بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
"وإنَّ مِن أعظم دلائل الإيمان التي اشتمل عليها القرآن ضربَ الأمثال التي بها تتّضح حقيقتُه،
وتستبينُ تفاصيلُه وشعبُه،وتظهرُ ثمرتُه وفوائدُه.والمَثَلُ هو عبارة عن قولٍ في شيء يُشبِه قولاً
في شيء آخر بينهما مشابهة لتبيين أحدهما من الآخروتصويره، ولا ريب «أنَّ ضربَ الأمثالِ
مما يأنسُ به العقلُ، لتقريبها المعقول من المشهود، وقد قال تعالى ـ وكلامه المشتمل
على أعظم الحِجَج وقواطع البراهين ـ: ﴿وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ العَالِمُونَ﴾ [العنكبوت: 43]،
وقد اشتمل منها [أي القرآن] على بضعة وأربعين مثلاً، وكان بعضُ السلف إذا قرأ مثلاً
لم يفهمه يشتدُّ بكاؤُه ويقول:لست من العالِمين»[الكافية الشافية لابن القيم (ص:9).]
.وكان قتادة يقول: «اعقِلوا عن الله الأمثال»[
رواه ابن أبي حاتم كما في الدر المنثور للسيوطي (5/26).]"
( من كتاب:تأملات في مماثلة المؤمن بالنخلة. للشيخ عبد الرزاق بن عبد محسن العباد)
•ما الحكمة في تشبيه المؤمن بالشجرة الطيبة والكافر بالخبيثة؟
ورد في الكتاب والسنة تشبيه الإيمان ونمائه في قلب المؤمن وأثره في
توحيد العبادة لله بالشجرة الطيبةفي نموها ونفعها وعطائها،
قال تعالى في كتاب العزيز:
{ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا
ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا
وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ
خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26)
يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ
وَيُضِلُّ اللَّهُ الظّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}إبراهيم:٢٤/٢٧.
السنة تحدد لنا نوعية الشجرة التى ضرب الله بها المثل في القرآن:
قال الامام البخاري رحمه الله حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان حدثنا
عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((ان من الشجر شجرةً لا يسقط ورقها وانها مثل المسلم حدثوني ما هي؟ قال :فوقع الناس في شجر
البوادي.قال عبد الله: فوقع في نفسي انها النخلة ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله؟ قال: هي النخلة))
وروى البخاري من طريق محارب بن دِثار: سمعت ابنَ عمر يقول:
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
«مثل المؤمن كمثل شجرة خضراء، لا يسقط ورقها ولا يتحاتُّ. فقال القوم: هي شجرة كذا،
هي شجرة كذا، فأردتُ أن أقول هي النخلة ـ وأنا غلام شاب ـ فاستحييت، فقال: هي النخلة»
يتبع إن شاء الله
الرجاء عدم الرد حتى يكتمل الموضوع وشكرا