أثر الإيمان بتوحيد الله في اسمه الملك 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أثر الإيمان بتوحيد الله في اسمه الملك يتجلى في تعظيم الملك ومحبته، وموالاته وطاعته، وتوحيده في عبوديته، والاستجابة لدعوته، والغيرة على حرمته، ومراقبته في السر والعلن، ورد الأمر إليه، وحسن التوكل عليه، ودوام الافتقار إليه ..
وأعظم جرم في حق الملك الأوحد منازعته على ملكه أو نسبة شيء منه إلى غيره .. فصانع الشيء ومؤلفه هو مالكه المتصرف فيه، ولو اعتدى أحد عليه بسلب ملكه ونسبته إلى نفسه أو غيره، سواء بالفعل أو بالادعاء لكان ظالمًا مدعيًا ما ليس له بحق.

آثــار الإيمان بهذه الأسماء
1) إن المُلك الحقيقي لله وحده لا يُشركه فيه أحد .. وكل من مَلَكَ شيئًا فإنما هو بتمليك الله له، قال "لا مالك إلا الله" [متفق عليه]، وفي رواية "لَا مَلِكَ إِلَّا اللَّهُ" [صحيح مسلم].
فالله تبارك وتعالى هو المالك لخزائن السماوات والأرض، يرزق من يشاء، وهو المالك للموت والحياة والنشور، والنفع والضر وإليه يرجع الأمر كله .. فهو المالك لجميع الممالك العلوية والسفلية، وجميع من فيهما مماليك لله فقراء مدبرون.
ولكن من الناس من يطغى ويظن أنه المالك الحقيقي، وينسى أنه مستخلف فقط فيما آتاه الله من مُلك ومال وجاه وعقار .. فيتكبَّر ويتجبَّر ويظلم الناس بغير حق؛ كمثل فرعون الذي نسى نفسه وضعفها وزعم لنفسه المُلك بل والألوهية {.. قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الزخرف: 51].
وإهلاك الله سبحانه لفرعون وقومه عبرة لكل ظالم متكبِّر من ملوك الأرض، تفرعن على الناس فيما آتاه الله من مُلك وظن أنه مُخلَّد، ونسى أن ملكه زائــل وأن إقامته في ملكه مؤقتة وأن الموت مدركه لا محالة .. قال تعالى منبهًا عباده إلى ذلك {.. وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} [المائدة: 18].

2) الطاعة المُطلقة إنما هي لله وحده لا شريـك له .. لأن من سواه من ملوك الأرض إنما هم عبيدٌ له وتحت إمرته.
فلابد من تقديم طاعة الملك الحق على من سواه، وتقديم حكمه على حكم غيره .. لأن طاعته سبحانه أوجب من طاعة غيره بل لا طاعة لأحد إلا في حدود طاعته سبحانه، أما في معصيته فلا سمع ولا طاعة.
3) عدم جــواز التسمية بملك الملوك .. قال رسول الله "أخنع الأسماء عند الله يوم القيامة رجلٌ تسمى ملك الأملاك، لا مالك إلا الله" [متفق عليه] .. ومعنى أخنع: أوضع اسم وأذله. قال ابن بطال "وإذا كان الاسم أذل الأسماء، كان من تسمى به أشد ذلاً".
وقال ابن القيم رحمه الله "ولما كان المُلك الحق لله وحده، ولا مَلِك على الحقيقة سواه، كان أخضع اسم وأوضعه عند الله وأغضبه له: اسم "شاهان شاه" أي: ملك الملوك وسلطان السلاطين؛ فإن ذلك ليس لأحدِ غير الله، فتسميةُ غيره بهذا من أبطل الباطل، والله لا يحب الباطل".
4) الله سبحانه مــالك يوم الدين وملكه .. فالمُلك في ذلك اليوم العظيم لله وحده، لا ينازعه فيه أحد من ملوك الأرض وجبابرتها، قال تعالى {يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [غافر: 16].
وَيَقُولُ رَسُولَ اللَّهِ "يَقْبِضُ اللَّهُ الْأَرْضَ وَيَطْوِي السَّمَوَاتِ بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَيْنَ مُلُوكُ الْأَرْضِ؟" [متفق عليه].
ومن الرحمة للخلق أن الله سبحانه هو الملك الوحيد يوم القيامة .. لأنه الذي يحاسب بالعدل، ولا يظلم ولا يجور .. {.. وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [فصلت: 46]
يقول تعالى {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء: 47].

الدعــاء بهذه الأسماء
ورد الدعاء باسم الله تعالى الملك .. في دعاء النبي إذا قام إلى الصلاة "اللهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نفسي وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ .." [صحيح مسلم].
وورد الدعاء باسمه المالك .. في حديث أنس رضي الله عنه: أن رسول الله قال لمعاذ رضي الله عنه "ألا أعلمك دعاء تدعو به لو كان عليك مثل جبل أحد دينًا لأداه الله عنك؟، قل يا معاذ: اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء وتذل من تشاء، بيدك الخير إنك على كل شيء قدير، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، تعطيهما من تشاء وتمنع منهما من تشاء، ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك" [حسنه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب (1821)].
أما الدعــاء باسمه تعالى المليــك .. فقد ورد إن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال: يا رسول الله، علمني ما أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت، فقال "يا أبا بكر، قل: اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، لا إله إلا أنت، ربِّ كل شيءٍ ومليكه، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشَرَكِه، وأن أقترف على نفسي سوءًا أو أجره إلى مسلم" [رواه الترمذي وصححه الألباني].

المصادر:

(النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى) للشيخ محمد الحمود النجدي.
(أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة) للدكتور محمود عبد الرازق الرضواني.

قال رسول الله صل الله عليه وسلم (كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم)

جزاك الله خيرا

حقيقة العلم وحقيقة الإيمان 2024.

حقيقةالعلموحقيقةالإيمان
للإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله

فائدة عظيمة:
أفضل ما اكتسبته النفوس وحصلته القلوب ونال به العبد الرفعة في الدنيا والآخرة: هو العلمُ والإيمان.
ولهذا قرَن بينهما سبحانه في قوله: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ[الروم:56]، وقوله: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ[المجادلة:11].
وهؤلاء هم خلاصة الوجود ولُبّهُ والمؤهلون للمراتب العالية.
ولكن أكثر الناس غالطون في حقيقة مسمَّى العلم والإيمان اللذين بهما السعادة والرفعةُ، وفى حقيقتهما! حتى إن كل طائفة تظن أن ما معها من العلم والإيمان هو هذا الذي به تُنالُ السعادة! وليس كذلك، بل أكثرهم ليس معهم إيمانٌ يُنجى، ولا علمٌ يرفع، بل قد سدّوا على نفوسهم طرق العلم والإيمان اللذين جاء بهما الرسول صلى الله عليه وسلم، ودعا إليهما الأمة، وكان عليهما هو وأصحابُهُ من بعده، وتابعوهم على منهاجِهم وآثارهم.
فكل طائفة اعتقدت أن العلم ما معها وفرحت به؛ ﴿فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ [المؤمنون:53]، وأكثر ما عندهم كلامٌ وآراءٌ وخَرْصٌ! والعلمُ وراء الكلام؛ كما قال حماد بن زيد: قلت لأيوب: العلم اليوم أكثر أو فيما تقدم؟
فقال: الكلام اليوم أكثر، والعلم فيما تقدم أكثر!
ففرق هذا الراسخُ بين العلم والكلام، فالكتب كثيرةٌ جداً، والكلام والجدال والمقدَّراتُ الذهنية كثيرة، والعلم بمعزلٍ عن أكثرها؛ وهو ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم عن الله سبحانه ؛ قال تعالى: ﴿فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ [آل عمران:61]وقال: ﴿وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ[البقرة:120]، وقال في القرآن :﴿أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ[النساء:166] أي: وفيه علمه.
ولما بَعُدَ العهد بهذا العلم؛ آل الأمر بكثير من الناس إلى أن اتخذوا هواجس الأفكار وسوانح الخواطر والآراء علما، ووضعوا فيها الكتب، وأنفقوا فيها الأنفاس، فضيعوا فيها الزمان، وملأوا بها الصحف مدادا، والقلوب سواداً، حتى صرَّح كثير منهم انه ليس في القرآن والسنة علمٌ! وان أدلتها لفظيةٌ لا تفيد يقيناً ولا علماً! وصرخ الشيطان بهذه الكلمة فيهم، وأذَّنَ بها بين أظهرهم حتى أسمعها دانيهم لقاصيهم، فانسلخت بها القلوب من العلم والإيمان كانسلاخ الحيَّةِ من قِشرها، والثوب عن لابسه…
وقد كان علم الصحابة الذي يتذاكرون فيه غير علوم هؤلاء المختلفين الخراصين – كما حكى الحاكم – في ترجمة أبى عبد الله البخاري، قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اجتمعوا إنما يتذاكرون كتاب ربهم وسنة نبيهم، ليس بينهم رأى ولا قياس.
ولقد أحسن القائل:

