"فخر علماء الجزائر"
العلماء أزواج ثلاثة:
– منهم من لا يهمه ما يجري حوله، فلا يأمرُ بمعروف و لا ينهى عن منكر، ومَثَلُهُ كمثل الرِّجْلِ الأولى عند الحيوان ذي الأربع "ما تصك ما تحك".
– ومنهم من خان الله ورسوله وأمانته وهو يعلم، فانسلخ من آيات الله التي آتاهُ، وأكل دينه بدنياه، وباع ذمته بثمن بخسٍ، وعاش حياته باسطا ذراعيه، لاهثا وراء أصحاب السلطان وأصحاب المال، وقد يتخذ الكافرين أولياء ضد المؤمنين، و"لا يعرف العيب إذا امتلأ الجيب".
– ومنهم الذين عظموا ما آتاهم الله من علم، وقدروه حقّ قدره، ووظفوه في خدمة دينهم ووطنهم، وما بدلوا تبديلا حتى أتاهم اليقين، فجعل الرّحمان ـ عز وجلّ ـ لهم وُدًا.
من هؤلاء العلماء في وطننا العزيز الإمام الإبراهيمي، الذي تحُلُّ اليوم -20 ماي – ذكرى وفاته التاسعة والأربعين، وفي مقدمة من قدر الإمامَ الإبراهيمي حقّ قدره أخوه الإمام ابن باديس الذي وصفه بأنه: "فخر علماء الجزائر".
إن الإمام الإبراهيمي هو إحدى آيات الله ـ عز وجل ـ المبصرة التي نسخ بها ظلمات فرنسا الصليبية في الجزائر، وسيبقى هذا الإمام علاّمة الجزائر كما وصفه أهل النهى، وعلاَمة الجزائر التي هي علامة رفع كما وصف نفسه، خاصة في هذا الزمن الذي افتقدت في كثير من أبنائها الذكورة فضلا عن الرجولة والفحولة.
لقد شدّني إلى هذا العَالِم الجليل أمور كثيرة منها وطنيته الصادقة، وفكره العميق، ورأيه الدقيق، وعزمه الحديد، وحزمه الشديد، وأسلوبه البديع، ونظرته الاستشرافية التي فاق بها كثيرا ممن يُسمون العلماء المُستقبليين، ومن هذه النظرات الاستشرافية التي تميّز وامتاز بها الإمام الإبراهيمي أكتفي في هذه الكلمة بمثلين:
أوّلا: إذا كان كبار الاستراتيجيين يرددون الآن عبارة "العَالَم قرية"؛ فإن الإمام الإبراهيمي يقول: "يُوشِك أن تُصبح الكرة الأرضية دارا واحدة". (البصائر 30/04/1951)، وشتان بين القرية وبين الدار الواحدة.
ثانيا: عُقد في القدس ـ طهّرها الله من الرّجس ـ في 03 ديسمبر 1953 مؤتمر إسلامي، وكان مما تمخض عنه تشكيل وفد يطوف حول البلدان الإسلامية لجمع المال لترميم مسجد الصخرة وزخرفته، وكان من رأي الإمام الإبراهيمي أن لا يُصرف فلسٌ إلا في شراء الأسلحة لتحرير فلسطين كلها، لأن اليهود سيبتلعونها كلها بما فيها القدس وبما فيها المسجد الأقصى ومسجد الصخرة.
لقد سمى الإمام الإبراهيمي ذلك الوفد "الوفد الصخري" نسبة إلى قبة الصخرة، وخاطب الذين فكروا في ذلك ودعوا إليه قائلا: "أيها الإخوان الصخريون، إنكم ومن أعانكم على مشروع الصخرة بالمال، أو نشطكم عليه بالرأي، لم تزيدوا على أن أحييتم في الإسلام سُنّة من سُنن المصريين القدماء في قصة عروس النيل: كانوا يُزيّنون فتاة للموت، وأنتم تُزيّنون مسجدا للهدم". (آثار الإبراهيمي، ج 4 ص 300)، وقد صدق تنبؤ الإمام، حيث احتل اليهود الصهاينة القدس وأقصاها وصخرتها في 06 جوان 1967.
إن الألم ليعصر قلبي وأنا أرى أبناءنا في مراحل التعليم المختلفة يُحرمون من فكر الإمام الإبراهيمي النيّر، وفحولته العلمية، ولغته البديعة، ويُنشّؤون على هذا الفكر المخنث، وعلى مثل هذه "اللغة الـبَنْغَبْرِيطِيّة" التي تلعنها اللغة الإبراهيمية.
