المقصودُ مِن الصِّيام حقِيقةً الشّيخ العثيمين يرحمه الله تعالى 2024.

بسم الله الرّحمن الرّحيم
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله ربّ العالمين
وبه نستعينُ وعليه التّكلانُ..

المقصودُ مِن الصِّيام حقِيقةً

قال الشَّيخ محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله-:
والمقصود مِنَ الصِّيام حقيقةً؛ هو: تقوى الله عزَّ وجلَّ ، بدلالة الكتاب والسُّنَّة؛
قال الله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 183]

لم يقل: لعلكم تجوعون، أو لعلكم تتمرنون على تحمُّلِ الجوع والعطش، وكفِّ النَّفسِ عن الشَّهواتِ؛ قال: ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾.

والتَّقوى: فعل أوامر الله، وترك نواهيه.

وقال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: ((مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ اَلزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ، وَالْجَهْلَ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ بِأَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ))[1].
هذا هو المقصود حقيقةً بالصَّوم؛
لكنَّه الآن في مفهوم كثير من المسلمين هو الإمساك عن المفطِّرات؛
ولذلك تجد بعضهم لا يهمُّه في نهار رمضان إلا أن يقطع أوقاته في النَّوم تارة، وباللهو تارة أخرى، ولا تجد عليه علامات الصَّوم،
وليس يوم صومه مخالفًا ليوم فطره؛ بل هما سواء عند كثير من النَّاس!
وهذا هو الذي أفقد الأمَّة الإسلاميَّة روح عباداتها وشعائرها؛ حتى أصبح المسلمون الآن في كثيرٍ مِن الأحيان وفي كثير من شعوبهم
وأفرادهم يأتون هذه العبادات وكأنَّها شعارٌ قوميٌّ، لا كأنَّها عبادة دينيَّة! كأنَّها عادة مشوا عليها، وكان عليها آباؤهم وأجدادهم!
ولذلك فُقِدَت المعاني العظيمة التي تترتب على هذه العبادات الجليلة.
فمثلاً: الصَّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، أكثر النَّاس ينصرف من صلاته ولم يتأثر إطلاقًا، لم يتأثر بكراهة الفحشاء والمنكر،
مع أنَّ صلاته لو كانت على الحقِّ وعلى ما ينبغي؛ لوجد مِن نفسه أنَّه إذا خرج منها كان كارهًا للفحشاء والمنكر؛
لأنها تنهاه عن الفحشاء والمنكر.
كذلك الصِّيام، النَّاس يصومون الآن شهرًا كاملاً، لو كانوا كما أراد الله منهم أنْ يتقوا الله ويدعو قول الزُّور والعمل به، والجهل؛
لكان الشهر كامل يعني: نصف سدس السَّنَة لا يمكن أن يخرج؛ إلا وقد تربُّوا تربية تامَّة على طاعة الله، وتقوى الله.
لكن مَن مِنا إذا خرج رمضان، وجد مِن نفسه استقامة وحسن عمل أكثر مما كان في شعبان؟!
أكثر النَّاس إذا انتهى رمضان فرحوا فرح شهوة بانتهاء الصَّوم؛ فكأنَّهم فرِحوا بخروجه ولم يفرحوا من خروجهم من ذنوبهم!
ولذلك يجب علينا أنْ نعرف الحكمة العظيمة من الصَّوم، وأن نصوم كما أراد الله مِنَّا،
وكما بيَّن لنا رسولنا صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم، نصوم عن معاصي الله، إلى طاعة الله عزَّ وجلَّ.

المصدر: لقاء الباب المفتوح (الشريط: 147 الوجه: أ).

————————
[1] أخْرجهُ البخارى (5/2251 ، رقم 5710)

منقول من شبكة الآجريّ بارك الله في القائمين عليها
رمضانكم مبارك
وصحّ فطوركم.

بارك الله فيك ورحم الله شيخنا وحبيبنا وجمعنا واياه في جنات النعيم

بارك الله فيك

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو مسلم السلفي الجيريا
بارك الله فيك ورحم الله شيخنا وحبيبنا وجمعنا واياه في جنات النعيم

وفيكم يبارك الله تعالى
جزاكم الله خيرا وأسأل الله تعالى أن يوفّقكم ويسدّد خطاكم..

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hocine2017347 الجيريا
بارك الله فيك

وفيكم يبارك الله تعالى
أحسن الله إليكم ونفعكم الله تعالى وإيّانا والمؤمنين بالموضوع.

بارك الله فيك

أحسن الله إليكم ورحم الله الشيخ العثيمين رحمة واسعة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mohamed real morinho الجيريا
بارك الله فيك

وفيكم يبارك الله
جزاكم الله خيرا على تشريف صفحتنا المتواضعة
شكرا جزيلا.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهاجرة إلى ربي الجيريا
أحسن الله إليكم ورحم الله الشيخ العثيمين رحمة واسعة

آمين آمين
بارك الله فيكم ويسّر الله أموركم على الخير
وفّقكم الله تعالى.

جزاكم الله خيرا ونفع بكم.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العنبلي الأصيل الجيريا
جزاكم الله خيرا ونفع بكم.

وإيّاكم إن شاء الله
بارك الله فيكم وأحسن الله لكم
وأعانكم الله على طاعته ومرضاته آمين.

بارك الله فيكم أخي ونفعنا بصوم رمضان ورزقنا التقوى وحسن الخاتمة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد جديدي التبسي الجيريا
بارك الله فيكم أخي ونفعنا بصوم رمضان ورزقنا التقوى وحسن الخاتمة

آمين يا رب
نسأل الله ذلك برحمته ومنه
إنّه أعظم مسؤول
بورك فيك أخي جزيت الجنّة.

يرفع للفائدة إن شاء الله تعالى

بارك الله فيكم

بارك الله فيك و جعل عملك هذا في ميزان حسناتك ان شاء

بارك الله فيك على لفت انتباهنا إلى ما في هذه الآية الكريمة
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 183]

فالتقوى وخشية الله عز وجل هو الأمر الوحيد الذي يكبح جماح النفس ويقبر شهواتها، فالإنسان التقي يراقب نفسه ويحاسبها فلا يترك للشيطان مجالا لإغوائه، ولكن التقوى لا يتأتى للفرد إلا بمعرفة الله ومعرفة الله الله لا تتأتى إلا بالإنقطاع عن الدنيا وزينتها كما نفعل أثناء الصوم

مرة أخرى جازاك الله خيرا على الموضوع المفيد