وصية نافعة جامعة للعلامة الشيخ يحي النجمي رحمه الله 2024.

السلام عليكم ورحة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد
فمن باب قول الله تعالى (وتواصو بالحق وتواصو بالصبر ) اردت ان انقل لاخواني مقالة للعلامة يحي النجمي قراتها في شبكة سحاب من باب تعميم الفائدة فارجوا لكل من قراها ان يدعوا لاخيه بالثبات على الهدى والمغفرة وبارك الله فيكم .

قال العلامة الشيخ أحمد النجمي رحمه الله تعالى :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فإن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق لحكمة عظيمة، هذه الحكمة أخبر عنها في قوله سبحانه وتعالى ﴿ وما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون ) [الذاريات:56] فالله خلق الخلق لعبادته. والعبادة: هي الوظيفة الأساسية في خلق هذا الخلق: الإنس والجن ، لذلك فإن الواجب على كل مخلوق من الإنس والجن أن يتعرف على هذه الوظيفة التي خلقه الله سبحانه وتعالى لها ألا وهي العبادة.
ثم إن العبادة لا تعرف بالعقول وإنما تُعرف من طريق الشرع الإسلامي الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وجاءت به جميع الرسل. كل الرسل دعوتهم إلى توحيد الله عزّ وجلّ كما قال الله عزّ جلّ ﴿ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف عاقبة المكذبين ) [النحل:36] ﴿وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ) [الأنبياء:25] وهذا هو مقتضى لا إله إلا الله، إذ أن معنى لا إله إلا الله :
لا إله: نفي لجميع الآلهة التي تعبد من دون الله سبحانه وتعالى.
إلا الله: إثبات العبادة لله سبحانه وتعالى.
هذه الكلمة التي خلق الله من أجلها السموات والأرض ومن أجلها أرسلت الرسل.
ومن أخلّ بها فإنه مهدّد بإحباط العمل قال سبحانه وتعالى ﴿ولقد أوحي إليك و إلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ﴾[الزُّمَر:65] فإذا كان هذا يقوله الله لرسوله صلى الله عليه وسلم أنه ما من نبي إلا ويوحى إليه أنه إذا أشرك – إن حصل منه شرك- فإن عمله سيكون حابطا. والمقصود بالشرك هنا الشرك الأكبر كما قال سبحانه وتعالى ﴿فلا تدع مع الله إلهاً آخر فتكون من المعذبين ﴾[الشعراء:213] والله سبحانه وتعالى يقول ﴿ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون 117﴾[المؤمنون:117] ويقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه جل وعلا أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاء عَنْ الشِّرْك مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْته وَشِرْكه[1] .
كذلك أيضا الشرك موجب للخلود في النار والحرمان من الجنة قال سبحانه وتعالى على لسان عيسى بن مريم ﴿ يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار ﴾[المائدة:72] فمن أشرك بالله سبحانه وتعالى دعا معه غيره فإنه يُحرم من الجنة ويتحتم عليه دخول النار والخلود فيها أبدا مأبدا.
كذلك المشرك لا تقبل له حسنة فالله سبحانه وتعالى يقول ﴿إن الله لا يغفر أن يشرك به إِ﴾[النساء:48] لا تُغفر له سيئة ولا تقبل منه حسنة فالله سبحانه وتعالى يقول ﴿إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء ﴾[النساء:48] هذه الأخبار التي جاءت عن ربنا بيّن فيها الله سبحانه وتعالى ما يترتب عن مخالفة لا إله إلا الله ، ما يترتب على من ترك لا إله إلا الله وعدم القيام بشأنها. من فعل ذلك فإن هذه العقوبات كلها واقعة عليه. فينبغي للمسلم أن يحقق هذه الكلمة التي هي لا إله إلا الله وأن يخلص له عزّ وجلّ في أدائها والتلفظ بها، يقولها بلسانه معتقدا معناها بقلبه عاملا بمقتضاها فإذا فعل ذلك فهو المسلم.
بالإضافة إلى أنه لابد من شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم . فشهادة أن محمدا رسول الله شهادة للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة وأن الله أرسله سبحانه وتعالى وأنزل عليه القرآن وأوحى إليه السنة كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم لا ألفين أحدكم جالسا على أريكته يقول بيننا وبينكم كتاب الله ما وجدنا فيه من حلال أحللناه وما وجدنا فيه من حرام حرمناه ألا وإن ما أحل رسول اله مثل ما أحل الله ألا وإن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله ألا لا يحل ذو ناب من السباع ولا ذو مخلب من الطير ولا الحمار الإنسي ولا لقطة معاهد[2]. هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم رواه أبو داود والترمذي وهو صحيح.
إذا فيجب عليك يا عبد الله أن تتحاكم إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم هي مبينة لكتاب الله سبحانه وتعالى كما يقول جلّ من قائل ﴿ وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزّل إليهم ولعلهم يتفكرون )[النحل:44] وأخبر الله عز وجل أنه أنزل عليه الذكر ليبين للناس ما نزل إليهم فالسنة مبينة للقرآن مخصصة لعمومه، ومقيدة لإطلاقه ومبينة لمجمله، فيجب علينا أن نأخذ بالسنة التي قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم ونتحاكم فيما أشكل علينا.
