علاقات الجنسين على الإنترنت ما بُني على باطل!! 2024.

عالم ثاني يشبه عالمنا، وله كل مقوماته، له قواعد تنظمه ، وقوانين تحكم علاقات الأشخاص فيه ، عالم يخرج كل شخص فيه عن نطاق عالمه الأصلي بحثاً عن شئ مختلف عما يعيشه في روتين حياته

فتجد فيه من يبحث عن صداقة، من يبحث عن أخبار ، من يبحث عن شخص يخدعه ليختبر قدرته على الإيقاع بأخر ، من يبحث عن حب مُتخيل بدلاً من علاقته الزوجية التي أصبحت بالية من كثرة ما عانت من مشكلات إستهان بها كلا الطرفين حتى كونت سداً يمنع وصول كل شعور من إحداهما للأخر وبدأ كلاً منهما يتحدث عن الأخر الذي يقع خلف هذا السد ، ومن تبحث عن فارس الأحلام ولا تستطيع الحصول عليه على أرض الواقع لأن فارس الواقع يتحدث بعد يوم عمل طويل ومنهك فتبدو كلماته وكأنها تحقيقات نيابة أين ذهبتى وأين تنوي أن تذهبي، أما فارس العالم الأخر فهو يتحدث دائماً بلغة من بين أبيات الشعراء ودائماً بصوت خافت حتى لا يسمعه شركائه فى العالم الواقعي سواء كانت زوجة أو أم أو أب أو أخت دائما يحدثها عن التحلى بالفضيلة والشرف وضرورة ألا تسمح لأخر أن يتحدث لها مادام لا تجمعهما علاقة شرعية وإلا فربما يقتلها أو يحرمها من الدراسة أو على أقل تقدير تواجه منه لقاء دامي ربما ينسيها إسمها، ومن يبحث .. ومن يبحث .. ومن يبحث ..

وبالطبع هذا العالم المتخيل أوعالم الإنترنت عالم له مواصفات خاصة ربما تناولتها بشئ من التفصيل في مقال لى هنا على موقعي بعنوان : إدمان الفيس بوك ، ومن بين أهم مواصفات هذا العالم الذي توصف علاقاته والتواصل فيه بأنه تواصل مبتور، بأنه عالم يتفق من يعقدون علاقات من خلاله على أنه عالم خيال لا يخضع لمعايير ومفاهيم العالم الواقعي، لذا فليس من حق من يتضرر منه نتيجة لإعتقاده بأن هذه العلاقات ستخضع لنفس قوانين العالم الواقعي ، لأن هناك إتفاق يتم عقده في البداية على أنه عالم متخيل ومن أهم قوانينه نجد ما يلي :

1- من حقي أن أقول على نفسي ما أريد وليس من حقك أن تعترض لأنني المالك الوحيد للحقيقة فأشير إلى كوني طبيب ، أو غير متزوج أو خليجي هذه حرية شخصية وعليك أن تتقبل الحديث معي بما أقدم لك نفسي به مادمنا بعيداً عن أرض الواقع.

2- عليك التحرر من القيود التي تحكم مجتمع الواقع لأننا في مجتمع مختلف فليس هناك مانع أن نتبادل كلمات الغزل أو حتى بعض التعبيرات الجنسية باعتبار أن جميعه يتم في الخيال .

3- إسمح لى من حديثك أن أفهم ما تحتاجه وما ينقصك لأكمله لك فأكون الملاك الذي يحمل صفات فوق صفات البشر خاصة ما تعاني من نقصها في حياتك.

4- لا تحاول أن توهم نفسك بوجود مشاعر ذنب مما قد نقوم به معاً لأننا أشخاص لا نتقابل على أرض الواقع ( وهل يحاسب أحد على الخيال)!!!

5- لا تطالبني بتنفيذ أي شئ من الوعود التي أعدك بها أثناء التواجد في العالم المتخيل، لأننا يمكن أن نبني لنا بيتاً في الحديث ونعيش فيه وربما ننجب مروراً بالعلاقة الجنسية التي تؤدي إلى الإنجاب في جلسة على الإنترنت لكننا نحتاج لسنوات ليتم ذلك، وربما تعترضنا أمور بسيطة جداً لكنها سخيفة مثل كونك متزوجة أو كوني لا أستطيع الزواج على زوجتي أو إني أصغرك بأكثر من 10 سنوات أو إني أساساً إمرأة وأشبع شذوذي معك ….. وهكذا!!

هذه هي بعض القواعد والقوانين الخاصة بالعالم الأخر وطريقة إدارة العلاقات فيه، وعليك حينما تُقبل على مثل هذه العلاقات ألا تسأل لماذا يحدث ذلك أو كيف نتحدث عن المشاعر ثم يطلب مني أن أخلع ملابسي أمام (الكام) أو الكاميرا التي نري بعضنا من خلالها في هذا العالم الأخر!!! ألم نتفق على أنه عالم مختلف .

