عجائب الشعر العربي الهندسي
اللغة العربية واسعة وقد تفنن أهلها والشعراء في صياغتها
وهذا المجال واسع جدا حتى عند أصحابنا من الشعراء
وقد جمعت لكم بعض من بحورالشعر العجيب و الغريب
هذه الأبيات إحدى تلك الغرائب
حيث تقرأ أفقي وعمودي
ألــــــوم صديقي وهـــــذامحـــــــــال
صديـقي أحبــــه كـــــلام يقــــــــــــال
وهــــذاكــــــلام بليــــغ الجمــــــــال
محـــال يقـــــال الجمــال خيـــــــــــال
و الأبيات التالية نموذجا آخر
سبتني فتـاة و هـذا حرام
فـتـاة يبــاح لـديها غـرام
وهذا لـديــهـا يعـد مــرام
حــرام غرام مرام يــرام
بالله عليكم ما هو الغريب في هذه الأبيات السابقة؟؟؟؟
إليكم الجواب
نستطيع قراءة هذه الأبيات أفقيا ورأسيا
بل الأغرب من ذلك أن قراءتها أفقيا نفس قراءتها رأسيا
ارجع للأبيات وجرب!!!
المتنبي
وما أدراك ما لمتنبي؟؟
فله من عجائب الشعر الكثير
ومن عجائب ما قال
عش ابق اسم سد جد قد مر انهفه تسل
عظ احم اصب اغز اسب رُع زُع اثن نل
فهمتوا شي؟؟؟؟؟
ولكن سوف أوضح لكم ما فهمته من الأبيات
عش ( من العيش) أي يأمر بالعيش
ومثلها ابق (من البقاء) و أسم (من السمو)
و( انه ) من النهي أي يأمرك بالنهي
وعظ ( من العظة) و أغز (أمر بالغزو)
إذا أحد عنده تفسير يا ليت يوضح لنا .
ومن أبياته التي يمكن أن تغير فيها دون أن يتغير المعنى – وإن كان
المتنبي نفسه لم يقصد ذلك فيما أحسب – قوله في وصف الأسد:
يطأ الثرى مترفقاً من تيهه *** فكأنه آس يجسع ليلا
فالشطر الأول يمكن أن يكون:
يطأ الثرى من تيهه مترفقا
من تيهه يطأ الثرى مترفقا
من تيهه مترفقاً يطأ الثرى
مترفقاً من تيهه يطأ الثرى
مترفقاً يطأ الثرى من تيهه
أقول لكم ما هو أجمل بيت قراته للمتنبي
إذا أتتك مذمتي من ناقص
فهي الشهادة لي بأني كامل
لقد تفنن الأدباء في ما يسمى بالبديع وأتوا فيه بنوادر
عجيبة وطرائف غريبة وللحريري في مقاماته الكثير الطيب
من ذلك ومثله ناصيف اليازجي في مقاماته المعروفة بمرج البحرين
وأطلقوا لها أسماء خاصة مثل حالي الحالي وعاطل العاطل والشعر
المشجر وما لا يستحيل بالعكس وأبيات التواريخ وحساب الجمل وغير
ذلك مما لا يحضرني الآن ولكن هذه بعض المقتطفات السريعة:-
أبيات كل حروفها مهملة(أي بدوننقط )
الحمد لله الصمد حال السرور والكمـد
الله لا إلــــه إلاهــــو مولاك الأحــــد
أول كـــــل أول أصل الأصول والعمـد
الواسع الآلاء والآراء علــما والمدد
الحول والطول لـه لا درع إلا ما سـرد
كــل سواه هالـــــك لا عَـــددٌ ولا عُـــدد
وهذه أبيات تقرأ طردا وعكسا فيبقى مبناها دون تغيير
ويمكن قراءة كل بيت من اليمين إلى الشمال، ومن الشمال
إلى اليمين ، لأن ترتيب الحرف هو ذاته وذلك من أغرب غرائب
اللغة العربية :-
قمر يفرط عمدا مشرق*** رش ماء طرف يرمق
قد حلا كاذب وعد تابع*** لعبا تدعو بذاك الحدق
وهذا نموذج آخر
قبسٌ يدعو سناه إن جفا *** فجناه انس وعد يسبق
فر في إلفنــداها قلبـه *** بلقاها دنــف لا يــفـرق
وهذه بيتا مدح يصيران هجاء بعكس ترتيب كلماتها
حلموا فما ساءت لهم شيم *** سمحوا فما شحت لهم منن
سلموا فما زالـــت لهم قدم *** رشدوا فما ضلت لـهم سنن
وهذه أبيات مدح تقلب هجاء إذا حذفت الشطر الثاني من كل بيت
إذا أتيـــت نوفــــل بن دارم *** أمير مخذوم وسيــــف هاشـم
وجدتـه أظلــــم كـل ظالــــم *** علـى الدنانيـــــروالدراهـــم
وأبخل الأعـراب والأعاجـم *** بعرضة وســــره المكاتــــــم
لايستحي من لوم كل لائـم *** إذا قضى بالحق في الجرائم
ولا يراعي جانــب المكارم *** في جانب الحق وعدل الحاكم
يقرع من يأتيه سن النــادم *** إذا لم يــــــكن من قدم بقادم
ومن أروع ما قرأت في عجائب الشعر
قول ابن قيم الجوزية في كتابه : " بدائع الفوائد " (3/511-51)
(( قال بعض الفضلاء : بيتاً من الشعر يشتمل على أربعين ألف
بيت من الشعر وثلاثمائة وعشرين بيتاً وهو زين الدين المقري ))
لقلبي حبيب مليح ظريف **** بديع جميل رشيق لطيف
وبيان ذلك :
أن هذا البيت ثمانية أجزاء ، يمكن أن ينطق بكل جزء
من أجزائه مع الجزء الآخر ، فتنتقل كل كلمة ثمانية
انتقالات ، فالجزءان الأولان لقلبي حبيب ،يتصور منهما
صورتان بالتقديم والتأخير .
