الصحابه على فراش الموت 2024.

الجيريا


الصحابة علي فراش الموت
عظمـــاء علـى فــراش المـــوت

لما إحتضر أبو بكر الصديق رضى الله عنه وأرضاه حين وفاته قال :
( و جاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد )

و قال لعائشة :
إنظروا ثوبى هذين , فإغسلوهما و كفنونى فيهما , فإن الحى أولى بالجديد من الميت
و لما حضرته الوفاة أوصى عمر رضى الله عنه قائلاً :
إنى أوصيك بوصية , إن أنت قبلت عنى : إن لله عز و جل حقا بالليل لا يقبله بالنهار
و إن لله حقا بالنهار لا يقبله بالليل , و إنه لا يقبل النافلة حتى تؤدى الفريضة
و إنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه فى الآخرة بإتباعهم الحق فى الدنيا
و ثقلت ذلك عليهم , و حق لميزان يوضع فيه الحق أن يكون ثقيلاً
و إنما خفت موازين من خفت موازينه في الآخرة بإتباعهم الباطل
و خفته عليهم فى الدنيا و حق لميزان أن يوضع فيه الباطل أن يكون خفيفاً

ولما طعن عمر

.. جاء عبدالله بن عباس , فقال .. : يا أمير المؤمنين , أسلمت حين كفر الناس
و جاهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حين خذله الناس
و قتلت شهيدا و لم يختلف عليك اثنان
و توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو عنك راض

فقال له : أعد مقالتك فأعاد عليه , فقال : المغرور من غررتموه
و الله لو أن لى ما طلعت عليه الشمس أو غربت لافتديت به من هول المطلع

و قال عبدالله بن عمر : كان رأس عمر على فخذى فى مرضه الذى مات فيه
فقال : ضع رأسى على الأرض
فقلت : ما عليك كان على الأرض أو كان على فخذى ؟!
فقال : لا أم لك , ضعه على الأرض
فقال عبدالله : فوضعته على الأرض
فقال : ويلى وويل أمى إن لم يرحمنى ربى عز و جل

أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضى الله عنه و أرضاه

قال حين طعنه الغادرون و الدماء تسيل على لحيته :
لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين
اللهم إنى أستعديك و أستعينك على جميع أمورى و أسألك الصبر على بليتى

ولما إستشهد فتشوا خزائنه فوجدوا فيها صندوقاً مقفلاً
ففتحوه فوجدوا فيه ورقة مكتوبا عليها ( هذه وصية عثمان )

بسم الله الرحمن الرحيم
عثمان بن عفان يشهد أن لا إله إلا الله و حده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و أن الجنة حق
و أن الله يبعث من فى القبور ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد
عليها يحيا و عليها يموت و عليها يبعث إن شاء الله

أمير المؤمنين على بن أبى طالب رضى الله عنه

بعد أن طعن على رضى الله عنه
قال : ما فعل بضاربى ؟
قالو : أخذناه
قال : أطعموه من طعامى , و اسقوه من شرابى , فإن أنا عشت رأيت فيه رأيى
و إن أنا مت فاضربوه ضربة واحدة لا تزيدوه عليها

ثم أوصى الحسن أن يُغسله و قال : لا تغالى فى الكفن فإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : لاتغالوا فى الكفن فإنه يسلب سلباً سريعاً

و أوصى : إمشوا بى بين المشيتين لا تسرعوا بى , و لا تبطئوا
فإن كان خيراً عجلتمونى إليه , و إن كان شراً ألقيتمونى عن أكتافكم

معاذ بن جبل رضى الله عنه و أرضاه

الصحابى الجليل معاذ بن جبل .. حين حضرته الوفاة ..
و جاءت ساعة الإحتضار .. نادى ربه … قائلاً .. :

يا رب إننى كنت أخافك , و أنا اليوم أرجوك .. اللهم إنك تعلم أننى ما كنت أحب الدنيا لجرى الأنهار , و لا لغرس الأشجار .. و إنما لظمأ الهواجر , و مكابدة الساعات , و مزاحمة العلماء بالركب عند حلق العلم

ثم فاضت روحه بعد أن قال : لا إله إلا الله …
روى الترمذى أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال .. : نعم الرجل معاذ بن جبل
و روى البخارى أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : أرحم الناس بأمتى أبوبكر …. إلى أن قال … و أعلمهم بالحلال و الحرام معاذ