ثم إن الإنسان المسلم يجب عليه أن يكون كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هي مرجعه ودستوره الذي يرجع إليه ويتعلم منه العبادة التي أوجبها الله سبحانه وتعالى عليه ثم أيضا السلف الصالح على فهمهم يعرف كتاب الله ويعرف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يجوز له أن يفسر كتاب الله إلا بما فسره الصحابة رضوان الله تعالى عليهم ومن أخذوا عن الصحابة من التابعين ، هؤلاء هم الذين يجب أن نأخذ بتفسيرهم لأن أهل البدع كل قوم منهم يفسرون القرآن على أهوائهم فلا يجوز أن يُفسر كتاب الله إلا الصحابة رضوان الله عليهم الذين شاهدوا التنزيل وعرفوه وعملوا في وقت النبي صلى الله عليه وسلم وبعد وقته في عهد الخلفاء الراشدين كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة[3]. فيا عبد اله إن الذي يجب على ك مسلم أن يأخذ بهذه الأصول :
الأصل الأول: كتاب الله
الأصل الثاني: سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
والأصل الثالث: إجماع سلف الأمة: ما أجمع عليه الصحابة والتابعون يجب علينا أن نأخذ به ولما ذكر الني صلى الله عليه وسلم حديث الافتراق قال : افترقت اليهود على إحدى و سبعين فرقة , و افترقت النصارى على اثنتين و سبعين فرقة , و ستفترق أمتي على ثلاث و سبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قالوا من هم يا رسول الله قال: هم الذين على مثل ما أنا عليه وأصحابي[4].
ثم إني أحذر من يسمعني من المناهج المبتدعة التي دخلت علينا وليست من عقيدتنا فهم يخلطون الحق بالباطل ويخلطون السنة بالبدعة ولا يجوز لمسلم أن يترك كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ويأخذ بأقوال أناس ليسوا بمعصومين وأكثرهم جهال لم يكونوا علماء ويجب علينا أن نعود إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله وإلى سيرة السلف الصالح فيما اشتبه علينا وفيما أشكل علينا والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ومن اتقى الشبهات فقد اسبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى.[5]
إذن يا عباد الله يجب علينا أن نأخذ هذا المسلك مسلك كتاب الله وسنة رسوله وإجماع السف الصالح وطريقة السلف الصالح ولا يجوز لنا أن نأخذ بقول فلان وفلان ولا قول حزب من الأحزاب ولا نتبع شيئا من هذه الأحزاب لأن هذه الأحزاب تخلط السنة بالبدعة فلا يجوز لنا أن نأخذ بها ولا نتحاكم إليها ولا نمشي مع أصحابها فهؤلاء يجب علينا أن نحذرهم وهم حزب الإخوان مثلا وحزب السرورية وحزب القطبية وجماعة التبليغ وجماعة الجهاد وحزب التحرير وغير ذلك من الأحزاب. هذه الأحزاب كلها ليست بصافية وليست بنقية والمشرب الصافي والمشرب النقي وهو كتاب الله الطريقة السلفية الأخذ بكتاب الله والأخذ بسنة رسول الله الأخذ بالآثار وإتباع سلف الأمة ما أثر عن سلف الأمة، يرجع في ذلك إلى الكتب التي دونت ما كان عليه السلف وحذرت من البدع مثل:
· كتاب الاعتصام للشاطبي
· مثل كتاب شرح أصول السنة لللالكائي
· ومثل كتاب الإبانة الكبرى والإبانة الصغرى لابن بطة
· والشريعة للآجري وغير ذلك من الكتب
· كالتوحيد لابن خزيمة
· وكتب عثمان بن سعيد الدارمي الرد على الجهمية والرد على بشر المريسي وأمثال هذه الكتب.
هذه الكتب هي التي نأخذ بها ونأخذ منها السنة ونأخذ منها التحذير من البدعة.
هذا ما أوصي به إخواني المسلمين في كل مكان أن يتحاكموا إلى شريعة الله عزّ وجلّ وأن يأخذوا بشريعة الله وأن يتركوا هذه المناهج التي يغلب عليها البدع. وأحذرهم من البدع وأحذرهم من هذه المناهج ، وأدعوهم إلى أن يعملوا بكتاب الله وسنة رسوله وما كان عليه السلف الصالح هذه وصيتي لإخواني في الله . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] أخرجه مسلم (2985)
[2] أخرجه أبو داود ( 4604 ) و أحمد ( 4 / 130 ) و الطبراني ( 20 / 283 / 270 )
[3] (‏صحيح‏)‏ انظر حديث رقم‏:‏ 2549 في صحيح الجامع‏.‏‌
[4] قال العلامة الألباني في “السلسلة الصحيحة” 1 / 356 :أخرجه أبو داود ( 2 / 503 – طبع الحلبي ) و الترمذي ( 3 / 367 ) و ابن ماجه ( 2 / 479 ) و ابن حبان في ” صحيحه ” ( 1834 ) و الآجري في ” الشريعة ” ( ص 25 ) و الحاكم ( 1 / 128 ) و أحمد ( 2 / 332 ) و أبو يعلى في ” مسنده ” ( ق 280 / 2 ) من طرق عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا به
[5] متفق عليه من حديث النعمان بن بشير

تأسيس الأحكام على ما صح عن خير الأنام بشرح عمدة الأحكام شرح و تعليق الشيخ أحمد بن يحيى النجمي رحمه ا 2024.

