من فتاوى الشيخ محمد بن عبد الله الإمام. 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السؤال : جاءت إلينا مدرسة من الحكومة إلى القرية، وعندنا مكان فيه قبور، وهذا المكان مقبرة من قبل، والقبور واضحة، وجاء إمام مسجد في القرية بفتوى وفيها: جواز البناء على هذه المقبرة، وأهل القرية يريدون أن يبنوا هذه المدرسة، وحجتهم هذه الفتوى، فرفض أهل السنة بناء المدرسة، وقال أهل القرية: نريد فتوى من علمائكم. فنرجو من فضيلتكم إفادتنا حول الحكم الشرعي في هذه المسألة؟

الجواب : الحمد لله. لا يجوز لكم بناء مدرسة فوق المقبرة لسببين:

أولاً : أرض المقبرة تكون وقفاً لقبر أموات المسلمين، ولا تصرف لغيره، وإلا كان فيه تعدي.

ثانياً : القبور تعتبر بيوتاً للأموات، فهي مكرمة، لا يجوز إهانتها، والإساءة لها بالبناء فوقها، أو المشي عليها، أو إخراج الأموات منها، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها) وقال أيضاً: (لأن يجلس أحكم على جمرة خير له من أن يجلس على قبر) وهذا في الجلوس فقط، فيكون البناء والمشي عليها أشد وأعظم، وكيف يريد الناس تعليم أبناءهم وتربيتهم وهم يؤذون الأموات إلى قبورهم ويعصون الله بفعل هذا المحظور، لكن يجتهدون حتى يحصلوا على أرض مناسبة، ومن ترك شيئاً خوفاً من الله عوضه الله خيراً منه وأفضل. وأما الفتوى المذكورة فهي خاطئة بلا شك، لما ذكرناه لكم من سبب منع بناء المدرسة على القبور. والله الموفق .

المصدر : https://sh-emam.com/show_fatawa.php?id=330

الجيريا

السؤال : هل يجب غسل المقتول قصاصاً؟ وهل يأثم الذين لم يغسلوه؟ وهل يسمى شهيداً؟ وهل يغسل المتردي من جبل وصاحب الهدم والمرأة تموت في نفاسها؟
أفتونا مأجورين.

الجواب : باسم الله، والحمد لله.
نعم. يجب غسله، لأنه من موتى المسلمين، ويأثم الناس إذ
ا لم يقوموا بتغسيله، لأنه يجب تغسيل الميت المسلم ما عدا شهيد المعركة مع الكفار فإنه لا يجب تغسيله وأما المقتول قصاصاً وبقية الأصناف المذكورة في السؤال فيجب تغسيلهم وكذا المصدوم يجب تغسيله إلا إذا تناثر لحمه أو تقطعت أوصاله فلا يجب تغسيله.

المصدر : الجيرياhttps://sh-emam.com/show_fatawa.php?id=331

السؤال : ما حكم الشرع في قراءة القرآن بعد وفاة الميت في المسجد ثلاثة أيام وإهداء ثواب القراءة للميت، وهل يصح الاستدلال بحديث $اقرأوا على موتاكم يس#
أفتونا مأجورين.

الجواب : باسم الله الحمد لله، قراءة القرآن على الموتى بعد موتهم كما ذكره في السؤال يعتبر من البدع المحدثات، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وعلى وسلم لم يفعله، وقد مات كثير من الصحابة في عهده ولا فعله الصحابة بعد موت رسول الله صلى الله عليه وعلى وسلم، لم يفعلوه له ولا لغيره من الصحابة مع حرصهم على نفع آبائهم وإخوانهم الأموات، وهذه أمر عبادة المطلوب فيها الاقتداء والتأسي برسول الله صلى الله عليه وعلى وسلم وأصحابه رضي الله عنهم.

وأما حديث "اقرءوا على موتاكم يس " فهو حديث ضعيف السند، فلا يعتمد عليه، ولو صح فالمراد به ـ كما ذكره العلماء ـ حين الاحتضار حتى يتأنس المحتضر بها، وتشتاق نفسه للقاء الله وهذا كقوله صلى الله عليه وعلى وسلم: "لقنوا موتاكم لا إله إلا الله " المقصود : تلقين المحتضر ، أما الميت فلا ينطق حتى نلقنه ، فخير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وعلى وسلم ، وخير الناس أصحابه ، فلنا أسوة حسنه فيهم، ويمكن نفع الميت بالصدقة عليه والاستغفار له، والترحم عليه، والدعاء له.

والله الموفق.

المصدر :
الجيرياhttps://sh-emam.com/show_fatawa.php?id=327

https://www.olamayemen.net/Default_ar.aspx?ID=352&PageN
كتاب : " الأخطاء المتعددة في حج المرأة المتبرجة "
للشيخ محمد بن عبدالله الإمام حفظه الله

للتحميل : https://www.olamayemen.net/Default_ar.aspx?ID=352&PageN
الجيريا

السؤال : أفتونا مشكورين بما يتعلق بشق طريق على المقبرة؟ ما الحكم الشرعي في ذلك؟ وبما تنصحون أهالي القرية إن تعذر تحويل الطريق عن هذه المقبرة؟

وجزاكم الله خيراً.

مقدم السؤال/ أهالي قرية وادي العقام بني علي أعبوس

الجواب : بسم الله والحمد لله

مثل هذا الفعل لا يجوز؛ لأنه تعدي على مقابر الأموا، وانتهاك لحرمة القبور، فالأصل منع شق الطرق في المقابر، فإن أصرّ الناس على ذلك يأثمون، والواجب مع هذا نقل هذه القبور إلى مقابر أخرى سالمة من التعدي من باب أخف الضررين، وأخف المفسدتين .
الجيريا

كتاب : المؤامرة الكبرى على المرأة المسلمة
للشيخ الفاضل / محمد بن عبدالله الإمام حفظه الله

للتحميل :
الجيرياhttps://www.olamayemen.net/Default_ar.aspx?ID=359

السؤال : نحن مجموعة من أهل السنة والجماعة من محافظة المحويت، طُلب منا الوقوف للعلَم والنشيد الوطني. فما حكم الإسلام في هذا الوقوف؟ وما نصيحتكم لمن يلزمنا بهذا الوقوف؟

وجزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم.

الجواب: هذا الوقوف ليس مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا صحابته، ولا صار عليه المسلمون في تعليمهم، وإنما أُحدث مؤخراً، تقليداً، وتشبهاً بالكفار، والوقوف للعلَم حسب ما هو موجود لا يصلح أبداً أن يكون إلا لله في الصلاة وفي غيرها.

ولا يُفهم من كلامنا أننا ندعو إلى الفوضى في وقت الوقوف للعلم، ولكن نقول: لا يُلزم الناس بهذا الوقوف، بحيث من كان ماشياً يقال له: يجب عليك أن تقف، ولا يُقال لمن كان جالساً: يجب عليك أن تقوم، ولا يقال: ممنوع الحركة، فهذا لا وجود له في أي الشرائع المنزلة من عند الله، ولا يُقال: إن عدم الوقوف للعلم استهانة بالدولة ، هذا غير صحيح؛ فكم ممن يقف للعلم وهو يحارب الدولة، فضلاً عن الاستهانة بها، فالدولة لها مكانتها وحرمتها، ولا علاقة للوقوف للعلم بذلك.

فنصيحتنا لمن يقومون بما ذكر في السؤال: أن يتحروا ما يوافق شرع الله، والخطأ ليس منّا، ولا من ديننا، ولا من آدابنا، بل نحن مسلمون نتحرى الحق والعدل.

ولا حول ولا قوة إلا بالله.الجيريا

السؤال : نرجو من فضيلتكم أن تبينوا لنا حقيقة الدعوة التي تدعون الناس إليها وتربون طلابكم عليها لا سيما في هذه الأيام التي التبس فيها الحق على كثير من الناس بسبب كثرة الفتن وجزاكم الله كل خير

الجواب: الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله r أما بعد:

فيقول الله تعالى: )وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ( وقال جل وعلا: )قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ( وقال سبحانه: )ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ( وقال رسول الله r: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه» رواه مسلم فالدعوة التي ندعو أنفسنا وعموم المسلمين إليها هي دعوة الله ورسوله دعوة إلى التمسك بكتاب ربنا وسنة نبينا دعوة إلى أن نصلح ما بيننا وبين الله فنحن أفقر الناس إلى أن نصلح أنفسنا.

ومن خصائص دعوتنا الرجوع إلى ما كان عليه السلف الصالح وهم الصحابة رضي الله عنهم لأن الله أمر بإتباعهم ولأن إتباع القرآن والسنة لا يتم إلا بإتباعهم ولأن الله U عصمهم بعد رسولهم من أن يجتمعوا على الضلالة والبدعة والغواية بل لقد رضي الله عنهم لأنهم عملوا بما في كتابه وسنة رسوله r على مراده I فتحققت فيهم (عبودية الله الإخلاص له والإقتداء برسوله r) وبسبب سير دعوة أهل السنة والجماعة على هذا الأصول العظيمة علماً وعملاً سلمت على مرِّ العصور والدهور من الإنحراف الذي وقع فيه أهل البدع والتحزب.فدعوتنا بعيدة عن الثورات والإنقلاب والتفجيرات والتلغيمات بل نعلم أن الدعوات التي تقوم على هذه الأمور لا تقيم للناس ديناً ولا تبقى لهم دنيا.

ومن مميزات دعوتنا أن باطنها كظاهرها فليست كالدعوات التي باطنها منطوٍ على غوائل سرية وبيعات بدعية ودعوتنا لا تهدم ما عند الناس من خير بل تحافظ عليه وتنميه كالأمن والاستقرار والتآخي في الإسلام والتناصف في القضايا مع الاهتمام بنصح الناس وإرشادهم إلى الخير شفقة عليهم ورحمة بهم قال الرسول :r «يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك فإني لا أملك لك من الله شيئا»

ومن مميزات دعوتنا أنها لا يسيرها أرباب الأطماع الدنيوية وطلاب المال وعشاق الملك وإنما يقودها علماء الكتاب والسنة فهم مرجعيتها قديماً وحديثا ولم تسلم دعوتنا من رميها بما ليس فيها من قبل المناؤين لها كرمي أهلها بالتشدد مع أن أهلها أحرص الناس على الاعتدال والتوسط الشرعي وكيف لا يكونوا كذلك وقدوتهم في ذلك رسول r وصحابته الكرام بل يحذرون من التشدد لما يعلمون أن التشدد ما وجد في فرقة إلا وجد فيها ما يقابله من التمييع فأهل هذه التهمة هم أولى بها، وأيضاً يرُمى دعاة أهل السنة بأنهم إرهابيون وهم براء من الإرهاب الذي هو التعدي والبغي على الناس بل إن دعوة أهل السنة أعظم من يحذر من ذلك وقد صارت هذه التهم بالية – والحمد لله- بل تصير هذه الدعايات المزيفة سبباً لإقبال الناس على دعوة أهل السنة والجماعة لأنها دعوة رحمة وتعاون على البر والتقوى فما يوجد من فتن في بلادنا اليمنية وغيرها فأهل السنة يحذرون المسلمين من الإقتراب منها أو التسبب في إذكائها والله الهادي إلى سواء السبيل.
المصدر : الجيرياhttps://sh-emam.com/show_fatawa.php?id=31

السؤال : في قريتنا تكثر أشجار المانجو، فيقوم الناس ببيع الثمار التي على الشجرة كاملة، والثمار لم يبدو صلاحها، وتتم المقايضة على هذا، فما حكم هذا البيع؟

وجزاكم الله خيرا

الجواب : بسم الله، والحمد للهالجيريا لا يجوز بيع الثمار من ما نجو وغيره قبل بدو صلاحه، وظهور علامات الصلاح، لأن رسول الله r نهى عن بيع الثمار قبل بدو صلاحها، وذلك خشية أن تصيبها آفة، أو جائحة، فيتضرر المشتري، بخلاف إذا ظهر نضوجها، فيكون قد اشترى ما ظاهره الصلاح، فيتحمل نتائجها المشتري.

والله الموفق
المصدر : https://sh-emam.com/show_fatawa.php?id=315

السؤال : أنا إمام مسجد في قرية في إحدى مديريات محافظة لحج، وأحياناً تأتي إلى هذا المسجد بعض الجنائز للصلاة عليها، فإذا كان هذا الميت معروفاً بترك الصلاة لا أصلي عليه. فهل فعلي هذا صحيح أم لا؟

علماً بأن باني المسجد وبعض أهل القرية يلومونني في ترك الصلاة على مَن هذا حاله.

أفتونا مأجورين وجزاكم الله خيراً. الجيريا

الجواب : لقد ترك الرسول r الصلاة على صحابي قطع عروق أصابعه فاستنزف دمه فمات، أليس من باب أولى أن يترك الإمام الصلاة على من ترك أعظم ركن من أركان الإسلام العملية وهو الصلاة؟! فما عمله الإمام الذي وجه إلينا السؤال بسببه فهو صواب، وعلى هذا فلا يجوز لباني المسجد ولا لأهل القرية أن يلوموا هذا الإمام على فعله، فالنبي r يقول: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر».

وإذا أبى أهل القرية إلا أن يصلوا على تارك الصلاة فلا يجوز لهم أن يلزموا غيرهم بالصلاة عليه.

المصدر : https://sh-emam.com/show_fatawa.php?id=311

السؤال : ما حكم الشرع في رجل أوقف أرضاً، وأوصى ذريته من بعده أن يقرءوا عليه ما تيسر من القرآن بعد موته مقابل هذا الوقف، وإن لم يكن هذا الوقف صحيحاً فما موقف أولاده من هذا الوقف؟

أفتونا مأجورين؟

الجواب : باسم الله الحمد لله، الوقف لأجل الق راءة على الميت لا تشرع لعدم وجود ال دليل الشرعي عليها، ولم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يفعله أيضاً الصحابة، فلم يوصى بمثل هذا.

وعليه إذا كان الوقف المذكور للذرية الذكور والإناث فيبقى وقفاً ويقسم بينهم وقفاً لا يباع ويكون نفع الميت منه الصدقة عليه منها إذا حصدت المحصول أو خرجت إجارة لهما إذا كانت مؤجرة لا سيما الصدقات الجارية المستمر نفعها.

والله الموفق.
المصدر : الجيرياhttps://sh-emam.com/show_fatawa.php?id=314

السؤال : أصبحت زوجتي امرأة كبيرة في السن، وعاجزة عن أداء فريضة الحج، وعندها قدرة مالية، فهل لها أن توكل من ينوبها في أداء فريضة الحج، وهي ما زالت حية؟

وأيهما الأفضل: أن يُحج عنها الآن؟ أو بعد موتها؟

وجزاكم الله خيراً. الجواب: باسم الله، والحمد لله.

إذا كانت تعجز عن الذهاب ويشق عليها ذلك؛ فلا بأس أن يُحج عنها وهي حيه، وهذا أفضل من الحج عنها بعد موتها من باب المسارعة في الخيرات.

والله الموفق. الجيريا

المصدر : https://sh-emam.com/show_fatawa.php?id=310

السؤال : أفتونا مشكورين بما يفعله كثير من الناس بعد موت الميت من تهليل لمدة ثلاثة أيام؟ وكذلك من توزيع الطعام في المقبرة في اليوم العاشر من موته ؟.

وجزاكم الله خيراً.

الجواب : بسم الله
الآداب الشرعية تُنقَل من فعل رسول الله r وفعل أصحابه رضي الله عنهم، ولم يكن من فعلهم هذا التهليل لمدة ثلاثة أيام، أو توزيع الطعام في المقبرة في اليوم العاشر، فلو كان خيراً لفعلوه، ولسارعوا فيه، وإنما اقتصروا على التعزية، والتسلية، والدعاء للميت، وتصبير أسرة الميت.

والله الموفق.

المصدر : https://sh-emam.com/show_fatawa.php?id=309

الجيريا

السؤال: يُلاحظ تسرُّع بعض طلاب العلم في أمر الفتوى، وخصوصاً في المسائل الخطيرة، كالطلاق ونحوه، فيفتون من غير مراعاة للضوابط الشرعية التي وضعها العلماء في الفتوى، وشروط المفتي، ونحو ذلك.

فما هي النصيحة والتوجيه لهؤلاء؟ وهل لطالب العلم ن يتصدَّر للفتوى؟ وماذا يعمل طالب العلم إذا جاءه شخص يسأله عن مسألة شرعية كالطلاق ونحوه؟

أفتونا وجزاكم الله خيرا.

الجواب: لا يجوز لطالب العلم أن يفتي حتى يشهد له مشائخه من أهل العلم، فلا يكفي أن يحسن – طالب العلم المستفيد – الظن بنفسه، فيبادر إلى الفتوى، فهذا محل زلل وتلف.

ولا يغتر بقول العامة: يا شيخ يا شيخ .. فلينظر إلى علمه مقارنة بعلم العلماء، وإلى مراجعه من الكتب، وإلى الزمان الذي تلقى فيه العلم: أهو كزمن العلماء الذي أنفقوا عمراً في إحراز العلم ؟

ألا وإن شروط المفتي الإلمام بأكثر علم الكتاب والسنة، ومعرفته باللغة العربية والناسخ والمنسوخ وبأصول الفقه،وباختلاف أهل العلم وغير ذلك، فعلى من سُئل عن مسألة من طلاب العلم أن يقول للسائل: دعني أسأل أهل العلم. ويبلِّغ السؤال بعد استيضاح من السائل، لتُعرف حقيقة المسألة،خصوصاً مسائل الحلال والحرام.

والله المستعان

المصدر : https://sh-emam.com/show_fatawa.php?id=308

الجيريا

السؤال : ما حكم الإسلام في من يمنع النساء من الإرث أفتونا أثابكم الله

الجواب : يجب على كل مسلم أن يعلم علم اليقين أن الله قد أعطى النساء حقوقهن من الإرث بعد في كتابه وبين ذلك رسوله r في سنته وقام على ذلك إجماع أهل العلم في كل عصر ومصر، وهذا الحق لهن لا يقدر أحد على إسقاطه مهما كانت منزلته فإن منعهن من حقهن فحقهن قائم باقي إلى يوم القيامة سيؤديه المانع في ذلك اليوم العصيب قال الرسول r «لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء» فلو ظلم المسلم حيواناً لكان مسؤلاً عن ذلك فكيف لا يسأل عن ظلم أرحامه وأقاربه وأسرته اللهم سلم سلم .
فكل من يخشى غضب الجبار في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون يجنب نفسه المعارضة لحكم الله في إرث النساء وغيره والرد لشرعه والتسلط على عباده بل يبادر إلى تنفيذ أحكامه وأداء حقوق عباده فليحذر المسلم كل الحذر من ظلم النساء في أموالهن فإن الله بعد إعطاء الورثة الذكور والإناث حقهم قال: )تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(13) وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ (14)( [النساء/13-14] أعاذك الله يا مسلم من عذاب الله يوم لقاء الله ونجاك الله من نار السموم وشراب الحميم والعذاب المهين فإن لم ترحم نفسك في هذه الدنيا وتتقي ربك فماذا أنت صانع يوم يعظ الظالم على يديه وماذا أنت قائل يوم يخسر المبطلون وبأي حجة تحتج في يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم، فبادر إلى رد المظالم، فإن عجزت فاطلب من أهلها الصفح والعفو والمسامحة، فإن لم يقبلوا منك فخذ مهلة منهم حتى تقوم بردها، وما قد مضى من القسمة في الماضي فيبقى على تلك القسمة واسترضاء المظلومين الأحياء بقدر الإمكان مطلوب، وما يقسم بعد معرفة الحق فلا تنفذ القسمة إلا أن يكون النساء قد أُعطين حقهن .

