من آداب الحوار . أرجو التثبيت 2024.

*بسم الله الرحمن الرحيم*
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

آداب الحوار..
ليس الاهتمام بآداب الحوار فضولا من القول بل ضرورة حضارية …لأن الحوار يؤثر في تشكيل قيم الافراد وأفكارهم وسلوكهم…
وللحوار آداب كثيرة ..حري بالمحاور أن يلم بها…فهي الطريق لكسب الاخرين والتأثير فيهم….
وهناك نصوص من القران تدل على ادب الحوار منها….
(وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً) (البقرة : 83 )
( وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) (النحل : 125 )
(فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) (طه : 44 )
(ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ) (المؤمنون : 96 )

:fasel5:

طلب الحق…
إن المسلم الصادق ينشد الحقيقه ويفر من الخديعه… همه بلوغ الحق سواء على يده أوعلى يد محاوره فالحكمه ضالته…وقد انتقدت امرأة عمر بن الخطاب في مسألة تحديد المهور..وهو في خطبته على ملأ من الناس..فقال : أصابت امرأة وأخطأ عمر…
*(هذه اللقصه ضعيفة متنا واسنادا …) ولكن يستقاد منها ان هذه المرأة كان مبتغاها طلب الحق ولم يكن مبتغاها الشهرة والرياء…
ولذلك ينبغي للمحاور أن يقف مع نفسه قبل كل حوار وقفتين…
*هل نيتي خالصه لله في هذا الحوار..؟؟
إذا غلب على ظنه أن نيته خالصة ..وقف الوقفه الثانيه…
*هل هناك فائدة ترجى من هذا الحوار؟ أم أنه سيثير الفتن.. أو مدعاة لترف فكري من غير ضرورة؟؟

:fasel5:

اختلاف الاراء طبيعه بشرية…
شئ لابد منه ..وهو اختلاف الاراء..ولعله من أسباب تتابع الرسل وتوالي الكتب…
(كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ) (البقرة : 213 )
ولعل سبب الاختلاف في الاراء هو تباين الطبائع ..فالناس مختلفون في عقولهم وأفهامهم …وفي ميولهم ورغباتهم…وفي تنشئتهم وثقافاتهم…فإذا أدرك المحاور قبل حواره أن الاختلاف وتبادل الاراء طبيعة بشرية أقبل على محاوره بنفس مطمئنه وروح هادئه ..تكون سببا في تقارب وجهات النظر وإماتة روح الفرقه والاختلاف…

:fasel5:

اختلاف الرأي لايفسد للود قضية…
فالنقاش حوار عقول والمودة حوار عواطف …فخلاف بسيط في وجهات النظر حري ألا يذهب بالمودة والمحبه ويأتي العداء والخصومه..

:fasel5:

حسن البيان ..
الفصاحه والبيان يفعلان فعل السحر في السامع او القارئ..فصاحه من غير اغراب ولا تعقيد..
وما أحلى الحوار والكلام الطيب يأتي قدر الحاجه في وقت الحاجة..!!
*ابدأ بنقاط الاتفاق..وتجنب عرض نقاط الاختلاف…لأنه يوقف الحوار..
*افهم من أمامك …لعله من المفيد أن تفهم شخصية من أمامك قبل الشروع في الحوار معه…ويجب أن تدرك طبيعته وتستشف أسلوبه…وتعرف هل هو ممن يحاور بالعقل ام بالعاطفة…وترى نظرته للحياة وكذلك درجة وعيه وفهمه..

:fasel5:

مثال وطرفه…
ما أحوج المحاور أن يرفد كلامه ببعض الامثلة والطرائف…فالمثال ييسر الفهم والطرفة تهضم ثقيل الحديث…والمحاور الجيد هو الذي يعرف متى يطرح مثاله ومتى يقذف طرفته… فما المثال إلا وسيلة لتقارب وجهات النظر عجز البيان وحده عن إيصالها…
والمثال يكون بمستوى السامع … لادونه فيحتقره .. ولا عكس ذلك فيعجزه إدراكه…
والطرفه تأتي لتدق جرس العاطفه بين أجراس العقل المتلاحقه فلتكن سهلة الادراك كي لا تنقلب لغزاً.. مرتبطة ما أمكن بمجريات الحديث غير جارحه لأحد..