العـلـمُ قال الله قال رسـولُهُ قال الصحـابة ليس بالتَّمويهِ
ما العلم نَصبَكَ للخلافِ سفاهةً بين الرسـول وبين رأى فقيهِ
كلا ولا جَحدَ الصفاتِ ونَفيَهـا حذراً من التمثيل والتشبيـه

وأما الإيمان؛
فأكثر الناس أو كلُّهم يدعونه: ﴿وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ[يوسف:103]
وأكثر المؤمنين إنما عندهم إيمان مجمل، وأما الإيمان المفصل بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم معرفة وعلما وإقرارا ومحبة ومعرفة بضده وكراهيته، وبغضه فهذا إيمان خواص الأمة وخاصة الرسول، وهو إيمان الصديق وحزبه.
وكثير من الناس حظهم من الإيمان الإقرار بوجود الصانع، وأنه وحده الذي خلق السموات والأرض وما بينهما!! وهذا لم يكن ينكره عبُّاد الأصنام من قريش ونحوهم.
وآخرون؛ الإيمان عندهم هو التكلم بالشهادتين! سواء كان معه عمل أو لم يكن، وسواءٌ وافق تصديق القلب أو خالفه.
وآخرون عندهم الإيمان مجرد تصديق القلب بأن الله سبحانه خالق السموات والأرض، وأن محمدا عبده ورسوله، وان لم يقر بلسانه ولم يعمل شيئا، بل ولو سب الله ورسوله وأتى بكل عظيمة، وهو يعتقد وحدانية الله ونبوة رسوله فهو مؤمن!!
وآخرون عندهم الإيمان: عبادة الله بحكم أذواقهم ومواجيدهم وما تهواه نفوسهم، من غير تقييد بما جاء به الرسول.
وآخرون؛ الإيمان عندهم: ما وجدوا عليه آباءهم وأسلافهم بحكم الاتفاق كائنا ما كان، بل إيمانهم مبنى علي مقدمتين:
إحداهما: أن هذا قول أسلافنا وآبائنا.
والثانية: أن ما قالوه فهو الحق.
وآخرون عندهم الإيمان: مكارم الأخلاق وحسن المعاملة وطلاقة الوجه وإحسان الظن بكل أحد، وتخليه الناس وغفلاتهم.
وآخرون عندهم الإيمان: التجرد من الدنيا وعلائقها، وتفريغ القلب منها والزهد فيها، فإذا رأوا رجلا هكذا جعلوه من سادات أهل الإيمان، وان كان منسلخا من الإيمان علماً وعملاً.
وأعلى من هؤلاء من جعل الإيمان هو مجرد العلم وان لم يقارنه عمل!!
وكل هؤلاء لم يعرفوا حقيقة الإيمان ولا قاموا به ولا قام بهم، وهم أنواع:
منهم من جعل الإيمان ما يضاد الإيمان.
ومنهم من جعل الإيمان ما لا يعتبر في الإيمان.
ومنهم من جعله ما هو شرط فيه ولا يكفى في حصوله.
ومنهم من اشترط في ثبوته ما يناقضه ويضاده.
ومنهم من اشترط فيه ما ليس منه بوجه الإيمان.
والإيمان وراء ذلك كله؛
وهو حقيقة مركبة من معرفة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم علماً، والتصديق به عقداً، والإقرار به نطقا، والانقياد له محبة وخضوعا، والعمل به باطنا وظاهرا، وتنفيذه والدعوة إليه بحسب الإمكان.
وكماله في الحب في الله، والبغض في الله، والعطاء لله والمنع لله، وأن يكون الله وحده إلهه ومعبوده.
والطريق إليه تجريد متابعة رسوله ظاهراً وباطناً، وتغميض عين القلب عن الالتفات إلي سوى الله ورسوله.
وبالله التوفيق.

بارك الله فيك

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة newfel.. الجيريا
بارك الله فيك

و فيكم بارك الله و جزاكم خير الجزاء على المرور العطر

الإيمان و الإستقامة . 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله القائل {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ}(فصلت: 30)، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد :

فإن مفهوم الإيمان في ديننا أشمل وأوسع مما هو شائع لدى عامة المسلمين بل حتى لدى بعض خاصتهم، حيث أنه يشتمل على جانب نظري اعتقادي وجانب عملي تطبيقي، فهو مفهوم السلف الصالح: قول وعمل واعتقاد، يزيد وينقص، فزيادته ونقصانه مرتبطان بالعمل مباشرة (يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي)، فلا معنى لإيمان بلا عمل كما أنه لا معنى ولا قيمة لعمل بلا إخلاص ومتابعة.

ولقد جاء في القرآن الكريم ذم للفئة التي تحصر الإيمان في مجرد القول دون العمل، وذلك في قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ}(الصف: 3)، ولا شك أن الله تعالى يطلب من المؤمن أن يبرهن على صحة إيمانه في هذه الدنيا التي تعتبر مرحلة امتحان واختبار لهذا الانتماء، وتصديق لهذا الادعاء أو تكذيبه:{الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ}(الملك: 2)، {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً}(الكهف: 7)، فلا يكفي أن يدَّعي المرء الإيمان بمجرد القول أو الاعتقاد، لأن هذه عقيدة فاسدة جرَّت على الأمة الكثير من المصائب، وتسببت في تمكن الأعداء من رقاب العباد وخيراتهم، وذلك حينما اكتفوا بإيمان أعزل تواكلي لا يعطي للجانب العملي أي قيمة تذكر.

إنها عقيدة الإرجاء في مسمى الإيمان، وتلك هي بعض نتائجها الوخيمة على الأمة، حتى صار الناس لا يستطيعون التمييز بين الكافر الأصلي وبين المرتد، بل لقد حكموا بإسلام هذا الأخير لمجرد أنه ادعى أنه مسلم بلسانه حتى وإن ناقض هذا الإسلام بعمله، بل لقد بايعوا هؤلاء الحكام ومكنوهم من الحكم وتحولوا إلى أنصار لهم يدافعون عنهم ويصبغون عليهم الشرعية، فهدموا بذلك عقيدة السلف في مسمى الحكم، وذهبوا إلى أبعد من هذا، حينما نادوا إلى ما أسموه "حوار الأديان"، واعتبار الكفار الأصليين مؤمنين، كونهم أهل كتاب، فأسقطوا بهذا عقيدة الولاء والبراء.

أما الإيمان المقبول عندهم فهو الانصياع لأولي الأمر، والسعي إلى المشاركة في العمل السياسي لإصلاح النفوس ودعوتها إلى مكارم الأخلاق والكف عن التدخل في شؤون الناس – كل الناس – سواء كانوا ظالمين أو مظلومين، عصاة أو طائعين، مصلحين أو مفسدين، فشعارهم هو الحديث الشريف – الذي فهموه بالمقلوب-: "من حسن إسلام المرء (وفي رواية: من حسن إيمان المرء) تركه ما لا يعنيه".

إن الإيمان الذي ندعو الناس إليه هو الانصياع لله عز وجل وللحق الذي أنزله، دون محاباة أو خشية أحد، وهو الإيمان الذي يدعو صاحبه إلى ترك ما يتناقض مع مبادئه وهجر كل المعوقات التي تقف في طريق انتمائه للدين الجديد، والزهد في كل شيء مهما ثقل وزنه وعلا شأنه في دنيا الناس.

إيمان يدعو صاحبه إلى التضحية والصبر والمصابرة، وإلى مواجهة المخالفين ومجابهتهم والانتصار عليهم وعلى إغراءاتهم وإرهابهم.

إيمان يدفع صاحبه ويجعله قادراً على الجهر بالحق الذي يؤمن به، حتى وإن كان أكثر الناس لا يقبلون ما يدعوهم إليه، ويجعله معتزاً وفخوراً بما يحمله من مبادئ وقيم تخالف ما يعتقده القوم من حوله.

