الشهيد البطل أحمد بوقرة 2024.

1- المولد والنشأة

أحمدبوقرة
ولد الشهيد أحمد بوقرة المدعو "سي أمحمد" سنة 1926 بخميسمليانة ، من عائلة محافظة متوسطة الحال تابع تعليمه الابتدائي بالمدرسةالفرنسية وحفظ القرآن الكريم ومبادئ الدين الإسلامي ثم رحل إلى تونسللدراسة بجامع الزيتونة سنة 1946.
تعلّم حرفة التلحيم الكهربائي وإشتغل بمعمل صنع الأنابيب وشركة السككالحديدية بخميس مليانة ، كما عمل كمموِّن في مركز التكوين المهنيفي كل من البليدة والجزائر العاصمة.

2- النشاط السياسي

وجدفي الكشافة الإسلامية الجزائرية المهد الذي يبدأ من خلاله نشاطهالوطني فانضمّ إليها وعمره 16 سنة، إنخرط في صفوف حزب الشعب سنة 1946 ثم بحركة الإنتصار للحريات الديمقراطية، إعتقلته السلطاتالفرنسية مرتين : الأولى في 08 ماي 1945 لنشاطه في مظاهرات 08ماي 45 والثانية سنة 1950 .واصل نضاله سريا مدركا بحسه الوطنيأن الثورة المسلحة هي السبيل الوحيد الذي يمكِّن الشعب من حريتهفانطلق ينظم المقاومة في جبال عمرونة وثنية الحد ومناطق أخرى…
3- نشاطه أثناء الثورة

منذإنطلاق الشرارة الأولى لثورة أول نوفمبر تقلّد مهمَّات مختلفةحيث رقي إلى رتبة مساعد سياسي سنة 1955 ثم كلّف بمهمة الإتصالبين العاصمة وما يحيط بها، شارك في العديد من المعارك التي كانتالولاية الرابعة ساحة لها وذلك في كل من (بوزقزة ، ساكامودي، واديالمالح ووادي الفضّة) وغيرها من المناطق الشاهدة على ما كان يفعلهالشهيد ورفقائه. واعترافا من المسؤولين بهذا النشاط رقيّ سي أمحمدإلى رتبة رائد وهذا ما أهَّله لأن يحضر مؤتمر الصومام المنعقدفي 20 أوت 1956 الذي كان فيه "سي أمحمد بوقرة" واحدامن الفاعلين الحقيقيين في صنع أحداثه وتحديد وتوجيه مسار التنظيمالسياسي والعسكري للثورة عبر التراب الوطني ، كما شرفه المؤتمرليكون قائدا سياسيا وعضوا فاعلا ضمن مجلس الولاية الرابعة. لميكن سي محمد رجلا عسكريا فحسب بل كان لشخصيته بعدا اجتماعيا تمثلفي النشاط الذي كان يقوم به من أجل تحقيق التلاحم بين المناضلينالقادمين من الأرياف و المدن رقي سنة 1958 إلى رتبة عقيد قائداللولاية الرابعة . أستشهد رحمه الله في معركة أولاد بوعشرة بتاريخ 5ماي 1957

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
شكرا اخي بارك الله فيك

الجيريا

شكرا على المعلومات لكن هناك معلومة أرجو من الاخوة الافادة :
أن الشهيد محمد بوقرة استشهد لوحده وهو قائد الولاية ؟
لا توجد جثة الشهيد بمكان استشهاده ؟

fبوقرة ??
يا تسما من لافامي نتاع مجيد بوقرة

بارك الله فيك

أحمد بن شريف . الرجل المجاهد . البطل الصامد 2024.

بقلم الاستاذ بشر لخضر بن امحمد

الجيريا

الجيريا

الجيريا

الجيريا

الجيريا
الجيريا

الجيريا

الجيريا

الجيريا

الجيريا

الجيريا

الجيريا

الجيريا

الجيريا

جزاك الله خيرا

الجيريا

البطل المغوار "الامير عبد القادر" صور 2024.

صور الامير عبد القادر
الجيريا الجيريا
الجيريا الجيريا
الجيريا الجيريا

الجيريا الجيريا
الجيريا الجيريا

الجيريا الجيريا

الجيريا الجيريا

الجيريا الجيريا

رحم الله الأمير عبد القادر بطل من أبطال الجزائر الأبرار

جزاك الله خيرا …شكرا.

بارك الله فيكم

بارك الله فيك

MèèèèèèèèèèèèrChi <3

العفو…………

البطل الجزائري :شهيد فلسطين 2024.

محمد بودية

الجيريا

محمد بو دية (1932 – 1973) مقاتل ثوري و مسرحي و صحفي جزائري انخرط في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
ولد يوم 24 شباط 1932 في حي الباب الجديد (من أحياء القصبة العليا) في الجزائر العاصمة.
بعد تلقي تعليمه ، تأثر بالتيار الوطني الاستقلالي ثم اهتم بالمسرح حيث التحق بالمركز الجهوي للفنون الدرامية في عام 1954. هاجر بعد اندلاع الثورة إلى فرنسا و انضم إلى فيدرالية جبهة التحرير هناك، شارك في عدة عمليات فدائية جرح في إحداها عام 1956، كانت أكثر عملياته شهرة هي تفجير أنابيب النفط في مرسيليا يوم 25 آب 1958 م التي قبض عليه بسببها و حكم بالسجن 20 عاماً . نجح في الهرب من السجن عام 1961 م و لجأ إلى تونس. عمل في فرقة المسرح التابعة لجبهة التحرير الوطني، و في كانون الثاني عام 1963 ، أصبح مدير الإدارة للمسرح الوطني ، أول مسرح أقيم في الجزائر بعد الاستقلال . أسس جريدة "نوفمبر" و "الجزائر هذا المساء".


فكره الثوري

الجيريا

كان محمد بودية متأثراً بالأفكار الإشتراكية دون أن يعتنق الفكر الشيوعي، و خلال إدارته للمسرح الوطني أرسل العديد من رسائل التأييد إلى حركات التحرر في العالم يؤيدهم في ما يفعلون و يبرز لهم المثال الناجح لثورة الجزائر التحريرية، في 17 تشرين الأول 1964 وجه رسالة تنديد إلى سفارة إسبانيا بالجزائر أدان فيها محاكمة مجموعة ساندوفا، راسل وزير العدل الإسباني في 28 كانون الأول 1964 من أجل إطلاق سراح الشاعر كارلوس لغريزو المدان من طرف محكمة عسكرية خلال دكتاتورية فرانكو.[1] كان صديقاً أيضاً لأهل المسرح الكوبي و قام بتبادل الزيارات معهم . قرر تخصيص مداخيل الموسم الصيفي للمسرح عام 1964 م دعماً لكفاح الشعب الفلسطيني.
كان محمد بودية وثيق الصلة بالرئيس أحمد بن بلة، لذلك عارض بشدة حركة التصحيح الثوري التي قامت في 19 حزيران 1965 بقيادة العقيد هواري بومدين، و غادر الجزائر نحو فرنسا .

علاقته بالقضية الفلسطينية

الجيريا

بدأت علاقة محمد بودية المباشرة بالقضية الفلسطينية في كوبا خلال لقائه وديع حداد المسؤول العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، و قرر بعد هذا اللقاء وضع خبرته السابقة خلال الثورة الجزائرية في خدمة النضال الفلسطيني، و لتنمية قدرته قرر الانتساب إلى جامعة باتريس لومومبا في موسكو (جامعة الكي جي بي) و هناك تدرب على مختلف التقنيات التي لم يكن يعرفها، تعرف في موسكو محمد بودية على شاب فنزويلي متحمس للنضال ضد الإمبريالية في العالم، كان هذا الشاب هو كارلوس (ابن آوى) و لم يجد محمد بودية صعوبة في تجنيده لصالح القضية الفلسطينية، كما نجح في إقناع كثيرين بعدالة قضية فلسطين و ساهموا بخبرهم في دعم النضال.

عاد محمد بودية إلى باريس في مطلع السبعينيات بصفته "قائد العمليات الخاصة للجبهة الشعبية في أوروبا" و إتخذ اللقب الحربي "أبو ضياء" . كان أول عمل قام به هو التنسيق مع الجماعات اليسارية الأوروبية مثل الألوية الحمراء الإيطالية، مجموعة بادر ماينهوف الألمانية، الجيش الأحمر الياباني، ثوار الباسك، الجيش الثوري الأرمني . وجد محمد بودية نفسه في ميدان يعشقه بشدة، كان المدبر الرئيسي لجميع عمليات الجبهة الشعبية في أوروبا في مطلع السبعينات كما ذكرت تقارير المخابرات الفرنسية و البريطانية و السي آي أيه و الموساد . و مع ذلك ، لم يثبت ضده أي دليل يدينه، و كانت المخابرات الفرنسية حائرة بشدة في أمره حيث كان يبدو عادياً جداً في النهار و مشغولاً ببروفات مسرحية برفقة ممثلين، لكنه كان رجلاً آخر في الليل.

عملياته

الجيريا

من عملياته الكثيرة: التخطيط لإرسال 3 ألمانيات شرقيات إلى القدس لتفجير عدة أهداف إسرائيلية و قد كشفت العملية فيما بعد، خطط أيضاً لتفجير مركز "شونو" بالنمسا و كان مركز تجمع ليهود الإتحاد السوفياتي المهاجرين إلى إسرائيل، خطط أيضا لتفجير مخازن إسرائيلية و مصفاة بترول في روتردام ب هولاندا، و أهم عملياته الناجحة على الإطلاق هي تفجير خط أنبوب بترولي بين إيطاليا و النمسا في 5 آب 1972 م، مخلفا خسائر قدرها 2,5 مليار دولار و ضياع 250 ألف طن من نفط ينتجه العرب و يستغله أعدائهم. محمد بودية الذي كان معارضا لنظام هواري بومدين و يقال أنه كان يخطط لتحرير أحمد بن بلة ، رفض عروضا عديدة للعمل رفقة الأمن العسكري (المخابرات الجزائرية آنذاك) التي كان أيضاً يخوض حرباً شرسة أخرى ضد الموساد ، بودية المعتز كثيراً بحرية حركته سمحت له أيضاً بتقديم العون لمنظمة أيلول الأسود التابعة لفتح، و من نتائج هذا التعاون هي مشاركته في عملية ميونيخ أثناء الأولمبياد عام 1972م، و كان دوره هو استضافة أفراد الكومندوس الفلسطيني قبل العملية ثم تهريبهم و إخفائهم بعدها، محمد بودية كان أيضاً صديقاً مقرباً لعلي حسن سلامة مسؤول أمن عرفات (القوة 17) و كان دائماً ينزل عنده عندما يزور بيروت.