:fasel5:

الدليل …
تحتاج كل أطروحه إلى ما يدعمها بالحجه والبرهان لا بمجرد الكلام فإن الرد من غير دليل بمنزلة رفض العلم بالشك المجرد.. فما يثبت بلا دليل ..يمكن نفيه بلا دليل أيضاً…

:fasel5:

كن أكثر جاذبية…
يميل الناس لمن يجذبهم بحديثه دون مشقه التركيز من جانبهم…(فكن سلس الكتابة …جميل في الاسلوب والطرح…وطعّم كتاباتك بشئ من التوابل وأن تختم حديثك ببعض الحلوى … والمحاور البارع هو الذي يجعل كلماته صورا تتدفق أمام ناظري صاحبه…ومن حوله مبتعدا عن الغموض …

:fasel5:

لاتغضب…
الغضب هو محاولة إبطال دعوى الخصم قبل أن يقدم الدليل عليها وهو صفة ذميمه تنفّر الناس وتبعدهم عن صاحبها …فهو يغضب لأتفه الاسباب لأنه يحمل الناس على مايراه صوابا ويكرههم عليه فيصرون على ماهم عليه…ولو عناداً…
*اعترف بالخطأ… من ذا الذي لا يخطئ.. ومن هو معصوم غير أنبياء الله ورسله ..فالخطأ امر طبيعي " كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابين"
*والعاقل من يسلم بالخطأ حال تبينه للصواب.. وينتقد نفسه ..بل ويشكر صاحبه أن أرشده إليه .. فذلك مما يكسبه ثقة الناس واحترامهم لشخصه وطريقة تفكيره .. فالاعتراف بالحق فضيلة …

:fasel5:

احترم الطرف الاخر … يندرج تحته عدة نقاط…أهمها…
*عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به ..فمن قال بلا احترام أجيب بلا احتشام .. فافهم وانصت لحديثهم ينصتو ويفهمو حديثك…
*امتدح الايجابيات ..في الشخص الذي تحاوره…وحاول أن ترى الاشياء من وجهة نظره.. وتلطف بكلماتك… استخدم قول (المعذرة… اسمح لي..)…
*وابدأ بالثناء على صاحبك والاعجاب بما له من حسنات…فإنك بذلك تمتلك قلبه .. ولا تبالغ في ذلك جداً …. فتقع في الكذب والنفاق… كما لاتتواضع جداً على حد الذل .. إنما عامله بروح المؤمن التي تمزج بين الثقة بالنفس وخفض الجناح…

*لا تصف محاورك بالجهل أو تواجهه بذلك …فاحذر أن تقول (انت جاهل ..انت ما تفهم..)وغيرها من هذه الالفاظ..االجارحه…بل استبدل هذه الالفاظ بـــ ( إنك تجهل ذلك… أو ربما نسيت) فإن النفوس تبتهج بمن يلتمس لها الاعذار.. فلقد وصف النبي الكريم في القران بــ(وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم : 4 ) فكن ذا خلق عظيم..

*تلطف في النقاش واختر لين الالفاط فقد تبلغ مالاتبلغه الحجة الدامغه أحياناً… (فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى)…

:fasel5:

العلم ..
قال تعالى… (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) (الإسراء : 36 ) فلاتحاور في مو ضوع تجهله .. إلا أن تكون سائلا .. ولا تنافح عن فكرة لم تقتنع بها تماماً فإنك إن فعلت فأقل نعت يهبه لك محاورك هو أنك جاهل…
قال الامام علي رضي الله عنه…(لاتقل مالا تعلم وإن قلّ ما تعلم…) فمن الناس من لا يحسن تصور فكرته فيعرضها ثم يتبين عدم مناسبتها فيقع في أشد الحرج…
ولتتذكر أن الفكرة التي تحملها تتجسد في شخصيتك فلتنقلها جيداً حتى لا تسئ إلى نفسك وتحرجها..

