مقالتين رائعتين حول الشعور بالأنا والشعور بالغير ، العولمة 2024.

امتطوا صهوة الفرس للنجاح
هذه مقالتين حول مشكلة العولمة و الشعور بالأنا والشعور بالغير

الوضعية المشكلة:إذا كنت أمام موقفين متعارضين يقول الأول (العولمة تفتح أمام الإنسانية أفاق الحرية و التطور) و يقول الثاني (العولمة هدم للثقافات و تحطيم الاقتصاديات الضعيفة هدفها السيطرة على الأمم) و إذا تقرر لديك الفصل بينهما فما عساك أن تفعل؟.


طرح الإشكالية :إن تطور المجتمعات البشرية أدى إلى ظهور الدولة ككيان سياسي له سيادة و سلطة سياسيا و اقتصاديا فتعددت و تنوعت الدول تبعا لمقتضياتها الثقافية و الإقليمية و مع سقوط الاقتصاد الموجه (الاشتراكي)و سيطرت الليبرالية سياسيا و اقتصاديا ظهر مفهوم العولمة و كان من الطبيعي إن تظهر ردود أفعال متباينة بين رجال الفكر و السياسة من رافض للعولمة و مؤيد لها فأي الموقفين نؤيد و أيهما نرفض و هل يمكن التوفيق بينهم؟.
محاولة حل الإشكالية:
عرض الأطروحة :إن العولمة في نظر أنصارها تقوم على الحرية في المجالات الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و السلوكية دون مراعاة الحدود السياسية للدولة و دون حاجة إلى إجراءات حكومية ومن إيجابياتها في نظرهم:
على المستوى الاقتصادي تؤدي إلى تشجيع المبادلات الاقتصادية التي تجري على نطاق عالمي بعيد عن سيطرة الدولة القومية و هدا يؤدي إلى تنشيط الاستثمارات في الدول النامية و تنشيط الصناعات و فتح مجالات العمل أمام العمالة المتخصصة مما يحفز العمال على الرفع من مستوى أدائهم كما تؤدي إلى تعميق الروابط التجارية بين الدول من خلال فتح أسواق العالمية و بالتالي التمكن من استهلاك الواسع للسلع كما تؤدي إلى تحفيز الدول النامية على إصلاحات هيكلية في أنظمتها المختلفة لرفع قدرتها على المنافسة كما تخلق سوقا عالمية واحدة تساهم في توسيع التجارة و نمو الناتج العالمي بوتيرة أوسع و أسرع و بالتالي تنتج فوائض مالية تستغل لفائدة الإنسانية.
-في المجال الثقافي إن التدفق الحر للأفكار و المعلومات و القيم يقدم لكل فرض في العالم فرص استثنائية للتقدم و التطور حيث يتجاوز الفرض الدائرة الضيقة للإعلام الوطني(الانترنت الفضائيات"
الربط بين الحضارات فتصبح ثقافات الشعوب في متناول الجميع كما أن الثورة المعلوماتية الحديثة تسهل حركة الأفراد و المعلومات و الخدمات مما يؤدي إلى اتساع مساحة الحرية و تقارب الحضارات
ومن هنا فلعولمة تفتح أمام الإنسان مجال الحرية الديمقراطية و المساواة و اندماج في النظام العالمي متطور بما تتيحه من تحرر للإنسانية و تفاعل بين مختلف الطاقات المكونة لها.
نقد:الواقع يثبت أن العولمة أدت إلى تراجع في المستوى المعيشي لكثير من الشعوب و ظهور البطالة بتسريح العمال و كثرة الصراعات و الحروب.
نقيض الأطروحة : يرى المناهضون للعولمة أن الاقتصاد المعولم يقع خارج نطاق تحكم الدولة القومية مما يزيد من إمكانات الصراع و التنافس ويزيد من دور الشركات المتعددة الجنسيات فتصبح فوق سيطرة الدولة .
تؤدي العولمة إلى انقسام العالم إلى دول فاحشة الثراء و الغنى و دول فقيرة عاجزة على المنافسة مما يدفع الدول الفقيرة إلى تخفيض الأجور فتضعف القدرة الشرائية للمواطن كما تضطر إلى تخفيض الضرائب عن الدخل بهدف تعزيز مكانتها التنافسية مما يؤدي إلى تقليص المزايا الاجتماعية للعمال كما تؤدي العولمة إلى تخفيض الإنفاق العام و تسريح موظفي الدولة فتنتشر البطالة و الفقر حيث بينت بعض الإحصاءات إن ثلث سكان العالم تحت خط الفقر و أحصى اليونيسيف 12 مليون طفل يموتون من أمراض يمكن علاجها و 75 مليون متشرد نتيجة إثارة النزاعات الطائفية و العرقية التي يثيرها دعاة العولمة لإيجاد ذرائع أفكارهم حول الديمقراطية و العولمة تحت المظلة الشرعية الدولية.
-كما أن الدول التي انساقت من (إفريقيا و أمريكا اللاتينية ) لمفهوم العولمة تضررت بينما استفاد الأقوياء فهي استعمال ثقافي و سياسي جديد و يرى البعض إن العولمة خطة أمريكية هدفها تحويل العالم إلى إمبراطورية كبيرة تديرها أمريكا هدفها القضاء على المقومات الحضارية خاصة الإسلامية من خلال البنوك العالمية ووسائل الإعلام فالعولمة إذا ليست هيمنة اقتصادية فحسب بل تمتد إلى الجانب الثقافي للأمة فنشئ الصراع بين التقاليد و المستورد مما يفتح المجال للهيمنة الثقافة الغربية كما إنها تؤدي إلى تدمير أخلاقي فهي ليبرالية إباحية و أدت إلى إن الكثير من الدول و الشعوب فقدت السيطرة على إدارة شؤونها و تحديد مستقبلها.

نقد:أدت العولمة إلى تنشيط الاستثمارات في كثير من الدول فتطورت اقتصاديا و خرجت عن عزلتها كما أن العولمة المعلوماتية تؤدي إلى التقارب الفكري و الثقافي .

التركيب:مادامت العولمة أمرا واقعا يفرض نفسه يجب التعامل معه لذا يذهب الكثير إلى الاعتقاد أن مواجهة سلبيات العولمة يقتضي الاندماج فيها و ذلك بما يلي :
-أن تحدث الدولة إصلاحات إدارية و سياسية كفيلة بحفظ سيادتها.
-رفع مستوى التأهيل لدى العمال خاصة اليد العاملة المتخصصة.
-خلق قاعدة علمية و جعل المنظومة التعليمية تواكب التطورات التكنولوجية و المعرفية مما يجعل الفرد قادرا على إبداع و إنتاج
-تنسيق سيادة القانون فيشعر المواطن بالأمان في وطنه
-تعزيز التكامل الإقليمي بين الدول و دعم الخدمات الحيوية كتعليم و الصحة بزيادة الضريبة على الدخل على أصحاب الأعمال.
الخروج من الإشكالية: الاندماج في العولمة بكيفية سلمية يقتضي تخطيطا محكما يسمح بالاستفادة من إيجابياتها و تفادي سلبياتها و على الأمم أن تغلب القيم و المفاهيم التي تنمي الروح الوطنية و تحترم التعددية الثقافية بامتلاكها و عيا وسلوكا جديدين.

لاتنسونا من صالح دعائكم
الأستاذة عيسى فاطمة

منقول

الجيريا

بارك الله فيك

علاقة الأنا بالغير في مقولات و مقالة 2024.

الجيريا

علاقة الأنا بالغير…في مقولات فلسفية

إن علاقة الأنا بالغير أغنى و أعقد من ان تُختزل في علاقة معرفة . فهي في الواقع الفِعلي علاقة مركبة تختلف و تتنوع تبعا لأوجه الغير،حيث أنَّ هذه العلاقة يمكن ان تتجلَّى من خلال (الصداقة ـ الغرابة ـ التواصل…)
و من هنا تتأسس الإشكالية الفلسفية لعلاقة الأنا بالغير.
ـ ما طبيعة العلاقة التي تربطني بالغير؟ هل هي علاقة تواصل و تعايش أم علاقة نبذ و إقصاء؟

الجيريا




*أطروحة ديكارت:

لقد سعى ديكارت من خلال عملية الشك إلى رفض كل الموجودات الفكرية و المادية، و اعتمد على فكره للوصول إلى اليقين العقلي البديهي. فوجود الغير ليس ضروريا عند ديكارت ، لإدراك الذات ذاتها. و الاعتراف بالغير لا يأتي إلا من خلال قوة الحكم العقلي، حيث يكون الغير افتراضيا و استدلاليا.
إن ديكارت يؤكد على أن وعي الذات بذاتها هو أساس وجودها. مما يجعل موقفه متسما بالعزلة و التقوقع على الذات من جهة، و بالتوحد الأنطولوجي المطلق و العزلة الإبستيمية من جهة أخرى.