بلال بن رباح رضى الله عنه و أرضاه

حينما أتى بلالا الموت .. قالت زوجته : وا حزناه ..
فكشف الغطاء عن وجهه و هو فى سكرات الموت .. و قال : لا تقولى واحزناه , و قولى وا فرحاه
ثم قال : غداً نلقى الأحبة .. محمدا و صحبه

أبو ذر الغفارى رضى الله عنه و أرضاه

لما حضرت أبا ذر الوفاة .. بكت زوجته .. فقال : ما يبكيك ؟
قالت : و كيف لا أبكى و أنت تموت بأرض فلاة و ليس معنا ثوب يسعك كفناً …
فقال لها : لا تبكى و أبشرى فقد سمعت النبى صلى الله عليه و سلم يقول لنفر أنا منهم : ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين
و ليس من أولئك النفر أحد إلا و مات فى قرية و جماعة , و أنا الذى أموت بفلاة , و الله ما كذبت و لا كذبت فإنظرى الطريق
قالت : أنى و قد ذهب الحاج و تقطعت الطريق
فقال انظري فإذا أنا برجال فألحت ثوبى فأسرعوا إلى فقالوا : ما لك يا أمة الله ؟
قالت : امرؤ من المسلمين تكفونه ..
فقالوا : من هو ؟
قالت : أبو ذر
قالوا : صاحب رسول الله
ففدوه بأبائهم و أمهاتهم و دخلوا عليه فبشرهم و ذكر لهم الحديث
و قال : أنشدكم بالله , لا يكفننى أحد كان أمير أو عريفاً أو بريداً
فكل القوم كانوا نالوا من ذلك شيئا غير فتى من الأنصار فكفنه فى ثوبين لذلك الفتى
و صلى عليه عبدالله بن مسعود
فكان فى ذلك القوم
رضى الله عنهم أجمعين

الصحابي الجليل أبوالدرداء رضى الله عنه و أرضاه

لما جاء أبا الدرداء الموت … قال :
ألا رجل يعمل لمثل مصرعي هذا ؟
ألا رجل يعمل لمثل يومى هذا ؟
ألا رجل يعمل لمثل ساعتى هذه ؟
ثم قبض رحمه الله

سلمان الفارسى رضى الله عنه و أرضاه

بكى سلمان الفارسى عند موته , فقيل له : ما يبكيك ؟
فقال : عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يكون زاد أحدنا كزاد الراكب , و حولى هذه الأزواد
و قيل : إنما كان حوله إجانة و جفنة و مطهرة !
الإجانة : إناء يجمع فيه الماء
الجفنة : القصعة يوضع فيها الماء و الطعام
المطهرة : إناء يتطهر فيه

الصحابى الجليل عبدالله بن مسعود رضى الله عنه

لما حضر عبدالله بن مسعود الموت دعا إبنه فقال :
يا عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود , إنى أوصيك بخمس خصال
فإحفظهن عنى :
* أظهر اليأس للناس , فإن ذلك غنى فاضل
* و دع مطلب الحاجات إلى الناس , فإن ذلك فقر حاضر
* و دع ما تعتذر منه من الأمور , و لا تعمل به
* و إن إستطعت ألا يأتى عليك يوم إلا و أنت خير منك بالأمس , فإفعل
* و إذا صليت صلاة فصل صلاة مودع , كأنك لا تُصلى بعدها

الحسن بن على سبط رسول الله و سيد شباب أهل الجنة رضى الله عنه

لما حضر الموت بالحسن بن على رضى الله عنهما , قال :
أخرجوا فراشى إلى صحن الدار , فأخرج فقال :
اللهم إنى أحتسب نفسي عندك , فإنى لم أصب بمثلها !

