**//**//** أي أبنائي المعلّمين للبشير الإبراهيمي رحمه الله **//**//** 2024.

بسم الله الرّحمن الرّحيم

أي أبنائي المعلّمين

مراحل التعليم الابتدائي هي- بالأصول- مراحل التكوين الأول للناشئة وعلى أساسها يُبْنَى مستقبلهم في الحياة، فإن كان هذا التكوين صالحًا كانوا صالحين لأمّتهم ولأنفسهم. وإن كان ناقصًا مختلًّا زائفًا بنيت حياة الجيل كله على فساد، وساءت آثاره في الأمّة، وكانت الأميّة أصلح لها منه وأسلم عاقبة.

إن تبعة ذلك كله تلقى على المعلمين الكرام.فلينظروا أي موقف أوقفتهم الأقدار فيه، وليشدّوا الحيازيم لأداء الأمانة على وجهها، وليجعلوا من أخلاقهم وعزائمهم مرآة للناشئة وقدوة صالحة لها، لينطبع هذا الجيل الذي هو باكورة النهضة على أخلاق متينة، وعزائم قوية ودين صحيح، وليعلموا أنهم إنما يبنون للأمة من كل جيل سافًا حتى يعلو البناء ويشمخ. وإن البناء لا يعلو قويًّا صحيحًا متماسك الأجزاء متعاصيًا على الهزات والزلازل إلا إذا كان الأساس قوّيًا متينًا، متمكنًا ركينًا، وإن هذا الجيل الذي بين أيديهم هو حجرة الأساس في بناء هذه الأمّة من جديد. فليثبتوا الأساس، ليثبتوا الأساس.

ليعلم أبناؤنا معلّمو هذا الجيل، أننا- ولا منة عليهم- مهّدنا لهم كثيرًا من العقاب، وذلّلنا لهم كثيرًا من الصعاب، وحللنا كثيرًا من العقد الاجتماعية التي عقدها البعد عن هداية الدين، والجهل بحقائقه، ووطأنا لهم أكناف النفوس المستعصية عن العلم، المستعصمة بالجهل، فأقبلت على العلم بعد أن كانت عنه معرضة، وجادت في سبيله بالمال بعد أن كانت به شحيحة، واستمرأت القراءة فآمنت بها وأنِسَتْ، واستوبلت الأميّة فكفرت بها واستوحشت منها، وعرفت القرآن بعد أن هجرته وتنكرت له، وأصبحت تهتز لسماع لغة القرآن اهتزاز النشوة والطرب، وفتحنا أذهانها على حقائق الإسلام فأدركتها وجدّت في طلبها بعد أن كانت تتلهّى عنها بقشور تسمّيها الإسلام، ووصلنا ماضيها المشرق بحاضرها المظلم لينعكس عليه إشراقه بعد أن قطعت الصلة بينها وبينه بجهلها ورعونتها، ووجّهناها إلى سعادة الحياة وشرف الحياة وجدّ الحياة بعد أن كانت قانعة منها لهزلها وسفاسفها وتوافهها. وكل ذلك مما يعين المعلّمين لهذا الجيل، ويخفف عنهم المشقّة.

فليعلموا أننا تعبنا في هذه المرحلة لينعموا ولو بقليل من الراحة، وأن على مقدار تعبهم في تربية هذا الجيل وتعليمه وإعداده للحياة ومطالبها تكون الراحة لمن بعدهم من المعلّمين والعاملين لخير هذه الأمّة في جميع الميادين.

إن زمانكم بطل فقاتلوه بالبطولة لا بالبطالة. وإن البطل هو الذي يتعب ليستريح غيره.

إن الذبذبة التي شهدنا آثارها السيئة في هذا الجيل الذي نحن في آخره، معظم السبب فيها آت من قارئيه ومتعلميه- على قلّتهم- فهم على تفاهة معلوماتهم وقلة محصولهم من المعرفة، لا يرجعون إلى أصل واحد في التعليم ولا إلى منهج واحد في التربية. وإذا اختلفت الأصول والمناهج في أمّة واحدة كانت كلها فاسدة، لأن الصالح كالحق لا يتعدد ولا يختلف. وخير المناهج لأمّة كأمّتنا في ظرف كظروفنا ما خرج سالكه بفكر صحيح وإن لم يخرج بعلم كثير …

أعيذكم بالله يا أبنائي المعلّمين أن تجعلوا كل اعتمادكم في تربية الصغار للرجولة على البرامج والكتب. فإن النظم الآلية لا تبني عالمًا ولا تكون أمّة ولا تجدّد حياة، وإنما هي ضوابط وأعلام ترشد إلى الغاية، وتعين على الوصول إليها من طريق قاصد وعلى نهج سويّ. أما العمدة الحقيقية في الوصول إلى الغاية من التربية فهي ما يفيض من نفوسكم على نفوس تلاميذكم الناشئين من أخلاق طاهرة قويمة يحتذونكم فيها ويقتبسونها منكم، وما تبثّونه في أرواحهم من قوة وعزم، وفي أفكارهم من إصابة وتسديد، وفي نزعاتهم من إصلاح وتقويم. وفي ألسنتهم من إفصاح وإبانة. وكل هذا مما لا تغني فيه البرامج غناء. ولو كانت البرامج تكفي في التربية لكان كل عالم مربّيًا، ولكن الواقع خلاف هذا.

أي أبنائي المعلّمين:

هناك أمم تقدّمتكم في العلم والمعرفة والنظام، فخذوا من مباديها العبرة، وخذوا من مصايرها العظة، وإن عبرة العبر لكم فيها أن العلم وإن تشعبّت عندها أغصانه، وتفرّعت أفنانه، وأسلس لها عَصِيُّهُ حتى فتحت به مغلقات الكون، لم يغن عنها فتيلًا مما تغني الأخلاق والفضائل.

إن العلم لم ينه مفسدًا عن الإفساد، ولم يزع مجرمًا عن الإجرام، ولم يمت في نفوس الأقوياء غرائز العدوان والبغي على الضعفاء، بل ما زاد المتجرّدين من الفضيلة إلا ضراوة بالشر، وتفنُنًا في الإثم. فاجعلوا الفضيلة رأس مال نفوس تلامذتكم واجعلوا العلم ربحًا.

أي أبنائي المعلّمين:

إنكم في زمن، كراسي المعلّمين فيه أجدى على الأمم من عروش الملوك، وأعود عليها بالخير والمنفعة. وكراسي المعلّمين فيه أمنع جانبًا وأعزّ قبيلًا من عروش الملوك: فكم عصفت العواصف الفكرية بالعروش، ولكنها لم تعصف يومًا بكرسي المعلم.
إنكم تجلسون من كراسي التعليم على عروش ممالك، رعاياها أطفال الأمّة، فسوسوهم بالرفق والإحسان، وتدرجوا بهم من مرحلة كاملة في التربية إلى مرحلة أكمل. إنهم أمانة الله عندكم، وودائع الأمّة بين أيديكم، سلّمتهم إليكم أطفالًا، لتردّوهم إليها رجالًا، وقدّمتهم إليكم هياكل لتنفخوا فيها الروح، وألفاظًا لتعمروها بالمعاني، وأوعية لتملأوها بالفضيلة والمعرفة.

إنكم رعاة، وإنكم مسؤولون عن رعيتكم. وإنكم بناة، وإن الباني مسؤول عما يقع في البناء من زيغ أو انحراف.