*أطروحة هيدجر:

إن علاقة الأنا بالغير حسب الفيلسوف الألماني "هيدجر" علاقة معايشة و اشتراك بين الذوات. فكلمة "مع" تشير الى نمط وجود يعكس عالماً مشتركاً يتقاسمه الأنا و الغير. ولذلك فهذا الوجود الذي تعكسه التجارب الحية للأنا و الغير يمثل وجوداً مُتبصِّراً ومنشغلاً يحدد كينونته في أفعاله وحاجاته و منتظراته و إحتياطاته. علماً بأنَّ هذا الوجود لا يتشكل كتجربة حية الا من خلال علاقة الأنا بالغير.

*أطروحة جوليا كريستيفا

في نظرالكاتبة و الفيلسوفة الفرنسية "جوليا كريستيفا" تتحدد طبيعة العلاقة بالغير من خلال العودة الى الذات، ذلك لأن الغريب ليس هو الدخيل المُفسد لطمأنينة المدينة.وليس هو ذلك العدو الذي يجب مواجهته . بل الغريب يسكن الذات و يكسر التماسك الذي نسميه ال "نحن" بمعنى ان فكرة الغريب،و إن كانت لها دلالة حقوقية فهي قد تدل على غياب التمتع بمواطنة الانسان داخل بلده
أليس المجنون غريبا في وطنه ؟ أليس المهمش كذلك؟ أليس ضحايا انتهاكات حقوق الانسان ضحايا و غرباء أوطانهم؟… إن هذه الشرائح المنسية هي الغريب الذي يجب الكشف عنه في ذوات المواطنين الذين يعتقدون انهم يتمتعون بجميع شروط المواطنة. و أخيراً أليس الغريب تلك النوازع و الميولات العنصرية، الإثنية و القبلية التي تشكل أنا آخر داخل الأنا،وتجعل من الصعب إقامة العلاقة بالغير .

*أطروحة موريس ميرلوبونتي

يرى الفيلسوف الفرنسي ميرلوبونتي أن الموقف الطبيعي الذي ينبغي أن يتخذ من الآخر المخالف للذات، ليس هو موقف النبذ و الإقصاء،بل مد جسور التواصل و الحوار معه، و عدم اعتباره موضوعا قابلا للإقصاء و التشيئ. و فتح قنوات الحوار مع الآخر لا يثم إلاِّ اذا خرج كل من الأنا و الأنا الآخر من طبيعته المفكرة، وجعلا نظرتا بعظهما للبعظ نظرة إنسانية أساسها القبول و التفهم. فميرلوبونتي يركز على مفهوم التواصل في علاقة الأنا بالغير. ذلك لأن اللاتعاطف قد يعلِّق التواصل و لكنه لا ينفيه، بحيث أن اللاتواصل هو في حدِّ ذاته صيغة من صيغ التواصل. الذي يبرز اكثر عبر آلية اللغة و خصوصاً الكلام.

* أطروحة الكسندر كوجيف

يقدم كوجيف موقف هيجل من علاقة الذاث بالآخر ، والتي تقوم في نظره على الصراع من اجل نيل الإعتراف و فرض الهيمنة . بحيث يخاطر الطرفان في هذا الصراع بحياتهما حثى الموت، و لكن الموت الفعلي لا يحقق هذا الإعتراف و إنما يحقق إستسلام أحد الطرفين بتفضيله الحياة على الموت. فيعترف الأنا بالآخر دون أن يعترف الآخر به، أي الإعتراف بالآخر كسيد و الإعتراف بالذاث كعبد لذالك السيد. و من هنا نشأت العلاقة الإنسانية الأولى ، علاقة السيد بالعبد.

* أطروحة هيجل

لقد تم طرح مفهوم الغير كإشكال فلسفي، من خلال فلسفة هيجل الذي أخرج الذات من انغلاقها الديكارتي. حيث يرفض هيجل الموقف الذي يجعل الأنا لا تبالي و لا تكترث بالأنا الآخر (عكس ديكارت)، لأن الوعي بوجود الذات مرتبط باعتراف ذات أخرى. و هذا الاعتراف لا يمنح بشكل سلمي، و إنما ينتزع من خلال صراع مميت تدخله الأنا مع الغير. فالوعي بالذات حسب هيجل، يتحقق على حساب ذات أخرى. وتحصل عليه الذات كنتيجة لصراع مرير "جدلية السيد و العبد". مما يجعل وجود الغير بالنسبة للذات وجودا ضروريا. لأن وجود الأنا لا يتحقق إلا من خلال اعتراف الغير( الوجود لا يتحقق إلا بالوجود مع). وهذا ما ينعته هيجل بمفهوم "التوسط" حيث يقوم الغير بدور الوسيط بين الأنا ومعرفته بذاته.

https://tercha.forumalgerie.net
الجيريا

علاقة الأنا بالغير…في مقالة فلسفية

الجيريا

يجب أن أرجع إلى ذاتي حين أريد معرفة الغير، فلا يمكن لي أن أفهم خوفه وكآبته وانفراده وأمله وحبه إن لم أشعر بخوفي وكآبتي وانفرادي وحبي، فإذا لم أشارك الغير مشاعره، فإنني سوف لا أستطيع أن أعرف عنه الكثير” (إريك فروم)
اشرح مضمون هذه القولة وبين حدودها.