الصحابى الجليل معاوية بن أبى سفيان رضى الله عنه

قال معاوية رضي الله عنه عند موته لمن حوله : أجلسونى ..
فأجلسوه .. فجلس يذكر الله .. , ثم بكى .. و قال :
الآن يا معاوية .. جئت تذكر ربك بعد الإنحطام و الإنهدام .., أما كان هذا و غض الشباب نضير ريان ؟!
ثم بكى و قال :
يا رب , يا رب , أرحم الشيخ العاصى ذا القلب القاسى .. اللهم أقل العثرة و أغفر الزلة .. و جد بحلمك على من لم يرج غيرك و لا وثق بأحد سواك …
ثم فاضت رضى الله عنه

الصحابى الجليل عمرو بن العاص رضى الله عنه

حينما حضر عمرو بن العاص الموت .. بكى طويلا .. و حول وجهه إلى الجدار , فقال له إبنه :ما يبكيك يا أبتاه ؟ أما بشرك رسول الله ….
فأقبل عمرو رضى الله عنه إليهم بوجهه و قال : إن أفضل ما نعد … شهادة أن لا إله إلا الله , و أن محمدا رسول الله ..
إني كنت على أطباق ثلاث ..
لقد رأيتنى و ما أحد أشد بغضاً لرسول الله صلى الله عليه و سلم منى , و لا أحب إلى أن أكون قد إستمكنت منه فقتلته , فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار …..
فلما جعل الله الإسلام فى قلبى , أتيت النبى صلى الله عليه و سلم فقلت : إبسط يمينك فلأبايعنك , فبسط يمينه , قال : فقضبت يدى ..
فقال : ما لك يا عمرو ؟
قلت : أردت أن أشترط
فقال : تشترط ماذا ؟
قلت : أن يغفر لى
فقال : أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله , و أن الهجرة تهدم ما كان قبلها , و أن الحج يهدم ما كان قبله ؟
و ما كان أحد أحب إلى من رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا أحلى فى عينى منه , و ما كنت أطيق أن أملأ عينى منه إجلالا له , و لو قيل لى صفه لما إستطعت أن أصفه , لأنى لم أكن أملأ عينى منه ,
و لو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة ,
ثم ولينا أشياء , ما أدرى ما حالى فيها ؟
فإذا أنا مت فلا تصحبنى نائحة و لا نار , فإذا دفنتمونى فسنوا على التراب سنا ثم أقيموا حول قبرى قدر ما تنحر جزور و يقسم لحمها , حتى أستأنس بكم , و أنظر ماذا أراجع به رسل ربى ؟

الصحابى الجليل أبو موسى الأشعرى رضى الله عنه

لما حضرت أبا موسى – رضى الله عنه – الوفاة , دعا فتيانه , و قال لهم :
إذهبوا فإحفروا لى و أعمقوا …
ففعلوا ..
فقال : اجلسوا بى , فو الذى نفسى بيده إنها لإحدى المنزلتين , إما ليوسعن قبرى حتى تكون كل زاوية أربعين ذراعا , و ليفتحن لى باب من أبواب الجنة , فلأنظرن إلى منزلى فيها و إلى أزواجى , و إلى ما أعد الله عز و جل لى فيها من النعيم , ثم لأنا أهدى إلى منزلى فى الجنة منى اليوم إلى أهلى , و ليصيبنى من روحها و ريحانها حتى أُبعث
و إن كانت الأخرى ليضيقن على قبرى حتى تختلف منه أضلاعى , حتى يكون أضيق من كذا و كذا , و ليفتحن لى باب من أبواب جهنم , فلأنظرن إلى مقعدى و إلى ما أعد الله عز و جل فيها من السلاسل و الأغلال و القرناء , ثم لأنا إلى مقعدى من جهنم لأهدى منى اليوم إلى منزلى , ثم ليصيبنى من سمومها و حميمها حتى أُبعث

سعد بن الربيع رضى الله عنه

لما إنتهت غزوة أحد .. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من يذهب فينظر ماذا فعل سعد بن الربيع ؟
فدار رجل من الصحابة بين القتلى .. فأبصره سعد بن الربيع قبل أن تفيض روحه .. فناداه .. : ماذا تفعل ؟
فقال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثني لأنظر ماذا فعلت ؟
فقال سعد :
إقرأ على رسول الله صلى الله عليه و سلم منى السلام و أخبره أنى ميت و أنى قد طعنت إثنتى عشرة طعنة و أنفذت فى , فأنا هالك لا محالة , و إقرأ على قومى من السلام و قل لهم .. يا قوم .. لا عذر لكم إن خلص إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و فيكم عين تطرف

عبدالله بن عمر رضى الله عنهما

قال عبدالله بن عمر قبل أن تفيض روحه :
ما آسى من الدنيا على شىء إلا على ثلاثة :
ظمأ ا لهواجر ومكابدة الليل و مراوحة الأقدام بالقيام لله عز و جل ,
و أنى لم أقاتل الفئة الباغية التى نزلت
( و لعله يقصد الحجاج و من معه )

الجيريا

بارك الله فيك

الصحابى الجليل العباس بن عبد المطلب ساقي الحرمين آل البيت والصحابه الكرام 2024.