إن من الطباع اللازمة للأطفال أنهم يحبّون من يتحبب لهم، ويميلون إلى من يحسن إليهم، ويأنسون بمن يعاملهم بالرفق، ويقابلهم بالبشاشة والبشر. فواجب المربّي الحاذق المخلص، إذا أراد أن يصل إلى نفوسهم من أقرب طريق، وأن يصلح نزعاتهم بأيسر كلفة، وأن يحملهم على طاعته وامتثال أمره بأسهل وسيلة، هو أن يتحبب إليهم، ويقابلهم بوجه متهلل، ويبادلهم التحية بأحسن منها، ويسألهم عن أحوالهم باهتمام، ويضاحكهم، ويحادثهم بلطف وبشاشة، ويبسط لهم الآمال، ويظهر لهم من الحنان والعطف ما يحملهم على محبته، فإذا أحبّوه أطاعوه وامتثلوا أمره، وإذا أطاعوا أمره وصل من توجيههم في الصالحات إلى ما يريد، وتمكّن من حملهم على الاستقامة وطبعهم على الخير والفضيلة. فإذا ملك نفوسهم بهذه الطريقة- طريقة الترغيب- حبّب إليهم المدرسة والقراءة والعلم. وإن الصغير لا يفلح في التربية ولا ينجح في القراءة إلا إذا أحبّ معلّمه كحبّه لأبويه أو أعظم، وأحبّ المدرسة كحبّه لبيت أبويه أو أشدّ. وكثيرًا ما رأينا الصغار الذين يربيهم معلّموهم على هذه الطريقة الحكيمة يباهي أحدهم تربه بقسمه وبمعلّمه، ويباهي زميله في مدرسة أخرى بمدرسته، كما يتباهون في العادة بالآباء والبيوت. وما ذلك إلا أثر من آثار المعاملة من المعلم.
..
ليحذر المعلّمون الكرام من سلوك تلك الطريقة العتيقة التي كانت شائعة بين معلّمي القرآن، وهي أخذ الأطفال بالقسوة والترهيب في حفظ القرآن، فإن تلك الطريقة هي التي أفسدت هذا الجيل وغرست فيه رذائل مهلكة. إن القسوة والإرهاب والعنف تحمل الأطفال على الكذب والنفاق، وتغرس فيهم الجبن والخوف، وتُبغض إليهم القراءة والعلم. وكل ذلك معدود في جنايات المعلّمين الجاهلين بأصول التربية.

وليدرس المعلم ميول الأطفال بالاختلاط بهم، وليكن بينهم كأخ كبير لهم يفيض عليهم عطفه، ويوزّع بشاشته ويزرع بينهم نصائحه، ويردّ الناد منهم عن المحجة برفق. إن درس الميول يمكّن المعلم من إصلاح الفاسد منها، ومن غرس أضدادها من الفضائل في نفوسهم. وإن المعلم لا يستطيع أن يربّي تلاميذه على الفضائل إلا إذا كان هو فاضلًا … ولا يستطيع إصلاحهم إلا إذا كان هو صالحًا، لأنهم يأخذون منه بالقدوة أكثر مما يأخذون منه بالتلقين.

أيها المعلّمون الكرام:

إن البيت عند الأمم الحية هي أخت المدرسة. كلتاهما مكمّلة للأخرى، فالتلميذ بينهما يتقلّب بين عاملين من عوامل التثقيف والتهذيب. أما البيت عند أمّتكم فهي ضرة المدرسة، ما تبنيه هذه تهدمه تلك، وما تزرعه هذه تقلعه تلك. لأن قعائد البيوت جاهلات. وقعائد البيوت هنّ قواعدها، وويل لبيوتنا من هذه القواعد ما دمن جاهلات. ووارحمتا لكم من هذه الحالة وهذا الموقف، ولا أب يؤيّد ويناصر، ولا أم تعين وتؤازر.
..
إذا كان الأمر كذلك فانظروا – يا رعاكم الله- أي عبء ألقته المقادير على كواهلكم، وأي واجب تؤدّونه لدينكم ولغتكم وأمّتكم، وأي عهد في أعناقكم يجب أن توفوا به لها.

ههنا توقظ الليالي هاجعها، وههنا تجافي الجنوب مضاجعها، وههنا تسمو نفوس، وتسف نفوس، وههنا تنسى المادة الخسيسة حتى كأنها ليست من هذا الوجود …

أي أبنائي المعلمين:

إن الأطفال مفطورون على غرائز ناقصة يزيدها الإهمال وفقدان التربية الصالحة نقصًا وشناعة، وتعالجها التربية الحكيمة كما تعالج الأمراض. فإذا لم تعالج في الصغر اندملت نفوسهم عليها كما يندمل الجرح على فساد، وجفّت كما يجفّ العود على عوج، فضعوا أيديكم على تلك النقائص وتعمدوها بالإصلاح والتقويم، أو بالتشذيب والتعديل.

فمن النقائص اللازمة للصغار: الخوف والغضب والحسد وسرعة التأثر والانفعال وسرعة التصديق بكل شيء وإفشاء كل ما تسمعه آذانهم وتراه أعينهم.
أما الخوف فمنشؤه أوهام تحوكها الأم الجاهلة لصغيرها منذ الرضاعة تستعين بها على إسكات الطفل أو تسكين حدّته، وهي لا تدري ماذا تجني عليه من تلك الأوهام، ولا أي مرض عضال ابتلته به صغيرًا ليتجرّع غصصه كبيرًا.

فاجتثوا هذا الغرس الخبيث من نفوسهم بتقوية الإرادة فيهم وبتنمية الحقائق في أذهانهم. وداووا كل نقيصة من تلك النقائص بتقوية ضدها في نفوسهم، وببيان أضرارها بالتصوير العملي على قدر ما تحتمله عقولهم. وأنجع الأدوية ترويضهم على الصبر والصدق والتسامح والشجاعة. ربّوهم على الفضائل- وأكرّر القول وأعيده- وقدّموها على العلم.

إن الأخلاق العالية هي الأصل، وإن العلم لا يغني عنها، ولا يأتي بها، وكم رأينا من عالم يعظ الناس وينهاهم عن المنكر ثم يخالفهم إلى ما نهاهم عنه. وكم رأينا من طبيب يبيّن مضار الخمر للناس وهو يعاقرها.

ربّوهم على الرجولة وبعد الهمّة، وعلى الشجاعة والصبر، وعلى الإنصاف والإيثار، وعلى البساطة واليسر، وعلى العفة والأمانة، وعلى المروءة والوفاء، وعلى الاستقلال والاعتداد بالنفس، وعلى العزة والكرامة، وعلى التحابب والتسامح، وعلى حب الدين والعلم والوطن والوالدين والمعلم.

أفهموهم من الصغر معنى الأسرة وروابطها وواجباتها، وتدرّجوا بهم من معنى الأسرة إلى معنى الأمّة، وأشربوا قلوبهم أنهم فروع من دوحة واحدة ذات خصائص طبيعية ليحافظوا عليها.

كونوا لتلاميذكم قدوة صالحة في الأعمال والأحوال والأقوال. لا يرون منكم إلا الصالح من الأعمال والأحوال، ولا يسمعون منكم إلا الصادق من الأقوال. وإن الكذب في الأحوال أضرّ على صاحبه وعلى الأمّة به من الكذب في الأقوال. فالأقوال الكاذبة قد يحترز منها، وأما الأحوال الكاذبة فلا يمكن منها الاحتراز. وقد يقول لكم قائل: إنه رجل صالح، فتحتقرونه لأنه مُزَكٍّ لنفسه، ولكون الاحتقار، مانعًا من الاغترار. ولكنه يأتيكم من طريق أخرى فيلبس لبوس الصالحين ويتظاهر بأحوالهم من الصمت والسمت فتغترون به، وهو هو بعينه. وكم أهلك هذه الأمّة المتظاهرون بالصلاح، والمتظاهرون بالزعامة، والمتظاهرون بالإمامة.

