الاستبداد المالي 2024.

الاستبداد والمال

الاستبداد لو كان رجلاً وأراد أن يحتسب وينتسب لقال: «أنا الشرُّ، وأبي الظلم، وأمّي الإساءة، وأخي الغدر، وأختي المسْكَنة، وعمي الضُّرّ، وخالي الذُّلّ، وابني الفقر، وبنتي البطالة، وعشيرتي الجهالة، ووطني الخراب، أما ديني وشرفي فالمال المال المال.»

المال يصحُّ في وصفه أن يُقال: القوة مال، والوقت مال، والعقل مال، والعلم مال، والدِّين مال، والثّبات مال، والجاه مال، والجمال مال، والترتيب مال، والاقتصاد مال، والشُّهرة مال، والحاصل كلُّ ما يُنتَفَع به في الحياة هو مال.

وكلُّ ذلك يُباع ويُشترى؛ أي يستبدل بعضه ببعض، وموازين المعادلة هي: الحاجة والعزّة والوقت والتعب، ومحافظة اليد والفضة والذهب والذمة، وسوقه المجتمعات، وشيخ السوق السلطان… فانظر في سوق يتحكّم فيه مستبدٌّ؛ يأمر زيداً بالبيع، وينهى عمرواً عن الشراء، ويغصب بكراً ماله، ويحابي خالداً من مال الناس.

المال تعتوره الأحكام، فمنه الحلال ومنه الحرام وهما بيِّنان، ولَنِعْمَ الحاكم فيها الوجدان، فالحلال الطيب ما كان عوض أعيان، أو أجرة أعمال، أو بدل وقت، أو مقابل ضمان. والمال الخبيث الحرام هو ثمن الشّرف، ثمَّ المغصوب، ثمَّ المسروق، ثمَّ المأخوذ إلجاءً ثمَّ المحتال فيه.

إنَّ النظام الطبيعي في كلِّ الحيوانات حتى في السّمك والهوام، إلا أنثى العنكبوت، إنَّ النوع الواحد منها لا يأكل بعضه بعضاً، والإنسان يأكل الإنسان. ومن غريزة سائر الحيوان أن يلتمس الرّزق من الله؛ أي من مورده الطبيعي، وهذا الإنسان الظّالم نفسه حريصٌ على اختطافه من يد أخيه، بل من فيه، بل كم أكل الإنسان الإنسان!

لحكومة المستبدة تكون طبعاً مستبدة في كل فروعها من المستبد الأعظم إلى الشرطي، إلى الفرّاش، إلى كنّاس الشوارع، ولا يكون كل صنف إلا من أسفل أهل طبقته أخلاقاً، لأن الأسافل لا يهمهم طبعاً الكرامة وحسن السمعة إنما غاية مسعاهم أن يبرهنوا لمخدومهم بأنهم على شاكلته، وأنصار لدولته، وشرهون لأكل السقطات من أي كانت ولو بشراً أم خنازير، آبائهم أم أعدائهم، وبهذا يأمنهم المستبد ويأمنونه فيشاركهم ويشاركونه، وهذه الفئة المستخدمة يكثر عددها ويقل حسب شدة الاستبداد وخفته، فكلما كان المستبد حريصاً على العسف احتاج إلى زيداة جيش المتمجدين العاملين له المحافظين عليه، واحتاج إلى مزيد الدقة في اتخاذهم من أسفل المجرمين الذين لا أثر عندهم لدين أو ذمة، واحتاج لحفظ النسبة بينهم في المراتب بالطريقة المعكوسة, وهي أن يكون أسفلهم طباعاً وخصالاً أعلاهم وظيفةً وقرباً، ولهذا لا بد أن يكون الوزير الأعظم للمستبد هو اللئيم الأعظم في الأمة.

تواسي فئة من أولئك المتعاظمين باسم الدين الأمة فتقول ((يا بؤساء: هذا قضاء من السماء لا مرد له، فالواجب تلقيه بالصبر والرضاء والالتجاء إلى الدعاء، فاربطوا ألسنتكم عن اللغو والفضول، واربطوا قلوبكم بأهل السكينة والخمول، وإياكم والتدبير فإن الله غيور، وليكن وردكم: اللهم انصر سلطاننا، وآمنّا في أوطاننا، واكشف عنّا البلاء، أنت حسبنا ونعم الوكيل.))

طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد كتاب من تأليف عبد الرحمن الكواكبي، يشخص الكاتب ما يسميه داء الاستبداد السياسي، ويصف أقبح أنواعه: استبداد الجهل على العلم واستبداد النفس على العقل. ويقول أن خلق الله الإنسان حرّا، قائده العقل فكفر وأبى إلا أن يكون عبدًا قائده الجهل، ويرى إن المستبد فرد عاجز، لا حول له ولا قوة إلا بأعوانه أعداء العدل وأنصار الجور. وأن تراكم الثروات المفرطة، مولد للاستبداد، ومضر بأخلاق الأفراد. وأن الاستبداد أصل لكل فساد، فيجد أن الشورى الدستورية هي دواؤه. كتب الكواكبي رؤوس مقالات "طبائع الاستبداد" في حلب، وكان يعدلها باستمرار، ثم وسع تلك الأبحاث ونشرها في هذا الكتاب

كلمات تكتب بماء الذهب .قواعد رفع الاستبداد من كتاب طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد 2024.

……………………………………….

