الزائر العزيز قرب موعد وصوله 2024.

الجيريا السلام عليكم اعضاء منتدانا الغالي اتمنى ان تكونو في كامل الصحة و العافية الجيريا
اردت في هاد الموضوع ان اعرف ما هي تحضيراكم لشهر رمضان الكريم انا اعلم ان كل وحدة جهزتلو بطريقتها الخاصة لذلك اتمنى ان نتجاوب مع بعضنا
الجيرياونضع كل فعلناه في الاونة الاخيرة من شراء الاواني الجديدة وتنظيف البيت وما الى ذلك من هاذه الامور اظن فهمتوني واش نقصد يالله شدو الهمة
انتظر تجاوبكن معي سلام الجيريا

انا اختي صراحة حضرت لرمضان المبارك و رانا نستناو فيه بفارغ الصبر انا عاودت دهن البيوت و كذلك شريت اواني منها طبقين للسلاطة و لبول نتاع الشربة بطباساهم روعة و لبول نتاع الفلون و حوايج درادق كيما حوايج الحلويات ليمول نتاع البابا و ليمول نتاع المسكوتة على شكل وردة و طوابع للقاطو و شكرااا على الموضوع

مرحبا به عندنا .

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hanadi193 الجيريا
انا اختي صراحة حضرت لرمضان المبارك و رانا نستناو فيه بفارغ الصبر انا عاودت دهن البيوت و كذلك شريت اواني منها طبقين للسلاطة و لبول نتاع الشربة بطباساهم روعة و لبول نتاع الفلون و حوايج درادق كيما حوايج الحلويات ليمول نتاع البابا و ليمول نتاع المسكوتة على شكل وردة و طوابع للقاطو و شكرااا على الموضوع

بارك الله فيك اختي الكريمة على تجاوبك معي وبصحتك رمضان كريم الجيريا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bibazed الجيريا
مرحبا به عندنا .

شكرا على المرورالجيريا

استفسار عن الاستاذ الزائر 2024.

السلام عليكم
اريد ان اسال عن كل ما يخص الاستاذ الزائر
ماهي مؤهلاته
ماهي شروط توظيفها سواء بالجامعات الجزائرية،او خارج الوطن
وهل لتوظيفه كاستاذ زائر في جامعة خارج يتطلب موافقة الجامعة التي يعمل فيها
واذا كان في عطلة بدون مرتب فهل له الحق بالعمل كاستاذ زائر في جامعات اخرى
ارجو الافادة،لاني من اول ما سجلت بالمنتدى وانا اطرح اسئلة ولا اتلقى اي ردود
ارجو التفهم

اتحاف الزائر ببعض الفوائد المنتقاة من كتاب تاريخ الجزائر للشيخ مبارك الميلي 2024.

بسم الله الرحمــــــــــــــــــن الرحيــــــــــــــــــــم

اتحاف الزائر ببعض الفوائد المنتقاة من كتاب تاريخ الجزائر

للشيخ العلامة المؤرخ

مبارك بن محمد الميلي رحمه الله تعالى

قال الشيخ مبارك الميلي – رحمة الله عليه – : " وأما الحمامات الطبييعية فهي كثيرة و موجودة بجميع جهات الوطن الجزائر. منها بعمالة وهران حمام بوحجر، حمام بن حنيفية. وبعمالة الجزائر حمام ألوان، حمام ريغة. وبعمالة قسنطينة حمام أولاد زاير غرب ميلة ، حمام بني هارون شمالها، حمام المسخوطين قرب قالمة. حمام بسكرة.
و العجائز ومن في معناهن من ضعفة العقول و معبدي الجهل يعتقدون أن لهذه الحمامات ميزة و فيها سرا إلاهيا فيدعونها حمامات الصالحين و يقصدنها للتبرك؛ و العواقر يستحمن بها رجاء النسل. ومن سخافة عقول هؤلاء المساكين – رجالا ونساء – اعتقادهم أن الجن هم الذين يتولون تسخين تلك المياه ليستحم فيها سليمان عليه السلام لجهلهم موته. والقرآن ذكر أن الجن جهلوا موت سليمان ثم علموه عندما أكلت دابة الأرض من منساته وخر على الأرض. ولكن الجهال ينسبون إلى الجن كل ما جهلوا أصله من الأمراض و غيرها".(1/51-52)
***********