إغتياله

الجيريا

في أعقاب عملية ميونخ الشهيرة ، أمرت غولدا مائير الموساد بتنظيم عمليات اغتيال قيادات فلسطينية في جميع أنحاء العالم، كعملية شارع فردان في بيروت عام 1973م و اغتيال فلسطينيين في باريس مثل محمود الهمشري و وائل زعيتر إضافة إلى باسل الكبيسي ، محمد بودية أدان الاغتيالات عبر إعلانات نشرت في جريدة "لوموند" الفرنسية و وقعت عليها شخصيات عديدة منها يهود، و دفع هو ثمن الإعلانات، و كان يعلم جداً أنه هو أيضاً مستهدف، لذلك كان شديد الحرص، لذلك خطط الموساد لاغتياله بتجنيد يهود فرنسيين يعملون في مديرية أمن الإقليم dst ، و تم زرع لغم ضغط تحت مقعد سيارته الرونو 16 الزرقاء اللون ، و سقط محمد بودية شهيداً لما هم بركوب سيارته في صباح 28 حزيران 1973 أمام المركز الجامعي لشارع فوس برنار في باريس .
تولى القاضي جون باسكال التحقيق و لم يتوصل إلى أية نتيجة .

تكريمه
الجيريا

و تقديراً للرجل و رغم كونه معارضاً، سمح الرئيس هواري بومدين بدفن جثمانه في مقبرة القطار بالجزائر العاصمة. و يذكر أيضاً أن أبا داود (محمد عودة) قائد كومندوس عملية ميونخ التابع لمنظمة أيلول الأسود، عندما أطلق سراحه من فرنسا عام 1977م بوساطة جزائرية، أول ما قام به هو زيارة قبر الشهيد محمد بودية للترحم عليه ، أما "كارلوس" الذي خلف بودية في منصبه فقد سمى عمليتي مطار أورلي في باريس عام 1975 م ضد طائرات العال الإسرائيلية بإسم "عملية الشهيد محمد بودية" .

الجيريا

.. بارك الله فيك ، والله يرحم الشهداء

بارك الله فيك

[SIZE="5"]محمد أبودية

المقاتل الثوري، المسرحي، الصحفي العربي من الجزائر

محمد أبودية (۱۹٣۲ – ۱۹٧٣م) مقاتل ثوري، مسرحي، صحفي عربي من الجزائر، انخرط في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير بيت المقدس وما حوله..
ولد يوم۲٤شباط ۱۹٣۲في حي الباب الجديد (من أحياء القصبة العليا) في الجزائر العاصمة.
بعد تلقي تعليمه، تأثر بالتيار الوطني الاستقلالي، ثم عني بالمسرح فالتحق بالمركز الجهوي للفنون المسرحيّة في عام ۱۹۵٤م. هاجر بعد اندلاع الثورة إلى فرنسة و انضم إلى فيدرالية جبهة التحرير هناك، شارك في عدة عمليات فدائية جرح في إحداها عام ۱۹۵٦م، كانت أكثر عملياته شهرة هي تفجيرأنابيب النفط في مرسيلية يوم ۲۵ آب ۱۹۵٨م فقبض عليه بسببها و حكم بالسجن ۲۰ عاماً . نجح في الهرب من السجن عام ۱۹٦۱م، ولجأ إلى تونس. عمل في فرقة المسرح التابعة لجبهة التحرير الوطني، وفي كانون الثاني عام ۱۹٦٣م، أصبح مديرإدارة المسرح الوطني الجزائريّ الأول بعد الاستقلال . أسس جريدتي "نوفمبر" و"الجزائرهذا المساء".

فكره الثوري

كان محمد أبودية يجنح إلى الأفكار التي تنادى بالعدالة الاجتماعية دون أن يعتنق أي فكر يساريّ، و خلال إدارته للمسرح الوطني أرسل عدداً من رسائل التأييد إلى حركات التحرر في العالم يؤيدهم فيما يفعلون و يبرز لهم المثال الناجح لثورة الجزائر التحريرية، في ۱٧ تشرين الأول ۱۹٦٤م وجّه رسالة تنديد إلى سفارة إسبانية إلى الجزائر أدان فيها محاكمة مجموعة ساندوفا، راسل وزير العدل الإسباني في ۲٨ كانون الأول ۱۹٦٤م من أجل إطلاق سراح الشاعر كارلوس لغريزو الذي أدانته محكمة عسكرية خلال دكتاتورية فرانكو.[۱] كان صديقاً أيضاً لأهل المسرح الكوبي و تبادل الزيارات معهم. قرر تخصيص مداخيل الموسم الصيفي للمسرح عام ۱۹٦٤م دعماً لكفاح الشعب العربي في بيت المقدس.
كان محمد بودية وثيق الصلة بالرئيس أحمد بن بلة، لذلك عارض بشدة حركة التصحيح الثوري التي قامت في ۱۹ حزيران ۱۹٦۵م بقيادة العقيد هواري بومدين، وغادر الجزائر إلى فرنسة .
علاقته بقضية بيت المقدس

بدأت علاقة محمد أبودية المباشرة بقضية بيت المقدس في كوبا حين التقى المسؤول العسكري للجبهة الشعبية لتحرير بيت المقدس وديع حداد، وقرربعد هذااللقاء وضع خبرته خلال الثورة الجزائرية في خدمة نضال بيت المقدس، و لتنمية قدرته قرر الانتساب إلى جامعة لومومبا في موسكو (جامعة الكي جي بي) وهناك تدرب على مختلف التقنيات التي لم يكن يعرفها، تعرف في موسكوعلى شاب فنزويلي متحمس للنضال ضد الإمبريالية في العالم، كان هذا الشاب هو كارلوس (ابن آوى) ولم يجد محمد أبودية صعوبة في تجنيده لصالح بيت المقدس، كما نجح في إقناع كثيرين بعدالة قضية بيت المقدس وساهموا بخبرهم في دعم النضال.

عاد محمد أبودية إلى باريس في مطلع السبعينيات"قائداً للعمليات الخاصة للجبهة الشعبية في أوروبة"واتخذ اللقب الحربي"أبو ضياء". كان أول عمل قام به هوالتنسيق مع الجماعات اليسارية الأوروبية مثل الألوية الحمراء الإيطالية، مجموعة بادر ماينهوف الألمانية، الجيش الأحمر الياباني، ثوار الباسك، الجيش الثوري الأرمني. وجد محمد أبودية نفسه في ميدان يعشقه بشدة، كان المدبرالرئيس لكلّ عمليات الجبهة الشعبية في أوروبة في مطلع السبعينات كما ذكرت تقارير المخابرات الفرنسية و البريطانية والسي آي أيه والموساد. و مع ذلك ، لم يثبت ضده أي دليل يدينه، و كانت المخابرات الفرنسية حائرة بشدة في أمره ففي النهار كان يبدو عادياً جداً ومشغولاً ببروفات مسرحية برفقة ممثلين، أمّا في الليل فكان رجلاً آخر.

عملياته

من عملياته الكثيرة: التخطيط لإرسال ٣ ألمانيات شرقيات إلى القدس لتفجير عدة أهداف إسرائيلية. وقد كشفت العملية فيما بعد، خطط أيضاً لتفجير مركز "شونو" بالنمسة، و كان مركز تجمع ليهود الاتحاد السوفياتي المهاجرين إلى إسرائيل، خطط أيضا لتفجير مخازن إسرائيلية و مصفاة نفط في روتردام الهولانديّة، و أهم عملياته الناجحة على الإطلاق هي تفجير خط أنبوب بترولي بين إيطالية و النمسة في ۵ آب ۱۹٧۲م، مخلفا خسائر قدرها ۲,5 مليار دولار و ضياع ۲۵۰ ألف طن من نفط ينتجه العرب و يستغله أعداؤهم. محمد أبودية الذي كان معارضا لنظام هواري بومدين و يقال أنه كان يخطط لتحرير أحمد بن بلة ، رفض عروضا عديدة للعمل رفقة الأمن العسكري (المخابرات الجزائرية آنذاك) التي كان أيضاً يخوض حرباً شرسة أخرى ضد الموساد ، بودية المعتز كثيراً بحرية حركته سمحت له أيضاً بتقديم العون لمنظمة أيلول الأسود التابعة لفتح، و من نتائج هذا التعاون هي مشاركته في عملية ميونيخ أثناء الأولمبياد عام۱۹٧۲م، وكان دوره استضافة أفراد الكومندوس المقدسيّ قبل العملية ثم تهريبهم وإخفاؤهم بعدها، محمد أبودية كان أيضاً صديقاً مقرباً لعلي حسن سلامة مسؤول أمن عرفات (القوة ۱٧) و كان دائماً ينزل عنده عندما يزور بيروت.

اغتياله

في أعقاب عملية ميونخ الشهيرة، أمرت غولدا مائير الموساد بتنظيم عمليات اغتيال قيادات مقدسيّة في كلّ أنحاء العالم، كعملية شارع فردان في بيروت عام ۱۹٧٣م و اغتيال مقدسيّين في باريس مثل محمود الهمشري ووائل زعيتر إضافة إلى باسل الكبيسي، محمد أبودية أدان الاغتيالات عبرإعلانات نشرت في جريدة "لوموند" الفرنسية ووقعت عليها شخصيات عديدة منها يهود، و دفع هو ثمن الإعلانات، و كان يعلم جداً أنه هو أيضاً مستهدف، لذلك كان شديد الحرص، فخطط الموساد لاغتياله بتجنيد يهود فرنسيين يعملون في مديرية أمن الإقليم dst ، وزُرع لغم ضغط تحت مقعد سيارته الرونو ۱٦ الزرقاء اللون ، و سقط محمد أبودية شهيداً حين هَمّ بركوب سيارته في صباح ۲٨ حزيران ۱۹٧٣م أمام المركز الجامعي لشارع فوس برنار في باريس .
تولى القاضي جون باسكال التحقيق و لم يتوصل إلى أية نتيجة .

تكريمه

و تقديراً للرجل ورغم معارضته، سمح الرئيس هواري بومدين بدفن جثمانه في مقبرة القطار بالجزائر العاصمة. و يذكر أيضاً أن أبا داود (محمد عودة) قائد كومندوس عملية ميونخ التابع لمنظمة أيلول الأسود، عندما أطلق سراحه من فرنسة عام ۱۹٧٧م بوساطة جزائرية، أول ما قام به هو زيارة قبر الشهيد محمد بودية للترحم عليه، أما "كارلوس" الذي خلف أبودية في منصبه فقد سمى عمليتي مطار أورلي في باريس عام ۱۹٧۵م ضد طائرات العال الإسرائيلية باسم "عملية الشهيد محمد بودية"

.

