رطّبوا ألسنتكم بالذّكر، وهذّبوها بالتقوى 2024.

يقول الله عز و جل

(وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ) الحجرات: من الآية 12

احذرْ لسانك أيّها الإنسانُ – لا يلدغنّك إنّه ثعبانُ

اللسان سبع ضار، وثعبان ينهش، ونار تلتهم
لسانك لا تذكُرْ به عورة امرئ – فكلّك عوراتٌ
ولِلنّاس ألسُنُ وعيون
رحم الله مسلماً حبس لسانه عن الكذب، وقيّده عن الغيبة،
ومنعه من اللّغو، وحبسه عن الحرام.
ضرَر اللسان عظيم، وخطره جسيم،

وكان أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه
ـ يأخذ بلسانه ويبكي، ويقول: هذا أوردَني الموارد

ابن عباس رضي الله عنهما يقول للسانه:
يا لسان قل خيراً تغنمْ، أو اسكت عن شرٍّ تسلَمْ

قال ابن مسعود ـ رضي الله عنه:
«واللهِ ما في الأرض أحقّ بطول حبسٍ من لسان
رُبّ كلمةٍ هوى بها صاحبُها في النار على وجهه،
أطلقها بلا عنان، وسرّحها بلا زِمام، وأرسلها بلا خِطام

في اللسان أكثر من عشرة أمراض إذا لم يُتحكّم فيه من عيوبه: الكذب، والغيبة، والنميمة، والبذاءة، والسبّ، والفحش،
والزور، واللّعن، والسخرية، والاستهزاء، وغيرها

اللسان طريقٌ للخير، وسبيلٌ للشر، فيكون في الخير
مَن ذكر اللهَ به، واستغفار وحمد، وتسبّيح وشكر وتوبه،

ويكون في شر مَن هتك الأعراض، وجرح به الحرمات،
وثَلَم به القِيَم لمّا علم السلف الصالح بأدب الكتاب والسنّة
وَزَنوا ألفاظهم، واحترموا كلامهم؛ فكان نطقهم ذكراً، ونظرُهم عبراً، وصمتهم فكراً
ولما خاف الأبرار من لقاء الواحد القهّار جعلوا الألسنة في ذكره وشكره،
وكفّوا عن الغيبه والبذاء والهراء اذا اراد الصالحون الكلام، فيذكرون تبعاته وعقوباته ونتائجه؛ فيصمتون ..

يا أيها المسلمون! رطّبوا ألسنتكم بالذّكر، وهذّبوها بالتقوى وطهّروها من المعاصي اللهم! إنّا نسألك ألسنةً صادقةً،
وقلوباً سليمةً، وأخلاقاً مستقيمةً

الا بذكرالله تطمئن القلوب

جزيت الجنة اختي

جزاك الله خيرااااااااااا

الجيريا

بارك الله فيك أختاه كلام أكثر من رائع

شرح كتاب الذّكر خمسٌ ما أثقلهنّ في الميزان- أبو جابر 2024.

تابعالباب السّابع:" التّرغيب في التّسبيح،والتّكبير،والتّهليل،والتّحميد على اختلاف أنواعه ".

