من تولى أمر المسلمين ولو بالغلبة فهو إمام/الشيخ العثيمين رحمه الله 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

النصيحة للأمراء تكون بأمور منها:

أولاً: اعتقاد إمامتهم وإمرتهم، فمن لم يعتقد أنهم أمراء فإنه لم ينصح لهم، لأنه إذا لم يعتقد أنهم أمراء فلن يمتثل أمرهم ولن ينتهي عما نهوا عنه، فلا بد أن تعتقد أنه إمام أو أنه أمير، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية، ومن تولى أمر المسلمين ولو بالغلبة فهو إمام،سواء كان من قريش أومن غير قريش.
ثانياً: نشر محاسنهم في الرعية، لأن ذلك يؤدي إلى محبة الناس لهم، وإذا أحبهم الناس سهل انقيادهم لأوامرهم .
وهذا عكس ما يفعله بعض الناس حيث ينشر المعايب ويخفي الحسنات، فإن هذا جورٌ وظلم.
فمثلاً يذكر خصلة واحدة مما يُعيب به على الأمراء وينسى خصالاً كثيرة مما قاموا به من الخير، وهذا هو الجور بعينه.
ثالثاً: امتثال ما أمروا به وما نهوا عنه، إلا إذا كان في معصية الله عزّ وجل لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وامتثال طاعتهم عبادة وليست مجرد سياسة، بدليل أن الله تعالى أمر بها فقال عزّ وجل: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وأولي الأمر منكم) [النساء:59] فجعل ذلك من مأموراته عزّ وجل، وما أمر الله تعالى به فهو عبادة.

ولا يشترط في طاعتهم ألاّ يعصوا الله،فأطعهم فيما أمروا به وإن عصوا الله، لأنك مأمور بطاعتهم وإن عصوا الله في أنفسهم.
رابعاً: ستر معايبهم مهما أمكن، وجه هذا: أنه ليس من النصيحة أن تقوم بنشر معايبهم، لما في ذلك من ملئ القلوب غيظاً وحقداً وحنقاً على ولاة الأمور، وإذا امتلأت القلوب من ذلك حصل التمرّد وربما يحصل الخروج على الأمراء فيحصل بذلك من الشر والفساد ما الله به عليم.
وليس معنى قولنا: ستر المعايب أن نسكت عن المعايب، بل ننصح الأمير مباشرة إن تمكنا،وإلا فبواسطة من يتصل به من العلماء وأهل الفضل. ولهذا أنكر أسامة بن زيد رضي الله عنه على قوم يقولون: أنت لم تفعل ولم تقل لفلان ولفلان يعنون الخليفة، فقال كلاماً معناه: (أتريدون أن أحدثكم بكل ما أحدث به الخليفة) فهذا لا يمكن.
فلا يمكن للإنسان أن يحدث بكل ما قال للأمير، لأنه إذا حدث بهذا فإما أن يكون الأمير نفذ ما قال، فيقول الناس: الأمير خضع وذل، وإما أن لا ينفذ فيقول الناس: عصى وتمرّد.
ولذلك من الحكمة إذا نصحت ولاة الأمور أن لا تبين ذلك للناس،لأن في ذلك ضرراً عظيماً.
خامساً: عدم الخروج عليهم، وعدم المنابذة لهم، ولم يرخص النبي صلى الله عليه وسلم في منابذتهم إلا كما قال:
أَنْ تَرَوا أي رؤية عين، أو رؤية علم متيقنة.
كُفْرَاً بَوَاحَاً أي واضحاً بيّناً.
عِنْدَكُمْ فِيْهِ مِنَ اللهِ بُرْهَانٌ [74]أي دليل قاطع.
ثم إذا جاز الخروج عليهم بهذه الشروط فهل يعني ذلك أن يخرج عليهم ؟ لأن هناك فرقاً بين جواز الخروج، وبين وجوب الخروج.

والجواب: لا نخرج حتى ولو رأينا كفراً بواحاً عندنا فيه من الله برهان،إلا حيث يكون الخروج مصلحة،وليس من المصلحة أن تقوم فئة قليلة سلاحها قليل في وجه دولة بقوتها وسلاحها، لأن هذا يترتب عليه إراقة الدماء واستحلال الحرام دون ارتفاع المحذور الذي انتقدوا به الأمراء،كما هو مشاهد من عهد خروج الخوارج في زمن الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم إلى يومنا هذا،حيث يحصل من الشر والمفاسد ما لا يعلمه إلاربُّ العباد.
لكن بعض الناس تتوقد نار الغيرة في قلوبهم ثم يحدثون ما لا يحمد عقباه، وهذا غلط عظيم.
ثم إنا نقول: ما ميزان الكفر؟ فقد يرى البعض هذا كفراً و البعض لايراه كفراً، ولهذا قيد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله كُفْرَاً بَوَاحَاً ليس فيه احتمال،كما لو رأيته يسجد للصنم، أو سمعته يسب الله، أو رسوله أو ما أشبه ذلك.
_________

[74] – أخرجه البخاري – كتاب: الفتن، باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم (( سترون بعدي أموراً تنكرونها)) ، (7555)، ومسلم – كتاب: الإمارة، باب: وجوب طاعة الأمراء في غير معصية، وتحريمها في المعصية، (1709)، (42)، وفي البخاري ومسلم وردت بلفظ "عندكم من الله فيه برهان"

من شرح الحديث السابع الدِّيْنُ النَّصِيْحَةُ / الأربعين النووية
شرح الشيخ العثيمين رحمه الله

منقول ه

ربي يحفظك يا بوعمار .

