مجموعة من المقالات لشعبة الاداب و فلسفة 2024.

الإدراك والإحساس

هل الإدراك هو محصلة للنشاط العقل أم هو تصور لنظام الأشياء؟كيف يمكن إدراك الأماكن البعيدة ؟

مقدمة: باعتبار الإنسان كائنا مدركا للأشياء المحيطة به فهو يدركها إدراكامباشرا عن طريق التصورات الذهنية عبر الحواس غير أننا نلاحظ أن في العالمأشياء مادية منفصلة عن ذ واتها وللإنسان معرفة مسبقة لأنه مرتبط بنفس ولكنكيف يتم لنا إدراك عالم موضوعي منفصل عن ذ واتنا ؟

ق1– نميز بين الأفكار التي هي أحول نفسية موجودة في الذات وبين الأشياءالمادية والتي هي امتدادات موجودة خارج الذات ومادام مجرد حالة ذاتية غيرممتدة فان إدراك شيء ما يكون بواسطة إحكام على الشيء وبخصائصه وصفاتهوكيفيته كما هو عليها وعلى هذا يكون الإدراك عملية عقلية بحتة و الدليل علىذلك هو إدراك البعد الثالث الذي لا يقابله أي انطباع حسي بحيث يستطيعإدراكه من خلال رسومات على لوح مسطح لا يوجد فيه عمق إلا إن العقل يستطيعأدرا كاه بوضوح ويدعم راي ديكارت ورأي كانط الذي يرى إن فكرة المكان لاتتولد من التجربة الحسية وامنا هبي تصدر عن الذات المدركة( العقل)، فالمكتنو الزمان قالبان عقليان سابقان على التجربةتصب فيهما معطيات التجربةالحسية وبواسطتها تصبح الاشياء الحسية قابلة للادراك فلاقيمة للمؤثراتالحسية على مشتوى الصور الذهنية ودليل كانط هو اننا عاجزون عن تصور أي شيءالا اذا ارصفناه في المكان كما لا نتمكن من ادراك حادثة ما الا اذا تصورناحدوثها من خلال زمن معين ثم اننا نستطيع تصور زوال الاشياء من المكانولمكننا لا نستطيع تصور زوال المكان من الاشايء لان الحيز المكاني يرجع فياصله الى اسس عقلية ، وقد ادى راي العقلانيون موقف باركلي جورج الذي يرىان( تقدير مسافة الأشياء البعيدة ليس إحساسا بل حكما ستند إلى التجربة) وقداستمد هذه الفكرة من حالة العمال الذي يسترد بصره كما يرى اننا لاندركالاشياء كما تعطيها لنا الحواس ومن ذلك ادركنا للمكعب منخلال رؤيته ثلاثةوجوه وتسعة اضلاع فالمكعب معقول وليس محسوس.

نقد " ومن هذا فاننا ندرك ما للعقل من دور هام في ادراك المكان ولكنلاينبغي اهمال دور الحواس او التجربة الحسية طالما ان الاشياء مستقلة عنذواتها

ق2– وخلافا لهذا الراي الجشطالتية ترى ان العقلانيون قد بالغو في ثقتهمبالعقل واهملوا دور الحواس لان ادراك المكان لا يستغنبي عن الحواس مادمتالمعطيات الحسية منفصلة عنا فادراك البعد الثالث يتعذر اذا لم نهتم بطبيعىةالشيء في العالم الخارجي الذي تنقله الحواس كما ان العقل يتاثر بالخداعالحسي ويرجع هذا الى ان التغيرات الحسية تؤثر على الحكام العقلية وبالاضافةالى هذا فان مدرسة الجشطالت ترفض التميز بين الحساس والادراك وترى انالدراكيتم دفعة واحدة ويكون بصورة عامة للاشياء قبل اجزائها بفضل ماتتمتعبه من عوامل موضوعية كاتشابه والتقارب كما ترى هذه النظرية صور لاصناف علىالمعطيات الحسية بل تكون محايدة لها كما تنكر دون التجربة التي ركز عليهابريكلي ذلك ان الطفل يستطيع مسك الاشياء تحت توجيه النظر.

نقد: ومن هذا نجد أن الحسيين قد وقعوا في الخطأ نفسه الذي وقع فيهالعقلانيون بإعادة الاعتبار للحواس لا ينبغي أن يكون على حساب العقل

خلاصة: ومن خلال اطلاعنا على المواقف ندرك أن هذه المواقف قد مزقت مفهومالإدراك زبذلك فان الإدراك يكمن في البط بين العقل والحواس لان الحكم العقليمرتبط بالتجربة الحسية والعكس صحيح


اللغة والفكر

طرح المشكلة :
إن الإنسان باعتباره حيوان ناطق يتجاوز الاستجابات
الحسية ،بقدرته على إنشاء دلالات ومعان تعبر عن إدراكه للعالم الخارجي ،وهذه الدلالات هي ما نعبر عنه باللغة ،لكن شكلت علاقة اللغة بالفكر جدلا واسعا بين الفلاسفة حيث انتهى بعضهم إلى محدودية اللغة عن التعبير الكامل عن الأفكار فيما أقر آخرون بتطابقهما وصعوبة الفصل بينهما ومنه نطرح الإشكالية التالية :
-هل العلاقة بين اللغة والفكر هي علاقة إنفصال أم هي علاقة اتصال ؟

محاولة حل المشكلة
:
1
/الأطروحة:
يرى أنصار الاتجاه الثنائي
أن العلاقة بين اللغة والفكر هي علاقة إنفصال طبيعة اللغة والفكر ليست واحدة ،لأن الفكر جوهر لا مادي وهو سابق من حيث الوجود عن اللغة ،كما أن تطور المعاني هو أسرع من تطور الألفاظ وهو ما يجعل اللغة عاجزة في الكثير من الأحيان عن اللحاق بالفكر ومن أهم أنصار هذا الاتجاه نجد الفيلسوف الفرنسي برغسون.