الجيريا

تثير هذه القولة موضوعا ينتمي لصميم الفلسفة الحديثة، على الأقل ابتداء من الفيلسوف الألماني هيجل، وهو موضوع الغير، وبالتحديد المسألة المتعلقة بمعرفته. ويتلخص موقف صاحب القول أو أطروحته في اعتقاده بأن الغير لا يقبل المعرفة إلا عبر تجربة الذات. فهل معرفة الغير ممكنة أو مستحيلة؟ وإن كانت ممكنة، وهو ما يدل عليه موقف هذا الفيلسوف، فبأية وسيلة تتم؟ هل باعتماد الذات كمرجع ومنطلق وأساس؟ هل بمشاركة الغير مشاعره المختلفة؟ وهل هذا أمر ممكن إذ يفترض تشابها وتماثلا في التجربة بين الغير والذات؟ إذا كانت معرفة الأشياء والحيوانات لا تطرح مشاكل فلسفية فإن ذلك يعود لكونها معرفة ممكنة ومجربة ويمكن التحقق علميا عبر تاريخ العلوم من صدقها وصلاحيتها، وهذا يعني أن الإنسان كذات مفكرة وواعية جربت معرفة المواضيع الخارجية التي لا تتميز بالمميزات الإنسانية ونجحت في التحكم فيها. إلا أن الغير، أي الإنسان الآخر الذي يقابل الذات هو الموضوع الشائك والذي لا يقبل أن تطبق عليه المناهج والطرق التي تم استعمالها في معرفة المادة بكل أنواعها. وحينما يتحدث صاحب القولة عن الإنسان ذاتا أو غيرا من باب المشاعر والعواطف (خوف، كآبة، انفراد، أمل، حب… ) فإن ذلك يعني أن الإنسان لا يحدد ولا يعرف بالجسم، لأن الجسم أمر مشترك بينه وبين الحيوانات، كما أن الطب والتشريح نجحا منذ زمن بعيد في معرفة الجسم ومعالجة أمراضه والتحكم في سيروراته. إن الإنسان المتمثل في الغير هو قبل كل شيء وعي وفكر ومشاعر، لذلك فصاحب القول يرى أن اعتبار الذات مرجعا ومنطلقا لمعرفة الغير هو الحل الوحيد لتحقيق ذلك، لأن الوعي يظل أمرا متميزا رغم وجوده داخل هذه الكتلة اللحمية التي هي الجسم، فالوعي لا يرى ولا يلمس، كما أنه متغير وله فعل وليس منفعلا فقط. والعودة إلى الذات لا تعني إلا نوعا من المشاركة في المشاعر والأحاسيس. فالعزلة أو الإنفراد مسألة إنسانية حيث لا يشعر الشجر أو الحجر بالعزلة بل حتى الحيوانات فهي تحتاج للتواجد في قطيع وليس في جماعة، وذلك لسبب غريزي، بينما الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يعاني نفسيا وعقليتا من العزلة (ولنتأمل مغزى السجن). كما أن الحب والأمل والخوف والكآبة هي أمور لا تتعلق بما هو مادي أو طبيعي بل أساسها الثقافة والجماعة والوعي والمشاكل المرتبطة بالموت والأصل… إن كل هذه الخصائص لا يمكن إدخالها لمختبر أو ضبطها بآلات وحواسيب أو تحليلها كيميائيا… إن الحل الوحيد لمعرفة الغير هو أن ننطلق من مشاعرنا التي هي مشاعره، وأن ننطلق من تجارنا الذاتية التي تفتح لنا أسرار تجاربه. إن الحجج والأدلة كثيرة على صحة موقف صاحب القولة، فعلوم النفس لم تتمكن من إيجاد مناهج دقيقة لمعرفة الذات البشرية بل انحصر دورها في معالجة الخلل دون أن تستطيع تقديم وصفة عامة للجميع. كما أن وجد الأدب والسينما يدللان على أنها وسيلتان أساسيتان للدخول إلى أعماق الذات الإنسانية. لكن، هل هذا الموقف الفلسفي يحظى بإجماع الفلاسفة؟ ألا توجد مواقف مخالفة تشكك في إمكانية ما يدافع عنه صاحب هذه القولة؟ هناك من الفلاسفة من يدافع خلافا للموقف السالف عن استحالة معرفة الغير بالاعتماد تحديدا على الذات وتجاربها لأن ذلك لا يعني إلا تجاهل خصوصيتها والاعتداء على ما يميزها. فغاستون بيرجي مثلا يشبه الذات بسجن مغلق، وبعالم سري وبقلعة حصينة لا يمكن لأحد ولوجها. فكيف يمكن أن ننطلق من تجربة خاصة لمعرفة تجربة خاصة أخرى؟ إن هذا الأمر بالنسبة له هو نوعى من الإسقاط وإغراق في الذاتية، وتجاوز لحدود الذات ومميزاتها. فبالرغم من أن الحزن والكآبة والعزلة والحب مشاعر مشتركة بين البشر فإنها رغم ذلك لا تعاش بنفس الطريقة ولا بنفس الحدة ولا لنفس الأسباب. فلو كانت مجرد معطيات غريزية لما وجد إشكال بصددها أصلا، وبما أنها معطيات ثقافية فإن الاختلافات في الإحساس بها وعيشها هي بالتحديد ما يميزها. ولعل ما لبرانش هو الفيلسوف الذي وقف موقفا مناقضا لموقف صاحب القولة حيث دعا إلى عدم الاعتماد على المشاعر الذاتية لمعرفة الغير. بل ذهب إلى حد عجز الذات عن الإحساس بالألم الجسدي للغير كصديق، لأنها في مواساتها له لا تشعر بنفس الألم الذي يشعر به، فالغير يتألم لسب معين بينما الذات لا تتألم إلا لتأثرها بألم الغير. في نظري الشخصي، تعتبر مسألة معرفة الغير مسألة شائكة ومعقدة يتداخل فيها الموضوعي بالذاتي والعقلي باللاعقلي، لذلك لا بد من أخذ كل المصادر التي تيسر معرفة الغير بعين الاعتبار، أي التجارب المختلفة، منجزات العلوم، الإبداعات الفنية وكذا التجارب الخاصة بالذات دون أن يؤدي ذلك لحرمان الغير من خصوصياته واختلافاته. وفي الأخير يمكن أن أستنتج أن موضوع معرفة الغير يهدف إلى تحصين خصوصية الإنسان من كل المحاولات التي تهدف إلى تنميطه وجعله موضوعا عاديا أو مجرة آلة طبيعية يمكن التحكم فيها عبر المعرفة ولنا في الخيال العلمي خير دليل على ذلك.
—————
منقول للاستفادة

الجيريا

الجيرياقراءة ممتعة..الجيريا
و استفادة كاملة اتمناها لكم الجيريا

الجيريا https://tercha.forumalgerie.net

شكرا جزيلا لكم

الأنا و الغير 2024.

السلام عليكم
ليس لدي أي فكرة عن الموضوع لم نتطرق له في المؤسسة لغياب الأستاذة
أي فكرة من اين سأبدا
ماهي مشكلات الدرس الأساسية؟
ماهي عناصر الدرس مرتبة ! وشكرا الجيريا

فيه موقفين موقف يوكد على ان معرفة الذات تتم ممن خلال الوعي و ذلك لكون الانسان يفكر و يشعر ويؤيده سقراط ديكارت
موقف الاخر يرى بان الغير و هو الاخر ضروري حتى نعرف ذواتنا لاننا مثلا لا نستطيع ان نعرف هل نحن طيبون او اشقياؤ الا بالمقارنة مع الغير و ذلك من خلال التناقض و المغايرة
و هو ما اكد عليه سارتر

هذا ملخص
هو يظهر الدرس صعب لكنه سهل

السلام عليكم…
لستُ في البكالوريا لكن!
سأحاول كتابة الدرس من ملخص لأخ عسى الله أن يرزقه أجر ذلكـ ويرزقنا…
سأعود لاحقا..

مقدمة: الإنسان كائن مدني بطبعه يعيش مع غيره ويتفاعل معه أي وجوده يحكمه تفاعل علائقي….وتكمل طرح الإشكالية كما أردت وحسب الموضوع
الأنا: تطلق على الذات المفكرة العارفة لنفسها.
الذات: جوهر الشيء وعينه القائم لا يتغير.
الغير هو كل ماكان مغايرا مستقلا عن الذات.
1- الوعي هو الذي يحدد معرفة الذات:
يعرف الإنسان ذاته بوعيه وبواسطته يدرك أنه موجود، عبر عنه" بروغسون "بالحدث النفسي، أما ديكارت فقال: "أنا أفكر أنا موجود" فحينها ذهب سارتر وهسرل إلى القول "الشعور شعور بشيء ولايمكن إلا أن يكون واعيا لذاته".
نقده: وجهت عدة انتقادات لهذا التصور:
1- الشعور لدى ديكارت عبارة عن قلعة داخلية تعزل الأنا عن العالم يقول "غوسدروف" : "هو مجرد خيال وإنتاج للأوهام".
2- وعي الذات لذاتها ما يعرف بالاستبطان أمر مستحيل.
3- الشعور كمؤسس للأنا مصدر خداع فقد يكون انطباعا.
4- يغالطكـ الإنسان أحيانا ذاته
* على الرغم من أننا نقع في قصور إلا أن الوعي يبقى شرط كل معرفة.
2- عن طريق الغير تعرف الذات ذاتها:
أ- على أساس المغايرة والتناقض: يرى العقلانيون أمثال ديكارت وسارتر أن الذات تتعرف على ذاتها مباشرة بوعيها المتمتع بالحرية والقصد حيث معرفة الآخر والاتصال به عاملان يتمان بالعقل يقول سارتر : " الآخر شرط للوجود " ويقول ديكارت :" أنا مفكر أنا موجود ".
ب- على أساس التنافر : يعتقد "هيجل" أن الآخر ضروري لوجود الذات والوعي بها فالأنا لا يكون أنا إلا بعلاقته مع غيره ، حجته : جدلية هيجل بين العبد والسيد، كما يقول: "الآخر ضروري لوجود الوعي بالذات".
سلبياتهما: علاقتنا بالآخر ليست دوما في صراع وتنافر كما أنها لا تقوم أساسا على التجاذب لذا لا يجوز أن يكون الصراع معيارا لمعرفة الذات.
3- معرفة الذات تتأسس على التواصل مع الغير:
الاعتراف بالأنا والغير وبأن كل منهما عالمه المتميز لا يعني عدم إمكانية تحقيق التواصل لذا يمكن إجمال التواصل السوي في نقاط: الوعي بالمماثلة والمشابهة، الإحساس المشترك، الاتصال بالغير غالبا ما يعتمد على اللغة.
يقول بروغسون: "الاتصال بالغير غالبا ما يعتمد على اللغة"
يقول بولوبوفنتي: " إدراكـ الغير والتواصل معه يكون عن طريق الوجود معا"
يقول ماركس شيلر: " التعاطف والحب هو الطريق المعبر عن التواصل الحقيقي بالغير "
* ما يمكن استنتاجه أن هذه الأسس مهما كانت قيمتها تبقى أطروحات مجردة.
4- تجاوز الطرح المجرد والانخراط في الممارسة العملية:
الاشتغال بطرح العلاقات المجردة بين الأنا والغير غير محدود لذلكـ ينبغي تجاوز الطرح المجرد عن طريق:
– الانطلاق من قاعدة كلية: الإقرار بأن الغير يشبهنا والتأكيد على مبدأ التعادل
– من خلال جملة قيم أخلاقية حميدة (التعاون، الحب، الصدق…)
– الوقوف ضد كل أوجه التنافر والصراع ( الخداع، النفاق، الخيانة..)
خاتمة:
شعور الإنسان بذاته متوقف على معرفته للآخرين واعتبارهم كائنات تستحق المعاشرة فالذات لا تكتمل وتزدهر إلا بوجودهم والعمل معهم في ظل يسوده التعاون والمحبة.