مشكوووووووووووور

بارك الله فيك
جزا الله كل جير

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جزائري ونص و25 الجيريا
مشكوووووووووووور
والشكر لك على طيب المرور
بارك الله فيك أخي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة امينة الصفاء الجيريا
بارك الله فيك
جزا الله كل جير
وفيك بارك الرحمن أختي
وجزاك بالمثل على كرم المرور

السلام عليك ورحمته الله تعالى وبركاته
اخي المحترم تحية عطرة
في البداية اود ان اعلق على بعض افكار المقال

أولا: الأمَّة التي لا يشعر كلُّها أو أكثرها بآلام الاستبداد لا تستحقُّ الحريّة.
اخي استشعار الآلم يكن بجحم ذلك الجرح فما ان عظم وتعمق الجرح ليصل الى النفس البشرية خاصة بعدما تشاهدالا مبالات العربية بمصير الشعب او جرائم حاكمه فلا دواء لمشاعر قد ماتت ومن المنطقي ان لا تستشعر المها لان خيبة املها اكبر واعمق

ثانيا:
لاستبداد لا يقاوَم بالشِّدة إنما يُقاوم باللين والتدرُّج.
هي لغة جميلة يمكن ان نطبقها مع بني البشر ولكن مع حيونات ضالة اكرمك الله اخي كيف الحل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ اصبحنا نجهل لغة الحوار معهم
ثالثا: يجب قبل مقاومة الاستبداد، تهيئة ما يُستَبدَل به الاستبداد.

نعم لمحاربة الاستبداد والقضاء عليه لابد من التاكد من صحة نية المعارضة او على الاقل التاكد من صحة نواياها قبل المساهمة في نسج مصير مجهول لهذا الشعب وتصبح بعدها مطامع المستبد ارحم

شكر لك اخي حمزة على الافكار الصائبة للمقال
وبارك الله فيك

عندما تغيب الشورى: يحضر الاستبداد !! 2024.


أعيش هذه الأيام قارئاً مستمتعاً في طبيعة النظام السياسي في الإسلام، ومدى قدرته على سياسة الدنيا بالدين، والقدرات السياسة الهائلة التي كانت متمثَّلة في العديد من الدول الإسلاميَّة التي حكمت العالم قروناً طويلة ، وكان لها في سياسة الأمم طرائق قدد، وكنت أقارن بين سلبيات وإيجابيات تلك الدول الإسلاميَّة المنصرمة (الأموية، العباسية، الأيوبيَّة، المماليك، السلاجقة، العثمانية) وبان لي أنَّ من أكبر أسباب استقرار الدولة وركائز ثباتها وديمومتها وحيويتها : نظام الشورى، ومشاورة الحكَّام لأهل العلم والخبرة والمعرفة من الأمناء على دين الناس ودنياهم، مع ما اعترى ذلك أحياناً من خلل وقصور وثغرات في مراحل وفترات تاريخية معينة.

ورأيت الأثر الحقيقي لنجاح الدولة وفلاحها وقوتها وازدهارها ظاهرًا بادياً لكل ذي عينين وذلك إن هي أخذت بنظام الشورى بكامليته، وفقهت معنى الشورى وأحكامها وآدابها وفضائلها ومآلاتها، وكان لديها الخبرة التامة في حقيقة الأشخاص الذين يجب مشورتهم.

على هذه المقاييس يمكن نجاح الدولة في كثير من شؤونها الداخلية والخارجيَّة، وإذا نظرنا لأغلب الدول التي تحكم العرب أو المسلمين حديثاً، فسنلحظ أنَّ لها مستشارين وخبراء، ولكنَّ كثيراً من هذه الدول لا تختارهم إلاَّ ممن يجيدون نفاق السلاطين، ويكونون بوقاً لهم فينعقون لهم بما يرضيهم، ولذلك نرى أنَّ كثيراً من رؤاهم قاصرة، وأفكارهم ليست حرَّة، واستراتيجيتهم خائبة خاسرة، وقواهم العقليَّة خائرة؛ لأنَّهم من المعروفين بمنافقة السلاطين، والتسبيح بحمدهم.

كثير من جلساء السلاطين يكونون من أعوانهم على رؤاهم المنحرفة، فحتَّى لو استشارهم السلاطين لم يخرجوا عن رأيهم، أو أشاروا عليهم بما يريده السلاطين، فقد ألغوا عقولهم ووضعوها في عقول سلاطينهم بدلاً عنهم، بحجّة الثقة في رؤية الحكومة أو السلطة، وأنَّ الخطأ ليس جارياً عليهم، وحتَّى لو أخطاؤوا فإنَّهم يوافقونهم في الخطأ بدلاً من أن يوضحوا لهم فساد رؤيتهم، فهم كندماء الباذنجان من منافقي السلطان.

فقد جاء في حكاية رمزيَّة عن سلطان سأل طبَّاخه: ما طبيخك لنا اليوم.. صفه لنا؟

فأجابه : أمرك سيدي !

فقال له: ماذا تقول في الباذنجان؟

قال الطبًَّاخ: لله درك سيدي، إنَّه طعام لذيذ المطعم، مبهج للروح، يزيد من الذكاء… وأكمل مسيرة التدبيج والمديح لفخامة الباذنجان!!

فقال له السلطان: ولكنَّه حار ويسبب العطش، فوقف الطبَّاخ يبين مساوئه، ويقول: إنَّ فلاناً من الأطباء ذمَّه، وقال: إنَّه يسبب التبلد!!!

فقال له السلطان: يا لك من طبَّاخ متفنِّن! كنت سابقاً تقول لي: إنَّه يُسبب الذكاء، وبعد أن ذممت لك الباذنجان قلت لي: إنَّه كيت وكيت، وأنَّه يسبب التبلد…!!!

فأجابه الطبَّاخ: يا سيدي إنَّني خادمك أنت السلطان، ولست خادماً للباذنجان !!

إنَّ السلطان يعرف الرجل الذي يأتيه لنصحه، ويبين له حقيقة ما ينفعه، ويعرف أنّ ذلك هو المستشار المؤتمن؛ لأنَّه يتحدث بمحض إرادته، وليس كذلك المنافق الذي يقول في وجه السلطان شيئاً يوافق رأي السلطان، فإذا خرج بدأ يسب السلطان، ويقول (مشيناها عليه) ويعتبر ذلك فذلكة وحذلقة وحسن كلام، مع العلم أنَّ السلطان يعرف الفرق بين المستشار المنافق والمستشار المؤتمن، وبين من يصدُقُهُ وبين من يُصَدِّقُهُ.

