هادم اللذات 2024.

استاذ مادة الفرنسية مراد يوسف في ذمة الله رحمه الله وتجاوز عن سيئاته

انا لله و انا اليه راجعون.. االله يرحمه ويلهم ذويه الصبر

رحمه الله و اسكنه الجنة

ان لله واليه راجعون .رحمه الله واجر ذويه في مصابهم

اللهم ارحمه و اغفر له

انا لله و انا اليه راجعون.. االله يرحمه ويلهم ذويه الصبر

اللهم ارحمه واغفر له والهم ذويه الصبر والسلوان

انا لله و انا اليه راجعون.
ربي يرحمو ويوسع عليه

لنتذكر هاذم اللذات 2024.

[size="6

ملخص المادة العلمية

1- اسم ملك الموت 2- حديث البراء في عمل ملك الموت في قبض روح المؤمن والكافر 3- لا يستعصي على ملَك الموت أحد مهما نأت الديار وكثر الموت 4- كلام ملك الموت مع المحتضرين مسلمين وكفاراً وعصاة 5- مواقف لملك الموت مع الأنبياء 6- حديث لَطم موسى لملك الموت ودفع إشكاله 7- الاستعداد للقاء ملك الموت 8- موت ملك الموت

قوله: (ونؤمن بملك الموت الموكل بقبض أرواح العالمين) الطحاوية

شرح طحاوية

ومن ساداتهم – ملك الموت – عليه السلام ولم يجيء مصرحا بإسمه في القرآن ولا في الأحاديث الصحيحة، وقد جاء في بعض الآثار تسميته بعزرائيل، فالله أعلم قاله الحافظ ابن كثير،وفي أصول الإيمان محمد بن عبد الوهاب (101).

عمل ملك الموت عند القبض

((حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ مِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ زَاذَانَ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جِنَازَةِ رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ وَلَمَّا يُلْحَدْ فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَلَسْنَا حَوْلَه،ُ وَكَأَنَّ عَلَى رُءُوسِنَا الطَّيْرَ، وَفِي يَدِهِ عُودٌ يَنْكُتُ فِي الْأَرْض،ِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنْ الْآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مَلَائِكَةٌ مِنْ السَّمَاءِ بِيضُ الْوُجُوهِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الشَّمْسُ، مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ، وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَر،ِ ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ. قَالَ: فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِي السِّقَاءِ فَيَأْخُذُهَا، فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَأْخُذُوهَا فَيَجْعَلُوهَا فِي ذَلِكَ الْكَفَنِ وَفِي ذَلِكَ الْحَنُوطِ، وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ ..

قَالَ: وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنْ الْآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مِنْ السَّمَاءِ مَلَائِكَةٌ سُودُ الْوُجُوه،ِ مَعَهُمْ الْمُسُوحُ فَيَجْلِسُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ اخْرُجِي إِلَى سَخَطٍ مِنْ اللَّهِ وَغَضَبٍ. قَالَ: فَتُفَرَّقُ فِي جَسَدِهِ فَيَنْتَزِعُهَا كَمَا يُنْتَزَعُ السَّفُّودُ مِنْ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ، فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَجْعَلُوهَا فِي تِلْكَ الْمُسُوحِ، وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ)).رواه أبو داود وأحمد وهو حديث صحيح.

تسليم ملك الموت على المؤمن عند قبض روحه

عن البراء بن عازب رضي الله تعالى عنه

((ليس من مؤمن يقبض روحه إلا سلم عليه)) هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون [الأنعام آية:61].

حتى إذا انتهت مدة أحدهم كائنا من كان وجاءه اسباب الموت ومباديه توفته رسلنا الآخرون المفوض إليهم ذلك وهم ملك الموت وأعوانه وانتهى هناك حفظ الحفظة. تفسير أبي السعودْ

أمر الله لملك الموت بقبض الأرواح المعينة.

عن عكرمة رحمه الله تعالى في قوله عز وجل: وهو الذي يتوفكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار . قال يتوفى الأنفس عند موتها، قال: وما من ليلة إلا والله عز وجل يقبض الأرواح كلها فيسأل كل نفس ما عمل صاحبها من النهار ثم يدعو بملك الموت عليه السلام فيقول اقبض هذا وهذا وما من يوم إلا وملك الموت ينظر في كتاب حياة الناس قائل يقول ثلاثا وقائل يقول خمسا.

لا يستعصي على ملك الموت أحد

حدثنا محمد بن العباس بن أيوب حدثنا زياد بن يحيى حدثنا عبد ربه بن بارق الحنفي قال حدثني خالي زميل بن سماك الحنفي أنه سمع أباه يحدث ولقي عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في المدينة بعدما كف بصره قال: قلت: هيه يا ابن عباس ما تقول في أمر غمني واهتممت به؟ قال: قلت: نفسان اتفق موتهما في طرفة عين، واحد في المشرق، وواحد في المغرب كيف قدر عليهما ملك الموت قال: والذي نفسي بيده ما قدرة ملك الموت على أهل المشارق والمغارب والظلمات والنور والبحور إلا كقدرة الرجل على مائدته يتناول من أيها شاء.

حدثنا محمد بن شعيب حدثنا أحمد بن أبي سريج حدثنا عبد الله بن الجهم حدثنا عمرو بن أبي القيس عن بشير بن عاصم عن ابن أبي ليلى عن القاسم بن أبي بزة عن مجاهد رحمه الله تعالى في قوله تعالى: قل يتوفكم ملك الموت الذي وكّل بكم قال: حويت له الأرض فجعلت له مثل الطست يتناول منها حيث شاء .

حدثنا أبو يحيى الرازي حدثنا هناد حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن رجل عن مجاهد رحمه الله تعالى قال جعلت الأرض لملك الموت عليه السلام برها وبحرها وجبلها وسهلها كالطست يأخذ منها حيث يشاء.

إذا كانت نفس بالمشرق ونفس بالمغرب ووقع الوباء بأرض والتقى الزحفان كيف تصنع

كيف الأمر إذا حدث زلزال أودى بمئات الآلاف من البشر دفعة واحدة.

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: خطوة ملك الموت ما بين المشرق والمغرب. قول الله تعالى: الله يتوفى الأنفس فإنه سبحانه يتوفاها برسله كما قال: توفته رسلنا يتوفاكم ملك الموت فإنه يتوفاها برسله الذين مقدمهم ملك الموت.

الجمع بين علو الرب وقربه: فتاوى ابن تيمية (ص 5/235).

قربه من الميت

وقوله: فلولا اذا بلغت الحلقوم وانتم حينئذ تنظرون ونحن أقرب اليه منكم ولكن لا تبصرون . فالمراد به قربه إليه بالملائكة، وهذا هو المعروف عن المفسرين المتقدمين من السلف. قالوا: ملك الموت أدنى إليه من أهله، ولكن لا تبصرون الملائكة. شرح حديث النزول ابن تيمية.

وأما قوله تعالى: ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون فالمراد به قرب أعوان ملك الموت من المحتضر بدليل سياق الآية وهو قوله تعالى: فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون . (الواقعة 83 84)

ونحن أي ملائكتنا وعبر بهم عنه سبحانه لأنهم رسله ومأموروه

أقاويل الثقات للكرمي (101 – 299).

معنى النازعات غرقا

وأما النازعات غرقا فهى الملائكة القابضة للأرواح، وهذا يتضمن الجزاء وهو من أعظم المقسم عليه قال تعالى: قل يتوفاكم ملك الموت الذى وكل بكم ثم الى ربكم ترجعون . وقال تعالى: توفته رسلنا وهم لا يفرطون . أقسام القرآن ابن تيمية.

ملك الموت وأعوانه.

وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ .

ويرسل عليكم حفظة: أي من الملائكة يحفظون بدن الإنسان كقوله له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله وحفظة يحفظون عمله ويحصونه كقوله وإن عليكم لحافظين الآية وكقوله عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد وقوله إذ يتلقى المتلقيان الآية، وقوله حتى إذا جاء أحدكم الموت أي احتضر وحان أجله توفته رسلنا أي ملائكة موكلون بذلك قال ابن عباس وغير واحد: لملك الموت أعوان من الملائكة يخرجون الروح من الجسد فيقبضها ملك الموت إذا انتهت إلى الحلقوم.تفسير ابن كثير.

وقد سمي في بعض الآثار بعزائيل، وهو المشهور قاله قتادة وغير واحد.

وله أعوان، وهكذا ورد في الحديث أن أعوانه ينتزعون الأرواح من سائر الجسد حتى إذا بلغت الحلقوم تناولها ملك الموت.

عن الربيع رحمه الله تعالى قال سألته عن ملك الموت هل هو وحده الذي يقبض الأرواح قال: هو الذي يلي أمر الأرواح وله أعوان على ذلك. ألا تسمع قال الله عز وجل حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم قال توفته رسلنا وهم لا يفرطون غير أن ملك الموت عليه السلام هو الرئيس، وكل خطوة منه من المشرق إلى المغرب.