…………………انتهى…………………… ….
دعواااااااااااااااااااااااااااتكم

بارك الله فيكم وجعلها في ميزان حسناتكم

وفيكم بارك الله
اللهم آمييييييييين
سأكمل الكتابة بعد قليل…
بالتوفيق

++ هذا رابط لفيديو شرح هذا الدرس
https://www.djelfa.info/watch?v=ntkq2I7oDks

مقالة الشعور بالأنا يتوقف على الغير 2024.

الجيريا
المقالة الجدلية : هل الشعور بالأنا يتوقف على الغير ؟
01 مقدمة
ومحاولة طرح المشكلة
من المشاكل النفسية التي ظلت تؤرق الإنسان هي محاولة التعرف على الذات في مختلف الصفات التي تخصها ؛ بحيث اتجه محور الاهتمام إلى تشكيل بنية الأنا عبر الغير الذي بإمكانه مساعدته إلا أن ذلك لم يكن في حال من الاتفاق بين الفلاسفة الذين انقسموا إلى نزعتين الاولى تعتقد أن مشاركة الأخر أي الغير أضحت أمرا ضروريا والنزعة الثانية تؤكد على وجوب أن يتشكل الأنا بمفرده عبر الشعور وأمام هذا الاختلاف في الطرح نقف عند المشكلة التالية : هل الشعور بالأنا يتوقف على الغير ؟ وبعبارة أوضح وأحسن هل الشعور بالأنا مرتبط بالأخر أم انه لا يتعدى الشخص؟

02 التحليل ومحاولة حل المشكلة
الأطروحة : الشعور بالأنا مرتبط بالغير يرى أنصار الأطروحة أن الشعور بالأنا يرتبط بالغير فلا وجود لفردية متميزة بل هناك شعور جماعي موحد ويقتضي ذلك وجود الأخر والوعي به .
البرهنة : يقدم أنصار الأطروحة مجموعة من البراهين تقوية لموقفهم الداعي إلى القول بان الشعور بالأنا يكون بالغير هو انه لامجال للحديث عن الأنا خارج الأخر
الذي يقبل الأنا عبر التناقض والمغايرة ومن هنا يتكون شعور أساسه الأخر عبر ما يسميه ديكارت بالعقل الذي بواسطته نستطيع التأليف بين دوافع الذات وطريقة تحديد كيفيات الأشياء والأشخاص وفي هذا السياق يعتقد الفيلسوف الألماني "هيغل " أن وجود الغير ضروري لوجود الوعي بالذات فعندما أناقض غيري أتعرف على أناي وهذا عن طريق الاتصال به وهنا يحصل وعي الذات وذات الغير في إطار من المخاطرة والصراع ومن هنا تتضح الصورة وهي أن الشعور بالأنا يقوم مقابله شعور بالغير كما انه لابد للانا أن يعي الأخر إلا أن الأخر ليس خصما ولا يتحول إلى شيء لابد من تدميره كما يعتقد البعض بل إلى مجال ضروري الاهتداء إليه لبناء ذات قوية فقد تختلف الذوات وتتنوع رؤى فكرية كثيرة ولكن لا يفسد ذلك ودا جماعيا وحتى وان استنطق الإنسان في نفسه غرائز الموت والتدمير الطبيعية فان مفهوم الصراع يناسب مملكة الحيوانات ومنطق قانون الغاب وهذا الأمر لا ينطبق على من خلقوا من اجل التعارف وليس بعيدا عن الصواب القول بان وعي الذات لا يصبح قابلا للمعرفة إلا بفعل وجود الأخر والتواصل معه في جو من التنافس والبروز ومن هنا يمكن التواصل مع الغير ولقد كتب المفكر المغربي محمد عزيز لحبابي " إن معرفة الذات تكمن في أن يرضى الشخص بذاته كما هو ضمن هذه العلاقة : "الأنا جزء من النحن في العالم "
وبالتالي فالمغايرة تولد التقارب والتفاهم ويقول تعالى : " ولولا دفاع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين " .

وهكذا فالشعور بالأخر تسمح لنا بالمتوقع داخل شخصية الأخر والاتصال الحقيقي بالأخر كما يرى ماكس شيلر يتمثل في التعاطف ومنه لا غنى للانا عن الغير .
نقد الأطروحة يمكن الرد على هذه الأطروحة بالانتقادات التالية
إن الشعور بالأنا يتأسس على الغير لكن الواقع يؤكد بأنه قد يكون عائقا وليس محفزا لتكون ذات قوية فكل" أنا" يعيش مجالا خاصا وفي ذلك رغبة فردية وشخصية .

نقيض الأطروحة " الشعور بالأنا شخصي
يرى أنصار الأطروحة أن الأنا يعيش مع ذاته ويحيا مشاريعه بنفسه وبطريقة حرة أي كفرد حر وهذا الامتلاك يكون بمقدوره التعامل مع الواقع بشكل منسجم .
البرهنة : يقدم أنصار هذا النقيض جملة من البراهين في تأكيدهم على الشعور بالأنا على انه شخصي ولا مجال لتدخل الغير الذي يعتبره أنصار النقيض بأنه عقبة لا بد من تجاوزها ؛
ومن هذا المنطلق يؤكد الفيلسوف الفرنسي مان دوبيران على أن الشعور بالواقع ذاتي وكتب يقول : " قبل أي شعور بالشيء فلابد من أن الذات وجود " ومن مقولة الفيلسوف يتبين أن الوعي والشك والتأمل عوامل أساسية في التعامل مع الذات ووعيها ولقد كان سارتر اصدق تعبيرا عندما قال " الشعور هو دائما شعور بشيء
ولا يمكنه إلا أن يكون واعيا لذاته " ومن هنا يتقدم الشعور كأساس للتعرف على الذات كقلعة داخلية حيث يعيش الأنا داخل عالم شبيه بخشبة المسرح وتعي الذات ذاتها
عن طري ما يعرف بالاستبطان فالشعور مؤسس للانا والذات الواعية بدورها تعرف أنها موجودة عن طريق الحدس ويسمح لها ذلك بتمثيل ذاتها عقليا ويكون الحذر من وقوف الآخرين وراء الأخطاء التي نقع فيها ولقد تساءل" أفلاطون"
قديما حول هذه الحقيقة في أسطورة الكهف المعروفة أن ما يقدمه لنا وعينا ماهو إلا ظلال وخلفها نختبئ حقيقتنا كموجودات " كما يحذر سبينوزا من الوهم الذي يغالط الشعور الذي لابد أن يكون واضحا خاصة على مستوى سلطان الرغبات والشهوات ومن هنا فقد الجحيم هم الآخرون على حد تعبير أنصار النقيض فيريد الأنا فرض وجوده وإثباته
ويدعو فرويد إلى التحرر الشخصي من اكراهات المجتمع للتعرف على قدرة الأنا في إتباع رغباته رغم أنها لا شعورية وهكذا فألانا لا يكون أنا إلا إذا كان حاضرا إزاء ذاته أي ذات عارفة .
نقد نقيض الأطروحة ان هذا النقيض ينطلق من تصور يؤكد دور الأنا في تأسيس ذاته ولكن من زاوية أخرى نلاحظه قاصرا في إدراكها والتعرف عليها فليس في مقدور الأنا التحكم في ذاته وتسييرها في جميع الاحوال ففي ذلك قصور .

