور حول مطالب التحرر من الاحتلال الأجنبي، و الاستقلال القومي في مواجهة الضم التركي ، وانفلات النزعات الطورانية من كل عقال، والحرية والديمقراطية في مواجهة الاستبداد ،والترقي في مواجهة الانحطاط و التأخر، ثم الوحدة في مواجهة التجزئة (3). ومن الممكن إيجاز أبعاد هذا المشروع كما فكر فيه رواده الأوائل و كما استمر موضوعا للتفكير خلال هذا القرن، بوصفه نزوعا وطموحا وعملا من اجل الوحدة و التقدم بتعبيرنا اليوم ، أو الاتحاد والترقي بتعبير الأمس (4) .
إن تعريف النهضة يتيح لنا معرفة مفهومها ، والقدرة على تمييزها عن بقية المفاهيم التي تقترب منها كالحداثة و التحديث و الإصلاح و التنمية و التقدم . فالنهضة في اللغة هي " من نهض والنهوض البراح من الموضع والقيام عنه ، نهض وينهض نهضا ونهوضا وأنتهض أي قام والنهضة الطاقة والقوة " ( 5) . ورغم صعوبة التحديد الدقيق لتاريخ ظهور مصطلح النهضة بمعناه المعاصر في الخطاب العربي الحديث ، إلا أن الكثيرين يذهبون للقول أنه راج ابتداء من النصف الثاني من القرن التاسع عشر. إذ نجد مادة نهض وبعض مشتقاتها كـ (نهوض) (ونهضة ) تتردد على لسان كثيرين من الرواد أمثال جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده . والغالب أن هذه الألفاظ كانت تقترن بأضدادها كوسيلة لتحديد معناها ،النهوض في مقابل السقوط ، والنهضة في مقابل الانحطاط ، وذلك هو نفسه المعنى اللغوي لهذه المادة (6) .
أما النهضة بمفهومها الذاتي فقد تباينت من حيث الحد والحقيقة بحسب فهم كل مفكر أو تيار لها. فبينما يذهب البعض إلى تعريفها على أنها "هبة مجتمعية تسعى إلى إكساب الحضارة القومية قدرتها على إنتاج المعارف والمهارات في تعامل متكافئ مع الحضارات الأخرى " (7) ، يذهب آخرون إلى تعريفها بأنها " نظرية الصعود من درجة إلى أعلى ، أو هي إيصال العرب إلى مستوى الحضارة الكونية" (8) . أما النهضة بحسب ما ذهب إليه الجابري فتفيد معنيان: المعنى الأول وهو الولادة الجديدة أي ظهور كينونة جديدة تحل محل الكينونة القديمة ، أما المعنى الثاني فهو انتقال نفس الكينونة من حال القعود أو الجلوس إلى حال القيام(9) .
لم يتم اختيار مصطلح النهضة في الخطاب الثقافي العربي بشكل اعتباطي ، ولم يكن تفضيل رواد النهضة الأوائل لهذه الكلمة على كلمات أخرى مثل انبعاث و تجديد وغيرها تفضيلا عشوائيا، بل انه كان وثيق الارتباط بالظروف والحاجة من وراء استعمالها. إذ لم تتبنى الثقافة العربية مفهوم النهوض بالمعنى الأوروبي للكلمة، أي العودة إلى الجذور من اجل الولادة الجديدة أو الانبعاث الجديد، بل بمعنى النهوض لمقاومة التدخل الأوروبي والأجنبي ، والذي يجب أن يكون في أن واحد قياما. وحركة القيام بمعنى استجماع القوة والاستعداد ، والحركة بمعنى مواجهة التهديد الخارجي ، أي إن النهضة لديهم ستشكل في ثقافتهم صيرورة مستمرة طيلة استمرار احتكاكهم بالغرب و طيلة تأثرهم به .
أما النهضة بمعنى التجديد أو تحقيق ولادة جديدة في مجالات الفكر والفن والاقتصاد، وهو المعنى الأوروبي للكلمة ، فانه لم يتناقض مع المعنى الأول بقدر ما انه مفهوم وجد مرجعيته في ثقافة أخرى. وهو الأمر الذي أفرز لاحقا (بنتيجة اختلاف فهم المصطلح ومعانيه بين الغرب والعرب) نتائج سلبية على صعيد الوعي العربي (10) . ومما يجدر الانتباه إليه هنا هو أمران ، أولهما أن النهضة في قاموس الحداثة الأوروبية تعني الولادة الجديدة وليس النهوض بمعنى القيام والحركة ، ثانيهما أن هذه الكلمة أصبحت منذ أوائل القرن التاسع عشر وهو قرن الحداثة عنوانا لحركة فكرية وقتية عاشتها أوروبا في القرنين الخامس عشر والسادس عشر ، قوامها العودة إلى أفكار وفنون العهد اليوناني والروماني . بعبارة أخرى، إذا كان مفهوم النهضة في خطاب الحداثة الأوروبية يعني ولادة جديدة لأوروبا حصلت قبل أربعة قرون، فإن معناها في الخطاب العربي كان وما يزال يعني رديفا للطموح والقيام والنهوض فقط .
وفي هذا أيضا يكمن سر السؤال الذي يطرحه بعض الباحثين عن الأسباب القائمة وراء سيادة وانتشار لفظة النهضة "في الخطاب العربي الحديث والمعاصر بدل ألفاظ أخرى كلفظ الانبعاث أو التجديد " (11) ففي حين يرى البعض أن السبب الرئيس في ذلك هو أن هذه التسمية المستعملة هي اصطلاح عرفته أوروبا بعد فترة من التخلف طويلة ، و لعل هذا هو الداعي إلى توخي نفس التسمية لدى العرب باعتبار أن النهضة تعد تجاوزا لعصور الانحطاط العربية المديدة (12) . إضافة لذلك يمثل عصر النهضة من حيث تحديد بدايته و نهايته إشكالية يتعلق بها مسألتان. الأولى وهي مسألة الدافع إلى هذه النهضة، والثانية هي مسألة تأدية هذه النهضة للدور الذي أنيط بها، بمعنى تحقيق الإقلاع بالنسبة للعرب كي يتلافوا الفرق بينهم و بين الغرب المتقدم (13) .