لقد حدثني أحد الأصدقاء أنَّ والده كان مقرباً عند أحد كبار الوزراء في دولة ما، فجاءه شيخ مشهور!! وبدأ يثني عليه وقال في حقه أبيات شعر هي كالدرر من حلاوة ألفاظها، ولكنَّها (كالبعر) من سوء معانيها، فحينما انصرف ذلك الرجل الشاعر التفت الوزير إلى أصحابه، وقال: والله إني لأحتقر هذا الرجل؛ يمدحني لمصلحته، وليس لأنه رأى فيَّ نموذجاً يستدعي المدح، وأتبع كلامه عن ذاك الرجل فقال: ( يا لك من شيخ شاعر نصَّاب)!!!

وقديماً وقف أعرابي معوج الفم أمام أحد الولاة، فألقى عليه قصيدة في الثناء عليه التماساً لمكافأة.

ولكن الوالي لم يعطه شيئاً وسأله: ما بال فمك معوج؟

فرد الشاعر: لعله عقوبة من الله لكثرة الثناء بالباطل على بعض الناس!!!

لو أخذنا هذين النموذجين وقارنَّاهما بما قاله لنا الصحابة الكرام في النهي عن ذلك، لعلمنا الخطأ الصراح، في التعامل مع السلاطين بمثل هذه الطريقة، فرضي الله عن الصحابة الأجلاء الذين بينوا أنَّ الثناء على السلطان أو الحاكم بما ليس فيه، أنَّه من سبيل النفاق والفتنة في الدين.

أورد البخاري في صحيحه برقم الجيريا7178) عن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر أنَّ ناساً قالوا لجده عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : (إنَّا ندخل على سلطاننا فنقول لهم خلاف ما نتكلَّم إذا خرجنا من عندهم . قال: كنا نعدها نفاقاً !!).

يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله معقبا على قول ابن عمر: (وذلك لأنهم حدثوا فكذبوا وخانوا ما نصحوا، فالواجب على من دخل على السلاطين من الأمراء والوزراء والرؤساء والملوك الواجب عليه أن يتكلم بالأمر على حقيقته يبين لهم الواقع سواء كان الناس على استقامة أو على اعوجاج أو على حق أو على باطل، ولا يجوز للإنسان أي إنسان أن يدخل على الأمير أو على الملك أو ما أشبه ذلك ثم يقول: الناس بخير الناس وأحوالهم مستقيمة، الناس اقتصادياتهم جيدة، الناس أمنهم جيد وما أشبه ذلك وهو كاذب. هذا حرام خداع لولاة الأمور وخداع للأمة جمعاء ….. وابن عمر يقول: هذا من النفاق وصدق فهو من النفاق، حدث فكذب وخانوا وما ائتمنوا، فالواجب البيان أما النفاق والمداهنة فهذه لا تجوز) شرح رياض الصالحين 1 / 1915

وأخرج البخاري في التاريخ الكبير عن الصحابي الجليل عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ قال : إنَّ الرَّجُلَ لَيَدْخُلُ عَلَى السُّلْطَانِ وَمَعَهُ دِينُهُ فَيَخْرُجُ وَمَا مَعَهُ دِينُهُ . قِيلَ : و كيف ذاك يا أبا عبد الرحمن؟ قَالَ : يُرْضِيهِ بِمَا يُسْخِطُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فيه.

وأورد التبريزي في كتابه النصيحة للراعي والرعية أنَّ حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: إياكم ومواقف الفتن، قيل: وما مواقف الفتن يا أبا عبد الله؟ قال: أبواب الأمراء؛ يدخل أحدكم على الأمير فيصدقه بالكذب ؛ ويقول له ما ليس فيه!! وانظر: صفة الصفوة (1/614) .

والآن يعدونها سياسة، ودبلوماسيَّة، وحفاظاً على المكتسبات، وتمرير الدعوة بـ(قليل) من المديح للسلطان؛ لكي يرضى السلطان عنهم ويبارك مشاريعهم! ألا ساء ما يحكمون !

• الشورى عصمة لبقاء الدولة :

الشورى لغة: من شاور أي طلب المشورة، وشاورته واستشرته، راجعته لأرى رأيه فيه، وأشار عليّ: أي أراني ما عنده فيه من المصلحة، فكانت إشارة حسنة، هكذا حكى العلامة ابن منظور في لسان العرب.

ولأهيمتها كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقوم بها، وأرشده الله تبارك وتعالى للاهتمام بها، وخصوصاً بعد هزيمة معركة أحد؛ حيث قال تعالى: {فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر}، ولو أنَّ أحداً كان يمكنه الاستغناء عن الشورى لكان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فلقد كان يوحى إليه وكان كلامه مصدقاً، ومع ذلك، اهتم بالشورى وعظَّم من شأنها.

يقول ابن تيمية رحمه الله في كتابه السياسة الشرعية( قيل : إنَّ الله أمر بالمشاورة نبيه صلى الله عليه وسلم فغيره أولى بالمشورة).

ولهذا جعل الإسلام حياة المسلمين الرائعة قائمة على الشورى، فقال تعالى: {والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم}، ووصفهم أنَّهم كانوا يستشيروه في كثير من أمورهم كما قال تعالى (إنَّما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتَّى يستئذنوه) أي: يستشيروه.

ولقد رأينا كيف تشاور الصحابة رضي الله عنهم في سقيفة بني ساعدة حتى خلصوا للرأي السديد والحكم الرشيد، ومن بعدهم مشاورة أبي بكر للصحابة وخصوصاً عند أزمة ردة بعض العرب، وكذلك كان الصحابي الجليل عمر بن الخطاب يشاور أصحابه ، وحينما أرسل جنوده للفتح الإسلامي لبلاد الفرس كانت قيادات الجيش الإسلامي تتشاور في أمور الحرب والقتال.