إن الإيمان في زمن غربة الإسلام الثانية عملية معقدة وصعبة للغاية، فهي تشبه عملية القبض على الجمر، لابد من الصبر على أذى حرارتها لتبقى مشتعلة أو على الأقل متوقدة وإلا انطفأت.

نحن نريد إيماناً أشبه بإيمان العجائز في ظاهره، بحيث لا يتزعزع المرء عن ثباته، ويزداد مع الابتلاء والمحن تجذراً وترسيخاً في القلب، ولكنه يتميز عن إيمان العجائز في جوهره، بحيث يكون سليماً وموافقاً لإيمان السلف الصالح، بعيداً عن البدع والانحرافات التي نجدها لدى عجائزنا بسبب الجهل الموروث.

ولقد نجح الأعداء لفترات طويلة وفي مناطق شاسعة ومتعددة من بلداننا أن ينشروا بدعاً كثيرة ومغريات متعددة لصرف المسلمين عن الممارسة الحقيقية لدينهم، في شتى مجالات الحياة اليومية للمسلم، وأصبح الالتزام عندنا صورياً وإسمياً لا غير، وحاولوا إغراقنا في الشهوات لكي لا نضحي في سبيل ديننا، فيصير لدينا أرخص من جناح بعوضة، نضحي به في سبيل تحصيل فتات الدنيا الزائل.

هذا في الوقت الذي يضحي فيه المسلمون بأغلى ما يملكون وعلى رأسها حياتهم، من أجل التكالب على هذه الدنيا والحرص عليها.

ثم استقم…

ليس المهم أن تؤمن، بالرغم من أهمية هذه النقلة وصعوبتها في آن واحد، ولكن الأهم هو الاستمرار والثبات على هذا الإيمان، وهو ما يسمى بالاستقامة.

فالاستقامة شرط أساسي على صحة الإيمان، فعن أبي عمرة سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال، قلت: يا رسول الله قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك، قال: " قل آمنت بالله ثم استقم" [رواه مسلم].

هكذا الإسلام ، يجعل الاستقامة بعد الإيمان مباشرة ، بل لا معنى لهذا الإيمان بدون استقامة.

وفي الحديث المشهور حيث قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " شيبتني هود وأخواتها، وشيبني في هود قوله تعالى {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}(هود:121)، أو كما قال عليه الصلاة والسلام.

انظروا إلى ثقل مسؤولية اتباع أمر الله، {كَمَا أُمِرْتَ}، أي كما أمر الله تعالى، وليس اتباع الهوى أو النفس أو الابتداع في الدين ما لم ينزل به الله .

ولاشك أن للعبادات اليومية والموسمية دورا كبيرا في تربية المسلم على الاستقامة، كالصلاة مثلاً، حيث يضطر المؤمن إلى تكرار هذه العبادة عدة مرات في اليوم والليلة لكي يبقى على اتصال مستمر مع ربه من أجل الدعاء وطلب المغفرة والمدد، فهي أشبه بمحطات استراحة وتزود، لمواصلة المسير.

وعملية الصوم هي الأخرى تربي المسلم على الصبر وامتلاك زمام نفسه وكبح جماحها عن الشهوات والإسراف في الحلال، وهاهو رمضان على الأبواب، وهو فرصة جديدة لكل مؤمن بأن يجعل هذا الشهر مدرسة لتحصيل الصبر وتعويد النفس على الاستقامة على طاعة الله عز وجل، في السر والعلن، في السراء والضراء وفي المنشط والمكره.

فالاستقامة درجة أعلى من درجة الإيمان، لأنها تطالب صاحبها أن يكون دائم الطاعة والاتباع، لما في ذلك من مخالفة للهوى والأعراف والقوانين، وما يتبع ذلك من حرمان وأذى وفوات لمصالح مادية عديدة، وهو أمر قاس على النفس، يحتاج صاحبها إلى امتلاك إرادة قوية، وتوفيق من الله وتسديد.

فالمؤمن بحاجة إلى استقامة في تعامله مع الحلال والحرام، حيث أن الشيطان يزين الحرام ويسهله على النفس، ويجد على ذلك أعواناً، في الوقت الذي يُظهر فيه الحلال صعباً وشاقاً على صاحبه، ولا يجد المؤمن على ذلك أعواناً، بل يجد نفسه وحيداً وسط حقول من الشهوات، والعديد من جند إبليس التي تؤزه إلى المعصية أزاً.

كما أنها شرط لنزول رحمة الله ورزقه على عباده {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً}(الجن: 16). والرزق هو المتاع الدنيوي الذي يبحث عنه الإنسان ويكدح من أجله ، وهاهو يأتيه صاغراً مضموناً من عند الله عز وجل {لأسقيناهم}، تأكيد وضمان لا شك فيه ، بشرط تحقيق الاستقامة على طريقة الرسل والأنبياء.

كما أن المؤمن بحاجة إلى استقامة في السر والعلن، فيكون مظهره وباطنه سيان في كلتا الحالتين، فيستحضر أمر الله عز وجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}(آل عمران: 102) حيث أن المراد هو الحرص على استقبال الموت في حالة إيمانية، بعيداً عن المعاصي التي تودي بصاحبها إلى الكفر.

وهو بحاجة إلى الاستقامة في اليسر والعسر، حيث أن كثيراً من الناس يستطيعون تحقيق الاستقامة على أمر الله في حالات الرخاء والسعة، بينما تراهم يتزعزعون ويرتبكون ويضعفون في حالات الشدة والضيق، وهي الأكثر حضوراً في هذا الزمان، حيث أن الإسلام وأهله يعيشون تحت حصار شامل ومتواصل من قبل أعداء الله، بغية ردهم عن دينهم وفتنتهم عن عقيدتهم، وهذا يحتاج منا معشر المسلمين والمؤمنين أن نتسلح بسلاح الاستقامة والثبات على ديننا مهما اشتد هذا الضيق واتسع هذا الحصار.

والمؤمن بحاجة إلى الاستقامة في دعوته، سواء في مرحلة تتبع المدعو من أجل الاستئناس ثم بناء جسر الثقة بينه وبين المدعو، أو في مرحلة التربية والتكوين، أو في مرحلة التوظيف، وهي مراحل قد يصاب فيها الداعية بنوع من الملل واليأس قد يدفعانه إلى إيقاف عملية الدعوة قبل أن تكتمل، وهو أشبه بعملية إجهاض، لا سبيل إلى تفاديها إلا بالاستقامة.

أو ربما يضطر الداعية – حرصاً على كسب الناس – إلى الانحراف عن دينه والتنازل عن بعض مبادئه، لإرضاء هؤلاء المدعوين. وكثيراً ما يحصل هذا لدى بعض الجماعات التي تكون مسيرتها الدعوية – في بادئ الأمر – سليمة وواضحة، ولكن سرعان ما تبدأ في الانحراف والبعد عن الصراط المستقيم ابتغاء مرضاة البشر من حولها بدلاً من مرضاة الله، وابتغاء تحقيق بعض المكاسب السياسية الموهومة مقابل هدم الكثير من معالم الشريعة. وها نحن نرى هذه الجماعات – أو ما يسمى بحركات الإسلام السياسي – تسقط في أحضان الطغاة والظالمين، أو نراها تشكل أحلافاً سياسية مع بعض الأحزاب العلمانية لكسب بعض المقاعد في برلمانات كفرية ـتشرع على هواها.

كما أن المؤمن بحاجة إلى استقامة في عملية الإعداد، لما يتطلب ذلك من صبر وأناة ، ولا يمكن الاستمرار والثبات على الطريق إلا بتحقيق الاستقامة، وهي بدورها لا يمكن تحقيقها إلا حينما يستحضر المؤمن ما ينتظره من جزاء أخروي وربما نصر دنيوي {يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}(الصف: 13)، والمؤمن – بحاجة إلى الاستقامة.

والإستقامة شرط لنزول نصر الله ومدده لعباده {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلاَئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونْ، نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فيِهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيم}[فصلت 30].

ولاشك أن الاستقامة تحتاج إلى عزيمة كبرى وصبر واسع وتضحية كبيرة، لأنها ستسبب لصاحبها اضطهاداً ومخاسر ومصاعب، والنفس البشرية متعودة – بطبعها – على اليسير من الأمور، كما أنها تتضايق من طول الأمد، وتودُّ لو تبلغ المراد في لحظات، فنجدها تلجأ إلى سلك الطرق الملتوية، والابتعاد عن الصراط المستقيم شيئاً فشيئاً حتى تسقط في المحظور.