لا فضّ فوك ولا جفّ قلمك ولا كلّت أناملك أستاذنا الحبيب..
بسبب سكوت كثير من العلماء ورضاهم بالدنية في دينهم ودنياهم، وتخاذل كثير من أصحاب المبادئ وتراجعهم في كلّ مرّة خطوة إلى الوراء لحساب دعاة التغريب والتخريب، من جماعة بن زاغو وبن غبريط، صار أبناؤنا فئران تجارب في مخابر هؤلاء الجراحين الذين نزوا على الجراحة وهم الذين كان حقهم أن يجلسوا على مقاعد محو الأمية اللغوية والفكرية.
آه يا أستاذنا الحبيب.. حق لنا ونحن نستذكر مواقف الإبراهيمي أن نموت حسرة وكمدا على هذا الواقع البنغبريطي.
3 – مسلم جزائري ـ (الجزائر المسلمة)
السلام عليكم
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل،
لقد كان الشيخ المجاهد البشير الابراهيمي حجة زمانه، وكما بينتم فقد الهمه الله قوة الاستشراف، وهذا أيضا ما تجلى في رسالته الشهيرة من مركز إقامته الجبرية بعد الاستقلال، وقد حذر من حرب أهلية قادمة حيث قال : إنّ وطننا يتدحرج نحو حرب أهلية طاحنة ويتخبّط في أزمة روحية لا نظير لها ويواجه مشاكل اقتصادية عسيرة الحل
أما نص الرسالة فهو كالتالي :
https://belgoumri-ahmed.blogspot.com/…1/16-1964.html
5 – رشيد
حييت يادكتور..لفت نظري شئ مهم في أسماء بعض مدارسنافقد أطلق على بعضها أسماء شيوخ أجلاء مثل الشيخ الابراهيمي وأمثاله لكن دون الاشارة الى كونه شيخا أو شهيدا فهذه مدرسة الابراهيمي وتلك متوسطة بن مهيدي والاخرى ابتدائية الرازي ولايعرف التلميذ داخلها فرقا بين هؤلاء الاعلام ..هل هذا تقصير أم أمر ممنهج؟
6 – غالب ـ (algeria)
غرابة الحق بين أهله يؤدي حتما لغرابة العلماء بينهم !
أظن أن الحكام يلعبون دور تلويث العالم لما أقرأه عن تحذير العلماء الأوائل من الإقتراب منهم لا في النصيحة التي تبقيك بعيدا عنهم بل مخافة أن يخلطوا عملا صالحا بأعمال غير ذلك ، فأي عمى هذا الذي أطبق على علماء السلطان حتى يجعلهم لا يكشفون باطل الحال و الزمان ؟! إن السبب الوحيد لموقف هؤلاء ( السّدنة ) في الحقيقـة شهوات النفوس، إنها شهوة المال المنصب و خوف ذهاب الإسم من سّلم الوطائف و هي تتنافس و تتقاتل بالقلم و السنان لتصبوا و تتفوق في طيف الشهوات
11 – نورالدين الجزائري ـ (ألمانيا )
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حميدو09  "فخر علماء الجزائر"
العلماء أزواج ثلاثة:
– منهم من لا يهمه ما يجري حوله، فلا يأمرُ بمعروف و لا ينهى عن منكر، ومَثَلُهُ كمثل الرِّجْلِ الأولى عند الحيوان ذي الأربع "ما تصك ما تحك".
– ومنهم من خان الله ورسوله وأمانته وهو يعلم، فانسلخ من آيات الله التي آتاهُ، وأكل دينه بدنياه، وباع ذمته بثمن بخسٍ، وعاش حياته باسطا ذراعيه، لاهثا وراء أصحاب السلطان وأصحاب المال، وقد يتخذ الكافرين أولياء ضد المؤمنين، و"لا يعرف العيب إذا امتلأ الجيب".
– ومنهم الذين عظموا ما آتاهم الله من علم، وقدروه حقّ قدره، ووظفوه في خدمة دينهم ووطنهم، وما بدلوا تبديلا حتى أتاهم اليقين، فجعل الرّحمان ـ عز وجلّ ـ لهم وُدًا.