سفينْ عن منصور عن إبراهيم قال أعوان ملك الموت ثم يقبضها ملك الموت منهم بعد. تفسير الثوري.

استعراض ملك الموت للخلق

وقد نقل ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره أن ملك الموت يتصفّح الخلق واحدا واحدا كل يوم، ويتصفّح أهل كل بيت، وأنه أعلم بهم كبيرهم وصغيرهم من أنفسهم، ينظر متى يُؤمر بقبض كل نفس ليقبضها.

الكلام مع الأموات عند نزع الروح

مع الكفار

[الأعراف آية:36-37].

وقوله تعالى: حتى إذا جاءتهم رسلنا أي ملك الموت وأعوانه يتوفونهم أي حال كونهم متوفين لأرواحهم قالوا لهم أينما كنتم تدعون من دون الله أي أين الآلهة التي كنتم تعبدونها في الدنيا.

وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ [الأنفال].

يقول تعالى مامعناه: ولو عاينت يامحمد حال توفي الملائكة أرواح الكفار لرأيت أمرا عظيما هائلا فظيعا منكرا إذ يضربون وجوههم وأدبارهم ويقولون لهم ذوقوا عذاب الحريق بل قال تعالى: ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ، وفي سورة القتال مثلها، وتقدم في سورة الأنعام قوله تعالى: ولو ترى إذ المجرمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم . أي باسطوا أيديهم بالضرب فيهم بأمر ربهم، إذ استصعبت أنفسهم وامتنعت من الخروج من الأجساد أن تخرج قهرا وذلك إذا بشروهم بالعذاب والغضب من الله كما في حديث البراء: ((أن ملك الموت إذا جاء الكافر عند احتضاره في تلك الصورة المنكرة يقول: اخرجي أيتها النفس الخبيثة إلى سموم وحميم وظل من يحموم، فتفرق في بدنه فيستخرجونها من جسده كما يخرج السفود من الصوف المبلول، فتخرج معها العروق والعصب، ولهذا أخبر تعالى أن الملائكة تقول لهم ذوقوا عذاب الحريق)). (ابن كثير)

الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [النحل].

كلامهم مع العصاة

إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا [النساء]

كلامهم مع المؤمنين

الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ . [النحل:33-34].

وفائدته الإيذان بأن ملاك الأمر في التقوى هو الطهارة عما ذكر إلى وقت توفيهم، ففيه حث للمؤمنين على الاستمرار على ذلك ولغيرهم على تحصيله. وقيل: فرحين طيبي النفوس ببشارة الملائكة إياهم بالجنة أو طيبين بقبض أرواحهم لتوجه نفسهم بالكلية إلى جناب القدس يقولون: حال من الملائكة أي قائلين لهم: سلام عليكم. قال القرظي رحمه الله إذا استدعيت نفس المؤمن جاءه ملك الموت عليه السلام فقال: السلام عليك يا ولي الله، الله تعالى يقرأ عليك السلام وبشره بالجنة.تفسير أبي السعود.

قصص لملك الموت مع الأنبياء

موقف ملك الموت مع موسى عليهما السلام

((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أُرْسِلَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَام فَلَمَّا جَاءَهُ صَكَّهُ فَرَجَعَ إِلَى رَبِّهِ فَقَالَ أَرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لَا يُرِيدُ الْمَوْتَ فَرَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ عَيْنَهُ وَقَالَ ارْجِعْ فَقُلْ لَهُ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى مَتْنِ ثَوْر،ٍ فَلَهُ بِكُلِّ مَا غَطَّتْ بِهِ يَدُهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ سَنَة.ٌ قَالَ: أَيْ رَبِّ ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: ثُمَّ الْمَوْتُ. قَالَ: فَالْآنَ. فَسَأَلَ اللَّهَ أَنْ يُدْنِيَهُ مِنْ الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجَرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَلَوْ كُنْتُ ثَمَّ لَأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ عِنْدَ الْكَثِيبِ الْأَحْمَرِ)) (البخاري 1253)

((أَبُو هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ أَحَادِيثَ مِنْهَا وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ لَهُ: أَجِبْ رَبَّكَ. قَالَ: فَلَطَمَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام عَيْنَ مَلَكِ الْمَوْتِ فَفَقَأَهَا، قَالَ: فَرَجَعَ الْمَلَكُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فَقَالَ: إِنَّكَ أَرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لَكَ لَا يُرِيدُ الْمَوْتَ وَقَدْ فَقَأَ عَيْنِي. قَالَ: فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيْهِ عَيْنَهُ وَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى عَبْدِي فَقُلْ: الْحَيَاةَ تُرِيدُ، فَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْحَيَاةَ فَضَعْ يَدَكَ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ فَمَا تَوَارَتْ يَدُكَ مِنْ شَعْرَةٍ فَإِنَّكَ تَعِيشُ بِهَا سَنَة.ً قَالَ: ثُمَّ مَهْ؟ قَالَ: ثُمَّ تَمُوتُ. قَالَ: فَالْآنَ مِنْ قَرِيبٍ رَبِّ أَمِتْنِي مِنْ الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجَرٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَاللَّهِ لَوْ أَنِّي عِنْدَهُ لَأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ عِنْدَ الْكَثِيبِ الْأَحْمَر))ِ مسلم.

((حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ وَيُونُسُ قَالَا حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ يُونُسُ رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ كَانَ مَلَكُ الْمَوْتِ يَأْتِي النَّاسَ عِيَانًا قَالَ فَأَتَى مُوسَى فَلَطَمَهُ، فَفَقَأَ عَيْنَهُ فَأَتَى رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ: يَا رَبِّ عَبْدُكَ مُوسَى فَقَأَ عَيْنِي، وَلَوْلَا كَرَامَتُهُ عَلَيْكَ لَعَنُفْتُ بِهِ. وَقَالَ يُونُسُ: لَشَقَقْتُ عَلَيْه.ِ فَقَالَ لَهُ: اذْهَبْ إِلَى عَبْدِي فَقُلْ لَهُ: فَلْيَضَعْ يَدَهُ عَلَى جِلْدِ أَوْ مَسْكِ ثَوْر،ٍ فَلَهُ بِكُلِّ شَعَرَةٍ وَارَتْ يَدُهُ سَنَةٌ فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ: مَا بَعْدَ هَذَا؟ قَالَ: الْمَوْتُ. قَالَ: فَالْآنَ. قَالَ: فَشَمَّهُ شَمَّةً فَقَبَضَ رُوحَهُ. قَالَ يُونُسُ فَرَدَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَيْنَهُ وَكَانَ يَأْتِي النَّاسَ خُفْيَةً)) رواه أحمد.

((قد كان ملك الموت يأتي الناس عيانا قال فأتى موسى فلطمه)) الحديث، أخرجه أحمد2/533

وإسناده صحيح على شرط مسلم.

السنة لعبد الله بن الإمام أحمد

قوله: (أرسل ملك الموت إلى موسى عليهما السلام فلما جاءه صكه) أي ضربه على عينه, وفي رواية همام عن أبي هريرة عند أحمد ومسلم: ((جاء ملك الموت إلى موسى فقال: أجب ربك, فلطم موسى عين ملك الموت ففقأها)) وفي رواية عمار بن أبي عمار عن أبي هريرة عند أحمد والطبري: ((كان ملك الموت يأتي الناس عيانا, فأتى موسى فلطمه ففقأ عينه)). قوله: (لا يريد الموت) زاد همام: ((وقد فقأ عيني, فرد الله عليه عينه)) وفي رواية عمار: ((فقال يا رب عبدك موسى فقأ عيني , ولولا كرامته عليك لشققت عليه)). قوله: ((فقل له يضع يده)) في رواية أبي يونس: ((فقل له الحياة تريد؟ فإن كنت تريد الحياة فضع يدك)). قوله: (على متن) هو الظهر وفي رواية عمار على جلد ثور.

قوله: (ثم الموت) في رواية أبي يونس: ((قال: فالآن يا رب من قريب)) وفي رواية عمار: ((فأتاه فقال له ما بعد هذا؟ قال: الموت قال: فالآن))

قوله: ((فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر)) وقوله: فيه "رمية بحجر" أي أدنني إليها حتى يكون بيني وبينها هذا القدر.

قال ابن خزيمة: أنكر بعض المبتدعة هذا الحديث

والجواب أن الله لم يبعث ملك الموت لموسى وهو يريد قبض روحه حينئذ, وإنما بعثه إليه اختبارا، وإنما لطم موسى ملك الموت، لأنه رأى آدميا دخل داره بغير إذنه، ولم يعلم أنه ملك الموت, وقد أباح الشارع فقء عين الناظر في دار المسلم بغير إذن, وقد جاءت الملائكة إلى إبراهيم وإلى لوط في صورة آدميين فلم يعرفاهم ابتداء, ولو عرفهم إبراهيم لما قدم لهم المأكول, ولو عرفهم لوط لما خاف عليهم من قومه.

