الصوم ،،، بنكهة النوم ! 2024.

الجيريا

هاهي أيام رمضان تسير بسرعة بعد ان حل علينا شهر الصيام هاهو يكمله نصفه و لم يبقى على وجوده

معنا إلا بضعة ايام معدودات ، و لكل منا أحاديثه عما جرى له او شاهده في هذه الأيام ، و انا لا حديث لي

اليوم إلا عن الصوم ،،، بنكهة النوم !

اليوم لست اكتب بصفة الناقد او القاضي،و لا المتهكم او الشاجب،بل لأكتب و فقط،لأدون يومات الصائمين

النائمين!،حيث يبدأ نهارنا (انتبه الى نون الجماعة) صباحا باكرا!!حوالي الساعة منتصف النهار على الأقل

او نزيد بساعة او ساعتين،و هناك منا من يزيد الى ثلاث او اربع ،فالصنف الأول يستيقظ ليؤدي صلاة الظهر

مباشرة ، فهي اول ما يجد امامه ، ثم يمضي لمشاغله ان كانت له مشاغل في المقام الأول ، اما الصنف

الثاني غفر الله لأهله ، فقد يجد نفسه مستيقظا قبل أذان المغرب بساعات قليلة او حتى احيانا باقل من

ساعة ، كما هو حال جاري الذي لا يعرف من النهار الا اوله و آخره ، و لأول النهار قصة سآتي عليها لاحقا .

الجيريا

صنفنا الأول الذي قد انتمي اليه في كثير من الأحيان قد تكون له بعض الأشغال مثلي او قد لا تكون له

فيصبح معاقرا لاي شيئ يسرع به وقته الى ان يصل أذان المغرب ، أما لمن له اشغال فالويل له فما بقي

من النهار لا يكفي لقضاء جولة خفيفة في مركز التسوق فما بالك بأشغال كثيرة،فقد حدث مرة ان تأخرت

عن عمل لأحدهم بسبب تأخري في النوم و بالتالي لم يكفي الوقت الباقي من النهار لعمل ما يجب عمله

و لهذا الواقع المر اسبابه نذكر منها :

السهر المفرط في رمضان :

فالصنف الذي انتمي اليه قد يطيل السهر الى الفجر،اما الصنف الثاني كما سبق و قلت فهو يعرف اول النهار

و اول النهار عنده نهاية السهر و نهايته بداية السهر ، كان الله بعون هذا الصنف .
الهروب من مشقة الصوم :

فالكل يعلم اننا بدأنا لتونا الدورة الصيفية لشهر رمضان و الذي سيبقى فيها لمدة قد تزيد عن الستة سنوات

فهناك من يريد التهرب من الحرارة المرتفعة بالنوم و الهروب من العطش الذي يتربص به هنا و هناك .
تراكم التعب :

قد تتساؤون اي تعب و هو نائم طوال نهاره ، انا اقول ان التعب الذي يسببه النوم للبدن لا يعلمه كثيرون

فلماذا نشعر اننا احيانا مرهقون عندما نتأخر في النوم ؟ لماذا نشعر بالدوار اثناء النوم في اوقات غير صحية

بعد العصر مثلا ؟ كلها لأن النوم يثقل الدورة الدموية و لإعادة سرعتها يستلزم من القلب مجهودا إضافيا قد

يتعبه و يسبب مخاطر اخرى لمن يكثرون من النوم بشكل كبير ، و ايضا تراكم التعب قد يكون بسبب تعب

الجسم لعدم اخذه راحة طبيعية في النوم في الوقت الصحيح فتراكمه قد يدفع البدن الى الإنهيار في نقطة

ما و يصبح النوم في اي لحظة يعطيه قليلا من الراحة اشبه بإدمان .
من جهتي احاول الخروج من الصنفين الى صنف ثالث ربما معتدل قليلا ، ففي الأيام السبع الأخيرة حاولت

جاهدا ان اقلل من السهر و أجرب حظي في الإستيقاظ باكرا (حوالي الساعة 8-9 صباحا) ، و لكن مثل هذا

الحل صعب حيث اصبحت شديد النعاس طوال اليوم،خصوصا اني تعودت على النوم لوقت متأخر خلال الصيف

و ما مضى من رمضان لكن أظلعلى دربي هذا حتى يقضي الله امره .

هذا كان حالي و حال الصنفين ، فكيف كان حالكم و لإي صنف تنتمون ؟

انا انتمي لصف الذي يهظ على العاشر ة و لا ينام حتي هاية السهرة الواحدة او بعد السحور في اغلب الاحين

انا انتمي لصف الذي يهظ على العاشر ة و لا ينام حتي هاية السهرة الواحدة او بعد السحور في اغلب الاحين

لقد كنت في الايام الاولى كسولة بعض الشيء ولكن الان مستحيل ان يتغلب علي النوم

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضباب الجيريا
انا انتمي لصف الذي يهظ على العاشر ة و لا ينام حتي هاية السهرة الواحدة او بعد السحور في اغلب الاحين

لقد كنت في الايام الاولى كسولة بعض الشيء ولكن الان مستحيل ان يتغلب علي النوم

الجيريا

انا في الايام الاولى كنت قوي ولا اشعر بالعطش ولا بالجوع

لكن في هذه الايام اي حوالي 5 ايام الاخيرة

اشعر بالتعب والارهاق والعطش والجوع الجيريا

وشكرا على مروركم

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mamouche الجيريا
انا انتمي لصف الذي يهظ على العاشر ة و لا ينام حتي هاية السهرة الواحدة او بعد السحور في اغلب الاحين

merci
شكرا على مرورك

الله غالب علينا ……….

