توضيح لقاعدة" من كثر علمه قل إنكاره" للعلامة عبد الكريم الخضير 2024.

يقول: بعضهم يطلق قاعدة (من كثر علمه قل إنكاره) فما مدى صحتها؟ (من كثر علمه قل إنكاره) فما مدى صحتها؟
أما إن كان يحكي عن واقع، وأن العلماء لا ينزلون إلى الأسواق ولا يباشرون محافل الناس؛ لانشغالهم عن ذلك بما هو أهم، فهذا الكلام له حظ من النظر، يعني ما تجد كبار أهل العلم يغشون مجالس الناس ومحافلهم وأسواقهم التي يقع فيها المخالفات لكثرة علمه، وكثرة حاجة الناس إليهم، هذا من هذه الحيثية له وجه.
أما كون الإنسان مع كثرة علمه، كثرة علمه تؤثر في إنكاره المنكر الذي يراه، فمن وجه دون وجه، من وجه باعتبار أن الذي قل علمه، وعلم أن هذا الأمر منكر، ما عنده خيارات، ولا يعرف أقوال معارضة أو مقابلة، تورث هذه الأقوال عنده غلبة ظن أن هذا المنكر منكر أو ليس بمنكر، أو على أقل الأحوال تورث عنده شيئاً من التردد لا سيما عند قوة قول المخالف، الذي لا يعرف إلا قول واحد، من عامي أو شبه عامي، هذا ما عنده إلا هذا، حرام خلاص، ما يعرف أن الإمام الفلاني قال: لا، هذا حلال، وقال: هذا مكروه، يعني الذي عنده شيء من العلم بالأقوال، بأدلتها، لا شك أن عنده من السعة أكثر مما عند طالب العلم المبتدئ أو العامي، فإذا عرفت مثلاً أن هذا المنكر..، بعض العامة يرون أن هذا المنكر مما اختلف فيه؛ لأنهم توارثوا هذا القول من بيئتهم مثلاً، أو من واقعهم ووضعهم، تجد هذا ما عنده أدنى إشكال في كونه ينكر على هذا، ولا يتردد في كونه منكر، ما عنده مشكلة في هذا ولا يتأخر في إنكاره، لكن الذي يعرف هذا المنكر، والراجح فيه أنه حرام، لكن القول الثاني له حظ من النظر، وله وجه، لا سيما في حال دون حال، وهذه الحال لا ينطبق عليها القول بالتحريم من كل وجه.
تجد هناك سعة عند من عنده من العلم، لكن إذا ترجح عنده أن هذا الأمر محرم يلزمه إنكاره، ولو كان مباحاً عند غيره، ولو رأى غيره أنه مباح؛ لأنه إنما يفعل ما يدين الله به، عليه أن يفعل وينكر ما يعتقد، يعني يعمل بما يعتقد، لا ما يعتقده غيره، ومن هذه الحيثية تجدون أن بعض الناس قد يرمى بالتساهل في الإنكار، مع أنه قد يكون المترجح عنده أن هذا ليس بمنكر، وأن له ما يدل له، أو على أقل الأحوال أن هناك ما يعارض الدليل الذي يدل على أنه منكر، مما يخفف عنده شيء من هذا الأمر؛ لأن القول بالرجحان والمرجوحية أمور نسبية، يعني هناك من المسائل ما يصل فيها الترجيح إلى حد مائة بالمائة، هذا في الأمور القطعية التي لا يختلف فيها أحد، وهناك من الأمور ما يصل فيه الرجحان إلى تسعين بالمائة، هذا أيضاً لا بد من إنكاره؛ لأن القول المخالف لا حظ له من النظر، عشرة بالمائة لا شيء، ثم تزداد هذه النسبة إلى أن يصل أحد القولين إلى خمس وأربعين بالمائة، والثاني إلى خمسة وخمسين، هو يعتقد أن الراجح ما نسبته خمسة وخمسين، وهو الذي عليه أن يعمل به، وينكر من رآه يفعله، لكن ليس إنكاره بالمستوى الذي ينكر فيه الأمور القطعية المجمع عليها، أو الأمور التي الخلاف فيها شاذ أو ضعيف.

شكرا على الموضوع

وصايا للزَّوج الشيخ/ عبد الكريم الخضير 2024.

((حتَّى ما تجعلُ في فيّ امرأتك)) هذا من حُسْن العشرة والتَّعامُل، يعني تأخُذ اللُّقمة وتَضَعُها في فيّها، بعضُ النَّاس يَأْنَف من هذا ويَتَكَبَّر؛ لكنْ هذا لا شكَّ أنَّهُ من العِشرة بالمعرُوف، وبعض النَّاس إذا دَخَل بيته مثل الإمبراطُور ما يُريد أحد يتنفَّس، والنَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- في خِدْمَةِ أهلِهِ {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة/228]، تُريد منك احترام وتقدير مثل ما تُريد منها، هي امرأة، إنسانة كاملة الحُقُوق، ويَبْقَى أنَّ الرَّجُل هُو الرَّاعِي، وهُو القَوَّام على من تحت يَدِهِ، لا نقول إنَّ المرأة مثل الرَّجُل، لا، من المعلُوم بالضَّرُورة من دين الإسلام أنَّ الله -جلَّ وعلا- فَضَّلَ الجِنْس على الجِنْس {وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ} [البقرة/228]؛ لكن لا يعني هذا أنَّك تستغِل هذهِ القِوامة، وهذهِ الدَّرجة لِتجْعَلَها مُسَخَّرة مُذَلَّلة، لا يا أخي؛ لأنَّ الله -جلَّ وعلا- يقول: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة/228]، فلك حُقُوق ولها حُقُوق، وتُريدُها تتعامل معك باحترام وتقدير احْتَرِمْها وقَدِّرْها، هي إنسانة لها حُقُوق ولها مشاعر ولها نَفْس مِثلك، ابن عبَّاس يقول: (نِّي لأتَجَمَّلُ لها كما أُحِب أنْ تَتَجَمَّل لي) ((حتَّى ما تجعلُ في فيّ امرأتك)) يعني في فمها.