التركيبمن خلال لعرض الأطروحتين يتبين أن الأنا تكوين من الأخر كما انه شخصي هذا التأليف يؤكد عليه الفيلسوف الفرنسي غابريال مارسيل عن طريق التواصل أي رسم دائرة الانفراد دون العزلة عن الغير أي تشكيل للانا جماعي وفردي أي تنظيم ثنائي يكون ذات شاعرة ومفكرة في نفس الوقت .

03 خاتمة وحل المشكلة
يمكن القول في الختام أن الشعور بالأنا يكون جماعيا عبر الأخر كما انه يرتبط بالأنا انفراديا ومهما يكن فالتواصل الحقيقي بين الأنا والأخر يكون عن طريق الإعجاب بالذات والعمل على تقويتها بإنتاج مشترك مع الغير الذي يمنحها التحفيز والتواصل الأصيل وتجاوز المآسي والكوارث . داخل مجال من الاحترام والتقدير والمحبة .

جزاك الله خيراااااااااااااااااااااا

baraka ALLAH fik
chokraaaaaaaan jazilan

الشعور بالأنا و الشعور بالغير 2024.

هل معرفة الذات تتوقف على وجود الوعي أم وجود الغير ؟
الجيرياالجيرياالجيريا

مقدمة ومحاولة طرح المشكلة

من المشاكل النفسية التي ظلت تؤرق الإنسان هي محاولة التعرف على الذات في مختلف الصفات التي تخصها ؛ بحيث اتجه محور الاهتمام إلى تشكيل بنية الأنا عبر الغير الذي بإمكانه مساعدته إلا أن ذلك لم يكن في حال من الاتفاق بين الفلاسفة الذين انقسموا إلى نزعتين الاولى تعتقد أن مشاركة الأخر أي الغير أضحت أمرا ضروريا والنزعة الثانية تؤكد على وجوب أن يتشكل الأنا بمفرده عبر الشعور وأمام هذا الاختلاف في الطرح نقف عند المشكلة التالية : هل الشعور بالأنا يتوقف على الغير ؟ وبعبارة أوضح وأحسن هل الشعور بالأنا مرتبط بالأخر أم انه لا يتعدى الشخص؟

الموقف الاول/ معرفة الذات تتوقف على وجود الوعي ، لذلك قال سقراط إعرف نفسك بنفسـك" و الدليل على ذلك"أن الوعي (الشعورConscience )باعتباره حدس نفسي يمكن المرء من إدراك ذاته و أفعاله و أحواله النفسية إدراكا مباشرا دون واسطة خارجية ،كأن نشعر بالوحدة أو بالخوف أو الفرح و غيرها ، و بواسطته يدرك المرء أن له ذات مستقلة و متميزة عن الآخرين يقول مان دي بيـــران " إن الشعور يستند الى التمييز بين الذات الشاعرة و الموضوع الذي نشعر به"
الأنا Le Moi هو شعور الذات بذاتها ، و الكائن الشاعر بذاته هو من يعرف أنه موجود ، و أنه يدرك ذاته بواسطة التفكير لقد شك ديكارت Descarte في وجود الغير ، و في وجود العالم على أساس أن الحواس مصدر غير موثوق في المعرفة ، و أن معرفتنا السابقة بالأشياء غير دقيقة و غير يقينية ، لكنه لم يتمكن من الشك في أنه يشك ، و ما دام الشك موجود فلا بد من وجود الذات التي تشك و ما دام الشك ضرب من ضروب التفكير " أنا أفكر فأنا اذن موجود Je Pense donc je Suis" هكذا برهن ديكارت على وجود ذاته من خلال التفكير الممنهج دون الاعتماد على أحكام الغير ، ديكارتبواسطة الكوجيتو Cogito يدشن مرحلة وحدانية الذات Le solipsisme أنا وحدي موجود حيث كل ذات تعتبر ذاتها حقيقة مكتفية بذاتها ، وتملك يقين وجودها بشكل فردي عبر آلية التفكير ، فالإنسان يعي ذاته بذاته دون الحاجة إلى وساطات الغير حتى ولو كان هذا الغير مشابها لي .
نفس الفكرة تبناها السوفسطائيون Sophistes قديما عندما قالوا " الإنسان مقياس كل شيء" فما يراه خير فهو خير و ما يراه شر فهو شر. أي أن المعرفة تابعة للذات العارفة و ليست مرتبطة بأمور خارجية

النقد / إن الأحكام الذاتية غالبا ما تكون مبالغ فيها ، و وعي الذات لذاتها ليس بمنهج علمي ، لأنه لا يوصلنا الى نتائج موضوعية ، فالمعرفة تتطلب وجود الذات العارفة و موضوع المعرفة ، في حين أن الذات واحدة لا يمكن أن تشاهد ذاتها بذاتها ، فالفرد لا يمكن أن يتأمل ذاته و هو في حالة غضب أو فزع ، يقول أوغست كومت A.Comte " الذات التي تستبطن ذاتها كالعين التي تريد أن ترى نفسها بنفسها " و يرى س.فرويد S.Freud أن معطيات الشعور ناقصة جدا ، و أن الكثير من الأفعال تصدر عنا و لا نعي أسبابها ، مثل الأحلام و النسيان و فلتات اللسان …فالحياة النفسية تبقى غير مفهومة دون أن الى الدوافع اللاشعوريـــة

*الموقف الثاني / معرفة الذات تتوقف على وجود الغير ، و المقصود بالغير L autre الطرف المقابل الموجود خــارج عنا ، و ما يؤكد ذلك :
إن المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه الفرد ، و التفاعل الذي يحصل بينه و بين الآخرين هو الذي يمكنه من إدراك نفسه و باختلافه عن الآخرين ، هذا الغير الذي يواجهنا ، يصدر أحكاما حول ذواتنا مما يدفعنا الى التفكير في أنفسنا . يقول سارتر Sartre " وجود الآخر شرط وجودي" فبالقياس الى الغير ندرك نقائصنا و عيوبنا أو محاسننا ، و أحسن مثال على ذالك أن التلميذ يعرف مستواه من خلال تقييم الأستاذ له ، كذلك وجودي مع الغير يحد من حريتي و يقلقني ويقدم سارتر هنا مثال النظرة المتبادلة بين الأنا والغير؛ فحين يكون إنسان ما وحده يتصرف بعفوية وحرية، وما إن ينتبه إلى أن أحدا آخر يراقبه وينظر إليه حتى تتجمد حركاته وأفعاله وتفقد عفويتها وتلقائيتها. هكذا يصبح الغير جحيما، وهو ما تعبر عنه قولة سارتر الشهيرة:"الجحيم هم الآخرون". هكذا يتحدد وجود الغير مع الأنا من خلال عمليات الصراع. لكن مع ذالك يعتبر سارتر أن وجود الغير شرط ضروري لوجود الأنا و وعيه بذاته بوصفه ذات حرة ومتعالية.

و للمجتمع الدور الفعال في تنظيم نشاط الفرد و تربيته و تنشئته منذ الوهلة الأولى يقول واطسن Watson " الطفل مجرد عجينة يصنع منها المجتمع ما يشاء " من خلال الوسائل التي يوفرها ، فكلما كان الوسط الاجتماعي أرقى و أوسع كانت الذات أنمى، و أكثر اكتمالا ، و عليه يمكن التمييز بين الأفراد من خلال البيئة التي يعيشون فيها .فالفرد كما يرى دوركايم Durckeime ابن بيئته ، و مرآة تعكس صورة مجتمعه .فمن غير الممكن إذن أن يتعرف على نفسه الا من خلال اندماجه في المجتمع و احتكاكه بالغير ، فنحن نتعرف على الأناني مثلا من خلال تعامله مع الغير ، كذلك الأمر بالنسبة للفضولي ، و العنيد …الخ و لو عاش المرء منعزلا في جزيرة بعيدة لما علم عن نفسه شيئ

النقد/ صحيح أن الفرد يعيش مع الغير ، لكن هذا الغير لا يدرك منا الا المظاهر الخارجية التي لا تعكس حقيقة ما يجري بداخلنا من نزوات خفية و ميول و رغبات ، و هذه المظاهر بامكاننا اصطناعها و التظاهر بها ، كالممثل السينمائي الذي يصطنع الانفعالات . كما أن أحكام الغير تتم باللغة و اللغة كما يرى برغسون Bergson عاجزة عن وصف المعطيات المباشرة للحدس وصفا حيا .