العبرة في شهر الصوم 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم .
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد، فهذه محاضرة ألقيت في مدرسة طيبة الثانوية ليلة الاثنين الموافق 16 شوال عام 1390 هـ، نسأل الله أن ينفعنا وإياكم بها.
الدنيا دار ابتلاء وامتحان:
خلق الله عباده ليعبدوه وحده لا شريك له، وقال في كتابه العزيز: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ﴾، وأرسل رسله الكرام ليرسموا لهم طريق العبادة، وقال: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾. وجعل حياتهم الدنيوية موطناً لابتلائهم وامتحانهم أيهم أحسن عملاً، وقال:﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً﴾, ثم قال: ﴿وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ﴾ مبيناً أن هؤلاء الممتحَنين منهم من يحسن في عمله فيجازى بما يقتضيه اسمه الغفور ومنهم من يسيء فيكون مستحقاً للعقوبة بما يقتضيه اسمه العزيز, وذلك كقوله تعالى: ﴿نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ, وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمُ﴾.
موسم من مواسم الآخرة:
وكما فضل الله بعض البشر على بعض وبعض الأماكن على بعض فضل بعض الزمان على بعض، ومن ذلك تفضيل شهر رمضان المبارك وتمييزه على غيره واختياره ليكون محلاً لإيجاب الصوم على الناس ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ﴾. فلقد فضل الله هذا الشهر وجعله موسماً من مواسم الآخرة يتنافس فيه عباده المتنافسون ويتسابقوا فيه لتحصيل الفوز والزلفى عند الله المتسابقون، يتقربون فيه إلى ربهم بصيام النهار وقيام الليل وتلاوة كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، ويتقربون إلى الله بهذا وغيره من الطاعة مع الحذر والبعد عن المعصية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور.
زيادة في الخير:
ولما فرض الله على العباد صيام شهر رمضان رغبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد انتهائه بصيام ست من شوال ليعظم لهم الأجر وليكونوا كمن صام الدهر، فعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر». قال الحافظ المنذري: “رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة والطبراني وزاد وقال: «قلت: بكل يوم عشرة، قال: نعم»، ورواته رواة الصحيح”. انتهى. وذلك أن السنة أقصى حد لها ثلاثمائة وستون يوماً فإذا أضيف إلى شهر رمضان ستة أيام من شوال وصيام كل يوم بعشرة أيام لأن الحسنة بعشر أمثالها يكون المسلم كأنه صام السنة كلها، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «كان كصيام الدهر» وذلك فضل عظيم من الله فله الحمد والشكر على نعمه التي لا تحصى ولا تعد.
من خير إلى خير:
ومن فضل الله وإحسانه إلى عباده أن يسر لهم الأسباب التي ترفع في درجاتهم وتجعلهم على صلة وثيقة دائماً بعبادة ربهم فإذا مرت بهم أيام وليالي شهر رمضان التي يكفر الله فيها السيئات ويرفع الدرجات ويقيل العثرات تقربوا فيها إلى ربهم فإذا ما تصرمت أيامه وانتهت تلتها مباشرة أشهر الحج إلى بيت الله الحرام فإن يوم عيد الفطر الذي هو أول يوم من شهر شوال هو أول يوم في أشهر الحج التي قال الله تعالى فيها: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَاب﴾ نعم إذا انتهت أيام شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن الشهر المبارك الذي تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتصفد الشياطين أيام الصيام التي قال الله تعالى عنها في الحديث القدسي: «كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به»، إذا انتهت هذه الأيام جاءت أيام الحج الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم: «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه» رواه البخاري ومسلم وغيرهما. وقال عنه صلى الله عليه وسلم: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة» رواه البخاري ومسلم وغيرهما، فلا يكاد المسلم يودع موسماً من مواسم الآخرة إلا استقبل موسماً آخر ليكون على صلة مستمرة بعبادة خالقه وبارئه الذي أوجده من العدم وأسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة.
العبرة من شهر الصوم:
وهذا الموسم المبارك من مواسم الآخرة قد ودعته الأمة الإسلامية منذ أيام فطوبى لمن وفقه الله فيه للأعمال الصالحة وتفضل عليه بقبولها ويا خسارة من مرت به أيامه دون أن يقدم فيها لنفسه صالحاً يلقاه إذا غادر هذه الدار وما أعظم مصيبته إن كان قد شغل أيامه بما يرضي الشيطان ويتفق مع ما تهواه النفس الأمارة بالسوء، والعياذ بالله.وهذا الموسم العظيم الذي مرت بنا أيامه يشتمل على فوائد جمة وعلى عبر وعظات تبعث في النفس محبة الخير ودوام التعلق بطاعة الله كما تكسب النفس بغض المعصية والبعد من الوقوع فيما يسخط الله عز وجل.
وسأحاول فذ هذه الكلمات تسجيل بعض تلك العبر والعظات التي يخرج بها المسلم معه من شهر الصيام والتي هي الحصيلة الطيبة له في تلك الأيام المباركة فأقول مستمداً من الله التوفيق والتسديد:
أولا :
إن أيام شهر رمضان إذا مرت بالمسلم فهي فرصة من فرص العمر قد تسنح له هذه الفرصة مرة أخرى أو أكثر وقد يوافيه الأجل المحتوم قبل بلوغ ذلك، والمهم في الأمر أن تكون هذه الفرصة قد انتهزت بشغلها في الطاعة والبعد من المعصية وأهم من ذلك أن تحصل المداومة على ذلك فإن من ثواب الحسنة الحسَنة بعدها كما أن من العقوبة على السيئة السيئَة بعدها وذلك أن المسلم الناصح لنفسه إذا وفق لبلوغ هذا الشهر المبارك وشغله في طاعة ربه الذي خلقه لعبادته وأسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة فارتاحت نفسه للأعمال الصالحة وتحرك قلبه للآخرة التي هي المستقر والمنتهى والتي لا ينفع الإنسان فيها إلا ما قدمت يداه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، نعم إذا ألفت النفس الطاعة في تلك الأيام المباركة رغبة فيما عند الله وكفت عن المعصية خوفاً من عقاب الله فلفائدة التي يكسبها المسلم من ذلك والعبرة التي يجب أن تكون معه بعد ذلك أن يلازم فعل الطاعات واجتناب المنهيات؛ لأن الله تعبد عباده حتى الممات.. ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ فلا يليق بالمسلم وقد ذاق طعم الطاعة في شهر الصيام أن يحل محل تلك الحلاوة مرارة المعصية، ولا يسوغ له إذا أرغم عدوه في شهر الصيام أن يدخل عليه السرور في شهر شوال وما بعده من الشهور، وليس من صفات المسلم الناصح لنفسه أن يودع فعل الخيرات مع توديع شهر الصيام فيستبدل الزمن الذي هو أدنى بالذي هو خير فالمعبود في رمضان وغير رمضان حي لا يموت قيوم لا ينام يرفع إليه عمل النهار قبل عمل الليل وعمل الليل قبل عمل النهار لا يظلم مثقال ذرة ﴿ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً ﴾.
ثانياً:
الصيام سر بين العبد وبين ربه لا يطلع على حقيقته إلا هو سبحانه وتعالى ولهذا جاء في الحديث الصحيح يقول الله تعالى: «كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلا الصوم فإنه لي وأنا اجزي به يدع شهوته وطعامه وشرابه من أجلي». وذلك أن بإمكان العبد أن يختفي عن الناس ويغلق على نفسه الأبواب ويأكل ويشرب ثم يخرج إلى الناس ويقول أنا صائم ولا يعلم ذلك إلا الله تبارك وتعالى ولكن يمنعه من ذلك إطلاع الله عليه ومراقبته له وهذا شيء يحمد عليه الإنسان والعبرة من ذلك أن يدرك أيضاً أن الذي يخشى إذا أخل الإنسان بصيامه هو الذي يخشى إذا أخل الإنسان بصلاته وزكاته وحجه وغير ذلك مما أوجبه الله فالذي فرض الصيام هو الذي فرض الصلاة والصلاة هي أعظم أركان الإسلام بعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ولعظم شأنها وكونها هي الصلة المستمرة ليلا ونهاراً بين العبد وبين ربه افترضها الله على نبيه ليلة عرج به إلى السماء فإذا وجد المسلم أن إخلاله بالصيام كبير وعظيم فيجب أن يجد ويدرك أن حصول ذلك منه في الصلاة أكبر وأعظم وتلك من أجل الفوائد وأعظم العبر التي يستفيدها المسلم من شهر الصيام.
ثالثاً:
إن مما يشرح الصدر ويدخل السرور على النفوس الطيبة أن تكون المساجد عامرة بالمصلين في شهر رمضان ويكون انشراحها أعظم والسرور أكبر في المداومة على ذلك فالفائدة التي يليق بالمسلم بعد الذي شاهده في تلك الأيام من اكتظاظ المساجد بالمصلين أن يعقد العزم ويصمم على أن يكون ممن يداوم على هذا الخير ليكون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله فإن من بينهم الرجل الذي يكون قلبه معلقا بالمساجد كما ثبت ذلك في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رابعاً:
وجوب الصيام عن الطعام والشراب وسائر المفطرات محله شهر رمضان أما الصيام عن الحرام فمحله طيلة عمر الإنسان فالمسلم يصوم في أيام شهر رمضان عن الحلال والحرام ويصوم طيلة حياته عن الحرام فالصيام عن الحلال والحرام معاً قد مرت أيامه أما الصيام عن الحرام فهو مستمر دائم وذلك أن الصوم في اللغة الإمساك عن الشيء، والصوم الشرعي هو الإمساك عن الأكل والشرب وسائر المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس والمعنى الشرعي جزء من جزئيات المعنى اللغوي فكما يطلق المعنى اللغوي على المعنى الشرعي فهو يشمله ويشمل غيره ومن ذلك الامتناع عن الحرام فامتناع العين واللسان والأذن واليد والرجل والفرج عما منعت منه هو صيام من حيث اللغة وذلك أن الله تفضل على العباد بهذه النعم التي لا غنى لهم عنها ولكن الله كما امتن عليهم بها أوجب عليهم استعمالها فيما يرضيه وحرم عليهم استعمالها فيما يسخطه ومن أعظم شكر الله على هذه النعم أن يكون المسلم مستعملاً لها حيث أمر أن يستعملها فيه ممتنعاً عن استعمالها في معصية من تفضل عليه بها وبكل نعمة ظاهرة وباطنة سبحانه وتعالى.
فالعين شرع استعمالها في النظر إلى ما أحل الله ومنع من استعمالها في النظر إلى الحرام وامتناعها عن ذلك صيامها وحكمه مستمر دائم.
والأذن شرع استعمالها في استماع ما أبيح لها وحرم على العبد استعمالها في سماع ما لا يجوز سماعه وامتناعها عن ذلك صيامه وحكمه مستمر دائم.
واللسان شرع استعماله في كل معروف ومنع استعماله في كل ما هو منكر وامتناعه من ذلك صيامه وحكمه مستمر دائم.
واليد شرع استعمالها في تعاطي ما هو مباح ومنع من استعمالها في كل حرام وامتناعها من ذلك صيامها وحكمه مستمر دائم.
والرجل شرع استعمالها في المشي إلى كل خير ومنع من المشي فيها إلى الحرام وامتناعها عن ذلك صيامها وحكمه مستمر دائم.
والفرج أبيح استعماله في الحلال ومنع من استعماله في الحرام وامتناعه من ذلك صيامه وحكمه مستمر دائم.
وقد وعد الله من شكر هذه النعم واستعملها حيث أمر الله أن تستعمل وعده بالثواب الجزيل وتوعد من لم يحافظ عليها ولم يراع ما أريد استعمالها فيه بل طلقها فيما يسخط الله ولا يرضيه بل يرضي الشيطان الذي هو عدو الله وعدو المخلصين من عباد الله توعده بعقابه وأخبر أن هذه الجوارح مسؤولة يوم القيامة عنه وهو مسؤول عنها فقال تعالى: ﴿وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً﴾, ﴿وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾, وقال تعالى: ﴿وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ, حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ, وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾.
وقال صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه بعد أن أمره بحفظ اللسان، وقال له معاذ: يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال عليه الصلاة والسلام: «ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو قال: على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم» رواه الترمذي. وقال صلى الله عليه وسلم: «من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة». رواه البخاري في صحيحه من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه, ورواه الترمذي وحسنه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ولفظه: «من وقاه الله شر ما بين لحييه وشر ما بين رجليه دخل الجنة».
وقال صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت» . رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه وأخرجا من حديث أبي موسى رضي الله عنه مرفوعاً: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» . وقال صلى الله عليه وسلم: «المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار» رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: «حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات»أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
والحاصل أن الله أوجب على العبد أن يصون لسانه وفرجه وسمعه وبصره ويده ورجله عن الحرام وهو صيام من حيث اللغة وهذا الصيام لا يختص بوقت دون آخر بل يجب الاستمرار عليه حتى الممات طاعة لله تعالى ليفوز برضا الله ويسلم من سخطه وعقوبته، فإذا أدرك المسلم أنه في شهر الصيام امتنع عما أحل الله له؛ لأن الله حرم عليه تعاطي ذلك في أيام شهر رمضان فالعبرة من ذلك أن يدرك أن الله قد حرم عليه الحرام مدة حياته وعليه الكف عن ذلك والامتناع منه دائماً خوفاً من عقاب الله الذي أعده لمن خالف أمره وفعل ما نهى عنه.
وقد أخبر عليه الصلاة والسلام في الحديث القدسي عن ربه أن للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه فالصائم يفرح عند فطره لأن النفس عند الفطر تتعاطى ما منعت منه وهو محبوب لها ولأنه قد وفق لإنهاء الصيام الذي جزاؤه عظيم عند الله ويفرح الفرحة الكبرى عند لقاء ربه حيث يجازيه على صيامه الجزاء الأوفى.
ومن حفظ لسانه عن الفحش وقول الزور وفرجه عما حرم الله عليه ويده من تعاطي ما لا يحل تعاطيه وسمعه من سماع ما يحرم سماعه وبصره عما حرم الله النظر إليه واستعمل هذه الجوارح فيما أحل الله من حفظها وحافظ عليها حتى توفاه الله فإنه يفطر بعد صيامه هذا على ما أعده الله لمن أطاعه من النعيم وأول ما يلاقيه من ذلك ما بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يجري للمؤمن عند الانتقال من هذه الدار إلى الدار الآخرة حيث يأتيه في آخر لحظات في الدنيا ملائكة كأن على وجوههم الشمس معهم كفن من الجنة وحنوط من الجنة يتقدمهم ملك الموت فيقول: يا أيتها النفس الطيبة أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء إلى آخر ما بينه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم مما يجري بعد ذلك وهذه هي البوادر الطيبة التي يجدها أمامه من حرص على سعادة نفسه وسعى في خلاصها مما يفضي بها إلى الهلاك والدمار، ولهذا أرشد طبيب القلوب صلوات الله وسلامه عليه الرجل الذي سأله عن قيام الساعة إلى ما هو أهم من قيامها وهو الاستعداد لها بالأعمال الصالحة فإنه صلى الله عليه وسلم قال لمن سأله عن قيامها: «وماذا أعددت لها؟» مبيناً أن الإنسان في حياته الدنيوية عليه الاستعداد لحياته الأخروية، وقد قال الله تعالى: ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ﴾ وذلك أن كل سفر لا بد فيه من زاد يناسبه والسفر إلى الآخرة زاده تقوى الله والعمل بطاعته والسير على النهج القويم الذي جاء به رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