والله المستعان.

المصدر : https://sh-emam.com/show_fatawa.php?id=306

الجيريا

الإمام المصلح محمد بن عبد الكريم المغيلي 2024.

كنيته و مولده و نشأته:أبو عبد الله، محمد بن عبد الكريم بن محمد المغيلي التلمساني ، [ و المغيلي : بفتح الميم نسبة إلى مغيلة قبيلة من البربر استوطنت تلمسان ووهران و المغرب الأقصى، وهي فرع من قبيلة صنهاجة كبرى شعوب الأفارقة البيض (انظر وصف إفريقيا 1/36،38)] ولد في مدينة تلمسان سنة 790 هـ / 1445 م ، من عائلة راقية النسب ، و مشهورة بالعلم و الدين و الشجاعة في الحروب و هو يعتبر العالم رقم عشرين في سلالة المغيليين التي تبتدأ بإلياس المغيلي [ و هو ذلك العالم البربري الذي اعتنق الاسلام ، وحمل لواء الجهاد فكان له شرف المشاركة مع طارق بن زياد في فتح الأندلس ]، والده عبد الكريم اشتهر بالعلم و الصلاح ، كما أن أمه اشتهرت بأنها سيدة فاضلة تحب الفقراء و المساكين و تنفق عليهم بسخاء، و قد قام هذان الوالدان بتربيته و تنشئته تنشئة حسنة .
طلبه العلم و شيوخه:
حفظ القرآن الكريم على يد والده و الذي علمه أيضا مبادئ العربية من نحو و صرف و بيان كما قرأ عليه أيضا موطأ الامام مالك و كتاب ابن الحاجب الاصلي ، انتقل بعدها ليدرس عند الإمام الفقيه محمد بن أحمد بن عيسى المغيلي الشهير بالجلاب التلمساني ( ت سنة 875 هـ )، و الذي أخذ عنه بعض التفسير و القراءات ، ولقنه الفقه المالكي ، فقد ذكر المغيلي انه ختم عليه المدونة مرتين ، و مختصر خليل و الفرائض من مختصر ابن الحاجب ، و الرسالة.
كما تلقى العلم عن علماء و شيوخ تلمسان منهم :
عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن علي بن يحيى الحسني أبو يحيى التلمساني ( 826 و قيل 825 هـ ) ، عالم بالتفسير حافظ محدث من أكابر فقهاء المالكية ، قال عنه أحمد بابا في [ نيل الابتهاج ص 171] : " بلغ الغاية في العلم والنهاية في المعارف الإلهية وارتقى مراقي الزلفى ورسخ قدمه في العلم وناهيك بكلامه في أول سورة الفتح ولما وقف عليه أخوه عبد الله كتب عليه : وقفت على ما أولتموه وفهمت ما أردتموه فألفيته مبنيا على قواعد التحقيق والإيقان ، مؤديا صحيح المعنى بوجه الإبداع والإتقان بعد مطالعة كلام المفسرين ومراجعة الأفاضل المتأخرين".
محمد بن إبراهيم [ بن يحي حسب الونشريسي في المعيار ] بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله ابن الإمام أبو الفضل التلمساني ( ت 845 هـ ) " عالم بالتفسير والفقه مشارك في علوم الأدب والطب والتصوف من أهل تلمسان، قال عنه السخاوي في ( الضوء اللامع 10/740) : " ارتحل في سنة عشر وثمانمائة فأقام بتونس شهرين ثم قدم القاهرة فحج منها وعاد إليها ثم سافر إلى الشام فزار القدس وتزاحم عليه الناس بدمشق حين علموا فضله وأجلوه ." انتقل بعدها الى بجاية حيث أخذ عن علمائها التفسير و الحديث الشريف ، و الفقه و كانت بجاية حينئذ احدى حواضر العلم و الثقافة العربية الإسلامية،و كيف لا يقصدها و قد اصبحت قبلة العلم والعلماء، إذا كانت هذه الحاضرة قد استعانت بعلماء المشرق في نشر العلم ، ثم سرعان ما أنجبت وخرجت علماء كثيرين سار بذكرهم الركبان ليس فقط في المغرب الأوسط أو المغرب الكبير بل وذاع صيتهم في المشرق العربي حيث تولى بعضهم التدريس والقضاء في الشام وبغداد و مصر انكب المغيلي على الدراسة في بجاية ، تلقى خلالها علوم جمة على يد علماء أجلاء أمثال:
الشيخ أحمد بن إبراهيم البجائي (ت سنة 840هـ/1434م)، إمام جليل، اشتهر بالتفسير و الفقه، تتلمذ له المفسر المشهور الثعالبي.
منصور بن علي عثمان – أبو علي الزواوي المنجلاتي، من فقهاء و علماء بجاية ، و من ذوي العصبية و القوة فيها ، و كان من أصحاب الرأي و التدخل في الأحداث السياسية لمكانته المرموقة.
قال عنه السخاوي في الضوء اللامع : " رأيت من قال انه الزواوي العالم الشهير ، و انه مات بتونس 846 هـ "
كما أخذ عن غيرهم من العلماء منهم يحيى بن نذير بن عتيق أبو زكريا، التدلسي: " القاضي، من كبار فقهاء المالكية، من أهل تدلِّس، تعلم بتلمسان وولي القضاء بتوات، أخذ عنه محمد بن عبد الكريم المغيلي " [ تعريف الخلف 1: 196] و ابي العباس الوغليسي، و يذكر المغيلي: " أنه قرأ الصحيحين ، و السنن و موطأ الإمام مالك ، و الفقه المالكي ، و لم يكتف عبد الكريم المغيلي بما تحصل عليه من علوم في تلمسان و بجاية بل راح يبحث الاستزادة من رحيق المعرفة، فتوجه مباشرة إلى الجزائر أين اتصل بالمفسر المشهور – عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف بن طلحة الثعالبي صاحب التفسير المشهور (الجواهر الحسان) ، و لازمه ملازمة لصيقة ، و قد أعجب الإمام الثعالبي بالطالب المغيلي و بفطنته و ذكائه ، فزوجه ابنته اعترافا منه بعلمه و فقهه و أدبه.
العلماء في عصر المغيلي :
عاش الامام المغيلي في فترة شهدت بروز العديد من المفسرين و العلماء و الفقهاء و المؤرخين و الادباء و الشعراء ، الكثير منهم خالطه و اجتمع به و تبادل معه مجالس العلم و الادب نذكر منهم العلامة قاسم بن سعيد بن محمد العقباني المتوفي سنة 837 هـ ، و العلامة محمد بن أحمد بن مرزوق المتوفي سنة 842 هـ ، و العالم الصوفي ابراهيم التازي المتوفي سنة 866 هـ ، و العلامة الفقيه محمد بن يحي التلمساني المعروف بابن الحابك المتوفي سنة 867 هـ ، و العلامة محمد بن ابي القاسم بن محمد بن يوسف بن عمرو بن شعيب السنوسي المتوفي سنة 895 هـ ، و العلامة احمد بن زكري التلمساني المتوفي سنة 899 هـ ، و ابن مرزوق الكفيف المتوفي سنة 901 هـ ، و العلامة احمد ين يحي الونشريسي المتوفي 914 هـ و غيرهم، مما جعله يستفيد فائدة عظيمة من علمهم و نصائحهم و إرشاداتهم التي سنرى أثرها في دعوته فيما بعد .
يشبهه الكثير من المؤرخين و المترجمين الذين كتبوا عنه و عن جهاده و دفاعه لنشر الإسلام الصحيح و محاربة البدع و المنكرات بشيخ الإسلام ابن تيمية نفسه الذي تأثر به و بأفكاره و كتبه و رسائله التي كانت تصل إلى الشطر الغربي من العالم الإسلامي ، و ( يقال انه كانت بينهما مراسلات و هو ما أجاب عنه الدكتور عمار هلال في مقالة له نشرها بجريدة المجاهد الجزائرية بتاريخ 20 / 06 / 1985 م حيث ذكر أنه : " في المؤلفات الجزائرية التي لها علاقة بالعلوم الإسلامية : فقه و تفسير و حديث …الخ في القرن الخامس عشر الميلادي ، هل نجد أي إشارة إلى ابن تيمية أو إلى أعماله ؟ ليس من السهل الإجابة عن هذا السؤال ، و لكن ما يسمح لنا بالاعتقاد هو أن المغيلي نفى نفسه إلى الصحراء الجزائرية حيث كانت المواصلات حينئذ من الصعوبة بمكان و مع هذا فان فتاتا من المعلومات التي وصلتنا من تلك المنطقة الواسعة للشرق الاوسط تجعلنا نفكر بان ابن تيمية قد تمنى كثيرا أن يعرف ابن عبد الكريم المغيلي ، المهم هو أن كلاً منهما قد قام بعمله بدافع حماسته للإسلام حتى لو أنهما لم يلتقيا ، و المهم كذلك هو أن الرسالة التي أرادا نقلها وصلت تماما إلى الذين أرادا استقطابهم ليصبحوا مؤمنين صالحين " كما كانت له مراسلات و مناظرات مع الإمام السيوطي ، نقلها ابن مريم في كتابه " البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان " أثناء ترجمته للمغيلي.
الإمام المصلح و نازلة توات:
نقم الإمام المغيلي و انزعج من سلوك سلاطين تلك الفترة الذين كانوا يحكمون مملكة تلمسان و بجاية ، و بعد سخطه على أفعالهم و خاصة على الكيفية التي يعالجون بها رعاياهم ، و بعد أن اثر فيه سكوت أو تغاضي المثقفين و رجال العلم ، هاجر الإمام إلى منطقة تمنطيط بتوات أدرار، وكان لومه على السلاطين بسبب ” عدم امتثالهم لا في حياتهم الشخصية و لا في كيفية حكمهم الى قواعد الاسلامإن قصور توات وتيكرارين تمنطيط و أسملال و أولف و زاوية كونتة و فتوغيل ، كلها أسماء تشهد لهذا الإمام دهاده و دعوته ، هذه المناطق التي زارها صال و جال فيها يقوم بمهمة الدعوة إلى الله و الإصلاح ، و نشر المبادئ الإسلامية الصحيحة النقية كما عرفها السلف الصالح رضوان الله عليهم ، و قد احتضنته القبيلة العربية الأصيلة بني سعيد ، حيث عاش بينهم كواحد منهم يحترمونه و يبجلونه و يستمعون إلى دروسه و يتبعون دعوته حتى بدأ يكتشف دسائس اليهود الذين كانوا يعيشون في المنطقة منذ زمن بعيد ، وكانوا يستحوذون على السلطة الاقتصادية و الموارد المالية وأفسدوا الأخلاق والذمم – كما هي عادتهم دائما عليهم لعنة الله – حيث أنهم كانوا يتحكمون في اكبر كنز في الصحراء ألا و هو : الماء ، كما أنهم قاموا ببناء معبد لهم في واحة تمنطيط خارقين بذلك العهود التي بينهم و بين المسلمين، وقد شن عليهم المغيلي حربا شعواء لا هوادة فيها لوضع حد نهائي لتجاوزاتهم و استهانتهم بالدين الإسلامي ، لقد ضيق عليهم الخناق و بذلك ظهرت ما يسمى "بنازلة توات".
((
وأصل المشكلة التي طرحت على الفقيه الإمام المغيلي ، هو أن بعض المسلمين من "توات"، تلك الناحية المتواجدة في وسط الصحراء الجزائرية، والتي تضم عددا من الواحات أو القصور كما يسميها سكان الجنوب، وأهمها في القديم واحة "تمنطيط"، وهي لا تزال موجودة إلى يومنا هذا، وقد تفوقت عليها في العصر الحاضر مدينة أدرار، وتمنطيط هي اليوم ضمن ولاية أدرار. قلت إن بعض المسلمين من توات، قد أنكروا على اليهود القاطنين في المنطقة، سلوكهم، ومخالفتهم للقوانين، وللتراتيب التي حددها لهم الفقهاء المسلمون، على مر العصور. وتفاقمت الأزمة بعد أن شيد أولئك السكان من اليهود، كنيسة جديدة لهم في "تمنطيط". وقد أثار هذا الخبر ثائرة المسلمين ، الذين اعتبروا تشييد معبد جديد، مخالفة صريحة للشريعة التي تسمح للذميين بإصلاح معابدهم القديمة فقط، وتحظر عليهم بناء معابد جديدة، غير أن بعض العلماء المحليين، وعلى رأسهم قاضي المدينة، خالفوا أولئك النفر من المسلمين وقالوا: إن اليهود ذميون، لهم ما لأهل الذمة من الحقوق المنصوص عليها في كتب الفقه. وقد احتج كل فريق بآيات قرآنية كريمة و بأحاديث نبوية شريفة ، وبأقوال السلف من الأئمة والفقهاء، غير أن كلا الفريقين لم يقو على فرض آرائه، وعلى استمالة عامة الناس إليه. وكان في مقدمة الناقمين على اليهود، العالم الكبير محمد بن عبد الكريم المغيلي. وقد اشتهر هذا الفقيه بنشاطه، وبحيويته في الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وفي نشر تعاليم الإسلام و محاربة البدع و الخرافات خاصة ببلاد الزنوج – كما سنرى – حيث اصدر فتوى أكد من خلالها: " أن سيطرة اليهود على عموم نواحي الحياة في تلك الديار، وبخاصة النواحي الاقتصادية، يتنافى مع مبدأ الذلة والصغار التي اشترطها الإسلام مقابل حمايتهم وعيشهم بين ظهراني المسلمين، وعليه فإن هذا التفوق لليهود وإمساكهم بزمام السلطة من خلال سيطرتهم على التجارة،يستوجب في نظر هذا العالم – محاربتهم وهدم كنائسهم وكسرشوكتهم ليعودوا إلى الذل والصغار".
وقد أثارت هذه الفتوى، من قبل الإمام المغيلي، ردود فعل كثيرة في أوساط معاصريه من العلماء بين مؤيد ومعارض. ولما حمي الوطيس بين الفريق المناصر لمحمد بن عبد الكريم المغيلي، والفريق المعارض له، واشتد الخلاف بين المسلمين، راسل كلا الفريقين أكبر علماء العصر في تلمسان، وفي فاس، وفي تونس، وكانت المدن الثلاث العواصم السياسية، والدينية، والثقافية للأجزاء الثلاثة من المغرب الإسلامي. قلت راسل الفريقان كبار علماء العصر، يستفتيانهم في القضية، وكان كل فريق يأمل تأييد موقفه ضد موقف الفريق الآخر، المتهم بمخالفة تعاليم الشريعة.
وقد أورد الإمام الفقيه أحمد الونشريسي في موسوعته الفقهية المعيارالمعرب، مختلف الفتاوى التي تلقاها الفريقان، فكان ممن عارضوا المغيلي علماء من تلمسان و فاس، وعلى رأسهم الفقيه عبد الرحمن بن يحيى بن محمد بن صالح العصنوني المعروف بشرحه على التلمسانية، و قاضي توات أبو محمد عبد الله بن أبي بكر الاسنوني.
أما العلماء المؤيدين فقد كان على رأسهم الأئمة الأعلام محمد بن عبد الله بن عبد الجليل التنسي مؤلف الكتاب في ضبط القرآن الكريم "الطراز على ضبط الخراز" ، و محمد بن يوسف السنوسي، أبو عبد الله التلمساني الحسني عالم تلمسان و صالحها ، و أحمد بن محمد بن زكري المانوي أبو العباس المغراوي التلمساني مفتي تلمسان في زمنه.
الشيخ محمد بن عبد الكريم المغيلي الذي حارب اليهود الجزائريين

هومحمد بن عبد الكريم المغيلي التلمساني ولد بقبيلة مغيلة يتلمسان في النصف الاخير من القرن 15نشأ بهاثم إنتقل الى العاصمة أين تتلمذ على يد الشيخ عبد الرحمان الثعالبي و على الشيخ يحي بن إيدير وقد أثر تكوينه على مواقفه من التجاوزات اليهودية عشية سقوط الاندلس الاسلامية
بمجرد أن أتم دراسته بالشمال إنتقل الى الصحراء و إستقر بمدينة توات بالقرب من تقرت و لم يعد الى تلمسان التي تركها ساخطا مغتاظا من سيطرة اليهود على مقاليد السلطة و إكتشف أيضا ان واحتي تقرت و تمنطيط كانتا تعيشان نفس الوضعية حيث كان اليهود وهم الحكام الحقيقون نظم كل طاقاته في صيغة حملة عسكرية لطرد اليهود إبتداء من سنة 1488
أيده في مشروعه كل من الشيخ محمد بن عبد الجليل التنسي و الشيخ السنوسي فقصد كنائس اليهود و دمرها عن أخرها ظهرتبعض جيوب المقاومة في أواسطهم طاردهم و لاحقهم حتى مالي و النيجر التي كانت تسمى ببلاد السودان كلفته هذه العملية حياة إبنه عبد الجبار المغيلي الذى قتله اليهود
حركة المغيلي لم تكن نابعة من موقف ديني فقط بل ايضا من كراهية شخصية لليهود حيث يقول في كتابه مصباح الارواح في اصول الفلاح فمن لا يبعد نفسه و أهله و ماله و جميع اعماله عن الكفار فهو اجهل من الحمار لانه لا عدو لنا مثل أعداء نبينا و سيدنا محمد
و لتبرير موقفه يستعرض بعض الحوادث العامة كقوله أن قاض شغل عنده يهوديا ليغسل له ثيابه إذلالا له فوجئ عند عودته الى البيت بان وجده يبول عليها …..و اليهودية التي رأها تعجن خبزمسلم و تضع له القمل من رأسها
من اهم مؤلفاته :البدر المنير في علم التفسير .. تنبيه الغافلين عن مكر الملبسين و أكثر من 14 مؤلفا ومجموعة من القصائد في مدح الرسول الكريم
أمضى المغيلي بقية حياته في توات الى ان توفي سنة 1504م
تصور اخي …..لم يمضى وقت طويل من وفاته حتى إحتل الاسبان مدينة وهران بواسطة وشاية اليهودي سطورة او شطورا الاشبلي و لهذا ارشدك لدراسة هذا الموضوع الذى كتبنا فيه في نفس المنتدى اليهودي الذي باع مدينة وهران …..تابع اخي بارك الله فيك
فكر المغيلي يدرس الان في الجامعات الاسرائلية…؟.لكم التعليق إخوتي عن الموضوع


شــــــــكرآآآآآآآآآآ شــــــــكرآآآآآآآآآآ شــــــــكرآآآآآآآآآآ
شــــــــكرآآآآآآآآآآ شــــــــكرآآآآآآآآآآ شــــــــكرآآآآآآآآآآ

في الحقيقة القليل يسمع عنه ، أنا شخصيا قرأت عنه وعن محاربته لتوسع اليهود في الجزائر ، فقد جاهد جهاد حق
شكرا لك أخي على الموضوع المهم

بارك الله فيك على الموضوع

بارك الله فيكم وتقبل صيامكم وقيامكم بمزيد من الأجر والثواب و المغفرة

سمعتُ عنه ولكن صراحة لا أعرفه ولم يسبق أن قرأت له ولا عنه .
متابعة للموضوع ، بارك الله فيكم .

