مساءلة القيم الأخلاقية 2024.

مساءلة القيم الأخلاقية

ما هي الظروف التي ابتدع فيها الإنسان أحكام القيمة، قيمة ما هو طيّب وقيمة ما هو خبيث ؟ وما قيمة هذه الأحكام نفسها ؟ أتراها – إلى حد الآن – عرقلت تطوَر الإنسان أم ساعدت عليه ؟ أتراها علامة ضيق الحياة وافتقارها وتقهقرها ؟ أم هي – على العكس من ذلك – تعبر عن امتلاء الحياة وقوتها وإرادتها وشجاعتها وأملها ومستقبلها ؟

لا يبدو مشكل قيمة الشفقة ومشكل أخلاق الشفقة للوهلة الأولى ( وأنا من أعداء تأنيث العواطف المخجل الذي نراه اليوم )، سوى مسألة معزولة، أو نقطة استفهام على حدة. غير أنّه سيحدث بالنسبة إلى من توقف هنا، وبالنسبة إلى من سيتعلم السؤال هنا، ما حدث لي : سينفتح أمامه أفق جديد رحب ، يتملكه كالدوار، وتنبعث أمامه أصناف شتى من الحذر و الشك والخوف ، فيتزعزع إيمانه بالأخلاق ، بكل نسق من الأخلاق ، ويعلو – آخر الأمر – صوت مطلب جديد يفرض نفسه . ولنعين هذا المطلب الجديد :

إننا بحاجة إلى نقد القيم الأخلاقية، ويجب أن نبدأ بالتساؤل بشأن قيمة هذه القيم نفسها، ويفترض هذا معرفة ظروف نشأتها وملابساتها وظروف نموّها وملابساته ، وظروف تطوَرها وملابســـــــــــــــاته

( الأخلاق من حيث هي نتيجة، الأخلاق باعتبارها أعراضا ، وباعتبارها قناعا، وباعتبارها نفاقا، وباعتبارها مرضا وباعتبارها سوء تفاهم . ولكن أيضا : الأخلاق بما هي سبب . أو دواء، أو دوافع ، أو عراقيل أو باعتبارها سما )، و بإيجاز نقول : معرفة ليس لها نظير إلى الآن ، ومعرفة لم يخطر على البال أن نتمنّاها لأننا اعتبرنا قيمة هذه " القيم " معطى، واعتبرناها حقيقية، تتجاوز حدود كل ما يمكن التساؤل بشأنه . ولم يتردد الناس البتة – إلى الآن – في إعطاء الإنسان " الطيب " قيمة أرفع من القيمة التي يعطونها " الخبيث "، وهي قيمة أرفع في معنى رقي الإنسان و نفعيته وازدهاره بوجه عام ( بما في ذلك مستقبل الإنسان ) ولكن ما العمل لو كان العكس صحيحا ؟ وما العمل لو كان في الإنسان " الطيب " أيضا أعراض النكوص أو كان فيه أيضا خطر أو إغراء أو سم أو مخدر يمكن الحاضر من أن بعيش بشكل ما على حساب المستقبل ، ولربما كان له ذلك بأكثر رفاهة، و بأقل مخاطر ولكن أيضا بطريقة أكثر سخفا وأشد وضاعة، وبذلك ، فقد يكون الخطأ خطا الأخلاق إذا لم يدرك الجنس البشري أبدا أعلى درجات القوة والبهجة التي يطمح إليها، وبذلك ، قد تكون الأخلاق أخطر الأخطار .

نيتشة
" جينيالوجيا الأخلاق "

***

تحصيل الفضيلة

مسكويــــــــــه

إن الإنسان من بين جميع الحيوان، لا يكتفي بنفسه في تكميل ذاته، و لابد له من معاونة قوم كثيري العدد حتى يتمم به حياته طيبة، ويجري أمره على السداد، ولهذا قال الحكماء: إن "الإنسان مدني بالطبع" أي هو محتاج إلى "مدينة" فيها خلق كثير لتتم له السعادة الإنسانية، فكل إنسان بالطبع و بالضرورة يحتاج إلى غيره، فهو كذلك مضطر إلى مصافاة الناس و معاشرتهم العشرة الجميلة و محبتهم المحبة الصادقة، لأنهم يكملون ذاته و يتممون إنسانيته، و هو أيضا يفعل بهم مثل ذلك. فإذا كذلك بالضرورة فكيف يؤثر الإنسان العاقل العارف بنفسه التفرد والتخلي؟ (…).

فالقوم الذين رأوا الفضيلة في الزهد و ترك مخالطة الناس و تفردوا عنهم ــ إما بملازمة المغارات في الجبال، وإما ببناء الصوامع في المفاوز،(…) ــ لا يحصل شيء من الفضائل الإنسانية، (…) وذلك أن من لم يخالط الناس ولم يساكنهم(…) لا تظهر في العفة (…) ولا العدالة، بل تصير قواه و ملكاته التي ركبت فيه باطلة، لأنها لا تتوجه لا إلى الخير و لا إلى الشر. فإذا بطلت ولم تظهر أفعالها الخاصة بها صاروا بمنزلة الجمادات والموتى من الناس.

لذلك يظنون ويظن بهم أنهم أعفاء وليسوا بأعفاء، وأنهم عدول وليسوا بعدول، وكذلك في سائر الفضائل (…). والفضائل (…) هي أفعال وأعمال تظهر عند مشاركة الناس و مساكنتهم و في المعاملات وضروب المجتمعات. ونحن نعلم ونتعلم الفضائل الإنسانية التي نساكن بها الناس ونخالطهم ونصبر على أذاهم، لنصل منها وبها إلى حال أخرى.

