فائدة عظيمة في العقيدة الشيخ الدكتور عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد 2024.

السلام عليكم ورحمة الله

فائدة عظيمة في العقيدة
قال الشيخ الدكتور عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد -حفظه الله- في شرحه للقواعد الأربع:
"وهنا انتبه إلى لطيفة عجيبة في هذه الآية في سورة البقرة وسور أخرى، يقول الله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ﴾ ويُتبع ذلك بقوله: ﴿قُلْ﴾ لهم كذا، لأنه عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامْ واسطة في إبلاغ الدين ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ۖ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ﴾، ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى﴾، ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَىٰ ۖ قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ﴾، إلى غير ذلك من الآيات. هنا في هذه الآية قال: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي﴾
لم يقل: (قل)، لا توجد هنا (قل)، ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ﴾
لأن التوجه إلى الله توجه بلا واسطة.أينما تكون في الدنيا واحتجت إلى حاجة سل الله بدون واسطة، لا تبحث عن وسطاء، مباشرة اتجه إلى الله، اسأله مباشرة، ارفع يديك أينما كنت في الدنيا، حتى لو كنت في كهف مظلم، وفي صخرة مُطْبقة عليك في مكان مظلم توجه إليه، يراك رب العالمين ويطلع عليك ويكشف كربتك ويزيل همك، ويرزقك من حيث لا تحتسب، الأمور بيده والملك ملكه والخَلْق خَلْقه -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-.

"الشريط الثاني من شرح القواعد الأربع"

بارك الله فيك

شرح أذكار الطهارة و الصلاة الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله 2024.

شرح أذكار الطهارة و الصلاة


الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر حفظهما الله

يحتوي على 4 أشرطة :

الشريط الأول : ــــــــــــــــــــــــــ للتحميل اضغط هنا
الشريط الثاني : ــــــــــــــــــــــــــ للتحميل اضغط هنا
الشريط الثالث : ــــــــــــــــــــــــــ للتحميل اضغط هنا
الشريط الرابع : ــــــــــــــــــــــــــ للتحميل اضغط هنا

لتحميل البطاقات الدعوية لأقوال السلف و فتاوى العلماء اضغط هنا

لتحميل المتون والكتب العلمية الصوتية اضغط هنا

منقول من التصفية والتربية
https://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?p=53118#post53118

للتذكيييييييييييييييييييييييير

بارك الله فيك على الموضوع

وفيك بارك الله اخي نبيل

بارك الله فيك

ثلاث وصايا نبويَّة عظيمة للشيخ د.عبد الرزاق البدر 2024.