ومِما لفت انتباهي تلك القصَّة الرائعة التي وقعت في زمن عمر بن الخطَّاب ، حيث طلب قائد جيش الفرس الالتقاء بالقائد العربي قبل المعركة للتفاوض معه حقناً للدماء، وبعد أن عرض الفارسي مقالته قال العربي: أمهلني حتَّى أستشير القوم، فدهش الفارسي، وقال: ألست أمير الجند؟ قال : بلى، قال الفارسي: إنَّنا لا نؤمر علينا من يُشاور، فقال العربي: ولهذا نهزمكم دائماً، كما أنَّنا لا نؤمر علينا من لا يُشاور!!

لهذا وجدنا أنَّ من أسباب نصر المسلمين وهزيمة الكفار والمشركين في الأخذ بنظام الشورى، وأنَّ من أسباب الهزمة الإعراض والإدبار عن الشورى.

ومعلوم أنَّ من كان يُشاور أهل الشورى الذين يستحقون المشاورة، فإنَّه ولا بدَّ سيرتفع في نظرهم، فمشاورة الحاكم أو السلطان لمستشاريه الصادقين دليلٌ على تواضعه وعدم استبداده وسبيل نجاحه.

وحينما تركت الأمَّة الإسلامية سبيل الاستشارة، وأوكلت أمرها في الغالب لحكام طغاة ظلمة لا تستشير أمناءها بل لربما تستشير العدو بدلاً من الصديق الصدوق، فلهذا نراها تترنح من مصيبة إلى أخرى، ومن كارثة لأكثر، بسبب فساد أغلب الأنظمة، وبُعدها عن المنهاج الرباني، وعدم استشارة الأمناء على الدين والبلد والأمة، بل لربما قرَّبوا حزبهم الحاكم لكي يكون أغلبيَّته في مجلس الشعب أو البرلمان، ولهذا فيستحيل أن ينطق الحزب الحاكم إلاَّ بما يريده ذلك السلطان، فتتوالى الكوارث على الأمَّة، ويستبد السلطان بالرعيَّة، ولا رقيب عليه، فيفعل ما يشاء، ولهذا تقع الهزيمة به، حينما تفسد البلاد بعدَّة جوانب، ولعلَّ من أواخرها ما شهدناه في سقوط طغاة تونس ومصر، والحبل على الجرار في ليبيا وسورية واليمن وغيرها.

إنَّ من أكبر الكوارث التي تجر على الأمَّة بلاء الاستبداد السياسي والحكم بمنطق القوة بناء على مقولة (إذا كنت تملك المطرقة فكل من تراهم أمامك مسامير)، وهي ثقافة القطيع التي يحاول الكثير من حكام السوء تجييرها على الأمَّة دونما منازعة، فنلحظ حينئذ مدى الهوان والهزيمة التي تلحق بهذه الأمَّة.

فحقيقة الاستبداد :
العقم السياسي الذي يستحيل أن يتفاعل مع ولادة الشورى، ولو عاش المستبد قرناً أو قرنين فستحل به الهزيمة حتماً.

والتأريخ المعاصر يحدثنا، ولكن بأقلام الطغاة الذين يذكرون لنا شيئاً من أسباب الهزيمة وانتكاسة الحروب العربية مع الصهيونية المعاصرة في حرب 1967م، فهذا وزير الدفاع الصهيوني موشي ديان يقول في مذكراته: إنه كان يتعجب من أمر الجيوش العربية، فبعض الوحدات كانت تقاتل بشراسة ورجولة حتى آخر رمق وآخر طلقة، وبعض الوحدات في نفس الجيش كانت تستسلم دون طلقة واحدة، ولم يعرف السر في ذلك، إلى أن استسلم أحد القادة العرب ومعه جنوده وجميع أسلحته، فأخذ يسأله: "هل أخذت رأي زملائك الضباط والجنود قبل أن تأمرهم بالاستسلام لنا؟" فقال في كبرياء: إننا لا نستشير من هم دوننا في الرتبة، فقال له: لهذا السبب فنحن نهزمكم دائمًا.

ثم يستطرد القائد الصهيوني فيقول: إن الضابط اليهودي مهما علت مرتبته يأكل مع جنوده، ويعيش بينهم كواحد منهم، ويحضر معهم درس الدين، ثم هو بعد ذلك دائم الاستشارة لهم والتفاهم معهم.

فقارن بين انتصار أولئك الفرس المنهزمين أمام جند المسلمين حينما قالوا: إنَّنا لا نؤمر علينا من يُشاور، ومقولة المجاهد المسلم: ولهذا نهزمكم دائماً، كما أنَّنا لا نؤمّر علينا من لا يُشاور!!

قارن بين ذلك ومقولة القائد العربي لأحد الجيوش العربيَّة المنهزمة حينما قال: إننا لا نستشير من هم دوننا في الرتبة، فيجيبه القائد الصهيوني: لهذا السبب فنحن نهزمكم دائمًا.

فعندما ننعم النظر بين تلك الرؤية ومقابلها ندرك وجه النصر أو الهزيمة، والتاريخ وإن كان لا يعيد نفسه، ولكنَّ أحداثه بين قديم سالف وحاضر معاصر تتشابه أحداثهما بشكل أو بآخر.

• فائدة أميريَّة:

ذكر الصحابي الجليل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنَّ فوائد الشورى تكمن في: استنباط الصواب، واكتساب الرأي، والتحصن عن السقطة، وحذر من الملامة، ونجاة من الندامة، وألفة القلوب، واتباع الأثر.

• المصدر: مركز تأصيل للدراسات والأبحاث.

الجيريا

الجيريا

الجيريا

الجيريا

شكرا جزيلا اختي على ردك الرائع والمتميز

عدد حزيران من مجلة ‘الدوحة’: انطلاقة جديدة في المضمون والشكل وهدية العدد ‘طبائع الاستبداد’ 2024.