أن موسى دفعه عن نفسه لما ركب فيه من الحدة, وأن الله رد عين ملك الموت ليعلم موسى أنه جاءه من عند الله فلهذا استسلم حينئذ. وقال النووي: لا يمتنع أن يأذن الله لموسى في هذه اللطمة امتحانا للملطوم. وقال غيره إنما لطمه لأنه جاء لقبض روحه من قبل أن يخيره, لما ثبت أنه لم يقبض نبي حتى يخير, فلهذا لما خيره في المرة الثانية أذعن, قيل: وهذا أولي الأقوال بالصواب.

ومعنى رد الله عينه أي أعاده إلى خلقته الحقيقية, وقيل على ظاهره, ورد الله إلى ملك الموت عينه البشرية ليرجع إلى موسى على كمال الصورة فيكون ذلك أقوى في اعتباره, وهذا هو المعتمد. وجوز ابن عقيل أن يكون موسى أذن له أن يفعل ذلك بملك الموت وأمر ملك الموت بالصبر على ذلك كما أمر موسى بالصبر على ما يصنع الخضر.

والجواب عن قصة موسى أن أجله قد كان قرب حضوره ولم يبق منه إلا مقدار ما دار بينه وبين ملك الموت من المراجعتين, فأمر بقبض روحه أولا مع سبق علم الله أن ذلك لا يقع إلا بعد المراجعة وإن لم يطلع ملك الموت على ذلك أولا. والله أعلم.

وأجاب العلماء عن هذا بأجوبة:

أحدها أنه لا يمتنع أن يكون موسى صلى الله عليه وسلم قد أذن الله تعالى له في هذه اللطمة, ويكون ذلك امتحانا للملطوم, والله سبحانه وتعالى يفعل في خلقه ما شاء, ويمتحنهم بما أراد.

والثاني: أن موسى صلى الله عليه وسلم لم يعلم أنه ملك من عند الله, وظن أنه رجل قصده يريد نفسه, فدافعه عنها, فأدت المدافعة إلى فقء عينه, لا أنه قصدها بالفقء, وتؤيده رواية: (صكه), وهذا جواب الإمام أبي بكر بن خزيمة وغيره من المتقدمين, واختاره المازري والقاضي عياض, قالوا: وليس في الحديث تصريح بأنه تعمد فقء عينه, فإن قيل: فقد اعترف موسى حين جاءه ثانيا بأنه ملك الموت, فالجواب أنه أتاه في المرة الثانية بعلامة علم بها أنه ملك الموت, فاستسلم بخلاف المرة الأولى. والله أعلم.

قال أبو حاتم إن الله جل وعلا بعث رسول الله معلما لخلقه، فأنزله موضع الإبانة عن مراده فبلغ رسالته وبين عن آياته بألفاظ مجملة ومفسرة عقلها عنه أصحابه أو بعضهم وهذا الخبر من الأخبار التي يدرك معناه من لم يحرم التوفيق لإصابة الحق، وذاك أن الله جل وعلا أرسل ملك الموت إلى موسى رسالة ابتلاء واختبار، وأمره أن يقول له: أجب ربك أمر اختبار وابتلاء لا أمرا يريد الله جل وعلا إمضاءه كما أمر خليله- صلى الله على نبينا وعليه- بذبح ابنه أمر اختبار وابتلاء دون الأمر الذي أراد الله جل وعلا إمضاءه، فلما عزم على ذبح ابنه وتله للجبين فداه بالذبح العظيم.

وقد بعث الله جل وعلا الملائكة إلى رسله في صور لا يعرفونها كدخول الملائكة على رسوله إبراهيم ولم يعرفهم.

حتى أوجس منهم خيفة وكمجيء جبريل إلى رسول الله وسؤاله إياه عن الإيمان والإسلام فلم يعرفه المصطفى حتى ولى فكان مجيء ملك الموت إلى موسى على غير الصورة التي كان يعرفه موسى عليه السلام عليها وكان موسى غيورا، فرأى في داره رجلا لم يعرفه فشال يده فلطمه، فأتت لطمته على فقء عينه التي في الصورة التي يتصور بها لا الصورة التي خلقه الله عليها، ولما كان المصرح عن نبينا في خبر بن عباس حيث قال((أمنى جبريل عند البيت مرتين)) فذكر الخبر وقال في آخره ((هذا وقتك ووقت الأنبياء قبلك)) كان في هذا الخبر البيان الواضح أن بعض شرائعنا قد تتفق ببعض شرائع من قبلنا من الأمم.

ولما كان من شريعتنا أن من فقأ عين الداخل داره بغير إذنه أو الناظر إلى بيته بغير أمره من غير جناح على فاعله ولا حرج على مرتكبه للأخبار الجمة الواردة فيه التي أمليناها في غير موضع من كتبنا كان جائزا اتفاق هذه الشريعة بشريعة موسى بإسقاط الحرج عمن فقأ عين الداخل داره بغير إذنه، فكان استعمال موسى هذا الفعل مباحا له ولا حرج عليه في فعله فلما رجع ملك الموت إلى ربه وأخبره بما كان من موسى فيه أمره ثانيا بأمر آخر أمر اختبار وابتلاء كما ذكرنا قبل إذ قال الله له: قل له: إن شئت فضع يدك على متن ثور فلك بكل ما غطت يدك بكل شعرة سنة، فلما علم موسى كليم الله صلى الله على نبينا وعليه أنه ملك الموت وأنه جاءه بالرسالة من عند الله طابت نفسه بالموت، ولم يستمهل وقال: فالآن.

فلو كانت المرة الأولى عرفه موسى أنه ملك الموت لاستعمل ما استعمل في المرة الأخرى عند تيقنه وعلمه به.

(6222) صحيح ابن حبان (4/114)

موقف ملك الموت مع آدم عليهما السلام

((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مَسَحَ ظَهْرَهُ فَسَقَطَ مِنْ ظَهْرِهِ كُلُّ نَسَمَةٍ هُوَ خَالِقُهَا مِنْ ذُرِّيَّتِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَجَعَلَ بَيْنَ عَيْنَيْ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ وَبِيصًا مِنْ نُورٍ ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى آدَمَ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ مَنْ هَؤُلَاء؟ِ قَالَ: هَؤُلَاءِ ذُرِّيَّتُك.َ فَرَأَى رَجُلًا مِنْهُمْ فَأَعْجَبَهُ وَبِيصُ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: هَذَا رَجُلٌ مِنْ آخِرِ الْأُمَمِ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ يُقَالُ لَهُ دَاوُد.ُ فَقَالَ: رَبِّ كَمْ جَعَلْتَ عُمْرَهُ قَالَ: سِتِّينَ سَنَةً. قَالَ: أَيْ رَبِّ زِدْهُ مِنْ عُمْرِي أَرْبَعِينَ سَنَةً. فَلَمَّا قُضِيَ عُمْرُ آدَمَ جَاءَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ فَقَالَ: أَوَلَمْ يَبْقَ مِنْ عُمْرِي أَرْبَعُونَ سَنَة؟ قَالَ أَوَلَمْ تُعْطِهَا ابْنَكَ دَاوُدَ؟ قَالَ: فَجَحَدَ آدَمُ فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ، وَنُسِّيَ آدَمُ فَنُسِّيَتْ ذُرِّيَّتُهُ، وَخَطِئَ آدَمُ فَخَطِئَتْ ذُرِّيَّتُهُ)) قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَقَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ)) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الترمذي 3002)

((عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَنَفَخَ فِيهِ الرُّوحَ عَطَسَ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ فَحَمِدَ اللَّهَ بِإِذْنِهِ. فَقَالَ لَهُ رَبُّهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ يَا آدَمُ اذْهَبْ إِلَى أُولَئِكَ الْمَلَائِكَةِ إِلَى مَلَإٍ مِنْهُمْ جُلُوسٍ فَقُلْ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ. قَالُوا: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ. ثُمَّ رَجَعَ إِلَى رَبِّهِ فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ بَنِيكَ بَيْنَهُمْ. فَقَالَ اللَّهُ لَهُ: وَيَدَاهُ مَقْبُوضَتَانِ اخْتَرْ أَيَّهُمَا شِئْتَ قَالَ اخْتَرْتُ يَمِينَ رَبِّي وَكِلْتَا يَدَيْ رَبِّي يَمِينٌ مُبَارَكَةٌ ثُمَّ بَسَطَهَا فَإِذَا فِيهَا آدَمُ وَذُرِّيَّتُهُ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ مَا هَؤُلَاءِ؟ فَقَالَ: هَؤُلَاءِ ذُرِّيَّتُكَ فَإِذَا كُلُّ إِنْسَانٍ مَكْتُوبٌ عُمْرُهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، فَإِذَا فِيهِمْ رَجُلٌ أَضْوَؤُهُمْ أَوْ مِنْ أَضْوَئِهِمْ قَالَ: يَا رَبِّ مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا ابْنُكَ دَاوُدُ قَدْ كَتَبْتُ لَهُ عُمْرَ أَرْبَعِينَ سَنَةً. قَالَ: يَا رَبِّ زِدْهُ فِي عُمْرِهِ. قَالَ: ذَاكَ الَّذِي كَتَبْتُ لَهُ. قَالَ: أَيْ رَبِّ فَإِنِّي قَدْ جَعَلْتُ لَهُ مِنْ عُمْرِي سِتِّينَ سَنَةً قَالَ: أَنْتَ وَذَاكَ. قَالَ: ثُمَّ أُسْكِنَ الْجَنَّةَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أُهْبِطَ مِنْهَا، فَكَانَ آدَمُ يَعُدُّ لِنَفْسِهِ قَالَ: فَأَتَاهُ مَلَكُ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُ آدَمُ: قَدْ عَجَّلْتَ قَدْ كُتِبَ لِي أَلْفُ سَنَةٍ قَالَ بَلَى وَلَكِنَّكَ جَعَلْتَ لِابْنِكِ دَاوُدَ سِتِّينَ سَنَةً، فَجَحَدَ فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ، وَنَسِيَ فَنَسِيَتْ ذُرِّيَّتُهُ قَالَ فَمِنْ يَوْمِئِذٍ أُمِرَ بِالْكِتَابِ وَالشُّهُودِ)) قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ)) (الترمذي).