ثلاث وصايا نبويَّة عظيمة

لقد جمع الله ـ جلَّ وعلا ـ لنبيِّنا صلى الله عليه وسلم بديعَ الكلِم، وجوامع الوصايا، وأكمل القول وأتمَّه وأحسنَه، ومن كان ذا صلةٍ وثيقةٍ بالسُّنة وهديِ خير العباد ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ فاز في دنياه وأخراه.
وهذه وقفةٌ مع وصيَّةٍ وجيزةٍ وموعظةٍ بليغةٍ مأثورةٍ عن نبيِّنا الكريم ـ عليه الصَّلاة والسَّلام ـ جمعت الخير كلَّه ووفَّته؛ ففي «مسند الإمام أحمد»، و«سنن ابن ماجه» وغيرهما من حديث أبي أيُّوب الأنصاري رضي الله عنه أنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: عِظْنِي وَأَوْجِزْ، وفي رواية عَلِّمْنِي وَأَوْجِزْ، فَقَالَ ـ عليه الصَّلاة والسَّلام ـ: «إِذَا قُمْتَ فِي صَلَاتِكَ فَصَلِّ صَلَاةَ مُوَدِّعٍ، وَلَا تَكَلَّمْ بِكَلَامٍ تَعْتَذِرُ مِنْهُ غَدًا، وَأَجْمِعِ اليَأسَ مِمَّا فِي يَدَيِ النَّاسِ»(1) وهو حديثٌ حسنٌ بما له من شواهد؛ وقد جمع هذا الحديث العظيم ثلاثة وصايا عظيمةً جمعت الخير كلَّه، مَن فهمها وعملَ بها حازَ الخير كلَّه في دنياه وأخراه.
الوصيَّة الأولى: وصيَّةٌ بالصَّلاة والعناية بها وحسن أدائها.
والوصيَّة الثَّانية: وصيَّةٌ بحفظ اللِّسان وصيانته.
والوصيَّة الثَّالثة: دعوةٌ إلى القناعة وتعلُّق القلب بالله وحده.
في الوصيَّة الأولى: دعا نبيُّنا ـ عليه الصَّلاة والسَّلام ـ من قام في صلاته ـ أي شرع فيها ـ أن يصلِّي صلاةَ مودِّعٍ، ومن المعلوم لدى الجميع أنَّ المودِّع يستَقصي في الأقوال والأفعال ما لا يستَقصي غيرُه، وهذا معروفٌ في أسفار النَّاس وتنقُّلاتهم؛ فمن ينتقل من بلدٍ على أمل العودة له ليس شأنه كشأن من ينتقل منه على أمل عدم العودة إليه، فالمودِّع يستقصي ما لا يستقصي غيره، فإذا صلَّى العبد صلاته مستحضرًا أنَّها صلاته الأخيرة، وأنَّه لن يصلِّيَ غيرها جَدَّ واجتهد فيها، وأحسنَ في أدائها، وأتقنَ ركوعَها وسجودَها وواجباتِها ومستحبَّاتِها.
ولهذا ينبغي على عبد الله المؤمن أن يستَحضر هذه الوصيَّة في كلِّ صلاةٍ يصلِّيها؛ يصلِّي صلاته صلاةَ مودِّع، يستَشعر من خلال ذلك أنَّها الصَّلاة الأخيرة، وأنَّه لن يصلِّيَ بعدها، فإذا استشعر ذلك دعاه هذا الاستشعار إلى حسن الأداء، وتمام الإتقان.
ومن أحسنَ في صلاته ساقته إلى كلِّ خيرٍ وفضيلة، ونهته عن كلِّ شرٍّ ورذيلةٍ، وعُمِر قلبُه بالإيمان، وذاق بذلك طعمَ الإيمان وحلاوته، وكانت صلاتُه قرَّةَ عينٍ له، وراحةً وأُنسًا وسعادةً.
والوصيَّة الثَّانية: وصيَّةٌ بحفظ اللِّسان، وأنَّ اللِّسانَ أخطر ما يكونُ على الإنسان، وأنَّ الكلمةَ إذا لم تخرُج فإنَّ صاحبَها يملكها، أمَّا إذا خرجَت من لسانه ملكَتْه وتحمَّل تَبِعاتِها، ولهذا قال ـ عليه الصَّلاة والسَّلام ـ: «لَا تَكَلَّمْ بِكَلَامٍ تَعْتَذِرُ مِنْهُ غَدًا»؛ أي جاهِد نفسَك على منع لسانك من كلِّ كلمةٍ تخشى أن تعتذر منها، وكلِّ كلمةٍ تتطلَّب منك اعتذرًا؛ فإنَّك ما لم تتكلَّم بها فإنَّك تملكها، وأمَّا إذا تكلَّمتَ بها ملكَتكَ.
وفي وصيَّة النَّبيِّ ـ عليه الصَّلاة والسَّلام ـ لمعاذٍ رضي الله عنه قَالَ: «أَلَا أُخْبِرُكَ بِمِلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ؟ قُلْتُ: بَلَى، يَا نَبِيَّ الله! فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ، قَالَ: كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ الله! وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَقَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ! وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ـ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ ـ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ»(2).