[SIZE="6"]تعليق[/SIZE]

۱ – أشكر لك اختيار شخصية أثبت صاحبها بروحه تلاحم المشرق والمغرب العربيين.
۲ – أشكر لك استخدام الأشهرالعربيّة، وإن كان أصلها غير عربي، ولا يعرف العربيّ غيرها ( في القرآن الكريم مفردات أصلها غير عربيّ، ولكن أربأ بأحد أن يقول: في القرآن ألفاظ غير عربية.
٣ – إنّما نحن جسد واحد-و محمد أبودية خير إثبات-وهم يحاولون تشريح هذا الجسد، ولكننا سنقاومه كي نحافظ على جسدنا واحدا، وعلى أرواحنا صافية، إنّ كلّ هذه المصائب تمسّنا جميعا، وإياكم أن تنسبوها إلى عضو واحد في الجسد، فالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالحمّى والسهر.- دع عنك المجرمين المارقين!!-
أمّا هذه الأسماء: كفلسطين و سورية و موريتانيا .. فجريمة، لأنها تريد تعزيز التقسيم- شُلَّت أيديهم-،
و إحياء لأسماء ماتت لا نعرفها منذ أكثر من خمسة عشر قرنا، بل ربما من عشرين قرنا!!
واجبنا أن نرفض هذه الأسماء لأنها تعزز الانقسام والتفتيت، علينا أن نرفض ما يفصّلونه لنا.
أرادوا فكان لهم، وضعوا أسماء فكان لكل اسم شخصيّته الخاصّة، وإلا فما معاني سوري ومصري ولبناني وأردني وتونسي و مغربي وموريتاني….!!
كانت بلاد الشام ومصر وتونس والجزائر….مناطق إدارية، و ماكانت دولا ، وليس لها كيانات خاصة، أما القدس نفسها فهي بلدة في الشام مرتبطة بكل شبر من وطننا العربي الغالي الكبير…

لا تقولوا ( فلسطين ) فوّتوا الفرصة على المستخرب والعدو الصهيونيّ و المنتفعين من الاسم!! بل قولوا:

[FONT="Tahoma"]بيت المقدس وماحوله[/FONT]

الجزء العربي المغتصب العزيز في قلوبنا، و لا نستطيع الحياة بدون إعادته إلى جسدنا.

[/SIZE]

تعليق

۱ – أشكر لك اختيار شخصية أثبت صاحبها بروحه تلاحم المشرق والمغرب العربيين.
۲ – أشكر لك استخدام الأشهرالعربيّة، وإن كان أصلها غير عربي، ولا يعرف العربيّ غيرها ( في القرآن الكريم مفردات أصلها غير عربيّ، ولكن أربأ بأحد أن يقول: في القرآن ألفاظ غير عربية.
٣ – إنّما نحن جسد واحد-و محمد أبودية خير إثبات-وهم يحاولون تشريح هذا الجسد، ولكننا سنقاومه كي نحافظ على جسدنا واحدا، وعلى أرواحنا صافية، إنّ كلّ هذه المصائب تمسّنا جميعا، وإياكم أن تنسبوها إلى عضو واحد في الجسد، فالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالحمّى والسهر.- دع عنك المجرمين المارقين!!-
أمّا هذه الأسماء: كفلسطين و سورية و موريتانيا .. فجريمة، لأنها تريد تعزيز التقسيم- شُلَّت أيديهم-،
و إحياء لأسماء ماتت لا نعرفها منذ أكثر من خمسة عشر قرنا، بل ربما من عشرين قرنا!!
واجبنا أن نرفض هذه الأسماء لأنها تعزز الانقسام والتفتيت، علينا أن نرفض ما يفصّلونه لنا.
أرادوا فكان لهم، وضعوا أسماء فكان لكل اسم شخصيّته الخاصّة، وإلا فما معاني سوري ومصري ولبناني وأردني وتونسي و مغربي وموريتاني….!!
كانت بلاد الشام ومصر وتونس والجزائر….مناطق إدارية، و ماكانت دولا ، وليس لها كيانات خاصة، أما القدس نفسها فهي بلدة في الشام مرتبطة بكل شبر من وطننا العربي الغالي الكبير…

لا تقولوا ( فلسطين ) فوّتوا الفرصة على المستخرب والعدو الصهيونيّ و المنتفعين من الاسم!! بل قولوا:

[بيت المقدس وماحوله

الجزء العربي المغتصب العزيز في قلوبنا، و لا نستطيع الحياة بدون إعادته إلى جسدنا.

شكرا لك أخ فيصل على تعليقك الهام ..
و ما أود إضافته هو :
أن تسميات البلدان ، تسميات عريقة ، لا دخل للإستعمار فيها ، و قد عرفت هذه التسميات و المصطلحات تطورا و تغييرات عبر التاريخ..
الأقاليم أو البلدان العربية اليوم شيئ فرضه الواقع ، و نحن نتعامل مع هذا الواقع كما هو و لا مشاحة في الإصطلاح ، و لكن العبرة في المضمون الذي ينبغي أن لا يخدش و هو الأخوة الإسلامية : " و أن هذه أمتكم أمة واحدة "
– حلم الدولة المركزية الواحدة حلم طوباوي لا مكان له في عالم اليوم ، و إنما ينبغي السعي من أجل صيغة جديدة تتحقق بها عبودية البشر لله رب العالمين ، في إطار دينه الخاتم الذي إرتضاه لعباده .
– مصطلح فلسطين يكاد أن يندثر تحت وطأة الهجمات الشرسة للإعلام العميل الذي أصبح يستعمل مصطلح إسرائيل و الضفة و غزة ، بديلا عن فلسطين المحتلة ..
لك تحياتي و إحترامي.


شكراً لك

أخي الفاضل

عبدالحليم ح

بوركت غيرتك العربيّة

وبورك هذا التفاعل مع الموضوع،

ولأنّي عرفت صدرك الرحب،

فاسمح لنا أن نواصل المسامرة:

الخضوع للواقع المفروض من الأعداء شيء،

والواقع الذي تصنعه الشعوب الحرّة شيء آخر.

الحلم بعيد بعيد،

ولكنّ البعد لا يعني الطوبائيّة،

أنا لا أريد اليوم دولة واحدة،

وإنّما أريد فكراً صحيحاً متآلفا

– فلسطين لفظ أحيّوْه من العدم،

أرادوا به التفتيت،

ليقضوا عليه،

وعلى غيره.

نحن على قلب واحد، هو حرصنا على هذه الأمّة.

فاسلم أخي الفاضل.

شكرا لك أخي فيصل على إثرائك للموضوع ..
و بوركت على تدخلك القيم …
نسأل الله لأمتنا أن تنهض من كبوتها ، و تواصل مسيرتها الحضارية في ظل قيمها الإسلامية الخالدة..
تحياتي الخالصة..

الشهيد البطل "ديدوش مراد" 2024.

الجيريا الجيريا

الجيريا الجيريا

الجيريا

الشهيدالبطل ديدوش مراد

الجيريا
مولده:

مراد ديدوش الابن الأصغر لعائلة قبائلية،كان الوالد يدعي"أحمد" مكونة من ثلاثة أولاد بالإضافة إلى الأم، تملك مطمعا شعبيا صغيرا وسط العاصمة بشارع ميموني، وكانت انتقلت إلى العاصمة في منتصف العشرينات
وفي الوقت الذي كانت الأم المرحومة " فاطمة ليهم" تحمل في بطنها مراد، اشترى الأب قطعة أرض بشارع "ميموزا" بحي "لارودوت" LA REDOUTE والمسمى الآن بالمرادية تخليدا للشهيد.
وتمكنت العائلة من بناء المنزل قبل ازدياد الإبن الأصغر الذي جاء إلى الدنيا بإحدى غرفه، وكانت العائلة متفائلة بهذا المولود الذي يقال عنه أنه "مسعود" وأن الدرويش الذي يتردد إلى مطعم الوالد قد بشره.
وتشاء الأقدار أن يولد مراد في يـوم 14 جويلية 1927 والذي يصادف العيد السنوي للثورة الفرنسية، ولكن وطنية الأب واعتزازه بدينه وكرهه للاستعمار، وعملائه خاصة جعله يسجله بالبلدية على أنه ولد يوم 13 جويلية 1927 بدل الرابع عشر.
وتكون بذلك هذه الحادثة بمثابة درس لقنه الشيخ " أحمد" لابنه الأصغر في الوطنية التي كان أهل المداشر والقرى يعتزون بها وينتهزون الفرص لإبرازها في وقت ظن البعض أن الجزائر أصبحت فرنسية.

حـياتـه:

زاول دراسته الابتدائية بالعاصمة التي تحصل فيها سنة 1939 على الشهادة الابتدائية لينتقل بعدها إلى المدرسة التقنية " بالعناصر" حيث درس إلى غاية سنة 1942 حيث يقرر مراد الانتقال إلى قسنطينة لمواصلة دراسته فيها هناك توفي والده وكان عمره لا يتجاوز 23 سنة.

وفي تلك الفترة بدأ مراد يتعاطى السياسة مع بعض زملائه في خلايا حزب الشعب الجزائري بقسنطينة وكان ذلك جليا في رسالة بعثها لأسرته والتي أثارت دهشة شقيقه " عبد الرحمن " الذي قال: " لقد بعثناه ليدرس فلماذا يتعاطى السياسة "؟ فأجابته الأم بحنان : " ذلك هو قدره …" .

اترابه يسمونه " LE PETIT":

في سنة 1944 يلتحق مراد بمؤسسة السكك الحديدية بالعاصمة بعد حصوله على شهادة الأهلية وذلك كموظف في إحدى محطات القطار بالعاصمة، وبعد شهور قلائل، أشرف مع نخبة من شباب الحركة الوطنية على مظاهرات الأول من شهر ماي 1945 بالعاصمة، وينظم إلى حزب الشعب الجزائري وحركة انتصار الحريات الديمقراطية بصفة دائمة ويغادر بذلك مؤسسة السكك الحديدية في منتصف سنة 1945.

من هذا التاريخ إلى غاية سنة1948 نشط الشهيد في عدة جوانب بدءا من النشاط الكشفي حيث أسس سنة 1946 فرقة للكشافة الإسلامية الجزائرية، ثم انظم إلى المنظمة المسلحة، وسنة من بعدها أنشأ ناديا رياضيا لمختلف الرياضات سماه" راما" "RAMA"، الراسينغ الرياضي الإسلامي الجزائري والذي كان لاعبا فيه بالإضافة إلى كونه المشرف عليه ماديا، تنظيميا.

ثم جمد نشاطه بعدما قرر الحزب إرساله إلى قسنطينة حيث عين كمسئول للحزب على مستوى عمالة قسنطينة سنة 1948. وقد اشتهر آنذاك باسم " LE PRTIT" لقصر قامته (1.68 م تقريبا) وهو الاسم الذي ظل أولاد الحي وكل من عرفه في تلك الفترة ينادونه به حتى من الميدان النضالي والسياسي.

مكث في قسنطينة طيلة سنتين نشط خلالها في كثير من القرى والمد اشر المحيطة بقسنطينة وخاصة قرية "السمندو" وقرية " بيزو" التي تحمل إسمه اليوم، إلى غاية التحاقه بجبال الأوراس رفقة نخبة من شباب الحركة الوطنية لأسباب أمنية، ليتدرب هناك على الرمي بالسلاح ويصبح ماهرا فيه.

