الخوف من الانتكاسة والزيغ | للشيخ عبد الرزاق البدر . 2024.

عنوان المادة

الْخَوْفُ مِنَ الانْتِكَاسَةِ وَالزَّيْغِ

من شرح كتاب التوحيد

مقطع صوتي / للشِّيْخِ عَبْدُ الرَّزَّاقِ البَدر -حَفِظَهُ الله-
https://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=35458

الجيرياالتفريغ
فإن خاف العبد، يخاف أن يتقلب قلبه، ويخاف أن ينتكس على عقبيه، ويخاف أن يُفتن فيُضَيِّع دينه، وهذا الخوف من تمام الإيمان وكماله ، وكلّما قوي الإيمان قوي الخوف ، وإذا ضعُف الإيمان ضعُف الخوف من الله – جل وعلا -، فقوّة الخوف من الله بحسب قوّة الإيمان ، ولهذا يقول عبد الله بن أبي مليكة -وهو أحد التابعين – يقول : ( أدركت أكثر من ثلاثين صحابيا كلهم يخاف النفاق على نفسه) ، فهم مع الإحسان في العبادة وكمال الطاعة، وحسن المراقبة لله ،والجدّ في طاعته، في قلوبهم خوف ، ولهذا أيضا يقول الحسن البصري -رحمه الله- : ( إنّ المؤمن جمع بين إحسان ومخافة ،والمنافق جمع إساءة وأمن ) ، المنافق يُسئ وهو آمن، آمن من مكر الله ( وَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) [الأعراف: 98]، والمؤمن يبذل وُسعه ونشاطه وجهده في طاعة ربه وهو خائف، كما قال الله تبارك وتعالى في مدحه وثنائه على المؤمنين ،قال: (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا ءَاتَوْا وَقُلُوبُهُم وَجِلَةٌ ) أي : خائفة ،قال الله -عز وجل- : ( إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ ) إلى أن قال : وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا ءَاتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَّبِّهِمْ رَاجِعُونَ )[المؤمنون(61:5الجيريا ] ،تقول عائشة -رضي الله عنها- كما في المسند وغيره بسند ثابت، سألت رسول الله عن معنى هذه الآية ،قلت له: (أهو الرجل يزني ،ويسرق ،ويقتل، ويخاف أن يعذب) هل هذا هو المعنى ،قال: ( لا يا ابنة الصدّيق ،ولكنّه الرجل يصلّي ، ويصوم ويتصدّق،ويخاف أن لا يقبل ) ، لاحظ هنا هذا الحديث ودلالته العظيمة على مكانة الخوف ومنزلته في الدين ، يصلي ويصوم ويتصدق ويخاف، إذا الخوف ينبغي أن يكون مع المسلم، ماذا؟ في كل طاعة، يكون معه في صلاته ،ويكون معه في صيامه ،ويكون معه في حجه ، ويكون معه في كل طاعاته ،يكون معه هذا الخوف ليكون سببا في الكمال، كمال الطاعة ،وكمال العبادة ،وتمام المراقبة ، وأيضا يكون مع العبد الخوف في جانب المعاصي والبعد عنها، فيبتعد عن المعاصي ،والمحرمات ،والآثام ،لأنه خائف من الله ، يحجزه عن الوقوع في المعصية خوفه من الله ،وكلنا نذكر قصة الثلاثة الذين أطبقت عليهم الصخرة ، وكان أحدهم شديد الولع ببنت عمّه ،وكانت فقيرة و تتردّد عليه ،تطلب منه المساعدة والعون، فقال لها: لا، لا أساعدك بشيء حتى تمكنيني من نفسك ،فكانت تأبى ، ثم رضخت له في طلبه أمام حاجتها ،فلمّا تمكّن من شعبها الأربع ،قالت له : اتّقّ الله ولا تفضّ الخاتم إلا بحقه، فقام الرجل , فالتذكير بالله ،والتخويف بالله ،يمنع الإنسان من الوقوع في المعصية ، يقول ابن رجب -رحمه الله -في كتابه شرح كلمة الإخلاص يقول :راود أعرابي أعرابية في الصحراء راودها عن نفسها وقال لها نحن في مكان لا يرانا إلا الكواكب ،نحن في مكان لا يرانا إلا النجوم ،لا أحد يرانا ، فمّما تخافين، ممّا تخشين، لا أحد يرانا ، نحن في مكان لا يرانا إلا الكواكب، فقالت المرأة: وأين مكوكبها؟ ،أين مكوكب الكواكب؟ ،ألا يرانا؟! ،فذكرته بالله ،ولهذا إذا تذكّر الإنسان الله وعظمته ،وقدرته ،وكماله، واطلاعه، وعلمه –سبحانه وتعالى- بالكائنات ،وشدة بطشه،وانتقامه،وعقوبته، وسخطه ،وغضبه ،ولعنته، كل هذه الأمور إذا تذكرها العبد ،فإنها تقوي الخوف في قلبه ،وتمنعه من وقوعه في المعصية ، أحد الناس أراد أن يعصي وأن يقع في معصية، فأتى عالما يسترشده ، قال: أريد أن أفعل كذا وكذا ،من المعاصي ، قال :لابأس ، ولكن اذهب في مكان لايراك الله فيه، افعل هذه المعصية ولكن في مكان لايراك الله فيه، قال :ما يمكن ، أينما أكون الله يراني وهو يطلع عليّ، قال: لا بأس اذهب وافعل المعصية ولكن لاتستعمل أي نعمة من نعم الله التي أنعمها عليك في معصية الله قال: لايمكن كل ما عندي هو من نعمة الله ،يدي ،سمعي، بصري، أعضائي، كلّها من نعمة الله علي ،أخذ يعدّد له أشياء يُعرّفه بالله ،ثم قال له :تعصي الله، بنعمة الله، والله يراك ،وعدّد له أمورا من هذا القبيل ،فامتنع الرجل ، إذا تذكر الله وتذكرعظمته ،واطلاعه، ورؤيته -سبحانه وتعالى-وعلمه، وأنه -سبحانه وتعالى- قد أحاط بكل شيء علما ،وأحصى كل شيء عددا ،يعلم ماكان، وما سيكون ،ومالم يكن لو كان كيف يكون، يسمع -تبارك وتعالى- جميع الأصوات ،على اختلاف اللغات ،وتفنن الحاجات، وأنواع الطلبات ،لو أن الناس كلهم وبلغاتهم الشتّى ،تكلموا في لحظة واحدة لسمع الجميع ،دون أن تختلط عليه لغة بلغة ، أو حاجة بحاجة، أو مطلب بمطلب ، لو أنهم كلّهم تكلّموا لسَمِعهم، تقول عائشة -رضي الله عنها- : (سبحان الذي وسع سمعه الأصوات ) ، وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى يا عبادي لو أن أولكم ،وآخركم ،وإنسكم، وجِنّكم، كانوا على أتقى قلب رجل منكم ،ما زاد ذلك في ملكي شيئا ) إلى أن قال: ( يا عبادي لو أن أولكم، وآخركم، وإنسكم ،وجِنّكم ،قاموا في صعيد واحد فسألوني، فأعطيت كل واحد مسألته ، مانقص ذلك من ملكي شيئا إلاكما ينقص المخيط إذا غمس في اليمّ ) ، فهو -تبارك وتعالى –يسمع ،وهو-تبارك وتعالى –بصير يرى جميع المخلوقات ،يرى -سبحانه وتعالى- مِن فوق سبع سماوات ، دبيب النملة السوداء ،على الصخرة الصمّاء، في الليلة الظلماء، ويري -تبارك وتعالى- جريان الدم في عروقها، ويرى كل جزء من أجزائها ،فإذا تذكر الإنسان هذه المعاني العظيمة عمَرت قلبه بخوف الله، ولهذا قال الله -تبارك وتعالى-: ( إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)[فاطر:28]، كلما ازدادت معرفة العبد بربّه، زاد خوفه منه، وزاد وتعظيمه له، وعظمت عبادته ورغبته ورهبته بحسب المعرفة، والمعرفة الصحيحة تُوَلّد في القلب الرجاء والخوف والمحبة، تولّد المحبة والرجاء والخوف، وهذه الثلاثة عليها تقوم العبادات، فالعبادات يفعلها المسلم حبّا لله ،ورجاءً لثوابه، وخوفا من عقابه -سبحانه وتعالى-، الخوف عبادة قلبية لايجوز أن تصرف إلا لله، ومن صرفها لغيره فقد أشرك ،واتّخذ مع الله –تبارك وتعالى-شريكا ،والمراد بالخوف الذي هو عبادة، الذي هو ما تحدثنا عنه قبل قليل, خوف الذلّ والخضوع ،الخوف الذي يقتضي الإقبال على الطاعة، والبعد عن المعصية، خوف السرّ، خوف تغيّر القلب، خوف الضّلال ، خوف ألاّ تقبل العبادة ،الخوف الذي يقود لفعل الطاعة، خوف العبد من دخول النار، خوفه من الحرمان من دخول الجنة، خوفه من تغيّر قلبه، خوفه من الزيغ، فالخوف عبادة لاتكون إلا للربّ -جل وعلا-، فهذا الخوف هو عبادة لايجوز صرفها إلا لله ،وهي حق خالص له -سبحانه وتعالى- ومن صرفها لغيره سبحانه فقد أشرك.
انتهى