الهم أرزقنا الزوجة الصالحة
جزاك الله عنا كل الخير اخي
الله يحفظك في الدنيا والاخرة

الجيريا

وجزاك الله بمثل ما دعوت لي به

أَثَر الثَّنَاء على أَهْلِ البِدَع للشيخ عبد الكريم الخضير 2024.

سائل يقول: ما أثر الثَّناء على أهل البدع والطَّعن في أهل السُّنة في زمن الفِتَنْ؟
لا شكَّ أنَّ الثَّناء يُغرِّر بالنَّاس، الثناء يغرر بالناس، والقَدْح يُنَفِّر النَّاس، فَكونُك تُغرِّر بالنَّاس في مَدْح منْ لا يستحقّ المَدْح هذا لا شكّ أنَّهُ غِش، وكونُكَ تُنفِّر النَّاس عَمَّنْ يَنْفع النَّاس لا شكّ أنَّ هذا قَطْع طريق، يعني عالم نَفَعَ اللهُ بِهِ، وعلى الجَادَّة، ثُمّ تقول فُلان لا يُؤْخَذ العلم عنهُ هذا قَطْع طريق، على طُلاَّب العلم أنْ يَسْتَفِيدُوا من هذا العالم، وتغريرك بالثَّناء الكاذب لمن لا يستحقُّ الثَّناء هذا لا شكّ أنَّهُ غِش، وأهلُ العلم يُقرِّرُون في شرح حديث: ((الدِّين النَّصِيحَة)) ومن الغِش لوليِّ الأمر غَرُّهُ بالثَّناء الكاذب، فلا يجُوز أنْ يُغَرّ أحد بالثَّناء الكاذب، نعم بعضُ النَّاس قد يجتهد في الثَّناء عليهِ لِيَصِل إلى مصلحةٍ أعْظَم، وهذا يَسْلُكُها بعض العُلماء الذِّينَ عَاصَرْناهُم من أهل العِلْم العمل وأهل الجِهَاد والدَّعوة، يَمْدَحُون وليَّ الأمر؛ لأنَّهُ بهذا المَدْح يَنْفَتِح قَلْبُهُ ويَنْشَرِح لِأُمورٍ هي من أعمال الخير، يَنْشَرِحُ لها أكثر ممَّا لو يحصل هذا المدح، وعلى كُلِّ حال الأُمُور بِمَقَاصِدِها، فَغَرُّ المُبتدع وغَرِّ النَّاس بِهِ لا شكّ أنَّهُ غِش؛ بل منْ أعظم أنواع الغِش؛ فإذا حُرِّمَ الغِش في الدِّرهم والدِّينار، فلَأَنْ يُحرَّم في أدْيَان النَّاس من باب أولى، فَكَونُهُ يمدح فُلانْ من المُبتدعة لا سيَّما في الجانب الذِّي فيهِ البِدْعَة؛ لكنْ لو مُدِح يُجيد علم النَّحُو مثلاً وهو من الأشاعِرة يُمْدَح في هذا الباب ويُنَبَّه على ما فيهِ منْ بِدْعة هذا ما يَمْنَع إنْ شاء الله تعالى، وفي شُيُوخ أئِمَّة الإسلام في العُلُوم الأُخرى لا أعني في علم قال الله وقال رسُولُهُ في شُيُوخهم من فيه شوبُ بِدعة، وقد رَوى الأئِمّةُ وعلى رأسِهم البُخاري ومُسلم عمَّن فيهِ شَوبُ بدْعة؛ لكنْ فيما لا يُؤيِّدُ بِدْعتهُ، مع بيانْ بِدْعتِهِ، والتَّحذير منهُ في هذا الباب، فَنُفرِّق بين إذا كان العِلْم لا يُوجد إلاّ عندهُ يُؤْخَذُ منهُ هذا العِلم؛ لكنْ مع بيان الواقِع، أمَّا أنْ يُمْدَح بإطْلاَق فيُقال يُمْدَح بما فيهِ من خير ولا يُذْكر ما فيهِ من بِدْعة، لا شكَّ أنَّ هذا تَغْرِير؛ لأنَّهُ قد يُؤْخذ عنهُ ما عندهُ من بِدْعة، يَغْتَرّ من يسمع هذا المَدْح، ثُمَّ يَأْخُذ عنهُ كُلّ شيء بما في ذلك بعض ما يَعْتَقِدُهُ ويَدْعُو إليهِ منْ بِدْعة، واللهُ المُستعان.