ثم خذ الجزء الثالث فيحدث منهمع الأولين ست
صور ؛ لأن له ثلاثة أحوال تقديمه عليهما وتأخيره
وتوسطه ،ولهما حالان ، فاضرب أحواله في الحالين
يكون ستة .
ثم خذ الجزء الرابع ،وله أربعة أحوال ، فاضربها
في الصور المتقدمة وهي الستة التي لما قبله تكن أربعة وعشرين .
ثم خذ الخامس تجد له خمسة أحوال ، فاضربها في الصور
المتقدمة وهي أربعة وعشرون تكن مائة وعشرين .
ثم خذ السادس تجد له ستة أحوال ، فاضربها في مائة وعشرين
تكن سبعمائة وعشرين .
ثم خذ السابع تجدله سبعة أحوال ، فاضربها في سبعمائة
وعشرين تكن خمسة آلاف وأربعين .
ثمخذ الثامن تجد أحواله ثمانية فاضربها في خمسة آلاف وأربعين
تكن أربعين ألفاً وثلاثمائة وعشرين بيتاً فامتحنها تجدها كذلك .
ومثله لي – أي لابن قيم الجوزية – قلته في القدس :
محب صبور غريب فقير *** وحيد ضعيف كتوم حمول
انتهى ..
ومن العجائب الشعرية رد العجز على الصدر
وهو أن يكون إحدى الكلمتين المتكررتين أو المتجانستين
أو الملحقتين بالتجانس في آخر البيت والأخرى قبلها في أحد
المواضع الخمسة من البيت وهي صدرالمصراع الأول وحشوه
وآخره وصدر المصراع الثاني وحشوه كما فيالأبيات:
مشتهر في علمه وحلمه وزهده وعهده مشتهر
فيعلمه مشتهر وحلمه وزهده وعهده مشتهر
في علمه وحلمه وزهده مشتهر وعهده مشتهر
في علمه وحلمه وزهده وعهده مشتهر مشتهر
من عجائب الشعر لسعد المقري
ما يقرأ مدحا وعكسها ذما كقوله:
طلبوا الذي نالوا فما منعــوا *** رفعت فما خطت لهم رتـب
وهبوا وما تمت لهم خلـــق *** سلموا فما أودى بهم عطب
جلبوا الذي نرضى فما كسدوا *** شيم لهم حمدت فما كسبـوا
غضبوا فما ساءت لهم قيــم *** ستروا فما هتكت لهمحجب
ذهبوا و ما يمضي لهم أثـــر *** رحموا فما حلـــت بهم نـوب
حسب لهم يزكوافما سقطوا *** كلم لهم صدقت فما كذبـــوا
عصب بهم نصرت فما خذلوا *** شرفوا فمايدنـو لهم حسب
وإذا عكست قرئت هكذا:
رتب لهــم خطت فما رفعت *** منعوا فما نالوا الذي طلبــوا
عطب بهم أودى فما سلمـوا *** خلق لهم تمت و ما وهبــــوا
كسبوا فما حمدت لهم شيـم *** كسدوا فما نرضى الذي جلبـوا
حجب لهم هتكت فما ستروا *** قيم لهم ساءت فما غضبــــوا
نوب بهم حلت فما رحمــوا *** أثر لهم يمضي و ما ذهبــــوا
كذبوا فما صدقت لهم كلـم *** سقطوا فما يزكوا لهم حســـب
حسب لهم يدنوا فما شرفـوا *** خذلوا فما نصرت بهم عصـــب
والأعجب والأغرب قوله أيضا:
ملك سما ذو كمال زانه كــرم *** أغنى الورى من كريم الطبعوالشيم
به الغنا ورده تصفوا مشاربـــه *** فتى العلا في يديــــــه وابلال ديــم
له نما طال من في فرعه شهــم *** كما ترى فاق كل العرب و العجم
حلو الجنا قد توالت لي مواهبــه *** لما علا و هو في العلياء كالعلـم
