إلى عبد الحليم المظلوم من قالمة 2024.

بعد أن بلغني ما حصل وما سيحصل لأخينا وزميلنا المساعد التربوي عبد الحليم من قالمة قررت أن أكتب هذه الكلمات القصيرة له ولكافة الإخوة المساعدين ولظالمه بالذات حتى لاتموت الضمائر ؛ وليكون للحياة معنى، أكتب والكلمة قد تؤتي أكلها بإذن ربها! فإلى كل محقور و مظلوم و صابر على الحيف ، أبشر بعظم ما ينتظرك عند الله الذي حرّم الظلم على نفسه وجعله بين الناس محرّما، إنّ الله حاضر شاهد بصير قريب، قد أحاط بكل شيء علماً وسمعاً وبصرا (قال لا تخافا إنّني معكما أسمع وأرى ) «طه-46» .
أبشر.. فإنّ الله معك وناصرك ومنتقم لك، قليل من الوقت يختبر الله فيه الظالم والمظلوم، والشاهد على الظلم وحتى الساكت على الحق والمعين على الباطل !
إذن كيف بك والوحي الشريف، يقرّر ويدعو لنفي وإزالة الظلم، والأخذ على أيدي الظالمين.
كيف بك والقرآن يتوعد الظالم في آيات كثيرة، ويعد المظلوم بالقصاص من غريمه، مع النّصر وحسن العاقبة
( سيصيب الذين أجرموا صغارٌ عند الله وعذاب شديدٌ بما كانوا يمكرون ) « الأنعام_124 ».
( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) « الشعراء _ 227».
( فلا تعجل عليهم إنّما نعدُّ لهم عدًّا ) « مريم _ 84 ».
(ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين) «الأنبياء_47»
افرح ولا تحزن وأنت ترى الله بجلاله وعظمته وسلطانه: يواسيك، ويوصيك بالتصبّر به سبحانه، في آيات تفيض باللطف والرحمة والود من المولى الجليل، بعبده ووليه المؤمن ( واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون * إنّ الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) « النحل 127 _128 ».
أقول لك هذه الكلمات لأواسيك و أعلم كل واحد ممن هم حولك وأقرب إلى مكانك الذي أنت فيه ولا أعلم كيف سيقرؤها كلّ واحد منهم في كل الوطنٍ، وقد شبَّهَهُم نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام بالبنيان المرصوص يشدُّ بعضه بعضًا، وكالجسد الواحد إذا تألَّم أو تظلَّم منه عضْوٌ تداعتْ له كل الأعضاء بالنصرة والنجدة والحماية والرعاية.
و يقول النبي صلى الله عليه وسلم أيضا كما في الحديث الحسن عند أبي داود، عن جابر وأبي طلحة – رضي الله عنهما –الجيريا ما من امرئ مسلم يخذل امرأً مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته ، وما من امرئ مسلم ينصر امرأً مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته( .
أيها المساعدون التربويون …
لا تديروا ظهوركم للمظلومين، ولا تسمحوا للنسيان أن يبتلع قضيتكم.
اضرعوا وابتهلوا إلى الله بخالص الدعاء، أن يعجّل الله بالفرج لأخينا ومزميلنا المساعد التربوي عبد الحليم من قالمة
ثم أروا الله صدقاً من أنفسكم بالسعي والبذل والتضحية والعمل، لننصر أخانا وننصر قضيتنا كل حسب قدرته ومجال حركته
…ولهذا المدير الظالم أقول إذا لم تكن صاحب دينٍ ، فكن ذا مروءة ، فلإن المروءة إذا جاءت جاء معها الدين ، ولا تخسر المروءة فتخسر الرجولة ، فتكن من اللاتي ابتلاهن الله بجرَّ الذيول وفتنة المفتونين ..
كتب القتل والقتال علينا وعلى الغانيات جُّر الذيول
يا مدير !

أنت ترى دائماً أن الحق هو ما أحققته أنت ، وأن الباطل هو ما أبطلته ، أليس هذا جهلاً منك وغروراً ..
أم أنك كما قال الشاعر :
أسدٌ على وفي الحروب نعامة فتخاء تنفر من صغير العصافر
هلاَّ برزت إلى غزالة في الوغى أم كان قلبك في جناحي طائر
أيها المدير …
إن رأيت غيرك ، قد فتح الله له قلوب العباد ، وطرق العلم ، ومنحه محبة الخير للغير ، وأحبه الناس ..
فلماذا تقف أنت _ بسُلطتك _ حجرَ عثرة في طريقه ، وتشوّه سمعته ؟.ماذا ستكسب من جراء ذلك ؟
ماذا ستقول لله تعالى يوم القيامة ؟! هل ستكذب على الله ؟ ألا تخشى من شهادة الأشهاد ( هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ)(هود: من الآية18)

ألا تخاف الله ..

إن من ظلمته يا صاحب السعادة ، أخبروني بأنه يدعو عليك الليلَ والنهار
نامت عيونك والمظلوم منتبهٌ *** يدعو عليك وعين الله لم تنم
بل قد بدأ كل مخلص ممن سمع بالقضية يقول عنك : اللهم عليك به .. اللهم أشغله في نفسه ، اللهم أحزن قلبه كما أحزن قلبه .. مثلما يقول المظلوم عن ظالمه اللهم اكفنيه بما شئت وأجعل كيده في نحره .. اللهم أرني فيه عجائب قدرتك ..!!

سنشتغل بالدعاء عليك وعلى أذنابك الذين ناصروك في هذا الظلم!! بل إنه أخبرني أحدهم _ وهو عندي صدوق والله حسيبه

_أنه لمَّا أكثر من الدعاء عليك وعجز ونفدت كلماته ، فوّض أمره إلى الله ( إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد )(غافر: من الآية44)

فما ظنك بمظلوم فوّض أمرك وأمره إلى الله تعالى ، هل تظن أن الله عز وجل سيضيعه ؟! كلا والله .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.