بارك الله فيكم
قال الأوزاعي رحمـه الله: (إذا رأيتَ الرجل يمشي معَ صاحب بدعـۃٍ، و حلف أنَّـه على غيرِ رأيـه فلا تصدقـه).

بارك الله فيك على انتقاء الموضوع
و جزا الشيخ خير الجزاء

بارك الله فيكم على اثراء والمرور الطيب .

بارك الله فيك وعلى الموضوع المناسب في الوقت المناسب…

فالمنتدى يشهد في هذه الحقبة المتاخرة تزكيات ومدح بالمجان لبعض المفتونين والمتلونين وانصاف المتعالمين….وما شعروا انهم بذلك يدعون الى منكر عظيم …..نسأل الله العافية والسلامة

تعرف أخي الكريم لو كان المدح ممن يفرق بين صحيح البخاري وغيره لكان له اثر لمن أن يكون ممن يجهل العربية وابجدياتها فلا أظنه ذا قيمة ، والشاركون في هذا المنتدى ممن ينتسبون للسلفية عليهم مسؤولية عظيمة في رد الباطل وكشف أهله فليكن الجميع يدا واحدة لتحقيق ذلك والله الموفق.

بارك الله فيك يا اخي الفاضل
وجزى الله الشيخ عبد الكريم الخضير

قال الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب في الأصول الثلاثة رحمه الله : (( أن من أطاع الرسول ووحد الله لايجوز له مولاة من حاد الله ورسوله ولو كان أقرب قريب والدليل قوله تعالى : {لا تجد قوم يؤمنون بالله واليوم يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا ءاباءههم ..الأية })) ومن أعظم أنواع المحادة لله ورسوله بعد الشرك البدع ؛فتجد من يحاول هدم هذا الأصل

الأصيل من أجل أغراض دنيوية
فمن أبرز سمات هذا الأصل (معادة من حاد الله ورسوله) هي القدح في أهل البدع ومن علامات بغضهم القدح فيهم وذكر مثالبهم وذمهم وتحقيرهم
قال الأمام الشاطبي رحمه الله تعالى ((
والثالث : إجماع السلف من الصحابة والتابعين ومن يليهم على ذمها وتقبيحها والهروب عنها وعمن اتسم بشئ منها ولم يقع منهم في ذلك توقف ولا مثنوية فهو _ بحسب الأستقراء _ إجماع ثابت فدل على أن كل بدعة ليست بحق بل هي من الباطل )) أنتهى من كتاب إجماع العلماء على الهجر والتحذير من أهل الأهواء لشيخ خالد الظفيري حفظه الله.

وقال الأمام إسماعيل بن يحيى المزني
(( فمن ابتدع منهم ضلالا كان على أهل القبلة خارجا ومن الدين مارقا ويتقرب إلى الله عز وجل بالبراءة منه ويهجر ويحتقر وتجتنب غدته فهي أعدى من غدة الجرب
ثم قال : هذه مقالات وأفعال اجتمع عليها الماضون الأولون من أئمة الهدى )) أنتهى من كتاب إجماع العلماء على الهجر والتحذير من أهل الأهواء لشيخ خالد الظفيري حفظه الله

بارك الله فيكم

جزيت عنا خير الجزاء

أحببت هذا الأثر فآثرت إعادته

قال الأوزاعي رحمـه الله: (إذا رأيتَ الرجل يمشي معَ صاحب بدعـۃٍ، و حلف أنَّـه على غيرِ رأيـه فلا تصدقـه).

أي والله إن الثناء على اهل البدع ليغرر بالناس. فالحذر الحذر.
بارك الله في لشيخ .
جزاك الله خيرا أخي متبع السلف.

وجزاكم جميعا خير الجزاء وأوفاه على المرور والدعاء

بارك الله فيك , وجعل هذا المجهود في ميزان حسناتك .

المؤمن كالجمل الأنف. الشيخ: عبد الكريم بن عبد الله الخضير. 2024.

الجيريا

********************************************

تفضلوا بزيارة موقع الشيخ الدكتور عبد الكريم بن عبد الله الخضير حفظه الله

الجيرياإضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.الجيريا

********************************************

اضغط هنا لتحميل الفائدة
الجيريا الجيريا الجيريا
بسم الله الرحمن الرحيم

https://www.khudheir.com/text/5444

المؤمن كالجمل الأنف
الشيخ: عبد الكريم بن عبد الله الخضير
((فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما قيد انقاد)) يعني سهل القياد، لا ينتصر لحظوظ نفسه ويعاند ويصر، لا، يتبع الحق حيثما انقيد حيثما قيد بالحق انقاد، كالجمل الأنف الذي يجعل الزمام في أنفه ويجر به، هذا الجمل الذي خرم أنفه، ووضع فيه القياد –الزمام- وقيد به لا يستطيع أن يخالف قائده، فعلى هذا المؤمن ينقاد حيثما قيد بالنصوص، لا أنه مغفل يجر حيثما أراد من أراد أن يجره، ويستهويه من حيث من أراد أن يجلبه إلى هواه، لا، المؤمن كيس فطن ومع ذلك سهل القياد، وقد جاء في الحديث: ((لينوا بأيدي إخوانكم)) ومن الناس من هو وإن انتسب إلى الإسلام من هو عسر الطبع، بحيث يكون معانداً في كل ما يؤمر به، كما قال بعضهم: السهل يوطأ، ولا شك أن الإنسان إذا دعي إلى الحق عليه أن يستجيب، وليس له خيرة، فينقاد لأمر الله وأمر رسوله، ومن يأمر بهما.
المصدر: شرح: مقدمة سنن ابن ماجه (6)