الصحابى الجليل العباس بن عبد المطلب ساقي الحرمين

"إنما العباس صِنْوُ أبي فمن آذى العباس فقد آذاني" حديث شريف

العباس ( أبو الفضل ) عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، يفصل بينهما سنتين أو ثلاث تزيد في عمر العباس عن عمر الرسول ، فكانت القرابة والصداقة بينهما ، إلى جانب خُلق العباس وسجاياه التي أحبها الرسول الكريم ، فقد كان وَصولاً للرحم والأهل ، لا يَضِنُّ عليهما بجهد ولا مال ، وكان فَطِناً الى حد الدهاء وله مكانا رفيعا في قريش.

إسلامه:
العباس -رضي الله عنه- لم يعلن إسلامه إلا عام الفتح ، مما جعل بعض المؤرخين يعدونه ممن تأخر إسلامهم ، بيد أن روايات أخرى من التاريخ تنبيء أنه كان من المسلمين الأوائل ولكن كتم إسلامه ، فيقول أبو رافع خادم الرسول -صلى الله عليه وسلم: كنت غلاماً للعباس بن عبد المطلب ، وكان الإسلام قد دخلنا أهل البيت ، فأسلم العباس ، وأسلمت أمُّ الفضل ، وأَسْلَمْتُ ، وكان العباس يكتم إسلامه )

فكان العباس إذا مسلماً قبل غزوة بدر ، وكان مقامه بمكة بعد هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم-وصحبه خُطَّة أدت غايتها على خير نسق ، وكانت قريش دوما تشك في نوايا العباس ، ولكنها لم تجد عليه سبيلا وظاهره على مايرضون من منهج ودين ، كما ذُكِرَ أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد أمر العباس بالبقاء في مكة: إن مُقامك مُجاهَدٌ حَسَنٌ ) فأقام بأمر الرسول -صلى الله عليه وسلم-

بيعة العقبة:
في بيعة العقبة الثانية عندما قدم مكة في موسم الحج وفد الأنصار ، ثلاثة وسبعون رجلا وسيدتان ، ليعطوا الله ورسوله بيعتهم ، وليتفقوا مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- على الهجرة الى المدينة ، أنهى الرسول -صلى الله عليه وسلم- نبأ هذا الوفد الى عمه العباس فقد كان يثق بعمه في رأيه كله ، فلما اجتمعوا كان العباس أول المتحدثين فقال: يا معشر الخزرج ، إن محمدا منا حيث قد علمتم ، وقد منعناه من قومنا ، ممن هو على مثل رأينا فيه ، فهو في عز من قومه ، ومنعة في بلده ، وإنه قد أبى إلا الإنحياز إليكم واللحوق بكم ، فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه ، ومانعوه ممن خالفه فأنتم وما تحملتم من ذلك ، وإن كنتم ترون أنكم مسلموه وخاذلوه بعد الخروج به إليكم فمن الآن فدعوه ، فإنه في عز ومنعة من قومه وبلده ) وكان العباس يلقي بكلماته وعيناه تحدقان في وجوه الأنصار وترصد ردود فعلهم.

كما تابع الحديث بذكاء فقال: صفوا لي الحرب ، كيف تقاتلون عدوكم ؟) فهو يعلم أن الحرب قادمة لا محالة بين الإسلام والشرك ، فأراد أن يعلم هل سيصمد الأنصار حين تقوم الحرب ، وأجابه على الفور عبد الله بن عمرو بن حرام: نحن والله أهل الحرب ، غُذينا بها ومُرِنّا عليها ، وورِثناها عن آبائنا كابرا فكابرا ، نرمي بالنبل حتى تفنى ، ثم نطاعن بالرماح حتى تُكسَر ، ثم نمشي بالسيوف فنُضارب بها حتى يموت الأعجل منا أو من عدونا ) وأجاب العباس: أنتم أصحاب حرب إذن ، فهل فيكم دروع ؟) قالوا: نعم ، لدينا دروع شاملة ) ثم دار الحديث الرائع مع رسول الله والأنصار كما نعلم من تفاصيل البيعة.

وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يذكُر بالمدينة ليلة العقبة فيقول: أيِّدتُ تلك الليلة ، بعمّي العبّاس ، وكان يأخذ على القومِ ويُعطيهم )

غزوة بدر:
وفي غزوة بدر رأت قريش الفرصة سانحة لإختبار العباس وصدق نواياه ، فدفعته الى معركة لا يؤمن بها ولا يريدها ، والتقى الجمعان ببدر وحمي القتال ، ونادى الرسول -صلى الله عليه وسلم- أصحابه قائلا: إني عرفت أن رجالا من بني هاشم وغيرهم قد أخْرِجوا كرهاً ، لا حاجة لهم بقتالنا ، فمن لقي منكم أحدا من بني هاشم فلا يقتله ومن لقي أبا البَخْتَري بن هشام بن الحارث بن أسد فلا يقتله ، ومن لقي العباس بن عبد المطلب فلا يقتله فإنه إنما أخرج مستكرها ) فقال أبو حذيفة: أنقتل آباءنا وأبناءنا وإخوتنا وعشيرتنا ونترك العباس ، والله لئن لقيته لألحمنّه السيف ‍)

فبلغ ذلك الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال لعمر بن الخطاب: يا أبا حفص ، أيضرب وجه عم رسول الله بالسيف ؟) فقال عمر: يا رسول الله دعني فلأضرب عنقه بالسيف فوالله لقد نافق ) فكان أبو حذيفة يقول: ما أنا بآمن من تلك الكلمة التي قلت يومئذ ، ولا أزال منها خائفا إلا ان تكفرّها عني الشهادة ) فقتل يوم اليمامة شهيدا.

الأسر:
قال أبو اليسر: نظرتُ إلى العباس بن عبد المطلب يوم بدرٍ وهو قائم كأنه صنم ، وعيناه تذرفان ، فلمّا نظرت إليه قلت: جزاك الله من ذي رحمٍ شرّاً ، أتقاتل ابن أخيك مع عدوّه ) قال: ما فعل ؟ وهل أصابه القتل ؟) قلت: الله أعزُّ له وأنصر من ذلك ) قال: ما تريد إلي ؟) قلت: إسار ، فإنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن قتلك ) قال: ليستْ بأول صلته ) فأسرتَهُ ثم جئتُ به إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: كيفَ أسرتَه يا أبا اليسر ؟) قال: لقد أعانني عليه رجلٌ ما رأيته بعدُ ولا قبلُ ، هيئته كذا وهيئته كذا ) فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لقد أعانك عليه مَلَكٌ كريم )
كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يحب عمه العباس كثيرا ، حتى أنه لم ينم حين أسِرَ العباس في بدر ، وحين سُئِل عن سبب أرقه أجابك: سمعت أنين العباس في وثاقه ) فأسرع أحد المسلمين الى الأسرى وحلّ وثاق العباس وعاد فأخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- قائلا: يا رسول الله إني أرخيت من وثاق العباس شيئا ) هنالك قال الرسول لصاحبه: اذهب فافعل ذلك بالأسرى جميعا ) فحب الرسول للعباس لن يميزه على غيره.

الفداء:
وحين تقرر أخذ الفدية ، قال العباس: يا رسول الله ، إني كنت مسلما ، ولكن القوم استكرهوني ) فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- للعباس: الله أعلم بإسلامك ، فإن يكُ كما تقول فالله يجزيك بذلك ، فأمّا ظاهر أمرك فقد كنتَ علينا ، فافد نفسك وابني أخيك ، نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ، وعقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب ، وحليفك عتبة بن عمرو بن جَحْدم أخو بني الحارث بن فهر ) قال: ما ذاك عندي يا رسول الله ) قال: فأين المال الذي دفنتَ أنتَ وأم الفضل ، فقلت لها: إن أصبت في سفري هذا فهذا المالُ لبنيّ: الفضل وعبدالله وقُثْم ) فقال: والله يا رسول الله أنّي لأعلم إنك رسول الله ، وإن هذا لشيءٌ ما علمه أحد غيري وغير أم الفضل ، فاحسب لي يا رسول الله ما أصبتم مني عشرين أوقية من مال كان معي ) فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ذاك شيءٌ أعطاناه الله منك ) ففدى نفسه وابني أخويه وحليفه ، ونزل القرآن بذلك.