عدد حزيران من مجلة ‘الدوحة’: انطلاقة جديدة في المضمون والشكل وهدية العدد ‘طبائع الاستبداد’

مع عدد أول حزيران/يونيو تدخل مجلة الدوحة الثقافية مرحلة جديدة بتطوير شامل في المضمون والشكل، بعد تولي الروائي والصحافي المصري عزت القمحاوي مسؤولية إدارة تحريرها.
يحمل العدد موضوعات وملفات ثقافية تضع المجلة في قلب اللحظة الثقافية والسياسية والاجتماعية، كما يصاحبه للمرة الأولى ‘كتاب الدوحة’ مجانًا مع العدد وكتاب هذا الشهر هو ‘طبائع الاستبداد’ للكواكبي.
تتضمن تقارير ثقافية من مصر والجزائر والمغرب وتونس والسودان والعراق وسورية وموريتانيا، وصفحات عن مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت من مختلف الدول العربية في أول التفاتة من مجلة ثقافية لإعلام العصر الحديث (إعلام المواطن) ويكمل هذا الباب مهمة التقارير الثقافية، حيث يطلع القارئ على جهود المدونين ومستخدمي الفيسبوك والتويتر واليوتيوب في الثورات العربية التي تخصص لها المجلة ملفًا بعنوان (جسد الفرد..رصاص العصابة) يقدم فيه 23 كاتبًا من مختلف البلاد العربية تناولاً ثقافيًا لظاهرة الثورات العربية.
تقديم الملف يفند ادعاءات الأنظمة الآيلة للسقوط بوجود ‘أصابع أجنبية’ تحرك الثورات؛ فهي عربية المنشأ والجهد والتوجه، وكل ما هنالك أن اللحم جاء من الذبيحة نفسها، وكان من الطبيعي أن ينضج في كل القدور بالتوقيت ذاته. هي لحظة الصدام المتزامنة بين مجتمعات كانت تنمو باتجاه الفرد وكرامته الشخصية وحريته وبين أنظمة تتخلف لتتحول إلى بنية العصابة. من بين كتاب الملف الباحثة والكاتبة اللبنانية منى فياض التي تتناول أجمل جراحة تجميل قام بها شباب الثورة المصرية للجسد العربي في مقالها الذي يحمل عنوان ‘تمرد الجسد المهان’ بينما تكتب المصرية فيروز كراوية اجتماعية سينمائية عن المواطن الذي انتفض حتى لا يصبح ‘الليمبي’!
ومن جانبه يقرأ الروائي اليمني حبيب عبدالرب سروري السحر الذي تتضمنه كلمتا ‘الشعب يريد..’ وكأنها ‘افتح يا سمسم..’ التي تفتح تقوض جدران مغارات علي بابا أمام إصرار الشباب اليمني على سلمية ثورته. ومن اليمن أيضًا يكتب جمال جبران ‘عندي بندقية، لكن ثورتنا سلمية’.
الروائي السوري عمر قدور، يقرأ قوة اليأس في مقاله ‘كفن أو ملاءة ..تلك هي المسألة’ ويبدأ بالاعتذار للمرأة السورية التي كانت في المقدمة، نيابة عن باعة الأكفان الذين كانوا ينادون ‘لدينا ملاءات نسائية لمن لا يريد كفنًا’.
ومن جانبه يستطلع المفكر السوداني حيدر إبراهيم إمكانيات الثورة في السودان بعد عشرين عامًا من محاولات حيونة الإنسان ودفعه إلى التناحر في بلد يمتلك براءة اختراع الانتفاضات الشعبية.
ومن الجزائر يكتب الشاعر سليم بوفنداسة ‘دليل المثقف الحائر’ الذي اكتشف أن أدوات الثورة غير تلك التي كان يفكر بها، ومن القاهرة يكتب التشكيلي يوسف ليمود عن معرض لافتات الثورة، حيث العين تهتف قبل الفم أحيانًا.
وإلى جانب قضية العدد هناك ملف خاص عن الكاتب الإسباني خوان غويتسولو يتضمن حوارًا معه بالإضافة إلى وثائق جائزة القذافي ومراسلات صلاح فضل معه، وقد رفض غويتسولو الجائزة التي تسلمها العام الماضي جابر عصفور. وفي الملف أيضًا مقال للكاتب الذي من هذا العدد تعاقده للكتابة خصيصًا للمجلة شهريًا، بينما يبدأ الطاهر بن جلون من عدد تموز (يوليو) مقالاته الشهرية للدوحة في إطار خطة لاستكتاب عدد من الكتاب العالميين.
ومن اللغة الإسبانية أيضًا يودع الشاعر والمترجم المصري طلعت شاهين أرنستو ساباتو..الهارب من جفاف العلوم إلى كوابيس الأدب.
‘وقائع موت مخجل’ ملف آخر عن فيتوريو أريغوني الإيطالي الذي شنقته جماعة متطرفة في غزة ويتضمن الملف ترجمة لصفحات من كتابه ‘لنبق إنسانيين’ وهو يومياته عن غزة وتنشر للمرة الأولى بالعربية في ترجمة من الإيطالية للدكتور حسين محمود.
ومن بين ملفات العدد ‘جيفارا وأسامة..الوجه والمرآة’ حيث يتناول الكاتب علاء عبدالوهاب الرحيل التراجيدي لأسامة بن لادن في تشابهه مع حياة وموت جيفارا؛ فبعيدًا عن الأيديولوجيا التي تحرك الرجلين، هناك التمرد على المهنة المرموقة والأسرة الغنية للعيش في الكهوف والمطاردة من عدو واحد، والغموض حول مصير الجثة.
زواج كيت ووليام، أو مؤامرة الحب كانت مناسبة لتناول ثقافي للزفاف الملكي ولشرفات باكنغهام وفرساي وشرفة جولييت والقبلات من الشعر العربي إلى قبلة يهوذا؛ فقبلة شاغال وكليميت اللتين زينتا نص الشاعرة لينا أبو بكر.
ويحمل العدد نصوصًا شعرية وقصصية لـ: نزيه أبو عفش ـ سورية، حجر أحمد حجر ـ قطر، محمد بن سيف الرحبي ـ عُمان، فؤاد قنديل ورنا التونسي ـ مصر، لويزا السعيد ـ الجزائر. كما يحمل العدد فصلين من رواية طارق علي ‘صلاح الدين’ في ترجمة لطلعت الشايب.
ومن بين الأبواب الجديدة التي تضمها الدوحة ‘أماكنهم’ ويبدأ بنص للروائي المصري وعلاّمة اللغة سليمان فياض عن مكان كتابته المفضل في كافيتيريا بها جرسون طيب يساعده في الكتابة!
وفي باب السينما تقدم المجلة تغطية لمهرجان كان من فرنسا مع ردود الفعل المصرية الغاضبة من سفر النجوم المقربين من مبارك لتمثيل ثورة الشباب في كان.
يذكر أن العدد الأول من مجلة الدوحة صدر عام 1969 بوصفها مجلة منوعة للثقافة والفنون في قطر. وفي عام 1976 أخذت توجهها العربي مع رئاسة تحرير المفكر السوداني محمد إبراهيم الشوش، لتعنى بشؤون الثقافة العربية من المحيط إلى الخليج ، ثم بلغت مجدها مع الناقد المصري الراحل رجاء النقاش، حتى توقفت عام 1986 في ذروة مجدها، وحقق توزيعها في كل العواصم العربية طفرة لم تعرفها المجلات الثقافية من قبل. ثم استأنفت الصدور مجددًا في تشرين الثاني (نوفمبر) 2024، برئاسة تحرير د. علي أحمد الكبيسي.