أي أبنائي المعلّمين:

إنكم جنود الإصلاح، فأصلحوا نفوسكم وداووها من داء الأنانية والغرور وتلاقوا على الحرفة الجامعة بالأخوّة والتعاون، والتساند والتضامن.

إنكم من جيل فتح آذانه على نغمة متردّدة كثر لوكها حتى أصبحت دعوى كل مدّع، وشعوذة كل مشعوذ، وهي خدمة الأمّة، وخدمة الوطن. وإن أشرف خدمة يقدّمها العاملون المخلصون لأمّتهم ولوطنهم هي التعليم والتربية الصالحة، فهما سلّم الحياة وإكسير السعادة.

إن أستاذ العاملين الأكبر هو الاستعمار نفسه. يدلّهم بفضائحه البادية، وأعماله الباغية العادية، على طريقة العمل. فإن أردتم أن تعرفوا الطريقة المثلى لخدمة أمّتكم، وتتبيّنوا الطريق القاصد، فانظروا إلى الاستعمار، واعرفوا الطرق التي سلكها لقتل أمّتكم فاسلكوا ضدّها لإحيائها. وادرسوا الوسائل التي تذرع بها لاستعباد أمّتكم فاستخرجوا منها وسائل تحريرها.

أنتم معاقد الأمل في إصلاح هذه الأمّة، وإن الوطن لا يعلّق رجاءه على الأميّين الذين يريدون أن يصلحوا فيفسدون، ولا على هذا الغثاء من الشباب الجاهل المتسكع الذي يعيش بلا علم ولا عقل ولا تفكير، والذي يغط في النوم ما يغط، فإذا أفاق على صيحة تمسّك بصداها وكرّرها كما تكرّر الببغاء.

كان الله لكم، وجعلكم عند حسن ظننا بكم، وأجرى على أيديكم الفتح والنجح.

آفلو، رجب عام 1361هـ.
المصدر : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله .

[b]التكوين الأول للناشئة وعلى أساسها يُبْنَى مستقبلهم في الحياة، فإن كان هذا التكوين صالحًا كانوا صالحين لأمّتهم ولأنفسهم. وإن كان ناقصًا مختلًّا زائفًا بنيت حياة الجيل كله على فساد، وساءت آثاره في الأمّة، وكانت الأميّة أصلح لها منه وأسلم عاقبة.[/b]

هذا هو الكلام الصحيح و الراي السديد ———–رحمك الله يا استاذ الاجيال و مربيها ————–اللهم تقبله في الصالحين——–امين—-

رحمك الله يا استاذ الاجيال و مربيها

رحمه الله و اسكنه فسيح جنانه ( رجال بمعنى الكلمة ).
بارك الله فيك على المقال.

رحمك الله يا زعيم
كلمات تبقى خالدة وصالحة في كل زمان ومكان
وهذا هو الفرق بين العظماء في زمن العزة ..وبين الحثالات في زمن الرداءة

رحمه الله و اسكنه فسيح جنانه
الجيريا

أين نحن منهم ؟

? Où sommes-nous

? Where we are

? Wo wir sind

? Dَnde estamos

? Dove siamo

أين نحن منهم ؟

………………………………………….. …

يا رب
إذا أعطيتــــني قــوة ***** فلا تأخـــــــــذ عقلــــــــــي

رحم الله الشيخ و جعل أعماله حرزا له يوم القيامة

رحمك الله يا استاذ الاجيال و مربيها

كنتم شموعا تحترق لتضيئ للآخرين

رحمك الله يا استاذ الاجيال و مربيها

بارك الله فيك،
ورحم الله شيخنا الإبراهيمي…
غدا تمر ذكرى وفاته في العشرين من ماي 1965

بارك الله فيك

بارك الله فيك يا حميدو الله يرجعك بالسلامة

محمد البشير الإبراهيمي 2024.

محمد البشير الإبراهيمي (1889-1965 م) من أعلام الفكر والأدب في العالم العربي ومن العلماء العاملين في الجزائر. رفيق النضال لعبد الحميد ابن باديس في قيادة الحركة الإصلاحية الجزائرية، ونائبه ثم خليفته في رئاسة جمعية العلماء، ومجاهد باللسان والقلم لتحرير الشعوب من الاستعمار، وتحرير العقول من الجهل والخرافات.
لد في 13 شوال 1306 هـ الموافق 14 جوان عام 1889م في قرية أولاد إبراهيم برأس الوادي قرب ولاية برج بوعريريج. تلقى تعليمه الأوَّل على والده وعمه؛ فحفظ القرآن ودرس بعض المتون في الفقه واللغة.;
[عدل]
مشواره العلمي والأدبي

غـادر الجزائر عام 1330 هـ الموافق 1911 ملتحقاً بوالده الذي كان قد سبقه إلى الحجاز، وتابع تعليمه في المدينة، وتعرف على الشيخ ابن باديس عندما زار المدينة عام 1331 هـ الموافق1913، غادر الحجاز عام 1335 هـ 1916 قاصداً دمشق، حيث اشتغل بالتدريس، وشارك في تأسيس المجمع العلمي الذي كان من غاياته تعريب الإدارات الحكومية، وهناك التقى بعلماء دمشق وأدبائها، ويتذكرهم بعد ثلاثين سنة من عودته إلى الجزائر فيكتب في (البصائر) العدد 64 عام 1949: "ولقد أقمت بين أولئك الصحب الكرام أربع سنين إلا قليلاً، فأشهد صادقاً أنها هي الواحة الخضراء في حياتي المجدبة، وأنها هي الجزء العامر في عمري الغامر، ولا أكذب الله، فأنا قرير العين بأعمالي العلمية بهذا الوطن (الجزائر) ولكن… مَن لي فيه بصدر رحب، وصحب كأولئك الصحب؛ ويا رعى الله عهد دمشق الفيحاء وجادتها الهوامع وسقت، وأفرغت فيها مـا وسقت، فكم كانت لنا فيها من مجالس نتناقل فيها الأدب، ونتجاذب أطراف الأحاديث العلمية…".

في عام 1338 هـ الموافق 1920 غادر الإبراهيمي دمشق إلى الجزائر، وبدأ بدعوته إلى الإصلاح ونشر العلم في مدينة سطيف، حيث دعا إلى إقامة مسجد حر (غير تابع للإدارة الحكومية) وفي عام 1924 زاره ابن باديس وعرض عليه فكرة إقامة جمعية العلماء، وبعد تأسيس الجمعية اُختِير الإبراهيمي نائباً لرئيسها، وانتدب من قِبل الجمعية لأصعب مهمة وهي نشر الإصلاح في غرب الجزائر وفى مدينة وهران وهي المعقل الحصين للصوفية الطرقيين، فبادر إلى ذلك وبدأ ببناء المدارس الحرة، وكان يحاضر في كل مكان يصل إليه، وهو الأديب البارع والمتكلم المفوَّه، وامتد نشاطه إلى تلمسان وهي واحة الثقافة العربية في غرب الجزائر وقامت قيامة الفئات المعادية من السياسيين والصوفيين وقدموا العرائض للوالي الفرنسي؛ يلتمسون فيها إبعاد الشيخ الإبراهيمي، ولكن الشيخ استمر في نشاطه، وبرزت المدارس العربية في وهران.