بشكل عام اعتاد المؤرخون التأريخ لبداية النهضة العربية بحملة نابليون على مصر، باعتبارها صدمة نبهت العرب إلى تخلفهم بالمقارنة إلى محتليهم. لكن الكثير من الوقائع التاريخية تؤكد في المقابل أنها كانت قد بدأت في الإمبراطورية العثمانية ، وفي تركيا بالذات منذ عهد السلطان أحمد الثالث (1703-1730) وخليفته محمود الأول (1730-1754) ، واكتسبت زمن سليم الثالث (1789-1807) زخما وقوة كبيرين . ففي عهده تسللت مبادئ الثورة الفرنسية. ومن هنا يأتي اختلاف البعض حول تأثير الحملة الفرنسية على النهضة العربية ، فثمة من يقول أن الحملة كانت السبب الأهم ، بينما يرى آخرون أن السلاطين العثمانيين قد لعبوا أيضا دورا مهما بالإضافة لأفكار الثورة الفرنسية .
فالنهضة بحسب رأيهم كانت نتيجة لمراحل سبقت الحملة الفرنسية. فهذه الأخيرة ومحمد علي قد أثرا في صياغة مجراها. أما نقطة انطلاقها الأساسية فكانت انهيار الإمبراطورية العثمانية. وما ترتب عليه من ظروف جديدة رافقت قيام الثورات العربية المتعاقبة على الإمبراطورية العثمانية من جهة، وعلى الحملة الفرنسية من جهة أخرى (14) . فرغبة العرب آنذاك ( و هم يعدون اكبر قومية عددا و سعة ارض في الدولة العثمانية ) بالتخلص من اضطهاد العثمانيين و الأطماع الاستعمارية (الفرنسية والانجليزية والروسية )، و شعورهم بمسؤوليتهم عن إعادة الازدهار الحضاري الذي عرفوه سابقا شكل بمجموعه الأبعاد الأساسية للتفكير النظري والعلمي النهضوي لتلك المرحلة (15) .
ورغم الاختلاف حول البداية الدقيقة للنهضة ، ومن هو المؤثر الأكثر فعالية في النهضة ، إلا أنه يمكننا القول أن بداية النصف الثاني من القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين قد حفلت بحركة فكرية و سياسية قوية يجمع الجميع على إطلاق اسم عصر النهضة عليها . وهي مرحلة وثيقة الارتباط، أو لنقل أنها محددة بطبيعة مضمون النهضة بحد ذاتها بوصفها المحصلة المنطقية لعملية التغيير التي تحدث إما من داخل المجتمع ، كحدوث ابتكارات و تجديدات فيه ، أو من خارجه كالاحتكاك بالثقافات الأخرى. ذلك يعني أن النهضة تفترض وجود وتفاعل مؤثرين (الأنا والأخر). وهو تفاعل عادة ما يؤدي توازن قواه إلى تباين أشكال وأساليب النهضة. فهناك ما يمكن دعوته بأسلوب النهضة الذاتية، أي الأسلوب الذي تحدده عوامل داخلية بحتة تجعل المجتمع ينهض بذاته لذاته حسب معايير ومقاييسه ومقولاته وقيمه. وهناك ما يمكن دعوته بأسلوب النهضة المتأثرة بعوامل خارجية، أي النهضة التي يشكل أسلوبها في الأغلب نتاجا لتأثير ثقافات أجنبية تعمل على إثارة الحمية أو الرغبة فيه للنهوض والتقدم. و تأسيسا على ذلك يبرز السؤال الأهم هنا ، وهو "هل حدثت النهضة في العالم العربي بصورة تلقائية أم لا ؟ ،و ما هي مقدماتها و أسبابها؟ .
لا يمكننا القول أن عصر النهضة العربية كان نتاجا لحراك داخلي، بقدر ما كان نتيجة لتأثير العامل الخارجي (الأخر) فيه. فالمحرض الأساسي للعرب كان العامل الأوربي. أما العامل الذاتي فتمثل بشكل أساسي بافتقاد الدولة العربية وتاريخها السياسي وتفكك المجتمع وانهيار الثقافة والابتعاد شبه التام عن حصيلة الثقافة الإسلامية. فمقولة النهضة العربية نفسها تنتمي بشكل عام إلى الفضاء الفكري العالمي ، حيث تجد مرجعيتها الأولى في إيديولوجيا عصر الأنوار ، وفكر الحداثة الأوروبية ( 16 )، لكن ذلك لم يمنع حدوث التقابل والاصطدام (الذي ابتدأ مع حملة نابليون ) بين كل من الوطن العربي الذي كان يعاني من تخلف وانحطاط شبه شامل في القرن التاسع عشر، كما نراه في ركود بنيته الاقتصادية والاجتماعية والفكرية، و بين أوروبا التي كانت تتسم بديناميكية هائلة في مختلف المجالات والميادين. وفي هذا الاختلاف الجوهري كانت تكمن بوادر الصراع والاختلاف والمواجهة التاريخية الحديثة بين أوربا والعالم العربي ، التي كان من بين أهم نتائجها تبلور الملامح الأولية للوعي العربي النقدي بصدد رؤية الفارق الحضاري بينه وبين الأوربيين( 17 ) .
وانطلاقا من أهمية البعد التاريخي في فهم أي ظاهرة ، نشير إلى أن المشروع النهضوي العربي مرّ في مرحلتان أساسيتان ، تشابكت فيها الأحداث عربيا ودوليا بصورة لا يزاح منها عنصرا الزمان و المكان ( 18) . الأولى : امتدت من أواخر القرن ما قبل الماضي إلى الحرب العالمية الأولى ، ترافقت خلال السيطرة العثمانية على الوطن العربي ، واستكمال هيمنة القوى الاستعمارية الأوروبية على البلدان العربية . إضافة إلى كونها المرحلة التي غرس فيها الاستعمار الأوروبي بنى الحداثة الأوروبية في الوطن العربي . أما الثانية فهي مرحلة ما بين الحربين العالميتين و بعدهما . تزامنت بدايتها عربيا مع موجة الاستقلال وقيام إسرائيل من جهة،و مع انطلاقة المد التحرري في العالم الثالث كله من جهة أخرى ، و ما رافق ذلك من طموحات ثورية عبر عنها بوضوح وقوة شعار ( الاشتراكية والوحدة ). وهو المضمون الجديد الذي أعطي للمشروع النهضوي العربي تحت شعار (القومية العربية) . ولتأتي نهاية الحرب الباردة أو على الأصح انهيار ما كان يسمى بالكتلة الاشتراكية لتتزامن مع انحسار المد التحرري في العالم الثالث وسقوط حامل لواءها (الاتحاد السوفيتي) و ضمور الفكرة القومية .