بارك الله فيك على الموضوع

الجيريا

نصيحة نافعة ووصية جامعة الإمام ابن باديس 2024.

«اعلموا جعلكم الله من وعاة العلم، ورزقكم حلاوة الإدراك والفهم، وجملكم بعزة الاتباع، وجنبكم ذلة الابتداع،

أنّ الواجب على كلّ مسلم في كلّ مكان وزمان أن يعتقد عقدا يتشربه قلبه وتسكن له نفسه وينشرح له صدره، ويلهج به لسانه، وتنبني عليه أعماله،

أنّ دين الله تعالى من عقائد الإيمان، وقواعد الإسلام، وطرائق الإحسان إنّما هو في القرآن والسنة الثابتة الصحيحة وعمل السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين

وأنّ كلّ ما خرج عن هذه الأصول ولم يحظ لديها بالقبولء قولا كان أو عملا أو عقدا أو احتمالا فإنّه باطل من أصله ءمردود على صاحبه كائنا من كان في كلّ زمان ومكانء فاحفظوها واعملوا بها تهتدوا وترشدوا إن شاء الله تعالى،

فقد تضافرت عليها الأدلة ءمن الكتاب والسنةء، وأقوال أساطين الملة ءمن علماء الأمصارء وأئمة الأقطار ءوشيوخ الزهد الأخيارء وهي لعمر الحق لا يقبلها إلاّ أهل الدين والإيمانء ولا يردها إلاّ أهل الزيغ والبهتان»

[«آثار الإمام ابن باديس» ابن باديس (3/ 222)

«وقال الإمام ابن حزم في كتاب الإحكام ءوهو يتحدث عن السلف الصالح كيف كانوا يتعلمون الدينء:

«كان أهل هذه القرون الفاضلة المحمودة ءيعني القرون الثلاثةء يطلبون حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم والفقه في القرآن، ويرحلون في ذلك إلى البلاد، فإن وجدوا حديثا عنه عليه السلام عملوا به واعتقدوه»، ومن راجع كتاب العلم من صحيح البخاري ووقف على كتاب جامع العلم للإمام ابن عبد البر ءعصري ابن حزم وبلديه وصديقهء عرف من الشواهد على سيرتهم تلك شيئا كثيرا.

هذا هو التعليم الديني السني السلفي، فأين منه تعليمنا نحن اليوم وقبل اليوم منذ قرون وقرون؟»

[«آثار الإمام ابن باديس» ابن باديس (4/ 78)]

«وَاحْذَرْ كُلّ "مُتَرَيْبِطٍ" يُرِيدُ أَنْ يَقِفَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ رَبِّكَ، وَيُسَيْطِرُ عَلَى عَقْلِكَ وَقَلْبِكَ وَجِسْمِكَ وَمَالِكَ بِقُوَّةٍ يَزْعُمُ التَّصَرُّفَ بها في الكَوْنِ

، فَرَبُّكَ يَقُولُ لَكَ إِذَا سَأَلْتَ عَنْهُ: ﴿فَإِنِّي قَرِيبٌ﴾ الآية. وَيَقُولُ لَكَ: ﴿أَلاَ لَهُ الخلْقُ وَالأَمْرُ﴾.

وَأَنَّ أَوْلِيَاءَ الله الصَّالِحِينَ بَعِيدُونَ عَنْ كُلِّ تَظَاهُرٍ وَدَعْوَى، مُتَحَلَّوْنَ بِالزُّهْدِ وَالتَّوَاضُعِ وَالتَّقْوَى، يَعْرِفُهُم المؤْمِنُ بِنُورِ الإيمانِ، وَبِهَذَا الميزَانِ،

وَاحْذَرْ كُلَّ دَجَالٍ يُتَاجِرُ بِالرُّقَى وَالطَّلاَسِمِ، وَيَتَّخِذُ آيَاتِ القٌرْآنِ وَأَسْمَاءَ الرَّحْمَن هُزُؤًا، يَسْتَعْمِلُونَهَا في التَّمْوِيهِ وَالتَّضْلِيلِ، وَ"القِيَادَةِ" وَ"التَفْرِيقِ" وَيُرْفِقُونَهَا بِعَقَاقِيرَ سميَّةٍ فَيَهْلِكُونَ العُقُولَ وَالأَبْدَانَ».

[عبد الحميد بن باديس «الشهاب»: (2/ 240-241)].

شكرااااااااااا بارك الله فيك على الموضوع

جزاك الله خيرا

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا وجعلها في ميزان حسناتك

رحم الله امامنا وجزاه الله خير الجزاء واسكنه الفردوس الاعلى

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك ولك بمثل


السلام عليكم أخي الكريم فارس تلمسان
بارك الله فيك أخي على هذه الدرر النفيسة و الجواهر السنية و البهية التي تكتنز العلم الغزير الجم و جعلنا الله ممن يتبع هدي المصطفى على سبيل المؤمنين و هم الصحابة لنحصل الاتباع المنشوف و الفهم الذي كان على زمانهم معهود
و نتفادى كل شر نبع و نبتعد عن كل امر مبتدع
بارك الله فيك أخي الكريم و جزاك الله الفردوس
ســــــــــــــــــــــــــــــــــلام

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك ولك بمثل


من علامات السعادة والفلاح: أنَّ العبد كُلَّما زيدَ في عِلْمِه زِيْدَ في تواضعهِ ورَحْمَتِهِ، وكُلَّما زِيدَ في عملهِ زِيدَ في خَوْفِهِ وحذَرِهِ، وكُلَّما زِيدَ في عمرهِ نَقَصَ مِنْ حِرْصِهِ، وكُلَّما زِيدَ في مالهِ زِيْدَ في سَخَائِهِ وبذلهِ، وكُلَّما زيدَ في قَدْرِهِ وَجَاهِهِ زيدَ في قُرْبِهِ مِنَ النَّاسِ وقضاءِ حوائجهم والتَّواضع لهم.

وعلامات الشَّقاوة: أنَّه كُلَّما زيدَ في عِلْمِهِ زيدَ في كِبْرِهِ وتِيْهِهِ، وكُلَّما زيدَ في عَمَلِهِ زيدَ في فَخْرِهِ واحتقارِهِ للنَّاسِ وحسن ظنِّه بنفسهِ، وكُلَّما زيدَ في عُمرهِ زيدَ في حرصهِ، وكُلَّما زيدَ في مالهِ زيدَ في بُخْلِهِ وإمْسَاكهِ، وكُلَّما زيدَ في قَدْرِهِ وجَاهِهِ زيدَ في كِبْرِه وتِيْهِهِ، وهذه الأمورُ ابتلاءٌ مِنَ الله وامتحانٌ يبْتلي بها عبَادهُ فيَسْعدُ بها أقوامٌ ويَشْقَى بها أقوامٌ”.
قال أبوالدرداء رضي الله عنه: “علامة الجهلِ ثلاثة: العجبُ، وكثرة المنطق فيما لا يعنيه، وأنْ ينهى عن شيءٍ ويأتيه”

«وهذه الطائفة السلفية التي تعد نفسها سعيدة بالنسبة إلى السلف، وأرجو أن تكون ممن عناهم حديث مسلم «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين يوم القيامة» الحديث، قد وفقوا إلى تقليد السلف في إنكار الزيادة في الدين، وإنكار ما أحدثه المحدثون وما اخترعه المبطلون ويَروْن أنه لا أسوة إلاَّ برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أو من أمرنا بالائتساء به فلمّا شاركوا السلف وتابعوهم في هذه المزية الإسلامية نَسبُوا أنفسهم إليهم، ولم يَدَعِّ أحدٌ منهم أنه يدانيهم فيما خصّهم الله به من الهداية التي لا مطمع فيها لسواهم»
[العربي بن بلقاسم التبسي «مجلة الشهاب»: (4/ 149)]

الغش أقصر طريق لهدم مستقبل الأمة؟؟؟ الإمام الطاهر سرايش -المسيلة 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الغش أقصر طريق لهدم مستقبل الأمة؟؟؟
وما ذاك إلا لأنه سبب في تقديم من يستحق التأخير، وتأخير من يستحق التقديم، وهو بذلك هدم لمستقبل الأمة يقينا، قال عليه الصلاة والسلام «إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة»، وساعة كل أحد إنما هي لحظة وفاته، وهكذا الشأن في الأمم فإن قيامتها تقوم بخراب مقومات النهضة فيها … والأمر لا يحتاج إلى شرح طويل، ولكم أن تنظروا إلى أحوالنا لما ساد الغشاشون وارتفعت مكانتهم بيننا حتى أصبح الغش في كل ميدان، وأصبح السلعة الرائجة بلا حياء ولا وجل…
أنبه على هذا ونحن في موسم الامتحانات، امتحانات المستوى الابتدائي ثم المتوسط ثم البكالوريا؛ لينتبه من ولاه الله أمر تسيير هذه الامتحانات فيرقب الله في نفسه، ثم يرقب مستقبل أمته في عمله.
وأذكِّر أن الغش أو السماح به جريرة كبيرة وذنب عظيم، والغاش والمعين عليه في الذنب سواء، بل لعل المعين أسوأ حالا؛ لأنه خائن للأمانة ومفرط فيها، ولأنه بائع لآخرته بدنيا غيره، وقد سأل ربيعة الرأي تلميذه الإمام مالك رحمه الله عن السفلة، فقال له من السفلة يا مالك ؟، فقال: السفلة من باعوا آخرتهم بدنياهم، فقال له: فمن سفلة السفلة؟، قال: من باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم.
والمعين على الغش قد باع آخرته بدنيا الممتحنين…
هذا وقد نبهت عن الموضوع سابقا وذكرت أن الغش من كبائر الذنوب، وفيه معان أخرى فليراجع على الرابط:
https://www.********.com/photo.php?fb…3427504&type=1

بارك الله فيك على الموضوع
تسمحلي سؤال اختي الفاضلة
اولا معذرة على ردي القاسي عن موضعك المحذوف
ثانيا سؤال شخصي هل انت من فرندا ام من المسيلة

انا من فرندا ومتزوجة من مسيلي ……لكن لم ؟

لقد أصبح الذين لا يرضون بالغش شواذ و متخلفين و ……………………….


شئ يدعو للفضول من فرندا وتتكلم عن المسيلة
معذرة وتقبلي مروري

لا حول ولا قوة الا بالله

[quote=blackeyes;1052853246]لا حول ولا قوة الا بالله
اعرف سبب الغضب

لقد جعلت اعضاء المكتب الولائي يخجلون من انفسهم الانباف باي باي

ما جرى في اغلب المراكز في سيدي عيسى يعتبر عكس رسالة التربية و بتعبير ادق هو دعارة تعليمية. مع كل احتراماتي للمعلمين الاحرار

لا حول ولا قوة الا بالله

غش في كل مناحي الحياة و ضياع للأمانة و ذلك من أشراط الساعة ، غش في الأسواق ،غش في المجالس ،غش في المدارس، غش عند الحكام ، غش عند المحكومين ، غش غش و غش وغش … لم نرثه و لكن اكتسبناه و نورثه لأبنائنا لطفك يا أرحم الراحمين . الأزمة أزمة أخلاق ، أزمة تربية صالحة . لطفك يا أرحم الراحمين ،تسيب و لا مبالاة في كل المجالات و القطاعات راع و رعية . لطفك يا أرحم الراحمين .

قلنا و نكرّر مادامت الوصاية قرّرت أوألمحت إلى معاقبة الولايات التي لا تحقق نتائج عالية فسيتطورهذا الأسلوب ليصبح ثقافة. و السنوات القادمة ستكون كارثة إن لم تتراجع الوزارة عن اعتبار الولاية التي لا تحقق نتائج مقصّرة.
بالله عليكم أيعقل مثلا أن يذهب مريض إلى طبيب فيصف له الدواء و حين لا يشفى المريض يعاقب الطبيب؟! المبدأ خطأ. نعم نحن مطالبين بالعمل و الجد و الاجتهاد و .. و..و.. لكن لا يرتبط عملنا بالنتائج التي تتحقق. و يمكن ان نعود للموضوع بتفاصيل اكثر مستقبلا.

ندوة علمية بعنوان جهود الإمام مالك العلمية من تقديم الشيخ بشير صاري 2024.

ندوة علمية بعنوان جهود الإمام مالك العلمية من تقديم الشيخ بشير صاري

يسر جمعية ينابيع المعرفة بالمدية أن تقدم لكم

ندوة علمية بعنوان جهود الإمام مالك العلمية من تقديم الشيخ بشير صاري

والتي القيت

بتاريخ06 صفر1433ه الموافق 31 ديسمبر 2024م بدار الثقافة حسن حسني بالمدية

ملاحظة :رافق الشيخ بشير في هذه الندوة كل من الشيخين مصطفى بلغيث و يونس بن حجر
https://www.nouralhuda.com/%D8%A7%D9%…%B1%D9%8A.html

مشكووووووووووووووور

الإمام المصلح محمد بن عبد الكريم المغيلي 2024.