كلمة ختامية:
واختتم هذه المحاضرة بكلمة تخصنا معشر الذين امتن الله عليهم بسكنى طيبة الطيبة دار الهجرة والعاصمة الأولى للمسلمين فأقول:
إن شهر رمضان المبارك شهر شرفه الله وخصه بخصائص لا توجد في غيره وقد ودعناه نحن وسائر الأمة الإسلامية منذ أيام ونرجوا أن نكون جميعاً ممن فاز فيه برضا الرب جل جلاله والذي أحب أن أذكره هنا هو أنه إذا كان هذا الوقت المفضل والزمن المقدس قد مضى وذهب عنا وعن سائر المسلمين في كل مكان فإن لدينا ولله الحمد والمنة المكان المقدس، فقد جمع الله لنا في شهر رمضان بين شرف الزمان وشرف المكان وإذا ذهب شرف الزمان فإن شرف المكان باق موجود فها هي بين أيدينا سوق من أسواق الآخرة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فقد صح عن الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام»، إنه الفضل العظيم من الله صلاة في هذا المسجد المبارك مسجد الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام تفوق ألف صلاة في سائر المساجد سوى المسجد الحرام، إن المشتغلين في التجارة الدنيوية يتحرون المواسم التي تنفق فيها السلع وتروج فيها التجارة فيتجشمون الأخطار ويقطعون الفيافي وينتقلون بتجارتهم من مكان إلى آخر إذا علموا أن السلعة التي تساوي ريالاً واحداً قد تباع بريالين اثنين، هذا أمر لا مرية فيه ولا شك ونحن في هذا البلد الطيب الصلاة الواحدة في مسجد سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام لا تساوي صلاتين أو ثلاثاً أو عشراً أو مئة فحسب بل تفوق ألف صلاة في غيره سوى المسجد الحرام، سبحان الله، ما أعظم فضله وأوسع جوده وإحسانه فله الحمد والشكر على نعمه.
ولا يفوتني أن أقول: كما أن النعمة من الله علينا في سكنى طيبة الطيبة عظيمة والمنة جسيمة فإن علينا أن لا ننسى أنه على قدر النعمة تكون المسؤولية فكما أن الإحسان في هذا المكان المقدس أجره عظيم عند الله فإن الإساءة فيه ليست كالإساءة في الأمكنة الأخرى التي لا تفضيل فيها فمن يعصي الله بعيداً عن الحرم ليس كمن يعصيه في الحرم، وليس من يرتكب الحرام وهو في المشرق والمغرب كمن يقترف الذنوب في مكة المكرمة أو المدينة المنورة فإن البون شاسع بين هذا وذاك، فالمدينة المنورة أعز مكان وأقدس بقعة على وجه الأرض بعد مكة المكرمة فهي تلي مكة في الفضل ويليها المسجد الأقصى وهذه المدينة المباركة هي منطلق الرسالة ومنها شع النور إلى سائر أنحاء الأرض وهي المركز الرئيسي والعاصمة الأولى للمسلمين في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم منذ هاجر إليها وفي زمن أبي بكر وعمر وعثمان وبعض من عهد علي رضي الله عن الجميع، وفيها قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان وكثير من الصحابة رضوان الله عليهم، وعلى هذه الأرض نزل جبريل عليه السلام بالوحي من السماء إلى محمد عليه الصلاة والسلام وهي الأرض المشتملة على أول جامعة إسلامية أبرز خريجيها أبو بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذو النورين وعلي أبو الحسنين ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وصهره ورابع الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم وعن سائر الصحابة أجمعين وهي الأرض التي مستها أقدام صفوة الصفوة وخلاصة الخلاصة من البشر بعد الأنبياء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم أجمعين، فجدير بنا وقد أكرمنا الله بالبقاء فيها أن نتزود فيها من الأعمال الصالحة التي تنفعنا بعد الموت وأن نكون على حذر من الوقوع فيها بما يسخط الله عز وجل.
وأسال الله تعالى أن يجعلنا جميعاً ممن تقبل الله صيامه وقيامه وأن يرزقنا في هذا البلد الطيب طيب الإقامة وحسن الأدب وأن يحسن لنا الختام، كما أرجوه سبحانه أن يمن على المسلمين في سائر أنحاء الأرض بالرجوع إلى كتاب ربهم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ليفوزوا بسعادة الدنيا والآخرة إنه سميع مجيب وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله وخليله وخيرته من خلقه محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن سلك سبيله واهتدى بهديه إلى يوم الدين.
فضيلة الشيخ العلامة عبد المحسن العباد البدر حفظه الله تعالى
مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية
العدد 10 المقال، رقم 7، صفحة 31 – 40

جازاك الله خيرا

شكرا جزيلا و تبارك الله فيكم و ربي يحميكم

نسال الله تعالى أن يجعلنا واياكم جميعاً ممن تقبل الله صيامه وقيامه

اللهم بلغنا رمضان

جزاك الله كل خييييييييييييييير

الجيريا

الجيريا

♪♫♪♪♫♪♪♫♪♪♫♪

الجيريا

█║▌│▌║║█│║▌║║▌│▌

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رانية زقاري الجيريا
جازاك الله خيرا

آمين وإياك

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
باركــ الله فيك
جزاك الله خير الجزاء
وجعله في ميزان حسناتك إن شاء الله

شكرا اخي وبارك الله فيك

ارجوا تنويري في سؤالي عن الصوم 2024.

سلام اود منكم تنويري في سوالي هذا لدي خمسة ايام من دين الصوم من رمضان واردت ان اومهم كل اثنين وخميس فهل يجوز لي ان انوي صيام هذه الايام كارجاع للدين وفي نفس الوقت انويها كنوافل وشكرا مسبقا لكل من اجابني

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الماسة النادرة الجيريا
سلام اود منكم تنويري في سوالي هذا لدي خمسة ايام من دين الصوم من رمضان واردت ان اومهم كل اثنين وخميس فهل يجوز لي ان انوي صيام هذه الايام كارجاع للدين وفي نفس الوقت انويها كنوافل وشكرا مسبقا لكل من اجابني
وعليكم السلام
لا اختاه يجب افراد النية لقضاء الصيام
ومن الاحسن تصومينهم متتالية ان استطعت

السؤال:
إذا كانت المسلمة متعودة على صيام الإثنين والخميس، فهل يجوز لها أن تستغل صيامها لتلك الأيام لقضاء ما فاتها من شهر رمضان ؟ أم أن النية يجب أن تكون منفصلة ؟.
الجواب:
الحمد لله لا بأس في صيام يومي الاثنين والخميس لقضاء ما فاتها من الأيام في شهر رمضان بشرط أن يكون الصيام بنيّة القضاء ، .. ولعلّها تدرك الأجرين معاً أجر القضاء ، وأجر النافلة وفضل الله واسع ، وعلى فرض أنها لا تدرك إلا القضاء فإن القضاء أفضل من النفل . وأما إذا نوت بصيامها التطوع ، ولم تنو القضاء فإنه لا يسقط بها الفرض ، وعليها أن تصوم الأيام التي أفطرتها من رمضان . والله أعلم وصلى الله على نبيّنا محمد وآله وصحبه .

كتاب فتاوى إسلامية ج/2 ص/149-150 ، فتاوى اللجنة الدائمة ج/10 ص/383.