وفي سنة 1952، يرجع ديدوش إلى العاصمة ليعين كمسؤول من ناحية البليدة وفي تلك الفترة أثبت لكل من عرفه أنه صاحب مغامرة وشجاعة نادرا ما تكون عند المسئولين، فلقد تم القبض عليه بمدينة " المدية" من طرف شرطي، وشاءت الأقدار أن هذا الشرطي من معارفه و لكونه كان يقطن حيا مجاورا للحي الذي ينشط فيه مراد في ميدان الرياضة، فاستغل الشهيد هذا الجانب والتساهل الذي أبداه الشرطي تجاهه، فعندما وصلا مركز الشرطة، عاين ديدوش مراد المكان قبل أن يقوم بأي عمل ،وكان يرتدي " قشابية" فلما طلبوا منه تقديم وثائقه الشخصية، استأذنهم في نزع " القشابية" ورماها على وجوههم قبل أن يقفز فوق حائط قصير يفصل المكاتب عن الساحة ويلتحق بالبليدة مشيا على الأقدام بعدما عبر أعالي البليدة.

وبعد هذه الحادثة، قرر الحزب إرسال ديدوش إلى فرنسا رفقة بوضياف، فطلب من صديقه:" قاسي عبد الله عبد الرحمن" أن يزوده بشهادة الميلاد للحصول على وثائق شخصية باسم مستعار فكان" قاسي عبد الله عبد الرحمن" هو اسمه الجديد.

ويرحل إلى فرنسا التي يمكث بها إلى غاية 1954 حيث يرجع إلى أرض الوطن أشهرا قليلة قبل اندلاع الثورة ليساهم في إنشاء اللجنة الثورية للوحدة والعمل،ويعين في أكتوبر من نفس السنة مسئولا على منطقة قسنطينة للإشراف على تفجيرات الثورة بالولاية الثانية، وليعرف هناك باسم: السي عبد القادر.

وكان الشهيد من الأوائل الذين سقطوا في حزب التحرير وذلك يوم 18 جانفي 1955 بعد معركة قرب بوكركار خاضها رفقة 17 مجاهدا يرأسهم بنفسه وبمساعدة زيغود يوسف الذي سلمه ديدوش كل الوثائق وأمره بالإنصراف قبل أن يستشهد وتصدق مقولته ويبرهن للجميع أنه عاش بحق من أجل الجزائر ومات من أجلها ولم يحمل في قلبه غير حبها وحب أبنائها المخلصين لها.

رفض الزواج؟؟

سؤال كثيرا ما يتردد لماذا لم يتزوج ديدوش مراد و ابن المهدي؟

وقد وجدنا الجواب عن إحجام الأول عند صديقه المجاهد " سي عبد الرحمان" الذي قال: إن إخلاص مراد للقضية التي وقفت نفسه لنصرتها جعلته لا يستطيع حتى التفرغ للتفكير في هذا الأمر، وخاصة أن جل المشرفين على تحضير الثورة كانوا يفضلون تجنيد الشباب العازب لاعتبارات أمنية وكذا عامل التفرغ للعمل الثوري.

وهو في قسنطينة، اقترح عليه أحد أصدقائه الزواج بإحدى أخواته ولكن إجابة الشهيد كانت كسائر المرات أن الوقت لم يحن للتفكير في ذلك.

وكان رحمه الله لا يحب أن يفاتح في هذا الموضوع، ويمكن أن تعرف أن أخاه عبد الرحمان قرر سنة 1952 مفاتحته في الموضوع بعدما ظن أن أمر التحضير للثورة قد تبخر فأرسل إليه مع صديقه وأحد مساعديه فؤاد بن الشيخ ليقترح عليه الزواج والهجرة إلى أحد الأقطار العربية حتى يحدث الله أمرا جديدا وتستجد مستجدات على الساحة السياسية، ولكن لا فؤاد بن الشيخ ولاغيره تجرأ على أن يفاتحه في عرض أخيه عبد الرحمن إلى غاية استشهاده.

تكوينه الديني:

في منزل عائلة ديدوش كانت هناك مدرسة قرانية قبل أن تتحول إلى مخبزة يشرف عليها عبد الحميد،وبمجرد بلوغ مراد –أربع سنوات- أخده أبوه عند الشيخ أرزقي والطاهر ليلقنه القران الكريم, ويستمر ذلك إلى غاية التحاقه بالمدرسة النظامية، وذلك سنة 1933, وكانت هذه السنوات بمثابة الإسمنت المسلح الذي بني عليه التكوين القاعدي لشخصية الشهيد المتشبعة بالتعليم الإسلامية التي لقنها بدوره لشباب الكشافة الإسلامية الجزائرية بفوج"الأمل ".

كما كانت اللقاءات العفوية التي كان يجريها مع الشيخ خير الدين – وهو مدرس بالمدرسة الفرونكو إسلامية – عند حلاق الحي تعكس مدى ثقافة مراد الإسلامية, حيث كان يقوم بتحليل أوضاع العالم الإسلامي والعربي وكأنه خريج جامعة الزيتونة أو الأزهر, وهو الذي كان لا يتعدى عمره آنذاك العشرين سنة.

وكانا هو و الشيخ خير الدين يتفقهان على أن خلاص هذه الأمة يكمن في تشبتها بإحياء دينها ولغتها.. وأنه لامناص من بلوغ ذلك .

أسموه الهراج:

كان أصغر الستة المفجرين للثورة: بن بولعيد – بن مهيدي – بوضياف – كريم بلقاسم – بيطاط – "ديدوش " وأكثرهم انفعالا وأحرصهم على تلطيف الجو بالنكث والضحك المشوق.

كل هذا جعل من رفقائه يسمونه الهراج , فكان تواقا إلى اندلاع الثورة وإن كان ذلك بالفأس والسكين , يهابه الكثير, ويخافونه لميله إلى استعمال القوة ففي إحدى المرات وعندما كانت التحضيرات متواصلة لتفجير الثورة, ذهب بن بولعيد إلى اللجنة المركزية للحصول على أموال تستعمل في أمور مستعجلة’, فعاد خالي اليدين, لم يستطع الإقناع, فغضب ديدوش وقال بصوت عال: "أنا أتيكم به" ورجع من عند اللجنة بوعد 03 ملاين سنتيما, كما يستضيف الستة في منزله بحي لابوانت .

ففي إحدى الليالي صعد مراد رفقه بن بولعيد إلى شجرة مثمرة لجار فرنسي, ولم ينزل حتى تركها وكأنها لم تثمر قط, والإحراج في ذلك أنه لم يكن لذلك الفرنسي أولاد فأضطر بوقشورة إلى اختلاق قصة حتى لا يكشف أمر استضافته لغرباء قد يوجه أنظار البوليس الفرنسي نحو البيت المقيمين به.

خفيف الروح:

كان الشهيد رحمه الله, يحب الضحك والتنكيت وسرد القصص والاستماع إليها وكان أفراد أسرته وأصدقاؤه لا يتعرفون على المكان الذي كان يوجد فيه طيلة غيابهلأن السرية في العمل كانت مطلوبة, لأسباب خاصة به, فقد حكى أصدقاؤه في إحدى المرات في مقهى الكمال بباب الزوار قصة حدثت له مع دركيين ولكن ينسبها لغيره وبعد ما تم القبض عليه بقسنطينة من طرف الدر كيين, اقتاداه وراءهما على مسافة عدة كيلومترات كانا يركبان حصانين وعندما وصلا ينبوع ماء, طلب الشهيد منهم فك قيوده ليشرب وبينما كان الدر كي منهمكا في فك القيود, انهال عليه مراد بضربتي رأس فخر صريعا وفاجأ الثاني الموجود على جواده وأسقطه مغميا عليه واسترجع بعدها سكينه الذي سلب منه عند القبض عليه، وبعدما شد وثاقهم إلى جدع شجرة وبذل أن يهرب أخد يشحذ سكينه بحجر أخرجه من الماء وهو يشير بيديه إلى رقبته وكأنه يتهيأ ليذبحهما وكان ذلك تعبيرا عن رد فعل لما عاناه طيلة الكيلومترات التي مشاها وراءهم ولإدخال الرعب في نفس الدر كيين وبقي في تلك الحالة لمدة ساعة كاملة, فسئل لماذا لم يفر فقال: لقد كنت محتاجا للراحة فأردتها بطريقتي, وأن أترك ذكريات عند السلطة الاستعمارية…

والسكان في سيدي الجليس (في قسنطينة) يؤكدون في هذا المجال قصة تكشف عن (الدم البارد) الذي كان بتمتع به ديدوش وكان ذلك في شهر ديسمبر 1954 وكان على موعد في قسنطينة مع شخص ليحاول إقناعه بالانضمام وكان الموعد في مقهى.

ودخل ديدوش المقهى والبوليس يقتفي خطاه وكان ديدوش يعرف أن البوليس وراءه لكنه لم يكن يعرف أن البوليس قد عرفه وأنه يقصده هو بالذات وعندما جلس ديدوش داخل المقهى لاحظ أن الدورية البوليسية تتوجه نحوه بالذات لتطلب منه ورقة التعريف فلم يضطرب ولم يتحرك ومد يده بكل هدوء إلى جيبه وأخرج مسدسا من نوع (باربيلوم) وأمرهم أن يرفعوا أيديهم فامتثلوا ثم أمرهم أن يستديروا نحو الجدار ففعلوا ثم خرج بكل هدوء وذاب في المدينة.

مع ثورة نوفمبر 1954 :

إن من يعرف ديدوش مراد يتأكد أنه ينتظر هذا اليوم على أحد من الجمرإذ كان من الذين حرروا الفداء الثوري الموجه إلى الشعب الجزائري والذي أعلن فيه بداية الثورة.

وعندما أعلنت عقارب الساعة الثانية عشر من أول نوفمبر الخالدة "كان مراد" على رأس فرقة من الأبطال في الشمال القسنطيني يطل أول رصاصة…

وبها بدأ العقد التنازلي للوجود الاستعماري الفرنسي ومنذ ذلك اللحظة التي أثلجت صدر الشهيد وهو في عمل دءوب لا تنام له عين ولا يهدأ بال فما قتىء يغتنم كل فرصة تتاح لتسديد الضربات اللاحقة للعدو وكان في نشاطه هذا وكأنه يعلم أن حياته في الثورة لاتصل ثلاثة أشهر.

وبالرغم من قصر المدة التي عاشها في الكفاح المسلح إلا أنه كان مثالا للقائد العظيم الذي يعرف كيف يحول الهزيمة إلى نصر.