وقال – رحمه الله تعالى – :
"سيادة تبنى على الدسائس لا بد أن ينهار صرحها لأول ضعف يبدو في الدولة.
.". (2/71)
*****************

وقال – رحمه الله تعالى – :" أما الديانة التي عرفها الأثريون لقدماء الجزائر فهي عبادة الشمس و القمر (وهما من معبودات المصريين) ، وعبادة بعض الحيوانات منها القرد و الثور و الكبش و التيس.وجد بجبل راشد تمثال يدعى ((أتون)) كانوا يتخذونه إلهاً وهو صورة تيس على رأسه دائرة الشمس.
وكانوا يعظمون العيون و الأشجار والجبال، ويحترمون الأموات يشيدون لهم قبورا ضخمة.
وقد وقع شعبنا فيما يقرب من هذه الوثنية ((و التاريخ يعيد نفسه)) فمن آثار عبادتهم للشمس أن الولد حينما يثغر و تسقط سنه يرمي بها إلى الشمس، ويقول لها في بعض الجهات الشمالية ((أعطيتك فضة أعطني ذهب)) وفي بعض الجهات الجنوبية ((أعطيتك سن حمار أعطيني سن غزال)).

ومن تعظيمهم لبعض العيون أنهم يتبركون بمياهها و يستشفون بالشرب منها و يرجون منها النسل و يقربون لها القرابين الدجاجية.
ومن تعظيمهم لبعض الأشجار أنهم يجتنبون قطعها و احتطاب ما سقط من عيدانها و يعلقون بها الخيوط رجاء أن تقضي حاجاتهم، كما يعلق أحدنا بإصبعه خيطا كي يذكر به ما يخشى نسيانه.
ومن تعظيمهم للجبال تقديم النذر من الأطعمة و النعام لبعض الكهوف و زيارتها زرافات ووحدانا. وتطييب رائحتها بالبخور ومياه الرياحين.
وقد يتأولون ذلك بأن أحد الصلحاء مر بهذا الكهف أو جلس عنده. وعلاوة على كون هذا التأويل غير مبرر لفعلهم فإن الصلحاء جلسوا في غير الكهوف أيضا و مشوا في السهول و البسائط.
أما تشييد القبور الضخمة للأموات و اتخاذ الحرم لها فقد بالغوا فيه أكثر مما تقدم وأربوا في ذلك عن كل أمة حتى صاروا يشيدون القباب لا على الضريح ولا على أثر من مواقع أقدام صلحائهم. وشرح هذا المقام يوسع دائرة خروجا عن موضوع الكلام.
وكان قدماء الجزائر يعتقدون بحياة أخرى غير الحياة الأولى، ويرون أن الميت في قبره أكمل منهم علما.
يدل على ذلك ما تقم من أن منهم من يضع الميت في قبره جالسا ملتصقا بفخذيه ولحاه بركبتيه، يمثلون بهذا الوضع هيئة الجنين في بطن أمه. كأنه يموه ولد في عالم آخر، ولذلك يضعون معه أطعمة وأشياء من الزينة، وإذا أهمهم أمر لم يهتدوا على وجهه استشار و الموتى من أسلافهم: ينام أحدهم على قبر سلفه وما رآه في منامه عمل بمقتضاه في يقظة وللجزائريين اليوم حظ وافر من هذه العقيدة المباركة على الانحطاط و التقهقر". (1/75-76)
***************

وقال :"رب حيلة أنفع من قبيلة".(2/102)
*****************

وقال – رحمه الله – :"استولى أبو عبد الله الشيعي على دولة تيهرت بكل سهولة، لأنه وجد امة بلا حكومة و حكومة بلا أمة، وفي ذلك درس مفيد لكل حكومة أجنبية تعتمد على أجانب مثلها و تقصي أهل الوطن عن ساحة الحكم، وفي ذلك أيضا درس جليل الفائدة لكل شعب يكون قليل الانقياد لحكومته كثير الثورات عليها من غير أن يرسم لطريق جهاده خطة معينة و يلتف على زعيم قوي مرضي يحسن السير به إلى غاية واضحة".(2/88)
********************
*** منقــــــــــــــــــــــــــــول ***