مكسويــــــــــه

تهذيــــــــــب الأخـــــــــــــلاق

***

دراسة الأخلاق

إن طموح الفلاسفة كان يرمي غالبا إلى ابتكار أخلاق جديدة تختلف أكثر الأحيان في مواضع أساسية عن الأخلاق التي يسير على نهجها المعاصرون لهم أو للذين يسبقونهم فالفلاسفة خليقون بأن يكونوا ثوارا أو محطمي صور أما المشكلة التي أعرضها فهي تتطلب معرفة ما تتكون منه الأخلاق أو ما تكون قد تكونت منه لا الأخلاق على نحو ما يتصورها عليه التفكير الفردي الفلسفي ما هو قائم منه و ما سلف.

فالأمر يقتضي دراسة للأخلاق كما مارستها الجماعات الإنسانية بالفعل ومن ثمة ترى المذاهب الفلسفية تفقد بناء على هذا الاتجاه قدرا كبيرا من قيمتها…

و قد يلتبس الأمر إذا ظن بي أني أرفض هذه النظريات تعسفا. فأنا لا يهمني من أمرها غير ما يضفى عليها أحيانا وعلى نحو مبالغ فيه ـ من سمات الأولوية والامتياز. ولكن يبقى بعد أنها هي في حد ذاتها وقائع وأنها كذلك أمور مرشدة, تستطيع أن توقفنا على ما يمر بالشعور الأخلاقي في فترة ما فهي من هذه الجهة جديرة ولا شك بالعناية والاهتمام و لكني أرفض التسليم في ما يقال بعد ذلك من أن هذه النظريات تستطيع ـ وذلك هو شأنها ـ أن تفسر الحقيقة الأخلاقية تفسيرا دقيقا و ممتازا على نحو ما يفسر به علم الطبيعة أو علم الكيمياء حقيقة الوقائع التي تتعلق بالمجال الفيزيوـالكميائي.

إميل دركهايم: علم الاجتماع و الفلسفة ص 233 ترجمة حسن أنيس

الهندسة الأخلاقية 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ملاحظة ارجوا ان تكونوا امة تقرا ولا تمل من القراءةالجيريا

https://www.djelfa.info/watch?v=rT5zC…yer_detailpage

الهندسة شيء عظيم. وبفروعها المتعددة حول العالم قامت حضارات مذهلة. وأنا شخصياً قرأت عن أنواع عظيمة جداً من الهندسات أهمها الهندسة الأثيرية والهندسة المقدسة. هاتان الهندستان تجسدتان في الهندسة المعمارية القديمة حول العالم والتي تميزت بعظمتها المذهلة. بالتأكيد لا تستطيع بناء صرح عظيم بغير الهندسة. لكن ماذا لو كان هذا الصرح العظيم إنسان؟ ما هو نوع الهندسة التي بإمكانها تجسيد العظمة لدى هذا الصرح البشري؟

الأخلاق هي التي تعظم الإنسان، أو تهبط به إلى أسفل السافلين. فعظمة الإنسان تتمحور حولها. لكن هناك عوامل تربوية مثلاً وهي الأهم، وعوامل أخرى اجتماعية وظرفية، تعيق التقدم الأخلاقي والإنساني للإنسان. وتثبت تجارب الحياة بأن الإنسان كسلوك محكوم بالحالة النفسية والشعورية الروحية، والتي هي محكومة بدورها بالظروف التي تحيط بالإنسان. يستطيع الإنسان التكيف مع أي نوع من الظروف، لكن على حساب سلوكه. وقد يترتب على ذلك ظهور سلوك دفاعي مفرط مثلاً (في المجتمعات المتشددة، أو في الظروف المعيشية ذات الخطر الدائم..). فيستطيع الإنسان كما قلنا أن يتكيف، لكن حينما يتعلق الأمر ببناء الأخلاق، فهناك معوقات تظهر كعوارض سلوكية، فتظهر لدى الإنسان الحاجة للتخلص من هذه المعوقات من خلال التغيير. لكن كيف؟

إذا قلنا تغيير، فنحن أمام طريقين: تغيير الظروف، أو تغيير الواقع الخارجي أو الوضع العام. مثال على الحالة الأولى، أنت تعيش مع زوجتك لكنها تسبب لك مشاعر سيئة وانطباعات سلبية، ودوماً هناك خلافات بينكما تجعلكما بحالة توتر دائم. ببساطة لا تتفقان. فهي جاهلة وانتهازية ومنغلقة، وأنت إنسان منفتح بعقلك وقلبك وتحب الحياة ببساطتها. فتقرر أنت أن تنفصل عنها لكي تتخلص من هذا التوتر الذي يعكر صفوك ويؤثر سلباً على حياتك وعلاقاتك بالآخرين، كما يؤثر على جودة أدائك في العمل و إلى آخره. في هذه الحالة، تكون قد غيرت الظرف، ظروفك. لكن الحالة الثانية وهي تغيير الواقع، وهي الأصعب حتماً. إذا عدنا للمثال السابق، فالواقع هو زوجتك، واقع أنها منغلقة ووصولية وإلى آخره، فالتغيير في هذه الحالة يتجسد بتغيير واقع زوجتك، أو واقع جهل زوجتك.

طبعاً كل واحدة من هذه الحالات لها درجات. لكن تغطرس الإنسان غالباً يجعله يختار تغيير الواقع بأقصى درجاته بحيث يعتقد بأنه قادر على ذلك، بل وواجب عليه أيضاً. ويعتبر عدم سلوك هذا الطريق هروب واستسلام وانهزامية بالنسبة له. فيحاول في البداية "تصويب" أخلاق زوجته. فيما بعد يحاول فرض وجهة نظره "كرجل"، وأقول كرجل لأننا كأفراد من مجتمعات رجولية بحت، نعلم تماماً الأساليب التي يحاول فيها الرجل فرض رأيه في المنزل. هنا لا تنتهي المشكلة، بل يتم ضبطها فقط. لكن ستظهر بالتأكيد مشاكل كثيرة أخرى أو عوارض جانبية.