اقتباس:
ومن الاحسن تصومينهم متتالية ان استطعت

السؤال:
هل يلزم قضاء ما فات من رمضان متفرقا أم يلزم فيه التتابع؟
الجواب:
لا يلزم قضاء رمضان متفرقا ولا يلزمه متتابعا فالإنسان بالخيار إلا إذا بقي من شعبان المقبل بقدر ما عليه من رمضان فيجب التتابع لأنه لا يجوز أن يؤخر قضاء رمضان إلى رمضان آخر.
الشيخ ابن عُثيمين -رحمه الله-
****

السؤال:
هل يجب عليّ صيام قضاء رمضان متتالي أم أيام متفرقة, هل هذا كله جائز؟

الجواب:

يجوز القضاء متتابع ويجوز مفرق، لا بأس بذلك، قضاء رمضان، أما الكفارة لا بد من تتابعها، كفارة الظهار، كفارة القتل، لا بد من التتابع. أما كفارة الصيام ثلاثة أيام فالذي ينبغي تتابعها كما قال ابن مسعود -رضي الله عنه- في قراءته، فصيام ثلاثة أيام متتابعة، تتابع أولى وأحوط، أما صوم رمضان هذا لا يجب فيه التتابع، يعني قضاء رمضان لا يجب فيه التتابع، لكن إن تابع فهو أفضل.

الشيخ ابن باز -رحمه الله-
****
السؤال:
امرأة تقول: في رمضان الماضي كنت حاملاً، فنصحتني الطبيبة بأن أفطر خوفاً على الجنين، فأفطرت تسعة أيام، وحتى اليوم لم أقض هذا الدين، وأنا الآن أرضع، وأخاف إذا صمت أن ينقطع الحليب عن ولدي، السؤال: هل يمكنني أن أقضي هذه الأيام متفرقة، بأن أصوم يوماً وأفطر يوماً، أم لا بد من التتابع؟
الإجابة:
يمكن التفريق، وقضاء رمضان لا يلزم فيه التتابع، بل يمكن أن يصومه متفرقاً؛ لأنه قال: {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة:185]، وهذا مطلق يصلح فيه التتابع والتفريق.

الشيخ عبد المحسن العباد البدر -حفظه الله-

شكرا لك اختي لكن انتضرت تفاعل اكثر

أقسام الصوم 2024.

إن للصوم ثلاثة أقسام وهي:
صوم العموم وهو الأمتناع عن الأكل والشرب ولمس النساء من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.بمعنى صوم البطن والفرج
صوم الخصوص وهو الأمتناع عن إيذاء غيرك بيدك أو بكلامك.بمعنى صوم اللسان عن الكلام الضار فإن سبك شخص فقل اللهم إني صائم.
صوم خصوص الخصوص وهو الأمتناع عن التفكير فيما يضر الغير وأيضا صوم العين عما يفطر فهو صوم القلب والجوارح.

أحسن الله اليك أخي الفاضل وبارك فيك

السلا م عليكم
يعطيك العافية اخي على الموضوع
بارك الله فيك

الصوم يعالج الكثير من امراض العصر 2024.

كشفت دراسة علمية حديثة أجراها باحثون بريطانيون، عن أن الصيام لفترات متواصلة أو تناول نصف مقادير الطعام التي اعتاد الشخص على تناولها قد يعمل على انكماش خلايا الدهن ويحفز آليات تحطيم وتكسر الدهون.
وأكدت الدراسة أن للصيام فوائد كثيرة بالنسبة للإنسان، حيث أنه وسيلة فعالة للوقاية من أمراض خطيرة، عجز الطب الحديث عن إيجاد علاج نهائي لها، كأمراض القلب والسرطان وغيرها.
وقال الباحثون، إن ما يقوم به الأشخاص الذين يرغبون بفقدان الوزن والمحافظة على الصحة الجيدة هو عند استهلاك سعرات حرارية أقل والقيام بزيادة معدل النشاط الرياض، ولكن بعض الناس يفضلون تبني غذاء يعطيهم الحرية لتناول ما يريدون وبالكمية التي يرغبونها في يوم واحد بينما يصومون في اليوم التالي.
وأجرت الباحثة كريستا فارادي، دراستها القائمة على كشف تأثيرات الصيام ما بين يوم ويوم على 24 من فئران التجارب لأربعة أسابيع، حيث انقسمت إلي مجموعتين، الأولى تناولت 50% من الغذاء الاعتيادي كل يوم بعد الثاني، والثانية تناولت 75% كل يوم بعد الثاني، ولاحظ الباحثون أن الفئران التي اتبعت غذاء صيام كامل فقدت وزنا وانكمشت الخلايا الدهنية أكثر من الفئران الأخرى التي اتبعت نظام غذاء بمقدار النصف وبمقدار 35% بالترتيب، كما أن الدهون الموجودة تحت الجلد وليس دهون البطن تكسرت وتحطمت لكلا المجموعتين أكثر من الفئران التي لم تتبع النظام الغذائي.
وخلصت الدراسة إلى أن أنظمة الصيام الكاملة والمطورة تحمي وتقي من السمنة ومرض السكر من النوع الثاني ولكنها لا تحقق فقدا في الوزن أو الدهون، واستنتج الباحثون أن الصيام ما بين يوم ويوم مفيد للصحة ولتقليل مخاطر الأمراض.

الصيام والصوم والفرق بينهما 2024.

واحة رمضان : سنن الصوم 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجيريا
سنن رمضان والصوم
الجيريا

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد:
فلا يخفى على القارئ الكريم فضل شهر رمضان المبارك، كيف وقد اختصه الله جل وعلا بإنزال القرآن فيه، وخصه بمزيد فضل على غيره من الشهور، ويحسن بنا أن نذكر بعض السنن والمستحبات التي تستحب في هذه الشهر العظيم، تذكيراً للكاتب والقارئ، نسأل الله تعالى أن ينفع بها، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وإلى الشروع في المقصود:

الجيريا
السنة الأولى:

التهنئة في قدوم شهر رمضان المبارك، ودليله ما روى أحمد والنسائي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدوم رمضان يقول:
"قد جاءكم شهر رمضان شهر مبارك، كتب الله عليكم صيامه، فيه تفتح أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم".
قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله في لطائف المعارف: "قال بعض العلماء: هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضاً بشهر رمضان".

الجيريا
السنّة الثانية:
تعجيل الفطر عند غياب الشمس، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "لايزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" رواه البخاري ومسلم، قال ابن عبد البر: "أخبار تعجيل الفطر وتأخير السحور متواترة"، وننبه على أنه لابد من التحقق من غياب الشمس تحققاً تاماً.

الجيريا
السنة الثالثة:
تفطير الصائمين، قال تعالى: "ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرا"، وقد جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم: "من فطر صائماً كتب له مثل أجره إلا أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء" رواه النسائي والترمذي وصححه، وروى الترمذي والنسائي من حديث أم عمارة رضي الله عنها قالت: قال صلى الله عليه وسلم: "إن الصائم تصلي عليه الملائكة إذا أُكِلَ عنده حتى يفرغوا، وربما قال: حتى يشبعوا" قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

الجيريا

السنة الرابعة:
الفطر على تمر، فإن لم يجد فعلى ماء، ودليله ما جاء عن سلمان بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان أحدكم صائماً فليفطر على التمر، فإن لم يجد التمر فعلى الماء، فإن الماء طهور" رواه الخمسة، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

الجيريا
السنة الخامسة:
السحور، وهو أكلة السحر، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "تسحروا فإن في السحور بركة" رواه البخاري ومسلم، والأمر بالسحور على الاستحباب كما قرر هذا الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، كما يسن أن يكون السحور في الجزء الأخير من الليل، لقول زيد بن ثابت رضي الله عنه: "تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قام إلى الصلاة، فقلت: كم كان بين الأذان والسحور؟ قال: قدر خمسين آية"، رواه البخاري ومسلم، ولقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور" رواه أحمد، ويحصل السحور بأقل ما يتناوله المرء من مأكول ومشروب كما قال ابن حجر رحمه الله في الفتح.

الجيريا
السنة السادسة:
قيام رمضان، وقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه"، رواه البخاري ومسلم، وروى جبير بن نفير عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: "صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضان، فلم يقم بنا حتى بقي سبع من الشهر، فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل، ثم لم يقم بنا في السادسة، وقام بنا في الخامسة حتى ذهب شطر الليل، فقلنا له: يا رسول الله، نفّلتنا بقية ليلتنا هذه، قال: إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليله، ثم لم يقم بنا حتى بقي ثلاث ليال من الشهر، فصلى بنا في الثالثة، ودعا أهله ونساءه، فقام بنا حتى تخوفنا الفلاح، قلت: وما الفلاح؟ قال: السحور". رواه أبو داود والنسائي.

الجيريا
السنة السابعة:
الإكثار من قراءة القرآن في رمضان, قال تعالى: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان", وقد روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير وأجود ما يكون في شهر رمضان لأن جبريل كان يلقاه في كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلمت القرآن فإذا لقيه جبريل كان أجود من الريح المرسلة"،

وفي الصحيحين أيضاً من حديث ابن عباس أن المدارسة بينه وبين جبريل كانت ليلاً.
قال ابن رجب رحمه الله في لطائف المعارف:

فدل على استحباب الإكثار من التلاوة في رمضان ليلاً، فإن الليل تنقطع فيه الشواغل،
وتجتمع فيه الهمم، ويتواطأ فيه القلب واللسان على التدبر.

الجيريا
السنة الثامنة:
الاعتكاف في مسجد في العشر الأواخر من رمضان، وقد قال ابن عمر رضي الله عنهما:

"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان" رواه البخاري،
وشرع الاعتكاف طلباً لليلة القدر التي قال فيها صلى الله عليه وسلم:
"من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" متفق عليه،
وفي فضلها يقول مجاهد رحمه الله: ليلة القدر خير من ألف شهر، قال:
عملها وصيامها وقيامها خير من ألف شهر. رواه ابن جرير.