من هؤلاء العلماء في وطننا العزيز الإمام الإبراهيمي، الذي تحُلُّ اليوم -20 ماي – ذكرى وفاته التاسعة والأربعين، وفي مقدمة من قدر الإمامَ الإبراهيمي حقّ قدره أخوه الإمام ابن باديس الذي وصفه بأنه: "فخر علماء الجزائر".
إن الإمام الإبراهيمي هو إحدى آيات الله ـ عز وجل ـ المبصرة التي نسخ بها ظلمات فرنسا الصليبية في الجزائر، وسيبقى هذا الإمام علاّمة الجزائر كما وصفه أهل النهى، وعلاَمة الجزائر التي هي علامة رفع كما وصف نفسه، خاصة في هذا الزمن الذي افتقدت في كثير من أبنائها الذكورة فضلا عن الرجولة والفحولة.
لقد شدّني إلى هذا العَالِم الجليل أمور كثيرة منها وطنيته الصادقة، وفكره العميق، ورأيه الدقيق، وعزمه الحديد، وحزمه الشديد، وأسلوبه البديع، ونظرته الاستشرافية التي فاق بها كثيرا ممن يُسمون العلماء المُستقبليين، ومن هذه النظرات الاستشرافية التي تميّز وامتاز بها الإمام الإبراهيمي أكتفي في هذه الكلمة بمثلين:
أوّلا: إذا كان كبار الاستراتيجيين يرددون الآن عبارة "العَالَم قرية"؛ فإن الإمام الإبراهيمي يقول: "يُوشِك أن تُصبح الكرة الأرضية دارا واحدة". (البصائر 30/04/1951)، وشتان بين القرية وبين الدار الواحدة.
ثانيا: عُقد في القدس ـ طهّرها الله من الرّجس ـ في 03 ديسمبر 1953 مؤتمر إسلامي، وكان مما تمخض عنه تشكيل وفد يطوف حول البلدان الإسلامية لجمع المال لترميم مسجد الصخرة وزخرفته، وكان من رأي الإمام الإبراهيمي أن لا يُصرف فلسٌ إلا في شراء الأسلحة لتحرير فلسطين كلها، لأن اليهود سيبتلعونها كلها بما فيها القدس وبما فيها المسجد الأقصى ومسجد الصخرة.
لقد سمى الإمام الإبراهيمي ذلك الوفد "الوفد الصخري" نسبة إلى قبة الصخرة، وخاطب الذين فكروا في ذلك ودعوا إليه قائلا: "أيها الإخوان الصخريون، إنكم ومن أعانكم على مشروع الصخرة بالمال، أو نشطكم عليه بالرأي، لم تزيدوا على أن أحييتم في الإسلام سُنّة من سُنن المصريين القدماء في قصة عروس النيل: كانوا يُزيّنون فتاة للموت، وأنتم تُزيّنون مسجدا للهدم". (آثار الإبراهيمي، ج 4 ص 300)، وقد صدق تنبؤ الإمام، حيث احتل اليهود الصهاينة القدس وأقصاها وصخرتها في 06 جوان 1967.
إن الألم ليعصر قلبي وأنا أرى أبناءنا في مراحل التعليم المختلفة يُحرمون من فكر الإمام الإبراهيمي النيّر، وفحولته العلمية، ولغته البديعة، ويُنشّؤون على هذا الفكر المخنث، وعلى مثل هذه "اللغة الـبَنْغَبْرِيطِيّة" التي تلعنها اللغة الإبراهيمية.
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في ك على كل كلمة وحرف من الموضوع وخاصة قولك
إن الألم ليعصر قلبي وأنا أرى أبناءنا في مراحل التعليم المختلفة يُحرمون من فكر الإمام الإبراهيمي النيّر، وفحولته العلمية، ولغته البديعة، ويُنشّؤون على هذا الفكر المخنث، وعلى مثل هذه "اللغة الـبَنْغَبْرِيطِيّة" التي تلعنها اللغة الإبراهيمية.
رحم الله الإمام المصلح و الأديب البارع و الخطيب المفوه و المجاهد المخلص …الشيخ البشير الإبراهيمي…ليس لنا إن أردنا مجابهة الغبريطيين و وقف حربهم على أصالتنا إلا تنفيذ وصاياه في التعلم و التعليم و توجيهاته القيمة للمعلمين التي جمعت في كتاب عيون البصائر…
البعد شاسع اري انه ابعدمابين الثر والثريا
لقد كان الشيخ المجاهد البشير الابراهيمي حجة زمان
..بالتوفيق
إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.