كارثة .. حقاً .. كارثة .. يقع فيها الكثيرين بحثاً عن الخروج من روتين الحياة ويدخل دوائرها الملعونة أشخاص ربما لا يعرفون شروط اللعبة فلا يشدون حزام الأمان فينهاروا من فوق هذه اللعبة العالية التي ربما بعدها لا يصلحوا للحياة حتى لو بقيوا كأجسام فقد أصبحوا (خشبً مسندة) ليس إلا ….

حالة تشبه الإدمان تلك التي يسعى فيها الفرد الهروب من عالمه إلى عالم آخر بدلاً من السعي للإصلاح ، فتجده ( يعيش الوهم) لساعات من حياته يقضيها فيما يتمنى أن يكون عليه ، وما أسهله فبدون تعب أو عناء يصنع لنفسه حساب على الإنترنت بإسم ووظيفة وخصائص يتمناها، ويدخل من يقبل العلاقة معه على هذه الخصائص وكأنها حالة أشبه بحالة الفصامي الذي يعيش نهاره في شئ يختلف بزاوية 360 درجة عن تلك التي يعيشها ليلاً بعد أن ينام أهله أو يجد الفرصة متاحة .

كم من حالات تشوهت ، وكم من أخطاء تمت ، وكم من تجاوزات أصبحت كما يصفونها لمم ، وكله مقبول في العالم الأخر ، مادمت قبلت اللعبة ، فقد إعتبرك الأخر وافقت ضمناً على شروطها، ودائما –عفوا- القانون لا يحمي المغفلين، فليس هناك عذر لكي أو لك ، فلا يمكن أن نسأل عن نتيجة أشياء بدايتها خطأ ، أليس كذلك!!!

فكيف لمن يزرع بنجر أن ينتظر أن تطرح له نبتتها ياسمين أو بنفسج؟!! فإذا سمحتي لرجل غير زوجك أن يتغزل في طريقتك فى الحديث ثم كلماتك اللطيفة ثم إفتقاده لكي عند إنقطاع وصلة العالم الأخر في منطقتك السكنية ، فلا تتعجبي من طلبه لكي بصورة دون الحجاب أو برأيك في الجنس عبر التليفون ، فالبداية خطأ ، والأخر يرمي بشباكة وينتظر طرح البحر ، وهو على علم تام بقواعد اللعبة فلا شئ يشينه ولا يمكنك الوصول له ، ثم حتى إن كنتي تعرفيه فهل تملكي الشكوى؟!!! هل ستقولي كنت أتحدث له بعد نوم أهلي، أو بعد خروج زوجي للعمل، أو …….

للأسف أنتي أو أنت ضحية الدخول في عالم محفوف بالمخاطر، ومثله من كل عالم يوقع بنا في أشر الأمور ، دائماً مبهر، وبراق، ويمنينا بالأحلام التي تنقصنا، لكنه يجعلنا ندفع في المقابل الكثير والكثير ، ندفع في الدنيا ما قد يخسرنا الحياة، وندفع في الأخرة ما قد يخسرنا الدار الأبقى ..

كثيرة هي الحكايات التي يمكن أن أرويها لإناس وقعوا في هذا العالم وخسروا كثيراً قبل أن يخسروا من الأخرين خسروا إحترامهم لأنفسهم ، خسروا كرامتهم، خسروا إحساسهم ببكارتهم النفسية ، والتي أعتقد أنها تعادل البكارة الجسدية وربما تعلو عليها، فإذا كانت البكارة الجسدية تتمتع بها الأنثى وحدها وتتمتع بها حتى زواجها لأول مرة ، فإن البكارة النفسية هي طهر الرجل والمرأة ، وهي طهر باقي حتى لو تزوجت المرأة مرة ومرات ..

جميعنا نخطئ .. وربما علينا أن نفهم جيداً ما نتعرض له ، ونتوقف عن أخطاءنا ونتعلم منها، يعلم الله أكتب هذه الكلمات وقد حضرت لأسرة إنهارت نتيجة لهذا العالم فقد تورطت المرأة في علاقة رأتها عابرة ولكنها تطورت نتيجة لإنهيار مقاومتها في مرحلة معينة وللأسف النتيجة … طلاق .. وإمضاء على ترك الأطفال وإلا فالفضيحة والتشهير وفي النهاية أطفال موصومين، زوج مصدوم ، إمرأة دفعت حياتها ثمن لساعات مرت بها كانت من البداية مبنية على باطل !!

حقاً ما بُني على باطل فهو بااااطل

-داليا الشيمي

ما بني على باطل فهو باطل
سواء على الانترنت او في الواقع

لو لم يكن البائع لما كان المشتري

merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii

ما بُني على باطل فهو بااااطل
الله يهدي الجميع

شكرا لك على الموضوع وعلى التنبيه بورك فيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.