مقدمة
الحمد لله مسدي النعم خاصها والعام وملهم المحامد كلها إطلاقاً وتقييداً على الدوام والصلاة والسلام على من جعله الله منبعاً للحق وشارعاً للأحكام محمد بن عبدالله الذي بعثه الله بنسخ الشرائع وهدم الأصنام وجعله للأنبياء مسك ختام وعلى آله وصحبه نجوم الاهتداء وبدور الظلام صلاة وسلاماً تترى إلى يوم الجع بين الأنام يوم تذهب المناسبة ويضمحل البهرج والفخر وتعنو الوجوه للملك العلام أما بعد فإنه لما كان خير ما بحث عنه الباحثون وتنافس في معرفته المتنافسون بعد كتاب الله تعالى سنة رسول الله  التي هي المصدر الثاني للشرع وكانت ( عمدة الأحكام ) منتقاة من أصح مصادر السنة ألزمت نفسي بكتابة شرح عليها مستعيناً بالله تعالى مع بعد الشقة وقلة الزاد وجعلته ملماً بالعناصر الأربعة الآتية وهي : (أ) الموضوع (ب) المفردات (ج) المعنى الإجمالي (د) فقه الحديث .
وعسى أن أكون قد وفقت إلى مساعدة إخواني طلاب العلم على حل مشكلتهم العلمية وساهمت في تدعيم هذا النشأ الصاعد الذي نبتهل إلى الله جميعاً أن يلهمه رشده ويسدد خطاه حتى يخرج لأمته جيلاً منصبغاً بصبغة الدين يقود إلى الحق ويذود عن الباطل ويظهر للناس محاسن هذا الدين الحنيف ويبين لهم أنه صالح لكل جيل وكل زمن حتى يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين وأنه كفيل لكل من اعتنقه بجلب مصالح الدنيا والآخرة ودفع مضارهما مع العزة والرفعة والغلبة والتمكين والغنى والسيادة على جميع الشعوب المخالفة له غير أن هذا لا يحصل إلا لأمة تطبقه تطبيقاً فعلياً في الصغير والكبير والدقيق والجليل .وقد حاولت أن يكون هذا الشرح سهل العبارة مع معالجة بعض الأمور الواقعة التي تتنافى مع الشرع عند المناسبات تبيهاً عليها وإرشاداً إلى الصواب كما حاولت إصلاح بعض الأخطاء التي حصلت من ابن دقيق العيد رحمه الله في المعتقد والرد عليها بما فيه مقنع لطالب الحق وتوخيت بكل استطاعة أن أرجح ما تسنى لي فيه الترجيح على أن يكون الترجيح مؤسساً على ما صح عن النبي  من غير تحيز إلى مذهب خاص ممتثلاً في ذلك قول الله تعالى  فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ  (النساء:65) وقوله تعالى  فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً  (النساء:59) وسميته تأسيس الأحكام على ما صح عن خير الأنام بشرح أحاديث عمدة الأحكام وكنت قد عرضت جزءاً وهو الأول مما كتبت على فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله لطول باعه في الحديث وذلك في عام 1383هـ حينما كان فضيلته مدرساً بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية وقد تفضل الشيخ مشكوراً بتسجيل ملاحظاته المفيدة وقد أثبتها في الهامش في مواضعها من الكتاب وأشرت إليها باسمه .
وكل ما أرجوه من القارئ الكريم الدعاء لي بظهر الغيب أن سمح والتغاضي عما قد يحصل من خطأ إلا أن يتنافى مع الشريعة فإن كان ذلك وأرجو ألا يكون فالمطلوب ممن عثر على ذلك تنبيهي عليه لإعادة النظر والرجوع إلى الصواب فما الكمال إلا لله وما العصمة إلا للأنبياء وخير الصدقة جهد المقل .
والله أسأل أن يجعله من صالح عملي الذي أعده ذخراً للمعاد ووسيلة إلى النجاة من النار يوم التناد وأن يطهره من شوائب الاحباط ويجعله خالصاً لوجهه الكريم وأن ينفع به طالبي الحق ورواد الحقيقة آمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً

https://shamela.ws/files/repository/category-186/728.rar

جزاك الله خيرا

ردودكم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

أين ردودكم

العلامة النجمي : وصية نافعة جامعة 2024.

قال العلامة الشيخ أحمد النجمي رحمه الله تعالى :

