سلوكيات المراهقين بين الإحتياج والتلبية 2024.

لمراهق كائن حساس ومضطرب بسبب المرحلة الحرجة التي يمر بها، فهو ينتقل من الطفولة إلى النضج؛ ولكنبتغيرات مفاجئة تعم سائر كيانه؛ بما فيه الجسد و العقل و العاطفة و العلاقات الاجتماعية. ولهذا يجد الكبار عدة صعوبات في التعامل معه.لأن المراهق يقوم بتصرفات غير مقبولة من الآخرين لتلبية احتياج لديه ومهما ركزنا معه على السلوك وتقويمه فلن نفلح في أي تحسن لديه ما لم نلبِّ احتياجاته؛ التي غالبا لا يكون هو نفسه مدركا لها بصفة واعية. إذن لنتجاهل السلوكولنبحث عن السبب الذي يؤدي بالابن المراهق أو البنت المراهقة إلى إساءة التصرف.
ولنبحث عن احتياج المراهق من بين الاحتياجات التسعة التالية متناسين سلوكه ثم نعمل على تلبية الاحتياج، عندها سيستقيم سلوك المراهق تلقائيا ويتصرف بشكل طبيعي. وطبعا لن يكون الأمر سهلا ونحن نستحمل سلوك المراهق ونتظاهر بعدم تأثرنا به. فليكن صدر الآباء و المربين واسعا من لأجل احتواء المراهق بأخطائه. فالمراهقة ما هي سوى مرحلة من حياة الشخص؛ كلما وجد فيها المراهق ما يحتاجه من اهتمام وحب وأنشطة بناءة كلما قطعها بسرعة ومن دون مشكلات ليصل للنضج واستقرار الشخصية .
لاحتياجات التسعة هي كالتالي :الاحتياج للتقدير : فالمراهق في حاجة لأن نقدر مجهوداته وكل ما يأتي به من أعمال ، فيكون على الآباء و المدرسين عدم إهمال أي فرصة يثنون فيها على إنجاز من إنجازات المراهق مهما بدا ذلك عاديا في عيونهم.
الاحتياج للحب : طبعا كل الآباء يحبون أبناءهم ولكن أغلبهم يفعلون ذلك في صمت ودون تعبير و المراهق يحتاج لكلمات و إشارات ولمسات تشعره بمدى حب والديه له، وإلا فسيسقط في أحضان أول من يفعل به ذلك، ممَّ يفسر شغف بعض المراهقين بقرين من الجنس الآخر يبدي الحب بطريقة واضحة للمراهق ويجدر بي أن أنوه إلى أن الحب الذي يقدمه الأبوان يجب أن يكون حبًّا غير مشروط. فلا تجعل علاقة طردية بين حبك لابنك وبين مدى رضاك عن إنجازاته وسلوكه. الاحتياج للتفهم: يخطئ الآباء حين يتحدثون إلى المراهق وكأنهم يعرفون مسبقا ماذا يريد أن يقول أو يهونون من شكواه ويقارنون بين مشاكلهم هم حين كانوا في مثل هذا السن وبين ما يدعي أبناء اليوم من مشاكلفهذا الخطاب يشعر المراهق بأن لا أحد يفهمه ويفهم معاناته، ممَّ يجعل الهوة بينه وبين والديه تتسع، ليبحث لنفسه عن أشخاص خارج محيط الأسرة؛ قد لا يكونون في المستوى.
الاحتياج للانتباه : قد يشعر المراهق أنه شبه منسي وألا أحد يوليه اهتمامه، فلا أحد يسأله عن ذوقه في الطعام ولا أحد يعجب بقصة شعره. كما تشعر المراهقة أن جسدها الجميل الذي بدأ يتدفق أنوثة مغمورٌ وسط الثوب الفضفاض و الطويل التي تُلزِمها والدتها بارتدائها . فتفعل أي شيء يمكن أن يجذب نظرات الاهتمام من عيون الزملاء أو حتى المارة بالشارع ، وصدقوني أن الفتيات المفتقرات إلى الاهتمام الإيجابي في الوسط الأسري يستمتعن بمعاكسات الشباب في الشارع وهذا إشباع غير سليم لاحتياج نفسي كان من الممكن أن يُلبىَّ بطريقة شرعية وآمنة من أفراد الأسرة فماذا سينقص من ، الأم إن هي عمدت إلى تمشيط شعر ابنتها بين فترة وأخرى وهي تثني على نعومته ولونه الجذاب ؟ وماذا سيخسر الوالد لو قال بأسلوب مرح ماشاء الله ابني قد ازداد طولا أخاف أن يصير في السنة المقبلة أطول مني ؟ فهذا سيشعرهما بأن الكل منتبه لهما؛ ويعبر عن إعجابه بالتغيرات الطارئة عليهما سواء جسدية أو نفسية أو ذهنية .