السلام عليكم

بارك الله فيك على النقل الطيب
سبق وصادفني هذا الحديث ورايت من يضعفه لكني وعملا بنصيحة الاخوة
الافاضل هنا احنكمت لاصحاب الحجة القوية حيث قال فيه الشيخ الألباني ( حسن ) انظر حديث رقم : 6669 في صحيح الجامع
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما يعلمنا ويزيدنا في العلم والعمل والهدى والتقى والعفاف إنه سميع قريب وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه أجمعين


و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.
أحسنت أختي الكريمة و جزاك الله خيرا على اضافة تخريج للحديث.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم ونفع بكم

لم يسبق لي أن قرأت الحديث

جزاكم الله خيرآ على الافادة

والشكر موصول للاخت زينب لانها اضافت تخريج الحديث…جزاكِ الله خيرآ

تجربة الشيخ الخضير في التعليق على تفسير القرطبي في اثنين وعشرين سنة 2024.

على هذا الرابط وفيه بيان جلد الشيخ على بذل العلم:
https://safeshare.tv/w/KADarAVqIN

أَسْبَابُ السَّعادة الشيخ/ عبد الكريم الخضير 2024.

أَسْبَابُ السَّعادة
الشيخ/ عبد الكريم الخضير

الذي يجعل الإنسان سعيداً وأسبابُ السعادة هي؛ بل من أعظمها، أسبابُ السعادة بالنسبة لهذه الحياة الدنيا في الإيمان بالله -جل وعلا-، وبتحقيق توحيده، ونفي الشرك بجميع صوره وأشكاله الظاهر منه والخفي هذه هي أسباب السعادة مع العمل الصالح، وهذه الحياة الطيبة إنما تكون بذلك، والضيق والحسرة التي تمر بالإنسان إنما هي من وساوس الشيطان؛ ليُزيِّن له الأعمال القبيحة، ويذكر واحد من الإخوان أنَّهُ سافر إلى بلد لا يعرفه فيها أحد ولا يعرف أحداً، فقال: إنه فِي هذهِ الوحدة ولا يوجد من يُؤنسهُ ويقول: إنِّ بعض الناس قال له إنَّ الدخان يوسِّع الصدر، يقولُ: فاشتريتهُ فوضعتهُ في فمي ما أدري إيش يسمُونَهُ المُهم أنَّهُ زاولهُ يقول من أول شفطه أُصبتُ بكحةٍ دائمة وشرق بذلك وسجّرهُ في دورة المياه، فالشيطان لا شك أنه يُوسوس للناس ويُلَبِّس عليهم، وتسمعون كلام بعض الشباب يقولون: نبي نستأنس، والأُنس كله في طاعة الله، ولا أعظم من لذَّة المناجاة إذا حصلت للإنسان، فالأنس كله في طاعة الله -جل وعلا- وأما من لم يرد الله له الهداية فكأنما ترك كما قال الله -جل وعلا-: {يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} [الأنعام/125] وهذه الآية فيها العجب حيث أثبتت التجربة أن كلما ارتفع الإنسان عن مستوى سطح الأرض يضيق معه الصدر؛ ولذلك يُوصي الأطباء من كان في قلبه شيء من المرض الحسِّي أنْ لا يقصد الأماكن المُرتفعة، أن لا يقصد الأماكن المرتفعة، على كل حال ضيق الصدر سببه وسواس من الشيطان، والبُعد عن الله -جل وعلا- وعن ذكر الله، وعن تلاوة كتابه على الوجه المأمور به، فإذا حصل لك مثل هذا الضيق قم وتوضأ وأحسن الوضوء وصلِّ ركعتين واقرأ في كتاب الله ما تيسر لك ويزول إن شاء الله تعالى.

الجيريا

نسأل الله أن يشرح صدورنا
جزاكم الله خيرا

أين النية الصالحة عند كثير من الناس؟ للشيخ عبد الكريم الخضير 2024.