فجحد آدم أي ذلك لأنه كان في عالم الذر فلم يستحضره حالة مجيء ملك الموت له، فجحدت ذريته لأن الولد سر أبيه فنسى آدم فنسيت ذريته.

تحفة الأحوذي

موقفه مع داود عليه السلام

((حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ يَعْنِي الْقَارِيَّ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو عَنِ الْمُطَّلِبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كَانَ دَاوُدُ النَّبِيُّ فِيهِ غَيْرَةٌ شَدِيدَةٌ وَكَانَ إِذَا خَرَجَ أُغْلِقَتْ الْأَبْوَابُ فَلَمْ يَدْخُلْ عَلَى أَهْلِهِ أَحَدٌ حَتَّى يَرْجِعَ قَالَ: فَخَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ وَغُلِّقَتْ الدَّارُ فَأَقْبَلَتْ امْرَأَتُهُ تَطَّلِعُ إِلَى الدَّارِ، فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ وَسَطَ الدَّارِ. فَقَالَتْ لِمَنْ فِي الْبَيْتِ: مِنْ أَيْنَ دَخَلَ هَذَا الرَّجُلُ الدَّارَ وَالدَّارُ مُغْلَقَةٌ، وَاللَّهِ لَتُفْتَضَحُنَّ بِدَاوُدَ، فَجَاءَ دَاوُدُ فَإِذَا الرَّجُلُ قَائِمٌ وَسَطَ الدَّارِ فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا الَّذِي لَا أَهَابُ الْمُلُوكَ وَلَا يَمْتَنِعُ مِنِّي شَيْءٌ. فَقَالَ دَاوُدُ: أَنْتَ وَاللَّهِ مَلَكُ الْمَوْتِ، فَمَرْحَبًا بِأَمْرِ اللَّهِ، فَرَمَلَ دَاوُدُ مَكَانَهُ حَيْثُ قُبِضَتْ رُوحُهُ حَتَّى فَرَغَ مِنْ شَأْنِه،ِ وَطَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ فَقَالَ سُلَيْمَانُ لِلطَّيْر:ِ أَظِلِّي عَلَى دَاوُدَ فَأَظَلَّتْ عَلَيْهِ الطَّيْرُ حَتَّى أَظْلَمَتْ عَلَيْهِمَا الْأَرْضُ فَقَالَ لَهَا سُلَيْمَانُ: اقْبِضِي جَنَاحًا جَنَاحًا قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُرِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ فَعَلَتْ الطَّيْرُ وَقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَلَبَتْ عَلَيْهِ يَوْمَئِذٍ الْمَصْرَخِيَّةُ)) رواه أحمد، وهذا السند فيه انقطاع بين المطّلب وأبي هريرة وليس في الحديث من جهة المعنى ما يُنكر.

قصة ملك الموت مع رجل

((عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو لِحُذَيْفَةَ أَلَا تُحَدِّثُنَا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ إِنَّ رَجُلًا كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ أَتَاهُ الْمَلَكُ لِيَقْبِضَ رُوحَهُ فَقِيلَ لَهُ هَلْ عَمِلْتَ مِنْ خَيْرٍ قَالَ مَا أَعْلَمُ قِيلَ لَهُ انْظُرْ قَالَ مَا أَعْلَمُ شَيْئًا غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ أُبَايِعُ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا وَأُجَازِيهِمْ فَأُنْظِرُ الْمُوسِرَ وَأَتَجَاوَزُ عَنْ الْمُعْسِرِ فَأَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ)) .. (البخاري3194)

((ان رجلا ممن كان قبلكم اتاه ملك الموت ليقبض نفسه، فقال له: هل عملت من خير؟ قال: ما أعلم، قال له، انظر، قال: ما أعلم شيئا غير أنى كنت أبايع الناس وأجازيهم، فأُنظر المعسر، وأتجاوز عن الموسر، فأدخله الله الجنة)) صحيح الجامع (2079).

((حُذَيْفَةَ حَدَّثَهُمْ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلَقَّتْ الْمَلَائِكَةُ رُوحَ رَجُلٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَقَالُوا: أَعَمِلْتَ مِنْ الْخَيْرِ شَيْئًا؟ قَالَ: لَا. قَالُوا: تَذَكَّرْ. قَالَ: كُنْتُ أُدَايِنُ النَّاسَ فَآمُرُ فِتْيَانِي أَنْ يُنْظِرُوا الْمُعْسِرَ وَيَتَجَوَّزُوا عَنْ الْمُوسِرِ. قَالَ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: تَجَوَّزُوا عَنْهُ)) (2917مسلم)

حكم سب ملك الموت أو شتمه

(مَا قَوْلُكُمْ دَامَ فَضْلُكُمْ فِيمَنْ قَالَ عِنْدَ ذِكْرِ الْمَوْتِ: قُطِعَ الْمَوْتُ وَأَصْحَابُهُ. فَهَلْ يَرْتَدُّ وَالْعِيَاذُ بِاَللَّهِ تَعَالَى بِذَلِكَ؟ وَهَلْ كَذَلِكَ مَنْ يَقُولُ لِمَنْ يُنَازِعُهُ: رَبُّنَا بَاعَنِي لَك أَوْ "هَيْبِيعْنِي" لَك أَوْ أَنْت "هَتَأْخُذْنِي" مِنْ وَرَاءِ رَبِّي أَوْ تَحَدَّثَ يَا رَبُّ أَنْت سَكَتَّ لِأَيِّ شَيْءٍ وَهَلْ تَرْتَدُّ النَّائِحَةُ إذَا قَالَتْ "هَدِّيتْنِي يَا مَوْتُ هَدَّتْهُ غَارَةٌ" أَوْ إذَا قَالَتْ جَزَّارُهُمْ طَيَّبَ سَكَاكِينَهُ وَلَمْ يَخَفْ عَلَى عَقْلِهِ وَلَا عَلَى دِينِهِ.

فَأَجَبْت بِمَا نَصُّهُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ يُقْتَلُ مَنْ قَالَ قُطِعَ الْمَوْتُ وَأَصْحَابُهُ لِأَنَّ أَصْحَابَهُ هُمْ الْمَلَائِكَةُ الْكِرَامُ، وَلَوْ تَابَ وَلَا شَيْءَ عَلَى مَنْ قَالَ رَبَّنَا بَاعَنِي أَوْ "هَيْبِيعْنِي" إلَخْ وَيُؤَوَّلُ الْحَدِيثُ بِالْإِغَاثَةِ, وَالتَّخْلِيصُ وَالسُّكُوتُ بِتَرْكِ ذَلِكَ وَقَوْلُهَا "هَدِّتْهُ غَارَةٌ" إنْ قَصَدَتْ بِالضَّمِيرِ الْمَوْتَ فَلَا شَيْءَ عَلَيْهَا وَإِنْ قَصَدَتْ بِهِ اللَّهَ تَعَالَى قُتِلَتْ مَا لَمْ تَتُبْ، وَإِنْ قَصَدَتْ بِهِ مَلَكَ الْمَوْتِ قُتِلَتْ وَلَوْ تَابَتْ، وَإِنْ لَمْ تَقْصِدْ شَيْئًا أُدِّبَتْ وَتُرِكَتْ وَتُقْتَلُ بِقَوْلِهَا لَمْ يَخَفْ عَلَى دِينِهِ وَلَوْ تَابَتْ وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ. فتح العلي المالك

الاستعداد للقاء ملك الموت

وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنْ الصَّالِحِينَ وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إذَا جَاءَ أَجَلُهَا قِيلَ يَقُولُ: يَا مَلَكَ الْمَوْتِ أَخِّرْنِي يَوْمًا أَتُوبُ فِيهِ إلَى رَبِّي وَأَتَزَوَّدُ صَالِحًا, فَيَقُولُ: فَنِيَتْ الْأَيَّامُ, فَلَا يَوْمَ, وَيَقُولُ: فَأَخِّرْنِي سَاعَةً, فَيَقُولُ: فَنِيَتْ السَّاعَاتُ فَلَا سَاعَةَ, فَيُغْلَقُ عَلَيْهِ بَابُ التَّوْبَةِ, فَيُغَرْغِرُ بِرُوحِهِ.