و في 18 جانفي 1955 بينما كان في مجموعة من 18 مقاتلا متجها من "السفرجلة" قرية قريبة من بلدية زيغود يوسف متجها إلى بوكركر فوجدوا أن الأرض محاصرة بالعدو من كل جهة وتبين أن القوات العسكرية المحاصرة كانت هائلة وقد قدرت بخمسمائة جندي فرنسي معززين بالعتاد الحربي المتطور،لكن مراد ديدوش بعد وقفة تأملية قصيرة وبعد نظرة خاطفة ألقاها على المكان الذي ستدور فيه المعركة اتخذ موقف حزم وإصدار وهو يعلم مسبقا نتائجه ويعلم أن محاولة الانسحاب هو الانتحار المحقق والجبن الذي لا يتفق وطبيعة المجاهد المؤمن, فوقف بين جنوده في صدق العزيمة وقوة الإيمان وحسن اليقين وقال: في لهجة صادقة مؤثرة ما معناه "لا نستطيع الخروج الآن بعد أن إحكام العدو الحصار إذن فالمعركة لازمة, يجب على واحد منكم أن يتذكر أسلوب حرب العصابات على الطريقة الفردية فعلى كل واحد منكم أن يعتمد على نفسه فقط, في مواجهة العدو, ويجب أن تذكروا على الأخص أن المعركة التي سنخوضها بعد قليل معركة هامة, وأعنى الأهمية المعنوية , والنتائج البعيدة التي تترتب عنها،أن العدو لم يعرف إلى اليوم درجة مقاومتنا عندما نواجهه وجها لوجه , في معركة مثل هذه, والشعب يروي عنا الأساطير, لكنه لم يسبق أن شاهد معركة تكشف له عن مبلغ ثباتنا في القتال, ودرجة قوتنا في الدفاع عن أنفسنا.

إذن فالمعركة المقبلة تجربة أساسية للعدو, ولنا وللشعب ويجب أن نقيم للعدو الدليل على أنه تجاه جيش ثوري يدافع عن مبدأ يدفع في سبيله أغلى ما يملك, ويجب أن تكون هذه المعركة, مصدر اعتزاز للشعب حتى يزداد تعلقا بالثورة وحتى لا يقول عنا أننا لانحسن الدفاع عن أنفسنا, فكيف نستطيع حماية الشعب, فبذلك فقط نسهل المهمة على إخواننا الذين يبقون بعدنا, ولانخلف لهم تركة مثقلة تنوء كواهلهم".

وفي حدود الساعة الثامنة صباحا بدأت المعركة، وأعجب ما يبعث على الدهشة بحق أن أكثر سلاح المجاهدين من النوع البسيط العتيق الذي لا يشجع على الوقوف أمام المسلحين ببنادق الصيد الجديدة السليمة وكيف بالوقوف تجاه المدافع والرشاشات والقنابل والطائرات في مغامرة حربية خطيرة كهذه ولكنه الإيمان والشجاعة وحب التضحية التي تهتف بين جنبي المجاهد الجزائري أن تحصى من فروا وسلموا.

وعندما أوشكت المعركة أن تنتهي رأى جنديا في موضع مكشوف, وبرز لينصحه بحسن الاختفاء, فانهال عليه وابل من الرصاص فسقط شهيدا.

وفي الخامسة مساءا انتهت المعركة باستشهاد سبعة مجاهدين, أما حصيلة الجيش الفرنسي فقد كانت ثقيلة حيث قتل 80 وجرح 02 وأسر 01.

وكان أول من استشهد من القادة الثوريين وانتهت حياته النضالية البطولية لتبتدئ حياته التاريخية الخالدة التي لا ترضخ للفناء.

وأصبح قبره مزارة يقصدها الناس من كل حدب لتبادل قصص الثورة وحكايات الجهاد, واستلهام الدرس والعبرة فكانوا يجتمعون حوله ويعرضون صورا من نضاله السياسي, وكفاحه البطولي وحياته النموذجية للوطن الصادق الغيور.

ثم يتفرقون وقد تفاعلوا بهذا الجو الثوري, وتزودوا بطاقات من الإرادة العزم تدفعهم إلى الميدان للدفاع عن الوطن والاستشهاد من أجله كما دافع عنه واستشهد في سبيله صاحب هذا القبر.

وقد خلفه في القيادة رفيقه البطل زيغود يوسف, الذي سار على دربه لتستمر الثورة قوافل الشهداء من خيرة أبنائها إلى بزغت شمس الحرية تضيئ ربع هذا الوطن الحبيب.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار

من أقوال الشهيد البطل ديدوش مراد

إن على الثوار الأوائل أن ينفقوا أربع سنوات لنشر مبادئ الثورة وتعميم فكرة الاستقلال

وجعلها مألوفة لدى الأهالي

اين الردوووووووووووووووووووووووود

merci mon ami

العفو…………………

ماذا اقول لك اخي موضوع في غاييييييييييييييييية الروعة سلمت يمناك
فيه من العبرة والاقوال ما يثلج الصدور
حقا ان شهداءنا الابرار رجال لم يخلقو في مشارق الارض ولا في مغاربها
جعلنا الله خير خلف لخير سلف
موضوع هايل يعطيك الصحة و ربي يحفظك

روعة سلمت يمناك

الجيريا

يوسف بن تاشفين !! ماذا تعرف عن هذا البطل ! 2024.

يوسف بن تاشفين ..!! ماذا تعرف عن هذا البطل .. !

يعتبر يوسف بن تاشفين بحق واحداً من عظماء المسلمين الذين جدّدوا للأمة أمر دينها ولم يأخذ حقه من الاهتمام التاريخي إلا قليلاً.
وشخصية يوسف بن تاشفين شخصية إسلامية متميزة استجمعت من خصائل الخير وجوامع الفضيلة ما ندر أن يوجد مثلها في شخص مثله. فيوسف بن تاشفين «أبو يعقوب» لا يقل عظمة عن يوسف بن أيوب الملقب بصلاح الدين الأيوبي، وإذا كان الأخير قد ذاع صيته في المشرق الإسلامي وهو يقارع الصليبيين ويوحد المسلمين، فإن الأول قد انتشر أمره في المغرب الإسلامي وهو يقارع الإسبان والمارقين من الدين وملوك الطوائف ويوحد المسلمين في زمن كان المسلمون فيه أحوج ما يكونون إلى أمثاله.

نشأ يوسف بن تاشفين في جنوب بلاد المغرب (موريتانيا حالياً) نشأة إيمانية جهادية، وأصله من قبائل «سنهاجه اللثام» ويقال بأنه حميري عربي وفي روايات أخرى بربري.

كانت الظروف السياسية السائدة في زمنه غاية في التعقيد وغلب عليها تعدد الولاءات وانقسام العالم الإسلامي وسيطرة قوى متناقضة على شعوبه. ففي بغداد كانت الخلافة العباسية من الضعف بمكان بحيث لا تسيطر على معظم ولاياتها، وفي مصر ساد الحكم الفاطمي الفاسد، وفي بلاد الشام بدأت بواكير الحملات الصليبية بالنزول في سواحل الشام، وفي الأندلس استعرت الخصومة والخيانة وعم الفساد بين ملوك طوائفها، وأما في بلاد المغرب الإسلامي حيث نشأ وترعرع فكانت قبائل مارقة من الدين تسيطر على الشمال المغربي، وتحصن مواقعها في ا لمدن الساحلية كسبتة وطنجة ومليلة، وهي من آثار الدولة العبيدية الفاطمية التي تركت آثاراً عقيدية منحرفة تمثلت في جزء منها بإمارة تسمى الإمارة البرغواطية سيطرت على شمال المغرب وبنت أسطولاً قوياً لها وحصنت قواتها البحرية المطلة على مضيق جبل طارق.

وفي عام 445هـ أسّس عبد اللـه بن ياسين حركة المرابطية (الرباط في سبيل اللـه)، وبعد عشر سنوات تسلم قيادة الحركة يوسف بن تاشفين، فبدأ بتعمير البلاد وحكمها بالعدل، وكان يختار رجالاً من أهل الفقه والقضاء لتطبيق الإسلام على الناس، واهتم ببناء المساجد باعتبارها مراكز دعوة وانطلاق وتوحيد للمسلمين تحت إمارته، ثم بدأ يتوسع شرقاً وجنوباً وشمالاً فكانت المواجهة بينه وبين الإمارة البرغواطية الضالة أمراً لا مفر منه.

إستعان ابن تاشفين في البداية بالمعتمد بن عباد – وهو أحد أمراء الأندلس الصالحين – لمحاربة البرغواطيين، فأمدّه المعتمد بقوة بحرية ساعدته في القضاء على الإمارة الضالة، وهكذا استطاع أن يوحد كل المغرب حتى مدينة الجزائر شرقاً، وحتى غانة جنوباً، وكان ذلك عام 476هـ. وبعد أن قوي ساعده واستقرت دولته وتوسعت، لجأ إليه مسلمو الأندلس طالبين الغوث والنجدة، حيث كانت أحوال الأندلس تسوء يوماً بعد يوم، فملوك الطوائف لقبوا أنفسهم بالخلفاء، وخطبوا لأنفسهم على المنابر، وضربوا النقود بأسمائهم، وصار كل واحدٍ منهم يسعى للاستيلاء على ممتلكات صاحبه، لا يضره الاستعانة بالإسبان النصارى أعداء المسلمين لتحقيق أهدافه، واستنابوا الفساق، واستنجدوا بالنصارى وتنازلوا لهم عن مداخل البلاد ومخارجها. وأدرك النصارى حقيقة ضعفهم فطلبوا منهم المزيد.

ولقد استجاب ابن تاشفين لطلب المسلمين المستضعفين، وفي ذلك يقول الفقيه ابن العربي: «فلبّاهم أمير المسلمين ومنحه اللـه النصر، وألجم الكفار السيف، واستولى على من قدر عليه من الرؤساء من البلاد والمعاقل، وبقيت طائفة من رؤساء الثغر الشرقي للأندلس تحالفوا مع النصارى، فدعاهم أمير المسلمين إلى الجهاد والدخول في بيعة الجمهور، فقالوا: لا جهاد إلا مع إمام من قريش ولستَ به، أو مع نائبه وما أنت ذلك، فقال: أنا خادم الإمام العباسي، فقالوا له: أظهر لنا تقديمه إليك، فقال: أو ليست الخطبة في جميع بلادي له؟ فقالوا: ذلك احتيال، ومردوا على النفاق».

وحتى يكون ابن تاشفين أميراً شرعياً أرسل إلى الخليفة العباسي يطلب منه توليته. ويقول السيوطي في كتابه تاريخ الخلفاء: «وفي سنة تسع وسبعين أرسل يوسف بن تاشفين صاحب سبتة ومراكش إلى المقتدي يطلب أن يسلطنه وأن يقلده ما بيده من البلاد فبعث إليه الـخُلَعَ والأَعلام والتقليدَ ولقّبه بأمير المسلمين، ففرح بذلك وسُر به فقهاء المغرب».

وبعد أن زاد ضغط النصارى الإسبان القادمين من الشمال استنجد بابن تاشفين المعتمد بن عباد، ونُقِلَ عنه في كتاب دراسات في الدولة العربية في المغرب والأندلس أنه قال: «رعي الـجِمال عندي خير من رعي الخنازير» وذلك كناية عن تفضيله للسيادة الإسلامية، ودخل المعتمد مع ابن تاشفين الأندلس شمالاً وقاد ابن تاشفين الجيوش الإسلامية وقاتل النصارى قتالاً شديداً وكانت موقعة الزلاّقة من أكبر المعارك التي انتصر فيها المسلمون انتصاراً كبيراً على الإسبان، وهُزم ملكهم الفونسو السادس هزيمة منكرة.