في عام 1939 كتب مقالاً في جريدة (الإصلاح)؛ فنفته فرنسا إلى بلدة أفلو الصحراوية، وبعد وفاة ابن باديس انتخب رئيساً لجمعية العلماء وهو لا يزال في المنفى ولم يُفرج عنه إلا عام 1943، ثم اعتقل مرة ثانية عام 1945 وأفرج عنه بعد سنة. وفى عام 1947 عادت مجلة البصائر للصدور، وكانت مقالات الإبراهيمي فيها في الذروة العليا من البلاغة ومن الصراحة والنقد القاسي لفرنسا وعملاء فرنسا. يقول عن زعماء الأحزاب السياسية:

"ومن خصومها (أي الجمعية) رجال الأحزاب السياسية من قومنا من أفراد وأحزاب يضادّونها كلما جروا مع الأهواء فلم توافقهم، وكلما أرادوا احتكار الزعامة في الأمة فلم تسمح لهم، وكلما طالبوا تأييد الجمعية لهم في الصغائر – كالانتخابات – فلم تستجب لهم، وكلما أرادوا تضليل الأمة وابتزاز أموالها فعارضتهم" (1).

ودافع في (البصائر) عن اللغة العربية دفاعاً حاراً: "اللغة العربية في القطر الجزائري ليست غريبة، ولا دخيلة، بل هي في دارها وبين حماتها وأنصارها، وهي ممتدة الجذور مع الماضي مشتدة الأواصر مع الحاضر، طويلة الأفنان في المستقبل" (2). اهتمت (البصائر) بالدفاع عن قضية فلسطين ؛ فكتب فيها الإبراهيمي مقالات رائعة.

عاش الإبراهيمى حتى استقلت الجزائر، وأمّ المصلين في مسجد كتشاوة الذي كان قد حُوّل إلى كنيسة، ولكنه لم يكن راضياً عن الاتجاه الذي بدأت تتجه إليه الدولة بعد الاستقلال؛ فأصدر عام 1964 بياناً ذكر فيه: "إن الأسس النظرية التي يقيمون عليها أعمالهم يجب أن تنبعث من صميم جذورنا العربية الإسلامية لا من مذاهب أجنبية"
[عدل]
وفاته

تُوفي يوم الخميس في 18 من المحرم 1385 هـ الموافق العشرين من أيار/ مايو عام 1965 عن عمر بلغ 76 سنة بعد أن عاش حياة كلها كفاح لإعادة المسلمين إلى دينهم القويم ؛ فجزاه الله خيراً عن الإسلام والمسلمين.

الجيريا

مشكوووووووور

مـوقـف الـشيـخ محمد البشير الإبراهيمي مـن الصـوفـيـة 2024.

مـوقـف الـشيـخ محمد البشير الإبراهيمي مـن الصـوفـيـة
https://rayatalislah.com/index.php/qa…09-10-13-14-32

وصيَّة العلاَّمة الإبراهيمي للشَّباب 2024.

قال الشَّيخ البشير الإبراهيمي رحمه الله:

«والشَّباب المحمَّدي أحقُّ شباب الأمم بالسَّبْقِ إلى الحياة، والأخذ بأسباب القوَّة؛ لأنَّ لهم من دينهم حافزًا إلى ذلك، ولهم في دينهم على كلِّ مَكْرُمَةٍ دليلٌ، ولهم

في تاريخهم على كلِّ دعوى في الفخار شاهدٌ.

أعيذُ الشَّباب المحمَّدي أن يُشْغِلَ وقتَه في تِعْدَاد ما اقترفه آباؤُه من سيِّئات أو في الافتخار بما عملوه من حسنات، بل يبني فوق ما بَنَى المحسنون ولْيَتَّقِ

عثرات المسيئين.

وأُعيذه أن ينام في الزَّمان اليقظان، أو يَهْزَلَ والدَّهر جادٌّ، أو يرضى بالدُّون من منازل الحياة.

يا شباب الإسلام! وصيَّتي إليكم أن تتَّصلوا بالله تديُّنًا، وبنبيِّكُمْ اتِّباعًا، وبالإسلام عملًا، وبتاريخ أجدادكم اطِّلاعًا، وبآداب دينكم تخلُّقًا، وبآداب لغتكم

استعمالًا، وبإخوانكم في الإسلام ولِدَاتِكم في الشَّبيبة اعتناءً واهتمامًا، فإنْ فعلتم حُزْتُمْ منَ الحياة الحظَّ الجليلَ، ومن ثواب الله الأجرَ الجزيلَ، وفاءت

عليكم الدُّنيا بظلِّها الظَّليلِ».

[مكة المكرمة: في 1 صفر الخير 1372هـ]

جزاك الله خيرا أخي العربي
جعلها الله في ميزان حسناتك يوم القيامة ..
ورحم الله أئمتنا وأعلامنا ..

جزاك الله خيرا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انا مسلمة الجيريا
جزاك الله خيرا

اللهم آمين ولك بالمثل

جزاك الله كل الخير

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dj-soft الجيريا
جزاك الله كل الخير

اللهم آمين ولك بالمثل

"وظيفة علماء الدين" للشيخ البشير الإبراهيمي 2024.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

وظيفة علماء الدين [1]

المؤلف : محمد بن بشير بن عمر الإبراهيمي (المتوفى: 1385هـ) .
جمع وتقديم : نجله الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي .
الناشر : دار الغرب الإسلامي، الطبعة : الأولى، 1997 .

