مَن هم أصحاب المذاهب الأربعة ؟ وهل هم كلّهم على المنهج الصّحيح ؟ 2024.


بسم الله الرّحمن الرّحيم

مَن هم أصحاب المذاهب الأربعة ؟

وهل هم كلّهم على المنهج الصّحيح ؟.

سيجيبكم عن هذه التّساؤلات فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله .


المذاهب الأربعة


سائل يسأل ويقول: الطّرائق الأربعة الأحمدية والشافعية والمالكية والحنفية، هل هذه الطرائق صحيحة؟ وفي أي زمن وجدت؟

الجواب:


الأصوب أن يقول: المذاهب الأربعة.


والأحمدية: هم أتباع أحمد بن حنبل رحمه الله، والشافعية: هم أتباع محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله، والمالكية: هم أتباع الإمام مالك بن أنس رحمه الله، والحنفية: هم أتباع أبي حنيفة النعمان بن ثابت رحمه الله،



وهذه المذاهب الأربعة معروفة عند أهل العلم وقد انتشرت في القرون المتأخرة، في القرن الثالث وما بعده، أما مذهب أبي حنيفة فعرف وانتشر في القرن الثاني، وهكذا مذهب الإمام مالك في القرن الثاني.


وأما مذهب الشافعي وأحمد فاشتهر بعد ذلك في القرن الثالث وما بعده، وهم على خير وعلى هدى وعلى حق رضي الله عنهم ورحمهم الله، وهم علماء هدى وعلماء خير، ولكن لا يجوز أن يقال إن واحداً منهم معصوم لا يقع منه خطأ، بل كل واحد له أغلاط حسب ما خفي عليه من السُنّة، وحسب ما عرفوا من كتاب الله عز وجل، فقد يفوت بعضهم شيء من العلم وشيء من السُنّة، فهذا أمرٌ معلوم يشملهم وغيرهم؛ كالأوزاعي، وإسحاق بن راهوية، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة ووكيع بن الجراح، وغيرهم من الأئمة المعروفين.


فكلّ واحد منهم قد يفوته بعض العلم؛ لأنّه ليس كل واحد يحيط بالسُنّة، ويحيط بالعلم، فقد يفوته بعض الأشياء، لكنّهم أئمّة الهدى، ولهم أتباع نظّموا مذاهبهم، وجمعوا مسائلهم وفتاواهم، وكتبوا في ذلك حتّى انتشرت هذه المذاهب وعلمت بسبب أتباعهم الذين ألّفوا فيها، وجمعوا فيها مسائل هؤلاء الأربعة وما أفتوا به في ذلك، فقد يقع بعض الأخطاء من بعضهم؛ لأنّه لم تبلغه السُنّة في بعض المسائل فأفتى باجتهاده، فقد يقع الخطأ من أجل ذلك، والآخر بلغه الحديث وعرف الحديث فأفتى بالصّواب، فهذه تقع لكلّ واحدٍ منهم في مسائل معدودة رحمهم الله؛ ولهذا قال مالك رحمه الله: (ما منّا إلاّ رادٌ ومردود عليه إلاّ صاحب هذا القبر) يعني: رسول الله صلى الله عليه وسلم.


وأمّا اختيار مذهب معيّن ، فهذا في حق طلبة العلم، فطلبة العلم عليهم ألاّ يقلدوا أحداً، ولكن إذا انتسب إلى أحد المذاهب من باب الإنتساب؛ لأنّه رأى قواعده وأصوله توافقه فلا بأس، لكن ليس له أن يقلّد الشّافعي ولا أحمد ولا مالكاً ولا أبا حنيفة، ولا غيرهم، بل عليه أن يأخذ من حيث أخذوا، وعليه أن ينظر في الأدلة، فما رجح في الأدلة ومسائل الخلاف أخذ به، وأمّا ما أجمع عليه العلماء فليس لأحد أن يخالفه؛ لأنّ العلماء لا يجمعون على باطل؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تزال طائفة من أمّتي على الحق منصورة…)) الحديث. فإذا أجمعوا فهذه الطّائفة منهم.


لكن يجب على العالم في مسائل الخلاف أن ينظر في الأدلة، فإذا كان الدليل مع أبي حنيفة أخذ به، وإذا كان مع مالك أخذ به، وإذا كان مع الشافعي أخذ به، وإذا كان مع أحمد أخذ به، وهكذا لو كان مع الأوزاعي أو مع إسحاق بن راهوية أو غيرهما.


فالواجب الأخذ بالدّليل وترك ما خالفه؛ لأنّ الله سبحانه يقول: ( فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً )[1]، ويقول سبحانه: ( وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى الله )[2].


فالواجب على أهل العلم أن يعرضوا ما تنازع فيه النّاس على الأدلّة الشّرعية فما رجح بالدليل وجب الأخذ به.


