مزينة القبيلة العربية الأصيلة 2024.

هناك في عمق التاريخ العربي ،ومن جذور طابخة تنتسب قبيلة مزينة العدنانية،والتي سطرت تاريخا حافلا مجيدا تزخر به موسوعات الأدب العربي

وتعود جذور قبيلة مزينة الي شخصية عربية عريقة تدعى عمرو بن أد بن طابخة،حيث أنجب أوسا وعثمان من أمهما القضاعية واسمها الغالب على تسمية القبيلة مزينة بنت كلب بن وبرة بن ثعلب بن حلوان القضاعية، وقد اختلف النسابة حول نسب قبيلة قضاعة الي أقوال أشهرها أن قضاعة قبيلة قحطانية من حمير،ويرى البعض أن قضاعة قبيلة عدنانية من نسل معد بن عدنان وهذا القول عرف عن المصعب الزبيري في كتابه المعروف بنسب قريش،والقول الثالث يرى أن قضاعة جذما مستقلا بنفسه فجعل أصول العرب عدنان وقحطان وقضاعة وهذا القول الاخير مشتهر عن ابن حزم رحمه الله.

وتفرعت القبيلة المزنية من أولاد أوس وعثمان ابني عمرو بن أد بن طابخة،وعاشت فروع مزينة حول المدينة النبوية في عدة مواضع متفرقة كان أشهرها الجنوب الغربي للمدينة ويشمل مناطق واسعة تمتد الي حدود قبيلة سليم العدنانية

فكان من مواضع قبيلة مزينة الأشعر لهم فيه ربوع،والنقيع،وملل وريم ولهم فيه جبل قدس الأبيض والأسود وجبل ورقان ،ولهم أودية ومياه كثيرة متفرقة حول المدينة .

ولمن يرغب الاستزادة في مواضع وديار مزينة قبل الاسلام عليه مراجعة كتابنا"المواضع والديار في شعر معن بن أوس المزني" وهو متوفر على الشبكة وفي مكتبة صيد الفوائد ،وقد ذكرت فيه ترجمة أشهر أعلام قبيلة مزينة المخضرمين معن بن اوس الذي أدرك الجاهلية والاسلام، وكانت له رحلات وتنقلات وتحركات وله ديوان شعري عربي يعد موسوعة ضخمة للبلدانيين الذين يعنون بذكر المسالك والممالك، حتى اصبح شعر معن بن اوس أحد المصادر العربية لمواضع الحجاز ولا يكاد يوجد موضع من المواضع الا وذكر فيت بيتا من الشعر،وهذا الرجل كان يعيش في ميطان وتزوج بأمراة تسمى حقة ثم تنقل في العمق،وشوران،وغيرها وله شعر جيد .

عاشت مزينة في منطقة فيها صراع قبلي في العهد الجاهلي فكانت تجاور جهينة من جهة وتجاور سليم من جهة أخرى،وتربطها علاقات مع الأوس،حتى أن في يوم بعاث المشهور استعانت الأوس بقبيلة مزينة حليفتها.

لن اتحدث عن حركة مزينة وسيطرتها الميدانية بين الحرمين،خاصة انها تملك نفوذا قويا ومؤثرا في المناطق الهامة من طريق الحاج ومنابع الماء ومسالك القوافل العابرة بين شمال وجنوب الجزيرة العربية.

فالاحتكاك القبلي في تلك المواضع يكاد ينحصر بين جهينة ومزينة وسليم حيث تتشارك هذه القبائل السيطرة والنفوذ على المعابر المائية الهامة مابين مكة والمدينة.

وكان الجوار الموضعي بين مزينة وسليم مستمرا حتى بعد الاسلام ،لذا تشير المراجع التاريخية ان مزينة وسليم لما دخلا في الاسلام استوطنا المدينة وتجاورتا داخل المدينة ولهم فيها جوار ومنازل مشهورة .

وحتى في اسلام القبيلتين كان لهما من الفضل والسبق النصيب الأكبر فمزينة مدت المسلمين بألف فارس وكذا سليم حتى قيل ألفت سليم والفت مزينة.

إن المزنيين الأوائل غيروا من مسار القبائل الحجازية ،فبدخول مزينة الاسلام قويت شوكة المسلمين ،لذا كانت عطايا الرسول صلى الله عليه وسلم جزيلة حيث يقطع بلال بن الحرث المزني العقيق وبعض المعادن القبلية.

لم تقف الامدادات المزنية والدخول المتواصل من رجال هذه القبيلة الي الاسلام فقصة وهب بن قابوس المزني،وابن أخيه الحارث بن عقبة المزني اللذان نزلا من جبل مزينة ورقان واشتراكهما في الغزو مع النبي عليه السلام حتى استشهدا حتى قال عمر وبعض الصحابة تمنينا ان نموت على حال المزني .

ومن الوافدين الأوائل المشهورين النعمان بن مقرن المزني وفد على الرسول عليه الصلاة والسلام ومعه اربعمائة فارس من مزينة وهذه قوة داعمة للحركة الاسلامية ضد المشركين.

إن توافد قبيلة مزينة لم ينقطع في صدر الاسلام حتى اصبحت القبيلة ركنا هاما في الذود عن الاسلام والمسلمين،ولم تقف بطولات وامجاد هذه القبيلة الي هذا الحد بل استمرت البطولات الي خارج الجزيرة العربية فاصبحت الفتوحات الاسلامية بوابة للتنافس الشريف بين عظماء الاسلام الأوائل لذلك نجد من ابناء المسلمين من هذه القبيلة الصيلة ومن غيرهم من الصحابة من له قبرا في سائر الامصار العربية والاسلامية .

لم تختفي قبيلة مزينة بعد القرون الثلاثة من ذاكرة التاريخ، برغم الصراعات والنزاعات التي حلت بالمسلمين،خاصة النزاع الأموي والعباسي على الخلافة ،وعلى امتداد هذه القرون ومابعدها كان لقبيلة مزينة مشاركات في الجزيرة العربية وخارجها على مستوى الأفراد والشخصيات الذين عملوا في بعض الدوواين وشغلوا بعض المناصب،والبعض الاخر اشتهر برواية الاحاديث وطلب العلوم.

لكن تغيرات المنطقة الحجازية وتحولاتها بسبب الامارات المتعاقبة في الحجاز والحالة الامنية الغير مستقرة جعلت من القبائل العربية مابين الحرمين تسلك طريق التكتلات والأحلاف نتيجة انتقال السلطة المهيمنة خارج الجزيرة العربية،ومن هنا عادت طرق القوافل والحجيج والمعابر المائية الي حالة من الفوضى وعدم الأمان ،فبعض القبائل هاجرت وغيرت أماكنها الي أماكن جديدة ،وهذا ماجعل غالبية القبائل تعمل بنظام الحلف في كثير من تحركاتها

وكان من نتيجة هذه الأحلاف أن انضوت بعض القبائل واندرجت مع بعضها لتشكل قوة في توسعاتها ومن هنا أصبح الخلط والتداخل بين القبائل العدنانية والقحطانية.

ومن نتائج هذه الأحلاف اندرجت قبيلة مزينة العدنانية مع قبيلة حرب ذات الارومة القحطانية،وامست قبيلة مزينة في عداد قبائل حرب الشهيرة.

ويبقى البحث مفتوحا في تحديد تاريخ هجرة مزينة من ديارها جنوب غرب المدينة وتخليها عن ديارها وأوطانها وجبالها وأوديتها التي سادت فيها حقبة طويلة من الزمن .

أضف الى مفضلتك

شكرا أخي الكريم على المعلومات القيمة عن بنو عمومتنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.