لقب ذياب . من أجل التواصل والتراحم 2024.

السلام عليكم
أبحث عن عائلة ذياب في كل أنحاء الوطن
من أجل التواصل والتراحم
َ ** جَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ

العلم والتراحم . 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم .

العلم والتراحم .

إن العلم بالوحي لا يورث الا خيرا , ولا يجني منه الناس إلا نفعا , لأنه يقود إلى

كل فضيلة , ويحجز عن كل رذيلة , فما من محل انتشر فيه العلم الا ونعم أهله

بالأمن والسعادة , وتواطأت نفوسهم على إيصال البر والخير والنفع إلى كافة

الناس عموما , وللمؤمني خصوصا , ذالك لأن هذا العلم مقترن بالرحمة إقترانا

وثيقا , فإنه كلما اتسع علم العبد , اتسعت رحمته , لذا لما كان الصحابة رضي

الله عنهم اسعد الناس بهذا العلم كانوا أكثرهم تراحما قال تعالى " محمد رسول

الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم " . ولما كان الصديق رضي الله

عنه هو أعلم الأمة بعد نبيها عليه الصلاة والسلام باتفاق الأمة قال فيه عليه

الصلاة والسلام " أرحم أمتي بأمتي أبو بكر " . وقبله نبينا عليه أفضل الصلاة

والسلام " الذي كان أعلم الناس بالله وبما جاءه من الوحي قال الله تعالى عنه "

بالمومنين رءوف رحيم " وقال عن نفسه " إنما أنا رحمة مهداة " عليه أفضل

الصلاة والسلام . ولما كان الله جل ذكره قد أحاط بكل شيئ علما وسعت رحمته

كل شيئ , وكان أرحم بعباده من الوالدة بولدها , ولما كان أهل السنة والجماعة

هم اعلم الناس بالحق كانوا ارحم بالخلق .

وقد جرت عادة كثير من أهل الحديث والأسناد أن يكون قوله عليه الصلاة والسلام

" الراحمون يرحمهم الرحمن أرحموا أهل الأرض يرحمكم أهل السماء " هو أول

حديث يسمعه الطالب من شيخه ليرسخ في قلبه أن العلم يورث الرحمة بالخلق

وأنهما امران متلازمان لا يفترقان , فإذا طلب العلم ولم يجد هذه الرحمة في قلبه ,

فأحد أمرين , إما أنه طلب علما غير نافع , وإما أنه سيئ الطوية , ولم ينتفع بالعلم

وفي الحديث " لا تنزع الرحمة الا من شقي "

إن هذه الغلظة والقسوة والشدة التي طغى ريحها في مجتمعات المسلمين اليوم , ولم

يسلم منها حتى بعض من ينتسب للعلم ويعد نفسه من طلابه , سببها قلة العلم الصحيح

وانحسار دائرته , ندرة العلماء قال الأمام مالك : " ما قلت الأثار في قوم إلا ظهرت

فيهم الأهواء , ولا قلت العلماء إلا ظهر في الناس الجفاء "

فلا أحسن من لزوم العلم وأهله والتزام أخلقه وآدابه , ونشره بين الناس ليبدلنا الله

بهذه الغلظة رقة , وبهذه الشدة رافة ولينا ,

نسال الله علما نافعا يجر إلى قلوبنا رحمة نرحم بها جميع الخلق فتكون موجبة وموصلة

لنا إلى رحمته .

مجلة الإصلاح .