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

فإن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق لحكمة عظيمة، هذه الحكمة أخبر عنها في قوله سبحانه وتعالى ﴿ وما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون ) [الذاريات:56] فالله خلق الخلق لعبادته. والعبادة: هي الوظيفة الأساسية في خلق هذا الخلق: الإنس والجن ، لذلك فإن الواجب على كل مخلوق من الإنس والجن أن يتعرف على هذه الوظيفة التي خلقه الله سبحانه وتعالى لها ألا وهي العبادة.
ثم إن العبادة لا تعرف بالعقول وإنما تُعرف من طريق الشرع الإسلامي الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وجاءت به جميع الرسل. كل الرسل دعوتهم إلى توحيد الله عزّ وجلّ كما قال الله عزّ جلّ ﴿ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف عاقبة المكذبين ) [النحل:36] ﴿وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ) [الأنبياء:25] وهذا هو مقتضى لا إله إلا الله، إذ أن معنى لا إله إلا الله :
لا إله: نفي لجميع الآلهة التي تعبد من دون الله سبحانه وتعالى.
إلا الله: إثبات العبادة لله سبحانه وتعالى.
هذه الكلمة التي خلق الله من أجلها السموات والأرض ومن أجلها أرسلت الرسل.
ومن أخلّ بها فإنه مهدّد بإحباط العمل قال سبحانه وتعالى ﴿ولقد أوحي إليك و إلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ﴾[الزُّمَر:65] فإذا كان هذا يقوله الله لرسوله صلى الله عليه وسلم أنه ما من نبي إلا ويوحى إليه أنه إذا أشرك – إن حصل منه شرك- فإن عمله سيكون حابطا. والمقصود بالشرك هنا الشرك الأكبر كما قال سبحانه وتعالى ﴿فلا تدع مع الله إلهاً آخر فتكون من المعذبين ﴾[الشعراء:213] والله سبحانه وتعالى يقول ﴿ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون ١١٧﴾[المؤمنون:117] ويقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه جل وعلا أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاء عَنْ الشِّرْك مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْته وَشِرْكه[1] .
كذلك أيضا الشرك موجب للخلود في النار والحرمان من الجنة قال سبحانه وتعالى على لسان عيسى بن مريم ﴿ يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار ﴾[المائدة:72] فمن أشرك بالله سبحانه وتعالى دعا معه غيره فإنه يُحرم من الجنة ويتحتم عليه دخول النار والخلود فيها أبدا مأبدا.
كذلك المشرك لا تقبل له حسنة فالله سبحانه وتعالى يقول ﴿إن الله لا يغفر أن يشرك به إِ﴾[النساء:48] لا تُغفر له سيئة ولا تقبل منه حسنة فالله سبحانه وتعالى يقول ﴿إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء ﴾[النساء:48] هذه الأخبار التي جاءت عن ربنا بيّن فيها الله سبحانه وتعالى ما يترتب عن مخالفة لا إله إلا الله ، ما يترتب على من ترك لا إله إلا الله وعدم القيام بشأنها. من فعل ذلك فإن هذه العقوبات كلها واقعة عليه. فينبغي للمسلم أن يحقق هذه الكلمة التي هي لا إله إلا الله وأن يخلص له عزّ وجلّ في أدائها والتلفظ بها، يقولها بلسانه معتقدا معناها بقلبه عاملا بمقتضاها فإذا فعل ذلك فهو المسلم.
بالإضافة إلى أنه لابد من شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم . فشهادة أن محمدا رسول الله شهادة للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة وأن الله أرسله سبحانه وتعالى وأنزل عليه القرآن وأوحى إليه السنة كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم لا ألفين أحدكم جالسا على أريكته يقول بيننا وبينكم كتاب الله ما وجدنا فيه من حلال أحللناه وما وجدنا فيه من حرام حرمناه ألا وإن ما أحل رسول اله مثل ما أحل الله ألا وإن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله ألا لا يحل ذو ناب من السباع ولا ذو مخلب من الطير ولا الحمار الإنسي ولا لقطة معاهد[2]. هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم رواه أبو داود والترمذي وهو صحيح.
إذا فيجب عليك يا عبد الله أن تتحاكم إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم هي مبينة لكتاب الله سبحانه وتعالى كما يقول جلّ من قائل ﴿ وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزّل إليهم ولعلهم يتفكرون )[النحل:44] وأخبر الله عز وجل أنه أنزل عليه الذكر ليبين للناس ما نزل إليهم فالسنة مبينة للقرآن مخصصة لعمومه، ومقيدة لإطلاقه ومبينة لمجمله، فيجب علينا أن نأخذ بالسنة التي قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم ونتحاكم فيما أشكل علينا.
ثم إن الإنسان المسلم يجب عليه أن يكون كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هي مرجعه ودستوره الذي يرجع إليه ويتعلم منه العبادة التي أوجبها الله سبحانه وتعالى عليه ثم أيضا السلف الصالح على فهمهم يعرف كتاب الله ويعرف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يجوز له أن يفسر كتاب الله إلا بما فسره الصحابة رضوان الله تعالى عليهم ومن أخذوا عن الصحابة من التابعين ، هؤلاء هم الذين يجب أن نأخذ بتفسيرهم لأن أهل البدع كل قوم منهم يفسرون القرآن على أهوائهم فلا يجوز أن يُفسر كتاب الله إلا الصحابة رضوان الله عليهم الذين شاهدوا التنزيل وعرفوه وعملوا في وقت النبي صلى الله عليه وسلم وبعد وقته في عهد الخلفاء الراشدين كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة[3]. فيا عبد اله إن الذي يجب على ك مسلم أن يأخذ بهذه الأصول :
الأصل الأول: كتاب الله
الأصل الثاني: سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
والأصل الثالث: إجماع سلف الأمة: ما أجمع عليه الصحابة والتابعون يجب علينا أن نأخذ به ولما ذكر الني صلى الله عليه وسلم حديث الافتراق قال : افترقت اليهود على إحدى و سبعين فرقة , و افترقت النصارى على اثنتين و سبعين فرقة , و ستفترق أمتي على ثلاث و سبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قالوا من هم يا رسول الله قال: هم الذين على مثل ما أنا عليه وأصحابي[4].
ثم إني أحذر من يسمعني من المناهج المبتدعة التي دخلت علينا وليست من عقيدتنا فهم يخلطون الحق بالباطل ويخلطون السنة بالبدعة ولا يجوز لمسلم أن يترك كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ويأخذ بأقوال أناس ليسوا بمعصومين وأكثرهم جهال لم يكونوا علماء ويجب علينا أن نعود إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله وإلى سيرة السلف الصالح فيما اشتبه علينا وفيما أشكل علينا والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ومن اتقى الشبهات فقد اسبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى.[5]
إذن يا عباد الله يجب علينا أن نأخذ هذا المسلك مسلك كتاب الله وسنة رسوله وإجماع السف الصالح وطريقة السلف الصالح ولا يجوز لنا أن نأخذ بقول فلان وفلان ولا قول حزب من الأحزاب ولا نتبع شيئا من هذه الأحزاب لأن هذه الأحزاب تخلط السنة بالبدعة فلا يجوز لنا أن نأخذ بها ولا نتحاكم إليها ولا نمشي مع أصحابها فهؤلاء يجب علينا أن نحذرهم وهم حزب الإخوان مثلا وحزب السرورية وحزب القطبية وجماعة التبليغ وجماعة الجهاد وحزب التحرير وغير ذلك من الأحزاب. هذه الأحزاب كلها ليست بصافية وليست بنقية والمشرب الصافي والمشرب النقي وهو كتاب الله الطريقة السلفية الأخذ بكتاب الله والأخذ بسنة رسول الله الأخذ بالآثار وإتباع سلف الأمة ما أثر عن سلف الأمة، يرجع في ذلك إلى الكتب التي دونت ما كان عليه السلف وحذرت من البدع مثل:
· كتاب الاعتصام للشاطبي
· مثل كتاب شرح أصول السنة لللالكائي
· ومثل كتاب الإبانة الكبرى والإبانة الصغرى لابن بطة
· والشريعة للآجري وغير ذلك من الكتب
· كالتوحيد لابن خزيمة
· وكتب عثمان بن سعيد الدارمي الرد على الجهمية والرد على بشر المريسي وأمثال هذه الكتب.
هذه الكتب هي التي نأخذ بها ونأخذ منها السنة ونأخذ منها التحذير من البدعة.
هذا ما أوصي به إخواني المسلمين في كل مكان أن يتحاكموا إلى شريعة الله عزّ وجلّ وأن يأخذوا بشريعة الله وأن يتركوا هذه المناهج التي يغلب عليها البدع. وأحذرهم من البدع وأحذرهم من هذه المناهج ، وأدعوهم إلى أن يعملوا بكتاب الله وسنة رسوله وما كان عليه السلف الصالح هذه وصيتي لإخواني في الله . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منقول