:fasel5:

هناك فروووق…
يجب أن تفرق بن المخطئ الجاهل… والمخطئ المتعلم…
فالجاهل يحتاج إلى تعليم … أما المتعلم ..فيحتاج إلى بيان .. فلا يصح أن نساوي بينهما من ناحية المعاملة والانكار…

:fasel5:

لتحسن العرض …
يقول البشر بن المعتمر: من أراد كريما فليلتمس له لفظا كريما..فإن حق المعنى الشريف اللفظ الشريف…
فطالما رفضت أفكار وردت أطروحات لأن صاحبها لم يحسن عرضها في قالب جيد…

:fasel5:

لكل مقام مقال..
فما يروق لزيد لا يروق لعبيد.. وما يدركه أناس ..لايدركه أناس آخرين… فلتؤطر حوارك بحال من حولك .. وتجنب التحديد الواضح عند حوار ذوي الروح الناقدة…

:fasel5:

رتب أفكارك … رتب أفكارك … رتب أفكارك..
كثيرا ما يفشل خير المحاورين في حوار بعض البسطاء لأنهم يعرضون أفكاراً متعددة لتوضيح قضية بسيطة فتزدحم الافكارفي ذهن ذلك البسيط فيضطرب إدراكه…
فاحرص على ترابط الافكار وتسلسلها…واجعل لك دفتراً خاصا لتجميع افكارك …ومن ثم طرحها في المنتدى…
واذا أردت أن ترى جمال السرد وحسن ترتيب الافكار فا قرأ الاحاديث النبوية المطولة في كتب السنن…. واقرأ من كتب الكتاب المعاصرين أمثال الشيخ عائض القرني… ومحمد العريفي..وغيرهم من الكتاب الذين تمييزو بترتيب الافكار وتسلسل العبارات..وبساطة الاسلوب..

:fasel5:

لا تتعصب …
الحق هو ضالة المؤمن ينشده حتى ولوكان على نفسه ..
والمتعصب هو ذلك الانسان الذي غطى هواه على عقله … فهو لايرى غير رأيه بل يستغرب وأحيانا يسفه أراء غيره …وقلما يعترف بخطأه…بل يكثر الردود..والمتعصب يدور مع فكرته حيث دارت وقد يضطر للتفكير بطرق متناقضة في ذات الحوار دعما لفكرته العقيمه….

:fasel5:

انهاء الحوار…
ليس شرطا لإنهاء الحوار أن يذعن أحد الطرفين الاخر..فريما قد يتوصل في الحوار على أن كلو واحد منهما صحيح…. ويجب أن يكون إيقاف الحوار بطريقة مهذبه ذكيه ليس فيها معنى التعجيز ولا الهزيمة بل اعتداد الواثق المؤدب…

:fasel5:

وأخيراً…
راعي في الحوار مخاطبة الناس على قدر عقولهم ومستوياتهم ..فمثلا المنتدى فهو عام يدخله الكبير والصغير … المسلم وغير المسلم… المثقف وغير المثقف.. فيجب أن تراعي مخاطبة العقول بصفة عامة … والارتقاء إلأى مستوى تفكير الاعضاء بصفة خاصة….

:fasel5:

هذي مجموعه من الاداب التي جمعتها لكم…بالاضافة الى بعض التجارب التي خضتها….
فأخرجتها في هذا القالب اليسير …والذي أتمنى من المولى العلي القدير أن يحوز على رضاكم..
دمتم بخير وعافيه…..

الجيريا

مشكور وبارك الله فيك
على هذه الوقفا الرائعة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.