مشروع النهضة العربية ورغم أنه استقى جل إن لم يكن كل مفاهيمه و طموحاته و شعاراته من أدبيات و شعارات الحداثة الأوروبية (فلم يكن هناك في فضاء الفكر و الثقافة و السياسة في الوطن العربي قبل احتكاكه بالحداثة الأوروبية ما يمكن أن يعتبر خميرة أو جنينا لشعار الاتحاد و الترقي ، الذي جعل منه المشروع النهضوي العربي قضيته الأساسية إن لم تكن الوحيدة ، لاسيما وأن الشعار نفسه هو مجرد ترجمة واقتباس لأحد شعارات الحداثة الأوروبية) إلا أن الاختلاف الجوهري بينه و بين مشروع الحداثة الأوروبية رغم تزامنهما و احتكاكهما المباشر ، هو أنهما لم يكونا ينتميان إلى لحظة تاريخية واحدة ،ولم يعكسان نفس المرحلة من التطور (19) ، ذلك أن مرحلة الحداثة قد قامت في أوروبا (القرن التاسع عشر ) بعد مرحلة الأنوار (القرن الثامن عشر) ،والتي سبقتها نهضة أولى (القرن الثاني عشر ) . و معنى ذلك أن مشروع النهضة العربية كان عليه أن يتعامل مع حداثة تجاوزت الأنوار و النهضة (20) .
بالإضافة إلى أن تزامن هذا المشروع مع مشاريع أخرى منافسة له ، ومضايقة لطموحاته ، ومعرقلة لمسيرته (الحداثة الأوروبية ، والصهيونية ) قد جعله يتعثر ويفشل في تحقيق مطمحه الأساسي المتمثل في الاتحاد و الترقي، لاسيما مع وجود وضعية داخلية شكلت مساعدا مهما لها (21) . فمضامين مقولات النهضة العربية و حدودها ارتبطت بشكل كبير بالعلاقة التي جمعت بين الحداثة الأوروبية والصهيونية (22) ، وهو الأمر الذي انعكس سلبيا على المشروع النهضوي العربي من حيث أن المشروع الصهيوني ليس فقط خصما صريحا ومعلنا له فقط ، بل أيضا من حيث أن نشاط الصهيونية في أوروبا من اجل قضيتها كان في نفس الوقت نشاط ضده (23) .
لقد أفرز تعامل مفكري النهضة مع الواقع السلبي لمجتمعهم توجهات فكرية متعددة ، كانت تعبيرا عن جدلية الفكر و الممارسة لديهم ، وإفراز لواقع اقتصادي واجتماعي وسياسي ما فتئ يتطور (24) . ثلاثة اتجاهات رئيسية حول سؤال النهضة تبلورت في القرن الماضي و ما زالت تتكرر بصورة أو بأخرى حتى اليوم (25) .
– الأول : تتلخص أطروحة هذا التيار ( بصيغته المعتدلة التي نعتمدها هنا ، والتي تعبر عن موقف عام يشترك فيه جميع أولئك الذين ينخرطون في هذا التيار ) بأن تحقيق النهضة والتقدم يكون في تبني الحداثة الغربية بشكل كامل ، والقطيعة مع عصر الانحطاط وما قبله من العصور العربية والإسلامية . أي بضرورة الأخذ بالحداثة الأوروبية في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية ، وصرف النظر تماما عن الموروث الإسلامي الذي ينتمي إلى العصور الوسطى التي مضت و تجاوزها التطور .
– الثاني : يذهب إلى النقيض تماما من الأول ، بحث عن أسباب التخلف ضمن إطار الإسلام نفسه (26) . يرى أن النهضة والتقدم لا يمكن أن تتحقق للعرب والمسلمين إلا بما حقق لهم في الماضي مجدهم ورقيهم ، أي بالرجوع إلى سيرة السلف الصالح و الاقتداء به ، والقطيعة الكاملة مع ما تحمله الحداثة الأوروبية بوصفه مخالفا للشرع .
– الثالث : اتخذ موقف التوفيق بين كلا التيارين السابقين ، وتتلخص مواقفه في تلك العبارة التي تقول " نأخذ من الفكر الأوروبي ما هو ضروري لنهضتنا وتقدمنا ، ولا يتناقض مع قيمنا وأصالتنا ، ومن تراثنا تلك الجوانب المشرقة التي جعلت من حضارتنا أعظم الحضارات في عصرها ، والتي لا تتعارض مع متطلبات التقدم في عصرنا " . أي أنه يدعو إلى الأخذ من الحداثة الأوروبية ما لا يتناقض مع قيمنا الدينية والحضارية ، ومن التراث العربي الإسلامي ما يساير العصر و متطلبات التقدم .
هذه المواقف الثلاثة تقاسمها بصورة عامة مفكري النهضة والتقدم في العالم العربي ، بغض النظر عن اختلاف اتجاهاتهم وإيديولوجياتهم. وإذا كان موقف التوفيق يأتي عادة في أخر الترتيب عند التصنيف فان ذلك لا يعني بالضرورة انه الأخر زمنيا ، بل يمكن اعتباره الأسبق . فالطهطاوي وخير الدين التونسي مثلا وهما الأسبق زمنيا كانا اقرب إلى الموقف التوفيقي منه إلى الموقفين الآخرين ، اللذين يرتبط أولهما بشبلي الشميل و قاسم أمين ، ويرتبط الأخر بجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده .
هذه التيارات الثلاث اشتركت فيما يلي :
1. السعي إلي تغيير الأوضاع التي كان عليها المجتمع العربي الإسلامي، وتحقيق التمدن، وقد شاهدوا معالمه عن كثب بعد الاتصال بالحضارة الأوروبية.
2. مقاومة نظام الحكم المطلق، والمطالبة بدساتير تحول الملك من ملك مطلق إلي ملك مقيد بقانون (الملكية الدستورية).
3. عدم وضع الدين موضع النقيض للدنيا (27) .
و لعل ابرز من مثل هذه النماذج التي نناولها هنا كعينات للبحث والتمثيل هو كل من خير الدين التونسي وجمال الدين الأفغاني وشبلي شميل
– خير الدين التونسي :
لم يعتبر التونسي إداريا عظيما ومصلحا فقط ، وإنما مفكرا إصلاحيا دوّن أفكاره في كتابه" أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك "، الذي يلخص تجربته التي تقوم على دعامتين أساسيتين تجمعهما فكرة مقاومة أوروبا عن طريق الاستعارة منها :
الأولى : ضرورة التجديد و الاجتهاد في الشريعة الإسلامية بما يتلاءم و ظروف العصر و أحوال المسلمين ، و يتفق مع ثوابت الشريعة ، و دعوة العلماء إلى توسيع مفهوم السياسة الشرعية ، وعدم قصرها على ما ورد فيه نص من كتاب الله .
الثانية : ضرورة الأخذ بالمعارف و أسباب العمران الموجودة في أوروبا ، لأنها طريق المجتمع إلى النهوض . و إذا كان هذا الطريق يتطلب تأسيس الدولة على دعامتي الحرية و العدل ، فان هاتين الدعامتين تعدان أصيلتين في الشريعة الإسلامية .
جمال الدين الأفغاني :
تركزت أفكار الأفغاني الإصلاحية الذي أمضى معظم حياته في الدفاع عن البلدان الإسلامية المهددة بخطر التوسع الأوروبي ، على أن إصلاح أحوال العرب لا يمكن أن يتم إلا بفهمهم الصحيح لدينهم ، و بالعودة إلى تعاليمه فهو السبيل الوحيد لنهضتهم . واعتباره أن الدول المتطورة لا تكون كذلك بالفطرة ، كما أن الدول الإسلامية ليست متخلفة بالفطرة ، وهو ما يعني إمكانية إعادة تطويرها واستعادة أمجادها السابقة (28) . و تأكيده على عدم التعارض بين الرابطة الدينية والرابطة القومية القائمة بين أقوام ينتمون إلى أديان مختلفة ،ودعوته إلى إقامة تضامن طبيعي يتعدى الأمة ، يربط بين جميع شعوب الشرق الذي يتهدده التوسع الأوروبي . واعتباره على أن خلاص الأمة لا يأتي على يد الحكام الصالحين وحدهم ، بل يقترن بعودة العلماء إلى حقيقة الدين ، وقبول الجماعة بأكملها له والعيش وفقا له . فهو يرى أن جوهر الإسلام هو جوهر العقلانية الحديثة ذاتها (29) .كذلك نبه الأفغاني إلى خطورة الاستبداد ، وقابلية تحوله إلى ممارسة عامة في ظل حكومة مستبدة ، و الارتباط الوثيق بينه و بين سيطرة الجهل على الأمة (30) .
شبلي الشميل :
ينطلق الشميل في أفكاره الإصلاحية من العلم كنقطة البداية الأساسية في الإصلاح ، حيث يرى فيه أكثر من مجرد طريقة لاكتشاف النظام في ترابط الأشياء ، فدين العلم هو الأساس . ويعتبر أن الحكم الديني و الحكم الاستبدادي ليسا فاسدين فحسب بل هما غير طبيعيين وغير صحيحين . كذلك يركز على عدم عصمة المؤسسات والقوانين عن التغيير فهي ليست سوى تدابير في حقل الحياة الاجتماعية . ولا يذهب في تفسير سبب تخلف المسلمين إلى طبيعة الإسلام كدين ، بل إلى السلطة الحاكمة (31) . كما يعتبر أن الاستبداد في البلدان الشرقية هو سبب كل مظاهر التأخر فيها ، بما في ذلك تدهور مكانة العلم و العلماء (32) .
لم تسلم الطروحات السابقة من الانتقاد ، فبعضها كان يعاني من نقاط ضعف بارزة . يأتي في مقدمة ما وجّه للتيار الأول بأن القطيعة التي ينشدها في المجال التاريخي لا تعني مجرد قطع الروابط أو إعلان العداء ، بل هي تتويج لعملية امتلاء و إشباع . والقطيعة مع مرحلة تاريخية ما سواء على مستوى تاريخ الفرد أو الجماعة إنما تكون مبررة و مشروعة عندما يتم الامتلاء منها ( أي عندما تستنفذ كل إمكانياتها ) . أي أن نقطة ضعفه الأساسية كانت في كونه إذ ينادي بالأخذ بالحداثة الأوروبية يتجاهل أن ذلك يتطلب القطيعة مع ماضيها نفسه بعد الامتلاء منه ،والحال أن العرب لم يعيشوا ذلك الماضي ،ولا تشبعوا من معطياته و من منجزاته . فلا معنى لقطيعة مع شيء لم يعشه الإنسان و لم يمتلئ منه و يتشبع به . إن قيم الحداثة الأوروبية قيم لها تاريخ ،ولا يمكن أن تتأسس في وعي لم يعشه .
أما نقطة الضعف الأساسية في التيار الثاني " الذي ربط التقدم بالعودة إلى سيرة السلف الصالح والاقتداء به ". لا تتمثل فقط في تجاهله لطبيعة التقدم في عصرنا و لأسسه و مساره و مقتضياته و آلياته ، بل في عدم تمكنه من تحقيق قطيعة تامة مع ما يمكن لنا أن نطلق عليه بالفهم التراثي للتراث . وهو الشيء الذي لابد منه للارتقاء بالوعي التراثي إلى المستوى الذي يمكنه من الارتباط بالحداثة المعاصرة كذات فاعلة و مبدعة