هل من رابط لتحميليها

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة issam touati الجيريا
هل من رابط لتحميليها

تفضل أخـي

شكرا لكما : الأخ تأبط شرا و الأخ dracula

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dracula الجيريا

لكن يبدو لي أنك تأبطت خيرا على غرار اسمك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

طبعا لانه في بلادنا كل شيء بالمقلوب فانني اخترت هده التسمية

نامل من الاخوة الدين يعرفون رابط تحميل مجلة الفيصل السعودية افادتنا به

جزاك الله عن الخبر ….أنا ارغب في الإشتراك في المجلة فهل يا ترى هناك طريقة لذلك أو على الأقل هل هي متوفرة بالجزائر و أين ؟

" لا خير في كثير من نجواهم "

منابع الاستبداد 2024.

منبع الدكتاتورية و منهج العلاج
السلام عليكم و رحمة الله
إن ثقافة الشعوب العربية وفلسفتها و أدبياتها مبنية على العنف و الفحولة و الفروسية والشعر و الفخر والنزاعات على الزعامة ثم إقصاء الأخر.و مرد ذلك أن العربي لا يزال لا شعوريا يستلهم تربيته من الروح البدوية و القبلية و الانقياد
لا طواعية للأقوى (إن أصعب الأمم انقيادا بعضهم لبعض هم العرب)
فكل ما نراه من زخارف ومباني و نظم و وزارات و سيارات وقوانين و دساتير…..ما هو الا مظهر من مظاهر الحضارة الغربية ومحاكاة لا ترقى إلى مستوى التقليد الواعي ، وبالتالي صقل الأمور المقلدة وجعلها تناسب ثقافته
ألقاب مملكة في غير موضعها كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد .
و ما زاد على الطين بله، سيف ذو حدين قضى على كل العرب لسوء استعماله (الفهم الخاطئ للدين و الريع)
لذلك من الاستخفاف بالعقل أن نقول كلمة الديمقراطية عند العرب، فهي ليست آلة- لسوء الحظ – إذا شغلت أنتجت الديمقراطية،بل هي ثقافة تبنى مع مر السنين منذ الصغر في الأسرة و المدرسة ثم أقول ثم في الشارع.
ثقافة التربية عند الجنس الأصفر مرجعيتها(عيب أو عار عليك) فينمو مفهوم مراقبة النفس
ثقافة التربية عند الغرب مرجعيتها (من حقك أو ليس من حقك) فينمو مفهوم احترام القانون
أما العربي ثقافته مبنية على (الحلال و الحرام ) فإذا غاب أو ضعف الأيمان لا يجد مرجعية أخرى يثق بها ، تكون بمثابة الرادع الأخلاقي. وكل واحد منا يعرف الحلال و الحرام حسب مقاسه ليس حسب درء المفسدة وجلب المنفعة

العلاج و إن كان لا يرضي الكثير (و من يك ذا فم مر مريض يجد مرا به الماء الزلالا)
1) تغيير المناهج التربوية و وضع أول مرجعية هي احترام و الاعتراف بالأخر.
2) تغيير الخطاب الديني العقيم و الركيك. وجعله واقعي ويناسب وقته أو حينه( لم اقل عصره)
3) التركيز على تربية البنت في الإطار أعلاه لأنها منبع الأسس الأولى للتربية، هناك مثل صيني ( إذا أردت أن تجني في عام فازرع قمحا و إذا أردت أن تجني سنينا فاغرس شجرا و إذا أردت أن تجني للأبد فازرع رجالا)
4) اللائكية لكي نتخلص من كل الشرعيات المبنية على أساس ديني ،ثوري ، عقائدي، اسري ،قبلي، فيرسخ مفهوم الوطن و المواطنة .(في السياسة والإدارة وليس في الاعتقاد) لان المتنصلين من تحمل المسؤولية يقرنون اللائكية بالكفر

5) تحرير الفكر من كل القيود لحثه على الإبداع، مثل فرنسي(القناعة المطلقة سجن للعقل)
6) استقلال القضاء والفصل بين السلطات فمقولة (فيك الخصام و أنت الخصم و الحكم) هي أساس الاستبداد عند العرب
7) حرية الرأي والإعلام ليعرف من هو من دون خوف فنخرج من الرمادية و النفاق ومسك العصا من الوسط ،ليحيا كل واحد بقناعته لنفسه و ليس لإرضاء غيره لحاجة في نفس يعقوب.
وهكذا اعتقد أن البذور الأولى للديمقراطية،المجتمع المدني،الوطن،المواطنة، احترام الآخر و القانون و الشفافية،سيكون لها تربة تنمو فيها ،من غير ذلك ، ستبقى الحكومات رجل إطفاء يخمد نيران الشعوب الغاضبة من حين إلى أخر.

