الأسباب الدّافعة إلى عدم الاعتراف بالحقّ بعد علمِه العلامة عبد الرحمن بن يحي المعلمي 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
فهذا كلام العلاّمة عبدُ الرّحمنِ بنُ يحي المعلميّ العُتميّ اليماني -رحمه الله-:عن الأسباب الدّافعة إلى عدم الاعتراف بالحقّ بعد علمِه و تبيُّنِه ، و عن بواعثِ التّمادي على الباطلِ:
قال -رحمه الله-: [ الدّينُ على درجاتٍ: كفٌّ عمّا نهُي عنه، و عملٌ بما أُمر به ، و اعترافٌ بالحقّ ، واعتقادٌ له وعلمٌبه . ومخالفةُ الهوى للحقِّ في الكفّ واضحةٌ ، فإنّ عامَّة ما نهي عنه شهواتٌ ومستلذّاتٌ ، و قد لا يشتهي الإنسانُ الشّيءَ مِنْ ذلكَ لذاته ، ولكنّه يشتهيهِ لعارضٍ .

و مخالفةُ الهوى للحقّ في العمل واضحةٌ ، لما فيه من الكُلفة والمشقّةِ.

و مخالفةُ الهوى للحقِّ في الاعتراف بالحقّ من وجوهٍ:
الأوّلُ : أنْ يرى الإنسانُ أنّ اعتراف بالحقّ يستلزمُاعترَافَه بأنّه كان على باطلٍ، فالإنسان يَنشأُ على دينٍ أو اعتقادٍ أو مذهبٍ أورأيٍي تلقّاهُ من مربّيهِ ومعلّمهِ على أنّه حقٌّ ، فيكون عليه مدّةً ، ثمّ إذاتبيّن له أنّه باطلٌ شقَّ عليه أن يعترفَ بذلكَ ، وهكذا إذا كان آباؤه أو أجداده أومتبوعُه على شيءٍ ، ثمّ تبيّن له بطلانُه ، و ذلك أنه يرى أنّ نقصَه ممستلزمٌ لنَقصِه، فاعترافُه بضلالهم أو خطأِهم إعترافٌ بنقصه ، حتى أنّ كل ترى المرأةَ فيزماننا هذا إذا وقفتْ على بعض المسائلِ التي كان فيها خلافٌ بين أمّ المؤمنين عائشةَ و غيرِها منَ الصّحابة ، أخذتْ تحامي عن قولِ عائشةَ ، لا لشيءٍ ، إلا لأن ّعائشَةَ امرأةٌ مثلُها ، فتتوهّمُ أنّها إذا زعمت أنّ عائشة أصابتْ و أنّ مَن ْخالفها من الرّجالِ أخطأوا ، كان في ذلك إثباتُ فضيلة لعائشة على أولئك الرّجال ،فتكون تلك الفضيلةُ فضيلةً للنّساء على الرّجال مطلقًا ، فينالها حظٌّ من ذلك ،وبهذا يلوحُ لك سرُّ تعصّبِ العربي للعربي، و الفارسي للفارسي ، و التركي للتركي ،وغيرذلك .حتى لقد يتعصّبُ الأعمى في عصرنا هذا للمَعَرّي !.

الوجهُ الثّاني : أنْ يكونَ قدْ صارَ لهُ فيالباطلِ جاهٌ و شهرةٌ و معيشةٌ،فيشقُّ عليه أن يَعترفَبأنّه باطلٌفتذهبُ تلك الفوائدُ .

الوجه الثالث : الكِبْرُ، يكونُالإنسان على جهالةٍ أو باطلٍ ، فيجيءُ آخَرُ فيبيّنُ له الحُجّةَ،فيرى أنّه إناعترف كان معنى ذلك اعترافُه بأنّه ناقصٌ، و أنّ ذلك الرّجلَ هو الذي هداهُ،ولهذا ترى من المنتسبينَ إلى العلم من لا يشقُّ عليه الاعتراف بالخطأ إذا كان الحقُّ تبيّنَ له ببحثه و نظره ، و يشقُّ عليه ذلك إذا كان غيرُه هوالذي بيّنَ له ] اهـ [1]

_______________________
[1]: "القائد إلى تصحيح العقائد" و هوالقسم الرابع من كتاب ( التنكيل بما تأنيب الكوثري من الأباطيل )الفصل الثاني

منقول للفائدة