رد سماحة العلامة/ أحمد النجمي على عائض القرني 2024.

رد سماحة العلامة/ أحمد النجمي على عائض القرني

قال الشيخ العلامة/ أحمد النجمى فى كتابه القيم "المورد العذب الزلال فيما انتفد على بعض المناهج الدعوية من العقائد والأعمال" ص 32 ـــ 37 :

وقريباً من قول سلمان في التحريض على الخروج قول عائض القرني في قصيدة له بعنوان (دع الحواشي واخرج) نشرت في ديوانه المسمى ((بلحن الخلود)) :
صل ما شئت وصم فالدين لا *** يعرف العابد من صلى وصاما
أنت قسيس من الـــرهبان ما*** أنت من أحمد يكفــيك الملاما
تترك الســــــاحة للأوغاد ما*** بين قـزم مقرف يلوي الزماما
أو دعي فاجــــــــر أو قع في *** أمتى جـرحاً أبى ذاك الـــتآما
لاتخادعني بـــــزي الشيخ ما *** دامـــــت الدنيا بلاء وظلاما
أنت تأليفك للأمـــــوات ما*** أنت إلا مـدنف حب الكلاما
كل يوم تشرح المــــتن على *** مذهب التقليد قد زدت قتاما
والحواشي السود أشغلت بها*** حينما خفت من الباغي حساما
لا تقل شيخي كلاماً وانتظر *** عمر فتـوى مثلكم خمسين عاما
والسياسات حمـــــى محذورة*** لا تــدانيها فتلقــــــيك حطاما
ماذا نقول يا عائض؟ ماذا نقول؟ نقول نزوة شاعر ومبالغاته؟ يمكن هذا لو كان الشعر في أمور الدنيا. أما في أمور الدين. . فلا.

ماذا نقول؟

أنعدد لك النصوص التي تجعل الصلاة والزكاة والصوم والحج أهم فرائض العبادات العملية بعد الإيمان، وأنت تعرفها؟ ألست ترى أن من حقك أن تقول: صدق الله ورسوله، وكذب شعري حين تقول:

صل ما شئت وصم فالدين لا **** يعرف العابد من صلى وصاما

ثانياً: إن الدين يعرف العابد من صلى وصاما ووحد واستقام، وليس كما قال شعر عائض القرني ـ رده الله إلى الحق رداً جميلاً وأعانه على نفسه وشيطانه.

ثالثاً: وبعد ذلك تأتي قاصمة الظهر وفاقرة الفواقر في البيت الثاني.
إذ جعلت المسلمين المصلين المزكين الصائمين العابدين لله على شريعة عبده ورسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- جعلتهم قساوسة ورهباناً، حكمت عليهم بالنصرانية وأخرجتهم من الإسلام. أين ذهب عقلك؟ وكيف سلب لبك حين تقول:
أنت قسيس من الرهبان ما **** أنت من أحمد يكفيك الملاما
فبرأتهم من أحمد النبي المختار -صلوات ربي وسلامه عليه- وبرأته منهم، وأكدت تكفيرك للمسلمين بدون ما يوجب الكفر فارتديت جبة الخوارج الذين قال عنهم سيد ولد آدم -صلوات الله وسلامه علي-ه بأنهم: ((يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية)) وقال عنهم: ((كلاب النار)) أفترضى لنفسك هذه الصفات؟
فإن قلت: حصل مني هذا قديماً. أما الآن فلا أقول به.
وأقول: إذا كنت قلته قبل أن تكتمل بنيتك العلمية. فلم تركته يطبع ولم تركته ينشر؟!!
رابعاً: ألا ترى أن أسلوبك هذا أسلوب ثوري تكفيري استفزازي؟!
وهل ترى من المصلحة نشره أو وأده ودفنه؟!