تجِد الإنسان يُمضِي السَّنة في العمل الذِّي كان يُنْتَهى منهُ في شهر، ويُمْضِي الشَّهر في العمل الذِّي كان يُنْتَهى منهُ في أُسبُوع وهكذا، وهذا ظاهر، كثيرٌ من النَّاس تَطلعُ عليه الشَّمس وتغرب ما استفاد فائدة، هذا من نَزْعِ البركات، كثيرٌ من النَّاس يُسَوِّف اليوم غداً بعد غدٍ وهكذا، إلى أنْ تنتهي السَّنة ما صنع شيء، لماذا يا فُلان لا تُجِدّ في طلب العلم؟ والله -إن شاء الله- في بداية السَّنة، جاءت بداية السَّنة، والله تصرّمت الأيَّام لعلَّنا بعد رمضان -إن شاء الله- نتفرَّغ، بعد رمضان نبي نحج إذا رجعنا وهكذا، تذهب الليالي والأيام دُونَ فائِدة، و إلاَّ فالبركةُ موجُودة عند من يستفيدُ من وقتِهِ، يعني من جَلَسْ بعد صلاة الصُّبح إلى العاشِرة أو إلى الحادية عشرة، ماذا يُنْجِز من الأعمال؟ نعم، الشيء الكثير؛ لكنْ من نام بعد صلاة الصُّبح إلى الظُّهُر ماذا يستفيد من بَقِيَّة وقتِهِ؟ لا شيء، وهذا حال كثيرٍ من النَّاس، وكثيرٌ من النَّاس تنتهي أوقاتُهُم من بعد صلاة الصُّبح للاستعداد للدَّوام؛ ثُمَّ الطَّريق إلى الدَّوام يحتاج إلى وقت؛ ثُمَّ الدَّوام يستغرق جل الوقت، ولاشكَّ أنَّ العمل في مصالح المُسلمين العامَّة أمرٌ لابُدَّ منهُ، وهو عملُ خير مع النِّيَّةِ الصَّالحة؛ لكنْ أين النِّيَّة الصَّالحة عند كثيرٍ من النَّاس؟ إذا لم تُوجد النِّيَّة الصَّالحة فهو ضياع وقت، بغضِّ النَّظر عن كونِهِ يجلب الرَّاتب، أو يُوفِّر شيء من حُطام الدُّنيا، واللهُ المُستعان.

شكراااا بارك الله فيك

شكرا لك……….

حفظ الله الشيخ عبد الكريم وجزاه عنا خيرا

بارك الله فيكم

بارك الله فيكم على المرور الطيب ونفعنا الله جميعا بما نكتب ونقٍرأ

الله المستعان
بارك الله فيك

يرفع لأهمية صلاح النية في كل عمل

شكرااااااااااااااااا

مشكوررر اخييييييييي

يرفع للفائدة لعلها تنفعنا في إخلاص العلم قبل حلول الأجل.

اعتَنِ بِصَلَاحِ قَلبِك الشيخ/ عبد الكريم الخضير 2024.

((أَلَا وإنَّ في الجَسَدِ مُضغَة)) يعني بِقَدرِ قِطعة من اللَّحم بِقَدرِ مَا يَمضَغُهُ الإنسَان، بِقَدرِ اللُّقمَة، يعني ما هو بكبيرة؛ ((إذا صَلَحَت)) هذهِ المُضغَة؛ ((صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذا فَسَدَت، فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وهِيَ القلب)) القلب شأنُهُ عَظِيم، وفَسَادُهُ خَطِير، ومَرَضُهُ شَرٌّ مُستَطِير، وكَثِيرٌ من النَّاس يَعِيش بينَ النَّاس وقَلبُهُ مَمسُوخ وهُوَ لَا يَشعُر!- نَسأَل الله السَّلامة والعَافِيَة – وقَد يَكُون مِمَّن يَنتَسِبُ إلى العِلم، أو إلى طلب العلم، يعني لا نُكَابِر! يَعِيش بينَ النَّاس بقَلبٍ مَمسُوخ – نعم – وش المانع! لِكَثرَةِ مَا يُزَاوِلُهُ ويَنتَهِكُهُ مِن مُحَرَّمَات، فَالقَلب تَنبَغِي العِنَايَةُ بِهِ، العنَايَةُ بالقَلب في غَايَةِ الأَهَمِّيَّة، وجَمِيع خِطَابِ الشَّرع مُوَجَّه إِلَى القَلب {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [(88-89) سورة الشعراء] فَالقَلب شأنُهُ عَظِيم، فَعَلى المُسلِم لَا سِيَّما طَالِبُ العِلم أن يُعنَى بِصَلَاحِ قَلبِهِ، هُناك أَمرَاض للقُلُوب، وهُنَاكَ أَدوِيَة لِلقُلُوب، وخَيرُ ما يُدَاوَى بِهِ القَلب المَرِيض بالقُرآنِ الكَرِيم، بِقِرَاءَتِهِ على الوَجه المَأمُور بِهِ بالتَّرتِيل والتَّدَبُّر، أيضاً الارتِبَاط بِالله -جَلَّ وعَلَا- بِالأَذكَار، بِنَوَافِل العِبَادَات مِنَ الصِّيَامِ والقِيَام، وأَن يُعِينَ على نَفسِهِ بِكثرَةِ السُّجُود، المَقصُود أنَّ هُناك أُمُور تُعِينُ على صَلَاحِ القَلب ((وإذا فَسَدَت، فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وهِيَ القلب) القَلب بِمَنزِلة المَلِك، والجَوارِح أَعوَان لِهَذَا المَلِك؛ فَإِذَا كانَ المَلِك صَالِح؛ وَجَّه هؤُلَاء الأعوَان إِلَى مَا يُصلِح، وإذا كانَ المَلِك فَاسِد؛وَجَّه الأَعوَان إلى ما يُفسِدُ ويَضُر ((إذا صَلَحَت؛ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذا فَسَدَت، فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وهِيَ القلب)).