[quote=دادا22;11120675]

منبع الدكتاتورية و منهج العلاج
السلام عليكم و رحمة الله
إن ثقافة الشعوب العربية وفلسفتها و أدبياتها مبنية على العنف و الفحولة و الفروسية والشعر و الفخر والنزاعات على الزعامة ثم إقصاء الأخر.و مرد ذلك أن العربي لا يزال لا شعوريا يستلهم تربيته من الروح البدوية و القبلية و الانقياد
لا طواعية للأقوى (إن أصعب الأمم انقيادا بعضهم لبعض هم العرب)
فكل ما نراه من زخارف ومباني و نظم و وزارات و سيارات وقوانين و دساتير…..ما هو الا مظهر من مظاهر الحضارة الغربية ومحاكاة لا ترقى إلى مستوى التقليد الواعي ، وبالتالي صقل الأمور المقلدة وجعلها تناسب ثقافته
ألقاب مملكة في غير موضعها كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد .
و ما زاد على الطين بله، سيف ذو حدين قضى على كل العرب لسوء استعماله (الفهم الخاطئ للدين و الريع)
لذلك من الاستخفاف بالعقل أن نقول كلمة الديمقراطية عند العرب، فهي ليست آلة- لسوء الحظ – إذا شغلت أنتجت الديمقراطية،بل هي ثقافة تبنى مع مر السنين منذ الصغر في الأسرة و المدرسة ثم أقول ثم في الشارع.
ثقافة التربية عند الجنس الأصفر مرجعيتها(عيب أو عار عليك) فينمو مفهوم مراقبة النفس
ثقافة التربية عند الغرب مرجعيتها (من حقك أو ليس من حقك) فينمو مفهوم احترام القانون
أما العربي ثقافته مبنية على (الحلال و الحرام ) فإذا غاب أو ضعف الأيمان لا يجد مرجعية أخرى يثق بها ، تكون بمثابة الرادع الأخلاقي. وكل واحد منا يعرف الحلال و الحرام حسب مقاسه ليس حسب درء المفسدة وجلب المنفعة

العلاج و إن كان لا يرضي الكثير (و من يك ذا فم مر مريض يجد مرا به الماء الزلالا)
1) تغيير المناهج التربوية و وضع أول مرجعية هي احترام و الاعتراف بالأخر.
2) تغيير الخطاب الديني العقيم و الركيك. وجعله واقعي ويناسب وقته أو حينه( لم اقل عصره)
3) التركيز على تربية البنت في الإطار أعلاه لأنها منبع الأسس الأولى للتربية، هناك مثل صيني ( إذا أردت أن تجني في عام فازرع قمحا و إذا أردت أن تجني سنينا فاغرس شجرا و إذا أردت أن تجني للأبد فازرع رجالا)
4) اللائكية لكي نتخلص من كل الشرعيات المبنية على أساس ديني ،ثوري ، عقائدي، اسري ،قبلي، فيرسخ مفهوم الوطن و المواطنة .(في السياسة والإدارة وليس في الاعتقاد) لان المتنصلين من تحمل المسؤولية يقرنون اللائكية بالكفر

5) تحرير الفكر من كل القيود لحثه على الإبداع، مثل فرنسي(القناعة المطلقة سجن للعقل)
6) استقلال القضاء والفصل بين السلطات فمقولة (فيك الخصام و أنت الخصم و الحكم) هي أساس الاستبداد عند العرب
7) حرية الرأي والإعلام ليعرف من هو من دون خوف فنخرج من الرمادية و النفاق ومسك العصا من الوسط ،ليحيا كل واحد بقناعته لنفسه و ليس لإرضاء غيره لحاجة في نفس يعقوب.
وهكذا اعتقد أن البذور الأولى للديمقراطية،المجتمع المدني،الوطن،المواطنة، احترام الآخر و القانون و الشفافية،سيكون لها تربة تنمو فيها ،من غير ذلك ، ستبقى الحكومات رجل إطفاء يخمد نيران الشعوب الغاضبة من حين إلى أخر.

quote]
ارجو مناقشتي في هذا الامر قد اكون مخطئا

السلام عليكم اخي صح تهبت باه قريتوالموضوع طويل لكن يستحق بارك الله فيك ثقافتنا نحن كعرب تكاد تنقرض زحتى شبابنا يشفو فاهالينا وفعقلياتهم وتراثهم على انهم عادات قديمة راحت وراح وقتها يعني عادات الغرب سيطرت علينا تفريبا في كل النواحي وزادت التكنولوجيا لعبت دةر كبير ربي يستر ونحافطو على ديننا لانو راهم دخلو من بابو أيضا بارك الله فيك

ربي يوفق جميع المجتهدين والمجتهدات وان يدخلنا الجنة دار المتقين الابرار

[quote=مريم الصابرة;11133434]السلام عليكم اخي صح تهبت باه قريتوالموضوع طويل لكن يستحق بارك الله فيك ثقافتنا نحن كعرب تكاد تنقرض زحتى شبابنا يشفو فاهالينا وفعقلياتهم وتراثهم على انهم عادات قديمة راحت وراح وقتها يعني عادات الغرب سيطرت علينا تفريبا في كل النواحي وزادت التكنولوجيا لعبت دةر كبير ربي يستر ونحافطو على ديننا لانو راهم دخلو من بابو أيضا بارك الله فيك[/quote
الله يبارك فيك يا اختي الصابرة]

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بلال السامي الجيريا
ربي يوفق جميع المجتهدين والمجتهدات وان يدخلنا الجنة دار المتقين الابرار

اللهم آمين
يا اخي بلال

الفساد قرين الاستبداد 2024.

صحف هذه الأيام تحفل بأخبار شبه يومية تتعلق بمظاهر الفساد فى أسرة الرئيس زين العابدين بن على هو وزوجته وأفراد عائلتها. ومثل تسريبات «ويكيليكس» فإنها ما برحت تصدمنا كل حين بما لم يخطر لنا على بال. فقد قرأنا أن الرئيس التونسى السابق له أرصدة فى البنوك الخارجية تقدر بخمسة مليارات دولار، وأنه يملك عقارات وفنادق فى العواصم الأوروبية، علاوة على بعض شركات الطيران الخاصة.