فالمطلوب منا معشر المسلمين، أن نتعظ بأعدائنا في تمسكهم الشديد بمبادئهم الباطلة والاستقامة على طريقتهم الخاطئة، ولنكن أفضل منهم في انتمائنا وإيماننا، وأفضل منهم في صبرنا واستقامتنا على ديننا وطريقتنا، وحينئذ يحق لنا أن ننتظر نصر الله ومدده ، وتحقيق وعده لنا في الدنيا والآخرة.

ألا يا والدي الغالي علينا*** ألا أمي الحبيبة سامحينا
ألا يا أهل فاستمعوا لعذري *** وكونوا بقصتي متبصرينا
فلست بأوحدٍ يُبلى لدين *** ولستم في البلاء بأوحدينا.



والحمد لله رب العالمين أولاً وآخرا.

فقد ثبت في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه و سلم : {{ إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر}}

وإذا أرادَ اللهُ نشْرَ فضيلةٍ **** طُوِيَتْ أتاح لها لسانَ حسودِ

شكرااااااااااااااااااا

الجيريا

الجيريا

بارك الله فيكم على مروركم العطر بالموضوع

بارك الله فيك ونفع بك
وجزاك الله كل خير

واسْع‘ـدَ الله قَلِبِكْ .. وَشَرَحَ صَدِرِكْ ..
وأنَــــآرَ دَرِبــكْ .. وَفَرَجَ هَمِكْ ..

يَع‘ـطِيِكْ رِبي ألَفْ عَ‘ــآآإفِيَه عَلىآ الطَرِحْ
المُفِيدْ ..~
جَعَ‘ـلَهْ الله فِي مُيزَآإنْ حَسَنَـآتِك يوًم القِيَــآمَه ..
وشَفِعْ لَكِ يَومَ الحِسَــآإبْ ..~

شَرَفَنِي المَرٌوُر فِي مُتَصَفِحِكْ العَ ـطِرْ ..~
تَقَبِلْ تَوآإجِدِي ..
دُمتَ بَحِفْظْ الرَحَمَــــن ..}

رائع بارك الله فيك

الجيريا

الجيريا

وفيكم بارك الله وجزاكم الله خيرا

كلمات عذبة ونقية بارك الله فيك أخي الكريم

الجيرياالجيريا

الإيمان بالاختلاف ،،،،، و التداوي بالتسامح. 2024.

تتشارك البشرية في القيم ، و رؤية المجتمعات لها تختلف ، كما السبل إلى تحقيقها تتشعب ، و تصبح قيما في حد ذاتها ، مثلا الحرية قيمة و السبيل إليها التضحية ، و عليه فكلاهما قيمتان بامتياز .
القيم مع مرور الاعصر ، و تطور المجتمعات تصير حقوقا تجب صيانتها ، و بلوغها واجب اوجب ،و هي مهام ملزمة لأصحابها .
فيما الواجب عمل ،و من ثم سلوك فردي تقتضيه الحاجة الخاصة والمنفعة العامة ، و ما دام كذلك فالنظرة إليه متفاوتة الاختلاف من فرد إلى آخر ، فيبدو لدى البعض أمرا ايجابيا يجازى عليه ، و للبعض الآخر عيبا لابد من تقويمه و تعريض صاحبه إلى النقد .
كما للنقد مفاهيم متعددة ، يمكن حصرها في مهمتين رئيستين : التقييم و التقويم ، لا مجال للتوسع فيهما ، إذن النقد ضروري في الحياة ، لكن من ينقد ؟ و هل هو صاحب عصمة من الخطأ ؟ أو ذو قداسة لا عيب في تصرفه و لا عجمة في لسانه ؟
حتى و هو كذلك فهو ابن المجتمع له ما له و عليه ما عليه مادامت الغاية اجتماعية و المصلحة عمومية ليس على منطق الجمل الذي لا يرى إلا سنام غيره من الجمال و ينسى نفسه .
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول :"رفع الله امرءا أهدى إلي عيوبي ". قال لسلمان الفارسي : ما الذي بلغك عني مما تكره ، قال بلغني انك جمعت بين ادامين على مائدة ، و إن لك حلتين واحدة بالنهار و أخرى بالليل ، قال : و هل بلغك غير ذلك ، قال : لا، قال: أما هذان فقد كفيتهما .
قد يرى الإنسان القذى في عين الآخر و لا يرى جذعا في عين نفسه ، هذه هي الطبيعة الإنسانية فالمرء لا يرى عيوبه بل يستصغرها و يتطلع إلى عيوب غيره ، و أكثر الخلق جاهلون بعيوب أنفسهم ، فمن أراد أن يعرف عيوب نفسه عليه أن :
– يجالس من له دراية بالنفس البشرية و مطلع على خباياها و قضايا آفاتها و يعرفه طرق علاجها .
– يطلب من صديق و أن يرقبه على نفسه و يلاحظ أحواله و أفعاله عبر أحايين مختلفة .
– يستفيد من معارضيه و ما يقوله أعداؤه عنه ، فان سخط الغير يبدي المساوئ " و لعل سخط عدو أهدى من مدح صديق "
– يخالط الناس ، و يندمج في المجتمع ، إذ كل ما يراه مذموما في الخلق عليه أن يتجنبه " لان المؤمن مرآة المؤمن ".
معاشرة الآخر و الإيمان بالاختلاف و التداوي بالتسامح هي الوصفات المثلى و هذا ليس بعزيز على احد بل قضية سلوك و حسب .

منقوووووول

بارك الله فيك …موضوع في القمة +شكر رغم انك لست مشرف لك كل الخير

بارك الله فيك

موضوع جميل ….

مواضيع غير مرغوب فيها

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فاروق الجيريا
مواضيع غير مرغوب فيها

هههه الناس تهرب من منقول او الهدوء احبوا العراك النقابي لست ادري هل هو اصبح عادة ام هواية ههه ربي يلطف يا ابا فاروق

لنقد هو تعبير عن وجهة نظر تجاه تفكير شخص آخر فيجب أن يكون بتميز شديد حتى لا نفقد هذا الآخر

وإليك بعض النقاط الهامة في النقد

الإنصاف :

النقد هو حالة تقويم .. حالة وزن بالقسطاس المستقيم ، وكلّما كنت دقيقاً في نقدك ، بلا جور ولا انحياز ولا تعصب ولا افراط ولا تجاوز ، كنت أقرب إلى العدل والانصاف ، وبالتالي أقرب إلى التقوى ، قل في منقودك ما له وما عليه .. قل ما تراه فيه بحق ولا تتعدّ ذلك فـ « مَنْ بالغ في الخصومةِ أثِم » .
لتكن رسالتك النقدية واضحة :

لا تجامل على حساب الخطأ ، فالعتاب الخجول الذي يتكلّم بابن عم الكلام ليس مجدياً دائماً ، وقد لا ينفع في إيصال رسالتك الناقدة . فإذا كنت ترى خرقاً أو تجاوزاً صريحاً فكن صريحاً في نقده أيضاً ، وتعلّم خُلق الصراحة وعدم الاستحياء في قول الحق من الله سبحانه وتعالى (والله لا يستحي من الحقّ ).. قُلْها ولو على نفسك .
يقول أحد الأدباء عن كلمة الحقّ :
«إن أنتَ قلتها متّ
وإن سكتَّ متّ
قُلها إذن ومتْ» !!
لا تكل بمكيالين :

إن من مقتضى العدل والانصاف أن لا تكون ازدواجياً في نقدك فإذا انتقدت صديقاً في أمر ما ، وكنت سكتّ عن صديق آخر كان ينبغي أن تنقده للشيء ذاته ، فأنت ناقد ظالم أو منحاز بالنسبة للمنقود لأ نّه يرى أنّك تكيل بمكيالين ، تنتقده إذا صدر الخطأ منه ، وعندما يصدر الخطأ نفسه من صديق آخر فإنّك تغضّ الطرف عنه محاباة أو مجاملة له .
وقد تكون الازدواجية في أنّك تنقد خصلة أو خلقاً أو عملاً ولديك مثله ، وهنا عليك أن تتوقع أن يكون الردّ من المنقود قاسياً :

يا أ يُّها الرجلُ المعلّمُ غيره***هلاّ لنفسِكَ كان ذا التعليمُ

ومن مساوئ هذه الحالة أنّ المنقود سوف يستخفّ بنقدك ويعتبره تجنياً وانحيازاً .