أحسن الله اليك أخي عبد النور

[color="darkred"]جزاكم الله خيرا نسأل الله الثبات[/color]

بارك الله فيك

جزاكم الله خيرا على تقومون به

جزاك الله كل خير

بوركت اخي على الموضوع الرائع وجزاك الله كل خير وكل من يحاول نشر عطر الايمان

بارك الله فيك

جزاك الله خيرا وبارك فيك
وجعل ذلك في ميزان حسناتك
في إنتظار المزيد من الفوائد

بارك الله فيكالجيريا

الجيريا

وإياكم
بارك الله فيكم

أسباب الانتكاسة 2024.

أسباب الانتكاسة

بسم الله الرحمن الرحيم
أسباب الانتكاسة

حمداً لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد،،، موضوعنا موضوع مهم جداً ، كيف لا، وهو يتعلق بأعظم نعمة أنعمها الله على عبده، ونعم الله علينا كثيرة ، إلا أن نعمة الهداية أعظم هذه النعم ، وأجلها … نعمة الهداية : الهداية إلى الإسلام ، الهداية إلى الثبات على هذا الدين، ولفضل هذه النعمة أحببت الكلام عن أسباب فقدها، وإذا عرف الإنسان أسباب فقد هذه النعمة؛ فإنه يحرص أشد الحرص على الابتعاد عنها؛ حتى تدوم له هذه النعمة.ومع كثرة الملتزمين الذين نراهم- ولله الحمد- إلا أننا نرى أيضا كثرة في المنتكسين- نسأل الله العافية- لذلك لابد من التعرف على الأسباب، أو بعض الأسباب التي تؤدي إلى الانتكاس، ومن الأسباب :

•الالتحاق مع الشباب الملتزم من غير اقتناع ورغبة:

وإنما التحق بهم لأسباب معينة مثلا:
• لأنه يجد الأنس معهم، وللخروج إلى الرحلات، والذهاب إلى الأماكن البعيدة دون أن يجد ملامة في ذلك، فلما وجد أن هذا الشيء يتوفر عند هؤلاء؛ التحق بهم، ولم يلتحق بهم لأنه يرغب في الالتزام على نهج الطريق المستقيم .
• أو لأنه أعجب بشخص معين، أو أشخاص معينين، فلا يأتي للشباب الملتزم إلا لأجل هذا الشخص .
• وقد يكون التحق معهم لأجل ظروف معينة كأن يريد مثلًا تعمية الشرطة، أو غيرها عنه، فقد يكون مطالبا بأمر معين، فيلتحق بالشباب الملتزمين حتى يعمي النظر عنه، وحتى يقال عنه أنه التزم وترك ما كان عليه سابقا .
• قد يكون التحق مع الشباب بسبب صدمة هائلة حدثت له في حياته كأن يشاهد حادثاً، أو وفاة، أو رأى محتضِراً، أو غير ذلك مما يعيده إلى صوابه، فيلتحق بالشباب؛ ولأنها صدمة مؤقتة، فإن تأثيرها قد يكون مؤقتا؛ لذلك قد يرجع مرة أخرى إلى ما كان عليه سابقا .
• قد يكون التحق مع الشباب الملتزمين لغرض: كأن يريد الزواج مثلًا، فيلتحق مع الشباب حتى إذا سئل عنه قالوا: أنه شخص صالح، مستقيم، محافظ على الصلوات، ويسير مع أناس طيبين . هذه كلها قد تكون أسباب لأن يلتحق الشخص بالشباب الملتزمين مع أنه غير مقتنع، ولم يرد التوبة، وإنما أراد الالتحاق بهم لهذه الأغراض التي ذكرناها. هذا السبب الأول من أسباب الانتكاسة .

•عدم الاهتمام بتربية الشاب لنفسه:

فلا قراءة قرآن، ولا محافظة على الصلوات، ولا أداء للنوافل بأنواعها من قيام ليل، أو قراءة قرآن، أو صوم نافلة، أو غير ذلك؛ فأهمل نفسه، ورضي بأن يكتفي بأن يكون ملتزما في مظهره فقط، وهذا هو الالتزام الأجوف، يكون ملتزما شكلًا، أما مضمونا، فهو في الحقيقة منتكسا وإذا انتكس الباطن فإن الظاهر سهل جدا أن ينتكس بعد أن ينتكس الباطن، وهذا هو السر في أنك تفاجأ بانتكاس بعض الأشخاص الذين تحسبهم من أنشط الناس، وأحرصهم على عبادة الله، وهو في الحقيقة انتكس سابقا في الباطن، واحتفظ بالشكل الخارج حتى أتى اليوم الذي لم يبق للشكل الخارج فائدة فانجر الانتكاس إلى الشكل الخارج أيضا 0

•الكمال الزائف:

فقد يجد الشاب الملتزم في بداية التزامه تشجيعاً، ومدحا له من المشرف على الشباب، أو من يقوم بتربيتهم؛ مما يوهم هذا الشخص بأنه قد بلغ الكمال، فيغفل عن المحافظة على نفسه، والمشاركة في أعمال الخير، وبذلك يفتر، ثم ينتكس، والعياذ بالله .

•عدم فهم الشباب الملتزم فهما صحيحا:

وذلك أن بعض الشباب الذين بدءوا بالالتزام عندما يدخل مع الشباب الملتزمين يصور لنفسه أنه يدخل مع ملائكة لا يخطئون، ويجب أن لا يخطئوا، مع أنهم بشر كغيرهم من البشر لهم أخطاء، ونحسب أن صوابهم أكثر من خطأهم، لكن لا يعني هذا أن خطأهم غير موجود، فعندما يدخل معهم بهذا التفكير، ويفاجأ بوجود خطأ منهم ، بل ربما يفاجأ بوقوع الخطأ عليه، فيولد هذا صدمة هائلة في حياته؛ تؤثر عليه تأثيرا سلبيا مما يجعله ينتكس مرة أخرى ويقول: انظر إلى هؤلاء الشباب الملتزمين ماذا يفعلون ! ونسي أنهم بشر، يخطئون ويصيبون .