الحديث 21، و22، و23:
وَعَنْ أَبِي سَلْمى رضي الله عنه رَاعِي رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم أنّ رسولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم قال:
(( بَخٍ بَخٍ لخَمْسٍ مَا أَثْقَلَهُنَّ فِي الْمِيزَانِ !: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَسُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَاللهُ أَكْبَرُوَالْوَلَدُ الصَّالِحُ يُتَوَفَّى لِلْمَرْءِ المُسْلِمِفَيَحْتَسِبُهُ )).
[رواه النّسائي- واللّفظ له -، وابن حبّان في "صحيحه"، والحاكم، وصحّحه].
ورواه البزّار بلفظه من حديث ثوبان رضي الله عنه، وحسّن إسناده. ورواه الطّبراني في "الأوسط" من حديث سفينةَ، ورجاله رجال "الصّحيح".
شرح الحديث:
– قوله: ( بَخٍبَخٍ ): ومنه قول العرب عن الأشياء المستعظمة: ( مبخبخة ) أي يقال فيها ( بخ بخ ) [انظر "اللّسان" (1/253) تحت مادّة ج ب ب، وخ ب ب، وب خ خ].
وتقول العرب: بخبخ الرّجل إذا قال بخْ بخْ، ورجل بخٌّ أي: سَرِيٌّّ وشريف، وقال ابن الأنباري رحمه الله: ( بخ بخ ) معناه تعظيم الأمر، قال الأزهريّ رحمه الله: هي كقولك عجبا.
وقد تقول العرب: بَهْ بَهْ، كما في حديث مسلم عن أنَسِ بنِ سِيرِينَ قال: سأَلْتُ ابنَ عُمَرَ رضي الله عنهما: مَا أَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الصُّبْحِ ؟ فَقَالَ ابنُ عُمَرَ رضي الله عنهما: كانَ رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم يُصَلِّي بِاللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى وَيُوتِرُ بِرَكْعَةٍ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، قالَ أَنَسٌ: قُلْتُ: فَإِنَّمَا أَسْأَلُكَ مَا أَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الصُّبْحِ ؟ فَقَالَ: بَهْ بَهْ ! إِنَّكَ لَضَخْمٌ !…".
– قوله: ( لِخَمْسٍ ): هنّ أربع كلمات، والخامسة هي: فَقْدُ المسلم والمسلمة الولدَ الصّالح.
ووصف هذه الخمس بقوله: (( مَا أَثْقَلَهُنَّ فِي المِيزَانِ !)): أمّا الكلمات الأربع فقد شرحنا معانيَها ووجهَ ثقلها في الميزان فيما سبق.
أمّا فَقْدُ الولد الصّالح؛ فلأجل ما في الصّبر عليه من الأجر والثّواب، قال بعض السّلف في تفسير قوله تعالى:{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة:155]، قالوا: نقص من الثّمرات هو موت الولد.
وأيّدوا ذلك بما رواه التّرمذي وأحمد عن أبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه أنّ رسولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم قال:
(( إِذَا مَاتَ وَلَدُ الْعَبْدِ، قَالَ اللهُ لِمَلَائِكَتِهِ: قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ.
فَيَقُولُ: قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ.
فَيَقُولُ: مَاذَا قَالَ عَبْدِي ؟ فَيَقُولُونَ: حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ.
فَيَقُولُ اللهُ: ابْنُوا لِعَبْدِي بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ، وَسَمُّوهُ بَيْتَ الْحَمْدِ.
لذلك صحّح النبيّ صلّى الله عليه وسلّم مفهوم الرّقوب لأمّته، فقد روى مسلم عن عبدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( مَا تَعُدُّونَ الرَّقُوبَ فِيكُمْ ؟)) قَالَ: قُلْنَا: الَّذِي لَا يُولَدُ لَهُ ؟ قَالَ: (( لَيْسَ ذَاكَ بِالرَّقُوبِ، وَلَكِنَّهُ الرَّجُلُ الَّذِيلَمْ يُقَدِّمْ مِنْ وَلَدِهِ شَيْئًا )).
قال النّووي رحمه الله:" وأصل الرّقوب في كلام العرب: الّذي لا يعيش له ولد. ومعنى الحديث أنكم تعتقدون أنّ الرّقوب المحزون هو المصاب بموت أولاده، وليس هو كذلك شرعا، بل هو من لم يمت أحد من أولاده في حياته فيحتسبه يكتب له ثواب مصيبته به، وثوابصبره عليه، ويكون له فرطا وسلفا "اهـ.

والله الموفّق لا ربّ سواه.

بوركتم …
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ولم أكن أعرف حديث ( الرقوب) استفدته من الموضوع .. شكرا جزيلا

أحوال النّاس بعد انقضاء مجالس الذّكر 2024.

بسم الله الرّحمن الرّحيم
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال الإمام ابن رجب الحنبليّ رحمه الله تعالى

فإذا انقضى مجلس الذكر فأهله بعد ذلك على أقسام:

فمنهم من يرجع إلى هواه فلا يتعلق بشيء مما سمعه في مجلس الذكر ولا يزداد هدى ولا يرتدع عن رديء وهؤلاء أشر الأقسام
ويكون ما سمعوه حجة عليهم فتزداد به عقوبتهم وهؤلاء الظالمون لأنفسهم:
{أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [النحل:108].

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ومنهم من ينتفع بما سمعه وهم على أقسام:
فمنهم من يرده ما سمعه عن المحرمات ويوجب له التزام الواجبات "وهؤلاء المقتصدون أصحاب اليمين"

ومنهم من يرتقي عن ذلك إلى التشمير في نوافل الطاعات والتورع عن دقائق المكروهات ويشتاق إلى إتباع آثار
من سلف من السادات "وهؤلاء السابقون المقربون".