بارك الله فيك

وجزاكي الله خيرا

ربي يوفقنا جميعا في شهادة البكالوريا يا رب

بحث حول عوامل النهضة العربية 2024.

السلام عليكم

أهم عوامل النهضة في العصر الحديث وبدايتها
تطرأ على حياة الأمم تغيرات تنقلها من حال إلى حال، فإذا كان هذا التغيرمنسيئ إلى حسن ومن ضعف إلى قوة سمي ذلك نهضة، وعكسه الانحطاط. والنهضةالأدبية هي ارتقَاء فنون الأدب أو بعضها فناً ومضموناً.
ولقد عرفت ماأصاب الأمة الإِسلامية ومنها الشعوب العربية من تأخر أرهق حياتها وأضعفمصادر الفكر فيها، وبخاصة في ميدان الأدب لكنها في آخر القرن الثاني عشرومطلع الثالث عشر للهجرة بدأت تستفيق، فمتى بدأت النهضة الحديثة في العالمالعربي والإسلامي؟
أ- إن أول نهضة قامت في العالم الإسلامي هي تلكالتي قادها الإمامان محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود رحمهما الله سنة 1157 هـ وكانت نهضة دينية رفعت مستوى الفكر والسياسة والأدب، وعم نفعهاجزيرة العرب وغيرها. ولنا حديث عنها عندما نتحدث عن الأدب السعودي إن شاءالله.
ب- وفي عام 1213هـ دخل الفرنسيون مصر وجاءت الحملة الفرنسيةتحمل معها- إلى جانب عدتها وعتادها العسكري- مطبعة وعلماء فرنسيين لخدمةأهدافها الصليبية فلما استقرت أقدامهم في القاهرة افتتحوا بها معهداًعلمياً ومدرسة ومكتبة كونوها من الكتب الفرنسية التي أتوا بها، وما ضمواإليها من كتب عربية جمعوها من خزائن الكتب في المساجد، كما افتتحوا مطبعةكانت تطبع بالعربية والفرنسية وكانت تخرج صحيفة سميت الحوادث، أو التنبيه،قام على إخراجها الأديب المصري (إسماعيل الخشاب).
من هنا عد بعض المؤرخين دخول الحملة الفرنسية سنة 1213 هـ بداية النهضة في مصر.
جـوجعل بعضهم بداية حكم (محمد علي) مصر سنة 1220 هـ البداية الفعلية للنهضة،ذلك أن (محمد علي) كان طموحا فأراد أن يكون في مصر دولة قوية تقوم علىأساس علمي في جميع شؤونها العسكرية والاقتصادية، لذا أقبل على إنشاءالمدارس العسكرية والزراعية ونحوها كما أكثر من إرسال البعوث إلى الخارج،ومن هنا وصفت نهضة مصر بأنها نهضة علمية.
د- أما في بلاد الشام فإن هذهالنهضة لم تبدأ إلا في عام 1247هـ وذلك حين فتح النصارى- الذين عرفوابالمبشرين (1) – مدارسهم بها، فأقبل عليها أبناء نصارى الشام، ولعدم وجودمدارس أخرى تدرس العلوم العصرية فإن بعضاً من أبناء المسلمين قد لحقوابتلك المدارس. وكانت بلاد الشام تحت الحكم العثماني الذي سرت فيه عواملالضعف أمام توثب الغربيين للقضاء على الخلافة العثمانية رمز وحدة المسلمينآنذاك فوقعت الشام فريسة في أيدي نصارى الغرب.
ولحرص هؤلاء النصارىعلى استمالة الشامين إلى مدارسهم استخدموا اللغة العربية لغة تدريس، وكانالأدب العربي مما يدرس في تلك المدارس، ولكن بالأسلوب الذي يخدم مصالحهملهذا وذاك نشط الأدب في بلاد الشام قبل أن يتحرك في البلاد العربية ولأجلذلك وصفت النهضة في الشام بأنها نهضة أدبية ولكن الذين يقودونها ويوجههاهم النصارى في بداية الأمر، وعلى غرار الحملة الفرنسية أوجد هذا شعوراًبالخطر أيقظ الناس إلى حد ما.
أهم عوامل النهضة الحديثة
سبقت مصر والشام البلاد العربية الأخرى في بداية النهضة الأدبية وقد عرفت كيف بدأت النهضة فيهما ومتى بدأت.
وقدأخذت هذه النهضة تنمو حتى بلغت بعد منتصف القرن الرابع عشر مبلغاً حسناً. وكان لابد لهذه النهضة من عوامل وأسباب تدفع بها إلى الأمام، فما أهم هذهالعوامل؟ ذلك ما سنتحدث عنه إن شاء الله:
الصحافة