قال تعالى: يا أيُّها النّبيُّ قُلْ لِمَن في أيْديكُمْ مِنَ الأسْرَى إن يَعْلَمِ اللّهُ في قلوبكم خيراً يُؤْتِكُمْ خيراً ممّا أُخِذَ منكم ويغفرْ لكم واللّهُ غَفورٌ رحيمٌ ) سورة الأنفال آية (7)
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: وَفّيْتَ فوفّى الله لك ) وذلك أنّ الإيمان كان في قلبه ، وقال العبّاس فأعطاني الله تعالى مكان العشرين الأوقية في الإسلام عشرين عبداً ، كلهم في يده مالٌ يضرب به ، مع ما أرجو من مغفرة الله تعالى )
وهكذا فدا العباس نفسه ومن معه وعاد الى مكة ، ولم تخدعه قريش بعد ذلك أبدا وبعد حين جمع ماله ومتاعه وأدرك الرسول الكريم بخيبر ، وأخذ مكانه بين المسلمين وصار موضع حبهم وإجلالهم ، لاسيما وهم يرون حب الرسول له وقوله: إنما العباس صِنْوُ أبي فمن آذى العباس فقد آذاني ) وأنجب العباس ذرية مباركة وكان ( حبر الأمة ) عبد الله بن العباس أحد هؤلاء الأبناء.

يوم حنين:
حين كان المسلمون مجتمعين في أحد الأودية ينتظرون مجيء عدوهم ، كان المشركون قد سبقوهم الى الوادي وكمنوا لهم في شعابه ممسكين زمام الأمور بأيديهم ، وعلى حين غفلة انقضوا على المسلمين في مفاجأة مذهلة جعلتهم يهرعون بعيدا ، ورأى الرسول -صلى الله عليه وسلم- ما أحدثه الهجوم المفاجيء فعلا صهوة بغلته البيضاء وصاح: إلي أيها الناس ، هلمّوا إلي ، أنا النبي لا كذِب ، أنا ابن عبد المطلب )

ولم يكن حول الرسول -صلى الله عليه وسلم- يومئذ إلا أبو بكر ،وعمر ،وعلي بن أبي طالب ،والعباس بن عبد المطلب ،وولده الفضل بن العباس ،وجعفر بن الحارث ،وربيعة بن الحارث ، وأسامة بن زيد ،وأيمن بن عبيد ،وقلة أخرى من الصحابة ،وسيدة أخذت مكانا عاليا بين الأبطال هي أم سليم بنت مِلْحان وكانت حاملا انتهت الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقالت: اقتل هؤلاء الذين ينهزمون عنك ، كما تقتل الذين يقاتلونك ، فإنهم لذلك أهل )

هناك كان العباس الى جوار النبي -صلى الله عليه وسلم- يتحدى الموت والخطر ، أمره الرسول أن يصرخ في الناس فصرخ بصوته الجهوري: يا معشر الأنصار ، يا أصحاب البيعة ) فأجابوه: لبيك ، لبيك ) وانقلوا عائدين كالإعصار صوب العباس ، ودارت المعركة من جديد وغلبت خيل الله ، وتدحرج قتلى هَوَازن وثقيف.