لا توجد في الإسلام "وظيفة" أشرف قدرًا، وأسمى منزلة، وأرحب أُفقًا، وأثقل تبِعةً، وأوثق عهدًا، وأعظم أجرًا عند الله، من وظيفة العالِم الديني؛ ذلك لأنه وارثٌ لمقام النبوة، وآخذ بأهمِّ تكاليفها، وهو الدعوة إلى الله، وتوجيهُ خَلْقه إليه، وتزكيتهم، وتعليمهم، وترويضهم على الحق حتى يفهموه ويقبَلوه، ثم يعملوا به ويعملوا له .
فالعالِم – بمفهومه الدِّينيِّ في الإسلام – قائدٌ ميدانُه النفوسُ، وسلاحه الكتاب والسنَّة وتفسيرُهما العمَلي من فِعل النبي صلى الله عليه وسلم وفِعل أصحابه، وعونُه الأكبر على الانتصار في هذا الميدان أن ينسى نفسَه، ويذوب في المعاني السامية التي جاء بها الإسلام، وأن يطرح حظوظَها وشهواتِها من الاعتبار، وأن يكون حظُّه من ميراث النبوة أن يزكِّيَ ويعلِّمَ، وأن يقول الحق بلسانه، ويحقِّقه بجوارحه، وأن ينصرَه إذا خذَله الناس، وأن يجاهد في سبيله بكل ما آتاه الله من قوَّة .
أما الوسيلة الكبرى في نجاحه في هذه القيادة فهي أن يبدأ بنفسه في نقطة الأمر والنهي، فلا يأمر بشيء مما أمَر به اللهُ ورسوله حتى يكون أولَ فاعل له، ولا ينهى عن شيء مما نهى الله ورسوله عنه حتى يكون أول تاركٍ له … كل ذلك ليأخذَ عنه الناس بالقدوة والتأسي أكثرَ مما يأخذون عنه بوساطة الأقوال المجرَّدة والنصوص اللفظية؛ لأن تلاوة الأقوال والنصوص لا تعدو أن تكونَ تبليغًا، والتبليغُ لا يستلزم الاتِّباع، ولا يُثمِر الاهتداء ضربة لازم، ولا يعدو أن يكونَ تذكيرًا للناسي، وتبكيتًا للقاسي، وتنبيهًا للخامل، وتعليمًا للجاهل، وإيقاظًا للخامل، وتحريكًا للجامد، ودلالة للضالِّ … أما جرُّ الناس إلى الهداية بكيفية تشبهُ الإلزامَ فهو في التفسيرات العمَلية التي كان المرشدُ الأولُ يأتي بها في تربيته لأصحابه، فيعلِّمهم بأعماله أكثرَ مما يعلّمهم بأقواله؛ لعِلمِه وهو سيد المرسَلين بما للتربية العملية من الأثر في النفوس، ومن الحفز إلى العمل بباعثٍ فِطري في الاقتداء، وقد رأى مصداقَ ذلك في واقعة الحُديبيَة حين أمر أصحابَه بالقول فتردّدوا، مع أنهم يعلمون أنه رسولُ الله، وأنه لا ينطق عن الهوى، ثم عمِل فتتابعوا في العمل اقتداءً به، وكأنهم غيرُ مَن كانوا .
كان الصحابة لاستعدادهم القويِّ لتحمُّل الإسلام بقوة يحرصون على أخذِ همَّات العباداتِ من فِعله صلى الله عليه وسلم، كما يحرصون على التمثُّل بأخلاقه، والتقليد له في معاملته لله ومعاملته لخَلْقه، وعلى التأسي به في الأفعال والتَّرك في شؤون الدِّين والدنيا؛ لعلمهم أن الفعل هو المقصد والثمرة، وأن الأقوال في معظم أحوالها إنما هي أدوات شرح، وقوالب تبليغ، وآلات أمرٍ ونهيٍ، ووسائل ترغيب وترهيب، وأن في قول قائلهم: "أنا أشبهكم صلاةً برسول الله" دليلاً على تغلغل هذه النظرة في مستقرِّ اليقين من بصائرهم، وأنهم كانوا يتشددون في أخذ الصُّوَر العملية من أفعاله صلى الله عليه وسلم كما هي، ويتحرَّجون من التقصير فيها، ومرماهم في ذلك أن العمليات المأخوذةَ من طريق العيان أقربُ إلى اليقين وموافقةِ مراد الله منها، وبذلك تتحقق آثارُها في النفوس، وقد كانوا يفهمون العبادة بهذا المعنى: أن تعبدَ اللهَ كما شرَع، على الوجه الذي شرَع؛ فالكيفيات داخلة في معنى التعبُّد؛ لذلك لم يُحدِث السلف زوائدَ على العبادات من أذكار وغيرها بدعوى أنها زيادةٌ في الخير، كما عمِل الخلف، وكانوا يفهمون يُسْرَ الدين بمعناه السامي، وهو أنه لا إرهاقَ فيه ولا إعناتَ، وأنه ليس في المقادير الزائدة عن إقامة التكاليف أو في المعاذير الصحيحة العارضة للتكاليف، لا كما نفهمه نحن تساهلاً وتطفيفًا .
فَهِمَ علماءُ السلف الإسلامَ كاملاً بعقائده وعباداته، وأحكامه وأخلاقه، وفهِموا ما بين هذه الأجزاء من الترابط والتماسك، ووَحْدة الأثر والتأثير، وأنها – في حقيقتها – شيءٌ واحد، هو الدِّين، وهو الإسلام، وأن ضياع بعضها مؤذِنٌ بضَياع سائرها، أو هو ذريعةٌ له، فلا يقوم دِين الله في أرضه إلا بإقامة جميعها، وإذا قال القرآن: ﴿أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ﴾ [الشورى: 13] فمعناه إقامة جميعها، وأنه ليس من هذا الدِّين أن يصلِّيَ المسلم ثم يكذب، ولا أن يذكُرَ الله ثم يحلف به حانثًا باللسان الذي ذكَره به متقرِّبًا إليه، ولا أن يُمسكَ عن الطعام ثم يأكل لحوم الخَلْق، ولا أن يخاطب ربه: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5] ثم يتوجَّه إلى غيره عابدًا ومستعينًا فيما هو من خصائصِ الألوهية، ولا أن يقولَ بلسانه ما ليس في قلبه، ولا أن يأمرَ الناس بالجهاد ثم يرضى لنفسه بأن يكون مع الخوالف، أو ببَذْل المال في سبيل العلم ثم يقبِض يديه كأنه خارج من التكليف، أو بالبِرِّ وينسى نفسه، ولا أن يترخص في الحق إرضاءً لغويٍّ أو غنيٍّ، ولا أن يؤخِّر كلمة الحق عن ميقاتها حتى يضيع الحق .
وكان كل واحد منهم يرى أنه مستحفَظٌ على كتاب الله، ومؤتَمَنٌ على سنَّة رسوله، في العمل بها وتبليغها كما هي، وحارس لهما أن يحرِّفَهما الغالُون، أو يزيغَ بهما عن حقيقتِهما المبطِلون، أو يعبَث بهما المبتدعة؛ فكل واحد منهم حذِرٌ أن يُؤتَى الإسلام من قِبَله؛ فهو – لذلك – يقِظُ الضمير، متأجِّج الشعور، مضبوط الأنفاس، دقيق الوزن، مرهَف الحس، متتبِّعٌ لِما يأتي الناسُ وما يذَرُون من قول وعمل، سريع الاستجابة للحقِّ إذا دعا داعيه، وإلى نجدته إذا رِيع سِربُه، أو طرق بالسر حماه .
وكانوا يأخذون أنفسهم بالفزع لحرب الباطل لأول ما تنجمُ ناجمته، فلا يهدأ لهم خاطرٌ حتى يُوسِعوه إبطالاً ومحوًا، ولا يسكتون عليه حتى يستشري شرُّه، ويستفحل أمره، فتستغلظ جذورُه، ويتبوَّأ من نفوس العامة مكانًا مطمئنًّا .
وكانوا يذكرون دائمًا عهدَ الله، وأنه أخذ عليهم ميثاقَ الكتاب ألا يقولوا على الله إلا الحق، وأن الحقَّ هو ما جاء به محمدٌ عن ربِّه لهداية البشرِ وصلاح حالهم .
وكانوا يَزِنون أنفسهم دائمًا بميزان الكتاب والسنَّة، فما وجدوا من زيغ أو عِوَج قوَّموه في الحال بالرجوع والإنابة، كما يفعل المفتونون بالجسمانيات في عصرنا هذا في وزن أبدانهم كل شهر …