موت ملك الموت

ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض .

هذه النفخة هي الثانية وهي نفخة الصعق وهي التي يموت بها الأحياء من أهل السماوات والأرض إلا من شاء الله كما جاء مصرحا به مفسرا في حديث الصور المشهور: ((ثم يقبض أرواح الباقين حتى يكون آخر من يموت ملك الموت، وينفرد الحي القيوم الذي كان أولا، وهو الباقي آخرا بالديمومة والبقاء، ويقول لمن الملك اليوم ثلاث مرات ثم يجيب نفسه بنفسه فيقول لله الواحد))تفسير ابن كثير.

النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يأخذ الله تبارك وتعالى سماواته وأرضيه بيده ويقول أنا الملك ويقبض أصابعه ويبسطها أنا الملك حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه حتى إني لأقول أساقط هو برسول الله صلى الله عليه وسلم)).

ورواه الامام الحافظ أبو القاسم الطبراني من حديث عبيد بن عمير عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما وقال صحيح.

ثم يأمر الله إسرافيل بنفخة الصعق فينفخ نفخة الصعق فيصعق أهل السموات والأرض إلا من شاء الله فإذا هم قد خمدوا وجاء ملك الموت إلى الجبار عز وجل فيقول: يارب قد مات أهل السموات والأرض إلا من شئت. فيقول الله وهو أعلم بمن بقى: فمن بقي؟ فيقول: يارب بقيت أنت الحي الذي لا تموت، وبقيت حملة العرش، وبقي جبريل وميكائيل وبقيت أنا فيقول الله عز وجل: ليمت جبريل وميكائيل فينطق الله العرش فيقول: يارب يموت جبريل وميكائيل فيقول: اسكت فإني كتبت الموت على كل من كان تحت عرشي فيموتان ثم يأتي ملك الموت إلى الجبار فيقول: يارب قد مات جبريل وميكائيل فيقول الله وهو أعلم بمن بقي: فمن بقي فيقول بقيت أنت الحي الذي لا تموت وبقيت حملة عرشك وبقيت أنا فيقول الله لتمت حملة العرش فتموت ويأمر الله العرش، فيقبض الصور من إسرافيل ثم يأتي ملك الموت فيقول يارب قد مات حملة عرشك فيقول الله وهو أعلم بمن بقي: فمن بقي؟ فيقول يارب بقيت أنت الحي الذي لا تموت وبقيت أنا فيقول الله أنت خلق من خلقي خلقتك لما رأيت فمت فيموت. ابن كثير.

فيقول الله عز وجل وهو أعلم فمن بقي فيقول يا رب بقيت أنت الحي الذي لا تموت وبقيت أنا فيقول الله عز وجل له أنت خلق من خلقي خلقتك لِما رأيت فمت فيموت فإذا لم يبق إلا الله تبارك وتعالى الواحد الأحد الصمد ليس بوالد ولا ولد كان آخرا كما كان أولا.

العظمة لأبي الشيخ

علي بن الحسين سأل كعب الأحبار عن قول الله عز وجل: فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله [الزمر:68]. قال الذين استثنى الله جبريل وميكائيل وحملة العرش وملك الموت قال فيأتي ملك الموت فيقبض أرواح هؤلاء حتى لا يبقى غيره ورب العزة جل وعز فيقول: يا ملك الموت: مت فيموت فذلك قوله: كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام [الرحمن:26] وذلك قوله تعالى: كل شيء هالك إلا وجهه [القصص:88] كتاب العرش

عبرة

قال الربيع بن خيثم رحمه الله تعالى: عجبت لملك الموت ولثلاثة : لملك ممنع في حصونه يأتيه ملك الموت ينزع نفسه ويدع ملكه خلفه، ولمسكين منبوذ بالطريق يقذره الناس أن يدنوا منه ولا يقذره ملك الموت أن يأتيه فينزع نفسه، ولطبيب نحرير يأتيه ملك الموت فنزع نفسه ويدع طبّه خلفه.

بارك الله فيك وجزاك خيرا

وما بقيت من اللذات إلا 2024.

السلام عليكم

هذه الابيات الكل يقرأ

ثم يكتب ما خطر وفهم منها

وما بَقِيَت من اللذات إلا

محادثة الرجال ذوي العقول

وقد كنا نعدهمُ قليلاً

فقد صاروا أقل من القليل

أفَلَت شموس أحبتي وترحَّلوا

واستوحشتْ دارٌ تئن ومنزلُ

كانوا هنا بين العيون ورمشِها

حَلُّوا ومن بعد الـمُقام تحوّلوا

هذي الحياةُ وإن تطاول عمرها

وكذا الزمان توقُّفٌ وترجُّلُ

ودوام أحوال الزمان خديعةٌ

والمرء يرغب في السرور ويأملُ

لكنه وهمٌ كبيرٌ ضائعٌ

والهمُّ يفتك بالقلوب ويقتلُ

والمرءُ يطمع في الحياة لعله

يحيى سعيداً في الحياة ويرفُلُ

يسعى حثيثاً علَّه يجد الهنا

وكأنه لشقائه يتعجَّلُ

عجباً لمن رام الحياة هنيئةً

كلَّفْت قلبك فوق ما يتحمَّلُ

لو دامت الأيامُ صفواً لامرئٍ

أو في السرور لما شكاها الأولُ

فالبدر ينقص إنْ رأيتَ تمامَه

والزرع من بعد اخضرارٍ يذبَلُ

وانظر إلى من جرّب الدنيا وقد

سئم الحياةَ فإذْ به يتململُ

فانهض وحثَّ السير في طلب العلا

واحذر إذا جاء العذول يخذِّلُ

واعلم بأنَّ العمرَ حُلْمٌ زائرٌ

والمرءُ يجمع في الحياة ويرحلُ

والموتُ بين الناس أعظمُ واعظٍ

أين الذي يزنُ الأمورَ ويعقلُ

فالْـحَقْ بركب الصالحين ولا تكن

بنجاةِ نفسك قدْ تضن وتبخلُ

والعمرُ ماضٍ فاغتنم أيامَه

واللهُ يقضي ما يشاءُ ويفعلُ

بارك الله فيك أستاذي الكريم جزاك الله خيرا

عيدك مبارك وكلّ عام وأنت بألف خير

بارك الله فيك

وشكرا لك على التهنئة

أكثروا من ذكر هادم اللذات 2024.

أكثروا من ذكر هادم اللذات

سلام قولا من رب رحيم

الحمد لله ذي الملكوت والسلطان، والصلاة والسلام على رسول ربنا الرحمن، محمد وعلى آله وصحبه البررة الكرام، أما بعد:

أخي المسلم: هل رأيت القبور؟ هل رأيت ظلمتها؟ هل رأيت وحشتها؟ هل رأيت شدتها؟ هل رأيت ضيقها؟ هل رأيت هوامها وديدانها؟

أما علمت أنها أعدت لك كما أعدت لغيرك؟

أما رأيت أصحابك وأحبابك وأرحامك نقلوا من القصور إلى القبور.. ومن ضياء المهود إلى ظلمة اللحود.. ومن ملاعبة الأهل والولدان إلى مقاساة الهوام والديدان.. ومن التنعيم بالطعام والشراب إلى التمرغ في الثرى والتراب.. ومن أنس العشرة إلى وحشة الوحدة.. ومن المضجع الوثير إلى المصرع الوبيل؟ فأخذهم الموت على غرة، وسكنوا القبور بعد حياة الترف واللذة، وتساووا جميعاً بعد موتهم في تلك الحفرة، فالله نسأل أن يجعل قبورنا روضة من رياض الجنة.

أتيــت القبور فساءلتــــــها *** أين المعظم والمحتقر؟!

وأين المــــذل بسلــــــطانه *** وأين القوي على ما قدر؟!

تفانوا جميعاً فما مــــــخبر *** وماتوا جميعاً ومات الخير!!

فيا سائلي عن اناس مضوا *** أما لك فيما مضى معتبر؟!

تروح وتغدو بنات الــــثرى *** فتمحو محاسن تلك الصور!

هول القبور

عن هانئ مولى عثمان قال: عثمان إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته، فقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي، وتبكي من هذا؟ فقال: إن الرسول قال: { القبر أول منازل الآخرة، فإن ينج منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه }، ثم قال: قال رسول الله { ما رأيت منظراً إلا والقبر أفظع منه } [أحمد والترمزي وحسنه الألباني].

وفي حديث جابر بن عبدالله عن النبي أنه قال: { لا تمنوا الموت فإن هول المطلع شديد } [أحمد وحسنه الهيثمي].