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
و ينقسم المنتفعون بسماع مجلس الذكر في استحضار ما سمعوه في المجلس والغفلة عنه إلى ثلاثة أقسام:

فقسم يرجعون إلى مصالح دنياهم المباحة فيشتغلون بها فتذهل بذلك قلوبهم عما كانوا يجدونه في مجلس الذكر من
استحضار عظمة الله وجلاله وكبريائه ووعده ووعيده وثوابه وعقابه وهذا هو الذي شكاه الصحابة إلى النبي صلى
الله عليه وسلم وخشوا لكمال معرفتهم وشدة خوفهم أن يكون نفاقا فأعلمهم النبي صلى الله عليه وسلم أنه ليس نفاق.

وفي صحيح مسلم عن حنظلة أنه قال: يا رسول الله نافق حنظلة قال: "وما ذاك" قال: نكون عندك تذكرنا بالجنة والنار
كأنها رأي عينفإذا رجعنا من عندك عافسنا الأزواج والضيعة ونسينا كثيرا فقال: "لو تدومون على الحال التي تقومون بها من عندي
لصافحتكم الملائكة في مجالسكم وفي طرقكم ولكن يا حنظلة ساعة وساعة" وفي رواية له أيضا: "لو كانت تكون
قلوبكم كما تكون عند الذكر لصافحتكم الملائكة حتى تسلم عليكم في الطرق"
ومعنى هذا: أن استحضار ذكر الآخرة بالقلب في جميع الأحوال عزيز جدا ولا يقدر كثير من الناس أو أكثرهم عليه فيكتفي
منهم بذكر ذلك أحيانا وإن وقعت الغفلة عنه في حال التلبس بمصالح الدنيا المباحة ولكن المؤمن لا يرضى من نفسه
بذلك بل يلوم نفسه عليه ويحزنه ذلك من نفسه
العارف يتأسف في وقت الكدر على زمن الصفا ويحن إلى زمان
القرب والوصال في حال الجفاء وأنشدوا:

"ما أكدر عيشنا الذي قد سلفا … إلا وجف القلب وكم قد جفا"
"واها لزماننا الذي كان صفا … هل يرجع بعد فوته وا أسفا"

وقسم آخرون يستمرون على استحضار حال مجلس سماع الذكر فلا يزال تذكر ذلك بقلوبهم ملازما لهم وهؤلاء على قسمين:

أحدهما : من يشغله ذلك عن مصالح دنياه المباحة فينقطع عن الخلق فلا يقوى على مخالطتهم ولا القيام بوفاء حقوقهم وكان
كثير من السلف على هذه الحال فمنهم من كان لا يضحك أبدا ومنهم من كان يقول: لو فارق ذكر الموت قلبي ساعة لفسد.

والثاني: من يستحضر ذكر الله وعظمته وثوابه وعقابه بقلبه ويدخل ببدنه في مصالح دنياه من اكتساب الحلال والقيام
على العيال ويخالط الخلق فيما يوصل إليهم به النفع مما هو عبادة في نفسه كتعلم العلم والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وهؤلاء أشرف القسمين وهم خلفاء الرسل وهم الذين
قال فيهم علي رضي الله عنه: صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالأجلّ الأعلى.

وقد كان حال النبي صلى الله عليه وسلم عند الذكر يتغير ثم يرجع بعد انقضائه إلى مخالطة الناس والقيام بحقوقهم.

منقول بتصرّف من شبكة سحاب السّلفيّة
لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف
عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي رحمه الله

والله تعالى هو الموفّقُ

"ما أكدر عيشنا الذي قد سلفا … إلا وجف القلب وكم قد جفا"
"واها لزماننا الذي كان صفا … هل يرجع بعد فوته وا أسفا"

جزاكم الله خيرا
والله المستعان على حالنا … نسأل الله أن يردنا إليه ردا جميلا

لا إله إلا الله

الحمد لله والله أكبر

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمُّ أُميمة محبّة السلف الجيريا
"ما أكدر عيشنا الذي قد سلفا … إلا وجف القلب وكم قد جفا"
"واها لزماننا الذي كان صفا … هل يرجع بعد فوته وا أسفا"

جزاكم الله خيرا
والله المستعان على حالنا … نسأل الله أن يردنا إليه ردا جميلا

آمين آمين بارك الله فيكم نسأل الله تعالى أن يعيننا على
طاعته ورضاه ونسأله أن ينفعنا بأي درس أو موعظةٍ
نستمع إليها آمين …

شرح كتاب الذّكر ذكر الله غراس الجنّة 2 – أبو جابر عبد الحليم توميات 2024.

تابعالباب السّابع:" التّرغيب في التّسبيح، والتّكبير، والتّهليل، والتّحميد على اختلاف أنواعه ".