وأقول: أما جوابك فهو معلوم من تصرفك ـ أي بنشر هذا الديوان على ما فيه من أخطاء فادحة ـ وإن سماحك بنشره تماد وإيغال في الخطأ.

خامساً: إن ولاة الأمر في بلدك مسلمون ولهم إصلاحات كثيرة، وفيهم خير كثير وأنت ممن يتمتع بهذا الخير ويرفل في أثواب عافيته. أفلا شكرت الله على ذلك؟

تذكر يا شيخ عائض أنت ومن معك على هذا المنهج وتخدعون الشباب بهذه الأساليب، أن الدولة ربتكم في مدارسها ومعاهدها وكلياتها وأنفقت عليكم الأموال الطائلة حتى وصلتم إلى ما وصلتم إليه، ثم تجزونها جزاء سنمار، وتعصون الله ورسوله بالاستفزاز لها والإثارة والتأليب والاغراء بالخروج عليها ومنازعة أصحابها ما خولهم الله، لقد خرجتم عما أمركم الله به في كتابه وعلى لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وخرجتم على إجماع أهل السنة والجماعة الذين تزعمون أنكم من أتباعهم وتفتخرون بالانتماء إليهم والحقيقة أنكم إنما تنتمون إلى المعتزلة والخوارج الذين يجيزون الخروج على ولاة عليهم بالسيف . . إن أمركم لعجيب، ووالله إنكم تربيتم في مدراس ومعاهد وجامعات مقرراتها على عقيدة أهل السنة والجماعة، فما الذي حولكم عن هذه العقيدة؟!
لا تظنوا أن الناس يجهلون الذي حولكم، إن الذي حولكم هو التنظيم الإرهابي السري الذي اشتركتم فيه وغُسلت أدمغتكم فيه، فكنتم كما كنتم، وإنا الله وإنا إليه راجعون.

سادساً: أنت في الأربعة الأبيات الباقية مما أوردته هنا تزهد في العلم الذي لا ينصهر في بوتقة الثورية التي رضيتم بها دينا بدلاً عن حنيفية إبراهيم ومحمد عليهما السلام فتقول:
لاتخادعني بـــــزي الشيخ ما **** دامـــــت الدنيا بلاء وظلاما
أنت تأليفك للأمـــــوات ما **** أنت إلا مدنف حب الكلاما
سابعاً: جعلت معالجة التأليف هلاك، وفاعل ذلك مشرف على الهلاك، لأن كلمة (مدنف) إنما تقال لمن هو مشرف على الهلكة، يقال مريض مدنف. فأنت جعلت من يمارس التأليف والتعليم ويصرف جل أوقاته فيه ولا يشترك في ثوريتكم جعلته مشرفاً على الهلاك.

وأقول: إنكم بذلك قد أعدتم بدعة الخوارج والمعتزلة، ولا تغضبوا على من قال: إنكم مبتدعة.

ثامناً: قد جعلت الفقه الإسلامي تعلمه وتعليمه (قتاماً) والقتام هو الشئ الذي يمنع الرؤية أو يمنع وضوحها كالغبار، وما أشبهه، مع أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)) ألا ترى أنك قصدت عكس الحقائق الشرعية في قصيدتك هذه؟ أعمتك الحزبية وأعمتك الثورية وانعكست الحقائق في بصيرتك، فإنا الله وإنا إليه راجعون.

تاسعاً: ثم تختم جولتك في نصرة الباطل ومحاربة الحق بقولك:
والحواشي السود أشغلت بها**** حينما خفت من الباغي حساما
ألا ترى أنك بهذا نصرت الباطل وخذلت الحق ؛ بل كنت في عداد من يصدون عن سبيل الله؟
فهل من توبة صادقة ياعائض؟
هل من رجوع إلى الله يمحو به عنك سابق الأوزار؟
والله إني ناصح لك.

وأخيراً: لهذا أمثلة في كلام أصحاب هذا المنهج التكفيري الثوري في نظمهم ونثرهم، هدانا الله وإياهم وعفا عنا وعنهم، ووفق الجميع لاتباع سبيل الحق ومجانبة البدع وردهم إلى سبيله رداً جميلاً.

وإني لأعجب من أقوام يدافعون عنهم ويتعاطفون معهم وهم يعلمون بعض ما هم عليه، ولا أرى من يفعل ذلك إلا آثماً كإثم من يرى قوماً يزرعون ألغاماً في طريق قوم مسلمين ليودوا بحياتهم بغير حق، فسكت حتى ثار اللغم فيهم وأهلكهم.

إن السكوت عمن يبيت الشر للمسلمين ويريد الإيقاع بهم ما بين حين وآخر خيانة عظمى للمسلمين، وإن النصيحة للمسلمين في هذا البلد المسلم الطيب والنصيحة لأئمة المسلمين فيه من ولاة وعلماء أن ينبهوا على مواطن الشر قبل وقوعه، ولسنا نشك أنهم عندهم شئ من العلم عن بعض ما يبيته هؤلاء العققة، ولكنا نرى أن الواجب علينا أن نؤدي ما عندنا لتبرأ ذمتنا، وليتأكد الخبر بالخبر ويزداد قوة، والله من وراء القصد.