وعلى أثر هذه الموقعة خَلَعَ ابنُ تاشفين جميعَ ملوك الطوائف من مناصبهم ووحّد الأندلس مع المغرب في ولاية واحدة لتصبح: أكبر ولاية إسلامية في دولة الخلافة.

يقول صاحب الـحُلَل الـمَوْشِيّة: (ولما ضخمت مملكة يوسف بن تاشفين واتسعت عمالته، اجتمعت إليه أشياع قبيلته، وأعيان دولته، وقالت له: أنت خليفة اللـه في أرضه، وحقك أكبر من أن تدعى بالأمير، بل ندعوك بأمير المؤمنين. فقال لهم: حاشا للـه أن نتسمى بهذا الاسم، إنما يتسمى به خلفاء بني العباس لكونهم من تلك السلالة الكريمة، ولأنهم ملوك الحرمين مكة والمدينة، وأنا راجلهم والقائم بدعوتهم، فقالوا له: لا بد من اسم تمتاز به، فأجاب إلى «أمير المسلمين وناصر الدين» وخطب لهم بذلك في المنابر وخوطب به من العُدْوَتَيْن – أي المغرب والأندلس -).

يقول السلامي الناصري في الاستقصاء لأخبار دول المغرب الأقصى: «إنما احتاج أمير المسلمين إلى التقليد من الخليفة العباسي مع أنه كان بعيداً عنه، وأقوى شوكة منه، لتكون ولايته مستندة إلى الشرع… وإنما تسمى بأمير المسلمين دون أمير المؤمنين أدباً مع الخليفة حتى لا يشاركه في لقبه، لأن لقب أمير المؤمنين خاص بالخليفة، والخليفة من قريش».

ومن علامات التقوى والتمسك بأهداب الدين تمسك الأمراء والحكام بالنقد الشرعي، وفي ذلك يقول ابن الخطيب في كتابه الإحاطة: (كان درهمه فضة، وديناره تبراً محضاً، في إحدى صفحتيه «لا إله إلا اللـه محمد رسول اللـه»، وتحت ذلك «أمير المسلمين يوسف بن تاشفين»، وفي الدائر ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين، وفي الصفحة الأخرى «الإمام عبد اللـه أمير المؤمنين» وفي الدائرة «تاريخ ضربه وموضع سكه»). وعبد اللـه اصطلاحاً هو كنية يصلح لاسم كل خليفة عباسي. واتخذ يوسف السواد شعاراً للمرابطين، وهو نفس شعار الدولة العباسية، ورفع شعار السواد يدل على التمسك بالسنة والتمسك بالوحدة وعدم شق جماعة المسلمين، إضافة إلى أن راية رسول اللـه صلى الله عليه وسلم كانت سوداء.

لقد ذاع صيت ابن تاشفين بين العلماء والقضاة بشكل خاص وبين الناس بشكل عام فتناقلوا أخباره وصفاته، وتواتر عنهم نقل صفات الجهاد والعدل والزهد والإخلاص والتمسك بالإسلام وبدولة المسلمين الشرعية، حتى أثنى عليه معظم العلماء والفقهاء.

جاء في الخطاب المطول الذي رفعه الفقيه المعروف بابن العربي واسمه عبد اللـه بن عمر: «… الأمير أبو يعقوب يوسف بن تاشفين المتحرك بالجهاد، المتجهز إلى المسلمين باستئصال فئة العناد، ولمة الفساد، قام بدعوة الإمامة العباسية والناس أشياع، وقد غلب عليهم قوم دعوا إلى أنفسهم ليسوا من الرهط الكريم ولا من شعبه الطاهر الصميم، فنبّه جميع من كان في أفق قيامه بالدعوة الإمامية العباسية، وقاتل من توقف عنها منذ أربعين عاماً إلى أن صار جميع من في جهة المغارب على سعتها وامتدادها له طاعة، واجتمعت بحمد اللـه على دعوته الموفقة الجماعة، فيخطب الآن للخلافة، بسط اللـه أنوارها، وأعلى منارها على أكثر من ألفي منبر وخمسمائة منبر، فإن طاعته ضاعفها اللـه من أول بلاد اللـه الإفرنج، استأصل اللـه شأفتهم، ودمّر جملتهم إلى آخر بلاد السوس مما يلي غانة، وهي بلاد معادن الذهب، والحافة بين الحدين المذكورين مسيرة خمسة أشهر، وله وقائع في جميع أصناف الشرك من الإفرنج وغيرهم، قد فللت غربهم، وقللت حزبهم، وألفت مجموعة حربهم، وهو مستمر على مجاهدتهم ومضايقتهم في كل أفق، وعلى كل الطرق، ولقد وصل إلى ديار المشرق في هذا العام قاضٍ من قضاة المغرب يعرف بابن القاسم، ذكر من حال هذا الأمير ما يؤكد ما ذكرته، ويؤيد ما شرحته، وقد خصّه اللـه بفضائل، منها الدين المتين، والعدل المستبين، وطاعة الإمام، وابتداء جهاده بالمحاربة على إظهار دعوته، وجمع المسلمين على طاعته، والارتباط بحماية الثغور، وهو ممن يقسم بالسوية، ويعدل في الرعية، وواللـه ما في طاعته مع سعتها دانٍ منه، ولا ناءٍ عنه من البلاد ما يجري فيه على أحد من المسلمين رسم مَكْسٍ، وسبل المسلمين آمنة، ونقوده من الذهب والفضة سليمة من الشرب، مطرزة باسم الخلافة ضاعف اللـه تعظيمها وجلالها. هذه حقيقة حاله واللـه يعلم أني ما أسهبت ولا لغوت بل لعلي أغفلت أو قصرت».

وجاء رد الخليفة بخط يده وبمداد ممسك: «… إن ذلك الولي الذي أضحى بحبل الإخلاص معتصماً، ولشرطه ملتزماً، وإلى أداء فروضه مسابقاً، وكل فعله فيما هو بصدده للتوفيق مساوقاً، لا ريبة في اعتقاده، ولا شك في تقلده من الولاء، طويل نجاده، إذا كان من غدا بالدين تمسكه، وفي الزيادة عنه مسلكه، حقيقاً بأن يستتب صلاح النظام على يده، ويستشف من يومه حسن العقبى في غده، وأفضل من نحاه، وعليه من الاجتهاد دار رحاه، جهاد من يليه من الكفار، وإتيان ما يقضي عليهم بالاجتياح والبوار، اتباعاً لقوله تعالى: ﴿قاتلوا الذين يلونكم من الكفار﴾ فهذا هو الواجب اعتماده، الذي يقوم به الشرع عماده».

وللغزالي قول فيه رد على طلب ابن العربي منه لفتوى بحقه نقتبس منه: «لقد سمعت من لسانه -ابن العربي- وهو الموثوق به، الذي يستغنى مع شهادته عن غيره، وعن طبقة من ثقاة المغرب الفقهاء وغيرهم من سيرة هذا الأمير أكثر اللـه في الأمراء أمثاله، ما أوجب الدعاء لأمثاله، فلقد أصاب الحق في إظهار الشعار الإمام المستظهري، وإذا نادى الملك المستولي بشعار الخلافة العباسية وجب على كل الرعايا والرؤساء الإذعان والانقياد، ولزمهم السمع والطاعة، وعليهم أن يعتقدوا أن طاعته هي طاعة الإمام، ومخالفته مخالفة الإمام، وكل من تمرد واستعصى وسل يده عن الطاعة فحكمه حكم الباغي، وقد قال اللـه تعالى: ﴿وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تـفـيء إلى أمر اللـه﴾ والفيئـة إلى أمـر اللـه الرجوع إلى السلطان العادل المتمسك بولاء الإمام الحق المنتسب إلى الخلافة العباسية، فكل متمرد على الحق فإنه مردود بالسيف إلى الحق، فيجب على الأمير وأشياعه قتال هؤلاء المتمردة عن طاعته لا سيما وقد استنجدوا بالنصارى المشركين أوليائهم، وهم أعداء اللـه في مقابلة المسلمين الذين هم أولياء اللـه، فمن أعظم القربات قتالهم إلى أن يعودوا إلى طاعة الأمير العادل المتمسك بطاعة الخلافة العباسية، ومهما تركوا المخالفة وجب الكف عنهم، وإذا قاتلوا لم يجز أن يتبع مدبرهم، ولا أن (ينزف) على جريحهم…. وأما من يظفر به من أموالهم فمردود عليهم أو على ورثتهم، وما يؤخذ من نسائهم وذراريهم في القتال مهدرة لا ضمان فيها… ويجب على حضرة الخليفة التقليد فإن الإمام الحق عاقلة أهل الإسلام، ولا يحل له أن يترك في أقطار الأرض فتنة ثائرة إلا ويسعى في إطفائها بكل ممكن. قال عمر رضي اللـه عنه: «لو تركت جرباء على ضفة الفرات لم تُطل بالهناء -القِطر- فأنا المسؤول عنها يوم القيامة». فقال عمر بن عبد العزيز: «خصماؤك يا أمير المؤمنين»، يعني أنك مسؤول عن كل واحد منهم إن ضيعت حق اللـه فيهم أو أقمته فلا رخصة في التوقف عن إطفاء الفتنة في قرية تحوي عشرة فكيف في أقاليم». انتهى كلام الغزالي.

ياله من موضو يسلمو أيديك على هذا الموضوع الراااااااااااااااااااااااااائع

شكــرا لك و بــــارك الله فيك على الموضوع التاريخي المميز

بارك الله فيك أختي الفاضلة على المواضيع المميّزة

يوسف بن تاشفين !! ماذا تعرف عن هذا البطل ! 2024.

مولد يوسف بن تاشفين ونشأته:
هو أبو يعقوب يوسف بن تاشفين بن إبراهيم اللمتوني الصنهاجي (400- 500هـ/ 1009- 1106م)، وكانت قبيلته قد سيطرت بسيادتها وقيادتها على صنهاجة، واحتفظت بالرئاسة منذ أن جعلها الإمام عبد الله بن ياسين فيها بعد وفاة الأمير يحيى بن إبراهيم الجُدالي، فنما عزيزًا كريمًا في قومه.

تلقَّى يوسف تعاليمه الأولى في قلب الصحراء من أفواه المُحَدِّثِين والفقهاء، ونما وترعرع وتربَّى على تعاليم الإمام الفقيه ابن ياسين، ونبغ في فنون رجال الحرب، وفي السياسة الشرعية التي تتلمذ على الفقهاء فيها، وقام بها خير قيام.
مراحل حياة يوسف بن تاشفين:
بدأ نجم أسد المرابطين يوسف بن تاشفين في الظهور في معركة الواحات (448هـ/ 1056م) التي كان فيها قائدًا لمقدمة جيش المرابطين المهاجم، وبعد فتح مدينة سجلماسة عيَّنه الأمير أبو بكر بن عمرو اللمتوني واليًا عليها، فأظهر مهارة إدارية في تنظيمها، ثم غزا بلاد جَزولة وفتح ماسة ثم سار إلى تارودانت قاعدة بلاد السوس وفتحها, وكان بها طائفة من الشيعة البجليين (نسبة إلى مؤسسها علي بن عبد الله البجلي)، وقتل المرابطون أولئك الشيعة, وتحوَّل مَن بقي منهم على قيد الحياة إلى السنة.