• سوء التربية من قبل المربي :

ونقصد بالمربين: المشرفون على أمثال التجمعات الشبابية التي يجتمعون فيها كحلق تحفيظ القرآن، أو غيرها. والخطأ في التربية جوانب متعددة فربما يكون الخطأ من المربي في:
• عدم مراعاة الجانب الوجداني في الشخص: فلا يحرص على تقوية إيمانه وربطه بالله سبحانه، بل تراه يكثر من المزاح معه، ومن جلبه مايؤنس هذا الشخص الجديد كأشرطة الأناشيد مثلا، والإكثار من النكت والطرائف وغير ذلك مما يجعل هذا الشخص يتربى على هذه الأشياء، وينسى الجانب الوجداني الذي يصله بالله .
• عدم مراعاة الجانب العلمي في الشخص: فلا يحرص على تعليمه، وتحبيبه للعلم وأهله،ولا شك أن الدخول في مجال العلم طلبا وتعليما؛ وسيلة عظيمة للثبات .
• عدم مراعاة الجانب الخلقي في الشخص:وذلك بألّا يحرص على تحسينه،وتهذيب أخلاق هذا الشخص الملتزم الجديد،فينشأ سيئ الخلق، مما قد يوصله إلى الانتكاس .
• عدم تدرج المربي مع هذا الشخص التدرج المطلوب: فربما يعامله بالشدة القاسية التي تنفر هذا الشخص، وربما يكون العكس تماما، فيربيه على التساهل، وعدم الانضباط، وهذه أيضا وسيلة للانتكاس .

• عدم طرح أسباب الانتكاس على الشباب:

إن معرفة الشر وسيلة لاجتنابه كما قال الشاعر :
عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه *** ومن لا يعرف الشر من الخير يقع فيه
وحذيفة رضي الله عنه يقول:" كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي" رواه البخاري ومسلم .ولا شك أنك إذا عرفت أسباب الانتكاس، وطرحت عليك؛ فإن هذا يجعل لك وقاية، والوقاية خير من العلاج .

• التعلق ببعض قضايا الماضي:

كأن يكثر من التفكير في معاص قد اقترفها سابقا، ويتلذذ بهذا التفكير أو يحتفظ بأفلام، أو صور، أو أشرطة قديمة، أو غير ذلك مما يذكره بالماضي، بل ومن أهم ما يُذّكر الإنسان بالماضي صديق الماضي قبل الالتزام، هذا الصديق من أخطر الأسباب التي قد تجرك إلى الانتكاس لأن:
• هذا الصديق يتكلم بلسان يؤثر فيك، ثم أيضا أن هذا الصديق لا تعده عدواً، ولذلك لا تحتاط منه .
• هذا الصديق مفتاح لماضيك، فربما يذكرك بما اقترفته أنت وإياه في الماضي، حتى ولو كان هذا الشيء الذي فعلتموه مباحا،وهذا التذكير قد يحرك فيك بعض المشاعر لأن ترجع لمثل هذه الذكريات .
• هذا الصديق يوافق هواك،وبذلك تكون قد جابهت ثلاثة جيوش: الشيطان، وهذا الصديق، وهواك .
• ربما سلم لك هذا الصديق قيادة نفسه، فجعلك رئيسا عليه، وربما تكون ممن يحب الرئاسة والترأس، وبذلك ترتاح مع هذا الصديق؛ لأنك لا تجد من تترأس عليه مع الشباب الملتزمين، ولذلك تشبع هذه الرغبة بالترأس على هذا، وتكثر من مخالطته، وهذا يؤدي إلى الانتكاس .
• قد يكون في هذا الصديق شيء من الدعابة، والظرافة مما يجذبك إليه .
فهذه الأشياء التي يتصف بها صديق الماضي تجعله أخطر ما يمكن أن تحتفظ به من ذكريات الماضي .

• الإنفراد عن الشباب الصالحين :

قال الله تعالى:{ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا…(28) } سورة الكهف . والابتعاد عن الشباب الصالحين سيجعلك منفردا، ولن تستمر على هذا الانفراد بل ستبحث عن أصدقاء آخرين، فإن لم يكن لك أصدقاء طيبين، صالحين، يحثونك على الخير، فإنه سيكون لك- ولو بعد مدة- أصدقاء سيئين يحثونك على الشر .