فضله:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن الله تعالى اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً ، فمنزلي ومنزل إبراهيم في الجنة ، يوم القيامة ، تجاهَيْن والعبّاس بيننا مؤمن بين خليلين ) وقال -صلى الله عليه وسلم-: أيّها الناس ، أيُّ أهل الأرض أكرم على الله ؟) قالوا: أنت ) قال: فإن العبّاس مني وأنا منه ، لا تسبّوا موتانا فتؤذوا أحياءنا )
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- للعبّاس: لا ترمِ منزلك وبنوك غداً حتى آتيكم ، فإن لي فيكم حاجة ) فانتظروه حتى بعد ما أضحى ، فدخل عليهم فقال: السلام عليكم ) قالوا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ) قال: كيف أصبحتم ؟) قالوا: بخير نحمد الله ) قال: تقاربوا يزحف بعضكم إلى بعض ) حتى إذا أمكنوه اشتمل عليهم بملاءته فقال: يا ربّ ، هذا عمّي وصِنْوُ أبي وهؤلاء أهل بيتي ، فاسترهم من النار كستري إيّاهم بملاءتي هذه ) فأمّنت أسكفةُ الباب وحوائط البيت فقالت: آمين آمين آمين!)

عام الرمادة:
في عام الرمادة حين أصاب العباد قحط ، خرج أمير المؤمنين عمر والمسلمون معه الى الفضاء الرحب يصلون صلاة الإستسقاء ، ويضرعون الى الله أن يرسل إليهم الغيث والمطر ، ووقف عمر وقد أمسك يمين العباس بيمينه ، ورفعها صوب السماء وقال: اللهم إنا كنا نستسقي بنبيك وهو بيننا ، اللهم وإنا اليوم نستسقي بعمِّ نبيك ، فاسقنا ) ولم يغادر المسلمون مكانهم حتى جاءهم الغيث ، وهطل المطر ، وأقبل الأصحاب على العباس يعانقونه و يقبلونه ويقولون: هنيئا لك ساقي الحرمين )

وفاته:
وفي يوم الجمعة ( 14 / رجب / 32 للهجرة ) سمع أهل العوالي بالمدينة مناديا ينادي: رحم الله من شهد العباس بن عبد المطلب ) فأدركوا أن العباس قد مات ، وخرج الناس لتشييعه في أعداد هائلة لم تعهد المدينة مثلها ، وصلى عليه خليفة المسلمين عثمان بن عفان ، ووري الثرى في البقيع.

ردوووووودكككككككم

شكرا جزيلا

لا شكر على واجب

الجيريا

لا شكر على واجب

ردد معي

سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم

اريد تعلم سلالة الانبياء و الصحابه من الصفر 2024.

السلام عليكم
انا تلميده تانيه تانوي و لا اعرف اسماء الانبياء و اولادهم و اخواتهم و صحابة الانبياء و زوجاتهم

اريد معرفة كل شيئ عنهم من الاولاد و الاعمام و الزوجات و الازواج و الصحابه اريد شجره توضحيه تجمعهم كلهم كلهم بدون نقصان بارك الله فيكم و من الاحسن لو يدكر اما الاسم عمل هدا الشخص او وضيفنه ومادا قدم للاسلام

مافعلته الصحابه اعانه لرسول الله على تبليغ الرساله 2024.