كان العلماء يردُّون كلَّ ما اختلفوا فيه من كل شيء إلى كتاب الله وسنَّة رسوله، لا إلى قول فلان، ورأي فلان، فإذا هم متَّفقون على الحقِّ الذي لا يتعدَّد، ولقد أنكر مالكٌ على ابن مهدي – وهو قرينُه في العِلم والإمامة – عَزْمَه على الإحرام من المسجد النبوي، فقال ابن مهدي: إنما هي بضعة أميال أزيدُها، فقال مالك: أوَما قرأت قوله تعالى: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: 63]؟ وأية فتنة أعظم من أن تسوِّل لك نفسُك أنك جئت بأكملَ مما جاء به رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؟ أو كلامًا هذا معناه … ثم تلا قوله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾ [المائدة: 3] الآية، وقال كلمته الجامعة التي كأنَّ عليها لألاءَ الوحيِ، وهي قوله: "فما لم يكُنْ يومئذٍ دينًا، فليس اليوم بدِينٍ" .
وكانوا يحكِّمون دِينَهم في عقولهم، ويحكِّمون عقولَهم في ألسنتهم، فلا تصدر الألسنةُ إلا بعد مؤامرة العقل، ويعُدُّون العقل مع النص أداةً للفهم معزولةً عن التصرُّف، ومع المجملات ميزانًا للترجيح، يدخل في حسابه المصلحة والضرورة، والزمان والمكان والحال، ويميز بين الخير والشر، وبين خير الخَيْرين، وشر الشَّرَّين؛ لذلك غلب صوابُهم على خطئِهم في الفهم وفي الاجتهاد؛ ولذلك أصبحت فُهومُهم للدِّين وسائلَ للوصول إلى الحق، وآراؤهم في الدنيا موازين للمصلحة، وما هم بالمعصومين، ولكنهم لوقوفهم عند الحدود وارتياض نفوسِهم على إيثار رضا الله وشعورِهم بثقل عهده – وفَّقَهم اللهُ لإصابة الصواب .
وكانوا يَزِنون الشدائد التي تصيبهم في الطريقِ إلى إقامة دِين الله بأجرِها عنده، ومثوبتِها في الدار الآخرة، لا بما يفُوتهم من أعراض الدنيا، وسلامة البدن، وخفض العيش، وراحة البال، فكل ما أصابهم من ذلك يعُدُّونه طريقًا إلى الجنة، ووسيلةً إلى رضا الله .
وكانوا ملوكًا على الملوك، واقفين لهم بالمرصاد، لا يقرُّونهم على باطل ولا منكَرٍ، ولا يسكتون لهم على مخالفةٍ صريحة للدِّين، ولا يتساهلون معهم في حق الله، ولا يترضَّونهم فيما يُسخِط الله.
بتلك الخلال التي دللْنا القارئ عليها باللمحة المنبِّهة قادوا الأمَّةَ المحمَّديةَ إلى سعادة الدنيا وسعادة الآخرة، وبسَيْر الأمراءِ المصلِحين على هداهم سادوا أغلبَ الجزء المعمور من هذه الأرض بالعدل والإحسان؛ إذ كان الأميرُ في السِّلم لا يصدُرُ إلا عن رأيهم، والقائد في الحرب لا يسكِّنُ ولا يحرِّكُ إلا بإشارتهم في كل ما يرجع إلى الدِّين؛ فجِماع أمر العلماء إذ ذاك أنهم كانوا "يقودون القادة"، وما رفعهم إلى تلك المنزلةِ – بعد العِلم والإخلاص – إلا أنهم كانوا "حاضرين" غيرَ "غائبين…"، كانوا يحضرون مجالسَ الرأي مبشِّرين شاهدين، وميادينَ الحرب مُغِيرين مجاهدين، طبَعهم الإسلام على الشجاعة بقسميها: شجاعة الرأي وشجاعة اللقاء، فكانوا يلقون الرأي شجاعًا فيقهر الآراء، ويخوضون الميادين شُجعانًا فيقهرون الأعداء… وللآراء اقتتال يظفَرُ فيه الشجاع القوي، كما للأناسيِّ اقتتال يظفَرُ فيه الشُّجاع القوي، والعالِم الجبان في أمَّة عضوٌ أشلُّ، يَؤُود ولا يَذُود، ولعمري إنَّ في اتحاد صفِّ الصلاة وصفِّ القتال في الاسم والاتجاه والشَّرائط: لَمَوقفَ عِبرةٍ للمتوسِّمين .
صدَق أولئك العلماءُ ما عاهدوا الله عليه، وفهِموا الجهاد الواسع؛ فجاهدوا في جميع ميادينه، فوضع الله القَبول في كلامهم عند الخاصة والعامة، وإن القَبول جزاءٌ من الله على الإخلاص يعجِّلُه لعباده المخلِصين، وهو السرُّ الإلهيُّ في نفع العالِم والانتفاع به، وهو السائق الذي يَدُعُّ النفوسَ المدبِرةَ عن الحقِّ إلى الإقبال عليه، ونفوذُ الرأي وقَبول الكلام من العالِم الديني الذي لا يملِكُ إلا السلاح الرُّوحيَّ، هو الفارق الأكبر بين صَولة العِلم وصولة المُلْك، وهو الذي أخضع صولةَ الخلافة في عنفوانها لأحمدَ بن حنبل، وأخضع صولة المُلك في رعونتها للعز بن عبد السلام … وإن موقف هذين الإمامين من الباطل لعبرةً للعلماء لو كانوا يعتبرون، وإن في عاقبتهما الحميدةِ لآيةً من الله على تحقيق وعدِه بالنصر لمن ينصُرُه .
نصَر اللهُ أولئك الرجال الذين كانوا يوم الرأي صدورَ محافلَ، ويوم الرَّوع قادةَ جَحَافلَ، وفي التاريخ محققين لنقطة الاقتراب، بين الحرب والمحراب؛ فلقد كانوا يقذِفون بكلمة الحق مجلجلةً على الباطل، فإذا الحقُّ ظاهرٌ، وإذا الباطل نافر، ويقذفون بعزائمهم في مزدحم الإيمان والكفر، فإذا الإيمان منصور، وإذا الكفر مكسور، ووصل الله ما انقطع منَّا بهم، بإحياء تلك الخلال، فما لنا من فائت نتمنَّى ارتجاعه أعظم من بعثِ تلك الشَّجاعة؛ فهي أعظمُ ما أضَعْنا من خِصالهم، وحُرِمناه – بسوء تربيتنا – من خلالهم … ولَعَمْري إن تلك القوى لم تمُتْ، وإنما هي كامنة، وإن تلك الشُّعَل لم تنطفِئْ؛ فهي في كنَفِ القرآن آمنةٌ، وما دامت نفحات القرآن تلامس العقول الصافية، وتلابس النفوس الزكية، فلا بد من يومٍ يتحرَّكُ فيه العلماء فيأتون بالأعاجيب .
وما زِلْنا نلمح وراء كل داجيةٍ في تاريخ الإسلام نجمًا يُشرِق، ونسمع بعد كلِّ خفتةٍ فيه صوتًا يخرق، من عالِمٍ يعيش شاهدًا، ويموت شهيدًا، ويترك بعده ما تتركه الشمسُ من شَفَقٍ يَهدي السَّارِينَ المُدلِجِين إلى حين .
وما علِمنا فيمن قرأنا أخبارهم، وتقَفَّيْنا آثارَهم من علماء الإسلام، مَثلاً شَرودًا في شجاعة النِّزال بعد الحافظ (الربيع بن سالم) عالِم الأندلس، بل أعلم علمائها في فقه السنَّة لعصره؛ فقد شهد وقعةً تُعَد من حوامد الأعمار، فبَذَّ الأبطالَ المساعير، وتقدَّم الصفوف مجلِّيًا ومحرِّضًا، والحرب تقذف تيارًا بتيار، حتى لقي ربَّه من أقرب طريق … ولا علمنا فيهم مِثالاً في شجاعة الرأي العامِّ أكملَ من الإمام أحمد ابن تيمية – وعصراهما متقاربانِ – فقد شنَّها حربًا شعواء على البِدَع والضلالات، أقوى ما كانت رسوخًا وشموخًا، وأكثرَ أتباعًا وشيوخًا، يُظاهِرُها الولاة القاسطون، ويؤازِرُها العلماء المتساهلون المتأوِّلون .
________________________________________
[1] مجلة "المنهل"، محرم 1372هـ/ أكتوبر 1952م، جدة .