الحجة:
فالإنسان يفكر بعقله قبل أن يعبر بلسانه ،وكثير ما نتوقف عن الحديث أو الكتابة بحثا عن اللفظ المناسب للتعبير عن الأفكار ف"العقل هو الذي يدرك المعاني ثم يضع لها ألفاظ أي يلبسها لباسا لغويا وتبقى أفكار كثيرة خارجة عن متناول التعبير " فاللغة من هذا المنطلق عاجزة عن مسايرة ديمومة الفكر وتواصله مدام أنها تضعنا دائما في قوالب جامدة وكلمات ثابتة لا تتغير وفي ذلك يقول( برغسون) " الفكر متقدم عن اللغة فهي عاجزة لأنها منفصلة بينما الفكر متصل " إنها تحصرنا دائما في نسق واحد من التعبير وذلك رغم اختلاف الشخصيات وتباين عواطفها ومشاعرها ، فالتعبير عن الفرح هو واحد لدى جميع الأشخاص ، كالقول:أنا مسرور ، لكن درجة السرور بالضرورة هي ليست ذاتها عند جميع الأشخاص ،ثم لو كانت اللغة كافية لما ا احتاج الإنسان إلى وسائل أخرى لتعبير عن أفكاره وكثير ما نطلق كلمات لا تعبر حقيقتا عن مكنوناتنا ومشاعرنا ولذلك يقول( بول فاليري )"إن أجمل الأشعار هي التي لم تكتب "
النقد:
صحيح أن الفكر سابق عن اللغة من الناحية المنطقية لكن ليس
سابق عنها من الناحية الزمنية ،ثم أن الأفكار بدون لغة تعبر عنها هي أفكار لا معنى لها وستبقى حبيسة الذات .

2/نقيض الأطروحة:/
يرى
أنصار الاتجاه الأحادي استحالة الفصل بين اللغة والفكر لأن طبيعة اللغة والفكر واحدة ،فلا فكر دون لغة ولغة دون فكر ،فاللغة هي علامات حسية معينة تدل على الأفكار الموجودة في الذهن وهذا يعني أن هناك تطابق بين تلك الأفكار التي تشير إليها الألفاظ وبين دلالاتها الحقيقية فلا يمكن فصل اللغة عن الفكر واهم انصار هذا الاتجاه نجد هيجل وغوسدروف.

الحجة:
لذلك يعتقد (هيجل) إن " اللغة وعاء الفكر "فلولا وجود هذا الوعاء الذي يحفظ الفكر لتبعثر هذا الفكر ، وحتى التفكير داخل ذواتنا دون أن نفصح عن هذا التفكير هو تفكير لا يتم إلا من خلال اللغة لذلك قيل "إن التفكير الصامت الذي يوحي لنا بوجود حياة باطنية هو –في الحقيقة –مونولوج داخلي يتم بين الذات ونفسها " فاللغة تسيطر عن كامل تفكيرنا سواء كان هذا التفكير داخليا،أي بيننا وبين ذواتنا أو خارجيا بيننا وبين الآخرين ، و قد أثبت علم النفس الحديث في نفس السياق أن الطفل يبق يجهل العالم الذي يحيط به، إلى أن يبدأ بتعلم الألفاظ والجمل ،فتتكون لديه الأفكار،فلا يوجد تصور في الذهن بدون لفظ يكونه ،فالرمز هو وسيلة لتفكير لذلك يقول( لافيل) "ليست اللغة كما يعتقد البعض ثوب الفكرة ولكن جسمها الحقيقي ".
النقد:
صحيح
أن اللغة تحفظ الفكر لكن هذا لا يعني أنهما واحد،فا لو كانت اللغة والفكر واحد لكانت أفكارنا تتساوى مع ألفاظنا وهذا مستحيل لأن الفكر أوسع من اللغة ثم كيف نفسر اختلاف العبارات في تعبيرنا على فكرة واحدة.
3
/التركيب:
لا يمكن أن نفصل الفكر عن اللغة لأن الفكر بدون لغة تعبر عنه لايعدو
إلا أن يكون كلاما فارغا لا وجود له،كما أن اللغة والفكر ليسا شيأ واحد لأن الفكر يتسم بالتطور أم اللغة فهي جامدة ،إذن العلاقة بين اللغة والفكر هي علاقة تأثير و تأثر فاللغة تشكل الوعاء والفكر المضمون لذلك يقول دولاكروا"الفكر يصنع اللغة وهي تصنعه"
حل المشكلة :
يمكننا
القول في الاخير أنه بالرغم من أن الفكر هو عمل العقل الذي يحدث في الذهن وبالرغم من أن اللغة أصوات ورموز خارجية يتلفظ بها الانسان فإن العلاقة بينهما هي علاقة تفاعلية تكاملية ، فهما كالقطعة النقدية واحدة وجهها الاول الفكر ، وجهها الثاني اللغة و إذا فسد أي وجه من الوجهين فسدت القطعة ، فالكر بالنسبة للغة كالروح بالنسبة للجسد.



………………………………………..

يا خاتي كل يوم سوف ابعث لكم مقالتين كي لا تكثر عليكم وبذلك يكون تخلاط في المعلومات …

فانا في مساعدتكم يا طلبة وربي يوفقكم

بارك الله فيك اخي وجعلها الله في ميزان حسناتك

العفووووو سهيلة وكاش ميخصك راني هنااا

احسنت شكراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

ششششششككررراا لك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.