فاللِّسان له خطورةٌ بالغةٌ، وقد جاء في حديثٍ ثابتٍ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ، فَإِنَّ الأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ اللِّسَانَ فَتَقُولُ: اتَّقِ اللهَ فِينَا، فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ؛ فَإِنِ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا، وإِنِ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا»(3).
وقول نبيِّنا ـ عليه الصَّلاة والسَّلام ـ في هذه الوصيَّة الجامعة: «لَا تَكَلَّمْ بِكَلَامٍ تَعْتَذِرُ مِنْهُ غَدًا» فيه دعوةٌ إلى محاسبة النَّفس فيما يقوله الإنسانُ، بأن يتأمَّل فيه؛ فإن وجده خيرًا تكلَّم به، وإن وجده شرًّا امتنَع من قوله، وإن كانَ الَّذي سيقوله مشتَبهٌ عليه لا يدري أشرٌّ هو أم خيرٌ؛ يكفُّ عنه اتِّقاءً للشُّبهات، حتَّى يستبينَ له أمرُه، ولهذا قال ـ عليه الصَّلاة والسَّلام ـ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِالله واليَوْمِ الآخِرِ؛ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ»(4) ، وكثيرٌ منَ النَّاس يورِّطون أنفسَهم ورطاتٍ عظيمةً بكلمةٍ يقولونها بألسنَتهم لا يُلقُون لها بالًا، ثمَّ يترتَّب عليها من التَّبِعات في الدُّنيا والآخرة ما لا يحمَدون عاقبتَه، والعاقل منَ النَّاس من يزِن كلامَه، ويصونُ حديثَه، ولا يتكلَّم إلَّا كما قال نبيُّنا ـ عليه الصَّلاة والسَّلام ـ بكلامٍ لا يحتاج معه إلى اعتذارٍ.
وقوله: «بكَلَامٍ تَعْتَذِرُ مِنْهُ غَدًا» يحتَمل: أي عندما تقِف بين يدَي الله، أو تعتذر منه غدًا: أي من النَّاس حينما يطالبونك بتَبِعات كلامك وأقوالك.
وعلى المعنى الأوَّل؛ فله تعلُّقٌ عظيمٌ بالصَّلاة، إذ بأيِّ عذرٍ يلقى المضيِّعُ للصَّلاة ربَّه غدًا، وهي أوَّل ما سيُسأل عنه.
والوصيَّة الثَّالثة؛ فيها دعوةٌ إلى القناعة، وتعليق القلب بالله وحده، واليأس تمامًا ممَّا في أيدي النَّاس، قال: «وَأَجْمِعِ اليَأسَ مِمَّا فِي يَدَيِ النَّاس»؛ أي أجمِع قلبَك، واعزِم وصمِّم في فؤادك على اليأس من كلِّ شيءٍ في يد النَّاس؛ فلا تَرْجُه من جهتهم، وليكن رجاؤُك كلُّه بالله وحده ـ جلَّ وعلا ـ، وكما أنَّك بلسان مقالك لا تسأل إلَّا الله، ولا تطلب إلَّا من الله؛ فعليك كذلك بلسانِ حالك أن لا ترجو إلَّا الله، وأن تيأس من كلِّ أحدٍ إلَّا من الله، فتقطع الرَّجاءَ من كلِّ النَّاس، ويكون رجاؤك بالله وحدَه، والصَّلاة صلةٌ بينك وبين ربِّك؛ ففيها أكبرُ عونٍ لك على تحقيق هذا المطلب.
ومَن كان يائسًا ممَّا في أيدي النَّاس عاش حياتَه مهيبًا عزيزًا، ومَن كان قلبه معلَّقًا بما في أيدي النَّاس عاش حياته مهينًا ذليلًا، ومَن كان قلبه معلَّقًا بالله لا يرجو إلَّا الله، ولا يطلب حاجته إلَّا من الله، ولا يتوكَّل إلَّا على الله كفاه اللهُ عز وجل في دنياه وأخراه، والله جلَّ وعلا يقول: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ)[سورة الزمر : 36]، ويقول ـ جلَّ وعلا ـ: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)[سورة الطلاق : 3]، والتَّوفيق بيد الله وحده لا شريك له.