ثم جاء دور أغمات، كانت مدينة مزدهرة حضاريًّا، إذ كانت أحد مراكز النصرانية القديمة, ومقرًّا للبربر المتهودين، كان يحكمها الأمير لقوط بن يوسف بن علي المغراوي، وتلقَّى يوسفُ التعليمات من الأمير أبى بكر بالزحف نحوها, ومهاجمتها, ودكِّها، ودخل المرابطون المدينة (449هـ/ 1057م).

وسار المرابطون وفي جملتهم يوسف نحو دولة برغواطة "الدولة الكافرة الملحدة" ونشبت المعارك بين الفريقين، وأصيب خلالها الإمام ابن ياسين بجراح بالغة توفي على أثرها؛ فكان استشهاد الإمام الفقيه عبد الله بن ياسين البداية الأولى في دفع يوسف إلى رئاسة الدولة الناشئة.

وعندما دخل أبو بكر بن عمر بجيوشه إلى الصحراء, وأناب ابن عمه يوسف على المغرب, ظهرت خلالها مواهب يوسف العسكرية والإدارية والتنظيمية والحركية والدعوية، وسلم النَّاسُ بزعامته, وبدأ في تأسيس دولته بالحزم والعلم والجد والمثابرة والبذل والعطاء.

وعندما رجع أبو بكر من الصحراء جمع أشياخ المرابطين من لمتونة وأعيان الدولة، والكُتَّاب والشهود، وأشهدهم على نفسه بالتخلي ليوسف عن الإمارة، وعلَّل الأمير أبو بكر هذا التنازل لابن عمه يوسف لدينه وفضله وشجاعته وحزمه ونجدته وعدله وورعه وسداد رأيه ويمن نقيبته، وأوصاه الوصية التالية قائلاً:

"يا يوسف، إنِّي قد ولَّيتُك هذا الأمر وإنِّي مسئول عنه؛ فاتقِ الله في المسلمين, وأعتقني وأعتق نفسك من النار، ولا تُضيِّع من أمر رعيتك شيئًا؛ فإنَّك مسئول عنهم، والله تعالى يصلحك ويمدك ويوفقك للعمل الصالح والعدل في رعيتك"[1].

إمارة يوسف بن تاشفين للمرابطين:
وبعد أن صار يوسف قائدًا وأميرًا للمرابطين، قام نحو المغرب الشمالي؛ لينتزعه من أيدي الزناتيين, واستخدم من أجل تحقيق هذا الهدف المنشود إرسال الجيوش للقضاء على جيوش المخالفين مستفيدًا من الخلافات السياسية بين قادة المدن، فحالف بعضها من أجل قتال الباقي، واستطاع أن يَدخُل مدينة فاس صلحًا عام 455هـ، ثم تمرَّد أهلها عليه إلا أنه استطاع إخماد جميع الثورات التي قامت ضد المرابطين بجهاده وكفاحه المستمرِّ، حتى تمَّ له فتح جميع البلاد من الريف إلى طنجة عام (460هـ/ 1067م).

وأعاد فتح فاس عنوة بحصار ضربه عليها بجيش قوامه مائة ألف جندي عام (462هـ/ 1069م), فقضى على شوكة مغراوة وبني يقرن وسائر زناتة، ونظَّم المساجد والفنادق وأصلح الأسواق، وخرج من فاس عام 463هـ إلى بلاد ملوية وفتحها، واستولى على حصون وطاط من بلاد طنجة.

توحيد يوسف بن تاشفين المغرب العربي:
وبعد أن رجع من تلك الجولَة التفقدية الإصلاحية سار بجيوشه عام (465هـ/ 1072م) لغزو الدمنة من بلاد طنجة وفتح جبل علودان، وفي عام (467هـ/ 1074م) استولى على جبل غياثة وبني مكود وبني رهينة من أحواز تازا, وجعلها حدًّا فاصلاً بينه وبين زناتة الهاربة إلى الشـرق، وأبعد عن المغرب كلَّ مَن ظنَّ فيه أنه من أهل العصيان، فأصبح خالصًا له مرتاحًا إلى طاعته مطمئنًا إلى خلوده إلى السكينة والهدوء غير تواق للثورة عليه.

وأصبحت منطقة "تازا" ثغرًا منيعًا بينه وبين زناتة؛ ولذلك اعتبر المُؤَرِّخُون عام 467هـ/ 1074م فاصلاً في تاريخ الدولة المرابطية؛ إذ بسط يوسف نفوذه على سائر المغرب الأقصى الشَّمَالي باستثناء طنجة وسبتة.

وسيَّر يوسف بن تاشفين إلى طنجة جيشًا من اثني عشر ألف فارس مرابطي وعشـرين ألفًا من سائر القبائل, وأسند قيادته إلى صالح بن عمران عام 470هـ، وعندما اقتربت جيوش المرابطين من طنجة برز إليهم الحاجب بن سكوت على رأس جيش وهو شيخ يناهز التسعين، وانتصـر المرابطون وفتحوا طنجة، وقُتل في تلك المعارك الحاجب بن سكوت.

وبعد فتح طنجة استأنف الأمير يوسف توسُّعَه نحو الشـرق لمطاردة زناتة التي لجأت إلى تلمسان، وكان هدفه القضاء على أي مقاومة تُهَدِّد دولة المرابطين في المستقبل، وبدأت عمليات الهجوم الوقائي التي استطاعت أن تحقق أهدافها، وتهزم جيش تلمسان المعادي وتأسر قائده معلى بن يعلى المغراوي الذي قُتل على الفور، ورجعت كتائب المرابطين إلى مراكش, ثم عاد يوسف نحو الريف، وغزا تلك الأراضي وضم مدينة تكرور.

ثم رجع بجيوشه نحو وهران وتنس وجبال وانشريش ووادي الشلف حتى دخل مدينة الجزائر, وتوقف عند حدود مملكة بجاية التي حكمها بنو حمَّاد -فرع من صنهاجة- وبَنَى يوسف في مدينة الجزائر جامعًا لا يزال إلى اليوم ويُعرف بالجامع الكبير.

وعاد إلى مراكش عام 475هـ/ 1081م، وبذلك توحَّد المغرب الأقصى بعد جهاد استمرَّ ثلاثين عامًا، وأصبحت دولة المرابطين في مرحلة التَّمكين الفعلية. وفي عام 476هـ/ 1083م وجَّه الأمير يوسف ابنه المُعزَّ في جيش إلى سبتة لفتحها؛ إذ كانت المدينة الوحيدة التي لم تخضع له, كان يحكُمُها بعد وفاة الحاجب بن سكوت ابنه ضياء الدولة يحيى، فحاصرها المعزُّ برًّا وبحرًا, ودارت معركة بحرية طاحنة، وفي نهاية المطاف استطاع المرابطون أن يفتحوا سبتة، وقُتِل ضياء الدولة بعد أن أُلقي القبض عليه، وكان ذلك عام 477هـ/ 1084م.

الأندلس وملوك الطوائف:
بعد هذه الجولة الجهادية الموفَّقَة تم توحيد المغرب الأقصى بجميع نواحيه بعد عمل جادٍّ مستمرٍّ، وأصبحت الدولة المرابطية قُوَّة لا يُستهان بها تُشكل خطرًا على النصارى في الأندلس، وملجأ وحصنًا للمسلمين في الأندلس، حيث إن النصارى استفحل خطرهم في الأَنْدَلُس، حيث قامت للمسلمين دويلات في كل مدينة وصلت إلى ثلاث وعشرين دويلة تناحرت فيما بينها، وعُرف حكامها بـ"ملوك الطوائف" وتلقَّبوا بألقاب الخلفاء كالمأمون والمعتمد والمستعين والمعتصم والمتوكل إلى غير ذلك من الألقاب، ووصف هذه الحالة المشينة الشاعر أبو علي الحسن بن رشيق فقال:

مما يزهدني في أرض أندلــس *** سماع مــقتدر فيـها ومعتضد

ألقاب مملكة في غيـر موضعها *** كالهرِّ يحكي انتفاضًا صولة الأسد

ولما كان الوضع في الأندلس على هذا السوء، من التفرق والتشرذم، أعمل ملك الصليبين فيها ألفونسو السادس سيفه وسنانه، حتى أصبح ملوك الطوائف يبعثون بالجزية إليه كل عام، فضج ملوك الطوائف من تجبره وغطرسته، وقتل المعتمد رسل ألفونسو التي جاءت لتحصيل الجزية، فأعد ذلك الصليبي العدة لإفناء المعتمد وباقي ملوك الطوائف.

ومِن هنا أرسل ألفونسو برسالة إلى الأمير يوسف بن تاشفين يهزأ منه قائلاً: "فإن كنت لا تستطيع الجواز فابعث إليَّ ما عندك من المراكب نجوز إليك، أناظرك في أحب البقاع إليك؛ فإن غلبتني فتلك نعمة جُلِبت إليك، ونعمة شملت بين يديك، وإن غلبتك كانت ليَّ اليد العليا عليك, واستكملت الإمارة, والله يتم الإرادة".

فكان رد الأسد المرابط يوسف بن تاشفين مدويًّا، يقطر عزة وإباءً مع قلة حروفه، فكتب على ظهر الرسالة: "الجواب ما ترى لا ما تسمع"[2].

نصرة يوسف بن تاشفين لملوك المسلمين في الأندلس:
أرسل ألفونسو رسالات التحذير والتهديد للمعتمد، مما دفعه بعد تفكير طويل إلى إرسال رسالة مكتوبة إلى الأمير يوسف مؤرخة 479هـ, يستنجد بيوسف بن تاشفين، جاء فيها: "ونحن أهل هذه الأندلس ليس لأحد منا طاقة على نصرة جاره ولا أخيه، ولو شاءوا لفعلوا إلا أن الهواء والماء منعهم من ذلك، وقد ساءت الأحوال، وانقطعت الآمال، وأنت -أيَّدك الله- سيد حمير، ومليكها الأكبر، وأميرها وزعيمها، نزعت بهمتي إليك واستنصرت بالله ثم بك، واستغثت بحرمكم لتجوز بجهاد هذا العدو الكافر وتحيون شريعة الإسلام وتدينون على دين محمد ، ولكم عند الله الثواب الكريم على حضرتكم السامية. السلام ورحمة الله وبركاته، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم"[3].

وأرسلت وفود شعبية من الشيوخ والعلماء رسائل تحثُّ الأمير على إنقاذ الأندلس، وتأثر المرابطون لمُصاب إخوانهم في الدِّين، وعرض أميرهم قضية مسلمي الأندلس على أهل الحلِّ والعَقْد عنده، وأجمعوا على نصرة دينهم وإعزاز كلمة التوحيد.