حل المشكلة / أن ادراك المرء لذاته لا يحصل دون وجود الوعي و الغير في نفس الوقت ، لأن الإنسان في تعامله مع الآخرين من أفراد مجتمعه يتصرف بوعي ، و يوفق بين ما يقوله الآخرون عنه و ما يعتقده في نفسه ، لأن الشخصية التي تمثل الأنا تتكامل فيها الجوانب الذاتية و الموضوعيــــــــــــــــــــــة

شكـــــــــــــرا لك سلمت يداك : )

مشكووووووووووووور

شكرا لك اخي

شكراااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

شكـــــــــــــــــــــــــرا أختــي موفقة ان شاء الله .

شكرااااااااااااااااااااا

آلية التواصل و علاقة الأنا بالآخر 2024.

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته من فضلكم ساعدوني في موضوع آلية التواصل و علاقة الأنا بالآخرالجيريا

الأنا والغير !! 2024.

من فضلكم ارجوا مساعدتكم من لديه التركيب في مقالة الجدلية للانا والغير لا يبخل علي وربي ينجحوا بأعلى معدل ان شاء الله

هل الشعور بالأنا يتوقف على الغير ؟

01 مقدمة ومحاولة طرح المشكلة
من المشاكل النفسية التي ظلت تؤرق الإنسان هي محاولة التعرف على الذات في مختلف الصفات التي تخصها ؛ بحيث اتجه محور الاهتمام إلى تشكيل بنية الأنا عبر الغير الذي بإمكانه مساعدته إلا أن ذلك لم يكن في حال من الاتفاق بين الفلاسفة الذين انقسموا إلى نزعتين الاولى تعتقد أن مشاركة الأخر أي الغير أضحت أمرا ضروريا والنزعة الثانية تؤكد على وجوب أن يتشكل الأنا بمفرده عبر الشعور وأمام هذا الاختلاف في الطرح نقف عند المشكلة التالية : هل الشعور بالأنا يتوقف على الغير ؟ وبعبارة أوضح وأحسن هل الشعور بالأنا مرتبط بالأخر أم انه لا يتعدى الشخص؟

02 التحليل ومحاولة حل المشكلة
الأطروحة : الشعور بالأنا مرتبط بالغير يرى أنصار الأطروحة أن الشعور بالأنا يرتبط بالغير فلا وجود لفردية متميزة بل هناك شعور جماعي موحد ويقتضي ذلك وجود الأخر والوعي به .
البرهنة : يقدم أنصار الأطروحة مجموعة من البراهين تقوية لموقفهم الداعي إلى القول بان الشعور بالأنا يكون بالغير هو انه لامجال للحديث عن الأنا خارج الأخر
الذي يقبل الأنا عبر التناقض والمغايرة ومن هنا يتكون شعور أساسه الأخر عبر ما يسميه ديكارت بالعقل الذي بواسطته نستطيع التأليف بين دوافع الذات وطريقة تحديد كيفيات الأشياء والأشخاص وفي هذا السياق يعتقد الفيلسوف الألماني "هيغل " أن وجود الغير ضروري لوجود الوعي بالذات فعندما أناقض غيري أتعرف على أناي وهذا عن طريق الاتصال به وهنا يحصل وعي الذات وذات الغير في إطار من المخاطرة والصراع ومن هنا تتضح الصورة وهي أن الشعور بالأنا يقوم مقابله شعور بالغير كما انه لابد للانا أن يعي الأخر إلا أن الأخر ليس خصما ولا يتحول إلى شيء لابد من تدميره كما يعتقد البعض بل إلى مجال ضروري الاهتداء إليه لبناء ذات قوية فقد تختلف الذوات وتتنوع رؤى فكرية كثيرة ولكن لا يفسد ذلك ودا جماعيا وحتى وان استنطق الإنسان في نفسه غرائز الموت والتدمير الطبيعية فان مفهوم الصراع يناسب مملكة الحيوانات ومنطق قانون الغاب وهذا الأمر لا ينطبق على من خلقوا من اجل التعارف وليس بعيدا عن الصواب القول بان وعي الذات لا يصبح قابلا للمعرفة إلا بفعل وجود الأخر والتواصل معه في جو من التنافس والبروز ومن هنا يمكن التواصل مع الغير ولقد كتب المفكر المغربي محمد عزيز لحبابي " إن معرفة الذات تكمن في أن يرضى الشخص بذاته كما هو ضمن هذه العلاقة : "الأنا جزء من النحن في العالم "
وبالتالي فالمغايرة تولد التقارب والتفاهم ويقول تعالى : " ولولا دفاع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين " .

وهكذا فالشعور بالأخر تسمح لنا بالمتوقع داخل شخصية الأخر والاتصال الحقيقي بالأخر كما يرى ماكس شيلر يتمثل في التعاطف ومنه لا غنى للانا عن الغير .
نقد الأطروحة يمكن الرد على هذه الأطروحة بالانتقادات التالية
إن الشعور بالأنا يتأسس على الغير لكن الواقع يؤكد بأنه قد يكون عائقا وليس محفزا لتكون ذات قوية فكل" أنا" يعيش مجالا خاصا وفي ذلك رغبة فردية وشخصية .

نقيض الأطروحة " الشعور بالأنا شخصي
يرى أنصار الأطروحة أن الأنا يعيش مع ذاته ويحيا مشاريعه بنفسه وبطريقة حرة أي كفرد حر وهذا الامتلاك يكون بمقدوره التعامل مع الواقع بشكل منسجم .
البرهنة : يقدم أنصار هذا النقيض جملة من البراهين في تأكيدهم على الشعور بالأنا على انه شخصي ولا مجال لتدخل الغير الذي يعتبره أنصار النقيض بأنه عقبة لا بد من تجاوزها ؛
ومن هذا المنطلق يؤكد الفيلسوف الفرنسي مان دوبيران على أن الشعور بالواقع ذاتي وكتب يقول : " قبل أي شعور بالشيء فلابد من أن الذات وجود " ومن مقولة الفيلسوف يتبين أن الوعي والشك والتأمل عوامل أساسية في التعامل مع الذات ووعيها ولقد كان سارتر اصدق تعبيرا عندما قال " الشعور هو دائما شعور بشيء
ولا يمكنه إلا أن يكون واعيا لذاته " ومن هنا يتقدم الشعور كأساس للتعرف على الذات كقلعة داخلية حيث يعيش الأنا داخل عالم شبيه بخشبة المسرح وتعي الذات ذاتها
عن طري ما يعرف بالاستبطان فالشعور مؤسس للانا والذات الواعية بدورها تعرف أنها موجودة عن طريق الحدس ويسمح لها ذلك بتمثيل ذاتها عقليا ويكون الحذر من وقوف الآخرين وراء الأخطاء التي نقع فيها ولقد تساءل" أفلاطون"
قديما حول هذه الحقيقة في أسطورة الكهف المعروفة أن ما يقدمه لنا وعينا ماهو إلا ظلال وخلفها نختبئ حقيقتنا كموجودات " كما يحذر سبينوزا من الوهم الذي يغالط الشعور الذي لابد أن يكون واضحا خاصة على مستوى سلطان الرغبات والشهوات ومن هنا فقد الجحيم هم الآخرون على حد تعبير أنصار النقيض فيريد الأنا فرض وجوده وإثباته
ويدعو فرويد إلى التحرر الشخصي من اكراهات المجتمع للتعرف على قدرة الأنا في إتباع رغباته رغم أنها لا شعورية وهكذا فألانا لا يكون أنا إلا إذا كان حاضرا إزاء ذاته أي ذات عارفة .
نقد نقيض الأطروحة ان هذا النقيض ينطلق من تصور يؤكد دور الأنا في تأسيس ذاته ولكن من زاوية أخرى نلاحظه قاصرا في إدراكها والتعرف عليها فليس في مقدور الأنا التحكم في ذاته وتسييرها في جميع الاحوال ففي ذلك قصور .