***

————–
(1) رواه أحمد (23498)، وابن ماجه (4171)، انظر: «الصَّحيحة» (401).
(2) رواه أحمد (22016)، والترمذي (2616)، وصحَّحه الألباني في «صحيح الجامع» (5136).
(3) رواه أحمد (11908)، والترمذي (2407) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، وحسَّنه الألباني في «صحيح الجامع» (351).
(4) رواه البخاري (6018)، ومسلم (47) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
https://al-badr.net/muqolat/2594

الجيريا

بارك الله فيك

بارك الله فيك

محاضرة قيمة لفضيلة الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد البدر حفظهما الله بعنوان -صفات الزوجة الصالحة 2024.

https://djelfa.info/ta8rHqrZHLc
محاضرة قيمة لفضيلة الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد البدر حفظهما الله بعنوان -صفات الزوجة الصالحة

اين المشهدات اين الردود

بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء

بارك الله فيك

بارك الله فيك

وبارك لله فيكم جميعا وغفر دنوبدكم

وقفة بمناسبة الامتحانات للشيخ عبد الرزاق البدر 2024.

وقفة بمناسبة الامتحانات


إن أبناءنا وبناتنا في هذه الأيام يستقبلون امتحاناً دنيوياً على تحصيلهم في العام الدراسي ، يُمتحنون على ما حصلوه ويُختبرون فيما تلقوه من علم وتُوَجَّهُ إليهم سؤالاتٍ في هذا الامتحان ، سؤالات لا يعرفونها على وجه التحديد لكنهم يفاجئون بها وقت الاختبار ، ثم إن لهذا الاختبار هيبةً في نفوس الطلاب بل وهيبة في نفوس الآباء والأمهات ؛ وكم هو جميل بالآباء والأمهات في إقبالهم على أبنائهم في هذه الأيام نصحاً وتوجيها ومراجعةً واستذكارا ومتابعةً للمذاكرة ، وكم هو جميل بهم وهم الحريصون على نجاح الأبناء الراغبون في فوزهم الخائفون من إخفاقهم أن يكون حرصهم عليهم في الاختبار الأعظم يوم القيامة عندما يقف هؤلاء الأبناء بين يدي الله فيسألهم عما قدموه في هذه الحياة .
ولا لوم على من يحرص على نجاح أبنائه في امتحانات الدنيا بل هذا من تمام التربية وكمال التوجيه ، لكن اللوم كلَّ اللوم أن يكون هذا هو حدود اهتمامه ومبلغ علمه وغاية نصيحته لابنه دون أن يرعاه فيما سيلقاه يوم القيامة بين يدي الله ، وقد جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : ((اللهم لَا تَجْعَلْ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا وَلَا مَبْلَغَ عِلْمِنَا)) ، وهذا فيه أن اهتمامك بالدنيا لا ملامة عليك فيه ، وإنما الملامةُ كل الملامة أن تكون الدنيا هي غاية اهتمامك ومبلغ علمك .
ثم إن على طالب العلم أن يتذكَّر بهذا الاستعداد للامتحان وجوب الاستعداد لامتحان يوم القيامة ، فإذا كُنتَ تدرك أنَّك ستُمتَحن ، وأنَّ الامتحان يتطلب استعدادًا ، وفي الامتحان سؤال وجواب ، وعلى قدر استعداد الإنسان للجواب والصَّواب في امتحانه يكون النجاح، فكذلكم الامتحان الذي يكون في القبر والذي يكون يوم لقاء الرَّبِّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ؛ فهذا الامتحان يذكِّرك بالامتحان العظيم والامتحان الأكبر الذي يكون يوم القيامة ، فإذا كانت نفسك تتهيأ وتستعد لهذا الامتحان الدُّنيوي فليكن ذلك بابًا لك يدفعك لتهيئة نفسك للاستعداد للامتحان الأخروي يوم تلقى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى . يُذكر عن الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى أنه قال لرجل : كم أتت عليك ؟ قال : ستون سنة ، قال الفضيل : فأنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك توشك أن تبلغ ، فقال الرجل : يا أبا علي إنا لله وإنا إليه راجعون ، قال له الفضيل : تعلم ما تقول ؟ قال الرجل : قلت «إنا لله وإنا إليه راجعون» ، قال الفضيل : تعلم ما تفسيره ؟ قال الرجل : فسره لنا يا أبا علي ، قال : قولك «إنا لله» تقول أنا لله عبد وأنا إلى الله راجع ؛ فمن علم أنه عبد الله وأنه إليه راجع فلْيعلم بأنه موقوف ؛ ومن علِم بأنه موقوف فليعلم بأنه مسئول ؛ ومن علم أنه مسئول فليعدَّ للسؤال جوابا ، فقال الرجل : فما الحيلة ؟ قال: يسيرة ، قال: ما هي ؟ قال الفضيل: «تُحسن فيما بقي يُغفر لك ما مضى وما بقي ؛ فإنك إن أسأت فيما بقي أُخذت بما مضى وما بقي».
وقد ثبت في الترمذي وغيره من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لَا تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ : عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ ، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ ، وَمَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ ، وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ )) ؛ إننا نعلم أننا مسئولون يوم القيامة ومختبَرون وممتحنون ، ونعلم أيضا تحديداً سؤالات ذلك الامتحان التي تُلقى على الناس يوم القيامة ، فكم هو جديرٌ بالعبد الموفق أن يجعل هذه السؤالات الخمس بين عينيه ونصْب عينيه مادام في ميدان العمل ، يتذكر سؤال الله جل وعلا له عن عمره , وسؤال الله تبارك وتعالى له عن شبابه , وسؤال الله تبارك وتعالى له عن ماله , وسؤال الله تبارك وتعالى له عن علمه ؛ إننا مسئولون حقا ، وصائرون إلى هذا الأمر حقا ، وواقفون بين يدي الرب العظيم جل وعلا وهو سائلنا ؛ فكم هو جدير بنا – إيْ والله – أن نتذكر هذا الامتحان وأن نتأمل في هذا الاختبار وأن نتذكر وقوفنا بين يدي الرب الجبار جل وعلا ونعِدَّ لهذا الامتحان جوابا وللجواب صوابا .
والواجب على طالب العلم أن تكون كُتب العلم والمذكِّرات التي تُكتب فيها مسائله ويُكتب فيها اسم الله وآيات الله وأحاديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ محترمةً عنده ، وكلَّما كان طالب العلم محترمًا لكتب العلم فإنَّ ذلكم من أسباب توفيقه وعنوان نجاحه وفلاحه ؛ أقول ذلك لأنَّ من الأمور التي توجد وخاصَّة في أيَّام الامتحانات أنَّ بعض الطُّلاب قد يستغني أو يرى عدم الحاجة إلى بعض الأوراق التي معه أو المذكِّرات التي بيده فليقيها في الأرض ، وربَّما رماها عند باب الامتحان رمياً ، أو ألقاها في الممرَّات إلقاءً، وهذا لا يليق إطلاقًا بطالب العلم ، فكُتب العلم والأوراق التي تُكتب فيها مسائل العلم أوراق محترمة ، فإذا استغنى عنها أو رأى عدم الحاجة إليها فلا يلقيها ؛ بل يضعها في الأماكن المخصَّصة للأوراق المحترمة .