إن علاج المشاكل الاجتماعية اليوم يأخذ تماماً الشكل المنهجي للطب الرسمي العصري. وهذه هي الكارثة. الحالة الأخلاقية السيئة اليوم نتيجة سوء التعامل معها بسبب الجهل الأخلاقي الإنساني، متشابهة بشكل كبير مع الحالة الصحية أيضاً والناجمة عن التعامل الطبي الجائر مع جسد المريض. يعمل النفسانيون والمرشدون الاجتماعيون اليوم على طرح المشاكل الأسرية وتصنيفها والعوامل المسببة وإيجاد الحلول. لكنهم يتعاملون بشكل منهجي ومادي جامد مع روح الإنسان. متجاهلين طبيعتها الحيوية الخاصة (رغم ما يبدونه في الظاهر).

استكمالاً للمثال السابق، تبدأ المشاكل الزوجية بين الزوجين، ويأتي الأولاد، وتبدأ مشاكل الزوجين تدخل في عملية التربية. فينشأ الأولاد مع هذه المشاكل. وينتهي الأمر بالتفكك الأسري. فأعصى المشاكل وأعقدها هي تلك التي تبدأ مع التربية. وينشأ معها الفرد ويتعايش معها بشكل طبيعي كجزء من حياته. فتعمل غريزة التعلق لدى الإنسان بجعله يتعلق بالمشكلة، واستصعابه لفكرة العيش من دونها. بشكل طبيعي، الإنسان يتعلق بأي شيء يعيش معه لفترة معينة حتى يصبح هناك عشرة بينهما. وهذه الغريزة هي السبب في العلاقات الاجتماعية حيث كل إنسان لديه أصدقاء قدامى وأشخاص لا يمكنه التخلي عنهم. هذا التعلق لا يرتبط بالبشر فقط، فقد تنشئ علاقة بينه وبين حيوان أليف (كلب أو قطة..) قام بتربيته وعاش معه لفترة جيدة. فهذه الغريزة لا تميز إنسان أو حيوان أو شيء، بل قد تجعل الإنسان يتعلق بأي شيء حتى ولو كان سيئاً. فهناك عبيد مثلاً اعتادوا أن يعملوا لدى سيدهم اللئيم والحقود الذي يسيء معاملتهم، مع ذلك هم متعلقين به، وهو أيضاً، بسبب العشرة. هذه الغريزة العمياء قد تعمل لصالحك، أو ضدك.

ينشأ هؤلاء الأطفال بين آبائهم، وبشكل طبيعي ـ بسبب الجو المشحون سلبياً ـ يتكون لديهم سلوك سلبي، بسبب الانطباعات السلبية المترسبة والمتراكمة. وتبدأ التجربة بتكرار نفسها عبر الأجيال. يتفاوت تجاوب الأطفال مع هذا الظرف (حسب نوعه)، لكن غالباً ما يتم قمع مبادراتهم البريئة في سن مبكرة. ويعلقون في مستويات متدنية من الوعي. فيجدون أنفسهم مع التقدم في العمر أمام واقع مؤلم يقف في طريق إنسانيتهم. ففي الوقت الذي يرغبون فيه أن يحيون حياة مستقرة تعج بالمحبة والمثل الأخلاقية، يرون بنفس الوقت أنهم مضطرين رغماً عنهم، أن يتعاملون بأسلوب لا يعبر عن طبيعتهم. فقط ليتماشوا مع واقع عائلتهم ومجتمعهم. وهكذا إلى ما لا نهاية.

وجب أن نفهم حقيقة مهمة، وهي أننا نحن البشر نملك نفس الخصائص. وبالتالي فالذي يحكم على اختلاف شخصياتنا هو عوامل خارجية كالظروف المحيطة العائلية ثم الاجتماعية والتي تتحكم بها عوامل سياسية واقتصادية ودينية وإلى آخره. فشخصية الإنسان تمثل تفاعله وتجاوبه مع الوسط الذي يعيش فيه. فنحن نختلف بعضنا عن بعض باختلاف طريقة التربية، ونوعية وجودة ظروف عيشنا والتي تحدد جودة شخصياتنا. ليست عوامل وراثية. ولأوضح هذا الموضوع، هناك جينات مسؤولة عن الصفات الفيزيائية التي تعطي الإنسان شكله الكامل. فهذه الجينات غير مرتبطة بعوامل خارجية، ولسنا مسؤولين عنها. هنا يمكن أن نأخذ عامل الوراثة كعامل وحيد. لكن، الجينات المسؤولة عن جميع النشاطات العقلية والعصبية والكيماوية التي تحدد سلوك الشخصية، فجميعها موجودة كاملةً لدى كل إنسان. جميعنا يملك هذه الباقة الجينية نفسها. لكن أين يكمن الفرق؟

الفرق يكمن في نشاطاتها والتفاعلات فيما بينها والتأثير والتأثر. فالعوامل الخارجية (كالتربية والظروف المعيشية) تستطيع التأثير على نشاط أو عمل جينات معينة، بينما يمكنها أيضاً "تعطيل" عمل أخرى. فبشكل عام، الاختلاف بين إنسان وآخر (سلوكياً)، هو اختلاف بنوعية الجينات المفعلة والمثبطة. مثلاً، لا يمكن لجينات الذكاء أن تتفعل في بيئة جاهلة ومتعصبة، وأسلوب تربية عنيف. كما لا يمكن للجينات المسؤولة عن تفاؤل الشخص وحبه للحياة والآخرين أن تتفعل في عائلة مهملة وعلاقات أسرية جافة. بل على العكس، ستجعل الشخص يأخذ أفكار سلبية عن الواقع ويتعامل معه بالنتيجة بشكل سلبي. أسلوب التربية في مجتمعاتنا يحدد كون العرب متخلفين فكرياً وأخلاقياً عن المجتمعات الأخرى (طبعاً للعوامل السياسية تأثير مهم لسنا بصدد مناقشته).