تعدالصحافة من أهم العوامل التي تساعد على نمو الأدب وارتقائه ذلك أنهاالميدان الذي يمارس فيه أرباب الأقلام فَنَّهم. زد على ذلك ما للصحيفة منرواج لأسباب أهمها تنوع المادة، ورخص الثمن، ونحو ذلك. لهذا كانت الصحافةمن أهم العوامل في نهضة الأمم في كافة جوانب حياتها، وبخاصة الأدب.
ولقدعرفت الصحافة- أول ما عرفت في البلاد العربية- في مصر حين أصدر محمد عليصحيفة " الوقائع المصرية "، وكانت تهتم فيِ بداية حياتها بأحوال المجتمعتاريخاً وأدباً.
ثم صدرت صحيفة " الأخبار " في لبنان، وكانت حكوميةًأيضاً، ولم يكن لها اهتمام بأحوال المجتمع العربي. وفي تونس صدرت " الرائد " التونسية وكانت حكومية أيضاً وكان إسهام هذه الصحف في الحياة الأدبيةضئيلاً ومتفاوتاً.
ثم بدأت تصدر بعض الصحف الخاصة مثل " مرآة الأحوال " التي أصدرها في الآستانة (رزق حسونة) وفي الأستانة أيضا أصدر (أحمد فارسالشدياق) صحيفته. الأسبوعية " الجوائب "، وبدأت هذه الصحف تهتم بأحوالالمجتمع، وبخاصة في الأدب واللغة والاجتماع.
ثم نشط النصارى في لبنانوأخذوا في إصدار الصحف والمجلات منها " الجنان "، و " المقتطف "، التيأصدرها (صروف ونمر) في بيروت أولاً ثم استمر صدورهما في مصر.
ونظراًلسوء الأحوال في الشام، وحدوث بعض الاضطرابات فقد اتجه بعض المثقفين إلىمصر، وبها أصدروا صحفهم مثل "الكوكب الشرقي " و" الأهرام " و"الوطن ".
ولأنأرباب هذه الصحف من النصارى لم يكن لها شأن في ميدان الإِسلام حتى صدرتبعض الصحف والمجلات التي اهتمت بشؤون الإسلام والمسلمين مثل " نورالإِسلام " و " المنار "، و " الهدي النبوي " ومجلة " الأزهر ".
أما أهم تلك الصحف والمجلات في ميدان الأدب: فـ " الرسالة " و " الثقافة " و " الأزهر" و " الهلال ".
وفيالربع الأخير من القرن الرابع عشر من الهجرة بدأ الاهتمام باللغة والأدبيضعف في الصحف والمجلات، وذلك لأسباب عدة أهمها: انصراف الناس عن القراءةالجادة، ورغبتهم عن الموضوعات الرصينة، إلى ألوان من التسلية والتزجية.
المدارس والجامعات