أخي الكريم:

تجهز إلى الأجداث ويحك والرمس *** جهازاً من التقوى لطول ما حبس

فإنـــك ما تدري إذا كنت مصبحــاً *** بأحسن ما ترجو لعلك لا تمســي

شيع الحسن جنازة فجلس على شفير القبر فقال: ( إن أمراً هذا آخره لحقيق أن يزهد في أوله، وإن أمراً هذا أوله لحقيق أن يخاف آخره ).

ووعظ عمر بن عبدالعزيز يوماً أصحابه فكان من كلامه أنه قال: ( إذا مررت بهم فنادهم إن كنت منادياً، وادعهم إن كنت داعياً، ومر بعسكرهم، وانظر إلى تقارب منازلهم.. سل غنيهم ما بقي من غناه؟.. واسألهم عن الألسن التي كانوا بها يتكلمون، وعن الأعين التي كانوا للذات بها ينظرون.. واسألهم عن الجلود الرقيقة، والوجوه الحسنة، والأجساد الناعمة، ما صنع بها الديدان تحت الأكفان؟!.. أكلت الألسن، وغفرت الوجوه، ومحيت المحاسن، وكسرت الفقار، وبانت الأعضاء، ومزقت الأشلاء فأين حجابهم وقبابهم؟ وأين خدمهم وعبيدهم؟ وجمعهم وكنوزهم؟ أليسوا في منازل الخلوات؟ أليس الليل والنهار عليهم سواء؟ أليسوا في مدلهمة ظلماء؟ قد حيل بينهم وبين العمل، وفارقوا الأحبة والمال والأهل ).

فيا ساكن القبر غداً! ما الذي غرك من الدنيا؟ أين دارك الفيحاء ونهرك المطرد؟ وأين ثمارك اليانعة؟ وأين رقاق ثيابك؟ وأين طيبك وبخورك؟ وأين كسوتك لصيفك وشتائك؟.. ليت شعري بأي خديك بدأ البلى.. يا مجاور الهلكات صرت في محلة الموت.. ليت شعري ما الذي يلقاني به ملك الموت عند خروجي من الدنيا..وما يأتيني به من رسالة ربي.. ثم انصرف رحمة الله فما عاش بعد ذلك إلا جمعة.

إخوتي: تفكروا في الذين رحلوا.. أين نزلوا؟ وتذكروا، القوم نوقشوا وسئلوا.. واعلموا أنكم كما تعذلون عذلوا.. ولقد ودوا بعد الفوات لو قبلوا.. ولكن هيهات هيهات وقد قبروا.

عن وهب بن الورد قال: بلغنا أن رجلا فقيها دخل على عمر بن عبدالعزيز فقال: سبحان الله! فقال له عمر: وتبينت ذلك فعلا؟ فقال له ك الأمر أعظم من ذلك! فقال له عمر: يا فلان! فكيف لو رأيتني بعد ثلاث، وقد أدخلت قبري.. وقد خرجت الحدقتان ن، وتقلصت الشفتان عن الأسنان.. وانفتح الفم.. ونتأ البطن فعلا الصدر.. وخرج الصديد من الدبر!!

وكان يزيد الرقاشي يقول لنفسه: "ويحك يا يزيد! من ذا يصلي عنك بعد الموت؟ من ذا يصوم عنك بعد الموت؟ من ذا يترضى عنك بعد الموت؟ ثم يقول: أيها الناس! ألا تبكون وتنوحون على أنفسكم باقي حياتكم.. من الموت موعده.. والقبر بيته.. والثرى فراشه.. والدود أنيسه.. وهو مع هذا ينتظر الفزع الأكبر.. كيف يكون حاله؟!"، ثم بكي رحمه الله.

عظة القبور

قال عبدالحق الأشبيلي: ( فينبغي لمن دخل المقابر أن يتخيل أنه ميت، وأنه قد لحق بهم، ودخل معسكرهم، وأنه محتاج إلى ما هم إليه محتاجون، وراغب فيما فيه يرغبون، فليأت إليهم ما يحب أن يؤتى إليه، وليتحفهم بما يحب أن يتحف به، وليتفكر في تغير ألوانهم، وتقطع أبدانهم، ويتفكر في أحوالهم، وكيف صاروا بعد الأنس بهم والتسلي بحديثهم، إلى النفار من رؤيتهم، والوحشة من مشاهدتهم وليتفكر أيضاً في انشقاق الأرض وبعثرة القبور، وخروج الموتى وقيامهم مرة واحدة حفاة عراة غرلاً، مهطعين إلى الداعي، مسرعين إلى المنادي ).

يا أيها المتسمن *** قل لي لمن تتسمن؟

سمنت نفسك للبلى *** وبطنت يا مستبطن

وأسأت كل إساءة *** وظننت أنك تحسن!

مالي رأيتك تطمئن *** إلى الحياة وتركن!

يا سكن الحجرات ما *** لك غير قبرك مسكن

اليوم أنت مكاثر *** ومفاخر تتزين

وغداً تصير إلى القبور *** محنط ومكفن!

أحدث لربك توبة *** فسبيلها لك ممكن

واصرف هواك لخوفه *** مما تسر وتعـــلن

عن محمد بن صبيح قال: ( بلغنا أن الرجل إذا وضع في قبره، فعذب أو أصابه ما يكره، ناداه جيرانه من الموتى: يا أيها المتخلف في الدنيا فبعد إخوانه! أما كان لذلك فينا معتبر؟ أما كان لك في تقدمنا إياك فكرة؟ أما رأيت انقطاع أعمالنا وأنت في المهل؟ فهلا استدركت ما فات إخوانك!! ).

فتنة القبور

أخي المسلم: ماذا أعددت لأول ليلة تبيتها في قبرك؟ أما علمت أنها ليلة شديدة، بكى منها العلماء، وشكا منها الحكماء، وشمر لها الصالحون الأتقياء؟

فارقت موضع مرقدي *** يوماَ فقارققني السكون

القــــــــــــبر أول ليلة *** بالله قل لي ما يكون؟!

كان الربيع بن خثيم يتجهز لتلك الليلة، ويروى أنه حفر في بيته حفرة فكان إذا وجد في قلبه قساوة دخل فيها، وكان يمثل نفسه أنه يقد مات وندم وسأل الرجعة فيقول: رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ [المؤمنون:99-100]، ثم يجيب نفسه فيقول: ( قد رجعت يا ربيع!! ) فيرى فيه ذلك أياماً، أي يرى فيه العبادة والاجتهاد والخوف والوجل.

وعن أبي هريرة عن النبي قال: { إن الميت يصير إلى القبر، فيجلس الرجل الصالح في قبره غير فزع ولا شعوف ( أي غير خائف ولا مذعور ) ثم يقال له: فيم كنت؟ فيقول: كنت في الإسلام فيقال له: ما هذا الرجل؟ فيقول: محمد رسول الله ، جاءنا بالبينات من عند الله فصدقناه، فيقال له، فينظر إليها يحطم بعضها بعضا، فيقال له: انظر إلى ما وقاك الله: ثم يفرج له قبل الجنة، فينظر إلى زهرتها وما فيها، فيقال له: هذا مقعدك، ويقال له: على اليقين كنت، وعليه مت، وعليه تبعث، إشاء الله. قال: ويجلس الرجل السوء في قبره فزعا مشعوفاً، فيقال له: فيم كنت؟ فيقول: لا أدري، فيقال له: ما هذا الرجل؟ فيقول: سمعت الناس يقولون قولاً فقلته. فيفرج له قبل الجنة، فينظر إلى زهرتها وما فيها، فيقال له: انظر ما صرف الله عنك. ثم يفرج له فرجه قبل النار، فينظر إليها يحطم بعضها بعضاً فيقال له: هذا مقعدك، على الشك كنت، وعليه مت، وعليه تبعث إن شاء الله } [ابن ماجة وصححه البوصيري].

أرى أهل القصور إذا أميتـــــــوا *** بنوا فوق المقابر بالصخــور

أبوا إلا مباهاة وفخـــــــــــــــــراً *** على الفقراء حتى في القبور

لعمرك لو كشقت التــــرب عنهم *** فما تدري الغني من الفقــــير

ولا الجلد المباشر ثوب صـــوف *** من الجلد المباشر للـــــحرير

إذا أكل الثرى هــــــــــــــذا وهذا *** فما فضل الغني على الفقير؟

فيا إخوتاه! ألا تبكون من الموت وسكرته؟

ويا إخوتاه! ألا تبكون من القبر وضمته؟

ويا أخوتاه! ألا تبكون خوفاً من النار في القيامة؟

ويا أخوتاه! ألا تبكون خوفاً من العطش يوم الحسرة والندامة؟

عذاب القبر ونعيمه

أخي الكريم: ثبت عذاب القبر بالكتاب والسنة والإجماع، ولا ينكر ذلك إلا مكابر ومعاند قال تعالى: سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ [التوبة:101].

وقال سبحانه: وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ [غافر:46،45].