كنيته و مولده و نشأته:أبو عبد الله، محمد بن عبد الكريم بن محمد المغيلي التلمساني ، [ و المغيلي : بفتح الميم نسبة إلى مغيلة قبيلة من البربر استوطنت تلمسان ووهران و المغرب الأقصى، وهي فرع من قبيلة صنهاجة كبرى شعوب الأفارقة البيض (انظر وصف إفريقيا 1/36،38)] ولد في مدينة تلمسان سنة 790 هـ / 1445 م ، من عائلة راقية النسب ، و مشهورة بالعلم و الدين و الشجاعة في الحروب و هو يعتبر العالم رقم عشرين في سلالة المغيليين التي تبتدأ بإلياس المغيلي [ و هو ذلك العالم البربري الذي اعتنق الاسلام ، وحمل لواء الجهاد فكان له شرف المشاركة مع طارق بن زياد في فتح الأندلس ]، والده عبد الكريم اشتهر بالعلم و الصلاح ، كما أن أمه اشتهرت بأنها سيدة فاضلة تحب الفقراء و المساكين و تنفق عليهم بسخاء، و قد قام هذان الوالدان بتربيته و تنشئته تنشئة حسنة .
طلبه العلم و شيوخه:
حفظ القرآن الكريم على يد والده و الذي علمه أيضا مبادئ العربية من نحو و صرف و بيان كما قرأ عليه أيضا موطأ الامام مالك و كتاب ابن الحاجب الاصلي ، انتقل بعدها ليدرس عند الإمام الفقيه محمد بن أحمد بن عيسى المغيلي الشهير بالجلاب التلمساني ( ت سنة 875 هـ )، و الذي أخذ عنه بعض التفسير و القراءات ، ولقنه الفقه المالكي ، فقد ذكر المغيلي انه ختم عليه المدونة مرتين ، و مختصر خليل و الفرائض من مختصر ابن الحاجب ، و الرسالة.
كما تلقى العلم عن علماء و شيوخ تلمسان منهم :
عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن علي بن يحيى الحسني أبو يحيى التلمساني ( 826 و قيل 825 هـ ) ، عالم بالتفسير حافظ محدث من أكابر فقهاء المالكية ، قال عنه أحمد بابا في [ نيل الابتهاج ص 171] : " بلغ الغاية في العلم والنهاية في المعارف الإلهية وارتقى مراقي الزلفى ورسخ قدمه في العلم وناهيك بكلامه في أول سورة الفتح ولما وقف عليه أخوه عبد الله كتب عليه : وقفت على ما أولتموه وفهمت ما أردتموه فألفيته مبنيا على قواعد التحقيق والإيقان ، مؤديا صحيح المعنى بوجه الإبداع والإتقان بعد مطالعة كلام المفسرين ومراجعة الأفاضل المتأخرين".
محمد بن إبراهيم [ بن يحي حسب الونشريسي في المعيار ] بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله ابن الإمام أبو الفضل التلمساني ( ت 845 هـ ) " عالم بالتفسير والفقه مشارك في علوم الأدب والطب والتصوف من أهل تلمسان، قال عنه السخاوي في ( الضوء اللامع 10/740) : " ارتحل في سنة عشر وثمانمائة فأقام بتونس شهرين ثم قدم القاهرة فحج منها وعاد إليها ثم سافر إلى الشام فزار القدس وتزاحم عليه الناس بدمشق حين علموا فضله وأجلوه ." انتقل بعدها الى بجاية حيث أخذ عن علمائها التفسير و الحديث الشريف ، و الفقه و كانت بجاية حينئذ احدى حواضر العلم و الثقافة العربية الإسلامية،و كيف لا يقصدها و قد اصبحت قبلة العلم والعلماء، إذا كانت هذه الحاضرة قد استعانت بعلماء المشرق في نشر العلم ، ثم سرعان ما أنجبت وخرجت علماء كثيرين سار بذكرهم الركبان ليس فقط في المغرب الأوسط أو المغرب الكبير بل وذاع صيتهم في المشرق العربي حيث تولى بعضهم التدريس والقضاء في الشام وبغداد و مصر انكب المغيلي على الدراسة في بجاية ، تلقى خلالها علوم جمة على يد علماء أجلاء أمثال:
الشيخ أحمد بن إبراهيم البجائي (ت سنة 840هـ/1434م)، إمام جليل، اشتهر بالتفسير و الفقه، تتلمذ له المفسر المشهور الثعالبي.
منصور بن علي عثمان – أبو علي الزواوي المنجلاتي، من فقهاء و علماء بجاية ، و من ذوي العصبية و القوة فيها ، و كان من أصحاب الرأي و التدخل في الأحداث السياسية لمكانته المرموقة.
قال عنه السخاوي في الضوء اللامع : " رأيت من قال انه الزواوي العالم الشهير ، و انه مات بتونس 846 هـ "
كما أخذ عن غيرهم من العلماء منهم يحيى بن نذير بن عتيق أبو زكريا، التدلسي: " القاضي، من كبار فقهاء المالكية، من أهل تدلِّس، تعلم بتلمسان وولي القضاء بتوات، أخذ عنه محمد بن عبد الكريم المغيلي " [ تعريف الخلف 1: 196] و ابي العباس الوغليسي، و يذكر المغيلي: " أنه قرأ الصحيحين ، و السنن و موطأ الإمام مالك ، و الفقه المالكي ، و لم يكتف عبد الكريم المغيلي بما تحصل عليه من علوم في تلمسان و بجاية بل راح يبحث الاستزادة من رحيق المعرفة، فتوجه مباشرة إلى الجزائر أين اتصل بالمفسر المشهور – عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف بن طلحة الثعالبي صاحب التفسير المشهور (الجواهر الحسان) ، و لازمه ملازمة لصيقة ، و قد أعجب الإمام الثعالبي بالطالب المغيلي و بفطنته و ذكائه ، فزوجه ابنته اعترافا منه بعلمه و فقهه و أدبه.
العلماء في عصر المغيلي :
عاش الامام المغيلي في فترة شهدت بروز العديد من المفسرين و العلماء و الفقهاء و المؤرخين و الادباء و الشعراء ، الكثير منهم خالطه و اجتمع به و تبادل معه مجالس العلم و الادب نذكر منهم العلامة قاسم بن سعيد بن محمد العقباني المتوفي سنة 837 هـ ، و العلامة محمد بن أحمد بن مرزوق المتوفي سنة 842 هـ ، و العالم الصوفي ابراهيم التازي المتوفي سنة 866 هـ ، و العلامة الفقيه محمد بن يحي التلمساني المعروف بابن الحابك المتوفي سنة 867 هـ ، و العلامة محمد بن ابي القاسم بن محمد بن يوسف بن عمرو بن شعيب السنوسي المتوفي سنة 895 هـ ، و العلامة احمد بن زكري التلمساني المتوفي سنة 899 هـ ، و ابن مرزوق الكفيف المتوفي سنة 901 هـ ، و العلامة احمد ين يحي الونشريسي المتوفي 914 هـ و غيرهم، مما جعله يستفيد فائدة عظيمة من علمهم و نصائحهم و إرشاداتهم التي سنرى أثرها في دعوته فيما بعد .
يشبهه الكثير من المؤرخين و المترجمين الذين كتبوا عنه و عن جهاده و دفاعه لنشر الإسلام الصحيح و محاربة البدع و المنكرات بشيخ الإسلام ابن تيمية نفسه الذي تأثر به و بأفكاره و كتبه و رسائله التي كانت تصل إلى الشطر الغربي من العالم الإسلامي ، و ( يقال انه كانت بينهما مراسلات و هو ما أجاب عنه الدكتور عمار هلال في مقالة له نشرها بجريدة المجاهد الجزائرية بتاريخ 20 / 06 / 1985 م حيث ذكر أنه : " في المؤلفات الجزائرية التي لها علاقة بالعلوم الإسلامية : فقه و تفسير و حديث …الخ في القرن الخامس عشر الميلادي ، هل نجد أي إشارة إلى ابن تيمية أو إلى أعماله ؟ ليس من السهل الإجابة عن هذا السؤال ، و لكن ما يسمح لنا بالاعتقاد هو أن المغيلي نفى نفسه إلى الصحراء الجزائرية حيث كانت المواصلات حينئذ من الصعوبة بمكان و مع هذا فان فتاتا من المعلومات التي وصلتنا من تلك المنطقة الواسعة للشرق الاوسط تجعلنا نفكر بان ابن تيمية قد تمنى كثيرا أن يعرف ابن عبد الكريم المغيلي ، المهم هو أن كلاً منهما قد قام بعمله بدافع حماسته للإسلام حتى لو أنهما لم يلتقيا ، و المهم كذلك هو أن الرسالة التي أرادا نقلها وصلت تماما إلى الذين أرادا استقطابهم ليصبحوا مؤمنين صالحين " كما كانت له مراسلات و مناظرات مع الإمام السيوطي ، نقلها ابن مريم في كتابه " البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان " أثناء ترجمته للمغيلي.
الإمام المصلح و نازلة توات:
نقم الإمام المغيلي و انزعج من سلوك سلاطين تلك الفترة الذين كانوا يحكمون مملكة تلمسان و بجاية ، و بعد سخطه على أفعالهم و خاصة على الكيفية التي يعالجون بها رعاياهم ، و بعد أن اثر فيه سكوت أو تغاضي المثقفين و رجال العلم ، هاجر الإمام إلى منطقة تمنطيط بتوات أدرار، وكان لومه على السلاطين بسبب ” عدم امتثالهم لا في حياتهم الشخصية و لا في كيفية حكمهم الى قواعد الاسلامإن قصور توات وتيكرارين تمنطيط و أسملال و أولف و زاوية كونتة و فتوغيل ، كلها أسماء تشهد لهذا الإمام دهاده و دعوته ، هذه المناطق التي زارها صال و جال فيها يقوم بمهمة الدعوة إلى الله و الإصلاح ، و نشر المبادئ الإسلامية الصحيحة النقية كما عرفها السلف الصالح رضوان الله عليهم ، و قد احتضنته القبيلة العربية الأصيلة بني سعيد ، حيث عاش بينهم كواحد منهم يحترمونه و يبجلونه و يستمعون إلى دروسه و يتبعون دعوته حتى بدأ يكتشف دسائس اليهود الذين كانوا يعيشون في المنطقة منذ زمن بعيد ، وكانوا يستحوذون على السلطة الاقتصادية و الموارد المالية وأفسدوا الأخلاق والذمم – كما هي عادتهم دائما عليهم لعنة الله – حيث أنهم كانوا يتحكمون في اكبر كنز في الصحراء ألا و هو : الماء ، كما أنهم قاموا ببناء معبد لهم في واحة تمنطيط خارقين بذلك العهود التي بينهم و بين المسلمين، وقد شن عليهم المغيلي حربا شعواء لا هوادة فيها لوضع حد نهائي لتجاوزاتهم و استهانتهم بالدين الإسلامي ، لقد ضيق عليهم الخناق و بذلك ظهرت ما يسمى "بنازلة توات".
((
وأصل المشكلة التي طرحت على الفقيه الإمام المغيلي ، هو أن بعض المسلمين من "توات"، تلك الناحية المتواجدة في وسط الصحراء الجزائرية، والتي تضم عددا من الواحات أو القصور كما يسميها سكان الجنوب، وأهمها في القديم واحة "تمنطيط"، وهي لا تزال موجودة إلى يومنا هذا، وقد تفوقت عليها في العصر الحاضر مدينة أدرار، وتمنطيط هي اليوم ضمن ولاية أدرار. قلت إن بعض المسلمين من توات، قد أنكروا على اليهود القاطنين في المنطقة، سلوكهم، ومخالفتهم للقوانين، وللتراتيب التي حددها لهم الفقهاء المسلمون، على مر العصور. وتفاقمت الأزمة بعد أن شيد أولئك السكان من اليهود، كنيسة جديدة لهم في "تمنطيط". وقد أثار هذا الخبر ثائرة المسلمين ، الذين اعتبروا تشييد معبد جديد، مخالفة صريحة للشريعة التي تسمح للذميين بإصلاح معابدهم القديمة فقط، وتحظر عليهم بناء معابد جديدة، غير أن بعض العلماء المحليين، وعلى رأسهم قاضي المدينة، خالفوا أولئك النفر من المسلمين وقالوا: إن اليهود ذميون، لهم ما لأهل الذمة من الحقوق المنصوص عليها في كتب الفقه. وقد احتج كل فريق بآيات قرآنية كريمة و بأحاديث نبوية شريفة ، وبأقوال السلف من الأئمة والفقهاء، غير أن كلا الفريقين لم يقو على فرض آرائه، وعلى استمالة عامة الناس إليه. وكان في مقدمة الناقمين على اليهود، العالم الكبير محمد بن عبد الكريم المغيلي. وقد اشتهر هذا الفقيه بنشاطه، وبحيويته في الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وفي نشر تعاليم الإسلام و محاربة البدع و الخرافات خاصة ببلاد الزنوج – كما سنرى – حيث اصدر فتوى أكد من خلالها: " أن سيطرة اليهود على عموم نواحي الحياة في تلك الديار، وبخاصة النواحي الاقتصادية، يتنافى مع مبدأ الذلة والصغار التي اشترطها الإسلام مقابل حمايتهم وعيشهم بين ظهراني المسلمين، وعليه فإن هذا التفوق لليهود وإمساكهم بزمام السلطة من خلال سيطرتهم على التجارة،يستوجب في نظر هذا العالم – محاربتهم وهدم كنائسهم وكسرشوكتهم ليعودوا إلى الذل والصغار".
وقد أثارت هذه الفتوى، من قبل الإمام المغيلي، ردود فعل كثيرة في أوساط معاصريه من العلماء بين مؤيد ومعارض. ولما حمي الوطيس بين الفريق المناصر لمحمد بن عبد الكريم المغيلي، والفريق المعارض له، واشتد الخلاف بين المسلمين، راسل كلا الفريقين أكبر علماء العصر في تلمسان، وفي فاس، وفي تونس، وكانت المدن الثلاث العواصم السياسية، والدينية، والثقافية للأجزاء الثلاثة من المغرب الإسلامي. قلت راسل الفريقان كبار علماء العصر، يستفتيانهم في القضية، وكان كل فريق يأمل تأييد موقفه ضد موقف الفريق الآخر، المتهم بمخالفة تعاليم الشريعة.
وقد أورد الإمام الفقيه أحمد الونشريسي في موسوعته الفقهية المعيارالمعرب، مختلف الفتاوى التي تلقاها الفريقان، فكان ممن عارضوا المغيلي علماء من تلمسان و فاس، وعلى رأسهم الفقيه عبد الرحمن بن يحيى بن محمد بن صالح العصنوني المعروف بشرحه على التلمسانية، و قاضي توات أبو محمد عبد الله بن أبي بكر الاسنوني.
أما العلماء المؤيدين فقد كان على رأسهم الأئمة الأعلام محمد بن عبد الله بن عبد الجليل التنسي مؤلف الكتاب في ضبط القرآن الكريم "الطراز على ضبط الخراز" ، و محمد بن يوسف السنوسي، أبو عبد الله التلمساني الحسني عالم تلمسان و صالحها ، و أحمد بن محمد بن زكري المانوي أبو العباس المغراوي التلمساني مفتي تلمسان في زمنه.
الشيخ محمد بن عبد الكريم المغيلي الذي حارب اليهود الجزائريين

هومحمد بن عبد الكريم المغيلي التلمساني ولد بقبيلة مغيلة يتلمسان في النصف الاخير من القرن 15نشأ بهاثم إنتقل الى العاصمة أين تتلمذ على يد الشيخ عبد الرحمان الثعالبي و على الشيخ يحي بن إيدير وقد أثر تكوينه على مواقفه من التجاوزات اليهودية عشية سقوط الاندلس الاسلامية
بمجرد أن أتم دراسته بالشمال إنتقل الى الصحراء و إستقر بمدينة توات بالقرب من تقرت و لم يعد الى تلمسان التي تركها ساخطا مغتاظا من سيطرة اليهود على مقاليد السلطة و إكتشف أيضا ان واحتي تقرت و تمنطيط كانتا تعيشان نفس الوضعية حيث كان اليهود وهم الحكام الحقيقون نظم كل طاقاته في صيغة حملة عسكرية لطرد اليهود إبتداء من سنة 1488
أيده في مشروعه كل من الشيخ محمد بن عبد الجليل التنسي و الشيخ السنوسي فقصد كنائس اليهود و دمرها عن أخرها ظهرتبعض جيوب المقاومة في أواسطهم طاردهم و لاحقهم حتى مالي و النيجر التي كانت تسمى ببلاد السودان كلفته هذه العملية حياة إبنه عبد الجبار المغيلي الذى قتله اليهود
حركة المغيلي لم تكن نابعة من موقف ديني فقط بل ايضا من كراهية شخصية لليهود حيث يقول في كتابه مصباح الارواح في اصول الفلاح فمن لا يبعد نفسه و أهله و ماله و جميع اعماله عن الكفار فهو اجهل من الحمار لانه لا عدو لنا مثل أعداء نبينا و سيدنا محمد
و لتبرير موقفه يستعرض بعض الحوادث العامة كقوله أن قاض شغل عنده يهوديا ليغسل له ثيابه إذلالا له فوجئ عند عودته الى البيت بان وجده يبول عليها …..و اليهودية التي رأها تعجن خبزمسلم و تضع له القمل من رأسها
من اهم مؤلفاته :البدر المنير في علم التفسير .. تنبيه الغافلين عن مكر الملبسين و أكثر من 14 مؤلفا ومجموعة من القصائد في مدح الرسول الكريم
أمضى المغيلي بقية حياته في توات الى ان توفي سنة 1504م
تصور اخي …..لم يمضى وقت طويل من وفاته حتى إحتل الاسبان مدينة وهران بواسطة وشاية اليهودي سطورة او شطورا الاشبلي و لهذا ارشدك لدراسة هذا الموضوع الذى كتبنا فيه في نفس المنتدى اليهودي الذي باع مدينة وهران …..تابع اخي بارك الله فيك
فكر المغيلي يدرس الان في الجامعات الاسرائلية…؟.لكم التعليق إخوتي عن الموضوع


شــــــــكرآآآآآآآآآآ شــــــــكرآآآآآآآآآآ شــــــــكرآآآآآآآآآآ
شــــــــكرآآآآآآآآآآ شــــــــكرآآآآآآآآآآ شــــــــكرآآآآآآآآآآ

في الحقيقة القليل يسمع عنه ، أنا شخصيا قرأت عنه وعن محاربته لتوسع اليهود في الجزائر ، فقد جاهد جهاد حق
شكرا لك أخي على الموضوع المهم

بارك الله فيك على الموضوع

بارك الله فيكم وتقبل صيامكم وقيامكم بمزيد من الأجر والثواب و المغفرة

سمعتُ عنه ولكن صراحة لا أعرفه ولم يسبق أن قرأت له ولا عنه .
متابعة للموضوع ، بارك الله فيكم .

بارك الله فيك على الموضوع

الجيريا

الإمام عبد الحميد بن باديس 2024.

الإمام عبد الحميد بن باديس {1889هـ/1940م}

الإمام عبد الحميد بن باديس {1889هـ/1940م}

الجيريا

كانت الجزائر أول أقطار العالم العربي وقوعًا تحت براثن الاحتلال، وقُدّر أن يكون مغتصبها الفرنسي من أقسى المحتلين سلوكًا واتجاهًا، حيث استهدف طمس هوية الجزائر ودمجها باعتبارها جزءًا من فرنسا، ولم يترك وسيلة تمكنه من تحقيق هذا الغرض إلا اتبعها، فتعددت وسائلة، وإن جمعها هدف واحد، هو هدم عقيدة الأمة، وإماتة روح الجهاد فيها، وإفساد أخلاقها، وإقامة فواصل بينها وبين هويتها وثقافتها وتراثها، بمحاربة اللغة العربية وإحلال الفرنسية محلها، لتكون لغة التعليم والثقافة والتعامل بين الناس.
غير أن الأمة لم تستسلم لهذه المخططات، فقاومت بكل ما تملك، ودافعت بما توفر لديها من إمكانات، وكانت معركة الدفاع عن الهوية واللسان العربي أشد قوة وأعظم تحديًا من معارك الحرب والقتال، وقد عبّر ابن باديس، عن إصرار أمته وتحديها لمحاولات فرنسا بقوله: "إن الأمة الجزائرية ليست هي فرنسا، ولا يمكن أن تكون فرنسا، ولا تريد أن تصير فرنسا، ولا تستطيع أن تصير فرنسا لو أرادت، بل هي أمة بعيدة عن فرنسا كل البعد، في لغتها، وفي أخلاقها وعنصرها، وفي دينها، لا تريد أن تندمج، ولها وطن محدد معين هو الوطن الجزائري".

المولد والنشأة

ولد "عبد الحميد بن محمد المصطفى بن مكي بن باديس" المعروف بعبد الحميد بن باديس في(11 من ربيع الآخِر 1307 هـ= 5 من ديسمبر 1889م) بمدينة قسطنطينة، ونشأ في أسرة كريمة ذات عراقة وثراء، ومشهورة بالعلم والأدب، فعنيت بتعليم ابنها وتهذيبه، فحفظ القرآن وهو في الثالثة عشرة من عمره، وتعلّم مبادئ العربية والعلوم الإسلامية على يد الشيخ "أحمد أبو حمدان الونيسي" بجامع سيدي محمد النجار، ثم سافر إلى تونس في سنة(1326هـ= 1908م) وانتسب إلى جامع الزيتونة، وتلقى العلوم الإسلامية على جماعة من أكابر علمائه، أمثال العلّامة محمد النخلي القيرواني المتوفى سنة (1342هـ= 1924م)، والشيخ محمد الطاهر بن عاشور، الذي كان له تأثير كبير في التكوين اللغوي لعبد الحميد بن باديس، والشغف بالأدب العربي، والشيخمحمد الخضر الحسين، الذي هاجر إلى مصر وتولى مشيخة الأزهر.
وبعد أربع سنوات قضاها ابن باديس في تحصيل العلم بكل جدّ ونشاط، تخرج في سنة(1330هـ= 1912م) حاملاً شهادة "التطويع" ثم رحل إلى الحجاز لأداء فريضة الحج، وهناك التقى بشيخه "حمدان الونيسي" الذي هاجر إلى المدينة المنورة، متبرّمًا من الاستعمار الفرنسي وسلطته، واشتغل هناك بتدريس الحديث، كما اتصل بعدد من علماء مصر والشام، وتتلمذ على الشيخ حسين أحمد الهندي الذي نصحه بالعودة إلى الجزائر، واستثمار علمه في الإصلاح، إذ لا خير في علم ليس بعده عمل، فعاد إلى الجزائر، وفي طريق العودة مرّ بالشام ومصر واتصل بعلمائهما، واطّلع على الأوضاع الاجتماعية والثقافية والسياسية لهما.