التركيبمن خلال لعرض الأطروحتين يتبين أن الأنا تكوين من الأخر كما انه شخصي هذا التأليف يؤكد عليه الفيلسوف الفرنسي غابريال مارسيل عن طريق التواصل أي رسم دائرة الانفراد دون العزلة عن الغير أي تشكيل للانا جماعي وفردي أي تنظيم ثنائي يكون ذات شاعرة ومفكرة في نفس الوقت .

03 خاتمة وحل المشكلة
يمكن القول في الختام أن الشعور بالأنا يكون جماعيا عبر الأخر كما انه يرتبط بالأنا انفراديا ومهما يكن فالتواصل الحقيقي بين الأنا والأخر يكون عن طريق الإعجاب بالذات والعمل على تقويتها بإنتاج مشترك مع الغير الذي يمنحها التحفيز والتواصل الأصيل وتجاوز المآسي والكوارث . داخل مجال من الاحترام والتقدير والمحبة .

ana jabt bac les langues la3koba lik nchallah jibih . 3andi khti tani les langues rebi ywafkek

آمين ويعطيك الصحة و بارك الله فيك وربي يحفظك
ويوفق اختك باعلى معدل ان شاء الله
آمين يا ربي

mrc amine ya reb

ماهي مقالات المقترحة لشعبة الللغات الاجنبية ارجووووووووووووو ردكم بسرعة مزال محفظتش حتى مقالةةةةةةةةةةةةةةةة

الطريقة جدلية:"هل معرفة الذات تتوقف على الوعي أم عن طريق الغير"
المقدمة:
يدرس علم النفس التقليدي الإنسان من ناحية أنه كائن حي يريد و يرغب و يفكر ويشعر،أي مختلف الظواهر النفسية التي يعيشها الانسان في حياته اليومية، و بما أنه كائن مدني بطبعه يعيش مع غيره من الناس في تفاعل و تكامل وفي تنافر و تجاذب وفي حركته هاته،يحصل له ادراك ذاته، وفي الوقت نفسه يتميز بها عنهم ولقد كان الإختلاف الكبير بين الفلاسفة حول معرفة الذات بين الوعي بها أو معرفتها عن طريق الغير حيث يرى البعض من الفلاسفة انني اتعرف على ذاتي بإستقلالي وانفصالي عن الغير ويرى البعض منهم أن تعرفي على ذاتي من خلال توحدي مع الغير وبواسطتهم،و الإشكال الذي يطرح نفسه: هل معرفتي لذاتي تكون عن طريق الوعي بها؟ أم عن طريق الغير ؟
التحليل:
الموقف الأول:"الوعي و الإستبطان أساس معرفة الذات
إن معرفة الذات تكون عن طريق الوعي و الإستبطان ذلك أن الإنسان يعرف ذاته بذاته دون اللجوء إلى غيره ،فالوعي هو الذي يحدد معرفة الذات و يعبر عن حقيقتها ولهذه الأطروحة العديد من المناصرين من أمثال : السفسطائية،ديكارت،هنري برغسون،دوبران سارتر،هوسرل وغيرهم من الفلاسفة.
حيث تذهب حيث تقول السفسطائية "أن الإنسان معيار كل شيء" وعليه فهو الذي يعي وجوده و يعرف ذاته بذاته لأنه معيار كل شيء.
و هذا ما يذهب إليه أيضا الفيلسوف الفرنسي ديكارت في أن الذات الإنسانية تدرك نفسها بذاتها و هذا ما يؤكده في قوله "أنا أفكر إذن أنا موجود" فالأنا تعي ذاتها بذاتها وتدرك وجودها من تلقاء ذاتها لذلك فالأنا ليست في حاجة إلى وساطة الغير لتأكيد وجودها ووعيها بذاتها حقيقة يقينية بديهية لا يمكن الشك فيها و ليست في حاجة إلى وساطة الغير لإثباتها مما يجعل الأنا عند ديكارت حقيقة يقينية و ذات منعزلة مستقلة ومنغلقة أما الغير فوجوده افتراضي احتمالي.
و الرأي نفسه عند الفيلسوف الفرنسي هنري برغسون الذي يؤكد على أن الإنسان يشعر بذاته عن طريق الحدس أو المعرفة المباشرة وبالشعور يتحقق الكائن الحي الواعي من وجوده في العالم،فالإنسان ليس كتلة من الغرائز كما هو الشيء لدى الحيوان،بل هو كائن واع لأفعاله،وعن طريقه يشعر بما يدور في ذاته من أفكار و عواطف و ذكريات،وبه يدرك أنه موجود له ماضي و مستقبل، و أن العالم من حوله يوجد كذلك ،وأن الأنا يتأسس كموجود بواسطته ،ومن هنا لا يخرج الوعي عن أن يكون و عيا بالذات أو وعيا بالموضوع، وبالشعور يتحقق الكائن الواعي كوجود في العالم و ذلك عن طريق الحدس.
و هذا ما يعبر عنه الفيلسوف الفرنسي الآخر دوبران بقوله "قبل أي شعور بالشيء، فلا بد من ان للذات وجود" فالإنسان يستطيع أن يتعرف على ذاته عن طريق الإستبطان أو التأمل الذاتي وهو ملاحظة داخلية لما يجري في النفس حيث ينقلب إلى شاهد على نفسه ليعلم أن له ذاتا حقيقية هي التي يبدو بها أمام الناس المخالفة للآخرين جسميا و نفسيا و أخلاقيا بواسطة اللغة،فالأنا هو شعور الذات بذاتها ،ويقول أيضا" أن الشعور يستند إلى التمييز بين الذات الشاعرة والموضوع المشعور به" فشعور الإنسان مثلا بالحزن هو شعور ذاتي داخلي لا يمكن للغير أن يحس به أو أن يشعر بنفس درجة شعوره هو به.
وهو ما يؤكده زعيم المدرسة الوجودية جانبول سارترمن خلال مقولته المشهورة "الغير هو الجحيم" فالغير يحد من حريتي و من إثبات ذاتي و بما أن الإنسان حيوان عاقل فهو وحده يدرك ذاته بنفسه و يثبت وجوده دون الحاجة إلى غيره.
وهذا ما يذهب إليه أيضا الفيلسوف الوجودي الآخر هوسرل الذي يعتقد بأنه يجب أن تكون الذات الشاعرة واعية لذاتها حتى يمكنها أن تعي الأشياء و العالم الخارجي حيث يقول:" كل شعور هو شعور بشيء".
يقول قابريل مارسيل تتعرف الانا على ذاتها عندما انفصل و تعزل نفسها عن الغير "أضع نفسي داخل دائرة أشكلها بنفسي لنفسي أما الغير أعامله مثل أنت ليس مثل أنا أو هو ذلك يزيدني تفردا باناي مستقلة عن الغير ومتوحدة فيما يبنها وليس مع الغير
النقد:
لقد بالغ أنصار النموقف الأول في ردهم معرفة الذات إلى الوعي فقط، فالمنهج الإستنباطي منهج ذاتي و غير موضوعي وعليه فهو معرفة قاصرة علميا لأنها متحيزة و خالية من النزاهة العلمية فمقياس الصدق هنا هو الشخص الواحد فهو الملاحظ و الملاحظ في نفس الوقت لهذا قيل إن الذات التي تريد رؤية ذاتها كالعين التي تريد رؤية نفسها،
أضف إلى هذا كله أن الإنسان كائن إجتماعي بطبعه ،فهو لا يستطيع العيش بمعزل عن المجتمع، و الحياة النفسية مزيج بين الشعور و اللاشعور و هذا مأكده علم النفس الحديث على يد سغموند فرويد.
الموقف الثاني: الغير هو أساس معرفة الذات:
معرفة الذات تكون عن طريق الآخر ،أي أن شعور الفرد بذاته متوقف على معرفته لغيره ولهذه الأطروحة العديد من المناصرين من أمثال: باركلي،هيجل،ماكس شيلر، واطسون،وغيرهم من الفلاسفة.
حيث يذهب الفيلسوف الإنجليزي بركلي أن التعرف على الذات يكون عن طريق الغير لأن الغير هو الذي يساعدني على تطوير نفسي و معرفتي حقيقة ذاتي، وهذا عن طريق المقارنة بين أفعالنا و المعاني التي تصحبها في ذهننا و بين أفعال الغير،فنستتنج بالتجربة التماثل في هذه الأفعال يننا و بين الآخر و الإختلاف عنه، فالذات تتعرف على نفسها على أنها فردية متميزة عندما تقابل الآخر ،أي أن المعرفة تقتضي وجود الآخر و الوعي به و الإعتراف به،لأن الغير يعتبر أحد مكونات الوجود وأنا جزء من هذا الوجود مما يعني أن الغير يشاركنا الوجود،وهو يقابلنا و يخالفنا.
وهذا ما يذهب إليه أيضا الفليلسوف الألماني هيجل الذي يؤكد على أن معرفة الذات تكون عن طريق الغير وتقوم على العلاقة الجدلية بين الأنا و الآخر ويمكن توضيح هذا المعنى أكثر من خلال جدلية هيجل الشهيرة المعبرة عن علاقة التناقض التي تجمع السيد بالعبد،فالسيد يترفع عن الأشياء المادية وعن العمل و يجعل العبد يقوم بهذه الأعمال ليعبر عن سيادته و علو مكانته،أما العبد فينخرط في العمل و يسخر قدراته للتأثير في الاشياء و تشكيلها و فق إرادته و بالتالي يثبت وجوده من خلال خدمته لسيده، وبهذا يثبت كل واحد منهما ذاته، ومع الوقت يصبح السيد عبدا لعبده لأنه لا يستطيع العيش دونه، ومن هنا يصير كل واحد منهما يدرك حقيقة نفسه و قيمة ذاته.
و اعتبر ماكس شيلر ان التعاطف مع الغير هو الذي يبني العلاقات الاجتماعية و الانسانية وبالتالي تستطيع الانا التعرف على ذاتها، بواسطة الغير،فمشاطرة الغير أفراحهم و أقراحهم تمكن الذات من الإتصال بغيرها و التعرف على ذاتها ،فالتعاطف و الحب ،هما الطريق المعبر عن التواصل الحقيقي بالغير،لأن التعاطف أو المشاركة العاطفية عمل قصدي نزوعي يتجه نحو الغير،مثل:الألم الذي يشترك فيه الأب و الأم عند وفاة إبنهما، و كمشاركة الغير أفراحه و أتراحه.
وهذا ما يؤكد عليه أغلب علماء الإجتماع ومن بينهم نجد الفيلسوف الفرنسي واطسن ،الذي يؤكد على أن الإنسان حيوان إجتماعي بطبعه فهو لا يستطيع العيش في معزل عن المجتمع وهو تابع لهذا المجتمع قلبا و قالبا يقول :" الطفل مجرد عجينة يصنع بها المجتمع ما يشاء"
النقد:
لقد بالغ أنصار الموقف الثاني في ردهم معرفة الذات إلى الغير،ذلك أن لكل ذات خصوصياتها و مميزاتها التي تميزها عن الغير،فلكل ذات كيانها وهويتها الخاصة بها،كما ربط التواصل مع الغير في إطار علاقة التناقض و الصراع لا يؤدي إلى الإعتراف بالآخر بل إلى شيوع قانون الغاب و هو منطق لا يتناسب مع كرامة الإنسان و رقي عقله.
التركيب:
إن معرفة الذات لذاتها تتوقف على الوعي و الشعور،لأن الشعور و الوعي أساس إدراك المرء لما يجول في هذه الذات و تحديد طبيعتها،لكن هذه المعرفة ليست مستقلة عن معرفة الأنا للغير فهذا الأنا لا يحدد ماهيته إلا من خلال معرفته لهذا الأنا الآخر،و عليه فالفرد يعرف ذاته من خلال ذاته ومن خلال تعايشه مع الآخرين.
وحسب رأيي الشخصي فإن معرفة الذات تكون عن طريق الوعي بها و التعامل مع الآـخرين من خلال مجموعة من القيم الأخلاقية التي تقوم على مبدأ التساوي و التعادل مع الآخرين، فالقول بالوعي معناه أن كل فرد يعي أفعاله وسلوكاته و ذاته كونه عاقلا مستقلا عن باقي الأفراد و القول بالغير معناه أن يكون الفرد كائنا إجتماعيا يتفاعل مع باقي أفراد المجتمع وفق الصداقة و الأخوة و التعاون،بعيدا عن التنافر و العنف و الحرب.
الخاتمة:
وفي الأخير نستنتج أن معرفة الإنسان لذاته مرتبطة بوعه بها ذلك أنه حيوان عاقل و مرتبطة بالتعايش مع غيره من خلال التعامل و التواصل معهم من خلال مجموع القيم الخلقية و العادات و التقاليد التي تسير مجتمعهم.
ملاحظة: الخاتمة يجب أن تكون أطول من هذه.