مثال آخر، وهو ما قطعت كل هذه المسافة لأصل إليه أخيراً، وهو إدخال عامل الخوف في التربية. فعامل الخوف والذنب والعقوبة يجعلان الطفل أكثر عرضة للخضوع وأقل جرأة للمواجهة والدفاع عن حقوقه. هناك أهل يهددون أبناءهم بالضرب والعقاب (حتى ولو لم يفعلوا) ظناً أنها الطريقة المجدية، وذلك في سن مبكرة. لكن ما يحدث، هو أن عقل الطفل ـ وهو في وضع القولبة ــ يتشكل بحيث يصبح أكثر عرضة للخوف وأقل ثقة بالنفس. فيتعرض للاعتداء في المدرسة مثلاً في سن مبكرة. وتتراكم هذه التجارب حتى البلوغ وتصبح عقدة نفسية مستعصية. إن الضعف العام والخضوع للأنظمة السياسية لن يكون ممكناً في حال نشأ الأفراد "المواطنين" بطريقة مستقيمة بحيث يكون الرادع لديهم ضميري أخلاقي، وليس الخوف.

هناك من سألني (ما هو أسلوب التعامل الأنسب إذاً؟). وعلى الرغم من أني سأبتعد قليلاً عن الموضوع، لكني سأعطي مثالاً، بدلاً من أن تقوم بتوبيخ ابنك واستخدام عامل الخوف من العقوبة أو حتى معاقبته لأنه أخطأ، فقط عبر له عن شعورك الحقيقي كبالغ وعامله كشخص متفهم (وهو بالفعل كذلك). حينها أعدك بأن هذه المشكلة لن تتكرر. ليس هذا فحسب، بل لن تظهر تداعيات أخرى. أما الضبط فلن يكون مجدياً مع التداعيات. مثلاً الطفل في سن مبكرة (حتى 5 أو 6 سنوات) بحاجة للضم ين الحين والآخر. في الحقيقة، عملية ضم الطفل تحفز عملية النمو لديه. في مجتمعاتنا يعتبرون حمل الطفل باستمرار وضمه (دلال زائد عن حده)، وبالتالي يجب أن لا (تفلت له الحبل) لكي لا يطمع. لا، الطفل بريء جداً وليس طماع، وهو نقي جداً (أكثر منك إذا أردت). لا يجب أن يعامل كطماع، بل كبريء. وعليك أن تكون كريم معه إلى أبعد حد. في الحاضنات الخاصة تضع الممرضات أيديهن على جبين الرضيع لفترات جيدة، فهذا يحفز النمو العاطفي لديه. إذاً فالطفل لا يطلب منك سوى أبسط حقوقه. فلِم تلمه على ذلك؟

هناك فكرة سائدة يقولها علماء النفس، وهي; "لا تعامل الطفل كشخص كبالغ". وأتحداكم أن النسبة الغالبة من الناس لم تفهم القصد الحقيقي من هذه العبارة. فالناس تأخذ الأمور بشكل حرفي في معظم الأحيان. ففهموا العبارة كالتالي; لا تعامل الطفل كشخص مسؤول عن تصرفاته، بل عاقبه ووبخه حتى يكبر ويفهم أن هذا خطأ. التفسير الحقيقي للعبارة; لا ترد تصرفات الطفل إلى مردات كــ (خائن، طماع، وقح، لئيم، حقود، مغرور..) وكأنه شخص بالغ. لا، إنه بريء جداً. وتصرفاته عفوية أكثر ما تكون مبيت لها بنوايا سيئة. مجرد أخطاء لا تحاسبه عليها بشدة. بل خصص لها مكان داخل قلبك الكبير.

هناك من يقومون بتسكيت الطفل إذا قام بالصراخ في عمر مبكر (قبل الـ 5 أو 6 سنوات). إنما هذا التسكيت بالنسبة له يعتبر كقذيفة مدمرة تهدد بدمار شخصيته. فالطفل يعبر عن نفسه ولا يمكنك معاتبته وهو في سن مبكرة. في سن مبكرة، مباح للطفل أن يفعل ما يحلو له. ومباح له حتى الأذى. ولا يمكنك معاتبته على ذلك فهو بالمنطق غير ملام. إنما المسألة تحتاج إلى صبر وتفهم منك في المراحل الأولى. مع أخذ الاحتياطات اللازمة كوضع أواني الزجاج مثلاً في ارتفاعات عالية لا يستطيع الوصول إليها، وإلى آخره. عليك أن تطلق له العنان. ولا تضع في ذهنك أفكار وسواسية. مثلاً (لا تعودونه على حمل أجهزة الكترونية كأجهزة الريموت كنترول…). كن طبيعياً جداً، سينمو طفلك بسلام وسترتاح معه كثيراً وستحبه ويحبك. لا تفرض عليه وجهة نظرك فقط لأنها (صحيحة بنظرك). ولا تقم "بتلقينه" ما هو صحيح وما هو خطأ. ولا تفرض عليه دينك. برأيي، أعطه كتاب ليقرأ، وأجب على جميع أسئلته بشكل موضوعي، وراعِ حريته في الاختيار. سائر الطرق ستكون "غسيل دماغ" ليس إلا.