انتهى .

بارك الله فيك يا أخي

بارك الله فيك وفي الشيخ الجليل

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة younes2017 الجيريا

رد سماحة العلامة/ أحمد النجمي على عائض القرني

قال الشيخ العلامة/ أحمد النجمى فى كتابه القيم "المورد العذب الزلال فيما انتفد على بعض المناهج الدعوية من العقائد والأعمال" ص 32 ـــ 37 :

وقريباً من قول سلمان في التحريض على الخروج قول عائض القرني في قصيدة له بعنوان (دع الحواشي واخرج) نشرت في ديوانه المسمى ((بلحن الخلود)) :
صل ما شئت وصم فالدين لا *** يعرف العابد من صلى وصاما
أنت قسيس من الـــرهبان ما*** أنت من أحمد يكفــيك الملاما
تترك الســــــاحة للأوغاد ما*** بين قـزم مقرف يلوي الزماما
أو دعي فاجــــــــر أو قع في *** أمتى جـرحاً أبى ذاك الـــتآما
لاتخادعني بـــــزي الشيخ ما *** دامـــــت الدنيا بلاء وظلاما
أنت تأليفك للأمـــــوات ما*** أنت إلا مـدنف حب الكلاما
كل يوم تشرح المــــتن على *** مذهب التقليد قد زدت قتاما
والحواشي السود أشغلت بها*** حينما خفت من الباغي حساما
لا تقل شيخي كلاماً وانتظر *** عمر فتـوى مثلكم خمسين عاما
والسياسات حمـــــى محذورة*** لا تــدانيها فتلقــــــيك حطاما
ماذا نقول يا عائض؟ ماذا نقول؟ نقول نزوة شاعر ومبالغاته؟ يمكن هذا لو كان الشعر في أمور الدنيا. أما في أمور الدين. . فلا.

ماذا نقول؟

أنعدد لك النصوص التي تجعل الصلاة والزكاة والصوم والحج أهم فرائض العبادات العملية بعد الإيمان، وأنت تعرفها؟ ألست ترى أن من حقك أن تقول: صدق الله ورسوله، وكذب شعري حين تقول:

صل ما شئت وصم فالدين لا **** يعرف العابد من صلى وصاما

ثانياً: إن الدين يعرف العابد من صلى وصاما ووحد واستقام، وليس كما قال شعر عائض القرني ـ رده الله إلى الحق رداً جميلاً وأعانه على نفسه وشيطانه.

ثالثاً: وبعد ذلك تأتي قاصمة الظهر وفاقرة الفواقر في البيت الثاني.
إذ جعلت المسلمين المصلين المزكين الصائمين العابدين لله على شريعة عبده ورسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- جعلتهم قساوسة ورهباناً، حكمت عليهم بالنصرانية وأخرجتهم من الإسلام. أين ذهب عقلك؟ وكيف سلب لبك حين تقول:
أنت قسيس من الرهبان ما **** أنت من أحمد يكفيك الملاما
فبرأتهم من أحمد النبي المختار -صلوات ربي وسلامه عليه- وبرأته منهم، وأكدت تكفيرك للمسلمين بدون ما يوجب الكفر فارتديت جبة الخوارج الذين قال عنهم سيد ولد آدم -صلوات الله وسلامه علي-ه بأنهم: ((يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية)) وقال عنهم: ((كلاب النار)) أفترضى لنفسك هذه الصفات؟
فإن قلت: حصل مني هذا قديماً. أما الآن فلا أقول به.
وأقول: إذا كنت قلته قبل أن تكتمل بنيتك العلمية. فلم تركته يطبع ولم تركته ينشر؟!!
رابعاً: ألا ترى أن أسلوبك هذا أسلوب ثوري تكفيري استفزازي؟!
وهل ترى من المصلحة نشره أو وأده ودفنه؟!

وأقول: أما جوابك فهو معلوم من تصرفك ـ أي بنشر هذا الديوان على ما فيه من أخطاء فادحة ـ وإن سماحك بنشره تماد وإيغال في الخطأ.

خامساً: إن ولاة الأمر في بلدك مسلمون ولهم إصلاحات كثيرة، وفيهم خير كثير وأنت ممن يتمتع بهذا الخير ويرفل في أثواب عافيته. أفلا شكرت الله على ذلك؟

تذكر يا شيخ عائض أنت ومن معك على هذا المنهج وتخدعون الشباب بهذه الأساليب، أن الدولة ربتكم في مدارسها ومعاهدها وكلياتها وأنفقت عليكم الأموال الطائلة حتى وصلتم إلى ما وصلتم إليه، ثم تجزونها جزاء سنمار، وتعصون الله ورسوله بالاستفزاز لها والإثارة والتأليب والاغراء بالخروج عليها ومنازعة أصحابها ما خولهم الله، لقد خرجتم عما أمركم الله به في كتابه وعلى لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وخرجتم على إجماع أهل السنة والجماعة الذين تزعمون أنكم من أتباعهم وتفتخرون بالانتماء إليهم والحقيقة أنكم إنما تنتمون إلى المعتزلة والخوارج الذين يجيزون الخروج على ولاة عليهم بالسيف . . إن أمركم لعجيب، ووالله إنكم تربيتم في مدراس ومعاهد وجامعات مقرراتها على عقيدة أهل السنة والجماعة، فما الذي حولكم عن هذه العقيدة؟!
لا تظنوا أن الناس يجهلون الذي حولكم، إن الذي حولكم هو التنظيم الإرهابي السري الذي اشتركتم فيه وغُسلت أدمغتكم فيه، فكنتم كما كنتم، وإنا الله وإنا إليه راجعون.