يتبع إن شاء الله

والتاريخ يعيد نغسه يا مهاجر وفقك الله لكل خير–

نتمنى من الاخوة المشاركين والزوار ان يقراوا هدا النقل قراء ة حضارية متمعنة لما له من اهمية وفوائد يستفاد منها لواقعنا اليوم . والله الهادي الى سواء السبيل والسلام – اخوكم ابو ابراهيم –

وبارك الله فيك اخي ابراهيم……..

وطبعا إنما نقلت الموضوع لما يحمل من رسائل في تصحيح العقيدة ونبذ الخرافات………….

******* نواصـــــــــــــــــل *******


الشيخ مبارك الميلي – رحمه الله تعالى
– في كتابه السابق الذكر : "البربر ما أتوا بشيء من باب الاختيار إلا قبلوه و أخذو منه".(1/293)

وقال – رحمه الله تعالى – :"أثبت الباحثون وحققوا وجود طائفة من اليهود بين البربر من قديم، حتى إنهم لقدمهم لا يعرفهم قدماء مؤرخي الإسرائيليين. و معابدهم مخالفة تماما لمعابد سائر اليهود. وللعلامة شلوش اليهودي في هذا الموضوع كلام في غاية التحقيق".(1/88)
*****************

وقال :"وإن أرقى أمة اليوم في العلم و أعرقها في الحضارة لم تزل تفتك بها الأغراض الشخصية في الانتخابات العمومية".(2/20)
**************

وقال :"لم تمت فكرة الخوارج بالنهروان شأن الأفكار لا تبلى بلاء الأجسام ولا يقضي عليها سنان ولا حسام، بل ظهرت من بعد ، وكانت لأهلها مع خصومهم حروب شهيرة و معارك مذكورة مع الأمويين و العباسيين ".(2/56)
********************

وقال :"هذا وحروب الخوارج بالمغرب كثيرة ، وذكروا أنها بلغت منذ حصار طبنة خمسا و سبعين وثلاثمائة حرب، وذلك يوضح قوة الخارجية و سعة انتشارها و عدم استسلامها و صعوبة قيادها ".(2/59-60)
********************

وقال:"..الخوارج إنما يعنون بالثورة على الحكومات الإسلامية، ويرون ملوكها جائرين على الإطلاق".(2/83)
*******************

وقال :" فربما نشأ عن الحقير انقلاب كبير ".(2/153)
******************

وقال – رحمه الله تعالى – :"العامي ليس معه من العلم ما يفرق به بين المذهبين ، فتجتمع لديه المتناقضات من حيث لا يشعر، ولو تجرد عالم مفكر لدرس وسطنا مثلا من حيث المعتقدات لألفى بين جنبي الواحد عقائد مختلفة كان أهلها يتقاتلون من أجلها ثم هو لا تحارب أجزاؤه بعضها بعضا".(2/169)
********************

وقال :"وإن عقبة بن نافع لجدير بأن يخص بالتأليف فإنه من أعظم أبطال التاريخ، غزا الروم بحرا من مصر، وافتتح غذامس و ذهب منها إلى ودان ففزان، وانتهى على السودان و فتح كورامنه، كل هذا قبل أن يشرع في حرب إفريقية، وأن من نظر إلى أبعاده في الغزو و انتصاره على العدو مع تماثل السلاح و فقد وسائل النقل و الإطلاع إذ لم تكن لهم آلات هذا العصر و خرائط الجغرافية-من نظر إلى ذلك مع تلك الحال أكبر عقبة أيما إكبار، وأكبر تغافلنا عن تاريخ عظمائنا، الأمر الذي جرأ كثيرا من خونة التاريخ أو الجاهلين به المتطفلين به عليه على تشويه ماضينا ودوس حاضرنا ".(2/28)
********************