• عدم إبراز الملتزم شخصيته الدينية :

وخصوصا إذا كان مظهره لا يدل على الالتزام، كأن يكون يلبس لباساً لا يصلح للشاب الملتزم، فإذا لم يتميز، ولم تظهر صورته الدينية واضحة؛ فإنه سيكون عرضة لوساوس شياطين الإنس والجن ، فيجترئون عليه؛ لأنهم لا يعرفون أنه ملتزم، ولذلك ربما ذكروا المنكرات عنده وربما أغروه بالمنكرات. لكن إذا أظهرت شخصيتك الدينية بشكل واضح؛ لتنكر ما يقولون من الباطل، ولتأمرهم بالخير، فإذا رأوك وجدوا أنك تذكرهم بالله: تقرأ القرآن، ثوب قصير، محافظ على الالتزام بالشخصية الملتزمة بصورة واضحة، هذا يجعلهم على الأقل يحجبون ذكر المنكرات عندك، وأيضا من باب أولى ألّا يغروك باقترافها .

•التوسع في المباحات:

لأن التوسع في المباحات يؤدي إلى أن يكون التزام الشخص التزاماً أجوف، ولاشك أن الالتزام الأجوف من أسباب الانتكاس .

•الحماس الزائد غير المضبوط بضوابط معينة:

بل حماس وثورة لمدة معينة، ثم ينطفيء كسعف النخل إذا أشعلته رأيت له نارا تلظى، ولكن سرعان ما تنطفيء، وتخمد، ويذهب هذا الضوء، وهكذا سرعان ما ينتكس من يريد الشيء بسرعة كبيرة بعد أن يلتزم، يريد أن يحقق كل شيء بسرعة، وقد يصل به هذا إلى الغلو، ومن ثم التقصير؛ لأنه سيتعب، ويكل، ويمل، ثم بعد ذلك سينتكس- نسأل الله العافية- .

• الخوف من غير الله:

كالخوف من السجن، أو الفصل من الوظيفة، وهذا الخوف قد يجعله ينتكس، قال تعالى:} وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ ءَامَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ…(10) {.

•عدم حب الانضباط بل حب التساهل والتسيب:

وهذا يؤدي به في النهاية إلى أنه لا يحصل شيئا، ولا يستفيد من أي شيء، متسيب، فينتكس؛ لأنه ليس عنده شيء يمنعه من الانتكاس .

•أن يكون في قلبه مرض، أو آفة كبرت مع الوقت:

مثل أن يكون في قلبه مثلا غرور، أو عجب، أو كبر، أو حب رئاسة، أو غير ذلك من الآفات؛ ولم يجاهد نفسه في التخلص منها، فتكون مثل النبتة الصغيرة، فتضرب بعروقها في قلبه، فتحرفه عن الطريق فيما بعد .

•عدم العمل بما يوعظ به:

يسمع الموعظة لكنه لا يعمل بها، ولو عمل بها لزاده الله ثباتا قال تعالى:}وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا(66) {سورة النساء .إذاً بإمكانك أن تقول:من الوسائل التي تعينك على الثبات، وتمنعك من الانتكاس؛ العمل بما توعظ به من أعمال الخير العمل.

•أخيرا أقول:

أن المنتكس قد بدل نعمة الله عليه، هل تجدون نعمة أعظم من نعمة الالتزام؟ إذاً ، فلنسمع لقول الله: }وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ(211) {سورة البقرة ويقول تعالى:}إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ(25) {سورة محمد نسأل الله أن يثبتنا على دينه.
من محاضرة: 30 سببا للانتكاسة للشيخ/ عبد الرحمن العايد
المصدر موقع مفكرة الإسلام

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..اما بعد جزاكم الله خيرا اخيتي على هذا الموضوع الذي جاء في وقته و في محله..اللهم انا نسالك الثبات على الامر و العزيمة على الرشد.

بارك الله فيك موضوع قيم
اسال الله الكرريم رب العرش العظيم ان يثبتنا على الحق