الاحتياج للانتماء : بيبدأ المراهق في دخول عالم الكبار راغبا في تكوين عالم خاص به ، ويكون رفقة من أقرانه ، كما يشارك في أنشطة داخل جماعة يحس بانتمائه لها ، ويمكن تلبية ذلك بتشجيعه على الانخراط في نوادي ثقافية و رياضية واجتماعية، و تكوين صداقات مع أشخاص مناسبين له … أما لو افتقر المراهق لمثل هذا فسيحاول الانتماء بطريقته لجماعات منحرفة وهذا يفسر الأعمال التخريبية التي يمارسها المراهقون بشكل جماعي كالتحرش الجماعي بالفتيات و التدخين؛ و المخدرات التي عادة ما يتعاطاها الشخص في فترة المراهقة ليثبت ل الشلة أنه واحد منها بممارسة نفس سلوكات أفرادها.

الاحتياج للأمن : أحيانا نجد بعض المراهقين يكثرون من استعمال العنف اللفظي و الجسدي عند أي مشكلة تعرض لهم، ويكون السبب وراء ذلك حاجتهم للأمن. فهم يشعرون بأن الآخرين يعتدون على حقوقهم، وأن أفضل حل هو الدفاع عن أنفسهم عند أي تهديد وبكل الوسائل.

الاحتياج للاستقلالية : يتولد لدى المراهق رغبة ملحة في خلق عالم خاص به، يحتفظ فيه بأسراره ويمارس فيه أنشطة محببة إليه، لا يطارده فيه أحد سواء باختلاس النظر أو التطفل بطرح الأسئلة الملِحَّة؛ ولذلك نجد المراهق في بعض الأحيان يختار القعود وحده أو يرفض دخول أحد لغرفته أو لمس حاجياته واستعمالها …
الاحتياج للتقبل : يحتاج المراهق للشعور بأن الآخرين يقبلونه كما هو رغم ما قد يوجد في شكله أو طباعه وسلوكه من نقائص. ولذلك قد يعاني بعض المراهقين ممن لديهم عدم رضا عن نفسهم بأن الآخرين لا يتقبلونهم، فيتصرفون بناء على هذا الشعور تصرفات تبدو غريبة للآخرين، مثل مراهق معاق مثلا قد ينعزل عن الجميع ويشعر بالنقص و الدونية نتيجة شعوره بعدم التقبل ، أو شخص فاشل دراسيا يحس أن أسرته غير راضية على مستواه التعليمي فينسحب قاضيا معظم وقته خارج البيت أو منتقما ممن يتوهم أنهم لا يتقبلونه بشتى التصرفات التي يعرف أنها ستضايقهم.
الاحتياج للإنجاز : حتى يشعر المراهق أنه شخص إيجابي ويقدم شيئا مفيدا فهو بحاجة لأن ينجز أعمالا تعطيه هذا الشعور. لذلك يشعر المراهق الذي يعيش فراغا كبيرا لا يعرف كيف يشغله بالأنشطة المثمرة بخلل ما لديه ويعبر عنه لا شعوريا بسلوك غير مقبول، كأن يكون متشائما يتحدث دائما بأن لا فائدة من هذه الحياة ولا من الدراسة مادام لم يستغل وقته ولا مكتسباته المعرفية و المهارية وقدرات و كفاياته في أنشطة إيجابية.


مرحبا بك اختي مووضعك مهم و من المفروضض يطلع عليه الكل انا كمراهقة لا أحب أن يقيد أحدهم من حريتي لكن الحمد لله التربية الحسنة للوالدين الكريمين جعلت فقط الدين و الخلق قيدا لي ههههههههه

موضوع قيم و حساس و رائع

بارك الله فيك

تحياتي

سلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.