وقال الشيخ مبارك –رحمه الله تعالى -: " تَفقِد الأمم استقلالها متى فقدت من بنيها كفؤا لجمع كلمتها ووجد من بينها خونة لا يهمهم مستقبلها ولا ينظرون لأبعد من خيال مصلحتهم الخاصة".(2/292)

يتبع ان شاء الله

الزائر الأخير 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

الزائر الأخير

خالد أبو صالح

الحمد لله الذي خلق آدم من تراب، والصلاة والسلام على من أنار الله به البصائر والألباب، وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واتبع هداه إلى يوم الموعد والمآب… و بعد:

أخي الحبيب: هل تعلم من هو الزائر الأخير؟ وهل تعلم ماذا يريد من زيارتك ولقائك؟ وأي شيء يطلب منك؟

إنه لم يأت طمعاً في شيء من مالك.. أو لمشاركتك طعامك وشرابك.. أو للاستعانة بك على قضاء دين.. أو شفاعة لدى أحد.. أو تمرير معاملة عجز عنها.

لقد جاء هذا الزائر إليك في مهمة محدودة وقضية معينة.. لا تستطيع أنت ولا أهلك وعشيرتك، بل ولا أهل الأرض جميعاً أن يردوه دون إنجازها وتحقيقها.

ثم إنك وإن سكنت القصور العالية، وتحصنت بالحصون المنيعة والبروج المشيدة.. وتمتعت بالحراس والحجاب، لا تستطيع منعه من الدخول إليك، والاجتماع بك، وتصفية حسابه معك!!

إنه لا يحتاج – كي يدخل عليك – إلى أبواب أو استئذان ولا إلى أخذ موعد مسبق قبل المجيء والإتيان، بل يأتي إليك في أي وقت وعلى أي حال؛ حال شغلك أو فراغك.. صحتك أو مرضك.. غناك أو فقرك.. سفرك أو إقامتك.

وهذا الزائر – أخي الحبيب – ليس له قلب يرق بحيث تؤثر فيه كلماتك وبكاؤك، أو ربما صراخك وتوسلاتك، وليس في مقدوره أن يمهلك مهلة تراجع فيها حساباتك، وتنظر في أمرك!!

وهو كذلك لا يقبل هدية ولا رشوة، لأن أموال الدنيا كلها لا تساوي عنده شيئاً، ولا ترده عما جاء من أجله.

إنه يريدك أنت.. لا شيء غيرك.. يريدك كلك لا بعضك.. يريد إفناءك والقضاء عليك.. يريد مصرعك وقبض روحك.. وإهلاك نفسك.. وإماتة بدنك.

إنه ملك موت!!

قال تعالى: قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ [السجدة:11]. وقال تعالى: حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ [الأنعام:61].

قطار العمر

أخي الحبيب: ألا تعلم أن زيارة ملك الموت شيء محتوم، وقدر سابق معلوم، مهما طال بك العمر أو قصر؟

ألا تعلم أننا جميعاً مسافرون في هذه الدار.. ويوشك المسافر أن يصل إلى غايته ويحط رحله؟

ألا تعلم أن دورة الحياة أوشكت على التوقف.. وأن قطار العمر قد قرب من مرحلته الأخيرة؟

سمع بعض الصالحين بكاء على ميت فقال: يا عجباً من قوم مسافرين يبكون على مسافر قد بلغ منزله!!

أخي:

ما زلت مذ صورت في سفر *** وستنقغمي وسينقضي السفر!

ماذا تقول وأنت في غصص *** ماذا تقول وأنت تحتضر؟

ماذا تقول وقد وضعت على *** ظهر السرير وأنت تبتدر؟

ماذا تقول وأنت في جدث *** ماذا تقول وفوقك المدر؟

ماذا تقول وقد لحقت بما *** يجري عليه الريح والمطر؟

أعيذك – أخي الحبيب – أن تكون من الذين: إِذَا تَوَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ [محمد:27]، أو من: الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (28) فَادْخُلُواْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ [النحل:29،28].