الجيريا
السنة التاسعة:
الإكثار من الدعاء، لاسيما

في العشر الأواخر حيث تُتَحرى ليلة القدر,

وقد ختم الله جل وعلا الآيات التي تبين فرضية الصيام في سورة البقرة بقوله تعالى:
"وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان".

الجيريا

السنة العاشرة:
الاجتهاد في جميع أنواع العبادات، وقد سبق معنا حديث ابن عباس في البخاري وقوله:

"كان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل"
الحديث، قال ابن رجب رحمه الله في لطائف المعارف:
وفي تضاعف جوده صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان بخصوصه فوائد كثيرة:
منها: شرف الزمان ومضاعفة أجر العمل فيه.
ومنها: إعانة الصائمين والقائمين والذاكرين على طاعتهم فيستوجب المعين لهم مثل أجرهم، كما أن من جهز غازياً فقد غزا، ومن خلفه في أهله فقد غزا.
وفي حديث زيد بن خالد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"من فطر صائماً فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء".
ومنها: أن شهر رمضان شهر يجود الله فيه على عباده بالرحمة والمغفرة والعتق من النار لاسيما في ليلة القدر، والله تعالى يرحم من عباده الرحماء، كما قال صلى الله عليه وسلم:

"إنما يرحم الله من عباده الرحماء"، فمن جاد على عباد الله، جاد الله عليه بالعطاء والفضل، والجزاء من جنس العمل.
ومنها: أن الجمع بين الصيام والصدقة من موجبات الجنة، كما في حديث علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن في الجنة غرفاً يرى ظهورها من بطونها، قالوا : لمن هي يا رسول الله؟ قال: لمن طيب الكلام وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام"، وهذه الخصال كلها تكون في رمضان، فيجتمع فيه للمؤمن الصيام والقيام والصدقة وطيب الكلام، فإنه ينهى فيه الصائم عن اللغو والرفث.
ومنها: أن الجمع بين الصيام والصدقة أبلغ في تكفير الخطايا، واتقاء جهنم، والمباعدة عنها، وخصوصاً إن ضُمَّ إلى ذلك قيام الليل، فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الصيام جنة".
ومنها: أن الصيام لابد أن يقع فيه خلل أو نقص، وتكفير الصيام للذنوب مشروط بالتحفظ مما ينبغي التحفظ منه.
ومنها: أن الصائم يدع طعامه وشرابه لله، فإذا أعان الصائمين على التقوِّي على طعامهم وشرابهم كان بمنزلة من ترك شهوةً لله وآثر بها، أو واسى منها، ولهذا يشرع له تفطير الصوام معه إذا أفطر، لأن الطعام يكون محبوباً له حينئذٍ، فيواسي منه حتى يكون من أطعم الطعام على حبه.

الجيريا
السنة الحادية عشرة:
إن سابه أحد فليقل: إني صائم، لما جاء في الحديث: "فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم"

رواه البخاري.
وأخرج عبد الرزاق في مصنفه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن كنت صائماً فلا تجهل ولا تساب، وإن جهل عليك فقل: إني صائم.

الجيريا
السنة الثانية عشرة:
العمرة في رمضان، وقد جاء في الصحيحين وغيرهما من حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عمرة في رمضان تعدل حجة".

الجيريا

ختاماً:
روى ابن أبي شيبة عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال:
إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء.
نسأل الله تعالى أن يوفق الكاتب والقارئ للخير والسداد، وأن يجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

منقول من :مضحي بن عبيد الشمري
عضو الدعوة والإرشاد بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمدينة الرياض.

صيد الفوائد

الجيريا

الجيريا
الجيريا

شـــكـــــرا جـــزيلا

عليكم السلام
جزاك الله خيرا على هذه الإلتفاتة الطيبة و هذه النفحات من طيب شهر رمضان الكريم ونحن حقيقة بحاجة إلى هكذا إلتفاتة و أتمنى أن تكون هناك أخرى من جميع الاعضاء,

بارك الله فييييييييييييييك

بارك الله فيك…………………. رمضان مبارك

بارك الله فيك

بارك الله فيك اخي عالطرح
فبمثل هذه المواضيع يتعض كثير من الناس
فجعله الله في موازين حسناتك ان شاء الله

**********************************رمضانكم مبارك**************************************

jazak ALLAH 3anna khayran

maw9i3 saaid.net fi3lane mali2 bi lmanafi3

ta9abbal ALLAH minna wa minkom sali7 l a3mal

شـــــكــــرا جــــزيـــــلا
ربـــــــــي يـــجــــزيـــــك

رمضان كريم جزاك الله عنا كل خير

اللهم تقبل صيامنا وقيامنا وسائر أعمالنا

**********************************رمضانكم مبارك**************************************

الصوم في شهر رجب 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل ورد فضل معين للصيام في شهر رجب ؟.

الحمد لله

أولاً :

شهر رجب هو أحد الأشهر الحرم التي قال الله تعالى فيها : ( إِنَّ
عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ
يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ
الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ) التوبة/36
, والأشهر الحرم هي : رجب , وذو العقدة , وذو الحجة , والمحرم .

وروى البخاري (4662) ومسلم (1679) عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله
عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( السَّنَةُ اثْنَا
عَشَرَ شَهْرًا , مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ , ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ : ذُو
الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ , وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ
جُمَادَى وَشَعْبَانَ ) .

وقد سميت هذه الأشهر حرماً لأمرين :

1- لتحريم القتال فيها إلا أن يبدأ العدو .

2- لأن حرمة انتهاك المحارم فيها أشد من غيرها .

ولهذا نهانا الله تعالى عن ارتكاب المعاصي في هذه الأشهر فقال :
( فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ) التوبة/36 , مع
أن ارتكاب المعصية محرم ومنهي عنه في هذه الأشهر وغيرها , إلا أنه في هذه الأشهر
أشد تحريماً .

قال السعدي رحمه الله (ص 373) :

" ( فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ) يحتمل أن الضمير
يعود إلى الاثني عشر شهرا , وأن اللّه تعالى بَيَّن أنه جعلها مقادير للعباد , وأن
تعمر بطاعته , ويشكر اللّه تعالى على مِنَّتِهِ بها , وتقييضها لمصالح العباد ,
فلتحذروا من ظلم أنفسكم فيها .

ويحتمل أن الضمير يعود إلى الأربعة الحرم , وأن هذا نهي لهم عن
الظلم فيها خصوصاً ، مع النهي عن الظلم كل وقت , لزيادة تحريمها , وكون الظلم فيها
أشد منه في غيرها " انتهى .

ثانياً :

وأما صوم شهر رجب , فلم يثبت في فضل صومه على سبيل الخصوص أو صوم
شيء منه حديث صحيح .

فما يفعله بعض الناس من تخصيص بعض الأيام منه بالصيام معتقدين
فضلها على غيرها : لا أصل له في الشرع .

غير أنه ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على استحباب
الصيام في الأشهر الحرم ( ورجب من الأشهر الحرم ) فقَالَ صلى الله عليه وسلم : (
صُمْ مِنْ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ ) رواه أبو داود (2428) وضعفه الألباني في
ضعيف أبي داود .

فهذا الحديث – إن صح – فإنه يدل على استحباب الصيام في الأشهر
الحرم , فمن صام في شهر رجب لهذا , وكان يصوم أيضاً غيره من الأشهر الحرم فلا بأس ,
أما تخصيص رجب بالصيام فلا .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "مجموع الفتاوى"
(25/290) :

" وأما صوم رجب بخصوصه فأحاديثه كلها ضعيفة ، بل موضوعة ، لا
يعتمد أهل العلم على شيء منها ، وليست من الضعيف الذي يروى في الفضائل ، بل عامتها
من الموضوعات المكذوبات . . .

وفي المسند وغيره حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر بصوم
الأشهر الحرم : وهي رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم . فهذا في صوم الأربعة جميعا
لا من يخصص رجبا " انتهى باختصار .

وقال ابن القيم رحمه الله :

" كل حديث في ذكر صيام رجب وصلاة بعض الليالي فيه فهو كذب مفترى
" انتهى من "المنار المنيف" (ص96) .

وقال الحافظ ابن حجر في "تبيين العجب" (ص11) :

" لم يرد في فضل شهر رجب , ولا في صيامه ولا صيام شيء منه معين ,
ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة " انتهى .

وقال الشيخ سيد سابق رحمه الله في "فقه السنة" (1/383) :

" وصيام رجب ليس له فضل زائد على غيره من الشهور , إلا أنه من
الأشهر الحرم , ولم يرد في السنة الصحيحة أن للصيام فضيلة بخصوصه , وأن ما جاء في
ذلك مما لا ينتهض للاحتجاج به " انتهى .

وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن صيام يوم السابع والعشرين من
رجب وقيام ليلته .

فأجاب :

" صيام اليوم السابع العشرين من رجب وقيام ليلته وتخصيص ذلك بدعة
, وكل بدعة ضلالة " انتهى .

"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (20/440) .