الجيريا

ابن باديس معلمًا ومربيًا

آمن ابن باديس بأن العمل الأول لمقاومة الاحتلال الفرنسي هو التعليم، وهي الدعوة التي حمل لواءهاالشيخ محمد عبده، في مطلع القرن الرابع عشر الهجري، وأذاعها في تونس والجزائر خلال زيارته لهما سنة(1321هـ= 1903م)، فعمل ابن باديس على نشر التعليم، والعودة بالإسلام إلى منابعه الأولى، ومقاومة الزيف والخرافات، ومحاربة الفرق الصوفية الضالة التي عاونت المستعمر.
وقد بدأ ابن باديس جهوده الإصلاحية بعد عودته من الحج، بإلقاء دروس في تفسير القرآن بالجامع الأخضر بقسطنطينة، فاستمع إليه المئات، وجذبهم حديثة العذب، وفكره الجديد، ودعوته إلى تطهير العقائد من الأوهام والأباطيل التي علقت بها، وظل ابن باديس يلقي دروسه في تفسير القرآن حتى انتهى منه بعد خمسة وعشرين عامًا، فاحتفلت الجزائر بختمه في(13 من ربيع الآخر 1357هـ= 12 من يونيو 1938م).
ويُعدّ الجانب التعليمي والتربوي من أبرز مساهمات ابن باديس التي لم تقتصر على الكبار، بل شملت الصغار أيضًا، وتطرقت إلى إصلاح التعليم تطوير ومناهجه، وكانت المساجد هي الميادين التي يلقي فيها دروسه، مثل الجامع الأخضر، ومسجد سيدي قموش، والجامع الكبير بقسطنطينة، وكان التعليم في هذه المساجد لا يشمل إلا الكبار، في حين اقتصرت الكتاتيب على تحفيظ القرآن للصغار، فعمد ابن باديس إلى تعليم هؤلاء الصغار بعد خروجهم من كتاتيبهم.
ثم بعد بضع سنوات أسس جماعة من أصحابه مكتبًا للتعليم الابتدائي في مسجد سيد بومعزة، ثم انتقل إلى مبنى الجمعية الخيرية الإسلامية التي تأسست سنة(1336هـ= 1917م)، ثم تطوّر المكتب إلى مدرسة جمعية التربية والتعليم الإسلامية التي أنشئت في (رمضان 1349 هـ= 1931م) وتكونت هذه الجمعية من عشرة أعضاء برئاسة الشيخ عبد الحميد بن باديس.
وقد هدفت الجمعية إلى نشر الأخلاق الفاضلة، والمعارف الدينية والعربية، والصنائع اليدوية بين أبناء المسلمين وبناتهم، ويجدر بالذكر أن قانون الجمعية نصّ على أن يدفع القادرون من البنين مصروفات التعليم، في حين يتعلم البنات كلهن مجانًا.
وكوّن ابن باديس لجنة للطلبة من أعضاء جمعية التربية والتعليم الإسلامية، للعناية بالطلبة ومراقبة سيرهم، والإشراف على الصندوق المالي المخصص لإعانتهم، ودعا المسلمين الجزائريين إلى تأسيس مثل هذه الجمعية، أو تأسيس فروع لها في أنحاء الجزائر، لأنه لا بقاء لهم إلا بالإسلام، ولا بقاء للإسلام إلا بالتربية والتعليم.
وحثّ ابن باديس الجزائريين على تعليم المرأة، وإنقاذها مما هي فيه من الجهل، وتكوينها على أساسٍ من العفة وحسن التدبير، والشفقة على الأولاد، وحمّل مسئولية جهل المرأة الجزائرية أولياءها، والعلماء الذين يجب عليهم أن يعلّموا الأمة، رجالها ونساءها، وقرر أنهم آثمون إثمًا كبيرًا إذا فرطوا في هذا الواجب.
وشارك ابن باديس في محاولة إصلاح التعليم في جامع الزيتونة بتونس، وبعث بمقترحاته إلى لجنة وضع مناهج الإصلاح التي شكّلها حاكم تونس سنة(1350 هـ=1931م)، وتضمن اقتراحه خلاصة آرائه في التربية والتعليم، فشمل المواد التي يجب أن يدرسها الملتحق بالجامع، من اللغة والأدب، والعقيدة، والفقه وأصوله، والتفسير، والحديث، والأخلاق، والتاريخ، والجغرافيا، ومبادئ الطبيعة والفلك، والهندسة، وجعل الدراسة في الزيتونة تتم على مرحلتين: الأولى تسمى قسم المشاركة، وتستغرق الدراسة فيه ثماني سنوات، وقسم التخصص ومدته سنتان، ويضم ثلاثة أفرع: فرع للقضاء والفتوى، وفرع للخطاب والوعظ، وفرع لتخريج الأساتذة.

إبن باديس وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين

احتفلت فرنسا بالعيد المئوي لاحتلال الجزائر في سنة (1349هـ= 1930م) فشحذ هذا الاحتفال البغيض همّة علماء المسلمين في الجزائر وحماسهم وغيرتهم على دينهم ووطنهم، فتنادوا إلى إنشاء جمعية تناهض أهداف المستعمر الفرنسي، وجعلوا لها شعارًا يعبر عن اتجاههم ومقاصدهم هو: "الإسلام ديننا، والعربية لغتنا، والجزائر وطننا"، وانتخبوا ابن باديس رئيسًا لها.
وقد نجحت الجمعية في توحيد الصفوف لمحاربة المستعمر الفرنسي وحشد الأمة الجزائرية ضدها، وبعث الروح الإسلامية في النفوس، ونشر العلم بين الناس، وكان إنشاء المدارس في المساجد هو أهم وسائلها في تحقيق أهدافها، بالإضافة إلى الوعّاظ الذين كانوا يجوبون المدن والقرى، لتعبئة الناس ضد المستعمر، ونشر الوعي بينهم.
وانتبهت فرنسا إلى خطر هذه التعبئة، وخشيت من انتشار الوعي الإسلامي؛ فعطّلت المدارس، وزجّت بالمدرسين في السجون، وأصدر المسئول الفرنسي عن الأمن في الجزائر، في عام (1352هـ= 1933م) تعليمات مشددة بمراقبة العلماء مراقبة دقيقة، وحرّم على غير المصرح لهم من قبل الإدارة الفرنسية باعتلاء منابر المساجد، ولكي يشرف على تنفيذ هذه الأوامر، عيّن نفسه رئيسًا للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
ولكي ندرك أهمية ما قام به ابن باديس ورفاقه من العلماء الغيورين، يجب أن نعلم أن فرنسا منذ أن وطأت قدماها الجزائر سنة(1246 هـ= 1830م) عملت على القضاء على منابع الثقافة الإسلامية بها، فأغلقت نحوا من ألف مدرسة ابتدائية وثانوية وعالية، كانت تضم مائة وخمسين ألف طالب أو يزيدون، ووضعت قيودًا مهنية على فتح المدارس، التي قصرتها على حفظ القرآن لا غير، مع عدم التعرض لتفسير آيات القرآن، وبخاصة الآيات التي تدعو إلى التحرر، وتنادي بمقاومة الظلم والاستبداد، وعدم دراسة تاريخ الجزائر، والتاريخ العربي الإسلامي، والأدب العربي، وتحريم دراسة المواد العلمية والرياضية.

إسهامات ابن باديس السياسية

لم يكن ابن باديس مصلحًا فحسب، بل كان مجاهدًا سياسيًا، مجاهرًا بعدم شرعية الاحتلال الفرنسي، وأنه حكم استبدادي غير إنساني، يتناقض مع ما تزعمه من أن الجزائر فرنسية، وأحيا فكرة الوطن الجزائري بعد أن ظنّ كثيرون أن فرنسا نجحت في جعل الجزائر مقاطعة فرنسية، ودخل في معركة مع الحاكم الفرنسي سنة(1352هـ= 1933م) واتهمه بالتدخل في الشئون الدينية للجزائر على نحو مخالف للدين والقانون الفرنسي، وأفشل فكرة اندماج الجزائر في فرنسا التي خُدع بها كثير من الجزائريين سنة(1353 هـ= 1936م).
ودعا نواب الأمة الجزائريين إلى قطع حبال الأمل في الاتفاق مع الاستعمار، وضرورة الثقة بالنفس، وخاطبهم بقوله: "حرام على عزتنا القومية وشرفنا الإسلامي أن نبقى نترامى على أبواب أمة ترى –أو ترى أكثريتها- ذلك كثيرا علينا…! ويسمعنا كثير منها في شخصيتنا الإسلامية ما يمس كرامتنا"، وأعلن رفضه مساعدة فرنسا في الحرب العالمية الثانية.
وكانت الصحف التي يصدرها أو يشارك في الكتابة بها من أهم وسائله في نشر أفكاره الإصلاحية، فأصدر جريدة "المنتقد" سنة(1345 هـ= 1926م) وتولى رئاستها بنفسه، لكن المحتل عطّلها؛ فأصدر جريدة "الشهاب" واستمرت في الصدور حتى سنة (1358هـ=1939م) واشترك في تحرير الصحف التي كانت تصدرها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، مثل "السنة" و"الصراط" و"البصائر".
وظل هذا المصلح -رغم مشاركته في السياسة- يواصل رسالته الأولى التي لم تشغله عنها صوارف الحياة، أو مكائد خصومه من بعض الصوفية أذيال المستعمر، أو مؤامرات فرنسا وحربها لرسالته، وبقي تعليم الأمة هو غايته الحقيقية، وإحياء الروح الإسلامية هو هدفه السامق، وبث الأخلاق الإسلامية هو شغله الشاغل، وقد أتت دعوته ثمارها، فتحررت الجزائر من براثن الاحتلال الفرنسي، وإن ظلت تعاني من آثاره.
وقد جمع "عمار الطالبي" آثار ابن باديس، ونشرها في أربعة مجلدات، ونشرها في الجزائر سنة(1388هـ= 1968م).
وتوفي ابن باديس في (8 من ربيع الأول 1359 هـ= 16 من إبريل 1940م).

الجيريا

من اشهر أشعاره عن الجزائر

” شَعْـبُ الجـزائرِ مُـسْـلِـمٌ“’

شَعْـبُ الجـزائرِ مُـسْـلِـمٌ وَإلىَ الـعُـروبةِ يَـنتَـسِـبْ
مَنْ قَــالَ حَـادَ عَنْ أصْلِـهِ أَوْ قَــالَ مَـاتَ فَقَدْ كَـذبْ
أَوْ رَامَ إدمَــاجًــا لَــهُ رَامَ الـمُحَـال من الطَّـلَـبْ
يَانَشءُ أَنْـتَ رَجَــاؤُنَــا وَبِـكَ الصَّبـاحُ قَـدِ اقْـتَربْ
خُـذْ لِلحَـيـاةِ سِلاَحَـهـا وَخُـضِ الخْـطُـوبَ وَلاَ تَهبْ
وَاْرفعْ مَـنـارَ الْـعَـدْلِ وَالإ حْـسـانِ وَاصْـدُمْ مَـن غَصَبْ
وَاقلَعْ جُـذورَ الخَـــائـنينَ فَـمـنْـهُـم كُلُّ الْـعَـطَـبْ
وَأَذِقْ نفُوسَ الظَّــالـمِـينَ سُـمًّـا يُـمْـزَج بالـرَّهَـبْ
وَاهْـزُزْ نـفـوسَ الجَـامِدينَ فَرُبَّـمَـا حَـيّ الْـخَـشَـبْ
مَنْ كَــان يَبْغـي وَدَّنَــا فَعَلَى الْكَــرَامَــةِ وَالـرّحبْ
أوْ كَـــانَ يَبْغـي ذُلَّـنـَا فَلَهُ الـمـَهَـانَـةُ والـحَـرَبْ
هَـذَا نِـظـامُ حَـيَـاتِـنَـا بالـنُّـورِ خُــطَّ وَبِاللَّـهَـبْ
حتَّى يَعودَ لـقَــومــنَـا من مَجِــدِهم مَــا قَدْ ذَهَبْ
هَــذا لكُمْ عَـهْــدِي بِـهِ حَتَّى أوَسَّــدَ في الـتُّـرَبْ
فَــإذَا هَلَكْتُ فَصَيْـحـتـي تَحيـَا الجَـزائـرُ وَ الْـعـرَبْ

حكم رفع اليدين يوم الجمعة عند دعاء الإمام 2024.

حكم رفع اليدين يوم الجمعة عند دعاء الإمام

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

فمن المقرر من سنة النبي – صلى الله عليه وسلم – استحباب رفعَ اليدين حالَ الدُّعاء مطلقاً؛ إظهارا ًللذُّلِّ والانكسار، والفقر إلى الله – سبحانه – وتَضَرُّعاً واستجداءً لنَوَالِهِ، وهو من آداب الدعاء المتفق عليها، وأسباب إجابته؛ لما فيه من إظهار صدق اللجوء إلى الله عز وجل والافتقار إليه؛ كما يُشِير إليه حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: ((إنَّ الله طَيِّبٌ لا يَقبل إلا طَيِّباً))، وفيه: ((ثم ذَكَرَ الرَّجُلَ يطيل السَّفَر، أشعثَ أغْبَرَ، يمدُّ يديْهِ إلى السماء: يا رب، يا رب))؛ رواه مسلم.

• قال العلامةُ ابنُ رجبٍ الحنبلي: هذا الكلام أشار فيه – صلى الله عليه وسلم – إلى آداب الدعاء، وإلى الأسباب التي تقتضي إجابَته، وإلى ما يمنع من إجابته، فذكر من الأسباب التي تقتضي إجابَةَ الدُّعاءِ أربعة … قال: الثالث: مدُّ يديه إلى السَّماء، وهو من آداب الدُّعاء التي يُرجى بسببها إجابتُه، وفي حديث سلمانَ عن النَّبيِّ – صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله حَيِيٌّ كريم يستحْيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يرُدَّهُما صفراً خائبتين))؛ خرَّجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه. ورُوِيَ نحوه من حديث أنسٍ وجابرٍ وغيرِهِما.

وكان النَّبيُّ – صلى الله عليه وسلم – يرفع يديه في الاستسقاء حتى يُرى بياضُ إبطيه، ورَفَعَ يديه يومَ بدرٍ يستنصرُ على المشركين حتى سقط رداؤه عن مَنْكِبيه، وقد رُوِي عن النَّبيِّ – صلى الله عليه وسلم – في صفة رفع يديه في الدُّعاء أنواعٌ متعددة…قال: ومنها: رفع يديه، جعل كفَّيه إلى السَّماء وظهورهما إلى الأرض . وقد ورد الأمرُ بذلك في سُؤال الله – عز وجل – في غير حديث، وعن ابن عمر، وأبي هريرة، وابن سيرين: "أنَّ هذا هو الدُّعاء والسُّؤال لله – عز وجل".

• وقال شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية في "الفتاوى الكبرى": "ويُسَنُّ للداعي رفع يديه والابتداء بالحمد لله والثناء عليه، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وأن يختِمَهُ بذلك كله وبالتأمين". وقال: "وأما رفع النبي – صلى الله عليه وسلم – يديه في الدعاء: فقد جاء فيه أحاديث كثيرة صحيحة".

• وصحَّ عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه كان يرفع يديه كُلَّمَا دَعَا؛ ففي "الصحيحين" وغيرهما عن أبي موسى الأشعري قال: ((فدعا النبي – صلى الله عليه وسلم – بماء فتوضأ ثم رفع يديه ثم قال: اللهم اغفر لعبيد أبي عامر، حتى رأيت بياض إبطيه)) الحديث.

• وفي صحيح البخاري عن ابن عمر – رضي الله عنهما – في قصة خالد لما أمره أصحابه بقتل ما بأيديهم من أسرى – وفيه: فلَمَّا أُخبر النبيُّ – صلى الله عليه وسلم – بذلك رفع يديه فقال: ((اللهُمَّ إني أبرأ إليك مما صنع خالد "مرتين")).

• وقد بَوَّبَ البُخَارِي في "صحيحه" أيضاً لهذه المسألة فقال: "باب رفع الأيدي في الدعاء"، وأشار ضمن هذه الترجمة لهذين الحديثين وغيرهما.

• وقال الإمام النَّوَوِي في "شرح مسلم": "قد ثبت رفع يديه في الدعاء في مواطن، وهي أكثر من أن تُحْصَى. قال: وقد جَمَعْتُ منها نحواً من ثلاثين حديثاً من "الصحيحين".

ومن المعلوم أن رَفْعَ اليدين في الدعاء ثابت بأحاديث بلغت مبلغ التَّواتُر المعنوي؛ قال الإمام السيوطي في الألفية:

خَمْسٌ وَسَبْعُونَ رَوَوْا "مَنْ كَذَبَا" ** وَمِـــنْهُمُ الْـــعَــشْــرَةُ ثُــمَّ انْـتَـسَـبَــا
لَهَا حَـــدِيـــثُ "الــرَّفْعِ لِلْيَـــدَيْنِ" ** وَ"الْحَوْضِ" وَ"الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ"

• وفي الصحيحين عن سهل بن سعد، في قصة صلاة أبي بكر بالصحابة، لما ذهب النبي – صلى الله عليه وسلم – للصلح بين بني عمرو بن عوف، وفيه -: "فأشار إليه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يأمره أن يُصَلِّي، فرفع أبو بكر – رضي الله عنه – يديه فحمد الله عَلَى مَا أَمَرَهُ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – مِنْ ذَلِكَ" الحديث. ومعلوم أن هذا كان في الصلاة؛ ففي غيرها من المواضع أولى وأحرى.

قال الباجي في "المنتقى": "ورَفْعُ أبي بكر يديه في الصلاة للدُّعاء دليلٌ على جواز ذلك في الصلاة. وقد روي عن مالك جواز رفع اليدين في موضع الدعاء".

ولا يخرج عن هذا الأصل إلا ما ثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه دعا ولم يرفعْ يديه فيها؛ كالدعاء بين السجدتين، وفي آخِرِ التَّشَهُّد، ودعاء الاستفتاح وفي خطبة الجمعة للإمام – في غير الاستسقاء – فإنَّ السُّنَّةَ فيها الإشارةُ بالإصْبَع فالأدِلَّةُ فيها خاصة.

قال النووي في "المجموع" -: فرع: في استحباب رفع اليدين في الدعاء خارج الصلاة، وبيان جملة من الأحاديث الواردة فيه -: "اعلم أنه مُسْتَحَبٌّ؛ لما سنذكره إن شاء الله تعالى عن أنس – رضي الله عنه – "أن النبي – صلى الله عليه وسلم – استسقى ورفع يديه وما في السماء قَزَعَة؛ فثار سحابٌ أمثال الجبال, ثم لم ينزل من مِنْبَرِهِ حَتَّى رأيت المطرَ يَتَحَادَر من لحيتِهِ"؛ رواه البخاري ومسلم، وَرَوَيَا بمعناه عن أنس من طرق كثيرة، وفي رواية للبخاري: "فرفع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يدعو ورفع الناس أيديَهُمْ مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يدعون فما خرجنا من المسجد حتى مُطِرنَا، فَمَا زلنا نُمْطَرُ حتى كانت الجمعة الأُخرَى"، وذكر تمام الحديث.

• وثبت رفع اليدين في الاستسقاء عن النبي – صلى الله عليه وسلم – من رواية جماعة من الصحابة غير أنس، وسيأتي بيانه إن شاء الله تعالى.

• وعن أنس – رضي الله عنه – في قصة القُرَّاءِ الذين قُتِلُوا قال: "لقد رأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كُلَّمَا صلَّى الغداة رفع يديه يدعو عليهم، يعني: على الذين قتلوهم"؛ رواه البيهقي بإسناد صحيح حسن.

وقد سبق عن عائشة – رضي الله عنها – في حديثها الطويل في خروج النبي – صلى الله عليه وسلم – في الليل إلى البقيع للدعاء لأهل البقيع والاستغفار لهم قالت: أتى البقيع؛ فقام فأطال القيام، ثم رفع يَدَيْهِ ثَلاثَ مرَّات ثم انحرف، وقال: ((إن جبريل عليه السلام أتاني فقال: إن ربك يأمُرُكَ أن تأتي أهل البَقِيع وتستغفر لهم))؛ رواه مسلم .

• وعن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه قال -: ((لما كان يوم بدر نظر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلاً فاستقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه يقول: اللهُمَّ أَنْجِزْ لي ما وعدتني, اللهم آت ما وعدتني، فمازال يهتف بربه مادّاً يديه حتى سقط رداؤه عن منكبيه))؛ رواه مسلم. (قوله) يهتف – بفتح أوله وكسر التاء المُثَنَّاة فوق – يقال: هتف يهتف إذا رفع صوته بالدعاء وغيره.

• وعن ابن عمر – رضي الله عنهما -: ((أنه كان يرمي الجمرة سبع حصيات يكبر على أثر كل حصاة، ثم يتقدم حتى يستقبل؛ فيقوم مستقبل القبلة؛ فيقوم طويلاً ويدعو ويرفع يديه، ثم يرمي الوسطى، ثم يأخذ ذات الشمال؛ فيستقبل ويقوم طويلاً، ويدعو ويرفع يديه، ثم يرمي الجمرة ذات العقبة ولا يقف عندها ثم ينصرف؛ فيقول: هكذا رأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يفعله))؛ رواه البخاري.