أمّا العامّي فيسأل أهل العلم في زمانه، يتخيّر العالم الطيّب الذي يظهر عليه التّأسّي بالنبي صلى الله عليه وسلم، والورع، ويظهر منه العلم، ويشهد له الناس بالخير، فيتحرّى ويسأل، ومذهبه مذهب مَن أفتاه، لكن عليه أن يتحرّى أهل العلم، ويسأل في بلاده أو في غير بلاده عن المعروفين بالعلم والفضل، واتّباع الحق، والمحافظة على الصّلوات، والّذين يعرفون باتّباع السُنّة، من توفير اللحى، وعدم الإسبال، والبُعْد عن مواقف التهم، إلى غير هذا من الدّلائل على استقامة العالم،



فإذا أرشد إلى عالم ظاهره الخير ومعروف بالعلم، سأله عمّا أشكل عليه والحمد لله. ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ )[3]، وقال سبحانه: ( فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ )[4].


[1] النساء: 59.

[2] الشورى: 10.

[3] التغابن: 16.

[4] الأنبياء: 7.


فتاوى نور على الدرب الجزء الأول

بسم الله الرّحمن الرّحيم


البحار الزاخرة في المذاهب الأربعة

رقم المخطوط : 252 اسم الشهرة : الرهاوي اسم المؤلف : حسام الدين الرهاوي (أبو المحاسن)

https://ferkous.com/home/?q=makhtot-252

موضوع لطيف و رحم الله علماء المسلمين

حفظكم الله وأعلى قدركم بين قرنائكم

بارك الله فيكم ورفع قدركم


بسم الله الرّحمن الررّحيم

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور الرحمة الجيريا
بارك الله فيكم ورفع قدركم

آمين ….وفّقكِ الله أختي للعلم النّافع والعمل الصّالح ، وجعلكِ من المخلصين .

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عَبِيرُ الإسلام الجيريا
لكن ليس له أن يقلّد الشّافعي ولا أحمد ولا مالكاً ولا أبا حنيفة، ولا غيرهم، بل عليه أن يأخذ من حيث أخذوا، وعليه أن ينظر في الأدلة، فما رجح في الأدلة ومسائل الخلاف أخذ به، وأمّا ما أجمع عليه العلماء فليس لأحد أن يخالفه؛ لأنّ العلماء لا يجمعون على باطل

رحم الله شيخ الإسلام في هذا العصر رحمةً واسعة

و جزاكِ الله عن أهل الحديثِ خيراً و بارك فيكِ و في نقولاتك الطيِّبة

صًبَّرَكِ الله وأعانك على هذه الغُربةِ الشّديدة
و الله إنّنا لَنَغبِطُكِ على سلفيّتكِ
ففي مدينتنا يكاد ينعدِم وجود الغريبات

و إثراءاً لكلام الإمام ابن باز رحمه الله ، أُدلي بمشاركة متواضعة منّي

فأقول ….

وقولُ أَعلامِ الهدى "لا يُعـمَـلُ***بِـقَـولـنا بِـدون نـصٍّ يُـقــبَـلُ"

فيـه دليـلُ الأخـذِ بالحـديــثِ***وذاك في القـديـم والحـديــثِ

قــال أبـو حــنـيــفـة الإمـامُ***لا يـنــبـغي لِـمَـن لـه إســـلامُ

أخـذٌ بـأقــوالي حـتـَّى تُعـرَضا***على الكتاب والحديثِ المرتضَى

ومـالـك إمام دار الـهِــجــرةِ***قال وقد أشار نحو الحُـجــرةِ

كـلُّ كــلام مــنـه ذو قَــبُــولِ***و مـنه مردودٌ سِـوى الرسُـولِ

والشَّـافـعيُّ قـال إن رأيـتُـمـو***قـولي مخـالـفًـا لما رويـتـمـو

من الحديثِ فاضربُـوا الجدارا***بـقـوليَ الـمـخـالـف الأخـبـارا

وأحـمد قـال لـهـم لا تكـتـبـوا***ما قـلتُه بل أصل ذاك فاطلبوا

فاسـمع مقـالة الهُـداة الأربعـهْ***واعمل بها فـإن فـيها منفـعـهْ

لـقـمعِـهـا لكـلِّ ذي تعـصُّـبِ***والمنصفـون يكتفون بالنّبِـي




و هذا بحث مفيد قمت به وإن كان له علاقة نوعاً ما بموضوعكِ هذا

أرجو أن تطَّلِعي عليه عسى أن تنهلي مِن فقهه و فوائده

مِن هُنا
الجيرياإتحاف النُبلاء بحكم تتبُّع رُخص العُلماءالجيريا

مُوَفَّقَةٌ إِن شَاءَ الله

أخوكم في الله أبو الخير

جزاكم الله خيرا

جزاكم الله خيرا

جزآك الله خيرآ .

بارك الله فيك الأخت عبير الإسلام على نقلك للموضوع القيم

بارك الله فـــيكم

بارك الله فيك و جعله في ميزان حسناتك


بارك الله فيكم جميعًا ، وجزى الله أخانا الفاضل أباالخير عن إضافاته ، وسأعده إن شاء الله بقراءة موضوعه الذي أجده مهمًّا جدًّا ،

وفّقكم الله كلّكم وجميع المسلمين لمايحبّه ويرضاه عنّا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.