جاءالعصر الحديث والعالم العربي كله يعيش في جانب التدريس على ما تقدمه لهالمدارس البدائية [الكتاتيب]، ثم حِلقَ الدرس على العلماء.
أ- فأماالكتاتيب فكانت تدرب على القراءة والكتابة وبخاصة قراءة القرآن الكريم،كما كانت تعنى بتحفيظ القرآن الكم يم، إلى ما تقدمه من مبادئ يسيرة فيالخط والإِملاء والحساب ونحو ذلك.
ب- وأما حلق الدرس فتلك التي كانيجلس فيها العلماء لطلاب العلم في المساجد وبيوت العلماء، وأهم تلك الحلقما كان في الجامع الأزهر بمصر، وجامع بني أمية في دمشق، وجامع الزيتونةبتونس، وجامع القرويين بفاس، والحرمين الشريفين بمكة المكرمة والمدينةالمنورة، والمسجد الأقصى، وجامع بغداد والجامع الأحمدي بطنطا، وغيرها.
جـوحين عزم (محمد علي) على النهوض بمصر لم يجد من أبنائها من يمكن الاعتمادعليه في ميدان التعليم غير الأزهريين، ومن هنا عُد الأزهر صاحب الفضلالأول على الحركة العلمية في مصر.
ذلك أن الذين قاموا بالتعليم فيالمدارس التي افتتحها محمد علي كان جلهم من الأزهريين، والبعثات التيأرسلها إلى الخارج كان أفرادها من طلبة الأزهر. ومع أن التعليم قد بدأ فيبلاد الشام وبخاصة في لبنان على يد المبشرين قبل أن يبدأ التعليم النظاميبمصر، إلا أن مصر استطاعت أن تسبق الشام وغيره في ميدان التعليم، وذلكبسبب الاهتمام الذي لقيته المدارس من (محمد علي)، حيث أكثر من افتتاحهاواستقدم لها المعلمين من الغرب، وجعل لهم مترجمين يترجمون قولهم للطلبة،وافتتح مدارس متخصصة، مثل مدرسة الزراعة، ومدرسة الطب، ومدرسة الألسن،فازدهر التعليم على يده حتى بلغ في عهد (إسماعيل) نسبة فاقت فيها مصركثيرَاَ من البلاد المتقدمة.
د- أما الأزهر فقد ازدهر فيه التعليمولكن على النظام القديم، حتى عمل بعض شيوخه على تنظيم الدراسة فيه، فأفضتجهودهم إلى وضع أنظمة حديثة للتعليم في الأزهر، وصار يتكون من ثلاث مراحل. ابتدائي، وثانوي، وعاليٍ وقسم التعليم العالي إلى ثلاث كليات: كلية اللغةالعربية، وكلية الشريعة، وكلية أصول الدين، وأهم أولئك الرجال الذين عملواعلى إصلاح الأزهر الشيخ محمد عبده رحمه الله.
ويعد الأزهر الآن منالجامعات الحديثة وفيه جميع الكليات التي تشتمل عليها الجامعات خلا كليةالحقوق وكلية الآداب لإغناء كلية الشريعة وكلية اللغة العربية عنهما.
هـوأنشئت في مصر كلية دار العلوم، وقصد بعض الناس من إنشائها أن تكون منافسةللأزهر الذي رفض- إذ ذاك- قبول التعليم الحديث، فكونت دار العلوم تكويناًحديثاً جمعت فيه ما لم يجتمع في الأزهر- حين ذاك – وقد ضمت الآن لجامعةالقاهرة، كما ضمت مدرسة الألسن إلى جامعة عين شمس.
و- ثم دخل العالمالعربي عصر الجامعات، فأنشأت مصر جامعة الملك فؤاد [جامعة القاهرة]، ثمتتابع فيها إنشاء الجامعات في القاهرة، والإسكندرية، وأسيوط، والمنصورة،وغيرها.
وأنشئت جامعة دمشق بعد ذلك بزمن، ثم تتابع إنشاء الجامعات فيالعالم العربي، كما انتشرت المدارس الابتدائية، والمتوسطة، والثانوية،والمعاهد المختلفة، في المدن والقرى في جميع البلاد.
المطابع

ظهرت المطابع في الغرب في شكل بدائي قبل ما ينيف على خمسة قرون وأخذت في التطور فاستفاد منها الغربيون فوائد جمة.
ولمتعرف البلاد العربية المطابع إلا مع الحملة الفرنسية التي دخلت مصر سنة 1213 هـ حيث أحضرت معها مطبعة تطبع بحروف عربية وأخرى فرنسية. واستولى (محمد علي) على تلك المطبعة، أو اشتراها ثم عمل على تطويرها فاستقدم لهاأحدث الأجهزة والحروف، وعني بعملها وسميت المطبعة الأميرية.
واختارمن العلماء مشرفين عليها وموجهين للعمل فيها، فطبعت كثيراً من أمهات الكتبمثل كتاب " الأغاني " لأبي الفرج الأصفهاني وكتاب " العقد الفريد " لابنعبد ربه، ومقدمهَ تاريخ ابن خلدون، وكثيراً من أمهات الكتب في التفسيروالحديث واللغة والأدب والتاريخ وغير ذلك، ولم تزل تتطور حتى ضمت إلى دارالكتب.
وأنشأ النصارى في الشام بعض المطابع، فعنوا فيها بكتب دينهموبعض كتب الأدب واللغة، وأخذت المطابع تتطور وتنمو في البلاد العربية كلهاجمعاء، لكن كانت لبنان هي المتقدمة في هذا الميدان حتى أرهقَتها الحروبالأهلية والغزو اليهودي، فأحرقت وخربت كثير من المطابع، الأمر الذي تركأثراً واضحاً جلياً في تجارة الكتب.

دور الكتب

جاءالعصر الحديث والكتب العربية موزعهَ في خزائن الكتب في المساجد وبيوتالعلماء ومحبي جمع الكتب، وكانت الدولة التركية قد نقلت كثيرا مما حوتهخزائن الكتب في المساجد وغيرها.
وحين تولى (علي مبارك) وزارة المعارففي مصر التقت رغبته في لَمَّ شتات الكتب برغبة (الخديوي) الذي كان قد كونمكتبة جيدة في منزله. وقد نتج عن اهتمام "علي مبارك " بالكتب أن برزت دارالكتب المصرية التي افتتحها وجمع فيها ما تفرق من الكتب وفي خزائن المساجدوبيوت العلماء، وأخذت تنمو بالشراء والهبة والطبع حتى تجاوزت محتوياتها فيمراكزها الثلاثة أكثر من مليون ونصف.
وإلى جانب دار الكتب كانت مكتبة الأزهر التي تقدمت في التفسير والحديث على دار الكتب وغيرها من المكتبات العربية.
وعمدتكل دولة عربية إلى إنشاء دار كتب، ثم اتسع نطاق المكتبات العامة، فصار فيكل جامعة مكتبة مركزية وفي كل كلية وكل معهد بل وكل مدرسة مكتبة. ذلك أنالمكتبات تعد مصدر الغذاء العقلي، فالاهتمام بها والمحافظة عليها وعلىمحتوياتها واجب. وذلك من أجل توفي الغذاء الفكري لعامة الناس وخاصتهم.
الترجمة