• وعن أنس – رضي الله عنه – قال: ((صَبَّح رسول الله – صلى الله عليه وسلم – خيبر بكرة، وقد خرجوا بالمساحي فرفع النبي – صلى الله عليه وسلم – يديه وقال: اللهُ أَكْبَرُ خَرِبَتْ خيبر))؛ رواه البخاري في آخر علامات النبوة من صحيحه.

• وعن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – قال: ((لما فرغ النبي – صلى الله عليه وسلم – من خيبر بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس وذكر الحديث وأن أبا عامر – رضي الله عنه – استشهد فقال لأبي موسى: يا ابن أخي أَقْرِئِ النبي – صلى الله عليه وسلم – السَّلاَمَ وقل له: استغفر لي، ومات أبو عامر قال أبو موسى: فرجعت إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فأخبرته فدعا بماء فتوضأ ثم رفع يديه فقال: اللهم اغفر لعبدك أبي عامر ورأيْتُ بياض إبطيه ثم قال: اللهُمَّ اجعَلْهُ يوم القيامة فوق كثير من خلقك ومن الناس، فقلت: ولي فاستغفر فقال: اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه، وأدخله يوم القيامة مُدخَلاً كريماً))؛ رواه البخاري ومسلم.

• وعن عائشة – رضي الله عنها – أنها قالت: ((رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يدعو رافعا يديه يقول: إنما أنا بشر فلا تعاقبني، أيما رجل من المؤمنين آذيته أو شتمته فلا تعاقبني فيه)).

• وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: ((استقبل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – القبلة وتهيأ ورفع يديه وقال: اللهم اهدِ أوساً وأْتِ بهم)).

• وعن جابر – رضي الله عنه -: ((أن الطفيل بن عمرو قال للنبي – صلى الله عليه وسلم -: هل جابر في حِصْنٍ حصينٍ ومَنَعَةٍ ؟ وذكر الحديث في هجرته مع صاحب له، وأن صاحبه مرض فجزع فجرح يديه فمات فرآه الطفيل في المنام فقال: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي بهجرتي إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال: ما شأن يديك؟ قال: قيل: لن يصلح منك ما أفسدت من نفسك؛ فقصها الطفيل على النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال: ((اللَّهُمَّ وَلِيَدَيْهِ فاغفر – رفع يديه)).

• وعن علي – رضي الله عنه – قال: ((جاءت امرأة الوليد إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – تشكو إليه زوجها أنه يضربها؛ فقال: اذهبي إليه فقولي له: كيت وكيت، أن النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول، فذهبت ثم عادت؛ فقالت: إنه عاد يضربني فقال: اذهبي فقولي له: كيت وكيت فقالت: إنه يضربني فرفع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يده فقال: اللهم عليك الوليد)).

• وعن عائشة – رضي الله عنها – قالت: ((رأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – رافعاً يديه حتى بدا ضبعاه يدعو لعود عثمان، رضي الله عنه)).

• وعن محمد بن إبراهيم التيمي قال: ((أخبرني من رأى النبي – صلى الله عليه وسلم – يدعو عند أحجار الزيت باسطاً كفيه)).

• وعن أبي عثمان قال: ((كان عمر – رضي الله عنه – يرفع يديه في القنوت وعن الأسود أن ابن مسعود – رضي الله عنه – كان يرفع يديه في القنوت)).

هذه الأحاديث من حديث عائشة: ((إنما أنا بشر فلا تعاقبني)) إلى آخرها رواها البخاري في كتاب "رفع اليدين" بأسانيد صحيحة، ثم قال في آخرها: "هذه الأحاديث صحيحة عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه، وفي المسألة أحاديث كثيرة غير ما ذكرته، وفيما ذكرته كفاية، والمقصود أن يعلم أن من ادَّعى حصر المواضع التي وردت الأحاديث بالرفع فيها فهو غالط غلطاً فاحشا والله تعالى أعلم) انتهى.

وقد أفتى بعض المعاصرين بأن رفع اليدين عند التأمين على دعاء الإمام يوم الجمعة بدعة.

واحتج أولاً: بعدم نقله عن الصحابة، مع كثرة الجُمَع التي صلاها النبي، صلى الله عليه وسلم.
ويُجَابُ: بِأَنَّ عدم العلم بالشيء لا يقتضي العِلْمَ بالعَدَم، وبِأَنَّ ما ذكروه مُعَارَض بعموم حديث سلمان وأبي هريرة السابقين، ومجموع الأحاديث الأخرى التي نقلها النووي عن البخاري، وبأن الأصل المُقَرَّر هو أن رفع اليدين من آداب الدعاء عموماً ولا يخرج عن هذا العموم إلا بدليل، وبأن حصر مواضع رفع اليدين في الدعاء بما صح فقط عن النبي – صلى الله عليه وسلم – خطأ محض.

واحتجَّ ثانياً: بحديث أنس في "الصحيحين": ((لم يكن النبي – صلى الله عليه وسلم – يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء)).
وقد أجاب الحافظ ابنُ حجر في "الفتح" عن هذا الاستدلال بقوله: "إن المنفي صفة خاصة لا أصل الرفع، وقد أشرت إلى ذلك في أبواب الاستسقاء, وحاصله أن الرفع في الاستسقاء يُخَالِفُ غيره، إما بالمبالغة إلى أن تصير اليدان في حذو الوجه – مثلاً – وفي الدعاء إلى حذو المنكبين, ولا يُعَكِّر على ذلك أنه ثبت في كل منهما: ((حتى يُرَى بياض إبطيه))، بل يجمع بأنتكون رؤية البياض في الاستسقاء أبلغ منها في غيره, وإما أن الكفين في الاستسقاء يليان الأرض وفي الدعاء يليان السماء. قال المنذري: وبتقدير تَعَذُّر الجمع؛ فجانب الإثبات أرجح".

واحتج ثالثاً: بما أخرجه مسلم من حديث عمارة بن رُوَيبة: "أنه رأى بشر بن مروان يرفع يديه, فأنكر ذلك وقال: قَبَّحَ اللهُ هاتين اليدين لقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما يَزِيدُ على أن يقول بيده هكذا. وأشار بإصبعه المُسَبِّحَة.
ويجاب: بأن هذا الحديث أخصُّ من محلِّ النزاع؛ فإنه مُخْتَص بالإمام ولا يشمل المأمومين، ولو سَلَّمْنَا أنه يشملهم، فيكون دالاً على استحباب رفع الإصبع في الدعاء يوم الجمعة، وهم لا يقولون به أيضاً، ثم ليس استدلالهم بهذا الحديث بأولى من الاستدلال بحديث أبي هريرة في رفع النبي – صلى الله عليه وسلم – كلتا يديه في دعائه على المنبر للاستسقاء، فإن قيل هذا الرفع خاص بدعاء الاستسقاء؟! قلنا: وكذلك حديث عمارة بن رُوَيبة خاص بالإمام دون المأمومين.

ثم إن إنكار عمارة على بشر برؤيته النبي – صلى الله عليه وسلم – يشير بأصبعه لا يعد دليلا على عدم جواز رفع اليدين بمفرده، لأن عمارة روى ما رأى، وهذا لا ينفي أن يكون رآه غيره على غير هذه الهيئة.

قال الحافظ: "ورده – يعني الإمام الطبري – بأنه إنما ورد في الخطيب حال الخطبة, وهو ظاهر في سياق الحديث؛ فلا معنى للتَّمَسُّكِ به في منع رفع اليدين في الدعاء مع ثبوت الأخبار بمشروعيتها".

وقد جرى الجمهورُ على تقييد عدم جواز رفع اليدين في الدعاء يوم الجمعة بالإمام دون المأموم.

قال شيخ الإسلام في "الفتاوى": "ويُكره للإمام رفع يديه حال الدعاء في الخطبة وهو أَصَحُّ الوجهين لأصحابنا; لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – إنما كان يشير بأصبعه إذا دعا، وأما في الاستسقاء فرفع يديه لما استسقى على المنبر".

وقال البهوتي في "كشاف القناع": "(و) يُسَنُّ أن (يدعو للمسلمين)؛ لأن الدعاء لهم مسنون في غير الخُطبة ففيها أولى … يكره للإمام رفع يديه حال الدعاء في الخطبة؛ قال المجد: هو بدعة وفاقاً للمالكية والشافعية وغيرهم. (ولا بأس أن يشير بإصبعه فيه) أي دعائه في الخطبة".

وقال الإمام الشوكاني في "نيل الأوتار": "الحديثان المذكوران في الباب يدلان على كراهة رفع الأيدي على المنبر حال الدعاء وأنه بدعة".

وقال الرملي – الشافعي – في "نهاية المحتاج": "(و) يسن (رفع يديه) فيه (أي في القنوت عندهم)، وفي سائر الأدعية اتباعاً، كما رواه البيهقي فيه بإسناد جيد، وفي سائر الأدعية الشيخان وغيرهما".

وحاصل ما تضمنه كلام الشارح هنا أن للأول دليلين:
فإنه استدل على القول بأن الرفع سنة للاتباع، وأن القائل بعدم سنيته استدل عليه بالقياس على غير القنوت من أدعية الصلاة كدعاء الافتتاح والتَّشَهُّد والجلوس بين السجدتين . وأفاد بقوله كما قيس الرفع فيه إلى آخره أن القائل بالأول استدل أيضا بالقياس المذكور، ومقابل الأصَحِّ عَدَمُ رفعه في القنوت لأنه دعاء صلاة فلا يُسْتَحَبُّ الرفع فيه قياساً على دعاء الافتتاح والتشهد، وفرق الأول بِأَنَّ لِيَدَيْهِ فيه وظيفة ولا وظيفة لهما هنا، وتحصل السنة برفعهما سواء أكانتا متفرقتين أم مُلْتَصِقَتَيْنِ، وسواء أكانت الأصابع والراحة مستويتين أم الأصابع أعلى منها، والضابط أن يجعل بطونها إلى السماء وظهورها إلى الأرض، كذا أفتى به الوالد رحمه الله تعالى، وخبر: ((كان – صلى الله عليه وسلم – لا يرفع يديه في شيء من الدعاء إلا في الاستسقاء))، نُفِيَ، أو محمول على رفع خاص وهو للمبالغة فيه، ويجعل فيه وفي غيره ظهر كفيه إلى السماء إن دعا لرفع بلاء ونحوه، وعلى النقيض من ذلك إن دعا لتحصيل شيء أخذاً مما سيأتي في الاستسقاء، ولا يعترض بأنَّ فيه حركة وهي غير مطلوبة في الصلاة إذ محله فيما لم يَرِدْ، ولا يَرُدُّ ذلك على الإطلاق ما أفتى به الوالد – رحمه الله تعالى – آنفاً إذ كلامُهُ مخصوص بغير تلك الحالة التي تقلب اليد فيها، وسواء فيمن دعا لرفع بلاء في سن ما ذكر أكان ذلك البلاء واقعاً أم لا كما أفتى به الوالد رحمه الله تعالى، واستحب الخطابي كشفهما في سائر الأدعية".

وبهذا البيان يتبين أن قياس المأموم على الإمام في عدم رفع اليدين حال التأمين فاسد الاعتبار، وأن رفع اليدين في الدعاء عموماً مشروع وثابت؛ فمن دعا ورفع يديه حال الدعاء، لا يُنْكَرُ عليه، إلا في الحالات السابقة، التي صحَّ أن النبي- صلى الله عليه وسلم – ترك رفع اليدين فيها.

وقد سُئِل ابن حجر الهيتمي في "الفتاوى الفقهية الكبرى" عن رفع اليدين بعد فراغ الخطبتين يوم الجمعة هل هو مُسْتَحَب أو بدعة؟ فأجاب:
"رفع اليدين سُنَّة في كل دعاء خارج الصلاة ونحوها ومن زعم أنه – صلى الله عليه وسلم – لم يرفعهما إلا في دعاء الاستسقاء فقد سها سهواً بَيِّناً وغلط غلطاً فاحِشاً. وعبارة العباب مع شرحي له (يُسَنُّ للداعي خارج الصلاة رفع يديه الطاهرتين) للاتِّبَاع … وقال: من ادَّعَى حصرها فهو غالط غلطاً فاحشاً، وهذه لكونها مثبتة مقدمة على روايتهما كان صلى الله عليه وسلم لا يرفع يديه في شيء من الدعاء إلا في الاستسقاء، واستَحَبَّ الخطَّابي كشفهما في سائر الأدعية، ويكره للخطيب رفعهما في حال الخطبة كما قاله البيهقي".

وقال العلامة محمد بن صالح العثيمين: "ما لم يرد فيه الرفع ولا عدمه؛ فالأصل الرّفع؛ لأنه من آداب الدعاء ومن أسباب الإجابة؛ قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ الله حَيِيٌّ كريمٌ يَستَحْيِي من عبده إذا رفع إِلَيْهِ يَدَيْهَ أن يرُدَّهُمَا صِفْراً))، لكن هناك أحوال قد يُرَجَّحُ فيها عدم الرّفع وإن لم يرد؛ كالدعاء بين الخطبتين – مثلاً – فهنا لا نعلم أن الصحابة كانوا يدعون فيرفعون أيديهم بين الخطبتين، فرفع اليدين في هذه الحال محلّ نظر، فمن رفع على أن الأصل في الدعاء – رفع اليدين – فلا يُنْكَرُ عليه، ومن لم يرفع بِناءً على أن هذا ظاهر عمل الصحابة، فلا يُنكَرُ عليه؛ فالأمر في هذا إن شاء الله واسع".

هذا؛ وقد اضطررت للإطالة في هذا الجواب؛ لالتماس من التمس ذلك مني، ولأنَّ هذه المسألةَ قد كَثُرَ فيها اللَّغَط، والكلام بغير علم، مع الإنكار على المُخَالِف بل والتَّقَحُّم عليه أحياناً أخرى، وأنت خبير بأنَّ المسائلَ الخلافية لا يجوز فيها إلا النُّصح مع بيان الدليل، واعْتَبِر – رعاك الله – بعبارة العلامة العثيمين: "فمن رَفَعَ على أَنَّ الأصْلَ في الدعاء – رفع اليدين – فلا يُنْكَرُ عليه …"، فكأنه بتلك الكلمات يرسم طريقة التعامل مع المسائل الخلافية.

قال الإمام النَّسَفي – الحنفي -: "إنه يجب علينا إذا سُئِلنا عن مذهبنا ومذهب مخالفنا في الفروع أن نجيب بأنَّ مَذْهَبَنَا صوابٌ يحتمل الخَطَأَ، وَمَذْهَب مخالفنا خطأ يحتمل الصواب".

وما أَحْسَنَ قولَ الزركشي: "قد راعى الشافعي – رضي الله تعالى عنه – وأصحابه خلاف الخصم في مسائل كثيرة، وهذا إنَّما يتمشَّى على القول بأن مدعيَ الإصابة لا يقطع بخطأ مُخَالِفِهِ؛ وذلك لأن المجتهد لما كان يُجَوِّزُ خلافَ ما غلبَ على ظنه، ونظر في متمسك خصمه فرأى له موقعاً راعاه على وجه لا يُخِلُّ بما غلب على ظنه، وأكثره من باب الاحتياط والورع، وهذا من دقيق النَّظَر والأخذ بالحزم".

وقال القرطبي: "وَلِذَلِكَ راعى مالك – رضي الله تعالى عنه – الخلافَ، قال: وَتَوَهَّمَ بعض أصحابه أنه يراعي صورة الخلاف، وهو جهل أو عدم إنصاف. وكيف هذا وَهُوَ لم يراعِ كل خلاف وإنما راعى خلافاً لشدة قوته". اهـ. نقلاً عن "الفتاوى الفقهية الكبرى".

وكتبه راجي عفو مولاه :-
عمر بن محمد عمر عبد الرحمن
عضو الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين

منقول

https://ashabelhadith.blogspot.com/20…post_8648.html

الجيريا

الجيريا

جزاك الله خيرا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة challenge الجيريا
الجيريا

الجيريا

الجيريا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *سراء* الجيريا
جزاك الله خيرا
الجيريا

جزاك الله خيرا اخي الحبيب

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سميرالجزائري الجيريا
جزاك الله خيرا اخي الحبيب

أحبك الذي أحببتني فيه
سبحان الله الحي الدائم
الذي لا يموت أبدا

الجيريا

الجيريا

اخي الكريم جزاك الله خيرا ..
هذا قول ابن الباز رحمه الله

هل يرفع الإمام والمصلون أيديهم عند الدعاء في خطبة الجمعة؟
إذا دعا الإمام وهو يخطب يوم الجمعة ، هل يرفع يديه أم لا ؟ وهل يرفع المصلون أيديهم أم لا؟

الحمد لله
إذا دعا الخطيب يوم الجمعة وهو على المنبر ، فالسنة أن لا يرفع يديه في الدعاء ، ولا يرفع المأمومون أيديهم ، بل يكفي الإمام بالإشارة بالسبابة ، كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد أنكر بعض الصحابة على من رفع يديه عند الدعاء في الخطبة ، لأن ذلك لم يكن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم .
فقد روى مسلم (874) عَنْ عُمَارَةَ بْنِ رُؤَيْبَةَ رضي الله عنه أنه رَأَى بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ عَلَى الْمِنْبَرِ رَافِعًا يَدَيْهِ فَقَالَ : قَبَّحَ اللَّهُ هَاتَيْنِ الْيَدَيْنِ ، لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَزِيدُ عَلَى أَنْ يَقُولَ بِيَدِهِ هَكَذَا ، وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ الْمُسَبِّحَةِ .
قال النووي رحمه الله في شرح مسلم : "فِيهِ أَنَّ السُّنَّة أَنْ لا يَرْفَع الْيَد فِي الْخُطْبَة وَهُوَ قَوْل مَالِك وَأَصْحَابنَا وَغَيْرهمْ . وَحَكَى الْقَاضِي عَنْ بَعْض السَّلَف وَبَعْض الْمَالِكِيَّة إِبَاحَته لِأَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَفَعَ يَدَيْهِ فِي خُطْبَة الْجُمُعَة حِين اِسْتَسْقَى ، وَأَجَابَ الْأَوَّلُونَ بِأَنَّ هَذَا الرَّفْع كَانَ لِعَارِضٍ " انتهى .
فإن استسقى الإمام في خطبة الجمعة ، سنّ له رفع اليدين ، اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وكذلك يرفع المأمومون أيديهم ويؤمنون على دعائه ؛ لما روى البخاري (933) ومسلم (897) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : أَصَابَتْ النَّاسَ سَنَةٌ (أي : جدب وقحط) عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَبَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ ، قَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلَكَ الْمَالُ ، وَجَاعَ الْعِيَالُ ، فَادْعُ اللَّهَ لَنَا ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ ، وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءِ قَزَعَةً ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا وَضَعَهَا حَتَّى ثَارَ السَّحَابُ أَمْثَالَ الْجِبَالِ ، ثُمَّ لَمْ يَنْزِلْ عَنْ مِنْبَرِهِ حَتَّى رَأَيْتُ الْمَطَرَ يَتَحَادَرُ عَلَى لِحْيَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) .
وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله : ما حكم من يرفع يديه والخطيب يدعو للمسلمين في الخطبة الثانية مع الدليل ، أثابكم الله ؟
فأجاب : "رفع اليدين غير مشروع في خطبة الجمعة ولا في خطبة العيد لا للإمام ولا للمأمومين ، وإنما المشروع الإنصات للخطيب والتأمين على دعائه بينه وبين نفسه من دون رفع صوت ، وأما رفع اليدين فلا يشرع ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يرفع يديه في خطبة الجمعة ولا في خطبة الأعياد ، ولما رأى بعض الصحابة بعض الأمراء يرفع يديه في خطبة الجمعة أنكر عليه ذلك ، وقال : ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يرفعهما ، نعم إذا كان يستغيث في خطبة الجمعة للاستسقاء ، فإنه يرفع يديه حال الاستغاثة – أي طلب نزول المطر – لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه في هذه الحالة ، فإذا استسقى في خطبة الجمعة أو في خطبة العيد فإنه يشرع له أن يرفع يديه تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم " انتهى من " مجموع الشيخ ابن باز " (12/339).