بالعودة إلى الموضوع الرئيسي، وكنتيجة; ليس هناك إنسان ذكي، أو غبي بالوراثة. إنما كل إنسان منا جاهز لأن يكون ذكياً أو بالعكس في أي وقت. الجينات موجودة. وتلعب البيئة الخارجية دورها في تشجيع وتحفيز جينات معينة أو تثبيطها نحو إحداث تأثير إيجابي، أو سلبي لدى السلوك. نفس الإنسان السلبي بصفاته (متوسط الذكاء)، يمكن انتشاله من وسطه المعيشي وإعادة تأهيله في بيئة جديدة أكثر إنتاجية واحترام وأجود روحياً واجتماعياً واقتصادياً وفكرياً.. بالتأكيد سيتحول إلى إنسان آخر مختلف تماماً ولا علاقة له بالسابق. سيكون خارق الذكاء مبدع ومنفتح الذهن ذو فكر مطلع وقد يقوم بإنجازات عظيمة تبقى عالقة في ذاكرة البشرية. ألا نلاحظ على بعض المغتربين في بلادنا اختلافاً في السلوك والسحنة الحضارية قبل وبعد الغربة وذلك بسبب تغير طريقة معيشتهم وعلاقاتهم؟!.. في مثال طرحناه أنا وصديقي وضحكنا سوياً; إذا أتينا بنيكولا تسلا وهو المسؤول عن معظم الاختراعات الالكترونية في عصرنا الحالي، لينشأ ويعيش في بلاد الشام، لن يكون أكثر من "بائع فلافل". وسيكون كما قال صديقي "ليس له علاقة بالتسلا"!.. إن ما يلعب دور في جودة الشخصية هو نوعية التأهيل. فإن لم يؤهل الإنسان جيداً روحياً واجتماعياً وفكرياً، فلن يكون خلوقاً ومنفتحاً ومبدعاً.

لكن هل يعفي ذلك الإنسان من تحمل المسؤولية تجاه سلوكه. فعندما نقول أن كل شيء متعلق بالجينات فنحن نقول (التربية أثرت على سلوكي وسأبقى كذلك ولن أتغير، وهذا ليس ذنبي). طبعاً ليس ذنب أحد ولسنا بصدد البحث عن المذنب. ولست بصدد إخلاء مسؤولية كل من كانت أخلاقه تتسم بالعنف والانحلال والوقاحة. فكل شيء له ثمن بالنهاية وهذا الأمر ليس بإرادتنا. وأنا أتحدث عن مشكلة قائمة بذاتها ويمكنك مشاهدتها بوضوح يومياً، فهناك تأثير. وهذا واقع أيضاً ولا يمكننا الهروب منه. لكن ما هو الحل؟ إن طريقة فهمنا للمشكلة تحدد أسلوب تعاملنا معها، بالتالي تحدد طبيعة الحل. فإذا كان الحل هو التغيير فالتغيير يبدأ من عندك. فإذا أردت التغيير وذلك بسبب شعورك بوجود معوقات، فخذ بعين الاعتبار بأن عوامل خارجية قد يكون لديها تأثير كبير عليك نفسياً وروحياً وبالتالي سلوكياً. وقد تشكل عائق في بعض الأحيان. فقرر ما تشاء وبنظرة صادقة مع نفسك وللواقع والآخرين.

فلنهندس أنفسنا أخلاقياً أيها السادة!..

إبراهيم الغفري

السلام عليكم
شكرا على الموضوع الجميل والمعاني الأجمل
بارك الله فيك

شكرااا على مرورك الكريم اخي ارجوا النشر للفائدة

السلام عليكم
بارك الله فيك
الأخلاق أيضا لابد لها من محيط مساعد فالمثل يقول
فاقد الشيء لا يعطيه
مستحيل أن نزرع الأخلاق في غيرنا ونحن نفتقدها
احترماتي

اجل اخي صدقت فاقد الشيئ لا يعطيهالجيريا

العناصر الأخلاقية للعقلية العلمية 2024.

لا يمكننا أن نتصور العناء والجهد والمكابدة التى يعانيها الإنسان صاحب العقلية العلمية الذي لديه روح ذات طابع أخلاقي تدفعه إلى أن يتنازل عن النمط السهل المريح الذي تسير عليه حياة الناس، لكي يحيا حياة مبدأها التخطيط العلمي. ويلخص الدكتور فؤاد زكريا القيمة الأخلاقية العليا التى تتميز بها العقلية العلمية فى كلمة واحدة هي "الموضوعية" وهى كلمة بسيطة شديدة التعقيد، سنحاول فيما يلي تحليل معانيها وجوانبها المختلفة بهدف إلقاء الضوء على العناصر الأخلاقية للعقلية العلمية:

1-الروح النقدية
ألا يتأثر صاحب العقلية العلمية بالمسلمات الموجودة أو الشائعة بل يجب عليه أن يعاود اختبارها وإخضاعها للفحص العلمي الدقيق، وأن ينتقد نفسه ويتقبل النقد من الآخرين. وألا ينقاد وراء سُلطة القِدم أو الانتشار أو الشهرة، ولا يقبل إلا ما يبدو له على أسس علمية وعقلية سليمة. وعندما أكدَت فكرة "تحدى البديهيات والمسلمات" قيمتها فى مجال العلم، شجعت الكثيرين على نقلها إلى مجال الفكر الفلسفي والاجتماعي والنفسي والسياسي، وأصبحت هذه الفكرة من أهم السمات المميزة لعصرنا الحاضر.