الإسلام سؤال وجواب

الحمد لله الواحد القهار والصلاة والسلام على النبي المختار وعلى آله وصحبه الطيبين
الأطهار . وبعد :
فالحمد لله القائل : " وربك يخلق ما يشاء ويختار " ، والاختيار هو الاجتباء
والاصطفاء الدال على ربوبيته ووحدانيته وكمال حكمته وعلمه وقدرته .
ومن اختياره وتفضيله اختياره بعض الأيام والشهور وتفضيلها على بعض ، وقد اختار الله
من بين الشهور أربعة حُرما قال تعالى : " إن عدة الشهور عند الله إثنا عشر شهرا في
كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن
أنفسكم " . وهي مقدرة بسير القمر وطلوعه لا بسير الشمس وانتقالها كما يفعله الكفار
.
والأشهر الحرم وردت في الآية مبهمة ولم تحدد اسماؤها وجاءت السُنة بذكرها : فعن أبي
بكرة – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب في حجة الوداع وقال في
خطبته : إن الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهرا
منها أربعة حرم ثلاث متواليات ذو القَعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين
جمادى وشعبان . رواه البخاري رقم (1741) في الحج باب الخطبة أيام منى ، ورواه مسلم
رقم (1679) في القسامة باب تحريم الدماء .
وسمي رجب مضر لأن مضر كانت لا تغيره بل توقعه في وقته بخلاف باقي العرب الذين كانوا
يغيّرون ويبدلون في الشهور بحسب حالة الحرب عندهم وهو النسيء المذكور في قوله تعالى
: " إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما
ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله " .
وقيل أن سبب نسبته إلى مضر أنها كانت تزيد في تعظيمه واحترامه فنسب إليهم لذلك .

– سبب تسميته :
قال ابن فارس في معجم مقاييس اللغة (ص445) :
رجب : الراء والجيم والباء أصلٌ يدل على دعم شيء بشيء وتقويته … ومن هذا الباب :
رجبت الشيء أي عظّمته … فسمي رجبا لأنهم كانوا يعظّمونه وقد عظمته الشريعة أيضا
..أ.هـ.
وقد كان أهل الجاهلية يسمون شهر رجب مُنصّل الأسنّة كما جاء عن أبي رجاء العطاردي
قال : كنا نعبد الحجر فإذا وجدنا حجرا هو أخيرُ منه ألقيناه وأخذنا الآخر ، فإذا لم
نجد حجرا جمعنا جثوة ( كوم من تراب ) ثم جئنا بالشاة فحلبناه عليه ثم طفنا به فإذا
دخل شهر رجب قلنا مُنصّل الأسنة فلا ندع رمحا فيه حديدة ولا سهما فيه حديدة إلا
نزعناه وألقيناه في شهر رجب . [رواه البخاري]
قال البيهقي : كان أهل الجاهلية يعظّمون هذه الأشهر الحرم وخاصة شهرَ رجب فكانوا لا
يقاتلون فيه .ا.هـ.

رجب شهر حرام :

إن للأشهر الحرم مكانةً عظيمة ومنها شهر رجب لأنه أحد هذه الأشهر الحرم قال تعالى :
" يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام " .
أي لا تحلوا محرماته التي أمركم الله بتعظيمها ونهاكم عن ارتكابها فالنهي يشمل فعل
القبيح ويشمل اعتقاده .
وقال تعالى : " فلا تظلموا فيهن أنفسكم " أي في هذه الأشهر المحرمة . والضمير في
الآية عائد إلى هذه الأربعة الأشهر على ما قرره إمام المفسرين ابن جرير الطبري –
رحمه الله –
فينبغي مراعاة حرمة هذه الأشهر لما خصها الله به من المنزلة والحذر من الوقوع في
المعاصي والآثام تقديرا لما لها من حرمة ، ولأن المعاصي تعظم بسبب شرف الزمان الذي
حرّمه الله ؛ ولذلك حذرنا الله في الآية السابقة من ظلم النفس فيها مع أنه – أي ظلم
النفس ويشمل المعاصي – يحرم في جميع الشهور .

– القتال في الشهر الحرام :

قال تعالى : " يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير "
جمهور العلماء على أن القتال في الأشهر الحرم منسوخ بقوله تعالى : " فإذا أنسلخ
الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم " وغير ذلك من العمومات التي فيها
الأمر بقتالهم مطلقا .
واستدلوا بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قاتل أهل الطائف في ذي القعدة وهو من
الأشهر الحرم .
وقال آخرون : لا يجوز ابتداء القتال في الأشهر الحرم وأما استدامته وتكميله إذا كان
أوله في غيرها فإنه يجوز . وحملوا قتال النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الطائف على
ذلك لأن أول قتالهم في حنين في شوال .
وكل هذا في القتال الذي ليس المقصود فيه الدفع ، فإذا دهم العدو بلدا للمسلمين وجب
على أهلها القتال دفاعا سواء كان في الشهر الحرام أو في غيره .

العَتِيرَة :

كانت العرب في الجاهلية تذبح ذبيحة في رجب يتقربون بها لأوثانهم .
فلما جاء الإسلام بالذبح لله تعالى بطل فعل أهل الجاهلية واختلف الفقهاء في حكم
ذبيحة رجب فذهب الجمهور من الحنفية والمالكية والحنابلة إلى أن فعل العتيرة منسوخ
واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم : لا فرع ولا عتيرة. رواه البخاري ومسلم من
حديث أبي هريرة.
وذهب الشافعية إلى عدم نسخ طلب العتيرة وقالوا تستحب العتيرة وهو قول ابن سيرين .
قال ابن حجر : ويؤيده ما أخرجه ابوداود والنسائي وابن ماجة وصححه الحاكم وابن
المنذر عن نُبيشة قال : نادى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنا كنا نعتر
عتيرة في الجاهلية في رجب فما تأمرنا .
قال : اذبحوا في أي شهر كان ……الحديث .
قال ابن حجر : فلم يبطل رسول الله صلى الله عليه وسلم العتيرة من أصلها وإنما أبطل
خصوص الذبح في شهر رجب .

الصوم في رجب :

لم يصح في فضل الصوم في رجب بخصوصه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عن
أصحابه .
وإنما يشرع فيه من الصيام ما يشرع في غيره من الشهور ، من صيام الاثنين والخميس
والأيام الثلاثة البيض وصيام يوم وإفطار يوم ، والصيام من سرر الشهر وسرر الشهر قال
بعض العلماء أنه أول الشهر وقال البعض أنه أوسط الشهر وقيل أيضا أنه آخر الشهر .
وقد كان عمر رضي الله عنه ينهى عن صيام رجب لما فيه من التشبه بالجاهلية كما ورد عن
خرشة بن الحر قال : رأيت عمر يضرب أكف المترجبين حتى يضعوها في الطعام ويقول : كلوا
فإنما هو شهر كانت تعظمه الجاهلية . ( الإرواء 957 وقال الألباني : صحيح)
قال الإمام ابن القيم : ولم يصم صلى الله عليه وسلم الثلاثة الأشهر سردا (أي رجب
وشعبان ورمضان) كما يفعله بعض الناس ولا صام رجبا قط ولا استحب صيامه.
وقال الحافظ ابن حجر في تبين العجب بما ورد في فضل رجب : لم يرد في فضل شهر رجب ولا
في صيامه ولا في صيام شيء منه معيّن ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح
للحجة وقد سبقني إلى الجزم بذلك الإمام أبو إسماعيل الهروي الحافظ وكذلك رويناه عن
غيره .
وفي فتاوى اللجنة الدائمة : أما تخصيص أيام من رجب بالصوم فلا نعلم له أصلا في
الشرع .


العُمرة في رجب :

دلت الأحاديث على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعتمر في رجب كما ورد عن مجاهد
قال : دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد فإذا عبد الله بن عمر جالس إلى حجرة عائشة
رضي الله عنها فسئل : كم اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أربعا إحداهن في
رجب . فكرهنا أن نرد عليه قال : وسمعنا إستنان عائشة أم المؤمنين ( أي صوت السواك )
في الحجرة فقال عروة : يا أماه يا أم المؤمنين ألا تسمعين ما يقول أبو عبد الرحمن ؟
قالت : ما يقول ؟ قال : يقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمرات
إحداهنّ في رجب . قالت : يرحم الله أبا عبد الرحمن ما اعتمر عمرة إلا وهو شاهد ( أي
حاضر معه ) وما اعتمر في رجب قط . متفق عليه وجاء عند مسلم : وابن عمر يسمع فما قال
لا ولا نعم .
قال النووي : سكوت ابن عمر على إنكار عائشة يدل على أنه كان اشتبه عليه أو نسي
أوشك.
ولهذا كان من البدع المحدثة في مثل هذا الشهر تخصيص رجب بالعمرة واعتقاد أن العمرة
في رجب فيها فضل معيّن ولم يرد في ذلك نص إلى جانب أن النبي صلى الله عليه وسلم لم
يثبت عنه أنه اعتمر في رجب قال الشيخ علي بن إبراهيم العطار المتوفى سنة 724هـ :
ومما بلغني عن أهل مكة زادها الله شرفا اعتياد كثرة الاعتمار في رجب وهذا مما لا
أعلم له أصلا بل ثبت في حديث أن الرسول صلى الله عليه قال : عمرة في رمضان تعدل حجة
.
وقال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله في فتاويه : أما تخصيص بعض أيام رجب بأي شيء
من الأعمال الزيارة وغيرها فلا أصل له لما قرره الإمام أبو شامة في كتاب البدع
والحوادث وهو أن تخصيص العبادات بأوقات لم يخصّصها بها الشرع لا ينبغي إذ لا فضل
لأي وقت على وقت آخر عدا ما فضله الشرع بنوع من العبادة أو فضل جميع أعمال البر فيه
دون غيره ولهذا أنكر العلماء تخصيص شهر رجب بكثرة الاعتمار فيه ا.هـ.
ولكن لو ذهب الإنسان للعمرة في رجب من غير اعتقاد فضل معيّن بل كان مصادفة أو لأنّه
تيسّر له في هذا الوقت فلا بأس بذلك .