أخي الحبيب: أما تعلم أن بزيارة ملك الموت لك ينتهي عمرك، وينقطع عملك، وتطوى صحائف أعمالك؟

أما تعلم أنك لا تستطيع بعد زيارته اكتساب حسنة واحدة.. لا تستطيع صلاة ركعتين.. لا تستطيع قراءة آية واحدة من كتاب الله.. لا تستطيع التسبيح أو التحميد أو التهليل أو التكبير أو الاستغفار ولو مرة واحدة.. لا تستطيع صيام يوم أو التصدق بشيء ولو كان يسيرا.. لا تستطيع الحج أو الاعتمار.. ولا بذل معروف بسيط للقريب أو الجار.. فقد مضى زمن العمل، وبقي الحساب والمجازاة على الإحسان والزلل حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [المؤمنون:100،99].

فيا أخي: أين استعدادك للقاء ملك الموت؟.. أين استعدادك لما بعده من أهوال.. في القبر.. وعند السؤال.. وعند الحشر.. والنشر.. والحساب.. والميزان.. وعند تطاير الصحف.. والمرور على الصراط.. والوقوف بين يدي الجبار جل وعلا؟!.

عن عدي بن حاتم قال: قال النبي : { ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله يوم القيامة ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة، ولو بكلمة طيبة } [متفق عليه].

أخي:

إلى كم ذا التراخي والتمادي *** وحادي الموت بالأرواخ حادي

فلو كنا جمادا لا تعظنا *** ولكنا أشد من الجماد

تنادينا المنية كل وقت *** وما نصغي إلى قول المنادى

وأنفاس النفوس إلى انتقاص *** ولكن الذنوب إلى ازدياد

إذا ما الزرع قارنه اصفرار *** فلس دواؤه غير الحصاد

الزائر الأخير

ذكر الإمام ابن القيم في كتابه "عدة الصابرين" عن يزيد بن ميسرة قال: كان رجل ممن مضى جمع مالاً فأوعى، ثم أقبل على نفسه وهو في أهله فقال: أنعم سنين!! فأتاه ملك الموت فقرع الباب في صورة مسكين، فخرجوا إليه فقال: ادعوا لي صاحب الدار. فقالوا: يخرج سيدنا إلى مثلك؟! ثم مكث قليلاً. ثم عاد فقرع الباب وصنع مثل ذلك وقال: أخبروه أني ملك الموت. فلما سمع سيدهم قعد فزعاً، وقال: لينوا له الكلام. قالوا: ما تريد غير سيدنا بارك الله فيك؟ قال: لا. فدخل عليه فقال: قم فأوص ما كنت موصياً فإني قابض نفسك قبل أن أخرج. قال: فصرخ أهله وبكوا. ثم قال: افتحوا الصناديق، وافتحوا أوعية المال. ففتحوها جميعا، فأقبل على المال يلعنه ويسبه يقول: لعنت من مال، أنت الذي أنسيتني ربي، وشغلتني عن العمل لآخرتي حتى بلغني أجلي.

فتكلم المال فقال: لا تسبني! ألم تكن وضيعاً في أعين الناس فرفعتك؟ ألم ير عليك من أثري؟ أما كنت تحضر مجالس الملوك والسادة فتدخل، ويحضر عباد الله الصالحون فلا يدخلون؟ ألم تكن تخطب بنات الملوك والسادة فتنكح، ويخطب عباد الله الصالحون فلا ينكحون؟ ألم تكن تنفقني في سبيل الخبث فلا أتعاصى؟ ولو أنفقتني في سبيل الله لم أتعاص عليك.. أنت ألوم مني، إنما خلقت أنا وأنتم يا بني آدم من تراب، فمنطلق ببر، ومنطلق بإثم.. هكذا يقول المال فاحذروا.

فيا أخي الحبيب: حاسب نفسك في خلوتك، وتفكر في سرعة انقراض مدتك، واعمل بجد واجتهاد في زمان فراغك لوقت حاجتك وشدتك، وتدبر قبل الفعل ما يملى في صحيفتك، فأين الذي جمعته من الأموال؟ أأنقذك من البلى والأهوال؟ كلا بل تتركه إلى من لا يحمدك، وتقدم بأوزار على من لا يعذرك.