بدأتالترجمة الحديثة في العالم العربي في عهد ( محمد علي ) ذلك أنه حرص علىإيصال علوم الغرب إلى فكر أبناء أمته وذلك ليتمكنوا من استيعاب العلومِالتي شاعت في الغرب، وقد ترجمت في أيامه كتب كثيرة في الطب والهندسة وشتىالعلوم، مثل " روح الاجتماع " و " جوامع الكلم " ونحوها واتصلت الترجمةوأخذت تتسع في كل مكان وبدأت في عهد (إسماعيل) ترجمة الكتب الأدبية وبخاصةالقصص والروايات. وكان للمنفلوطي إسهام جيد في تلك المترجمات لأنه كان يكلترجمة بعض الأعمال إلى بعض رفقائه ثم يصوغها صوغاً عربياً جميلاً من ذلك " ماجدولين " و " الفضيله " و " الشاعر " و " في سبيل التاج ".
وأقبلالناس على الترجمة من الإنجليزية، لأنها كانت لغة التدريس في مصر إذ ذاك،ثم كثر المترجمون حتى إن الكتاب الجيد يترجم أكثر من مرة مثل "ماجدولين" و "البؤساء"
المعاجم والمجامع اللغوية

حينبدأت الترجمة في عهد (محمد علي) ظهرت بعض المشكلات أهمها الحاجة إلى ألفاظبديلة لما لم يوجد له مقابل بين أيدي المترجمين، ولهذا ظهرت معاجم كثيرةعربية وإنجليزية، أو عربية وفرنسية، أو عربية وإيطالية، وقد يجمع المعجمالواحد أكثر من لغتين.
غير أن كُتّاب هذه المعاجم كالت تقوم أمامهمصعوبات إذا لم يجدوا اللفظ المقابل بين أيديهم، ولذلك نشأت الحاجة إلىمجامع لغوية تتولى وضع ألفاظ ومصطلحات بطرق سليمة، كالاشتقاق، والنحت، أوتعريب اللفظة بعد إخضاع لفظها للسان العربي بالنقص، أو الزيادة، أوالتحريف، فجرت محاولات في مصر لإنشاء مجمع اللغة العربية أكثر من مرة إلاأنه، لا يكاد ينهض حتى يكبو. إلى أن تنبهت الحكومة المصرية فأصدرت قرارهاسنة 1351 هـ بإنشاء مجمع اللغة العربية الذي مازال قائماً حتى الآن، ولكيتضمن الحكومة المصرية نجاحه عمدت إلى تطعيمه بالمختصين في العلومالمختلفة، وجعلت من أعضائه بعض المستشرقين، كما فتحت الباب لِإسهام الدولالعربية بعضو من كل دولة.
ثم أنْشئ المجمع العلمي بدمشق، ثم المجمعالعلمي ببغداد، وفي زمن متأخر أنشأت الأردن مجمعا وأصدر كل مجمع مجلة،ووضعت مصطلحات، لبعض الكلمات الأجنبية مثل الدراجة (اللبسكلته) والبهو (للصالون) والمعطف (للبالطو).
واختلفوا في بعض المصطلحات، فوضع مجمعاللغة العربية بمصر مِسَرًة (للتلفون)، ووضع له المجمع العلمي بدمشق (هاتف) لكن جدواها ظلت محدودة.

أ- الاستشراق
الاستشراقلفظ أطلق على أعمال جماعات من الغربيين اهتمت بالاستشراق ولغاته وعلومه،وهو قديم في التاريخ عرفت منه أعمال الغربيين في القرن الخامس للهجرةلأهداف تنصيرية، واتصل هذا العمل وما يزال، وكان بعضا في الماضي يبحث عنالمعرفة و الفائدة العلمية، أما في العصِر الحديث فقد امتزج بالمصالحالسياسية والاقتصادية وأصبح في أغلبه وسيلة من وسائل الاستعمار وقد اهتمكثير من المستشرقين بعلوم العرب وألفوا فيها وترجموا وحققوا بعض الكتب فيالتاريخ واللغة والأدب والعلوم، وخصوا لذلك ما يخدم أهدافهم أو يسهلمهمتهم في غالب الأمر.
وفي العصر الحديث ازداد عملهم على الأرضالشرقية، وأصبح بعضهم أساتذة في الجامعات العربية، ودخلوا المجامعاللغوِية، ومن أهم هؤلاء" شمبليون " عضو حملة نابليون الفرنسية ومكتشف حجررشيد [1]، والمستشرق " جويدي " صاحب فهارس الأغاني، وأحد أساتذة جامعةفؤاد المصرية ومنهم أيضا " نيلنو " صاحب كتاب تاريخ الأدب العربي فىِالجاهلية وصدر الإسلام ودولة بني أمية (وكارل بروكلمان) صاحب الكتابالشهير في تاريخ الأدب العربي، وصاحب تاريخ الشعوب الإسلامية أيضا.
ومنالمستشرقين الذين وقفوا أعمالهم على خدمة الاستعمار الغربي (دانلوب) (وكرومر) اللذان أوشك عملهما أن يحول اللسان المصري إلى لسان إنجليزي لولالطف اللّه تبارك وتعالى 0 ومن أعوانهم من النصارى العرب (لويس عوض)، و (فيليب حتي)، و(سلامه موسى)، و (سعيد عقل) ونحوهم.
ادعولي بالنجاح يا اخوان

وفقـــــــــــــــني الله و إيــــــــــــــــــــــــــــــك

الجيريا

الجيريا

الجيريا

الجيريا

الجيريا

شكرااااااااااااااااااااااااااااا

شكرا على الموضوع المفيد

السلام عليكم
كان الله في عونك وسسد خطاك للفلاح إلى ما فيه الخير والنفع لك ولمتصفحي منتديات الجلفة

شكرا لك

ننتظر قراءة جديدك

شكراااااااااااااااااااااااااااا