بارك الله فيك اخي الكريم

وبارك فيك أيضا على المرور والدعاء

الجيريا

استغفر الله لي و لكم

* عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ : "لَيْسَ الْعِلْمُ مِنْ كَثْرَةِ الْحَدِيثِ ، وَلَكِنَّ الْعِلْمَ مِنَ الْخَشْيَةِ" . (1)

* وَرَوَى ابْنُ بَطَّةَ عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ كَتَبَ إلَى أَبِي مُوسَى : "أَنَّ الْفِقْهَ لَيْسَ بِسِعَةِ الْهَذَرِ وَكَثْرَةِ الرِّوَايَةِ ، إنَّمَا الْفِقْهُ خَشْيَةُ اللَّهِ" . (2)

* وقال إبراهيم الخواص : "ليس العلم بكثرة الرواية , إنما العالم من اتبع العلم واستعمله ، واقتدى بالسنن , وإن كان قليل العلم" . (3)

* قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ : "شِرَارُ عِبَادِ اللَّهِ يَنْتَقُونَ شِرَارَ الْمَسَائِلِ يُعْمُونَ بِهَا عِبَادَ اللَّهِ" . (4)

وَقَالَ مَالِكٌ : "الْعِلْمُ وَالْحِكْمَةُ نُورٌ يَهْدِي اللَّهُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ ، وَلَيْسَ بِكَثْرَةِ الْمَسَائِلِ" . (6)

وَقَالَ مَالِكٌ : "قَالَ بَعْضُهُمْ : مَا تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ إلا لِنَفْسِي مَا تَعَلَّمْتُهُ لِيَحْتَاجَ إلَيَّ النَّاسُ" . (7)

* وعَنْ مَسْرُوقٍ -رَحِمَهُ اللهُ- قَالَ : "كَفَى بِالْمَرْءِ عِلْمًا أَنْ يَخْشَى اللهَ ، وَكَفَى بِالْمَرْءِ جَهْلاً أَنْ يُعْجَبَ بِعَمَلِهِ" . (8)

* وَقَالَ الشَّافِعِيُّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- : "زِينَةُ الْعِلْمِ الْوَرَعُ وَالْحِلْمُ" . وَقَالَ أَيْضًا : "لا يَجْمُلُ الْعِلْمُ وَلا يَحْسُنُ إلا بِثَلاثِ خِلالٍ : تَقْوَى اللَّهِ , وَإِصَابَةِ السُّنَّةِ , وَالْخَشْيَةِ . وَقَالَ أَيْضًا : "لَيْسَ الْعِلْمُ مَا حُفِظَ , الْعِلْمُ مَا نَفَعَ" . (9)

(1) الدر المنثور للسيوطي.
(2)الآداب الشرعية لابن مفلح.
(3)الرسالة القشيرية.
(4) الآداب الشرعية لابن مفلح.
(5) الآداب الشرعية لابن مفلح.
(6) الآداب الشرعية لابن مفلح.
(7) الآداب الشرعية لابن مفلح.
(8)
الدر المنثور للسيوطي.
(9) الآداب الشرعية لابن مفلح.

استغفر الله لي و لكم

قال سفيان الثوري رحمه الله:

" إياك وما يفسد عليك عملك فإنما يفسد عليك عملك الرياء، فإن لم يكن رياء فإعجابك بنفسك حتى يخيل إليك أنك أفضل من أخ لك !!

وعسى أن لا تصيب من العمل مثل الذي يصيب ؛ ولعله أن يكون هو أورع منك عما حرم الله وأزكى منك عملا ، فإن لم تكن معجبا بنفسك.!

فإياك أن تحب محمدة الناس ومحمدتهم أن تحب أن يكرموك بعملك ويروا لك به شرفا ومنزلة في صدورهم أو حاجة تطلبها إليهم في أمور كثيرة ، فإنما تريد بعملك زعمت وجه الدار الآخرة لا تريد به غيره ..

فكفى بكثرة ذكر الموت مزهدا في الدنيا ومرغبا في الآخرة ، وكفى بطول الأمل قلة خوف وجرأة على المعاصي، وكفى بالحسرة والندامة يوم القيامة لمن كان يعلم ولا يعمل ".

[حلية الأولياء(6/391)]

هدانا الله و إيّاكم

و السّلام عليكم و رحمة الله

الاستدلال بالخفي وترك الظاهر للشيخ عبد الكريم الخضير 2024.