بارك الله فيك أخي أبو عمار، جزاك الله خيرا على نقل كلام علماء السنة

و إياكم و فيكم بارك الله

العلامة العثيمين رحمه الله من علماء العصر ، وهو من أعلم الناس بالكتاب و السنة ـ نحسبه كذلك و الله حسيبه ـ

وهذه هي فتاواه في ما يخص معاملة حكام العصر .

و هذا الكلام لم يعجب أهل الأهواء لأنه لا يوافق أهواءهم

نسأل الله أن يهديهم أو أن يقصم ظهرهم ، و أن يريح الأمة من شرهم و جهلهم .

بــــــــــــــــــــــــارك الله فيــــــــــــــــــــــــــك

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمار الجيريا
و إياكم و فيكم بارك الله

العلامة العثيمين رحمه الله من علماء العصر ، وهو من أعلم الناس بالكتاب و السنة ـ نحسبه كذلك و الله حسيبه ـ

وهذه هي فتاويه في ما يخص معاملة حكام العصر .

و هذا الكلام لم يعجب أهل الأهواء لأنه لا يوافق أهواءهم

نسأل الله أن يهديهم أو أن يقصم ظهرهم ، و أن يريح الأمة من شرهم و جهلهم .

رحم الله العلامة بن عثيميين وكل العلماء الربانيين
بارك الله فيك الأخ أبا عمار

اقتباس:
رحم الله العلامة بن عثيميين وكل العلماء الربانيين
بارك الله فيك الأخ أبا عمار

و فيك بارك الله أخي الزيتوني .

العلامة العثيمين رحمه الله من أعلم الناس بكلام السلف في معاملة الحكام

وهذا هو الشيخ ـ رحمه الله ـ يصدع بالحق ، و يبيّن عقيدة أهل السنة و الجماعة في معاملة الحكام

بأصول و قواعد مستنبطة من الكتاب و السنة .

فمن أراد الحق و أهله ، فعليه بأمثال هذا الجبل و بعلمه و كتبه

و سيظهر له الحق بإذن الله .

هذا ما نريده من المواضيع التي فيها فوائد عظيمة خاصة في زمن هذه الفتنة العمياء ,اما المواضيع التي تتطرق الى ما يحصل بين الاقران من العلماء ثم ندخل في نقاشات لا تفيد في شيء الا التفرقة والطعن (ملاحظة ’اقصد بالعلماء ,العلماء الربانيين الراسخين من مثل الشيخ الالباني والشيخ بن باز والشيخ الالباني والشيخ ربيع والشيخ مقبل والشيخ عبد المحسن العباد والشيخ الفوزان والشيخ بكر وغيرهم تعرفونهم ,وهذا حتى لا يفهم تدخلي خطا)

جزاك الله خيرا أخي أبا العلاء .

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمار الجيريا
[بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولاً: اعتقاد إمامتهم وإمرتهم، فمن لم يعتقد أنهم أمراء فإنه لم ينصح لهم، لأنه إذا لم يعتقد أنهم أمراء فلن يمتثل أمرهم ولن ينتهي عما نهوا عنه، فلا بد أن تعتقد أنه إمام أو أنه أمير، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية، ومن تولى أمر المسلمين ولو بالغلبة فهو إمام،سواء كان من قريش أومن غير قريش.
منقول

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ولكني وجدت الإمام أحمد بن حنبل من رواية الإصطخري عنه يقول :

( هذه مذاهب أهل العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المتمسكين بعروقها المعروفين بها المقتدى بهم فيها من لدن أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى يومنا هذا وأدركت من أدركت من علماء أهل الحجاز والشام وغيرهم عليها فمن خالف شيئاً من هذه المذاهب أو طعن فيها أو عاب قائلها فهو مبتدع خارج من الجماعة زائل عن منهج السنة وسبيل الحق….
والخلافة في قريش ما بقي من الناس اثنان ليس لأحد من الناس أن ينازعهم فيها ولا يخرج عليهم ولا نقر لغيرهم بها إلى قيام الساعة )

فأحمد رحمه الله ينسب لأهل السنة والجماعة أنهم لا يقرون بخلافة غير القرشي إلى يوم القيامة وأنا على قولهم

ووجدت الإمام مالكا رحمه الله يقول : ([الإمام]يقدمه أهْلُ الْحَقِّ لِأَنْفُسِهِمْ ، وَلَا يَكُونُ إلَّا قُرَشِيًّا ، وَغَيْرُهُ لَا حُكْمَ لَهُ ، إلَّا أَنْ يَدْعُو إلَى الْإِمَامِ الْقُرَشِيِّ ) نقله عنه ابن العربي في أحكام القرآن

ووجدت الإمام البربهاري يقول : (والخلافة في قريش إلى أن ينزل عيسى بن مريم عليه السلام) [شرح السنة]

وغيرهم كثير

واله أعلم

ترفع للحاجة إليها .

يرفع مرة أخرى .

جزاك الله خير على المسائل المهمه وتوضيح فيها وشكرا

و إيّاك .

و الله المستعان .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.