والله أعلم .
***********************************
هل يستحب رفع اليدين عند التأمين على دعاء الخطيب يوم الجمعة ؟.

الأصل أن يرفع الداعي يديه عند الدعاء . لقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي إِذَا رَفَعَ الرَّجُلُ إِلَيْهِ يَدَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا خَائِبَتَيْنِ ) رواه الترمذي (3556) . وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
قال في تحفة الأحوذي :
وَفِي الْحَدِيثِ دَلالَةٌ عَلَى اِسْتِحْبَابِ رَفْعِ الْيَدَيْنِ فِي الدُّعَاءِ وَالْأَحَادِيثُ فِيهِ كَثِيرَةٌ اهـ .
إلا أنه ورد في شأن الخطيب يوم الجمعة إذا دعا على المنبر أنه يشير بسبابته فقط ولا يرفع يديه ، بل أنكر بعض الصحابة على الخطيب الذي يرفع يديه في الدعاء .
روى مسلم (874) وأبو داود (1104) عَنْ عُمَارَةَ بْنِ رُؤَيْبَةَ أنه رَأَى بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ عَلَى الْمِنْبَرِ رَافِعًا يَدَيْهِ (زاد أبو داود : وَهُوَ يَدْعُو فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ) فَقَالَ: ( قَبَّحَ اللَّهُ هَاتَيْنِ الْيَدَيْنِ لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَزِيدُ عَلَى أَنْ يَقُولَ بِيَدِهِ هَكَذَا وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ الْمُسَبِّحَةِ ) .
قال النووي :
فِيهِ أَنَّ السُّنَّة أَنْ لا يَرْفَع الْيَد فِي الْخُطْبَة وَهُوَ قَوْل مَالِك وَأَصْحَابنَا وَغَيْرهمْ اهـ .
وفي "تحفة الأحوذي" :
وَالْحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى كَرَاهَةِ رَفْعِ الأَيْدِي عَلَى الْمِنْبَرِ حَالَ الدُّعَاءِ اهـ .
وإذا لم يشرع رفع اليدين للخطيب فالمأمومون مثله لأنهم يقتدون به .
لكن إذا دعا الإمام للاستسقاء يوم الجمعة وهو على المنبر فالسنة أن يرفع يديه ، ويرفع المأمومون أيديهم ويدعون معه .
روى البخاري (933) ومسلم (897) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : أَصَابَتْ النَّاسَ سَنَةٌ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَبَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ قَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلَكَ الْمَالُ ، وَجَاعَ الْعِيَالُ ، فَادْعُ اللَّهَ لَنَا . فَرَفَعَ يَدَيْهِ [زَادَ البخاري في رواية تعليقاً ووصلها البيهقي : ( وَرَفَعَ النَّاس أَيْدِيهمْ مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُونَ )] ، وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءِ قَزَعَةً ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، مَا وَضَعَهَا حَتَّى ثَارَ السَّحَابُ أَمْثَالَ الْجِبَالِ ، ثُمَّ لَمْ يَنْزِلْ عَنْ مِنْبَرِهِ حَتَّى رَأَيْتُ الْمَطَرَ يَتَحَادَرُ عَلَى لِحْيَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَمُطِرْنَا يَوْمَنَا ذَلِكَ ، وَمِنْ الْغَدِ ، وَبَعْدَ الْغَدِ وَالَّذِي يَلِيهِ حَتَّى الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى ، وَقَامَ ذَلِكَ الْأَعْرَابِيُّ أَوْ غَيْرُهُ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، تَهَدَّمَ الْبِنَاءُ ، وَغَرِقَ الْمَالُ ، فَادْعُ اللَّهَ لَنَا ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلا عَلَيْنَا ، فَمَا يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنْ السَّحَابِ إِلا انْفَرَجَتْ ، وَصَارَتْ الْمَدِينَةُ مِثْلَ الْجَوْبَةِ ، وَسَالَ الْوَادِي قَنَاةُ شَهْرًا ، وَلَمْ يَجِئْ أَحَدٌ مِنْ نَاحِيَةٍ إِلا حَدَّثَ بِالْجَوْدِ .
سَنَة : أَيْ جَدْب .
قَزَعَة : أَيْ سَحَاب مُتَفَرِّق .
سَلْع : جَبَل مَعْرُوف بِالْمَدِينَةِ .
مِثْل التُّرْس : أَيْ مُسْتَدِيرَة .
الْجَوْبَة : هِيَ الْحُفْرَة الْمُسْتَدِيرَة الْوَاسِعَة , وَالْمُرَاد أن السحاب انفرج من فوق المدينة وبقي حولها .
الْجَوْدِ : هُوَ الْمَطَر الْغَزِير .
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
ما هو حكم رفع الأيدي والإمام يخطب يوم الجمعة ؟ فأجاب :
رفع الأيدي والإمام يخطب يوم الجمعة ليس بمشروع ، وقد أنكر الصحابة على بشر بن مروان حين رفع يديه في خطبة الجمعة ، لكن يستثنى من ذلك الدعاء بالاستسقاء فإنه ثبت عن النبي أنه رفع يديه يدعو الله عز وجل بالغيث وهو في خطبة الجمعة ، ورفع الناس أيديهم معه ، وما عدا ذلك فإنه لا ينبغي رفع اليدين في حال الدعاء في خطبة الجمعة اهـ .
"فتاوى أركان الإسلام" (ص 392) .
والله تعالى أعلم .

مع أني أرى الأدلة لا تقوم لمنع المأمومين من الرفع , لعموم الأدلة في رفع اليدين عند الدعاء , وما ورد من حديث بشر فهذا خاص في الإمام , إن استدللتم بحديث الاستسقاء .
والله أعلم .

بارك الله فيك وجعلها في ميزان اعمالك

بارك اللّه لك في أعمالك وجعلها في ميزان حسانتك

يااااااااااااارب

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كريم الحنبلي الجيريا
اخي الكريم جزاك الله خيرا ..
هذا قول ابن الباز رحمه الله

هل يرفع الإمام والمصلون أيديهم عند الدعاء في خطبة الجمعة؟
إذا دعا الإمام وهو يخطب يوم الجمعة ، هل يرفع يديه أم لا ؟ وهل يرفع المصلون أيديهم أم لا؟

الحمد لله
إذا دعا الخطيب يوم الجمعة وهو على المنبر ، فالسنة أن لا يرفع يديه في الدعاء ، ولا يرفع المأمومون أيديهم ، بل يكفي الإمام بالإشارة بالسبابة ، كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد أنكر بعض الصحابة على من رفع يديه عند الدعاء في الخطبة ، لأن ذلك لم يكن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم .
فقد روى مسلم (874) عَنْ عُمَارَةَ بْنِ رُؤَيْبَةَ رضي الله عنه أنه رَأَى بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ عَلَى الْمِنْبَرِ رَافِعًا يَدَيْهِ فَقَالَ : قَبَّحَ اللَّهُ هَاتَيْنِ الْيَدَيْنِ ، لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَزِيدُ عَلَى أَنْ يَقُولَ بِيَدِهِ هَكَذَا ، وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ الْمُسَبِّحَةِ .
قال النووي رحمه الله في شرح مسلم : "فِيهِ أَنَّ السُّنَّة أَنْ لا يَرْفَع الْيَد فِي الْخُطْبَة وَهُوَ قَوْل مَالِك وَأَصْحَابنَا وَغَيْرهمْ . وَحَكَى الْقَاضِي عَنْ بَعْض السَّلَف وَبَعْض الْمَالِكِيَّة إِبَاحَته لِأَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَفَعَ يَدَيْهِ فِي خُطْبَة الْجُمُعَة حِين اِسْتَسْقَى ، وَأَجَابَ الْأَوَّلُونَ بِأَنَّ هَذَا الرَّفْع كَانَ لِعَارِضٍ " انتهى .
فإن استسقى الإمام في خطبة الجمعة ، سنّ له رفع اليدين ، اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وكذلك يرفع المأمومون أيديهم ويؤمنون على دعائه ؛ لما روى البخاري (933) ومسلم (897) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : أَصَابَتْ النَّاسَ سَنَةٌ (أي : جدب وقحط) عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَبَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ ، قَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلَكَ الْمَالُ ، وَجَاعَ الْعِيَالُ ، فَادْعُ اللَّهَ لَنَا ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ ، وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءِ قَزَعَةً ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا وَضَعَهَا حَتَّى ثَارَ السَّحَابُ أَمْثَالَ الْجِبَالِ ، ثُمَّ لَمْ يَنْزِلْ عَنْ مِنْبَرِهِ حَتَّى رَأَيْتُ الْمَطَرَ يَتَحَادَرُ عَلَى لِحْيَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) .
وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله : ما حكم من يرفع يديه والخطيب يدعو للمسلمين في الخطبة الثانية مع الدليل ، أثابكم الله ؟
فأجاب : "رفع اليدين غير مشروع في خطبة الجمعة ولا في خطبة العيد لا للإمام ولا للمأمومين ، وإنما المشروع الإنصات للخطيب والتأمين على دعائه بينه وبين نفسه من دون رفع صوت ، وأما رفع اليدين فلا يشرع ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يرفع يديه في خطبة الجمعة ولا في خطبة الأعياد ، ولما رأى بعض الصحابة بعض الأمراء يرفع يديه في خطبة الجمعة أنكر عليه ذلك ، وقال : ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يرفعهما ، نعم إذا كان يستغيث في خطبة الجمعة للاستسقاء ، فإنه يرفع يديه حال الاستغاثة – أي طلب نزول المطر – لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه في هذه الحالة ، فإذا استسقى في خطبة الجمعة أو في خطبة العيد فإنه يشرع له أن يرفع يديه تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم " انتهى من " مجموع الشيخ ابن باز " (12/339).

والله أعلم .
***********************************
هل يستحب رفع اليدين عند التأمين على دعاء الخطيب يوم الجمعة ؟.

الأصل أن يرفع الداعي يديه عند الدعاء . لقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي إِذَا رَفَعَ الرَّجُلُ إِلَيْهِ يَدَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا خَائِبَتَيْنِ ) رواه الترمذي (3556) . وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
قال في تحفة الأحوذي :
وَفِي الْحَدِيثِ دَلالَةٌ عَلَى اِسْتِحْبَابِ رَفْعِ الْيَدَيْنِ فِي الدُّعَاءِ وَالْأَحَادِيثُ فِيهِ كَثِيرَةٌ اهـ .
إلا أنه ورد في شأن الخطيب يوم الجمعة إذا دعا على المنبر أنه يشير بسبابته فقط ولا يرفع يديه ، بل أنكر بعض الصحابة على الخطيب الذي يرفع يديه في الدعاء .
روى مسلم (874) وأبو داود (1104) عَنْ عُمَارَةَ بْنِ رُؤَيْبَةَ أنه رَأَى بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ عَلَى الْمِنْبَرِ رَافِعًا يَدَيْهِ (زاد أبو داود : وَهُوَ يَدْعُو فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ) فَقَالَ: ( قَبَّحَ اللَّهُ هَاتَيْنِ الْيَدَيْنِ لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَزِيدُ عَلَى أَنْ يَقُولَ بِيَدِهِ هَكَذَا وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ الْمُسَبِّحَةِ ) .
قال النووي :
فِيهِ أَنَّ السُّنَّة أَنْ لا يَرْفَع الْيَد فِي الْخُطْبَة وَهُوَ قَوْل مَالِك وَأَصْحَابنَا وَغَيْرهمْ اهـ .
وفي "تحفة الأحوذي" :
وَالْحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى كَرَاهَةِ رَفْعِ الأَيْدِي عَلَى الْمِنْبَرِ حَالَ الدُّعَاءِ اهـ .
وإذا لم يشرع رفع اليدين للخطيب فالمأمومون مثله لأنهم يقتدون به .
لكن إذا دعا الإمام للاستسقاء يوم الجمعة وهو على المنبر فالسنة أن يرفع يديه ، ويرفع المأمومون أيديهم ويدعون معه .
روى البخاري (933) ومسلم (897) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : أَصَابَتْ النَّاسَ سَنَةٌ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَبَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ قَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلَكَ الْمَالُ ، وَجَاعَ الْعِيَالُ ، فَادْعُ اللَّهَ لَنَا . فَرَفَعَ يَدَيْهِ [زَادَ البخاري في رواية تعليقاً ووصلها البيهقي : ( وَرَفَعَ النَّاس أَيْدِيهمْ مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُونَ )] ، وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءِ قَزَعَةً ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، مَا وَضَعَهَا حَتَّى ثَارَ السَّحَابُ أَمْثَالَ الْجِبَالِ ، ثُمَّ لَمْ يَنْزِلْ عَنْ مِنْبَرِهِ حَتَّى رَأَيْتُ الْمَطَرَ يَتَحَادَرُ عَلَى لِحْيَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَمُطِرْنَا يَوْمَنَا ذَلِكَ ، وَمِنْ الْغَدِ ، وَبَعْدَ الْغَدِ وَالَّذِي يَلِيهِ حَتَّى الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى ، وَقَامَ ذَلِكَ الْأَعْرَابِيُّ أَوْ غَيْرُهُ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، تَهَدَّمَ الْبِنَاءُ ، وَغَرِقَ الْمَالُ ، فَادْعُ اللَّهَ لَنَا ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلا عَلَيْنَا ، فَمَا يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنْ السَّحَابِ إِلا انْفَرَجَتْ ، وَصَارَتْ الْمَدِينَةُ مِثْلَ الْجَوْبَةِ ، وَسَالَ الْوَادِي قَنَاةُ شَهْرًا ، وَلَمْ يَجِئْ أَحَدٌ مِنْ نَاحِيَةٍ إِلا حَدَّثَ بِالْجَوْدِ .
سَنَة : أَيْ جَدْب .
قَزَعَة : أَيْ سَحَاب مُتَفَرِّق .
سَلْع : جَبَل مَعْرُوف بِالْمَدِينَةِ .
مِثْل التُّرْس : أَيْ مُسْتَدِيرَة .
الْجَوْبَة : هِيَ الْحُفْرَة الْمُسْتَدِيرَة الْوَاسِعَة , وَالْمُرَاد أن السحاب انفرج من فوق المدينة وبقي حولها .
الْجَوْدِ : هُوَ الْمَطَر الْغَزِير .
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
ما هو حكم رفع الأيدي والإمام يخطب يوم الجمعة ؟ فأجاب :
رفع الأيدي والإمام يخطب يوم الجمعة ليس بمشروع ، وقد أنكر الصحابة على بشر بن مروان حين رفع يديه في خطبة الجمعة ، لكن يستثنى من ذلك الدعاء بالاستسقاء فإنه ثبت عن النبي أنه رفع يديه يدعو الله عز وجل بالغيث وهو في خطبة الجمعة ، ورفع الناس أيديهم معه ، وما عدا ذلك فإنه لا ينبغي رفع اليدين في حال الدعاء في خطبة الجمعة اهـ .
"فتاوى أركان الإسلام" (ص 392) .
والله تعالى أعلم .

مع أني أرى الأدلة لا تقوم لمنع المأمومين من الرفع , لعموم الأدلة في رفع اليدين عند الدعاء , وما ورد من حديث بشر فهذا خاص في الإمام , إن استدللتم بحديث الاستسقاء .
والله أعلم .

الجيريا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aroua الجيريا
بارك الله فيك وجعلها في ميزان اعمالك
الجيريا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sou rour الجيريا
بارك اللّه لك في أعمالك وجعلها في ميزان حسانتك

يااااااااااااارب
الجيريا

"

كن في الحياة كعابر سبيل.. 
واترك وراءك كل أثر جميل.. 

فما نحن في الدنيا إلا ضيوف.. 
وما على الضيف إلا الرحيل.. !

حكم رفع اليدين يوم الجمعة عند دعاء الإمام
موضوع رائع

الإمام العلاَمة المتفنَن الرحَالة القاضي الفاضل المحدَث ابن قنفذ 2024.

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

المشرف الفاضل لقد عن لي ان أفرد كل موضوع بترجمة واحدة، حتى يكون أدعى إلى الاستفادة والنفع، وكذا لإمكانية إبداء الإخوان لملاحظاتهم وإضافاتهم على المواضيع المطروحة، حتى تعم الفائدة وتكتمل المسرة، و هذا حسب نصيحة أحد الاخوة الافاضل

ابن قنفذ القسنطيني ( و يكتبها بعضهم : القسمطيني و الصحيح الأولى) (740 – 810 هـ = 1340 – 1407 م).

نسبه و مولده:

هو الإمام العلاَمة المتفنَن الرحَالة القاضي الفاضل المحدَث المسند المبارك المصنَف المفسَر المؤرخ أبو العباس أحمد بن حسن بن علي بن حسن بن علي بن ميمون بن قنفذ ، القسنطيني الجزائري الشهير بابن الخطيب وبابن قنفذ.

ولد في حدود سنة 740 هـ بمدينة قسنطينة ( عاصمة الشرق الجزائري ) نشأ في بيت علم وفضل ، إذ كان جده لأبيه ( علي بن ميمون ) إمام و خطيب مسجد قسنطينة مدة خمسين سنة، توفي قبل مولد حفيده ابن قنفذ بسبع سنين ( حوالي سنة 733 هـ )، والده حسن بن علي عرف بعلمه و شغفه بجمع الكتب و استنساخها، توفي ولما يبلغ مترجمنا العاشرة من العمر، فتولى كفالته جده لأمه : يوسف بن يعقوب الملاري.