يوسف بن تاشفين في الأندلس:
لقد انزعج ألفونسو من مجيء المرابطين انزعاجًا كبيرًا, حيث شعر بعودة الروح المعنوية إلى أهالي الأندلس الذين كان يسومهم سوء العذاب، يُقتِّل رجالهم ويسبي نساءهم، ويأخذ منهم الجزية، ويحتقرهم ويزدريهم، ويتلاعب بمصيرهم, وينتظر الفرصة لاستئصالهم من الأندلس؛ لتعم النصرانية في سائر البلاد، ويرتفع الصليب على أعناق العباد، وإذا بالمرابطين يربكون مخططاته ويبددون أحلامه.

وأرسل يوسف بن تاشفين إلى ألفونسو كتابًا يعرض عليه الدخول في الإسلام أو دفع الجزية أو الحرب، ومما جاء في كتاب الأمير: "بلغنا يا ألفونس أنَّك نحوت الاجتماع بنا, وتمنيَّت أن تكون لك فُلْكٌ تعبر البحر عليها إلينا، فقد جزناه إليك، وجمع الله في هذه العرصة[4] بيننا وبينك، وترى عاقبة ادعائك، وما دعاء الكافرين إلا في ضلال"[5].

ولما قرأ ألفونسو الكتاب زاد غضبه وذهب عقله وقال: "أبمثل هذه المخاطبة يخاطبني وأنا وأبي نغرم الجزية لأهل ملته منذ ثمانين سنة؟"[6]، وقال لرسول الأمير يوسف: "قُل للأمير: لا تتعب نفسك، أنا أصل إليك"[7].

موقعة الزلاقة:
والتقى الجيشان بمكان عرف بعد الموقعة باسم الزلاقة؛ لأن الخيول كانت تنزلق من كثرة دماء الصليبيين التي سالت على أرض المعركة، وفي محاولة ماكرة لخديعة المسلمين أرسل "ألفونسو السادس" يحدد يوم المعركة، فأرسل أن غدًا الجمعة، وهو عيد من أعياد المسلمين ونحن لا نقاتل في أعياد المسلمين، وأن السبت عيد اليهود وفي جيشنا كثير منهم، وأما الأحد فهو عيدنا، فلنؤجل القتال حتى يوم الاثنين.

تسلَّم يوسف بن تاشفين الرسالة، وبوعي تام وبقيادة تعلم خبايا الحروب وفنون مقدماتها لم يُعلِم جيشه هذه الرسالة، إذ إنه يعلم أن هذا الرجل مخادع، وبعد ترتيب الجيش وصلاة فجر يوم الجمعة الموافق (12 من شهر رجب 479هـ/ 23 من أكتوبر 1086م)، هجم ألفونسو بجيشه، ولم تكن مفاجأة ليوسف بن تاشفين أن يخالف "ألفونسو السادس" طبيعته وينقض عهده.

إنما المفاجئة أصابت "ألفونسو السادس" الذي وجد الجيش الإسلامي على أتمِّ تعبئة وأفضل استعداد، وبخطة محكمة، كان يوسف بن تاشفين قد قسَّم الجيش ثلاث فرق: الفرقة الأولى وهي المقدمة بقيادة المعتمد وتضم خمسة عشر ألف مقاتل، والفرقة الثانية خلف الأولى وعلى رأسها يوسف بن تاشفين وتضم أحد عشر ألف مقاتل، ومن بعيد تنتظر الفرقة الثالثة وتضم أربعة آلاف مقاتل هم من أمهر الرماة والمحاربين.

لم تكن خطة يوسف بن تاشفين -رحمه الله- جديدة في حروب المسلمين، فقد كانت هي نفس الخطة التي استعملها خالد بن الوليد في موقعة الولجة في فتوح فارس، وهي أيضًا نفس الخطة التي استعملها النعمان بن مقرن في موقعة نهاوند في فتوح فارس أيضًا، فكان -رحمه الله- رجلاً يقرأ التاريخ ويعرف رجالاته ويعتبر بهم.

وأصاب الصليبيين مقتلة عظيمة، وولَّى ألفونسو مطعونًا في إحدى ركبتيه طعنة أفقدته إحدى ساقيه في 500 فارس من ثمانين ألف فارس ومائتي ألف راجل، قادهم الله على المصارع والحتف العاجل، وتخلَّص إلى جبل هنالك, وأصبح ألفونسو -كما يصفه لسان الدين بن الخطيب- "فارًّا لا يُهدى ولا ينام ومات من الخمسمائة فارس الذين كانوا معه بالطريق أربعمائة، فلم يدخل طُلَيْطِلَة إلا مائة فارس، والحمد لله على ذلك كثيرًا، وكانت هذه النعمة العظيمة والمنة الجسيمة"[8].

وأصبح يوم الزَّلاَّقَة عند المغاربة والأندلسيين مثل يوم القادسية واليرموك، يوم لم يُسمع بمثله من القادسية واليرموك، فيا له من فتح ما كان أعظمه! يوم كبير ما كان أكرمه! فيوم الزَّلاقة ثبتت قدم الدِّين بعد زلاقها، وعادت ظلمة الحق إلى إشراقها.

وفاته:
وفي غرة محرم سنة 500هـ أي وهو في المائة من العمر، قرنًا كاملاً من الزمان، رحل البطل، وترجّل الفارس الشجاع، وموحِّد الأمة بعد أن أتم أمير المرابطين عمله الذي عاش وجاهد من أجله، ووحد بلاد المغرب والأندلس تحت راية واحدة، وأعاد الإسلام الصحيح بربوع المغرب، وأزال الظلمة والطواغيت والمتسلطين على رقاب العباد، وصدَّ الصليبيين عن مسلمي الأندلس، وأوقف حرب الاسترداد الإسبانية فترة من الزمان.

ويكفي شهادة ابن الأثير لذلك الرجل حين قال عنه: "وكان حسن السيرة خيرًّا عادلاً، يميل إلى أهل الدين والعلم ويكرمهم، ويصدر عن رأيهم"[9].

جزاك الله خيرا ونفع بك

كلما قرأت عن البطل ازداد فخرا
الحمد لله على نعمة الاسلام

جزيت خيرا

ووفقك الله لما يحبه ويرضاه

عرفنا بهذا البطل. 2024.

الجيريا

لمن يعرف هذا البطل يدخل ويعطي تعريف له.

ألم يعرف أحد هذا الرجل الذي يعرفه حتى مجرمي الاستعمار الفرنسي.

اسال نفسك هذا السؤال كيف لا تعرف رجل بعظمه العربي بن مهيدى ؟؟؟؟؟؟؟

هو الذي قال عنه الضابط الفرنسي لو عندي منه ثلة لفتحت العالم

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جلال المياسى الجيريا
اسال نفسك هذا السؤال كيف لا تعرف رجل بعظمه العربي بن مهيدى ؟؟؟؟؟؟؟

عرفنا به ياجلال المياسي

ولد العربي بن مهيدي في عام 1923 بدوار الكواهي بناحية عين مليلة التابعة لولاية أم البواقي وهو الابن الثاني في ترتيب الاسرة التي تتكون من ثلاث بنات وولدين. دخل المدرسة الابتدائية الفرنسية بمسقط رأسه وبعد سنة دراسية واحدة انتقل إلى باتنة لمواصلة التعليم الابتدائي ولما حصل على الشهادة الابتدائية عاد لأسرته التي انتقلت هي الأخرى إلى مدينة بسكرة وفيها تابع محمد العربي دراسته وقبل في قسم الإعداد للإلتحاق بمدرسة قسنطينة. في عام 1939 انضم لصفوف الكشافة الإسلامية "فوج الرجاء" بـبسكرة، وبعد بضعة أشهر أصبح قائد فريق الفتيان.

الشهيد البطل عبد القادر صالح السلفي 2024.

بسم الله

ان القلب ليحزن لكن لا نقول الا ما يرضي الله

ارتقى الى معالي السما رجل بامة

الشهيد البطل قائد لواء التوحيد

الرجل الذي كان منهجا يمشي على الارض

رجل باع الدنيا ببخص الثمن رحمه الله

سيف الله المسلول على رقاب الرافضة المجوس

مات ابو محمود ولحق بالابطال من امة محمد

القائد خطاب مجدد الزمان

والشيخ ابو عبد الله رحمه الله

والشيخ العلامة الشهيد انور شعبان

والشهيد ابو الوليد

لحق بركب الشهداء

وهو من طلبها

رحمه الله وتقبله يارب

الشهيد عبد القادر صالح

بارك الله فيك
وجزاك الفردوس الأعلى

من هذا البطل الذي يدخل و يساعد 2024.

مشكلتي اني لم اعد افهم بعض دروس الرياضيات مثل معادلة مستقيم و كل ما له علاقة بهذا المجال و المطلوب هو شرح لهذه الدروس الجيريا وشكر مسبق مني لمن جاوب الجيرياالجيريا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اوماوي مصطفى الجيريا
مشكلتي اني لم اعد افهم بعض دروس الرياضيات مثل معادلة مستقيم و كل ما له علاقة بهذا المجال و المطلوب هو شرح لهذه الدروس الجيريا وشكر مسبق مني لمن جاوب الجيرياالجيريا

مرحبا انا كذلك لم اعد افهم الدروس فمن يساعد

هههههههههههههههههههه والله يا خويا غير رانا في الهوا سوا

hhhhhhhh moi aussi loool

t pas le seul !

makech wa7dek kamel manach nefahmou

merci mon amis

السلام عليكم
اريد المساعدة لكن ما نيش فاهمة بزاف كنت غايبة
اعطني مثلا عنوان الدرس واي جزء واذا كنت فاهمتوا راح نساعدوا بعضنا البعض
انا انتظر ردكم ….

لا تاسفن على غدر الزمان
فلطالما رقصت على جثث الاسود كلاب
فلا تضن برقصها تعلوا على اسيادها
فتبقى الاسود اسوداً والكلاب كلاب

قولولي الدرس اللي حابين تفهموه والباقي عليا ان شاء الله

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة saad1995 الجيريا
قولولي الدرس اللي حابين تفهموه والباقي عليا ان شاء الله

درس معادلة مستقيم و توازي مستقيمان بنقطة او بنقطتين

آسفة أخي كنت اريد المساعدة
لكن لم نصل الى هذا الدرس ولم نقرأه

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة yasmine f الجيريا
آسفة أخي كنت اريد المساعدة
لكن لم نصل الى هذا الدرس ولم نقرأه

العفو و شكرا على المحاولة

(o.i.j) معلم للمستوي
-كل مستقيم من المستوي يوازي محور التراتيب له معادلة من الشكل x=@ حيث : @ عدد حقيقي
-كل مستقيم من المستوي لا يوازي محور التراتيب له معادلة من الشكل y= ax+bحيث a,b عددان حقيقيان (يسمى aمعامل التوجيه) هذا واش راني فاهمة نتمنى نكون فدتك شوية

أيّ شعبة تدرُسْ يَآ أخٍي ؟ عُلومْ أوِ آدآبْ ؟