وعن البراء بن عازب عن النبي أنه قال: يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ قال: { نزلت في عذاب القبر. يقال له: من ربك؟ فيقول: ربي الله، ونبي محمد ، فذلك قوله عز وجل: يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ } [متفق عليه].

وعن أنس رضي الله عنه، أن النبي قال: { لولا أن تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم عذاب القبر } [رواه مسلم].

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : { إذا اقبرت الميت أتاه ملكان أسودان أزرقان، يقال لأحدهما المنكر، وللآخر النكير، فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: هو عبد الله ورسوله، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله فيقولان: قد كنا نعلمك أنك تقول هذا، ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعاً في سبعين، ثم ينور له فيه، ثم يقال له: نم فيقول: أرجع إلى أهلي فأخبرهم؟ فيقولان: نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه، حتى يبعثه الله من مضجعه بذلك. إن كان منافقاً قال: سمعت الناس يقولون فقلت مثله.. لا أدري فيقولان: قد كانا نعلم أنك تقول ذلك فيقال للأرض: التئمي عليه، فتلتئم عليه، فتختلف فيها أضلاعه، فلا يزال فيها معذباً حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك } [الترمزي وقال: حسن غريب].

وعن أنس قال: قال نبي الله : { إن العبد إذا وضع في قبره، وتولى عنه أصحابه، إنه ليسمع قرع نعالهم قال: يأتيه ملكان فيقعدانه فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ قال: فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله قال: فيقال له: إنظر إلى مقعدك من النار، قد أبدلك الله به مقعداً من الجنة قال نبي الله فيراهما جميعاً. وأما المنافق والكافر فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرحل؟ فيقول: لا أدري، كنت أقول ما يقول الناس فيقال: لا دريت ولا تليت، ويضرب بمطارق من حديد ضربة، فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقيلين } [متفق عليه].

حديث القبور

روي عن علي بن أبي طالب أنه قال في خطبته: "يا عباد الله: الموت الموت، فليس منه فوت، إن أقمتم له أخذكم، وإن فررتم منه أدر ككم، الموت معقود بنواصيكم، فالنجاة النجاة، الوحا الوحا، فإن وراءكم طالبا حثيثا وهو القبر، ألا وإ، القبر روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النيران، ألا وإنه يتكلم في كل يوم ثلاث مرات فيقول: أنا بيت الظلمة.. أنا بيت الوحشة.. أنا بيت الديدان ألا وإن وراء ذلك اليوم يوما أشد من ذلك اليوم، يوما يشيب فيه الصغير، ويسكر فيه الكبير وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ [الحج:2].

وروى أسيد بن عبدالرحمن أنه قال: "بلغني أن المؤمن إذا مات فحمل قال: أسرعوا بي، فإذا وضع في لحده كلمته الأرض فقالت: كنت أحبك وأنت على ظهري، فأنت الآن أحب إلي في بطني. وإذا مات الكافر فحمل قال: ارجعوا بي، فإذا وضع في لحده كلمته الأرض فقالت: كمت أبغضك وأنت على ظهري، فأنت الآن أبغض إلي في بطني!!

ويقال: إن الأرض تنادي كل يوم فتقول:

يا ابن آدم تمشي على ظهري ومصيرك في بطني!!

يا ابن آدم تأكل الألوان على ظهري، وتأكلك الديدان في بطني!

يا ابن آدم تضحك على ظهري، فسوف تبكي في بطني!

يا ابن آدم تفرح على ظهري، فسوف تحزن في بطني!

يا ابن آدم تذنب على ظهري فسوف تعذب في بطني!

أيتها المقابر فيك *** من كنا ننازله

ومن كنا نتاجره *** ومن كنا نعامله

ومن كنا نعاشره *** ومن كنا نطاوله

ومن كنا نشاربه *** ومن كنا تؤاكله

ومن كنا له إلفا *** قليلاً ما نزايله

ومن كنا له بالأمس *** أحيانا نواصله

فحل محله من حلها *** صرمت حبائله

ألا إن المنبة منهل *** والخلق ناهله

زيارة القبور

أخي الحبيب:

حيث أن اله وسلم على زيارة الموتى في قبورهم، والأعتبار بأحوالهم، فقال عليه الصلاة والسلام: { زوروا القبور فإنها تذكر الموت } [رواه مسلم].

وقال النبي : { نهيتكم عن زيارة القبور فزروها } [رواه مسلم]، وعند أبي داود: { فإن في زيارتها تذكرة }، وعند الإمام أحمد: { فزوروها فإن في زيارتها عبرة وعظة }.

وكان النبي صلى الله عليه إذا أتى المقابر قال: { السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، أنتم السابقون وإنا إن شاء الله بكم لا حقون، أنتم لنا فرط، ونحن لكم تبع، أسأل الله لنا ولكم العافية } [رواه مسلم].

وفي زيارة القبور فوائد كثيرة منها أنها:

1- تذكر الموت والآخرة.

2- تقصر الأمل.

3- تزهد في الدنيا.

4- ترقق القلوب.

5- تدمع الأعين.

6- تدفع الغفلة.

7- تورقث الخشية.

8- تورث الاجتهاد في العبادة.

قال محمد بن واسع لرجل: ( ما أعجب إلى منزلك! فقال: وما بعجبك من منزلي وهو عند القبور؟ قال: وما عليك، يكفون الأذى ويذكرون الآخرة!! ).

الأسباب الموجبة لعذاب القبر

أخي المسلم الموفق: ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله أن أهل القبور يعذبون على جهلهم بالله، وإضاعتهم لأمره، وارتكابهم لمعاصيه، فإن عذاب القبر وعذاب الآخرة أثر غضب الله وسخطه على عبده، فعذاب القبر يكون على معاصي القلب، والعين، والأذن، والفم، واللسان، والبطن، والفرج، واليد،، والرجل، والبدن كله، فمن أغضب الله واسخطه في هذه الدار ثم لم يتب، ومات على ذلك، كان له من عذاب البرزخ بقدر غضب الله وسخطه عليه، فمستقل ومستكثر، ومصدق ومكذب.

وقد ورد الوعيد بالعذاب في القبر على كثير من المعاصي والذنوب منها:

1- النميمة والغيبة.

2- عدم الاستبراء من البول.

3- الصلاة بغير طهور.

4- الكذب.

5- تضييع الصلاة والتثاقل عنها.

6- ترك الزكاة.

7- الزنى.

8-الغلول من المغنم (السرقة).

9- الخيانة.

10- السعي في الفتنة بين المسلمين.

11- أكل الربا.

12- ترك نصرة المظلوم.

13- شرب الخمر.

14- إسبال الثياب تكبراً.

15- القتل.

16- سب الصحابة.

17- الموت على غير السنة (البدعة).

وقال رحمه الله بعد أن ذكر أنواع كثيرة من المحرمات التي يعذب بها الموتى في قبورهم: ( وما كان أكثر الناس كذلك، كان أكثر أهل القبور معذبين، والفائز منهم قليل، فظواهر القبور تراب، وبواطنها حسرات وعذاب ظواهرها بالتراب والحجارة المنقوشة مبنيات، وفي باطنها الدواهي والبليات، تغلي بالحسرات كما تغلي القدور بما فيها، ويحق لها وقد حيل بينها وبين أمانيها.. تالله لقدت وعظت لواعظ مقالا، ونادت: يا عمار الدنيا لقد عمرتم دارا موشكة بكم زوالا، وخربتم دارا انتم مسرعون إليها انتقالا هذه دار الاستيفاء، ومستودع الأعمال، وبذر الزرع، وهي محل للعبر، رياض من رياض الجنة، أو حفر من حفر النيران ).

ما للمقابر لا تجيب *** إذا دعاهن الكئيب

حفر مسقفة عليهن *** الجنادل والكثيب

فيهن ولدان وأطفال *** وشبان وشيب

كم من حبيب لم تكن *** نفسي بفرقته تطيب

غادرته في بعضهن *** مجندلاً وهو الحبيب

وسلوت عنه وإنما *** عهدي برؤيته قريب

فاعتبروا يا أولي الأبصار

إخواني: كم من ظالم تعدى وجار، فما راعي الأهل ولا الجار، بينا هو عقد الإصرار، حل به الموت فحل من حلته الأزرار فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ [الحشر:2].

ما صحبه سوى الكفن، إلى بيت البلى والعفن، ولو رأيته وقد حلت به المحن، وشين ذلك الوجه الحسن، فلا تسأل كيف صار فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ [الحشر:2].

أين مجالسة العالية؟ أين عيشته الصافية؟ أين لذاته الخالية؟ كم كم تسفى على قبره سافية!! ذهبت العين وأخفيت الآثار فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ [الحشر:2].

تقطعت به جميع الأسباب، وهجره القرناء والأتراب، وصار فراشه الجندل والتراب، وربما فتح له في اللحد باب إلى النار فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ [الحشر:2].

نادم بلا شك ولا خفا، باك على ما زل وهفا، يود أن صافي اللذات ما صفا، وعلم انه كان يبني على شفا جرف هار فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ [الحشر:2].