كما قرأنا أن زوجته هربت ومعها طن ونصف الطن من الذهب، حصلت عليها من البنك المركزى. وهى ذاتها التى وزعت أقاربها على مختلف المواقع والمناصب التى تمكنهم من نهب أموال الدولة، حتى تصرفوا فى تونس باعتبارها إقطاعية أو عزبة أهديت إليهم. إلى غير ذلك من المعلومات التى لا نعرف مدى دقتها، لكنها سوغت إطلاق وصف «المافيا» على المجموعة التى حكمت البلاد طيلة العقدين الماضيين.

لاتزال التسريبات مستمرة، كاشفة عن وجه شديد القبح لممارسات الرئيس وأسرته وأصهاره، أدركنا معه أنه لم يقم نظاما مستبدا فحسب ولكنه أيضا نظام فاسد لم يتورع عن سرقة أموال البلد ونهب ثرواته، أهم ما فى هذه الصورة انها تنبهنا إلى ذلك التلازم الضرورى بين الاستبداد والفساد. ذلك ان تكميم الأفواه وحرمان المجتمع من المشاركة فى القرار السياسى ومحاسبة المسئولين على تصرفاتهم فى أموال دافعى الضرائب وبقية موارد الدولة، فانه تلقائيا يطلق يد أهل الحكم ويغريهم بالنهب والسلب، دونما حسيب أو رقيب.

لو لم تقع ثورة الجماهير التونسية لما رأينا أو سمعنا عن شىء من ذلك، فى العالم العربى بوجه أخص الذى لايزال الحكام فيه يتمتعون بحصانة وقداسة تحول دون مساءلتهم، بل تحول حتى دون الاطلاع على شىء مما ينشر عنهم فى الخارج. فالمواطن الفرنسى مثلا كان يعرف أكثر من أى مواطن عربى حقيقة فساد الرئيس وزوجته وأهلها. لان أكثر من كتاب صدر فى باريس فضح ذلك الفساد، ولم يتح لعالمنا العربى أن يعرف شيئا عن تلك الكتب إلا بعد ان سقط النظام وهرب بن على إلى الخارج. فقط فى مساء ذلك اليوم كان غلاف الكتاب الذى صدر عن زوجته (حاكمة قرطاج) يتصدر شاشات مختلف التليفزيونات العربية.

ليس الرئيس بن على حالة خاصة بين قادة الأنظمة المستبدة. لكن قاعدة التلازم بين الاستبداد والفساد تدعونا للاعتقاد بأن كل حاكم مستبد له فى الفساد باع ونصيب. لا فرق فى ذلك بين حاكم لدولة غنية أو فقيرة. لكن الفرق بين مستبد وآخر أن أحدهما قد يكون ممسكا بمقاليد الأمور فى بلده، ومن ثم لا يجرؤ أحد فى بلادنا على الكشف عن حجم ضلوعه فى الفساد، والآخر أفلت منه الزمام وأطيح به، فسقط القناع عن وجهه واتيح لنا أن نطالع قبح صفحته الحقيقية دونما تدليس أو تزوير.

قبل عدة سنوات حين انشق السيد عبدالحليم خدام نائب رئيس الوزراء السورى ووزير الخارجية الأسبق ولجأ إلى باريس، فضحته السلطات فى دمشق فسربت بيانا بممتلكاته وأنشطته التى كان مسكوتا عليها. وقتذاك كنت واحدا ممن أدهشهم حجم تلك الممتلكات واتساع نطاق تلك الأنشطة.

ذلك أن الممتلكات شملت عقارات ومنتجعات وقصورا وشققا سكنية داخل البلاد وخارجها، كما أن الأنشطة شملت محلات للملبوسات والبقالة وتوكيلات تجارية وكل ما يخطر على بالك من مصادر لتحويل الأموال وتكديس الثروة. عندما أذيع ذلك البيان كتبت مقالة للأهرام أشرت فيها إلى فكرة التلازم بين الاستبداد والفساد، وقلت ان كل مسئول كبير فى المجتمعات غير الديمقراطية لابد أن يكون ضالعا فى الفساد بدرجة أو أخرى. ومن ثم فله «ملفَّه» الذى يسجل وقائع فساده وخطاياه. وهو فى أمان طالما ظل على ولائه للنظام، أما إذا تمرد فان الكشف عن ملفه بات الوسيلة التقليدية لاسقاطه سياسيا واغتياله معنويا. لكن هذه الفقرات لم يحتملها الأهرام، وحذفت من المقالة، وقيل لى وقتذاك ان فى الكلام رائحة غمز إلى الأوضاع القائمة فى مصر، رغم ان الحدث الأصلى كان فى سوريا.

فى بعض دول أمريكا اللاتينية تعاملت النخب مع الظاهرة بواقعية شديدة انطلقت من الاختيارين اخف الضررين. إذ فى سبيل الخلاص من الحكام المستبدين فانها باتت تعرض عليهم صفقة بمقتضاها تغض الطرف عما نهبوه وتعفيهم من المساءلة والمحاكمة، مقابل أن يتركوا مناصبهم ويختاروا لانفسهم ملاذا آمنا. حيث كانت تلك النخب مخيرة بين استمرار النهب فى ظل الاستبداد. وبين الاعفاء من المسئولية عن النهب لاسترداد الحرية، لكن احدى المشكلات الكبيرة التى نواجهها فى هذا الصدد ان مجتمعنا المدنى أضعف من ان يفرض مثل هذه الخيارات على الحكام المعنيين، الأمر الذى يطلق ايديهم فى ممارسة الخطيئتين الاستبداد والنهب. وحينئذ يطل الخيار الثالث برأسه، بحيث يصبح الانفجار هو الحل.

بقلم الكاتب الكبير: فهمي هويدي