.
2- النزاهة
تتبدى نزاهة صاحب العقلية العلمية أوضح ما تكون فى استبعاده للعوامل الذاتية فى حكمه على الأمور، فينبغي عليه أن يطرح مصالحه وميوله واتجاهاته الشخصية جانبا وان يُعالج الأمور بتجرد تام. فهو لا يلجأ إلى طُرق الإقناع المألوفة التى نلجأ إليها كثيرا فى معاملاتنا اليومية، والتى تحفل بعناصر ذاتية لا صلة لها بالتفكير العلمي، مثل الإقناع عن طريق البلاغة اللفظية أو استخدام اللغة الانفعالية المؤثرة أو التلاعب بعواطف الناس أو إغرائهم واستثارة ميولهم ومصالحهم. فالعلم يربى العقلية على أن تترك انفعالاتها وتفضيلاتها الشخصية جانبا، وأن تنظر إلى الأمور نظرة منزهة عن كل غرض.

3- الحياد
نحن نصف الشخص الموضوعي بأنه محايد، ونعنى بذلك انه لا ينحاز إلى طرف من أطراف النزاع الفكري أو الخلاف العلمي. فصاحب العقلية العلمية يجب أن يقف على الحياد بمعنى أن يعطى كل رأى من الآراء المتعارضة حقه الكامل فى التعبير عن نفسه، ويزن كل الحجج بميزان من يخلو من الغرض أو التحيز. وعندما ينحاز صاحب العقلية العلمية آخر الأمر فلابد أن يكون انحيازه هذا مبنياً على تقدير موضوعي بحت لإيجابيات الحجج وسلبياتها، ومدى ملائمتها للإطار العام للموضوع أو القضية التى هو بصدد مناقشتها.


ملاحظة: الموضوع منقول.
أرجو ان يستفيد منه الجميع

الحياد في الأزمات الأخلاقية 2024.

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أما أود ان أبدا هذا الموضوع بمقولة قرأتها في رواية الجحيم لدان براون

الجيريا

من هذه العبارة التي تمثل حال ما يحدث اليوم في مجتمعنا مع أنها جاءت من انسان غير مسلم
لكن لو تأملنا فيها لوجدنا انها تخصنا
فنحن في مجتمعنا اليوم أصبح المنكر يمشي بيننا ولكن لا أحد حاول أبدا ان يردعه
حتى وصلنا لاى الحال اليوم
لكن لو أننا أوقفناه منذ بداية ظهوره لما تفشت في مجتمعاتنا كل هذه الآفات الاجتماعية وهذا أدى الى أن أصحبنا أذلاء بعد عزة
أترك لكم الخط الآن
تقبلوا تحياتي

يصدق فينا ممكن……..
نحن راضين بالهم والهم ماشي راضي بينا
نسال الله السلامة

كلامك صحيح اخي ,
نحن في زمن تخطي راسي ,
بارك الله فيك .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبدوري أريد أن أبدأ ردي على موضوعك
بما بدأت به موضوعك
حديث دان بروان
احلك الاماكن في جهنم هي لأولائك الذين يحافظون على حيادهم في الأزمات الأخلاقية
فأستغرب

نحن كمسلمين حين نتحدث عن اليوم الآخر عموما سواء جنة او نار
نعتمد على ماذا ؟
على القرآن الكريم والاحاديث القدسية و الأحاديث النبوية
فهل يحق لنا كمسلمين أن نترك الاستشهاد بما جاء في القرآن وما حكاه رسولنا صلى الله عليه وسلم عن رب العزة والأحاديث النبوية ونستشهد بكلام رجل مسيحي يتحدث فيه عن اليوم الآخر
وهل اطلع على أحلك الأماكن في جهنم حتى يأتي بهكذا افتراء وينسبها لأولائك الحيادين في أمور المسلمين
أخي الكريم أن لا اعيب عليك مضمون كلامك فهو حق

لكن آخذ عليك استشهادك بحديث مسيحي ان أمور غيبية وتركت الاستشهاد بما جاء في القرآن والاحاديث الصحيحة
ثم هو من خلال كلامه اقصد دان بروان كأنه اراد ان يدعي امرا غيبيا
فأمور العباد ومآلها موكلة الى الله سبحانه وتعالى
فلا نستطيع ان نجزم ان هذا السكير العربيد يدخل النار
او هذا السفاح مآله اليها
هذا حكمه لرب العباد

طبعا انا لا انفي من خلال كلامي كما قلت سابقا ان ما تحدثتَ عنه واقع
فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم
”من لم يهمه امر المسلمين فليس منهم”
”كما قال من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان ”
لكن يبقى دائما ان يبدأ المرء بنفسه وبعائلته فلو عمد الواحد منا الى ردع نفسه و الاهتمام بأسرته لكان الكل بألف خير

لكن يبقى الانسان يأتيه الشيطان من هوى النفس

بوركت أخي الكريم تقبل رأيي برحابة صدر

احترامي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مياسم الصمت الجيريا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبدوري أريد أن أبدأ ردي على موضوعك
بما بدأت به موضوعك
حديث دان بروان
احلك الاماكن في جهنم هي لأولائك الذين يحافظون على حيادهم في الأزمات الأخلاقية
فأستغرب

نحن كمسلمين حين نتحدث عن اليوم الآخر عموما سواء جنة او نار
نعتمد على ماذا ؟
على القرآن الكريم والاحاديث القدسية و الأحاديث النبوية
فهل يحق لنا كمسلمين أن نترك الاستشهاد بما جاء في القرآن وما حكاه رسولنا صلى الله عليه وسلم عن رب العزة والأحاديث النبوية ونستشهد بكلام رجل مسيحي يتحدث فيه عن اليوم الآخر
وهل اطلع على أحلك الأماكن في جهنم حتى يأتي بهكذا افتراء وينسبها لأولائك الحيادين في أمور المسلمين
أخي الكريم أن لا اعيب عليك مضمون كلامك فهو حق