كفالة جده له و تعليمه:

تولى رعايته بعد وفاة والده جده لأمه : يوسف بن يعقوب الملاري ( و هو من شيوخ الطريقة الرحمانية ت 764 هـ ودفن في زاويته بملارة ) و قد تكفل برعايته و تعليمه فأكمل على يديه حفظ القرآن الكريم ، كما لقنه علوم العربية من نحو وصرف و أدب و الحديث ، ثم أرسله ليتعلم التفسير و الحديث الشريف و الفقه على يد الامامين الفقيهين المحدثين حسن بن خلف الله بن حسن بن أبي القاسم ميمون بن باديس القيسي القسنطيني و الفقيه القاضي الحاج أبو علي ( ولد سنة 707 هـ ، ت 784 م )).
وقد ترجم لهذا الأخير في كتابه " الوفيات " فذكره قائلا: ((شيخنا الفقيه القاضي العدل الخطيب الحاج المرحوم أبو علي روينا عنه الحديث وغيره، ولد في حدود سبعة وسبعمائة روى عن ابن غريون وغيره، وأخذ عن ابن عبد السلام وغيره وتوفي وهو قاض بقسنطينة)) و غيرهم من العلماء و المشايخ.

رحلته الى تلمسان:

انتقل إلى مدينة تلمسان حاضرة العلم و الأدب فأخذ عن شيوخ أجلاء التفسير و الحديث الشريف ( رواية و دراية ) و الفقه و الأدب و النحو، نذكر منهم: الإمام أبو عبد الله محمد بن يحيى الشريف الحسني التلمسان ( ت 771 هـ ) ، و الفقيه القاضي الشهير المحدث أبو علي حسن بن أبو القاسم بن باديس ( ت 787 هـ ) ، الامام المحدَث الرحالة الخطيب أبو عبد الله محمد بن الشيخ الصالح أبي العباس أحمد بن مرزوق التلمساني المعروف بالجد ( ت 781 هـ) ، قال لسان الدين ابن الخطيب في حقه : [ نقلها أبو العباس المقري في " نفح الطيب: 5 / 390 " و ابن مريم في " البستان " ص 186 ]الجيريا( سيدي وسند أبي ، فخر المغرب، وبركة الدول وعلم الأعلام، ومستخدم السيوف والأقلام، ومولى أهل المغرب على الإطلاق، أبقاه الله تعالى وأمتع بحياته وأعانني على ما يجب في حقه )) ، أما مترجمنا فقد ذكره في " الوفيات" فقال عنه : ((شيخنا الفقيه الجليل الخطيب أبو عبد الله محمد بن الشيخ الصالح أبي العباس أحمد بن مرزوق التلمساني…..كان له طريق واضح في الحديث، ولقي أعلاماً من الناس وأسمعنا حديث البخاري وغيره في مجالس مختلفة، ولمجلسه جمال ولين معاملة، وله شرح جليل على العمدة في الحديث والبردة)).
و غيرهم من العلماء.

هجرته إلى المغرب الأقصى:

و بعد أن ارتوى من نبع مدينة العلم و العلماء تلمسان الشريفة انتقل إلى المغرب الأقصى ليستقر فيها لمدة ثمانية عشر سنة – من 759 هـ إلى سنة 777هـ يتعلم في حواضرها المشهورة فاس ، مكناس ، سبته و سلا و غيرها ، و قد أخذ عن علمائها و مشايخها التفسير والحديث ( رواية و دراية) و الفقه ، و السيرة و التراجم و الأدب – و اسمحوا لي بنقل طرفا من ترجمات شيوخه بدون ترتيب – :

– الشيخ المتفنن الصالح أبو زيد عبد الرحمن بن الشيخ الفقيه أبي الربيع سليمان اللجائي ( ت 771 هـ) ، قال عنه في كتابه " الوفيات ص 31 " : ((شيخنا ومفيدنا الفقيه الحافظ المفتي بمدينة فاس أبو محمد عبد الله الوانغيلي الضرير من تلامذة أبي الربيع اللجائي وقرأت عليه مختصر ابن الحاجب، في الأصول، والجمل في المنطق وحضرت مدة درسه في المدونة)).
– الشيخ الحافظ أبو عمران موسى بن محمد بن معطي الشهير بالعبدوسي ( ت 776 هـ )، قال عنه في " الوفيات ص 30 ": ((شيخنا ومفيدنا طريقة الفقه الشيخ الحافظ أبو عمران موسى بن محمد بن معطي شهر بالعبدوسي سنة ست وسبعين وسبعمائة بمكناسة الزيتون وكان له مجلس في الفقه لم يكن لغيره في زمانه ولازمته في درس المدونة والرسالة بمدينة فاس مدة ثمان سنين)).
– الفقيه أبو القاسم محمد بن أحمد الشريف الحسني السبتي ( ت 771 هـ ) قال عنه في " الوفيات ص 29 ": (( قاضي الجماعة بغرناطة حرسها الله تعالى، أبو القاسم محمد بن أحمد الشريف الحسني السبتي وكتب لي بالإجازة العامة بعد التمتع بمجلسه وله شعر مدون سماه جهد المقل وله شرح الخزرجية في العروض، وقدم عليها بعد أن عجز الناس عن فكها. وكان إماماً في الحديث والفقه والنحو، وهو على الجملة ممن يحصل الفخر بلقائه. ولم يكن أحد بعده مثله بالأندلس)).

– الأديب الشهيد لسان الدين ابن الخطيب ( 771 هـ ) ترجم له في "الوفيات ص 30 " فقال في حقه : ((شيخنا الفقيه الكاتب الشهير أبو عبد الله لسان الدين محمد بن الخطيب الغرناطي صاحب [ كتاب الإحاطة في تاريخ غرناطة ] وكتاب " رقم الحلل في نظم الدول". وسمعت جملة من تواليفه بقراءته هو في مجالس مختلفة)).

– الفقيه الحافظ أبو العباس أحمد القباب ( ت 779 هـ) ترجم له في " الوفيات ص 31 " فقال عنه : ((الفقيه المحقق الحافظ أبو العباس أحمد القباب سنة تسع وسبعين وسبعمائة وله شرح حسن على قواعد القاضي عياض، وشرح على بيوع ابن جماعة التونسي، ولازمت درسه كثيراً بمدينة فاس في الحديث والفقه والأصلين)).

كما أخذ القراءات و النحو بمدينة فاس عن العالم اللغوي النحوي الأستاذ أبو عبد الله محمد بن حياتي ( ت 781 هـ ).
و أخذ الجزولية في النحو و علم المنطق عن الشيخ أبو العباس أحمد بن الشماع المراكشي.

مفتي مدينة فاس أبو محمد عبد الله الوانغيلي الضرير ( ت 779 هـ) ، ذكره في "الوفيات ص 31 " فقال عنه: ((شيخنا ومفيدنا الفقيه الحافظ المفتي بمدينة فاس أبو محمد عبد الله الوانغيلي الضرير من تلامذة أبي الربيع اللجائي وقرأت عليه مختصر ابن الحاجب، في الأصول، والجمل في المنطق وحضرت مدة درسه في المدونة)).

الشيخ الفقيه الولي الورع أبو العباس أحمد بن عاشر الأندلسي ( ت 765 هـ ) بمدينة سلا وبها لقيته سنة ثلاث وستين وسبعمائة وهو على أتم حال في الورع والفرار من الأمراء والتمسك بالسنة.

رحلته إلى تونس :

بعد هذه الرحلة المباركة و إقامته مدة 18 سنة في المغرب الأقصى كما قلنا قفل راجعا إلى موطنه و مدينته قسنطينة ، لكنه لم يلبث إلا أياما قليلة ليسافر بعدها إلى تونس المحروسة ليأخذ عن علمائها غير أن إقامته بها لم تدم طويلا و لعلها – شهورا قليلة – و من العلماء التونسيين الذين أخذ عنهم كما ذكرهم في " الوفيات ص 33 " :
– (( الفقيه المميز الخطيب الصالح أبو الحسن محمد بن الشيخ الفقيه الشهير الراوية أبي العباس أحمد البطرني [ ت 780 هـ ] ، إبتدأ الرواية عام تسعة وسبعمائة وتمتعت به بتونس سنة سبع وسبعين وسبعمائة )).
– ((شيخنا الإمام الحجة أبو عبد الله محمد بن محمد بن عرفة [ ولد سنة 717 هـ ، ت 783 هـ ] الورغمي نسباً، التونسي بلداً… وله مصنفات أرفعها المختصر الكبير في فروع المذهب قرأت عليه بعضه وأنعم بمناولته وإجازته وذلك سنة سبع وسبعين وسبعمائة بدويرة جامع الزيتونة. ووجدته من حال اجتهاد في العلم والقيام بالخطبة. ثم لقيته قبل وفاته بسنة وبه ضعف وبعض نسيان. وبلغت مدة إمامته بجامع الزيتونة في بلده خمسين سنة رحمه الله تعالى ونفع به)).

عودته الى الجزائر و توليه القضاء :

رجع مترجمنا بعد رحلته القصيرة إلى تونس ليستقر في مدينته قسنطينة حتى وفاته بها سنة 810 هـ – عليه رحمة الله تعالى – ليتولى الإمامة و الخطابة في مسجدها الجامع ، وليقوم بإلقاء دروسا في التفسير و الحديث الشريف و الفقه فينتفع بعلمه الكثير من التلامذة و طلاب العلم
سواء بمسجد المدينة أو في بيته ، وتم تعيينه في وظيفة القضاء – التي رفضها في أول الأمر – لكن إلحاح الأمير أبو الحسن عليه جعله يتراجع عن قراره ، ورغم هذه المهام التي كان يتولاها فقد وجد الوقت الكافي للتأليف و الكتابة فاخرج لنا عددا من الكتب القيمة التي تتسم بالعمق في الموضوع وأحياناً الإبتكار مما يدل على سعة إطلاعه و غزارة علمه ، وإليك أسماء ما وقفت عليه من تلكم الدرر الغالية.

آثاره و مؤلفاته:

– " شرف الطالب في أسنى المطالب " وهو شرح على القصيدة المسماة (القصيدة الغزلية في ألقاب الحديث لابن فرح الإشبيلي في (20) بيتاً ، و هي المنظومة الشهيرة ب " غرامي صحيح " ، و أول من نشرها هو المستشرق الهولندي (ريش) بمدينة ليدن مع شرحها لعز الدين بن جماعة ومع ترجمة وتعاليق بالألمانية سنة 1885م ، ثم طبعتها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ( توجد منها نسخة مخطوطة بخط محمد بن المنور بن عيسى التلمساني بالمكتبة الوطنية الجزائرية تحت رقم :2849ـ2970).

– " أنوار السعادة في أصول العبادة – مخطوط – " ( وهو عبارة عن شرح لحديث " بني الإسلام على خمس "، التزم فيه أن يسوق في كل قاعدة من الخمس أربعين حديثا وأربعين مسألة) [ فهرس الفهارس للكتاني: 2 / 975
].
– " وسيلة الإسلام بالنبي صلى الله عليه وسلم " ( وهو من أجل الموضوعات في السيرة النبوية الشريفة لإختصاره له ) [ فهرس الفهارس للكتاني: 2 / 975
]
– " علامات النجاح في مبادئ الاصطلاح " وهو كتاب في مصطلح الحديث ( مخطوط بالمكتبة الوطنية ).

– " تيسير المطالب في تعديل الكواكب " ( في علم الفلك و قد طبع طبعة حجرية بدون تاريخ ، قال في وصفه: "لم يهتد أحد إلى مثله من المتقدمين": ص 4 ).

– " الفارسية في مبادئ الدولة الحفصية " ( نشر على الحجر بباريس سنة 1847م ، و هو كتاب تاريخ و أدب تناول فيه تاريخ بني حفص ألفه للأمير أبي فارس عبد العزيز المريني – توجد نسخة مخطوطه في مكتبة باريس – ).

– " أنس الفقير وعز الحقير " ( في ترجمة الشيخ أبي مدين وأصحابه (طبع عام 1965) ، قال في وصفه محمد الكانوني (1311 هـ) في كتابه " جواهر الكمال في تراجم الرجال : 1 / 44 – 46 " : "هو شبه رحلة تقصى فيها تنقلاته بالمغرب الاقصى ومن لقي من أهل العلم والصلاح) ( الأعلام للزركلي : 1 / 117 ).

– " شرح منظومة ابن أبي الرجال " ( مخطوط في علم الفلك ).

– " أنس الحبيب عن عجز الطبيب " .

– " القنفذية في إبطال الدلالة الفلكية " ( توجد مخطوطته في المكتبة الظاهرية بدمشق ).

– " تحفة الوارد في اختصاص الشرف من قبل الوالد".

– " بغية الفارض من الحساب والفرائض ".

– " سراج الثقات في علم الاوقات ".

– شرح الرسالة( في أسفار).

– شرح الخونجي ( في جزء صغير).

– شرح أصلي ابن الحاجب.

– شرح تلخيص ابن البنَا.

– شرح ألفية ابن مالك .

– كتاب " الوفيات " و يعتبر ذيلا لكتابه الأوَل " شرف الطالب في أسنى المطالب " حيث أرَخ فيه من سنة 11 هـ [ وهي سنة وفاة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي استهل بها كتابه ] إلى سنة 807 هـ قبل وفاته بثلاث سنوات ، و يوجد كتاب بنفس العنوان " الوفيات " لابن خلكان رحمه الله فلينتبه.و قد ذكر الزركلي في موسوعته ( الأعلام : 8 / 349 ): أن أول طبعاته كانت سنة 1912م بمدينة كلكته بالهند لكن الطبعة كانت ناقصة بالمقارنة مع المخطوطة حيث حذف منها الفصل الذي ذكر فيه ابن قنفذ تصانيفه).
ثم طبع الكتاب بمطبعة دار الآفاق الجديدة ببيروت سنة 1971 م في (398) صفحة بتحقيق عادل نويهض الذي قدم له بمقدمة رائعة ، و همش له بهوامش أزالت الكثير من الغموض الذي قد يجده البعض في التراجم التي تعرض لها ابن قنفذ فجزاه الله خيرا.

و استسمحكم بنقل بعض التعاليق على هذا الكتاب.
– قال الأستاذ عادل نويهض في مقدمة تحقيقه : (….هذا الكتاب عبارة عن تاريخ صغير لوفيات الصحابة و العلماء و المحدَثين و المفسَرين و المؤلَفين رتَبه ابن قنفذ على القرون و على تواريخ و فياتهم و استهلَه بوفاة سيَد الأوَلين و الآخرين النبيَ العربيَ الكريم محمد بن عبد الله صلوات الله سلامه عليه سنة 11هـ، و انتهى به إلى العشرة الأولى من المائة التاسعة ..( هكذا في المقدَمة ) و لكون هذا الكتاب من المراجع السهلة التي اعتمدها و يعتمدها المؤلفون لمعرفة تاريخ و فيات مشاهير الرجال من أبناء الأمَة الإسلامية و خصوصا العلماء منهم فقد أفرده كثير من القارئين على حده و فصلوا بينه و بين" شرف المطالب " وقد نال انتشارا كبيرا .. فالتنبكتي [ ت 1036 هـ ] نقل عنه في " نيل الابتهاج " و ابن مريم التلمساني في " البستان " و الزركلي في " الأعلام " ) (من مقدَمة المحقَق صفحة 17 – 18).

وقد أحصيت أيها الإخوة الأفاضل، أيتها الاخوات الفضليات بعد مطالعتي للكتاب و مقارنتها بما كتبه الباحث حسن ظاظا، عدد المترجم لهم فوجدته يحتوي على (511 ترجمة) ركز في المائتين السابعة و الثامنة على الأعلام الجزائريين و خاصة أبناء مدينته قسنطينة ، و التراجم موزعة كالتالي:

( 139 ترجمة لأعلام المائة الأولى منهم (116) من الصحابة _ رضي الله عنهم-).
(85 ترجمة لأعلام المائة الثانية).
(56 ترجمة لأعلام المائة الثالثة).
(36 ترجمة لأعلام المائة الرابعة).
(38 ترجمة لأعلام المائة الخامسة).
(51 ترجمة لأعلام المائة السادسة).
(46 ترجمة لأعلام المائة السابعة).
(57 ترجمة لأعلام المائة الثامنة).
(03 ترجمة لأعلام المائة التاسعة).
و قد أقتصر في المائة التاسعة على ترجمة ثلاثة أعلام منهم شيخه أبو عبد الله محمد بن محمد بن عرفة الورغمي ، و الفقيه الحافظ أبو علي عمر ابن نصر بن صالح البلقيني، الفقيه الحافظ المفتي أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن المراكشي الضرير من أهل بلدنا ببونة في آخر ذي الحجة تكملة سنة سبع وثمانمائة. وكانت ولادته سنة تسع وثلاثين وسبعمائة.
و هكذا نرى أنه توقف عند سنة 807 هـ ، أي ثلاثة سنوات قبل وفاته

و قد قام محمد بن عيسى الفشتالي، المغربي (ت 1021 هـ ) كاتب السلطان المنصور أبو العباس أحمد الشريف الحسني بتأليف كتاب بعنوان : " الممدود والمقصور من سنا السلطان المنصور " ذيل به وفيات الاعيان لابن قنفذ بلغ به الى آخر المائة العاشرة.

المصادر و المراجع:

– نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب – ابو العباس المقري.
– فهرس الفهارس – عبد الحي الكتاني.
– معجم المؤلفين – عمر كحالة.
– إيضاح المكنون – إسماعيل باشا البغدادي.
– خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر – المحبي.
– الأعلام – خير الدين الزركلي
– البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان – ابن مريم أبو عبد الله محمد.
– تعريف الخلف برجال السلف – الحفناوي.
– جواهر الكمال في تراجم الرجال – محمد الكانوني.

تشكر أخي على الموضوع
بارك الله فيك

ما حكم قولنا لعلي بن أبي طالب: الإمام علي؟ وكذلك قولنا: كرم الله وجهه 2024.

ما حكم قولنا لعلي بن أبي طالب: الإمام علي؟ وكذلك قولنا: كرم الله وجهه، وتخصيصه بذلك عن باقي الصحابة؟

سئل الشيخ العلامة زيد المدخلي رحمه الله :

سائل من المغرب عبر الشبكة يقول: ما حكم قولنا لعلي بن أبي طالب: الإمام علي؟ وكذلك قولنا: كرم الله وجهه، وتخصيصه بذلك عن باقي الصحابة؟
الجواب: هذه نزعة شيعية، والأصل أن يقال رضي الله عنه، وإلا فهو إمام في العلم وهو الخليفة الراشد. يقال: الخليفة رابع الخلفاء الراشدين، فهو من الخلفاء الراشدين فيقال رضي الله عنه كما يقال لأبي بكر وعمر وعثمان وسائر أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- رضي الله عنهم، فلا يقال: كرَّم الله وجهه، ولا يقال: الإمام، لأن هذا ليس من ألفاظ السلف وإنما هي من ألفاظ الشيعة. نعم

مفرغ من "شرح السنن" المادة11

السلام عليكم
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (3/ 415) في ترجمة فاطمة الزهراء (وَتَزَوَّجَهَا الإِمَامُ عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ فِي ذِي القَعْدَةِ)
وقال في ترجمة عبد الله بن زيد (سير أعلام النبلاء (4/ 299)
(وَقَدْ شَهِدَ عَبْدُ اللهِ مَعَ الإِمَامِ عَلِيٍّ صِفِّيْنَ وَالنَّهْرَوَانَ)

فلاننقص من قدر الإمام لأن الشيعة قالوا كذلك