فلقد كتب إثنان من الأطفال كتابة وعرضاها على الحسن بن علي (رضي الله عنه) وقالا له : أيّنا أحسنُ خطاً ، وكان أبوه (علي بن أبي طالب رضي الله عنه) حاضراً ، فقال له : احكم بينهما بالعدل ، فإنّه قضاء ! فإذا كان العدل مع الصغار مطلوباً ، فكيف بالكبار ؟!
التدرج في النقد :

ما تكفيه الكلمة لا تعمّقه بالتأنيب ، وما يمكن إيصاله بعبارة لا تطوّله بالنقد العريض ، فالأشخاص يختلفون ، فربّ شخص تنقده على خطئه ويبقى يجادلك ، وربّ آخر يرفع الراية البيضاء منذ اللحظة الأولى ويقرّ معترفاً بما ارتكب من خطأ ، وربّ ثالث بين بين .
ولذا فقد تكون كلمات من قبيل (ألا تستحي) ؟ (أما فكّرت بالأمر ملياً) ؟ (هل هذا يليق بك كمؤمن) ؟ (هل ترى أن هذا من الانصاف) ؟ وما شاكل ، تغني عن كلمات طويلة ، الأمر الذي يستحبّ معه التدرج في النقد والانتقال من اليسير إلى الشديد .
للامانة منقول

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فاروق الجيريا
مواضيع غير مرغوب فيها

بورك فيك المواضيع المرغوب فيها في هذا المنتدى هي المواضيع التي تثير الفتنة
لكن هل يعلمون من يثير الفتنة في المنتديات
من يريد تمييع النقاش
من يريد تمييع العمل النقابي في الجزائر

هو من يريد ان تبقى الامور على حالها رافض التغيير
و من يرفض التغيير
….؟

امثلك يتم حظره؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

شكرا لكم اخي ابو فاروق

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فاروق الجيريا
تتشارك البشرية في القيم ، و رؤية المجتمعات لها تختلف ، كما السبل إلى تحقيقها تتشعب ، و تصبح قيما في حد ذاتها ، مثلا الحرية قيمة و السبيل إليها التضحية ، و عليه فكلاهما قيمتان بامتياز .
القيم مع مرور الاعصر ، و تطور المجتمعات تصير حقوقا تجب صيانتها ، و بلوغها واجب اوجب ،و هي مهام ملزمة لأصحابها .
فيما الواجب عمل ،و من ثم سلوك فردي تقتضيه الحاجة الخاصة والمنفعة العامة ، و ما دام كذلك فالنظرة إليه متفاوتة الاختلاف من فرد إلى آخر ، فيبدو لدى البعض أمرا ايجابيا يجازى عليه ، و للبعض الآخر عيبا لابد من تقويمه و تعريض صاحبه إلى النقد .
كما للنقد مفاهيم متعددة ، يمكن حصرها في مهمتين رئيستين : التقييم و التقويم ، لا مجال للتوسع فيهما ، إذن النقد ضروري في الحياة ، لكن من ينقد ؟ و هل هو صاحب عصمة من الخطأ ؟ أو ذو قداسة لا عيب في تصرفه و لا عجمة في لسانه ؟
حتى و هو كذلك فهو ابن المجتمع له ما له و عليه ما عليه مادامت الغاية اجتماعية و المصلحة عمومية ليس على منطق الجمل الذي لا يرى إلا سنام غيره من الجمال و ينسى نفسه .
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول :"رفع الله امرءا أهدى إلي عيوبي ". قال لسلمان الفارسي : ما الذي بلغك عني مما تكره ، قال بلغني انك جمعت بين ادامين على مائدة ، و إن لك حلتين واحدة بالنهار و أخرى بالليل ، قال : و هل بلغك غير ذلك ، قال : لا، قال: أما هذان فقد كفيتهما .
قد يرى الإنسان القذى في عين الآخر و لا يرى جذعا في عين نفسه ، هذه هي الطبيعة الإنسانية فالمرء لا يرى عيوبه بل يستصغرها و يتطلع إلى عيوب غيره ، و أكثر الخلق جاهلون بعيوب أنفسهم ، فمن أراد أن يعرف عيوب نفسه عليه أن :
– يجالس من له دراية بالنفس البشرية و مطلع على خباياها و قضايا آفاتها و يعرفه طرق علاجها .
– يطلب من صديق و أن يرقبه على نفسه و يلاحظ أحواله و أفعاله عبر أحايين مختلفة .
– يستفيد من معارضيه و ما يقوله أعداؤه عنه ، فان سخط الغير يبدي المساوئ " و لعل سخط عدو أهدى من مدح صديق "
– يخالط الناس ، و يندمج في المجتمع ، إذ كل ما يراه مذموما في الخلق عليه أن يتجنبه " لان المؤمن مرآة المؤمن ".
معاشرة الآخر و الإيمان بالاختلاف و التداوي بالتسامح هي الوصفات المثلى و هذا ليس بعزيز على احد بل قضية سلوك و حسب .

منقوووووول

الجيريا

خد العبرة من هدا الكلب

مات " رفيقه " فى حادث سيارة

فجلس بجواره لأكثر من 6 ساعات يحاول ايقاظه

وحمايته من المارة والسيارات

تصرف انساااااااني لحيوااااان

وليس الذئب يأكل لحم ذئب *** ويأكل بعضنا بعضا عيانا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رغم أنفك الجيريا
امثلك يتم حظره؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

و امثالك يتم حذفهم

لا المنتقِد معصوم ولا المنتَقَد معصوم يا أبا فاروق، كلاهما معرض للخطأ .
فقط ينقصنا شيئين اثنين:
1- الإيمان بالاختلاف – كما ذكرت – إيمانا عمليا و ليس قوليا، بمعنى في حوارنا نضع نصب أعيننا أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون أفكارنا متشابهة فضلا عن تطابقها.
2- – كما ذكرت- إن حدث هناك تجاوز أو انفعال أو إساءة يكون العلاج الذي وصفت "التداوي بالتسامح"
وفقنا الله.

الفاروق عمر جامعة العدل والحب والإيمان 2024.

عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : أول من يُؤتى كتابهُ بيمينه عمر بن الخطاب ، وله شعاع كشعاع الشمس فقيل له و أين أبو بكر يا ابن عم رسول الله ؟ قال ، هيهات…رفعتهُ الملائكة إلى الجنة.
عمر رضي الله عنه وأرضاه ، أسلم بسورة طه، وكان أصدق من الشمس في ضحاها، وكان أوضح من القمر إذا تلاها ، وأشهر من النهار إذا جلاَّها ، تولّى الخلافة فأعلاها، وقاد الأُمَّةَ فرعاها.
السلام ُ عليك يا عُمر يوم أسلمت ، والسلامُ عليك يوم هاجرت، والسلامُ عليك يوم توليت الخلافةَ ، والسلامُ عليك يوم متّ شهيداً، ويوم تبعثُ يوم القيامةِ في الخالدين.
نعيش مع سيرة الفاروق العطرة ، ليعلم العالمون أن عُمر ينبغي أن يُكرم ، حتّى في القرن العشرين، وأن عُمر جامِعة للعدل وللحُب و للإيمان ، وللطموح، ولأننا نُحبُ عمر-رضي الله عنه – رجاءَ أن نكون معه لأنّ المرءَ مع من أَحبّ ، ولأننا لو سلكنا سُلوكَه، لما انحدرنا إلى القاعِ السحيقِ، الذي نُعاني منهُ ومن واقِعُه ما نرى وما نُحسُ وما نعيش ، ولكن الفرصة لم تفت والأريب من إن فاتته فُرصة استعد وتربص لغيرها ، وعلى هذا الأساس دراستنا لشخصية عُمَر المتميزة ؛ لأننا نأمل أن تكون تربية عمر لنا منجاة، و خلاصاً لهذه الأُمة المسلِمة المُعنَّاة ، وما يزال في الأملِ مطمَع ، وفي الوقت مُتسَع .
علو همة وأنفة:
إن دِقة إحساس عمر وعُلوَ همته ، وأنَفته في الجاهلية لزِمتهُ منذ أول لحظة أسلَم فيها .. عزَّ عليه بعد إسلامِه أن يَخفيه فلا يُعلِن به ، الإباءُ و الصراحة وعُلو الهِمة من شيم الرُجولَة عند صاحبِ العقيدةِ الحقة، هذه الخِلالُ العالية تُلزِمَهُ أن يقفَ إلى جانب الحق الّذي آمن به ، بالِغةٌ ما بلَغــت تكاليفُ هذا الوقوف مِن تبعاتٍ وأعباءٍ، حتى مصادرة الحرية و تعذيب البدن وفُقدان الحياة ، وفي هذا المعنى يقول النبي – صلى الله عليه وسلّم – : "لقيام أحدكم في الدُنيا يتكلم بِحقٍ يرُد به باطِلاً و ينصُر به حقَّاً أفضلُ من هجرةٍ معي"
سلامة فطرته
وموقِفٌ لعُمر في جاهليته يدلُ على شِدةِ نكيره للمسلِمين ، إلا أنّ سلامة فِطرته المُهيأة للخير كانت تبدو منها ومضات تدل على ما في دخيلةِ نفسِه من خير ، تقولُ ليلى بنت أبي جُثيمة القرشية العدوية: كان عُمَر من أشدِ الناسِ علينا في إسلامِنا ، فلما تهيأنا للخروج جاءني عمر وأنا على بعيري فقال: إلى أين يا أُم عبد الله؟ فقالت: آذيتمونا في ديننا فنذهبُ إلى أرضِ الله، فقال: صَحِبكم الله.
امرأة ٌ مُهاجرةٌ مؤمِنةٌ ، لم ترهب عمر على شدته في الجاهلية تُصارحه بما انتوت، و رجلٌ فُطِر على الصراحة؛ لأنه رجلٌ قبل كل شيء ، فقد أكبَر فيها صراحتها فاحترمها .
تقولُ له زوجته عاتِكة بنت زيد: ألا تنام الليل؟ قال إن نمتُ الليل ضاعت نفسي ، ولو نمتُ النهارَ لضاعت رعيتي .
وقد كانت له دِرَةٌ يُؤدبُ بها حُكّامَ المُسلمين من أُمراءٍ للأقاليم ووُلاة ، وكان يحكمُ اثنين وعشرين دولة إسلامية اليوم، يحكُمها عمر من المدينةِ .. وكان إذا سمع بصيته كسرى وقيصر ارتعدوا على كراسيهم، يقول الشاعر :
مالي وللنجم يرعاني أرعاه * * أمسى كلانا يعاف ُالغمض ُجفناهُ
لي فيك ياليل ُ آهاتٌ أردِدُها * *أواهُ لو أدت المحزونُ أواهُ
كم صرّفتنا يدٌ كُنا نُصرِفها * *وبات يملِكُنا شعبٌ ملكناهُ
يامن يرى عمر الفاروق تنعمه ** تكسوه بردته والزيت أدم له والكوخ مأواهُ
يهزُّ كِسرى على كُرسيه فَرَ قاً* * من خوف ٍ و ملوكُ الرُّوم تخشاهُ
صَعَدَ عامَ الرمادة ليتكلم إلى الناس فقرقرت أمعاؤه ، فقال لبطنه: قرقِر أو لا تُقرقر فو الله لا تشبع حتى يشبع أطفال المسلمين .
خادم الفقـراء:
يروي ابن كثير عن طلحة بن عبيد الله أن عمر خرج فَدخل بيتاً فيه عجوزٌ عمياء حسيرة ، فلما خرج دخل طلحة فقال للمرأة : من أنتِ يا أمةَ الله؟ قالت: أنا عجوزٌ عمياء حسيرة في هذا البيت. فقال: من هذا الذي يأتيكِ ؟ فقالت: يكنِسُ بيتي، ويحلبُ شاتي، ويغسلُ ثوبي، ويَضعُ الفطور لي ، فبكى طلحة حتى جلس وقال: أتعبت الخلفاء من بعدك يا عمر.
وقف َعمر على المنبرِ يوماً فقال: أيُها الناسُ ، ماذا تقولون إن اعوججتُ عن الطريق هكذا وأشار بيده فأمالها ، فسَكت الناسُ وقام أعرابيٌ من آخرِ المسجدِ فاستلَ سيفه ُ وقال: إن اعوججتُ عن الطريق هكذا قُلنا بسيوفنا هكذا، فقال: الحمدُ لله الّذي جعل في رعيتي من إن اعوججتُ عن الطريق هكذا قال بسيفه هكذا.
وعمر الخليفة لمّا وعَى قولَ النبي – صلى الله عليه وسلّم -: "إن الله مع الحاكم ما لم يجر ، فإن جار وكله الله إلى نفس". لمّا علِم ذلك عاشَ وتفانى في التزامِهِ ، لم يهتم بشخصه ولكن بالمهمة الكبرى التي هيأهُ اللهُ لها، هي التي يجبُ أن تظلَ مرفوعَةَ الجانبِ ، ليظلَ أمرُ الأُمّةِ سَليماً ما سلِمَت فيه الأوضاع التي لا يقوم صلاح الناسِ إلا عليها.
قد عرف تبعَتَهُ كخليفة ، وأنّ هذه الخلافةَ يجبُ أنّ تظلَ نظيفةً ، لا ترقى إليها الظُنون ، فهو لذلك دائِمُ التفقُدِ لأهله في تصرفاتِهم مخافة أن يقعَ من أحدُهم ما لا يُجمل به كفردٍ في أُسرةِ رئيسِ الدولةِ ، التي يجِبُ أنّ تتجنب كل ما يُطلِقُ القالة ، ولو على غيِر أساسِ .
أهدى أبو مُوسى الأشعري لعاتِكة زوج عمر – رضي الله عنه – حُلةًَ ، فردها إلى أبي موسى بعد أنْ ضربها بها على رأسِها ، وعنّفَ أبا موسى تعنيفاً شديداً ؛ لأن الهدايا إلى الحُكّامِ مالها من سبيلٍ في عالمِ الحُكمِ النظيف، وكم قضتِ الهدايا على قادةٍ وزُعماء؟ قد يَعِفُ المسؤولُ عن هديةٍ لشخصه، ولكنه قد يغضي عنها لبعض أهلِه ، أما عمر فلا يقبلُها لنفسه ولا لأحدٍ من ذويه ، ويُؤنبُ على قُبولِها بما يراه ُ مُناسِباً ، إنّ الحاكم الذي يقبل الهدية يهونُ على مرؤوسيه قُبُولُها بدورهم، فلا تُقضى مصالِحُ الرعية إلا عن طريق الهدية ، أو ما هو شرٌ منها، وما أخطره من طريق .
رحلته لبيت المقدس:
عمر قصةٌ طويلةٌ طويلة .. وعمر شرفٌ للأُمة ، وأيُّ شرف .. يُرسِل جيوشَه لتفتحَ بيت المقدس فتحاصر فلسطين … وتُضّيقُ الخناق على النصارى ، فرأوا أن لا قِبَلَ لهم بجيوشِ عُمر ، فأرسلوا إليه يطلبون منه القُدومَ بنفسه ليفتح بيت المقدس فيوافق ، ويأتي بمولاه ويقول: تنطلقُ معي ، فقال: معك يا أمير المؤمنين ، فيخرج ويقول لمولاه : أركب عُقبةً و تركبُ عُقبةً ، فقال المولى : ما يصلُحُ هذا يا أمير المؤمنين ، فقال: ألا تتعبُ أنت؟ فقال: نعم ، قال: أركب إذن ، حتى بلغوا مشارف بيت المقدس فدخلوا فإذا جيوش عمر في استقباله في طوابيرٍ كأنها جبال راسية ، فيقولُ له عمرو بن العاص: خيبتنا يا أمير المؤمنين ، أتيت َ بهذا الزيّ ، فقال: اسكت ، نحن قوم أعزّنا الله بالإسلام ، ومهما ابتغينا العِزة بغير هذا الدين أذلنا الله ، ثم قال لأبي عُبيدة : تعال أبكي أنا وأنت على عُهودِنا التي خلفنا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلّم- عليها ، فلما انتهى استمرَ في الطريق، وخرج النصارى عن بكرة أبيهم ، ينتظرون هذا الذي ذاع صيته ، وهزّ ملك كسرى وقيصر، وفتح المُدن و هو في المدينة ، فلما اقتربوا من بيت المقدس قال لمولاه : اركب أنت ، قال: يا أميَر المؤمنين وصلنا ، فقال: والله لتركبنّ ، فقال : يا أميَر المؤمنين الناس ينظرون ويظنّون أني أنا الأمير ، ولكن عمر أصر على رأيه ، و قال: النصارى ، أهذا رسولٌ مبشر بين يديّ الخليفة ، فقالوا: لا، بل هو الخليفة ، فقالوا : أهو الذي على الراحِلة ، فقالوا : لا بل هو الذي يقودها ، فضجَ الناسُ بالبكاء …
وفتح بيت المقدس ، و قال لبلال : أذِّن ، و عزم عليه أن يفعل ، فرفع نِداء الحق بصوته الخالد ، وضجَ الناسُ بالبكاء .
الله أكبر … إنّ هذا لنموذج من مدرسة محمد بن عبد الله -عليه الصلاة والسلام- ، التي أخرجت نماذج ما كانت لتوجد من دون تربيةِ الإسلامِ ، ومن دون فهم لمعانيه.
سلوا كل سماءٍ في السماءِ عنّا ، و سلوا كل أرضٍ في الأرضِ عنّا…من الذي كتب على الأرض بدمه لا إله إلا الله ، من الذي نشر العدل ، من الذي أعلن مبادئه من المنابرِ كلّ يومٍ خمس مرات ، من الذي صلّى على دجلة و الفرات ، سيقول المجد عندها : نحن المسلمون .
وذهب عمر بعدها إلى الله ، ولكن بقي عدله ، وبقي حبه في القلوب ، وبقي عمر في خمائرنا ، وفي مجدِنا و تاريخنا وعلى منابِرنا.
بقي عمر شرفاً لنا إلى يوم القيامة … نسأل الله العلي القدير ،أن يجمعنا به في ظِلِّ عرشه يوم لا ظِلِّ إلا ظله و صلّى الله على سيدنا محمدٍ و على آلهِ و صحبِه و سلّم تسليماً كثيراً.