تجد بعض الناس المسألة فيها دليل صحيح صريح، ويعمد إلى نص فيه احتمالات أكثر من احتمال، ويستدل به بالاحتمال المرجوح في مقابل الاحتمال الراجح، وفي مقابل النص الذي لا احتمال فيه، فيتبع المتشابه، وهؤلاء الذين يتبعون المتشابه هم الذين في قلوبهم زيغ، فليحذرهم المسلم، وتقرؤون وتسمعون في الأيام المتأخرة من يعمد إلى مثل هذا، فتجده يعرض عن النص الصحيح الصريح النص في المسألة ويعمد إلى نص فيه ما فيه، ويقدمه على النص الصحيح الصريح، نعم من أئمة الإسلام الذين لا يشك في قصدهم وإخلاصهم من يقع له مثل هذا، يعني مسألة من ألف مسألة مثلاً تقع على إمام مجتهد قصده نصر الحق، مثل هذا ينزل عليه الحديث؟ لكن الآن من الناس من يكتب ليس له إلا المتشابه، يعني ما يعمد إلا إلى المتشابه، يعني مثال ذلك حينما يقول الحنفية: وقت صلاة العصر يبدأ من مصير ظل الشيء مثليه، عندنا في صحيح مسلم: ((ووقت صلاة العصر من مصير ظل الشيء مثله)) هذا نص وصحيح وصريح في المسألة، ويقرأه الحنفية، ومع ذلك يقولون: لا، مصير ظل الشيء مثليه، بدليل حديث: ((مثلكم ومثل من قبلكم كمثل رجل استأجر أجيراً من أول النهار إلى الزوال بقيراط، ثم استأجر أجيراً من الزوال إلى وقت العصر بقيراط، ثم استأجر أجيراً من وقت العصر إلى غروب الشمس بقيراطين، فاحتج اليهود والنصارى فقالوا: نحن أكثر عملاً وأقل أجراً)) يعني اليهود اشتغلوا إلى نصف النهار، والنصارى اشتغلوا إلى وقت العصر، وهذه الأمة كمن اشتغل من وقت العصر إلى غروب الشمس، فهم يقولون: نحن أكثر عملاً وأقل أجراً؟ قالوا: إن النصارى يقولون: نحن أكثر عملاً، إذاً الظهر أطول من العصر، فالعصر إذاً ما يبدأ إلا من مصير ظل الشيء مثليه، يعني هذا الدليل وهذا اللف كله من أجل أن يقدم على حديث: ((ووقت صلاة العصر من مصير ظل الشيء مثله)) هل نقول: إن مثل هؤلاء العلماء يتتبعون المتشابه؟ يعني مسألة من ألوف مؤلفة من المسائل، نعم لو كان المذهب كله مبني على مثل هذا في مقابل النصوص الصحيحة نقول: يتبعون المتشابه، لكن مسألة من ألوف مؤلفة من المسائل، وهم ينصرون ما يرونه حقاً، أما عندنا أناس يكتبون في كل المسائل بهذه الطريقة من أجل طمس الحق الصحيح الصريح، هؤلاء الذين يحذر منهم، أما إذا وقع في فقه العالم في مسألة أو مسألتين أو مسائل من ألوف مؤلفة من المسائل، هذا لا يظن به أنه يتتبع المتشابه، نعم قد يقع في المتشابه، لكن لا يظن به أنه يتتبع المتشابه، في كل شيء، يعني إرادة طمس الحق الصحيح الصريح بالمتشابه لا شك أنه داخل في مثل هذا.

المصدر: شرح: مقدمة سنن ابن ماجه (7)

♪♫♪♪♫♪♪♫♪♪♫♪


الجيريا


█║▌│▌║║█│║▌║║▌│▌

حُدُود الوَسَطِيَّة ومفهُومها الشيخ/ عبد الكريم الخضير 2024.