نقلا عن شبكة الألوكة

الإبراهيمي يخاطبكم 2024.

[الجيريا

[

النفوس حزينة، و اليوم يوم الزينة، فماذا نصنع ؟

إخواننا مشرّدون، فهل نحن من الرحمة و العطف مجرّدون ؟

تتقاضانا العادة أن نفرح في العيد و نبتهج، و أن نتبادل التهاني، و أن نطرح الهموم، و أن نتهادى البشائر.
و تتقاضانا فلسطين أن نحزن لمحنتها و نغتمّ، و نُعنى بقضيتنا و نهتم.
و يتقاضانا إخواننا المشردون في الفيافي، أبدانهم للسوافي، و أشلاؤهم للعوافي، و أن لا ننعم حتى ينعموا، و أن لا نطعم حتى يطعموا.

ليت شعري ! … هل أتى عبّاد الفلس و الطين، ما حل ببني أبيهم في فلسطين؟

أيها العرب، لا عيد، حتى تنفذوا في صهيون الوعيد، و تنجزوا لفلسطين المواعيد، و لا نحر، حتى تقذفوا بصهيون في البحر.
و لا أضحى، حتى يظمأ صهيون في أرض فلسطين و يضحى.

أيها العرب: حرام أن تنعموا و إخوانكم بؤساء، و حرام أن تطعموا و إخوانكم جياع، و حرام أن تطمئنّ بكم المضاجع و إخوانكم يفترشون الغبراء.

أيها المسلمون: افهموا ما في هذا العيد من رموز الفداء و التضحية و الماعاناة، لا ما فيه من معاني الزينة و الدعة و المطاعم، ذاك حق الله على الروح، و هذا حق الجسد عليكم.

إن بين جنبي ألما يتنزّى، و إن بين جوانحي نارا تتلظّى، و إن بين أناملي قلما سُمته أن يجري فجمح، و أن يسمح فما سمح، و إن في ذهني معاني أنحى عليها الهم فتهافتت، و إن على لساني كلمات حبسها الغم فتخافتت.
و لو أن قومي أنطقتني رماحهم **** نطقت و لكن الرماح أجرتِ

رحم الله الرجال العظماء شموعهم دوما منيره

بورك فيك اخي كلام الرجال اشتقنا لامثال الشيخ البشير الاراهيمي رحمه الله واسكنه فسيح جنانه.

انه يسكن قريبا منا نكن له كل الحترام يشهد له في منطقتنا بالطيبة والعلم لكن انعدام العلم جعله يرحل الى المدن الكبرى وهاهو صوته يملا الدنيا وا دعو الله ان يدخلني معه الجنة امين امين امين من يريد ان يعرف اكثر عليه الدخول الى الموقع rass el oued .net

يرحل الرجال والعظماء والعلماء وتبقى الأمم تقتفي أثرهــــــــــــــــــــــم

حيّاك الله وبيّاك و جعل الجنّة متقلبك و مثواك على ما قدمت
و رحم الله الشيخ العلامة محمد البشير الإبراهيمي رحمة واسعة أسكنه فسيح جنانه

والله ما استطغت ان ان اوقف قشعريرة جسدي وأنا اقرأ ردودكم

رحماك الله يا شيخ كم هي قيمتك بين أبنائك

الجيريا

كلام يجب ان يخط بماء الذهب

فرحم الله شيوخنا

الابراهيمى , بن باديس ,التبسى ,,,,,,,,, و الاخرون

شكرا ,,,,,,, اخ achouar

نصيحة للشيخ البشير الإبراهيمي لمن اراد طلب العلم 2024.

العلمَ العلمَ أيّها الشباب، لا يُلهيكم عنه سمسار أحزاب، ينفخ في ميزاب، ولا داعية انتخاب، في المجامع صخّاب، ولا يلفتنكم عنه معللٌ بسراب، ولا حاوٍ بجراب، ولا عاوٍ في خراب، يأتم بغراب، ولا يفتنّنكم عنه مُنزوٍ في خنقه، ولا مُلتوٍ في زنقةٍ، ولا جالس في ساباط، على بساط، يحاكي فيكم سنة الله في الأسباط، فكل واحد من هؤلاء مشعوذ خلاب وساحر كذّاب. إنكم إن أطعتم هؤلاء الغواة، وانصعتم إلى هؤلاء العواة، خسرتم أنفسكم، وخسركم وطنكم، وستندمون يوم يجني الزارعون ما حصدوا، ولات حين ندم.
محمد البشير الإبراهيمي «عيون البصائر»: 350-

https://www.nouralhuda.com/%D8%A7%D9%…%84%D9%85.html

الجيريا

الجيريا

الجيريا

الجيريا

الجيريا

رمضًــــآن كــَريـــمَ *_* (( ^_^ ))

بارك الله فيك

بارك الله فيك

موضوع نموذجي للبكالوريا04-القال: الشيخ الإبراهيمي : الصنعة اللفظية- 2024.

ثانـــوية تينــركوك العامالتربوي:3143-4143هـ
المستوى:السنة الثالثة آداب و فلسفة 2201-3201م

الفرض الأول للفصل الثالث في مادة اللغة العربية وآدابها
النص:

يقول الاستعمار – و قوله باطل–لاحق للأمة الجزائرية في الحياة، و ما قالها إلا بعد أن فعلها…. جردها من سلاح الحماية فـلا قانون يحميها ، و لا نيابة تنطلق باسمها،و لا صحافة تدافع عنها و لا حاكم منها يعطف عليها، فمن الذي يحمي عرضها من الثلب، و من الذي يحمي مالها من السلب ، و يحمي دينها من القلب، و يحمي جسمها من الضرب؟ لا شيء، و لا بعض الشيء، هل تنتظر هذه الأمـة العدل من فرنسا؟لقد انتظرته حتى ملت الانتظار، فعادت إلى اليأس ، و ارتفعت صيحاتها بالتظلم إلى فرنسا حكومـة و برلمانا و شعبا، فلم يستجبها عند ذلك مجيب.

حلت المصائب بهذه الأمة و تتابعت المكائد التي ( تدبّرها حكومتها) الاستعمارية ،فرفعت صوتها إلى آخر ملجإ ، حكم عليها القـدر بالالتجاء إليه،و هو فرنسا، فلم تظفر منها بشيء (يداوي الجروح) و يسلي النفوس و لا رأت منها عناية و-لو مصطنعة- بهذه القضـايا الخطيرة ، و لا نهياً عن تلك المنكرات التي تئط منها السماء و الأرض ….و أيسر شيء عليها أن ترسل لجنة برلمانية للتحقيق العادل و لكن شيئا من ذلك لم يقع بل وقع في كل حادثة ما يضاده و يعاكسه، و هو إعلان الثقة بمدبري المكائد ومكافأتهم عليها ، والإملاء لهم ليزيدوا طغياناً و إثماً.

الشيخ محمد البشير الإبراهيمي – من عيون البصائر-
أ-البناء الفكري:08ن
1- عدِّدْ ألوان المعاناة والقهر التي تجرعها الشعب الجزائري إبان الاحتلال الغاشم.
2- لقد نادى الاحتلال بشعار العدل ، هل حقق ذلك حسب رأي الكاتب ؟
3- إلى أي نوع من أنواع المقال تعزو النص ، عـلل.

ب- البناء اللغوي: 08ن
1-استخرج من النص أسلوبا إنشائياً مبيّنا نوعه.
2-لقد وظف الكاتب طائفة من مفردات المعجم القديم ، مثل لذلك بمفردات، و علام يدل هذا التوظيف بالنسبة للكاتب؟
3-أعرب ما تحته خط في النص إعراب مفردات و ما بين قوسين إعراب جمل.
4- في العبارة التالية (و لا صحافة تدافع عنها) صورة بيانية ، حدد نوعها ، ثم اشرحها مبينا أثرها البلاغي.
5- ما المحسن البديعي الطاغي في الفقرة الأولى ؟ مثّل ، ثم بيّن علاقة ذلك باتجاه الكاتب؟
جـ-التقويم النقدي :04ن
لقد اتخذ كتابنا فن المقال مطية لإصلاح أحوال أمتهم ، من خلال إنماء وعيها و تبصيرها بدسائس الاحتلال …
المطلوب : من خلال المقولة السابقة : – عرف بفن المقال .
– اُذكر الخصائص الفنية التي تميز بها في عصرنا.
بالتوفيــق