سادساً: أنت في الأربعة الأبيات الباقية مما أوردته هنا تزهد في العلم الذي لا ينصهر في بوتقة الثورية التي رضيتم بها دينا بدلاً عن حنيفية إبراهيم ومحمد عليهما السلام فتقول:
لاتخادعني بـــــزي الشيخ ما **** دامـــــت الدنيا بلاء وظلاما
أنت تأليفك للأمـــــوات ما **** أنت إلا مدنف حب الكلاما
سابعاً: جعلت معالجة التأليف هلاك، وفاعل ذلك مشرف على الهلاك، لأن كلمة (مدنف) إنما تقال لمن هو مشرف على الهلكة، يقال مريض مدنف. فأنت جعلت من يمارس التأليف والتعليم ويصرف جل أوقاته فيه ولا يشترك في ثوريتكم جعلته مشرفاً على الهلاك.

وأقول: إنكم بذلك قد أعدتم بدعة الخوارج والمعتزلة، ولا تغضبوا على من قال: إنكم مبتدعة.

ثامناً: قد جعلت الفقه الإسلامي تعلمه وتعليمه (قتاماً) والقتام هو الشئ الذي يمنع الرؤية أو يمنع وضوحها كالغبار، وما أشبهه، مع أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)) ألا ترى أنك قصدت عكس الحقائق الشرعية في قصيدتك هذه؟ أعمتك الحزبية وأعمتك الثورية وانعكست الحقائق في بصيرتك، فإنا الله وإنا إليه راجعون.

تاسعاً: ثم تختم جولتك في نصرة الباطل ومحاربة الحق بقولك:
والحواشي السود أشغلت بها**** حينما خفت من الباغي حساما
ألا ترى أنك بهذا نصرت الباطل وخذلت الحق ؛ بل كنت في عداد من يصدون عن سبيل الله؟
فهل من توبة صادقة ياعائض؟
هل من رجوع إلى الله يمحو به عنك سابق الأوزار؟
والله إني ناصح لك.

وأخيراً: لهذا أمثلة في كلام أصحاب هذا المنهج التكفيري الثوري في نظمهم ونثرهم، هدانا الله وإياهم وعفا عنا وعنهم، ووفق الجميع لاتباع سبيل الحق ومجانبة البدع وردهم إلى سبيله رداً جميلاً.

وإني لأعجب من أقوام يدافعون عنهم ويتعاطفون معهم وهم يعلمون بعض ما هم عليه، ولا أرى من يفعل ذلك إلا آثماً كإثم من يرى قوماً يزرعون ألغاماً في طريق قوم مسلمين ليودوا بحياتهم بغير حق، فسكت حتى ثار اللغم فيهم وأهلكهم.

إن السكوت عمن يبيت الشر للمسلمين ويريد الإيقاع بهم ما بين حين وآخر خيانة عظمى للمسلمين، وإن النصيحة للمسلمين في هذا البلد المسلم الطيب والنصيحة لأئمة المسلمين فيه من ولاة وعلماء أن ينبهوا على مواطن الشر قبل وقوعه، ولسنا نشك أنهم عندهم شئ من العلم عن بعض ما يبيته هؤلاء العققة، ولكنا نرى أن الواجب علينا أن نؤدي ما عندنا لتبرأ ذمتنا، وليتأكد الخبر بالخبر ويزداد قوة، والله من وراء القصد.

انتهى .

اوقفني كلامك بان الدولة علمتة وكبرتة وأفاضت عليه من الخير مايستلزم منه الشكر كلام …؟ بل هو قياس مع الفارق ماذا قال عائض القرني ؟ أاقال كلاما قبيحا ام أنه قال ارفعوا اسلحتكم وقاتلوا ولات اموركم كلا لا ماقال هذا ولادك وانما الرجل يكتب قصيدة ينكر فيها على الذين يعلمون الطلاب المتون والحواشي ويغفلون قضايا الامة

بارك الله في الشيخ عائض القرني وبارك الله في الشيخ النجمي وكنا نتمني ان تكون له ردود اخري علي من افتي بفتح ديار المسلمين لقوات الكفار لضرب اخواننا المسلمين من نساء واطفال وشيوخ في العراق ومن اباح لهم اقامة القواعد العسكرية ومن افتي ان حماس ارهابية وان من يدافع عن ارضه وعرضه ليس شهيد

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النيلية الجيريا
بارك الله في الشيخ عائض القرني وبارك الله في الشيخ النجمي وكنا نتمني ان تكون له ردود اخري علي من افتي بفتح ديار المسلمين لقوات الكفار لضرب اخواننا المسلمين من نساء واطفال وشيوخ في العراق ومن اباح لهم اقامة القواعد العسكرية ومن افتي ان حماس ارهابية وان من يدافع عن ارضه وعرضه ليس شهيد

اخت الكريمة ادام الله لنا قلمك الاخذ الحق المنافح لاجلة اما كلامك المتأخر فأنت كمن يصرخ في واد او ينفخ في رماد لان القوم قد جعلوا شيوخهم في القبر مع النبي صلى الله عليه وسلم فاصبح كلام الامام مالك -كل يؤخذ من قوله ويرد الاصاحب هذا القبر- ينطبق على شيوخهم ايضا رحم الله الجميع