شكراااااااااااااااا

بارك الله فيك
مشكور اخي

جزاك الله خيرا

الجيريا

الجيريا

الجيريا

الجيريا

جزاكم الله خيرا

جزاك الله خير جزاء ايها الاخ الفاضل
انه عمر الفاروق الذي فرق بين الحق والباطل
كم احب هذا الصحابي الكريم القوي الشخصية الجليل
مسيرته عطرة ومتنوعة في تشدده على الكفار ورحمته ولينه على الضعفاء انه بطل
عمر الذي كل من يسمع اسمه يهابه حتى الشياطين في خلل
لا يخاف في الله لمة لائم وكان نعم الراعي العادل
ثانى الصحبين ان قالو ابوبكر فورا يجمع اسم عمرا انها الرفقة وما أجمل
رغم خوفه وحبه وروعته وشدته وحلمه وعظمته من نصر الاسلام كان في علل
ان تكون رجل في النار ورجل في الجنة من مخافة اي زلل
رضي الله عنه وارضاه نعم الرجل والانسان ووالحاكم والامير الرعية العدال البطل

كتاب انحرافات في مسائل الإيمان 2024.

الجيريا

التحميل :

اضغط هنا

الجيريا

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

شكراااااااااااااااااااا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة for_snv الجيريا
شكراااااااااااااااااااا

thank youuuuuuuuuuuuuuuuu

شكرااااااااااااااااااااااااا

شكرااااااااااااااا

شكرااااااااااااااااااااااااااا

………………………….ز

.////////////////////////////////……………………….

حب الوطن من الإيمان 2024.

منذ الوهلة الاولى التي دخل فيها الاستعمارالفرنسي للجزائر كافح الشعب الجزائري بكل ما اوتي من قوة لطرد المستعمر .فقد قام الشعب رجالا ونساء بمقاومات عديدة مثل مقاومة الامير عبد القادر ومقاومة الزعاطشة ومقاومة لالا فاطمة نسومر ……الخ وقد قام الشعب بمسيرات عضيمة استشهد فيها الالاف من اجل الحرية مثل مجزرة8ماي .وبعد كل هذه الاساليب التي استعملت لطرد الاستدمار الفرنسي ظهر في الجزائر نوع جديد من المقاومة بما يسمى بالوعي الفكري وهوا الذي قاد الشعب الى هذا الانتصار العظيم لقد برهن الشعب الجزائرى لفرنسا وللعالم على نضجه السياسي اصراره علي رفض المستعمر منذ دخوله سنة 1830 الى غاية خروجه في 05 جويلية 1962

الجيريا

شكرا جزيلا على الموضوع القيم

الإيمان الذي لا يرتد 2024.

مما لاشك فيه أن أصل الحياة الطيبة في الدنيا وأساس السعادة في الآخرة
هو الإيمان مع العمل الصالح ، يقول الله تبارك وتعالى: :
{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ
أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (97، سورة النحل).
ويقول سبحانه:
{ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ}
(من الآية40، سورة غافر).
هذا الإيمان الذي بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أركانه في حديث جبريل حين
سأله عن الإيمان فقال:
" أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره"،
هو الذي يجلب لصاحبه السعادة والحياة الطيبة في الدنيا والآخرة.

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل ربه أن يزينه بزينة الإيمان ، في الحديث
الذي رواه النسائي وصححه الألباني عن قيس بن عباد قال:صلى عمار بن ياسر
بالقوم صلاة أخفَّها فكأنهم أنكروها، فقال: ألم أتم الركوع والسجود؟ قالوا: بلى،
قال: أما إني دعوت فيها بدعاء كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به:
"اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ أَحْيِنِي مَا عَلِمْتَ الْحَيَاةَ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي
إِذَا عَلِمْتَ الْوَفَاةَ خَيْرًا لِي، وَأَسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، وَكَلِمَةَ الْإِخْلَاصِ
فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ، وَأَسْأَلُكَ نَعِيمًا لَا يَنْفَدُ، وَقُرَّةَ عَيْنٍ لَا تَنْقَطِعُ، وَأَسْأَلُكَ الرِّضَاءَ
بِالْقَضَاءِ، وَبَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَلَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ، وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ،
وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، وَفِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ، اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الْإِيمَانِ وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِين".

وإذا رزق العبد الإيمان والاستقامة فإنها أعظم كرامة فليجتهد في المحافظة عليها
وليكثر من دعاء ربه أن يرزقه الثبات كما كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم،
ففي الحديث الذي روته الترمذي وغيره عن أنس رضي الله عنه قال:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ:
"يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ"
فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا؟ قَالَ:
"نَعَمْ، إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ".

وهذا ابن مسعود رضي الله عنه يسأل الله تعالى الإيمان الذي لا يرتد –أي الإيمان
المستمر الدائم الذي لا يزول- ويسأله النعيم الذي لا ينفد، وكان ذلك في صلاته
ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر.. كما ثبت ذلك من حديث زر بن حُبيش
عن ابن مسعود قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد وهو بين أبي بكر
وعمر وإذا ابن مسعود يصلي، وإذا هو يقرأ النساء، فانتهى إلى رأس المائة
فجعل ابن مسعود يدعو وهو قائم يصلي فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"سل تعطه، سل تعطه" ثم قال:
"من سره أن يقرأ القرآن غضاً كما أنزل فليقرأه بقراءة بن أم عبد"
فلما أصبح غدا إليه أبو بكر رضي الله عنه ليبشره وقال له: ما سألت الله البارحة؟
قال: قلت: "اللهم إني أسألك إيماناً لا يرتد ونعيماً لا ينفد ومرافقة محمد
في أعلى جنة الخلد" ثم جاء عمر رضي الله عنه فقيل له: إن أبا بكر
قد سبقك، قال: يرحم الله أبا بكر ما سبقته إلى خير قط إلا سبقني إليه.

الإيمان والسعادة
لقد سجل الله في القرآن الكريم أن السعادة قرين الإيمان.
يقول الله جل وعلا:
{الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}(الأنعام:82).
الأمن في قلوبهم وحياتهم ودنياهم وآخرتهم؛ ولذلك فإن المؤمنين كلما صح
إيمانهم؛ قويت قلوبهم، وتمت سعادتهم.
وما أصاب الإنسان من نقص ذلك
{فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} (الشورى:30).
الأستاذ "بودلي"رجل غربي، عاش في الصحراء الغربية بين الأعراب وارتدى
زيهم، وأكل طعامهم، واشترى قطيعاً من الغنم يرعاه في الصحراء.
وكتب كتاباً عن الرسول صلى الله عليه وسلم اسمه: (الرسول) .
عاش التجربة الغربية، وعاش التجربة الإسلامية عند مسلمين
بسطاء عاديين، ليسوا علماء، ولا متخصصين ولا طلبة علم،
إنهم رعاة في الصحراء فماذا يقول؟.