لكن آخذ عليك استشهادك بحديث مسيحي ان أمور غيبية وتركت الاستشهاد بما جاء في القرآن والاحاديث الصحيحة
ثم هو من خلال كلامه اقصد دان بروان كأنه اراد ان يدعي امرا غيبيا
فأمور العباد ومآلها موكلة الى الله سبحانه وتعالى
فلا نستطيع ان نجزم ان هذا السكير العربيد يدخل النار
او هذا السفاح مآله اليها
هذا حكمه لرب العباد

طبعا انا لا انفي من خلال كلامي كما قلت سابقا ان ما تحدثتَ عنه واقع
فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم
”من لم يهمه امر المسلمين فليس منهم”
”كما قال من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان ”
لكن يبقى دائما ان يبدأ المرء بنفسه وبعائلته فلو عمد الواحد منا الى ردع نفسه و الاهتمام بأسرته لكان الكل بألف خير

لكن يبقى الانسان يأتيه الشيطان من هوى النفس

بوركت أخي الكريم تقبل رأيي برحابة صدر

احترامي

السلام عليكم
أختي لما اقتبست من دان براون
أنا أعرف أنا ما قاله عن الجحيم خاطئ
فالله هو أعلم بهذه الأمور الغيبية
لكن أردت ان أنوه الى شيء كيف وصل الغرب الى هكذا قيم
و أصبحوا يطبقونها أقصد ما نراه أحيانا على الأنترنت من أخلاق
و ما نراه في المقابل عندنا من أخلاق
أما عن الاستشهاد أنا أعرف الاحاديث والآيات التي جاءت على ذكر الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
ولكن أردت تغيير الوعي عن طريق طريقة أخرى
فمعظم الناس اليوم جعلوا القرآن للتبرك أما السنة فرموها ورائهم
و هكذا أصبحت خطب الجمعة لاتأثر على أحد وأصبح الناس يذهبون لصلاة كتقليد تعلموه منذ الصغر
وأصبحنا لا نتدبر القرآن حين قراءته بل أصبحنا نقرأه من أجل القراءة فقط أو أن يقال قارئ قرآن
و ما خفي أعظم
لذلك علينا أولا أن نغير عقلية الشعب وطريقة تفكيره جذريا قبل أن نحاول تغيير أخلاقة وسلوكه
وهذا لن يكون سهلا كشربة ماء
تقبلي تحياتي
والسلام عليكم

ظني بهته العبارة
الجيريا

أن الناس الحيادين في الأزمات الأخلاقية أنهم لا يستحقون إلا أكثر الأمكان ظُلمة
كظُلمة قلوبهم التي لا تبصر أبدا
قلوب أعمتها المصالح الشخصية و "تخطي راسي"
رغم أنه ليس سهل أن تنصح أحدا في هكذا وقت
أتدري أظن أنه من أكثر أسباب هته المشكلة هي الحساسية الزائدة
فالناصح يرى بأن رأيه سيرفض
و المنصوح يحسب نفسه على حق لأنه لا أحد يوجهه

و إختلط كل شيء و إنفلت العقد…..
و ضاعت زينتك يا أمة…
و تاه مَنْ حولكِ في جمع الحبات
و طار الِرباط مع الهوى
و إشتغل الرأس بتوافه الأمور
و إنحنى الجميع بحثا عن الغنى…

اللهم أصلح حالنا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة walddz الجيريا
ظني بهته العبارة
الجيريا

أن الناس الحيادين في الأزمات الأخلاقية أنهم لا يستحقون إلا أكثر الأمكان ظُلمة
كظُلمة قلوبهم التي لا تبصر أبدا
قلوب أعمتها المصالح الشخصية و "تخطي راسي"
رغم أنه ليس سهل أن تنصح أحدا في هكذا وقت
أتدري أظن أنه من أكثر أسباب هته المشكلة هي الحساسية الزائدة
فالناصح يرى بأن رأيه سيرفض
و المنصوح يحسب نفسه على حق لأنه لا أحد يوجهه

و إختلط كل شيء و إنفلت العقد…..
و ضاعت زينتك يا أمة…
و تاه مَنْ حولكِ في جمع الحبات
و طار الِرباط مع الهوى
و إشتغل الرأس بتوافه الأمور
و إنحنى الجميع بحثا عن الغنى…

اللهم أصلح حالنا

آمين يا رب العالمين
شكرا أخي على هذا الرد الطيب

العناصر الأخلاقية للعقلية العلمية 2024.

لا يمكننا أن نتصور العناء والجهد والمكابدة التى يعانيها الإنسان صاحب العقلية العلمية الذي لديه روح ذات طابع أخلاقي تدفعه إلى أن يتنازل عن النمط السهل المريح الذي تسير عليه حياة الناس، لكي يحيا حياة مبدأها التخطيط العلمي. ويلخص الدكتور فؤاد زكريا القيمة الأخلاقية العليا التى تتميز بها العقلية العلمية فى كلمة واحدة هي "الموضوعية" وهى كلمة بسيطة شديدة التعقيد، سنحاول فيما يلي تحليل معانيها وجوانبها المختلفة بهدف إلقاء الضوء على العناصر الأخلاقية للعقلية العلمية:

1-الروح النقدية
ألا يتأثر صاحب العقلية العلمية بالمسلمات الموجودة أو الشائعة بل يجب عليه أن يعاود اختبارها وإخضاعها للفحص العلمي الدقيق، وأن ينتقد نفسه ويتقبل النقد من الآخرين. وألا ينقاد وراء سُلطة القِدم أو الانتشار أو الشهرة، ولا يقبل إلا ما يبدو له على أسس علمية وعقلية سليمة. وعندما أكدَت فكرة "تحدى البديهيات والمسلمات" قيمتها فى مجال العلم، شجعت الكثيرين على نقلها إلى مجال الفكر الفلسفي والاجتماعي والنفسي والسياسي، وأصبحت هذه الفكرة من أهم السمات المميزة لعصرنا الحاضر.