والواجب على طالب العلم أن يحذر من مداخل الشَّيطان عليه في هذه الأيام بالدَّخول في مداخل حرَّمها الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عليه ونهاه جلَّ وعلا عنها ، فلا تكون رغبته في تجاوز الامتحان سببًا لتجاوز حدود الله تبارك وتعالى وتعدِّي ما نهى عنه ، فالغشُّ حرَّمه الله ، وصحَّ عن النَّبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: «مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا» ، والغشُّ في العلم أشدُّ ضررًا من الغشِّ في الطعام والشَّراب ؛ لأنَّ مقام العلم أعظم وشأنه أجلّ ، فيجب على طالب العلم أن يكون من هذا الأمر على حذر ، وأن يتَّقي الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ، ولا تكون عَيْنه في الامتحان ناظرة للمُراقب الذي يدور في قاعة الدَّرس ينظر للطُّلاب ، بل يكون نظر طالب العلم إلى الرَّقيب -سبحانه جل شأنه- الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السَّماء . فليبتعد عن الأوجه المخلّة والطرائق المشينة في أداء الامتحانات وذلك بالغِش والخديعة والمكر ونحو ذلك.
ثم إنَّ هذه الأيام أيام الاستعدادات للامتحان تكشف لك عن قدرتك العجيبة على التَّحصيل والطَّلب والحفظ والمذاكرة ؛ فترى من نفسك في هذه الأيام نشاطًا عجيباً وهمَّة عالية ودأباً عظيمًا على القراءة والحفظ والمذاكرة ، وتجد أيضًا أنَّ ذاكرتك تنشط في هذه الأيام للحفظ نشاطًا لا تعهده من نفسك ؛ وهذا ينبغي أن تستفيد منه أنَّ الله عزَّ وجلَّ منَّ عليك بهذه القدرة ؛ لكنَّ كثيراً من الناس مضيِّع لها ؛ فلديه قدرة ونشاط لكنه ليس مستفيدًا منه !! وفي قرب أيَّام الامتحان وإحساسه بدنوِّه يجدَّ هذا الجد وينشط هذا النشاط ، ولو أنَّه أمضى عامًا كاملاً في طلب العلم بهذا النشاط الذي يكون منه في أيام الامتحانات لحصَّل من العلم قدرًا عظيمًا ونصيبًا وافرا .
وإن مما ينبغي أن يُعنى به في مثل هذه الأيام : صدق الدُّعاء وتمام الالتجاء إلى الله جل وعلا بأن يحقق لأبنائنا وبناتنا النجاح في الدنيا والآخرة ، فالنّجاح بيده سبحانه والتوفيق منه جل وعلا ، فكم هو جميلٌ أن يوجَّه الابن والبنت إلى الله جل وعلا يدعوه بصدق ويلحُّ عليه بالدعاء بأن يكتبه من الناجحين وأن يجعله من الفائزين الرابحين.
وإن مما يؤكد عليه في مثل هذه الأيام : أهمية الأمانة وأن العبد يُسأل عنها يوم القيامة أمانةٌ عامة في كل جانب من جوانب حياته ؛ أمانة في العقيدة والتوحيد، وأمانة في العبادة والعمل ، وأمانةٌ في البيوع والمعاملات ، وأمانةٌ في كل أوجه ومجالات الحياة, ومن ضمن الأمانة المتأكدة التي ينبغي أن تُرْعى أمانة الطالب في أدائه لامتحاناته .
وإن مما يُنَبَّه عليه في هذا المقام : ورقةٌ تروَّج في بعض المدارس فيها أدعيةٌ محدّدة لأعمالٍ معينة ؛ فيها دعاء يقال عند المذاكرة , ودعاءٌ يقال عند دخول قاعة الامتحانات , ودعاءٌ يقال عند كتابة الإجابة , ودعاءٌ يقال عند الفراغ منها , أدعيةٌ محدّدة في كل مجال من هذه المجالات ، وهي تكلف ما أنزل الله به من سلطان ، وتخرُّصٌ لا دليل عليه ، وقولٌ على الله وفي دين الله بلا علم ، وقد قال العلماء قديما : «مَن اسْتَحْسَنَ فَقَد شَرَع » ؛ ولهذا يجب الحذر من مثل هذه الأوراق ، وإنما يُوَجَّه الطلاب عموما إلى الإقبال على الله بالدعاء وسؤاله التوفيق والنجاح دون أن يُحدَّد أمور لا دليل عليها ولا برهان من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
هذا وإني لأسأل الله جل وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يكتب لنا أجمعين النجاح في الدنيا والآخرة والفوز برضاه وأن يجنبنا سخطه إنه سميع الدُّعاء وهو أهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل.

https://al-badr.net/muqolat/2895

بارك الله فيك
وحفظ الله العلامة عبد الرزاق العباد

وفيكم بارك الله

يرفع للتذكير

يرفع للتذكير

يرفع للتذكير