الموت الحقيقة الكبرى الّتي يَغفل عنها النّاس 2024.

ونحن نسير في دروب الحياة ونتقلب على هذه الأرض، كم نحن بحاجة إلى وقفة روحانية، وقفة نجدّد فيها الإيمان في القلوب، ونزيل عنها غبار الغفلة والذّنوب، هي جلسة تزكية ومصارحة، نقلب فيها الصّفحات، ونستلهم فيها شيئًا من العظات.

حقيقة عظيمة من حقائق الإيمان، مَن أنكرها كفر وأصلاه الله سقر، حقيقة عظيمة أوصانَا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بكثرة ذكرها، ومع ذلك فالكثير يشمئز عند ذِكرها، إنّها حقيقة الموت: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}. هي الحقيقة الكبرى، فكلّ حيّ سيفنى، وكلّ جديد سيبلي، وما هي إلّا لحظة واحدة، في مثل لمحة بصر تخرج فيها الرّوح، فإذا العبد في عداد الأموات.
كثيرًا ما نفاجأ بأنّ فلانًا مات، وقد كان في كامل صحّته وعافيته، وذلك مصداق قوله صلّى الله عليه وسلّم: “من اقتراب السّاعة أن يُرى الهلالُ قُبُلاً فيقال لليلتين، وأن تتّخذ المساجد طرقًا، وأن يظهر موت الفجأة”، ومع ذلك نحن شاردون في أودية الغفلة. فعجبًا لابن آدم كيف يتجرّأ على خالقه وروحه بيده، وكيف يغفل عن مراقبة ربّه والموت بأمره، يروى أنّ مَلك الموت دخل على داود عليه السّلام فقال: مَن أنتَ؟ فقال ملك الموت: أنا مَن لا يَهاب الملوك، ولا تمنع منه القصور، ولا يقبل الرّشوة، قال: فإذًا أنتَ ملك الموت، قال: نعم، قال: أتيتني ولم أستعدّ بعد، قال: يا داود، أين فلان قريبُك؟ أين فلان جارك؟
فإلى الله نشكو قسوة قد عَمَّت، وغفلة قد طَمَّت، وأيّامًا قد طُويت، فكم من قريب دفنّاه، وكم من حبيب ودّعناه، ثمّ نفضنا التّراب من أيدينا وعدنا إلى دنيانا لنغرق في ملذّاتها، بل إنّك ربّما ترى بعض المشيّعين يضحكون، ويدخّنون في المقبرة ويلهون، أو يكونون قد حضروا رياء وسمعة بسبب الغفلة وقسوة القلوب.
هناك ليلتان لابدّ أن يجعلهما المرء في ذاكرته، ليلة في بيته مع أهله وأطفاله سعيدًا، في عيش رغيد، وفي صحّة وعافية، يضاحك أولاده ويضاحكونه، واللّيلة الّتي تليها، بينما هو في صحّته منعمًا، فرحًا بقوّته وشبابه، إذ هجم عليه المرض، وجاءه الضّعف بعد القوّة، فبدأ يفكّر في عمر أفناه، وشباب أضاعه، ويتذكّر أموالًا جمعها، ودورًا بناها، ويتألّم لدنيا يفارقها، وذرية ضعاف يخشَى عليهم الضّياع من بعده، وقد استفحل الدّاء، ونزلت به السّكرات، وصار بين أهله وأصدقائه ينظر ولا يفعل، ويسمع ولا ينطق، يقلّب بصره فيمن حوله من أهله وأولاده، ينظرون إليه وهم عن إنقاذه عاجزون. ويبقى هكذا يعالج سكرات الموت، حتّى إذا جاء الأجل، ونزل القضاء، فاضت روحه إلى السّماء، فأصبح جثّة هامدة بين أهله، ففي هذه اللّحظة ينقسم النّاس إلى فريقين: أمّا الفريق الأوّل فحالهم: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا، وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ}، ألا تخافوا ممّا أمامكم من أهوال الآخرة، ولا تحزنوا على ما فاتكم من حطام الدّنيا، فنحن نؤنسكم من الوحشة في القبور، وعند النّفخة في الصّور، ونؤمّنكم يوم البعث والنّشور. وأمّا الفريق الثاني فحالهم: {وَلَوْ تَرَى إِذْ الظَّالِمُونَ فِي غَمرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةِ بَاسِطُو أَيْدِيهم أَخرِجُوا أَنْفُسَكُمْ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ}.
سيّد الخلق صلّى الله عليه وسلّم يقول: “أكثروا من ذِكر هادم اللّذات، فما ذكره أحد في ضيق من العيش إلّا وسعه، ولا سعة إلّا ضيقها”. فمن أكثر ذكر الموت أكرم بثلاثة: تعجيل التّوبة، وقناعة القلب، ونشاط العبادة، ومَن نسي الموت عوجل بثلاثة: تسويف التّوبة، وترك الرِّضا بالكفاف، والتّكاسل بالعبادة.
لمّا حضرت محمد بن المنكدر الوفاةُ بكى، قيل له: ما يُبكيك؟ قال: والله ما أبكي لذَنب أعلم أنّي أتيته، ولكن أخاف أنّي أتيتُ شيئًا حسِبتُه هيِّنًا وهو عند الله عظيم، واسمع معي إلى ما ذكره الإمام الذّهبي في سير أعلام النبلاء قال: لمّا مات ابن عبّاس رضي الله عنهما، جاء طائر لم يُرَ على خلقته مثله فدخل نعشه، ثمّ لم يخرج منه، فلمّا دفن إذ على شفير القبر تالٍ يتلو، وهو لا يُرى: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي}، فيا لها من خاتمة، وياله من مصير. والله وليّ التّوفيق.

– See more at: https://www.elkhabar.com/ar/islamiyat….LzmP2G9x.dpuf

و كما قالت أمنا عائشة لامرأة : أكثري ذكر الموت يرق قلبك
جزاك الله خيرا على الموضوع الطيب الجميل

بوركت أخي على الموضوع
ونسأل الله عز وجل أن لاينسينا ذكر الموت
كما نسأله ألا يشغلنا بالدنيا الفانيه

بارك الله فيك

بااااااارك الله فيييييييك

بــــــــــــــــــــــــــاركــ الله فيــــــــــــــــــــــــكــ

جــــزاكم الله خيرا

بارك الله فيك و جزاك كل خير

جزاك الله خيرا

بارك الله فيكم و جزيتم كل خير

بارك الله فيك

بارك الله فيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.