المؤسسة : ثانوية تينركوك العام التربوي:2016/2015
المستوى:السنة الثالثة آداب و فلسفة الفــــــــــــصل : الثالث
التصحيح النموذجي للفرض الأول-للفصل الثالث – في مادة اللغة العربية وآدابها
محتـــــــــــــــوى الإجـــــــــــــــابة التنقيط
البناء الفكري 08ن
01-لقد ذاق الشعب الجزائري زمن الاحتلال الغاشم كل ألوان الظلم و الاستبداد ، إذ جرده الاستعمار من أسباب الحياة الكريمة ومن حقوقه ، فمارس عليه كل أنواع الجور كما حاول طمس هويته و إخماد صوته في الصحافة ومنعه من المشاركة في الحكم …
02- لقد تشدق الاحتلال الفرنسي ببعض الشعارات منها العدل لكنه في الحقيقة قضى على جميع مظاهره ، فالكاتب يرى أن هناك تناقضا واضحا من خلال ما اقترفته من ظلم في حق الشعب الجزائري .
03-ينطوي هذا النص تحت فن المقال السياسي، فالكاتب يطرق فيه موضوعا ذا صلة بالاحتلال و ما يقوم به من سيطرة في حق الشعوب المستضعفة .
البناء اللغوي : 08ن
1-نجد الأسلوب الإنشائي في قوله :هل تنتظر هذه الأمة العدل من فرنسا ؟ نوعه : استفهام.
2-القارئ للنص يلمس توظيف الكاتب لبعض المفردات ذات المعجم القديم منها :حق-الثلب-السلب-القلب-تئط-طغيان-إثم، و هذا التوظيف يدل على أن الكاتب ينتمي إلى تيار الكتاب المحافظين الذين بثوا روح الأصالة و التراث في إبداعاتهم الأدبية .
3-الإعراب:
الكلمة إعـــــــــــــــــــــــــــــــرابها
هذه
الأمةُ اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع فاعل.
بدل مرفوع و علامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.
طغيانا مفعول به منصوب و علامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.
-إعراب الجمل:
(تدبرها حكومتها):جملة فعلية صلة موصول لامحل لها من الإعراب.
(يداوي الجروح):جملة فعلية في محل جر نعت.
4- الصورة البيانية في قوله : و لاصحافة تدافع عنها : هي الاستعارة المكنية ، حيث شبه الصحافة بعاقل يدافع فحذف هذا المشبه به و ترك ما يدل عليه و هو كلمة تدافع. و هي صورة جسدت و شخصت المعنوي في محسوس قريب من الذهن بغية التوضيح و التنميق .
5-المحسن البديعي الطاغي في الفقرة الأولى هو الجناس الناقص : الثلب-السلب-القلب، وهذا يبرر انتماء الكاتب إلى مدرسة الصنعة اللفظية .
التقويم النقدي:04ن
لا أحد يُنكر ما قام به كتّاب فن المقال في عصرنا من إصلاح اجتماعي و سياسي ،بهدف الرقي بالأمة العربية إلى مصاف الأمم الواعية المتبصرة بما يجري حولها ، و المقال فن نثري يتناول جانبا من جوانب الحياة ،و قد تميز في العصر الحديث بخصائص تميزه عن العصور السابقة :-وحدة الموضوع-توظيف اللغة المباشرة السهلة الواضحة الخالية من التكلف و التصنع. الاهتمام بالفـــكرة و الجوهر دون الشكل-تدعيم الرأي بالحجة و الدليل القاطع- توظيف التحليل و التفسيـر و المقارنة والاستنتاج و التعليل .-اعتماد الموضوعية .

الجيريا

جزاك الله خيرا و بارك فيك

عائلات آفلو ساهمت في تكسير الحصار المفروض على الشيخ الإبراهيمي 2024.

عائلات آفلو ساهمت في تكسير الحصار المفروض على الشيخ الإبراهيمي

كلما ذكر اسم المفكر مالك بن نبي والشيخ البشير الإبراهيمي بآفلو، إلاّ وذكرت معهما عائلة القاضي عزوزي بن عزوز التي احتضنتهما طيلة إقامتهما بآفلو. الأول موظفا مترجما بالمحكمة سنة1927، والثاني منفيّا إليها من طرف الاستعمار سنة .1940
ولازال أفراد العائلة يحتفظون بالكثير من الذكريات التي جمعتهم معهما. ورغم ضآلتها إلا أنها تكشف عن الإرث التاريخي للمنطقة خلال الفترة الاستعمارية، ولئن كان الكثير من نشاط الرجلين قد دفن مع الجدّ القاضي بن عزوز وابنه عبد الحفيظ، فلازالت الحاجة فاطمة عزوزي بنت عبد الحفيظ (78عاما) تحتفظ بذكرياتها مع عائلة الشيخ الإبراهيمي، حيث كشفت لـ”لخبر” في لقاء معها بمنزل والدها ـ الذي كان يتردد عليه الإبراهيمي ـ أنّ والده كان عضوا بجمعية العلماء المسلمين وتمكّن من كسر الحصار المفروض على الإبراهيمي عند نفيه لآفلو، وأصبح يلازمه ويزوده بالطعام يوميا.
وبعد التحاق عائلته به تعرّفت الحاجة فاطمة على زوجته حليمة وابنتيه رشيدة وزينب الصغرى التي ولدت بآفلو، وابنة أخته بدرة، بينما اصطحب أخوها محمد مع ابنه أحمد. وتذكر أن أحمد (في إشارة للدكتور أحمد طالب الإبراهيمي) الذي كان يتردد على منزلهم، كان يحمل لوالده دوما أكلة البغرير بالعسل والسمن، التي تقوم بطهيها أم فاطمة وتضعها له في قفة وتخفيها، بينما تتردد هي على عائلته بعد صلاة الظهر لتتبادل معهم الأخبار وتتعلم على يد بناته وبنت أخته صناعة الصوف، ويقدمون لها ”خبز الطّاجين”.
وتتذكر فاطمة بعض النساء الأخريات اللواتي كن يزرن عائلته، وتوطدت العلاقة بينهما حيث كان والده يقوم بحجز حمام سيدي حمزة ليلا لعائلة الشيخ، وهذا خوفا من عين الرقابة التي يفرضها الاستعمار عليه وعلى عائلته.
كما تضيف، بأنه خرج في إحدى المرات في جنازة عمّها عمر، الذي دفن بمدينة الغيشة التي تبعد عن آفلو بـ40 كلم ولم يصل إليها، وكانت الاتصالات بالبشير الإبراهيمي شبه منعدمة ماعدا البعض الذين كانوا يتسللون إلى بيته ليلا عبر الشوارع المظلمة فيلقي عليهم دروسا، من أمثالهم: أحمد بن داود، الشيخ العناية دهصي، والشيخ بوعود والجودي والحاج المشري والحاج عبد الحفيظ والدها الذي كان يتبادل معه الزيارات.
ولازالت تذكر حتى المكان الذي كانت تفرّش له فيه زربية أمام منزل والدها يجلسان فيه يتبدلان أطراف الحديث. كما أخبرتنا أنّ محمد الأخذاري والحاج بوزوينة، أعضاء جمعية العلماء جاءوا لفتح مدرسة قرآنية فمنعهم الاستعمار. وأبدت تأثرا كبيرا من مفارقتهم لعائلة الإبراهيمي، وتتمنى أن تجمعها الأيام بالأحياء منهم قبل موتها. ولازالت عزوزي تحتفظ برسالة بعثها لها مالك بن نبي سنوات الأربعينات بخط يده، يعزّيهم فيها بموت عمهم عمر الذي ترك ولدا سمّاه مالك لازال على قيد الحياة.


شكرا على المعلومات————————————————————-سلام———————-

ألف شكر لك أخي على الموضوع وللأخ نورين وهدا يدل على التاريخ المجيد لمدينة أفلو ولكل الوطن الجزائري من تضحيات ونضال ثم مجد وعزه بفضل الله أولا ثم الرجال المخلصين والأوفياء