فلا تكن أخي ممن قيل فيه:

ومنتظرللموت في كل لحظة *** يشيد ويبني دائماً ويحصن

له حين تبلوه حقيقة موقن *** وأعماله أعمال من ليس يوقن

عيان كإنكار وكالجهل علمه *** بمذهبه في كل ما يتيقن

كيف نستقبل الزائر الأخير؟

إخي الحبيب: ويستقبل الزائر الأخير:

1- بالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.

2- بالمحافطة على الصلوات الخمس في أوقاتها في المساجد جماعة مع المسلمين مع تحري الخشوع فيها والتفكير في معانيها، وصلاة المرأة في بيتها أفضل.

3- بإخراج الزكاة المفروضة في أوقاتها وحسب مقاديرها وصفاتها الشرعية.

4- بصوم رمضان إيماناً واحتساباً.

5- بالحج المبرور فإنه ليس له ثواب إلا الجنة، وعمرة في رمضان تعدل حجة مع النبي .

6- بأداء النوافل وهي ما زاد على الفرائض من الصلوات والزكوات والصيام والحج، قال تعالى في الحديث القدسي: { ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه }.

7- بالمبادرة إلى التوبة النصوح من كل المعاصي والمنكرات، وبعقد العزم على تعمير الأوقات بكثرة الاستغفار والذكر وأنواع الطاعات.

8- بالإخلاص لله تعالى وترك الرياء في كل أمر كما قال لسبحانه: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء [البينة:5].

9- بحب الله ورسوله ، ولا يتم ذلك إلا باتباع النبي محمد كما قال سبحانه: قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ [آل عمران:31].

10- بالحب في الله والبغض في الله، والموالاة في الله والمعاداة في الله، وهذا يقتضي محبة المؤمنين وإن بعدوا، وبغض الكافرين وإن قربوا.

وكل محبة في الله تبقى ** على الحالين من فرج وضيق

وكل محبة فيما سواه *** فكالحلفاء في لهب الحريق

11- بالخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل، وهذا حقيقة التقوى.

12- بالصبر عند البلاء، والشكر عند الرخاء، والمراقبة لله تعالى في السر والعلن، والرجاء لما عنده من الأفضال والمنن.

13- بحسن التوكل على الله عز وجل لقوله تعالى: وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ [المائدة:23].

14- بطلب الكلم النافع والسعي في نشره وتعليمه لقوله تعالى: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ [المجادلة:11]، وقوله سبحانه: لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ [آل عمران:187].

15- بتعظيم القرآن المجيد بتعلمه وتعليمه، وحفظ حدوده وأحكامه، وعلم حلاله وحرامه، لقول النبي صين: { خيركم من تعلم القران وعلمه } [واه البخاري].

16- بالجهاد في سبيل الله، والمرابطة في سبيله، والثبات للعدو وترك الفرار من الزحف لقوله : { لا تتمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف } [متفق عليه].

17- بحفظ اللسان عن المحرمات كالكذب والغيبة والنميمة والسب واللعن والفحش من القول والغناء. قال النبي : { من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت } [متفق عليه].

18- بالوفاء بالعهود، وأداء الأمانات إلى أهلها، وترك الخيانة والغدر، قال تعالى: أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ [المائدة:1]، وقال: فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ [البقرة:283].

19- بترك الزنا وشرب الخمر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، والظلم والسرقة وأكل أموال الناس بالباطل، وأكل الربا، وأكل ما لا يستحقه شرعا. قال تعالى: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ [الأعراف:33].

20- بوجوب التورع في المطاعم والمشارب واجتناب ما لا يحل منها، قال سبحانه: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ [المائدة:3].

21- ببر الوالدين وصلة الأرحام، وزيارة الإخوان والصبر على أذاهم، وبذل المعروف للقريب والبعيد. قال : { من كان فى حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامه } [متفق عليه].

