كلام الشيخ الرسلان على أهمية اللغة العربية الفصحى 2024.

قال فضيلة الشيخ محمد سعيد رسلان -حفظه الله-: فإليك .. طالب العلم ـ على منهاج النبوة … هذه النصيحة:

لا تسمع ممن يتكلم في العلم بالعامية ، وإلا أفسد عليك طريق الطلب ، وأضلك عن صراط العلم المستقيم ، وإن لم تقبل هذه النصيحة ، فاعلم أن أحسن أحوالِك ـ بَعْدُ ـ أن تصيرَ مثالا مشوها لمسخٍ شائه ، فيلحقك المسخ العلمي مرتين.
وإذا كانت هذه أحسن أحوالك ، فما بالك بأسوءِها.
واعلم أن للعلم لغتَه ، ومن رام فهمَ العلمِ بغير لغتِه وتحصيلَه هو كمن ينسُجُ لستر عورته إزارا من الريح ، أو تبُانا من ضوء القمر ، ولو ساغ لأحد أن يحتج بأن العوام لا يفهمون الفصحى إذا خوطبوا بها ، فهو يتنزل لإفهامهم بالعامية ما يتعذر عليهم فَهْمُه بغيرها ، فبم يحتج من يدرس طلاب العلم بالعامية البغيضة ، ويصدف في تعليمهم عن البليغ الأفصح إلى الركيك الأقبح. هذا ، مع أن حجة المحتج بفهم العوام حجة داحضة ، وينبغي أن يدعى العوام وأشباه العوام بالفصحى القريبة لربطهم بلغة كتاب ربهم وسنة نبيهم، وتراث سلفهم ، ولتألف أسماعُهم جَرْسَ العربية الشريفة إذا قرعت آذانهم ، فتأذنَ لها أفئدتهم وتهفو إليها أرواحهم.
وعلى طلاب العلم الجادين ـ من أتباع منهاج النبوة ـ أن يأطروا شيوخَهم أطراً على سلوك جادة العربية الشريفة المستقيمة ، وإن لم يفعلوا فليعلموا أنهم شركاء في الإثم ، إذ مكنوا اللاغطين بالعامية البغيضة من آذانهم ، وألقوا إليهم بأزمة عقولهم ، فراحوا يصبون فيها الخنا صبا . فتفسد بذلك ذائقةُ الطالب العلمية ، وتمسخ قريحته السوية ، وهو منكرٌ يحرص المسلم التقي على تغييره ، فضلا عن طالب العلم المستقيم على منهج السلف ، والله تعالى المستعان وعليه التكلان وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم.

جزاكم الله خيرا وحفظ الشيخَ
قال الشيخ محمد سعيد رسلان:
."وإنما أردت على الحفاظ على لغة العلم عند طلابه ومبتغيه ومحترميه من غير إسفاف إلى عامية مريضة ،لا يمكن أن تكون وعاء للعلم ،ولم يحدث على مدار تاريخ الإسلام أن تُنول كتاب الله رب العالمين بالشرح والبيان باللغة الدارجة في لهجة من اللهجات العامية في أي قبيل ، ولا في أي فصيل،ولا في أي صقع من أصقاع الأرض إلا في هذا العصر؛في هذا العصر المنكود بأهله ،ومازال المتكلمون يُسفون ،يتنزلون بحجة أنهم يريدون أن يوصلوا العلم إلى متعلميه ،وهيهات فوعاء العلم لغته ،فإذا أُخرج من وعائه كان كالشجرة التي تخرج من لحائها،وكالثمرة التي تُخرج من قشرها لابد أن يصيبها النتن ويأتيها العفن ،ويدركها بعد ذلك ما يدرك كل خارج من جلده ،منسلخ من قشرته."
-جزء مفرغ من محاضرة للشيخ رسلا ن-

أحسنت أحسن إليك جزاك الله خيرا على الفائدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.