يقول: تعلمتُ من عرب الصحراء، كيف أتغلب على القلق؟
فهم يؤمنون بالقضاء والقدر، فيعيشون أوقاتهم بأمان، لكنهم لا يقفون
مكتوفي الأيدي إزاء الكوارث التي يمكن أن تحل بهم.
يقول: هبت ذات يوم ريح عاصفة صحراوية رملية، فأهلكت كثيراً من الغنم,
وألقت ببعضها في الرمال، ولما هدأت العاصفة كنتُ في غاية الانفعال والتأثر،
بينما وجدت هؤلاء الأعراب يركض بعضهم إلى بعض، وينادي بعضهم بعضاً،
وهم يضحكون، ويهتفون بأغانيهم المعتاد، ويحمدون الله فيقولون:
الحمد لله لقد بقي 40% من الأغنام لم تصب بأذى.
ولما رأوا تأثري؛ قالوا لي: إن الغضب والانفعال لا يصنع شيئاً، وهذا أمر
كتبه الله وقدره وقضاه.
يقول: ومع ذلك وجدتهم يحاولون جهدهم أن يتخلصوا من آثار الكارثة،
وأن يعالجوها بقدر الإمكان.

فهم يؤمنون بالقضاء والقدر، ولكن لا يفهمون أن القضاء والقدر معناه الاستسلام،
وترك العمل، وترك الأسباب.
يقول: وسافرت معهم ذات مرة بسيارة في الصحراء، وفي وسط الصحراء
القاحلة توقفنا، فإذا بإحدى العجلات (إطار السيارة) قد انفجرت؛ فغضبت!
فقالوا لي: الغضب لا يصنع شيئاً.
ومشت السيارة قليلاً على ثلاث عجلات، ثم توقفت؛ لنكتشف بعد ذلك أن الوقود قد انتهى!
ووجدتهم ينزلون من السيارة ويدعونها جانباً، ثم يسيرون على أقدامهم، ويتقافزون
مثل الظباء، بروح عالي، وسرور وبهجة وأنس، وهم يتناشدون الأشعار،
ويتحدثون معي.
يقول هذا الرجل:
لقد أقنعتني الأعوام السبعة التي قضيتها في الصحراء أن الملتاثين، ومرضى
النفوس، والسكيرين والمعربدين في أوروبا وأمريكا، ما هم إلا ضحايا المدنية
الغربية، التي تتخذ من السرعة أساساً لها.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا إيمانا لا يرتد ونعيما لا ينفد ومرافقة
محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى جنة الخلد.

أحسن الله إليك وبارك الله فيك

جزاك الله خيرا

أسعدكم الله ووفقكم للخير على متابعتكم و ردودكم الراقية
وبارك الله بكم
في أمان الله وحفظه

امين امين بارك الله فيك

ما شاء الله
بارك الله فيك على النقل الطيب

وفيكما بركة
جزاكما الله كل خير على طيب الحضور و المتابعة
في أمان الله وحفظه

ثلاث قواعد من أهم قواعد الإيمان والسلوك 2024.

قال الامام ابن القيم -رحمه الله- في "المدارج"(1/531-533)

" ثلاث قواعد من أهم قواعد الإيمان والسلوك؛ فمن لم يبن عليها فبناؤه على شفا جرف هار.

القاعدة الأولى: تحكيم الوحي ، لا تحكيم الذوق والحال ، والوجد…
القاعدة الثانية: أنه إذا وقع النزاع في حكم فعل من الأفعال ،أو حال من الأحوال ،أو ذوق من الأذواق ،هل هو صحيح أو فاسد؟ وحق أو باطل؟
وجب الرجوع فيه إلى الحجة المقبولة عند الله وعند عباده المؤمنين، وهي وحيه الذي تتلقى أحكام النوازل والأحوال والواردات منه، وتعرض عليه وتوزن به ؛
فما زكاه منها وقبله، ورجحه وصححه؛ فهو المقبول، وما أبطله ورده؛ فهو الباطل المردود،
ومن لم يبن على هذا الأصل علمه وسلوكه وعمله: فليس على شيء من الدين وإن وإن وإنما معه خدع وغرور {كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ}.

القاعدة الثالثة: إذا أشكل على الناظر أو السالك حكم شيء: هل هو الإباحة أو التحريم؟
فلينظر إلى مفسدته وثمرته وغايته ؛
فإن كان مشتملا على مفسدة راجحة ظاهرة؛ فإنه يستحيل على الشارع الأمر به، أو إباحته؛ بل العلم بتحريمه من شرعه قطعي ، ولا سيما إذا كان طريقا مفضيا إلى ما يغضب الله ورسوله موصلا إليه عن قرب، وهو رقية له ورائد وبريد ؛
فهذا لا يشك في تحريمه أولو البصائر"انتهي باختصار وتصرف يسير.

بارك الله فيك وجزاك الله كل خير

و فيك بارك الله و حفظك أخي

الإخلاص عطاء فى قلوب أهل الإيمان 2024.

استعصى حصن تستر على الفتح ومكث المسلمون أكثر من شهرين لا يستطيعون دخولـه لأن الأعداء كان لديهم قلعة محصنة بسور ضخم ، لا يتمكن أحد من دخوله

واحتار المسلمون في هذا الأمر وإذا برجل مؤمن يقول لهم في ليلة ، وقد تلثَّم – أي غطى وجهه – لكي لا يعرفوه : يا إخواني ، تعالوا معي إلى باب الحصن واحملوني وألقوا بي من فوق باب الحصن في وسط الأعداء ، قالوا: ستحصدك السيوف ، قال: لقد عزمت ، وقال الله : {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ} آل عمران159

فحملوه وألقوه من فوق باب الحصن في وسط الأعداء وأعانه الله بمفرده وفتح باب الحصن وكان سبب الفتح: {إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ} الأنفال65

وبعد انتهاء الحصن وفتحه جاء القائد وقال: من يعرف الرجل الذي كان سبباً في الفتح فليأتني باسمه؟ ولم يتقدم أحد وبعد أيام جاءه أحدهم ، وقال له إنني أعرف الرجل الذي فتح الله على يديه الحصن ، وليس كما نقول الآن – فلو أن واحداً منا أكرمه الله وهدى واحداً على يديه وعصاه مرة ؛ يقول : أنا الذي أدخلتك طريق الله أنا سبب هدايتك أنا سبب ولايتك

لكن المفروض أن تقول كما يقول الصالحون: لقد هداك الله على يدي ، فالذي يهدي هو الله: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ} القصص56

فقال الرجل للقائد: أنا أعرف الرجل ولكن لي شروط قبل أن أخبرك عنه ، قال: وما هي؟ قال : إنه لا يريد أن تعرِّفه ولا تعرِّف به عمر بن الخطاب فلا تعرِّف اسمه أو ترسل اسمه لعمر بن الخطاب ولا تصرف له مكافأة من عندك ولا أن ترسل لعمر ليكافأه ، فقال له القائد : ماذا يريد هذا الرجل إذاً؟ فقال له: إنه يريد المكافأة من الله ، فقال له: كما تريد ، فقال: أنا هذا الرجل

وهكذا يكون الرجال فلا يريد أن يعرفه القائد ولا أن يعرفه أمير المؤمنين ، ولكن يريد أن يعرفه رب العالمين وهذا أمرٌ قد تحقق وانتهى ، حتى أن الرجل منهم لو أغضب؟ لا يحولـه الغضب عن الإخلاص لله ، فسيدنا عمر رأى رجلاً ؛ فقال له: أغرب عن وجهي فإني لا أحب أن أراك ، قال: هل تمنعني حقاً هو لي؟ قال: لا ، فقد نختلف؟ ولكن عند الحق لابد أن ينفذ الحق فكانوا لا يغضبون ؛ إلا كما كان يغضب حَبيب الله ومُصطفاه ، كان لا يغضب لنفسه ولكن لا يغضب إلا إذا انتهكت حرمات الله عز وجل