الأسباب المنجية من عذاب القبر

وذكر الإمام ابن القيم رحمه الله أن أسباب النجاة من عذاب اقبر، هي أن يتجنب الإنسان تلك الأسباب التي تقتضي عذاب القبر، وهي جميع المعاصي والذنوب.

وذكر رحمه الله أن من أنفع تلك الأسباب: أن يحاسب المرء نفسه كل يوم على ما خسره وربحه في يومه، ثم يجدد التوبة، النصوح بينه وبين الله، فينم على تلك التوبة، فإن مات من ليلته مات على توبة، وإن استيقظ استيقظ مستقبلا للعمل، مسرورا بتأخير أجله، حتى يستقبل ربه ويستدرك ما فاته، ولا ينام إلا على طهارة، ذاكراً الله عز وجل، مستعملاً الأذكار والسنن التي ورت عن الرسول عند النوم حتى يغلبه النوم، فمن أراد الله به خيراً وفقه لذلك.

ثم ذكر رحمه الله الطاعات التي ورد أنها مما ينجي من عذاب القبر وهي:

1- الرباط في سبيل الله.

2- الشهادة في سبيل الله.

3- قراءة سورة الملك.

4- الموت بداء البطن.

5- الموت يوم الجمعة.

الثبات عند الموت

قال الفقيه أبو الليث المرقندي: ويكون التثبيت في ثلاثة أحوال، لمن كان مؤمنا مخلصا مطيعا لله تعالى:

أحدهما: في حال معاينة ملك الموت.

ثانيها: في حال سؤال منكر ونكير.

وثالثها: في حال سؤاله عند المحاسبة يوم القيامة.

فأما التثبيت عند معاينة ملك الموت فهو على ثلاثة أوجه:

الأول: العصمة من الكفر، وتوفيق الاستقامة على التوحيد، حتى تخرج روحه وهو على الإسلام.

والثاني: أن تبشره الملائكة بالرحمة.

والثالث: أن يرى موضعه من الجنة.

وأما التثبيت في القبر فهو على ثلاثة اوجه:

الأول: أن يلقنه الله تعالى الصواب[، حتى يجيب الملكين بما يرضى عنه الرب.

والثاني: أن يزول عنه الخوف والهيبة والدهشة.

والثالث: أن يرى مكانه في الجنة، فيصير القبر روضة من رياض الجنة.

وأما التثبيت عند الحساب فعلى ثلاثة أوجه:

الأول: أن يلقنه الحجة عما يسأل عنه.

والثاني: يسهل عليه الحساب.

والثالث: أن يتجاوز عنه الزلل والخطايا.

فالواجب على كل مسلم أن يستعيذ بالله تعالى من عذاب القبر، وأن يستعد له بالأعمال الصالحة قبل أن يدخل فيه، فإنه قد سهل عليه الأمر ما دام في الدنيا، فإذا دخل القبر فإنه يتمنى أن يؤذن له بحسنة واحدة أو يؤذن بأن يصلي ركعتين، أو يقول: لا إله إلا الله، محمد رسول الله ولو مرة واحدة، أو يؤذن له بتسبيحه واحدة، فلا يؤذن له، فيبقى في حسرة وندامة، ويتعجب من الأحياء كيف يضيعون أيامهم في الغفلة والبطالة؟!

قد كان عمرك ميلا *** فأصبح الميل شبرا

وأصبح الشبر عقدا *** فاحفر لنفسك قبرا

نسأل الله أن يوفقنا للاستعداد ليوم الحاجة، ولا يجعلنا من النادمين، وأن يجعل القبور بعد فراق الدنيا خير منازلنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وهو حسبنا ونعم الوكيل. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

بارك الله فيك والله موعظة في القمة

جزاك الله خيرا………………….

شكرا لمروركم الطيب

نعم من لم يتعظ من القبر فيلقي على نفسه السلام

جزاك الله الفردوس الأعلى

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الظل الخفي الجيريا
نعم من لم يتعظ من القبر فيلقي على نفسه السلام

جزاك الله الفردوس الأعلى

آمين
شكرا لمرورك الطيب

من شعر علي بن أبي طالب رضي الله عنه

عليك بتقوى الله إن كنت غافلا ***يأتيك بالأرزاق من حيث لا تدري

فكيف تخاف الفقر والله رازقا*** فقد رزق الطير والحوت في البحر

ومن ظن أن الرزق يأتي بقوة***ما أكل العصفور شيئا مع النسر

تزول عن الدنيا فإنك لا تدري***إذا جن عليك الليل هل تعيش إلى الفجر

فكم من صحيح مات من غير علة***وكم من سقيم عاش حينا من الدهر

وكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكا***وأكفانه في الغيب تنسج، وهو لا يدري

فمن عاش ألفا وألفين***فلا بد من يوم يسير إلى القبر

**************

وقال الشاعر
يا عجبا للناس لو فكروا و حاسبوا انفسهم ابصروا
و عبروا الدنيا الـى غيرها فـأنما الدنيا لـهـم معبر
لا فخر الا فخر اهل التقى غـدا اذا ضمهم المـحـشـر
ليعلمن الناس ان التـقـى و البر كـانـا خير ما يـدخـر
عجبت للانسان فى فخره و هو غدا فى قبره يقبر
مــا بــال مـن اولـه نـطـفـه و جـيـفــه اخـره يـفـجـر
اصبح لا يملك تقديم ما يرجـو و لا تأخـيـر مـا يـحـذر
و اصبح الامر الى غيره فى كل ما يقضى و ما يقدر

شرح الله صدرك ونور قلبك
موضوع يحث لوقفة صادقة وحديث صريح مع النفس


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة genuine الجيريا
من شعر علي بن أبي طالب رضي الله عنه

عليك بتقوى الله إن كنت غافلا ***يأتيك بالأرزاق من حيث لا تدري

فكيف تخاف الفقر والله رازقا*** فقد رزق الطير والحوت في البحر

ومن ظن أن الرزق يأتي بقوة***ما أكل العصفور شيئا مع النسر

تزول عن الدنيا فإنك لا تدري***إذا جن عليك الليل هل تعيش إلى الفجر

فكم من صحيح مات من غير علة***وكم من سقيم عاش حينا من الدهر

وكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكا***وأكفانه في الغيب تنسج، وهو لا يدري

فمن عاش ألفا وألفين***فلا بد من يوم يسير إلى القبر

**************

وقال الشاعر
يا عجبا للناس لو فكروا و حاسبوا انفسهم ابصروا
و عبروا الدنيا الـى غيرها فـأنما الدنيا لـهـم معبر
لا فخر الا فخر اهل التقى غـدا اذا ضمهم المـحـشـر
ليعلمن الناس ان التـقـى و البر كـانـا خير ما يـدخـر
عجبت للانسان فى فخره و هو غدا فى قبره يقبر
مــا بــال مـن اولـه نـطـفـه و جـيـفــه اخـره يـفـجـر
اصبح لا يملك تقديم ما يرجـو و لا تأخـيـر مـا يـحـذر
و اصبح الامر الى غيره فى كل ما يقضى و ما يقدر

شرح الله صدرك ونور قلبك
موضوع يحث لوقفة صادقة وحديث صريح مع النفس


جزاك الله خيرا على التعليق القيم

اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما

مشكوووووووووووووور بارك الله فيك

و فيك بارك الله

اللهم اغفر لي

السلام عليكم
بارك الله فيك أخي على الوضوع القيم نجانا الله واياك من عذاب القبر ان شاء الله
أخي الكريم اسمحلي بملاحظة بسيطة هي في العنوان
أنت كتبت العنوان أكثروا هادم اللذات أي بمعنى أكثروا من الموت
والأصح الذي أنت تقصده هو اكثروا من ذكر هادم اللذات أرجو تصحيح العنوان وبارك الله فيك

و فيك بارك الله جزاك الله خيرا على الملاحظة

السلام عليكم

الاخ الفاضل جزاك الله كل الخير على الموضو القيم
وبارك الله فيك على ماتقدمه لنا
في موازين حسناتك يارب

هادم اللذات 2024.

هادم اللذات

للاستماع والتحميل هنا

اللهم أرزقنا حسن الخاتمة وتوفنا مع الأبرار آمـــــــــــــــــين

شكرا بارك الله فيك

جاري التحميل

وفيك البرك اخي

بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء

شكرا لمروركم

الحصيلة المعرفية للنشاط2 : الذات واللذات من الوحدة4 : دور البروتينات في الدفاع عن الذات 2024.

الحصيلة المعرفية للنشاط2 : الذات واللذات من الوحدة4 : دور البروتينات في الدفاع عن الذات
بقية الانشطة عما قريب ان شاء الله
حمل من

https://www.gulfup.com/?hKwDod
او
https://www.2shared.com/document/uQsbWKBl/2__4.html

الجيريا

باركـــــــــــــــــ الله فيك

جزاك الله خيرا

merciiiiiii

جززاك الله خيرا ، بوركت

أختكم في الله ريان

جزاك الله كل خير استاد