الحديث الرّابع عشر:
عن ابنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم:
(( لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ عليه السّلام لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلَامَ، وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الْجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ، عَذْبَةُ الْمَاءِ، وَأَنَّهَا قِيعَانٌ، وَأَنَّ غِرَاسَهَا: " سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ " )).
[رواه التّرمذي، والطّبراني في "الصّغير" و"الأوسط" وزاد]:
(( وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ )).

وروياه عن عبد الواحد بن زياد، عن عبد الرّحمن بن إسحاق، عن القاسم، عن أبيه، عن ابن مسعود رضي الله عنه، وقال التّرمذي: " حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن مسعود رضي الله عنه". شرح الحديث:
– قوله: ( لقيت إبراهيمعليه السّلام): وهو في محلّه من السّماء السّابعة، مسنِدا ظهرَه إلى البيت المعمور كما في الأحاديث الصّحيحة.
– ( ليلة أسرى بي ): يعبّر كثيرا عن المعراج بالإسراء إمّا لأنّه سير إلى السّماء، أو يعبّر عن أحد السّفرين بالآخر.
– ( أقرئ ): أمر من الإقراء، قال في "اللّسان":" أقرأه إيّاه: أبلغه، ويقال: أقرِئْ فلانا السّلام، و اقرأ عليه السّلام، كأنّه حين يبلّغه سلامه يحمله على أن يقرأ السّلام ويردّه ".
– ( أمّتك ): هي أمّة الإجابة، والمصلّي يردّ هذا السّلام بأكثر ممّا هو عليه؛ إذ هو يصلّي على إبراهيم عليه السّلام في كلّ صلاة.
– ( طيّبة التربة ): وترابها المسك والزّعفران ولا أطيب منهما.
– ( عذبة الماء ): أي ماؤها طيّب لا ملوحة فيه، ولا يتغيّر بطول المكث كماء الدّنيا، كما قال تعالى:{فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ} [محمد: من الآية15].
وإذا كانت تلك التّربة طيّبة، وماؤها عذباً، كان الغراس أطيب، لا سيما أنّ الغرس هي الكلمات الطيّبات، وهنّ الباقيات الصّالحات.
والمعنى: أعلِمْهُم بأنّ هذه الكلمات ونحوَها سببٌ لدخول قائلها الجنّة، إذ ما يُعِدّ الله له أشجارها إلاّ وهي في انتظاره.
– ( قيعان ): بكسر القاف، جمع قاع، وهي الأرض المستوية الخالية من الشّجر، كقوله تعالى:{فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفا} [طـه: من الآية106].
فإن قيل: إنّ الحديث يدلّ على أنّ أرض الجنّة خالية من الأشجار والقصور ! وهي إنّما سمّيت جنّة لأشجارها المتكاثفة !
فهناك جوابان:
الأوّل: أنّها كانت قيعانا، ثمّ إنّ الله تعالى أوجد بفضله فيها أشجارا وقصورا بحسب أعمال العاملين، لكلّ عامل ما يختصّ به بسبب عمله.
الثّاني: قال القاري رحمه الله: لا دلالة في الحديث على الخلوّ الكلّي من الأشجار والقصور، لأنّ معنى كونها قيعانا أن أكثرها مغروس، وما عداه منها أمكنة واسعة بلا غرس لينغرس بتلك الكلمات.
وهذا أصوب، لأنّه ثبت في الحديث الّذي رواه الدّارقطني في "الصّفات"(28)، والبيهقي في "الأسماء والصّفات"(ص318) عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال:
(( لَمْ يَخْلُقْ اللهُ بِيَدِهِ إِلاَّ ثَلاَثاً، خَلَقَ آدَمَ بِيَدِهِ، وَغَرَسَ جَنَّةَ الفِرْدَوْسِ بِيَدِهِ، وَكَتَبَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ ))، فهناك جنان غُرست بيده تعالى، وبعضها بأمره، وبعضها بفضله لعمل العباد.
الحديث الخامس عشر: قال رحمه الله:
ورواه الطّبراني أيضا بإسناد واهٍ من حديث سلمان الفارسيّ رضي الله عنه، ولفظه قال:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم يَقُولُ:
(( إنَّ فِي الجَنَّةِ قِيعَانًا، فَأَكْثِرُوا مِنْ غَرْسِهَا )).
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا غَرْسُهَا ؟ قَالَ:
(( سُبْحَانَ اللهِ، وَالحَمْدُ لِلَّهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ )).
الحديث السّادس عشر:
وعن ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قال: قال رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم:
(( مَنْ قَالَ:" سُبْحَانَ اللهِ، وَالحَمْدُ للهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ " غُرِسَ لَهُ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ شَجَرَةٌ فِي الجَنَّةِ )).
[رواه الطّبراني، وإسناده حسن لا بأس به في المتابعات].