.
2- النزاهة
تتبدى نزاهة صاحب العقلية العلمية أوضح ما تكون فى استبعاده للعوامل الذاتية فى حكمه على الأمور، فينبغي عليه أن يطرح مصالحه وميوله واتجاهاته الشخصية جانبا وان يُعالج الأمور بتجرد تام. فهو لا يلجأ إلى طُرق الإقناع المألوفة التى نلجأ إليها كثيرا فى معاملاتنا اليومية، والتى تحفل بعناصر ذاتية لا صلة لها بالتفكير العلمي، مثل الإقناع عن طريق البلاغة اللفظية أو استخدام اللغة الانفعالية المؤثرة أو التلاعب بعواطف الناس أو إغرائهم واستثارة ميولهم ومصالحهم. فالعلم يربى العقلية على أن تترك انفعالاتها وتفضيلاتها الشخصية جانبا، وأن تنظر إلى الأمور نظرة منزهة عن كل غرض.

3- الحياد
نحن نصف الشخص الموضوعي بأنه محايد، ونعنى بذلك انه لا ينحاز إلى طرف من أطراف النزاع الفكري أو الخلاف العلمي. فصاحب العقلية العلمية يجب أن يقف على الحياد بمعنى أن يعطى كل رأى من الآراء المتعارضة حقه الكامل فى التعبير عن نفسه، ويزن كل الحجج بميزان من يخلو من الغرض أو التحيز. وعندما ينحاز صاحب العقلية العلمية آخر الأمر فلابد أن يكون انحيازه هذا مبنياً على تقدير موضوعي بحت لإيجابيات الحجج وسلبياتها، ومدى ملائمتها للإطار العام للموضوع أو القضية التى هو بصدد مناقشتها.


ملاحظة: الموضوع منقول.
أرجو ان يستفيد منه الجميع

شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااا

شكرا وبارك الله فيك

الأصول المهنية والقانونية والأخلاقية لممارسة المهن الطبية 2024.

تحت عنوان
"الأصول المهنية والقانونية والأخلاقية لممارسة المهن الطبية"
برعاية كريمة من
صاحب السمو الشيخ/ حمدان بن راشد أل-مكتوم
نائب حاكم دبي، وزير المالية، رئيس هيئة الصحة بدبي

تاريخ الانعقاد : 12-13 نوفمبر 2024
مكان الانعقاد : مجمع محمد بن راشد الأكاديمي الطبي، دبي

المحاور الرئيسة
• التطبيقات القانونية والقضائية في مجال المسؤولية الطبية
• إجراءات التحقيق في دعاوى الأخطاء الطبية والآثار القانونية المترتبة عليها
• القضايا الكيدية ضد الأطباء: الأسباب والمشكلات والحلول
• المشكلات المتعلقة بالتأمين ضد المسؤولية الطبية والتعويض عن الأخطاء الطبية والدعاوى ذات الصلة
• أصول التحقيق مع مزاولي المهن الطبية

المشاركون
المسؤولون التنفيذيون وأعضاء الإدارات القانونية في وزارات الصحة والعدل والداخلية وفي مختلف الجهات والمستشفيات والمراكز الصحية؛ الأطباء من مختلف التخصصات؛ القضاة وأعضاء النيابات؛ الأطباء الشرعيون وخبراء السموم والمخدرات والمختصون بإدارات التحقيق في الأدلة الجنائية؛ أعضاء الإدارات القانونية في شركات الأدوية والتأمين والشركات المنتجة للتجهيزات الطبية؛ أساتذة كليات الطب والصيدلة والقانون.

أبرز المتحدثين في المؤتمر
1. معالي السفيرة/ فائقة الصالح، الأمين العام المساعد للجامعة العربية
2. أ.د/ توفيق خوجة، مدير عام المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة الخليجي
3. أ.د/ علاء علوان، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط.
4. أ. د/ سلمان الرواف، مدير قسم الصحة العامة، جامعة إمبريال كولدج، لندن.
5. د/ أمين الأميري، وكيل وزارة الصحة المساعد، الإمارات
6. سعادة/ طارش المنصوري، مدير عام محاكم دبي
7. أ.د/ محمد حجازي، استشاري أول الطب الشرعي، وزارة العدل، الإمارات
8. د/ رمضان إبراهيم، مدير إدارة التنظيم الصحي، هيئة الصحة بدبي
9. أ./ إيلي عبد النور، نائب الرئيس التنفيذي للمطالبات، شركة عمان للتأمين
10. د./ أحمد سليمان، مدير الشؤون القانونية بالإدارة العامة، هيئة الصحة بدبي
11. المستشار/ يونس حسين البلوشي، رئيس نيابة بنيابة دبي
12. الاستشاري/ محمود صبره، استشاري الصياغة التشريعية للعديد من المنظمات الدولية
<img src="https://[img]https://im60.gulfup.com/ziW3hU.jpg” border=”0″ alt=”الجيريا” onload=”” onerror=”this.src=’/wp-content/tasbih.jpg’;” />[/IMG]