22- بزيارة المرضى والقبور وتشييع الجنائز، فإن ذلك يذكر بالآخرة، ويزهد في الدنيا.

23- بترك الملابس والأزياء المحرمة، كالحرير والذهب والإسبال للرجال، أو استعمال الأواني المصنوعة من الذهب والفضة في الأكل والشرب، فكل ذلك محرم.

23- بالتزام النساء الحجاب الشرعي الكامل الساتر، الذي لا يصف ولا يشف، ولا يدعو إلى النظر والفتنة، وتجنب التشبه بالكافرات في ملابسهن التي ما صنعت إلا لأجل الفتنة وإيقاظ الغرائز واستدعاء الشهوة.

24- بالإقتصاد في النفقة، والمحافظة على النعمة، وترك التبذير، قال تعالى: وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً [الإسراء:26]، ونهى النبي عن إضاعة المال [متفق عليه].

25- بترك الغل والحسد والعداوة والبغضاء والوقيعة في أعراض المسلمين والمسلمات بغير حق. قال : { المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى هاهنا – ويشير إلى صدره ثلاث مرات – بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه } [رواه مسلم].

26- بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله تعالى سالاًآ في ذلك سبيل الحكمة والموعظة الحسنة.

27- بالعدل بين الناس، والتعاون على البر والتقوى، لقوله تعالى: وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى [الأنعام:152]، وقوله: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2].

28- بالتزام مكارم الأخلاق، من التواضع والرحمة والحلم والحياء ولين الجانب وكظم الغيظ والكرم، وترك الكبر والغرور والأشر والبطر وغير ذلك.

29- بأداء حقوق الأولاد والزوجات على الوجه الأكمل، وتعليمهم من أمور دينهم ما يحتاجون إليه. قال تعالى: قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ [التحريم:6].

30- برد السلام وإلقائه، وتشميت العاطس، وإكرام الضيف والجار، والستر على أصحاب المعاصي ما استطاع، قال : { من ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة } [متفق عليه].

31- بالزهد في الدنيا وقصر الأمل قبل بلوغ الأجل. قال : { إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فناظر ما تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء } [رواه مسلم].

32- بالغيرة على الأعراض، وغض البصر عن النظر إلى المحرمات في الطرقات أو عبر شاشات التلفاز والقنوات الفضائية.

33- بالإعراض عن اللغو واللهو واللعب، والأخذ بمعالي الأمور وترك سفسافها، قال تعالى: وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ [القصص:55].

34- بمحبة أصحاب النبي والبراءة من بغضهم أو سبهم. قال : { من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين } [رواه الطبراني وحسنه الألباني].

35- بالإصلاح بين الناس، وتقريب وجهات النظر بين المتخاصمين حتى لا تتسع هوة الخلاف والفرقة. قال تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ [الحجرات:10].

36- بترك إتيان الكهان والمنجمين والسحرة والعرافين ونحوهم، قال : { من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد } [رواه أحمد وأبو داود والترمذي].

37- بطاعة المرأة لزوجها وحفظه في ماله وولده وفراشه. قال : { إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت } [رواه ابن حبان وصححه الألبا ني].

38- بترك الإبتداع في الدين أو الدعوة إلى الباطل والضلال، لقول النبي : { من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد } [تفق عليه].

39- بترك النساء وصل شعورهن بشعر آخر، وتركهن الوشم، والنمص، وتفليج الأسنان ووشرها. قال : { لعن الله الواصلة والمستوصلة، والواشمة والمستوشمة } [متفق عليه]، وعن عبدالله بن مسعود قال: { لعن الله الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله } [رواه مسلم].

40- بترك التجسس على المسلمين والكشف عن عوراتهم وأذيتهم. قال النبي : { يا معشر من آمن بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين، ولا تعيروهم، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من يتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحة ولو في جوف رحله } [رواه الترمذي وصححه الألباني].

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

المصدر : طريق الايمان

جزاك الله خيرا خي الكريم

جزاك الله الجنة بارك الله فيك