أثابكم الله.. هذا سؤال من أحد الأخوة الحضور يسأل عن حُدُود الوَسَطِيَّة ومفهُومها، يقول: لأنَّ من النَّاس منْ يَذُمّ التَّمييع والتَّساهُل ويهرب طالباً الوسطيَّة وإذا هو يسقط مع الجانب الآخر وهو جانب التَّنطُّع والغلو والتَّشدُّد، ومنهم بالعكس من يَذُمّ التَّنطُّع والغلو ويهرب طالباً الوسطيَّة ثُم يسقط مع جانب التَّسهيل والتَّيسير على ما يذكُر… فما حُدُود الوسطيَّة ومَفْهُومُها؟
الوَسَطِيَّة هي سِمَةُ هذا الدِّينْ، وهي سِمَةُ أهلِ السُّنَّةِ والجماعة، فالدِّين وسط بين الأدْيَان، وأهلُ السُّنَّة والجماعة وسط بين المَذَاهب، وشيخ الإسلام -رحمهُ الله تعالى- أَبْدَعَ في تقرير مذهب أهلِ السُّنَّة والجماعة في الواسِطِيَّة حينما شرح طرفي النَّقيض في كل مسألةٍ من مسائل الاعتقاد ثُمَّ قال وأهل السُّنَّة وسطٌ في ذلك في باب كذا بين كذا وكذا إلى آخرهِ، فالوسط هو أنْ تَتَّقِيَ الله -جلَّ وعلا- وتَسْأَلَهُ الإعانة والتَّوفِيق والتَّسديد، وأنْ تعمل الواجِبَات وتترُك المُحرَّمات، إذا أُمِرْتَ بشيء فَبَادِر إلى العملِ بِهِ، وإذا نُهيتَ عن شيء فبَادِر إلى الامْتِناع عنهُ ((إذا أمرتُكُم بشيءٍ فأتُوا منهُ ما استطعتُم، وإذا نهيتُكُم عن شيءٍ فاجْتَنِبُوه))، ((إنَّ الدِّين يُسْر ولنْ يُشادَّ الدِّينَ أحدٌ إلاَّ غَلَبهُ))، ((يَسِّرَا ولا تُعَسِّرَا، بَشِّرَا ولا تُنَفِّرَا))، المَقْصُود أنَّ دين الله وسط بين الغالي والجافي، لا شكَّ أنَّ التَّكاليف تكاليف وهي إِلْزَامٌ فيهِ كُلْفَة على النَّفْسْ، الواجِبَات فيها كُلْفَة على النَّفْسْ ، تارك المُحرَّمات ورَغَبَات النُّفُوس فيها كُلْفَة على النَّفْسْ، لا يعني أنَّ الدِّين وسَط، وأنَّهُ يُسر، بأنَّنا نَتَفَلَّتْ من الواجِبَاتْ، ونَرتكبُ المُحرَّمات والدِّين يُسْر – لا يا أخي – اللهُ -جلَّ وعلا- الذِّي قال: إنَّ رَحْمَتَهُ وَسِعَتْ كُلَّ شَيْء، هُو شَدِيدُ العِقَابِ أَيْضاً؛ فَأَنْتَ مَأْمُورٌ ومَنْهِي، فَعَلَيْكَ أَنْ تَأْتَمِر بقَدْر طاقتك واستِطاعَتِك {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة/286]، {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا} [الطَّلاق/7]؛ لكنْ أيضاً عليك أنْ تنتهي، فالجنَّةُ حُفَّت بالمكاره؛ لأنَّ بعض النَّاس يستغلّ مثل هذهِ النُّصُوص على التَّنَصُّلْ من الدِّين بالكُلِّيَّة، وهذامَسْلَكٌ سَلَكَهُ بعض المُبْتَدِعة إلى أنْ وَصِلُوا إلى حدٍّ تَوََلَّغَوا فيهِ، خَرَجُوا من الدِّين بالكُلِّيَّة، فالدِّين مجموعة وعبارة عن أوامِر ونَواهي، والجنَّةُ حُفَّت بالمكاره، فأنت اسْتَفْتِ قلبك إذا عُرِضَ عليك أمر؛ فإنْ كُنتَ من أهلِ النَّظر والاسْتِدْلال وعندَكَ من الدَّليل ما يَدْعُوكَ إلى الإقْدَام عليهِ فَأَقْدِمْ، وما يدْعُوك إلى الإحْجَامِ عنهُ فَأَحْجِمْ، إذا لمْ تَكُنْ من أهلِ النَّظر فَفَرْضُكَ التَّقليد وسُؤال أهل العلم، فاسأل من تَبْرَأ الذِّمَّة بِتَقْلِيدِهِ، اسأل أهل العلم، اسأل الدِّين، اسأل الوَرَع..

ولَيْسَ في فَتْواهُ مُفْتٍ مُتَّبَع … مَا لمْ يُضِفْ للعِلْمِ والدِّينِ الوَرَعْ
فالمَسْألة دَائِرةٌ بين أمرين، والنَّاس اثنان، أحدُهما صاحبُ علمٍ ونَظَر مثل هذا فَرْضُهُ النَّظر ينظُر في النُّصُوص على أنَّها دِينْ، لا على أنَّها إتِّباع شَهَواتْ؛ بل بعض النَّاس ينظُر في المذاهب لا يَنْظُر في النُّصُوص، يقول النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام-: ((ما خُيِّرَ بينَ أَمْرَيْنْ إلاَّ اختَار أيْسَرَهُما)) أبُو حنيفة يقول كذا ومالك يقول كذا، إذاً أبو حنيفة أَسْهَل أو مالك أسهل؟! مالك إمامٌ مُعْتَبَر، مالك نجمُ السُّنَنْ، أبُو حنيفة الإمام الأعظم، كُلُّهُم أَئِمَّة، وكُلُّهُم على العَيْن والرَّأْس؛ لكنْ وش معنى هذا؟! هذا أنَّك تَتْبَع هواك ما تَتْبَع الدِّينْ، انْظُر في أَدِلَّةِ هؤُلاء وهَؤُلاء، ثُمَّ إذا تَرَجَّحَ عِندك فَاعْمَل بِما تَدِينُ الله بِهِ، واتْرُك عنكَ بُنَيَّاتِ الطَّريق ولو كَثُرَ الكلام، ولو كَثُرتْ الدندنة، ولو كَثُر من يَخْرُج في القنوات ويُقلِّلْ من شَأْنِ الدِّينْ والمُتَدَيِّنِينْ، ويُريد أنْ يُخرِج النَّاس مِنْ أَدْيَانِهِمْ بِالفَتَاوى المَائِعَة التِّي لا تَعْتَمِد لا على عَقِل ولا على نَقِلْ؛ فعلى الإنسان إنْ كانَ من أهلِ النَّظر أنْ يَعْمَل بما يَدِينُ الله بِهِ منْ خِلال الدليل الصَّحيح، وإنْ لَمْ يَكُنْ منْ أهلِ النَّظر، فَعَلَيْهِ أنْ يُقلِّد مَنْ تَبْرَأُ الذِّمَّة بِتَقْلِيدِهِ، واللهُ المُستعان
.

الجيريا

شكرا لك يا اخي بارك الله فيك

الله يسترك أخي

بارك الله فيكم جميعا على المرور وسترنا الله وإياكم جميعا في الدنيا والآخرة