البدع المحدثة في شهر رجب :

إن الابتداع في الدين من الأمور الخطيرة التي تناقض نصوص الكتاب والسنة فالنبي صلى
الله عليه لم يمت إلا وقد اكتمل الدين قال تعالى : " اليوم
أكملت لكم دينكم وأتممت
عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " وجاء عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد . متفق عليه وفي رواية لمسلم
: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد . وقد ابتدع بعض الناس في رجب أمورا متعددة
فمن ذلك :
– صلاة الرغائب وهذه الصلاة شاعت بعد القرون المفضلة وبخاصة في المائة الرابعة وقد
اختلقها بعض الكذابين وهي تقام في أول ليلة من رجب قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه
الله : صلاة الرغائب بدعة باتفاق أئمة الدين كمالك والشافعي وأبي حنيفة والثوري
والأوزاعي والليث وغيرهم والحديث المروي فيها كذب بإجماع لأهل المعرفة بالحديث
.ا.هـ.
– وقد روي أنه كان في شهر رجب حوادث عظيمة ، ولم يصح شيء من ذلك ؛ فروي أن النبي
صلى الله عليه وسلم وُلد في أول ليلة منه ، وأنه بعث في ليلة السابع والعشرين منه ،
وقيل : في الخامس والعشرين ، ولا يصح شيء من ذلك ، وروي بإسناد لا يصح عن القاسم بن
محمد أن الإسراء بالنبي كان في السابع والعشرين من رجب ، وأنكر ذلك إبراهيم الحربي
وغيره . فأصبح من بدع هذا الشهر قراءة قصة المعراج والاحتفال بها في ليلة السابع
والعشرين من رجب ، وتخصيص تلك الليلة بزيادة عبادة كقيام ليل أو صيام نهار ، أو ما
يظهر فيها من الفرح والغبطة ، وما يقام من احتفالات تصاحبها المحرمات الصريحة
كالاختلاط والأغاني والموسيقى وهذا كله لا يجوز في العيدين الشرعيين فضلا عن
الأعياد المبتدعة ، أضف إلى ذلك أن هذا التاريخ لم يثبت جزما وقوع الإسراء والمعراج
فيه ، ولو ثبت فلا يعد ذلك شرعا مبررا للاحتفال فيه لعدم ورود ذلك عن النبي صلى
الله عليه وسلم ولا عن الصحابة رضوان الله عليهم ولا عن أحد من سلف هذه الأمة
الأخيار ولو كان خيراً لسبقونا إليه ، والله المستعان..
– صلاة أم داود في نصف رجب .
– التصدق عن روح الموتى في رجب .
– الأدعية التي تقال في رجب بخصوصه كلها مخترعة ومبتدعة .
– تخصيص زيارة المقابر في رجب وهذه بدعة محدثة أيضا فالزيارة تكون في أي وقت من
العام .
نسأل الله أن يجعلنا ممن يعظّمون حرماته ويلتزمون بسنة النبي صلى الله عليه وسلم
ظاهرا وباطنا إنه ولي ذلك والقادر عليه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

منقول

حفظ الصوم ،للشيخ خالد حمودة 2024.

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

(حفظ الصَّوم)

من أهم المهمَّات في حق الصائم أن يعتني بحفظ صومه ممَّا يخدشه ويُنقص أجره، وقد عُلم من إشارات النُّصوص أن المقصود الأكبر من الصوم هو أن يحمل الإنسانَ على الخروج من داعي الهوى، إلى مطابقة الأمر والنهي والتجرُّد لاتباع الشرع، وهذه هي حقيقة التَّقوى المرتبة على الصوم في قوله تعالى: "لعلكم تتَّقون"، ولهذا فينبغي أن توفَّر الهمة وتوجَّه العناية إلى حفظ الصوم بحفظ الجوارح الظاهرة والباطنة عن المخالفة لمقتضى الأمر والنهي:

فيحفظ القلب عن الخواطر الرديئة والتفكير في غير أمور الطاعة وما يعين عليها من المباح.

ويُحفظ اللسان عن التكلم بغير فائدة من دين أو دنيا، ومن باب أولى أن يحفظ من المحرمات والمكروهات المتعلقة به.

وتحفظ العينان عن الوقوع على ما لا يحب الله تعالى من العورات وسائر المنكرات.

وتحفظ الأذنان عما يسخط الله ولا يرضيه، كالاستماع إلى الغناء وسائر أنواع الهُجر والكلام البذيء.

وتحفظ اليدان والرجلان عن أن يبطش بهما أو يمشى عليهما إلى غير رضا الله تعالى، أو إصلاح ما يُحتاج إليه من شؤون الدنيا.

وقد كان السلف يستعينون على حفظ الصوم بالمكث في المسجد، فإنه مع ما فيه من الانشغال بالطاعات كالصلاة والذكر وقراءة القرآن، وضمان تحصيل الجماعة، يتضمَّن السلامة من أسباب المعاصي وقوادح الصوم، فيُشرع لكل مسلم أن يقصد إلى هذا النوع من الحفظ وهو ملازمة الأماكن التي تكون أقرب إلى الحفاظ على الطاعة وأبعد عن أسباب المعصية.

وعلى هذا فالمسلم الذي لا يحتاج إلى الأسواق أو الجلوس في الطرقات ينبغي له أن يجتنب ذلك في رمضان قدر ما يمكنه، ويعجل بالفرار منها فور انقضاء حاجته إليها.

وعلى هذا الوِزان شبكةُ الأنترنت ومواقع التَّواصل الاجتماعي، فإنها مدعاة إلى كثير من المخالفات الشرعية بقصد وبغير قصد كما هو معلوم، فمن تمام حفظ الصوم الإقلال منها لمن لا تتعلق بها مصلحة من مصالح دينه أو دنياه، ومن احتاج إليها فليقتصر على القدر المحتاج إليه ولا يتوسع توسعا قد يخدش صومه ويذهب بتمامه وكماله، فإن كانت حاجته إليها ليست من باب ما يقوم به الدين أو تصلح عليه الدنيا، بل يستعملها لنوافل الخير كنشر العلم والتواصل مع إخوانه والتعاون معهم على الطاعة فيكون تعارضها حينذاك مع غيرها من الأمور كالمكث في السجد والإقبال على القرآن من باب تعارض شعب الإيمان، فتجري عليها قاعدة الباب فيقدم المسلم ما كان أنفع له، وأصلح لقلبه، وكلُّ امرئ بصلاح شأنه فطين.

وهذا الذي قيل في حفظ الجوارح يجري أيضًا في إجهاد البدن، كان السلف يتجنبونه في رمضان ليوفروا القوة والنشاط للطاعات، فقد سئل أنس رضي الله عنه: أكنتم تكرهون الحجامة للصائم؟ فقال: "لا، إلا من أجل الضَّعف"، فما كان من الأعمال يضعف الإنسان عن العبادة ويتعبه فيقعده عنها أو عن كمالها فينبغي تأخيره إلى الليل أو إلى ما بعد رمضان إن أمكن، ويحسن ألا يباشر الصائم منها إلا ما لا بجد منه بدا.

هذه تذكرة لنفسي، ولمن وقف عليها من إخواني، أسأل الله أن ينفعني بها وإيَّاهم، والله أعلم.
منقول : موقع التصفية و التربية.

للترسيخ :

اقتباس:
وقد عُلم من إشارات النُّصوص أن المقصود الأكبر من الصوم هو أن يحمل الإنسانَ على الخروج من داعي الهوى، إلى مطابقة الأمر والنهي والتجرُّد لاتباع الشرع
اقتباس:
وقد كان السلف يستعينون على حفظ الصوم بالمكث في المسجد، فإنه مع ما فيه من الانشغال بالطاعات كالصلاة والذكر وقراءة القرآن، وضمان تحصيل الجماعة، يتضمَّن السلامة من أسباب المعاصي وقوادح الصوم، فيُشرع لكل مسلم أن يقصد إلى هذا النوع من الحفظ وهو ملازمة الأماكن التي تكون أقرب إلى الحفاظ على الطاعة وأبعد عن أسباب المعصية.
اقتباس:
وعلى هذا الوِزان شبكةُ الأنترنت ومواقع التَّواصل الاجتماعي، فإنها مدعاة إلى كثير من المخالفات الشرعية بقصد وبغير قصد كما هو معلوم، فمن تمام حفظ الصوم الإقلال منها لمن لا تتعلق بها مصلحة من مصالح دينه أو دنياه، ومن احتاج إليها فليقتصر على القدر المحتاج إليه ولا يتوسع توسعا قد يخدش صومه ويذهب بتمامه وكماله، فإن كانت حاجته إليها ليست من باب ما يقوم به الدين أو تصلح عليه الدنيا، بل يستعملها لنوافل الخير كنشر العلم والتواصل مع إخوانه والتعاون معهم على الطاعة فيكون تعارضها حينذاك مع غيرها من الأمور كالمكث في السجد والإقبال على القرآن من باب تعارض شعب الإيمان، فتجري عليها قاعدة الباب فيقدم المسلم ما كان أنفع له، وأصلح لقلبه، وكلُّ امرئ بصلاح شأنه فطين. .

بارك الله فيك على هذه التنبيهات التي جاءت في محلها

جعلها الله في ميزان حسناتك إن شاء الله

رسالة شهر رمضان من خلال الصوم عن الأكل و الشرب 2024.

