صِدام الحضارات البداية المنسية 2024.

كانت الدولة العباسية عام 463هـ الموافق 1071م تقريباً في سكرات الموت، عندما استطاعت مجموعة عسكرية تركية مغامرة، قادمة من وسط آسيا أن تضع يدها على مقدرات بغداد، ويلتمع مجدها في سجلات التاريخ باسم «السلاجقة»، وتطرد «بني بويه» -الشيعة- الذين كان لهم الأمر من قبل، وتصبح السلطة العباسية في قبضة أيديهم، والخلافة كذلك.
وأثناء الامتداد العسكري لهذه القوة الجديدة في الأناضول، كان الاصطدام مع الدولة البيزنطية يبدو كتحصيل حاصل، وقد حصل فعلاً في معركة «ملاذ كرد» التي دارت رحاها في أرمينيا، ويعرفها الغرب جيداً تحت اسم «مانزيكرت» MANZIKERT، كما كانت معركة «قوص أوه» هي التي رسمت مصير الصرب، ويسميها الغربيون أيضاً معركة «أمسل فيلد» Amselfeld في عام 1389م.
ولم ينتبه مؤرخونا إلى مفصلية هذه الواقعة العسكرية وآثارها البعيدة، فيتعجب المرء وهو يقرأ السرد التاريخي الأسطوري من دون علاقات سببية، والذهول عن معركة مشؤومة للشرق الأوسط بكل المقاييس، فهي التي عجلت بانهيار بيزنطة، وهي التي فجرت أعظم وأطول وأفظع حرب عرفها الجنس البشري، هي حروب الفرنجة التي رُسمت حروفها الحمراء في كتب التاريخ باسم الحروب الصليبية، وخلقت عقدة حضارية لم تتعافَ منها علاقة الشرق والغرب حتى هذه اللحظة، وتظهر في أمثال كتابات «هنتجتون» في القرن العشرين، ونظريات من نوع «صدام الحضارات» وكأنه قدر مقدور، بدل علاقات التعارف والتحاور والتبادل الثقافي والتعددية الحضارية. وقد بدأت الحروب الصليبية الأولى مع الاستعداد لها بين عامي 1096 و1099 ميلادي، أي في نهاية القرن الحادي عشر للميلاد، وكان المحرض الرئيسي عليها فيما يبدو، الهزيمة الساحقة التي منيت بها بيزنطة على يد القوات التركية الصاعدة من السلجوقيين في معركة «ملا ذكرد» بقيادة «ألب أرسلان» وفيها وقع الإمبراطور البيزنطي «رومانوس ديوجينيس الرابع» في الأسْر، وكانت بداية النهاية للإمبراطورية البيزنطية، وبدْء الامتداد التركي في الأناضول.
استغرقت الحروب الصليبية السبع 171 عاماً، بدأت مع الحملة الأولى في عام 1099م، وانتهت بالحملة السابعة مع موت ملك فرنسا لويس التاسع عام 1270م، في تاريخ دموي، يشكل أرعب معارك التاريخ الإنساني، وأحفلها بالكوارث، وأكثرها تكلفة، وأترعها بالدم. وقد جندت فيها أوروبا كل إمكانياتها لسحق الشرق الأوسط، بعد أن أخذت زمام المبادرة في أقصى المغرب على الأرض الأندلسية، عندما سقطت طليطلة TOLEDO العاصمة التقليدية لشبه الجزيرة الإيبيرية في عام 1085م بيد «ألفونسو السادس» فأكملتها بصرخة البابا «أوربان الثاني» عام 1095م، لتبدأ الحملة الأولى، والتحضير لها مع عام 1096م، هذه المرة باتجاه الشرق.
وهكذا فحروب الفرنجة بدأت في أرض شبه الجزيرة الإيبيرية، قبل أن تبدأ في الشرق الأوسط بـ14 سنة، فطليطلة سقطت عام 1085م، أما الحرب الأولى في الشرق فقد اندلعت في عام 1099م، قبل أن يختم القرن الحادي عشر بعام واحد، بإعلان «جوتفريد فون بيلون» ملكاً على مملكة القدس، ولتبقى فلسطين في قبضة الصليبيين فترة 88 عاماً، قبل أن يستردها صلاح الدين في عام 1187م.
وهكذا فمعركة «ملاذكرد» التي شنها الأتراك كانت كالزناد الذي أوقد الحروب الصليبية، كما فعل سقوط القسطنطينية لاحقاً، بدفع الغرب بتنين ذي رأسين إسباني وبرتغالي لاكتساح قارات العالم المجهولة، والسيطرة على البحار ومعها الثروات، كما يقول المثل الإنكليزي: «من يملك البحار يملك الثروة ومن ملك الثروة ملك العالم».

الدكتور خالص جلبي جريدة الاتحاد
المقال الأصلي من هنا

بارك الله فيك اخي

بارك الله فيك اخي شككككككككككككككككككككككككككككككككرا

جزاك الله خير

بارك الله فيك مشكور اخي الكريم كم نحن بحاجة الى دراسة تاريخنا الحافل بانجازات عضماء هده الامة

جزاك الله خيرا

صهيب رائع: لا صدام حضارات ولاهم يحزنون, هو صراع عقائد, وهذه المعركة لا تختلف عن غيرها من المعارك بين المسلمين والكفار, فمالفرق بين سقوط الروم وسقوط بيزنطة؟ ملة الكفر ملة واحدة, وانما موازين القوى تتغير ومعها مجريات الامور

أول صدام هو بين قرطاج و روما

موضوع رائع

شككككككككككككككككككككككككككككككككرا

شكرا جزيلا و بارك الله فيك

اشششششششششششششششكرك اخي

شكرا جزيلا و بارك الله فيك

بارك الله فيك
حفظ الله بلاد التوحيد

بارك الله فيكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.