مقالة الأنا و الغير 2024.

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

كيف حالكم و ماهي أخبار مراجعتكم الاخيرة؟

لقد ودت صعوبة في بناء مقالة الشعور بالانا و الغير ففي البكالوريا التجريبي لم تتجاوز علامتي 12.5 الجيريا …. لكل من حضر مقالة الانا و الغير أرجو أن يفادني بها لأنني أحد صعوبة في ايجاد المبررات القوية في انتظار مساعدتكم

موفقون الجيريا

Okhti hna makrinahach nchalah yfidok lbakia
Bittawfik

سلآآم عليكمْ ،
سيفيدك
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1808910
دعوة خير تكفيني ^^

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ♥ دعـاء♥ الجيريا
سلآآم عليكمْ ،
سيفيدك
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1808910
دعوة خير تكفيني ^^

شكرااا و بااااارك الله فيك عزيزتي ^^

موفقة أختي الجيريا

الانا و الغير (جدل)
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1795629

بالتوفيق

من فضلكم مقالة الأنا و الغير إستقصاء بالوضع أو الرفع 2024.

سلام

من فضلكم أريد مقالة الأنا و الغير إستقصاء بالوضع او الرفع

بارك اله فيكم

إضراب نقابة الأنا هف بعد الإختبارات ؟؟؟؟ 2024.

قررت نقابة الأنا هف الشروع في الإضراب ثلاث أيام متجددة ( الإثنين والثلاثاء الأربعاء) متجددة كل أسبوع ، والغريب هو تاريخ الإضراب والذي يبتدأ من الأسبوع الذي يلي الإختبارات ، يا جماعة هل رأيتم إضراب مثل هذا والذي يصادف تصحيح الإمتحان وصب النقاط ؟؟؟؟؟

و ما هو الغريب في تاريخ الاضراب
عادي تماما مراعاة مصلحة التلميذ قبل اي شئ هي فترة اختبارات
مع العلم ان اغلبية المساعدين لا يضربون و كان الامر لا يعنيهم و هم اول المتضررين و حقه مهضوم
( قاعدين يستناو في الناس يجيبولهم حقهم )

إن الامور واضحة وضوح الشمس في كبد السماء في يوم من أيام فصل الربيع ………..وكما نقول بالدارجة ( الماتش مبيوع ) وبالنسبة للمساعدين التربويين الاحسن أن لا يضربوا ولا يزكوا نقابة تمدحنا في العلن من أجل التعبئة وتكيد لنا في الخفاء ومن لم يصدق يرجع الى الاقتراحات الاخيرة التي قدمتها هذه النقابة (البيف) للوزارة من أجل تحطيم مابقي من هذه الفئة …….نعم للاضراب لوحدنا لا تحت أي طابع نقابي ………………..لأننا لدغنا المرات والمرات ……….ولكن مازال هناك من المساعدين يؤمن أن نقابة الانهف تدافع عنه …………لا تتبعوا واسطي وكما يقول المثل الشعبي ( راه قاضي صوالحه) همه الانتداب وخدمة لزافار …………….فيقوا ياالمساعدين لا تكونوا سذجا …………..فيقوا الله يهديكم

الغريب ان هناك من مازال يعتقد ان هذه النقابة حرة وتدافع عن عمال التربية والحقيقة انها صنيع السلطة لعدة مهام …….. اولها التشويش على الكناباست و لاحظ معي كل اضراباتهم التي ينادون بها تأتي قبل الكناباست و ثم يوقفونه ويتم الاتفاق حتى يخيل للرأي العام ان هناك نقابات تتفاوض واخرى خارج القانون
– بالعربي المختصر هي كقناة وجريدة النهار بوق للاستحمار واستغفال السذج ليس الا………………

نقابة الأناهف راك تقول فيها غير الهف فالهف الله لا تربحهم