[frame="7 10"][b][font="times new roman"][CENTER]أعان الصحابة رضوان الله عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على تبليغ الدعوة ، والدعوة في صلبها ، فذهبوا إلى العالم كله ، وقد انتشر الكذب وانتشر الغدر والخيانة ، وانتشر الزنا وانتشر شرب الخمر في أرجاء البلاد ، والدول المتقدمة الفرس والروم وغيرها ، وكانت مهمتهم ورسالتهم تطهير المجتمعات من هذه الرذائل لأن الله يقول {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً} الإسراء16
والقراءة الأخرى {إذا أردنا أن نهلك قرية أمَّـرنا مترفيها} أي يكونوا هم الأمراء {أمَّرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً} ولذلك كان موضع العجب من البلاد التي فتحوها ، أنهم حفاة وعراة ولا يملكون من الدنيا شيئاً ، ومع ذلك عرضت عليهم الخزائن ، ومن موضع العجب أيضاً أن هؤلاء القوم مع فقرهم وضيق ذات يدهم وحاجاتهم الشديدة ، إلا أنهم لا يمدون أيديهم إلى هذا الثراء وإلى هذا الغنى وإلى هذه العروض التي عرضت عليهم ، ليقينهم بربهم وصدقهم مع نبيهم صلى الله عليه وسلم
وهذا ما دعا الأمم إلى أن تدخل في الإسلام ، فقراء لكن أمناء ، محتاجون لكنهم في حاجات الدنيا زاهدون ، ولا يطلبون شيئاً إلا من رب العالمين ، دخلوا قصور كسرى ملك الفرس وعندما رأوها استعبر سيدنا سعد بن أبي وقاص عندما رأى هذه القصور الهائلة وهذه الكنوز الفاخرة فقال رضي الله عنه متمثلاً بكتاب {كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ{25} وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ{26} وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ{27} كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ{28} الدخان
يعطي موعظة لمن حوله من الجند ، وبعد دخولهم إلى إيوان كسرى وأخذ الجند يبحثون في كل جوانبه أمرهم بإحضار كل ما يجدونه ، فكان هذا موضع العجب من الفرس فمن وقعت يده على إبرة ، جاء بها إلى القائد وسلمها له ، حتى أنه أرسل خزائن كسرى على جمال إلى المدينة المنورة كان أولها في المدينة وآخرها في بلاد فارس
ولك أن تتخيل هذا الكم الهائل ومع ذلك لم يحتفظ أحد لنفسه بشيء لأنهم يراقبون الله ، حتى أن سيدنا عمر عندما عرض هذه الأمانات في المدينة المنورة تعجب الحضور وقال سيدنا عمر : إن قوماً أدوا هذا لأمناء ، فقال سيدنا الإمام علي : عففت فعفت رعيتك يا أمير المؤمنين ، والرسول صلى الله عليه وسلم أعطانا هذا المثل في كل أمر ، فمن أراد أن يصون حريمه ماذا يفعل؟ قال {عفوا تعف نساءكم}[1]
وهذه سنة الله التي لا تتخلف في كل زمان ومكان ما دامت السموات والأرض إن شاء الله ، إذاً الأخلاق التي كان عليها العرب في الجاهلية قبل الإسلام هي التي جعلت الله يجتبيهم ويختارهم لتبليغ دينه وهذه هي القضية التي أريد منكم أن تعرفوها لكي تردوا على من تحدث في ذلك لأن بعض الجهال يقولون ، لماذا اختار الله العرب والجزيرة العربية ليكون الرسول فيهم؟
لأنهم مؤهلين لنشر هذا الدين ، لأنهم كانوا متمسكين بالكمالات والأخلاق العظيمة التي يحبها الله من عباده ، ولو كانت الرسالة تحتاج إلى السلاح لكان أعطاها لقيصر أو لكسرى ، ولكن السلاح الفعال الذي يفعل فعل السحر في إدخال الإيمان في قلوب الرجال هو الأخلاق الإلهية {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} آل عمران159
فقد جهزهم الله إن كان أهل مكة أو أهل المدينة أو أهل الجزيرة العربية كلهم بالأخلاق التي كانوا عليها وقد حافظوا عليها مع أنهم كانوا في الجاهلية وسلموها لنا ، فأين من حافظ على هذه الأخلاق؟
إننا نحافظ على الشكليات ، وكذا على الصلاة والصيام وزيارة بيت الله لكن أين الكمالات التي كان عليها أصحاب رسول الله؟ وهذا ما يحتاج إلى الهمة العالية والعزيمة الماضية والمجاهدات الشديدة الراقية من أجل أن نصبح كما قال الله { ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ{13} وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ{14} الواقعة
ونستطيع أن نلحق بهؤلاء بأن نكون على هديهم :
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالرجال فلاح
ولو بحثت في سير الصالحين السابقين واللاحقين أجمعين ، تجدهم قد حصلوا هذه المنازل ، بالتجمل بأخلاق من السلف الصالح وأخلاق سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم ، وقد نالوا بذلك الكمال وليس بالمسابح أو بالعدد ولكن بالمدد
فلا يجاهد بذكر اسم اللطيف مائة وعشرين مرة ، ولكن يجاهد نفسه أن يكون لطيف مع عباد الله كما كان حَبيب الله صلى الله عليه وسلم ، ويتجمل بالأخلاق المحمدية في كل المواطن ، وكلما تخلق بخلق نزل عليه إرث هذا الخلق من كنوز الفضل المحمدي ، فإذا تجمل بالصدق خلع الله عليه رتبة الصديق {لا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً}[2]


{1} المستدرك على الصحيحين للحاكم عن أبي هريرة
{2} مسند أحمد بن حنبل وصحيح ابن حبان عن عبدالله