بسم الله الرحمان الرحيم
و الصلاة السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
أما بعد أواصل الحديث عن رسائل رمضان العديدة وفي هذه المرة سوف أتحدث عن رسالة رمضان من خلال الصوم عن الأكل و الشرب .
1 ـ أهم رسالة يبعث بها رمضان من خلال الصوم عن الأكل و الشرب
هو دعوتك لشعور بالجوع حتى تعرف مدى معاناة الجياع وأن الأمر ليس سهلا إن الجوع ملهبة و مضرة للإنسان إن طال فالصوم عن الأكل و الشرب يدعوك لفهم آلام الجياع لكي تواسيهم ولو بكلمة أو بقلبك ولكي تربي نفسك على الإحساس بالآخرين وبكل من حولك وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم حينما قال :
" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " رواه البخاري و مسلم .
فكما أنت تحب أن تأكل عندما تجوع فيجب أن تحب لأي جائع أن يأكل عند يتضور جوعا .ومثل هذا الفكر يجعل الروابط الإجتماعية قوية ويزرع المحبة بين الناس لهذا نقول أن رسالة رمضان من خلال الصوم عن الأكل و الشرب هي رسالة محبة وتضامن و دعوة للإنفاق على المحرومين و بمنحهم ولو قطعة خبز وكأس لبن .
2 ـ رسالة شهر رمضان من خلال الصوم عن الأكل و الشرب هو دعوتك إلى إطعام المساكين والفقراء و الجائعين و الذين لا يجدون ما يسدوا به الرمق وعليك إن كنت من أهل الإيمان و الإسلام و الإحسان السعي على معرفتهم و إطعامهم و إن لم تستطيع الإطعام فمن الإسلام أن تدل الأغنياء على إطعام الجائعين لأن الكثير من الأثرياء يبحثون عن المساكين الجياع الحقيقيين وليس المزيفين المحتالين لأن رسول الله قال :
"إن الدال على الخير كفاعله " رواه الترميذي في سننه عن أنس بن مالك وصححه الألباني . ومن خلال هذا الحديث نفهم أن الإسلام دين يسر و ليس دين عسر و يجد حلول لكل مشكلة فالذي لا يستطيع فعل الخير يدعوه الإسلام أن يدل الآخرين على فعل الخير و يشبههم بالفاعلين لمجرد أنهم قاموا بعملية بسيطة و هي الإشارة إلى المكان الموجد فيه الأشخاص المحتاجين لهذا الخير ويكون أجر فاعل الخير مثل الذي دل عليه وهذا يخلق في المجتمع جو عائلي و إجتماعي غزير بالخير واليمن و البركات ويشجع على أعمال البر و الإحسان .
3 ـ رسالة شهر رمضان من خلال الصوم عن الأكل و الشرب هو دعوتك إلى النشاط مع جمعية لإطعام عابري السبيل أو المساكين في رمضان أو غير رمضان في مدينتك أو أي مكان آخر يطلب فيه منك الإغاثة و العون لإطعام المشردين مثلا أو المنكوبين.
والجمعيات الخيرية كثيرة اليوم تستطيع الإنخراط فيها لكي تصبح عضو فعال وإيجابي في المجتمع .
4 – رسالة شهر رمضان من خلال الصوم عن الأكل و الشرب تعلم الجوع لأن جوع يجعلك تشتهي الطعام وتعرف قيمته ولذته و نعم الله عليك فيزيد إيمانك فتشكر الله على النعيم فيحبك الله لأن الله يحب أن يرى نعمه عليك و المؤمن يفعل ما يحب الله ودليل ذلك ما رواه في المستدرك على الصحيحين أبوعبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري في كتاب الأطعمة الجزء الخامس عن قتادة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" كلوا واشربوا وتصدقوا في غير سرف و لامخيلة إن الله تعالى يحب أن يرى اثر نعمته على عبده ".
فمن خلال الحديث يتضح أن الشرب و الأكل مرتبط بالصدقة فلهذا فالرسالة واضحة من
خلال الصوم عن الأكل و الشرب أن نتصدق و لا نشعر بالحرج بتناول الأطعمة اللذيذة و الأشربة الحلال المتنوعة فالتمتع بنعمة الطعام والشراب الذي لا إسراف فيه و لا يوجد فيه تبذير محمود ويحب الله رؤية نعمه على عباده ورمضان مدرسة في مجال معرفة نعم الله .
5 ـ رسالة شهر رمضان من خلال الصوم عن الأكل و الشرب فكر في الصوم بعد رمضان سواء في الأيام البيض أو الإثنين و الخميس المهم تعلم الصوم لنيل الأجر و الثواب من الله من أجل الدخول إلى الجنة من باب الريان.
ثم بعد الدخول من باب الريان فإن الله أعلم إلى أي جنة تستحق هل هي جنة المأوى أو جنة الخلد أو جنة عدن أو جنة الفردوس ؟ الله أعلم أيها تستحق .
وهذه الأخيرة أي جنة الفردوس هي أحسن الجنان و أعلى الجنان تستطيع الوصول إليها بكثرة الصيام والصلاة وصالح الأعمال .
6 ـ رسالة شهر رمضان من خلال الصوم عن الأكل و الشرب اسعى إلى إطعام الطعام لأنه من أعظم الأعمال وأجل أبواب الخير وهناك حديث رواه الإمام مسلم, وفي باب إطعام الطعام.
فإذا أطعمت طعاماً تبتغي به وجه الله عز وجل فهذا العمل من أعظم الأعمال في الإسلام, لأن رَجُل سأل النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
" أيُّ الإسلامِ خيرٌ؟ قال : تُطعِمُ الطعامَ، وتَقْرَأُ السلامَ على مَنْ عَرَفْتَ ومَنْ لم تَعرِف"
خرجه البخاري ومسلم والنسائي عن عبد الله بن عمرو بن العاص.
ومن خلال الحديث يبدو جليا أن هناك خير عظيم في إطعام الطعام وأن من يعلمك الإطعام و الجود هو الصيام فرسالة شهر رمضان من خلال الصوم عن الأكل و الشرب واضحة ولهذا اجتهد بعد رمضان في إغاثة الجياع وأطعمهم بما تيسر عندك لأن الكريم يجود بما عنده لأن إطعام الطعام من أسباب التقرب إلى الله إذا كان لوجه الله .
7 ـ رسالة شهر رمضان من خلال الصوم عن الأكل و الشرب لا تكن أنانيا في سائر الشهور القادمة لا تنسى الآخرين ولا يكن همك بطنك فقط بل فكر في بطون البائسين في مجتمعك وإذا قررت إقامة وليمة لا تنسى المساكين فعن أبي هريرة رضي الله عنه في صحيح مسلم في كتاب النكاح :" شر الطعام طعام الوليمة يدعى له الأغنياء و يترك المساكين .
وذكر هذا الحديث في موطأ الإمام مالك في كتاب النكاح وذكره ابن ماجة في كتاب النكاح و الدارمي في سننه في كتاب الأطعمة .
والحديث يحذر من ترك المساكين المحتاجين لطعام و دعوة الأثرياء الذين لا يحتاجون الطعام لأن ثرواتهم تسمح لهم بأكل أغلى الأطعمة وما تشتهي أنفسهم عكس المساكين الذين لا يكسبون قوت يومهم .
8 ـ رسالة شهر رمضان من خلال الصوم عن الأكل و الشرب لا تفكر فقط في البشر في مسألة الإطعام فحتى الحيوانات يجب أن تسعى لإطعامها أوسقيها فهي أيضا تشعر بالعطش و الجوع وفيها أجر عظيم فهناك حديث متفق عليه يحذر من عواقب البخل و منع الطعام فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال :"عذبت إمرأة في هرة ،سجنتها حتى ماتت ، فدخلت فيها النار ، لا هي أطعمتها ،
ولا سقتها إذ حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض "
فمن خلال الحديث يتضح أنه تنبيه و تحذير و رسالة شهر رمضان من خلال الصوم عن الأكل و الشرب تعزز هذا التحذير من فعل أشياء تدخلك النار بل افعل كما الحديث التالي الذي أخرجه البخاري ومسلم و أبو داود ومالك في الموطأ :
" بينما رجلٌ يَمشي بطريق اشْتَدَّ عليه الحر، فوجد بئراً، فنزل فيها فشرب، ثم خرج، فإذا كلبٌ يَلْهَثُ، يأكل الثَّرَى من العطش، فقال الرجلُ : لقد بلغ هذا الكلبَ من العطشِ مثلُ الذي بلغَ مِني، فنزل البئر، فملأَ خُفَّهُ ماء, ثم أمسكه بفيه ِ، حتى رَقِيَ، فسقى الكلبَ، فشكرَ اللهُ له، فغفر له، قالوا: يا رسول الله ، إِن لنَا في البَهَائِمِ أجرا؟ فقال: في كُلِّ كَبدٍ رَطبَةٍ أجرٌ "
فمن خلال الحديث الشريف يتضح رسالة شهر رمضان من خلال الصوم عن الأكل و الشرب هو السعي لخدمة الإنسان و رحمة الحيوان فالرجل رغم أنه لم يكن له دلو لسقي الكلب إن أنه إستعمل الخف لملء الماء لأنه يسعى لإيجاد الحلول و ليس لخلق العوائق واليأس عند فعل الخير .
هذا ما وفقني الله في كتابته عن رسالة شهر رمضان الكريم المعظم من خلال الصوم عن الأكل و الشرب مع أنني سأكتب تتمة لهذا الموضوع لأنه ذو شجون وأسال الله أن يوقفني في الإتمام فإن أصبت فمن الله و إن أخطأت فمن نفسي و الشيطان أللهم أرنا الحق حقا و أرزقنا إتباعه و أرنا الباطل باطلا و أرزقنا اجتنابه .الرجاء تنبيهي إلى أي خطأ سواء إملائي أو في الأحاديث أو الأفكار أو الأسلوب ولكم مني الشكر وجزاكم الله خيرا أيها القراء وزادكم الله بسطة في العلم والعمل الصالح والسلام عليكم ورحمة الله بركاته .