المعاني في الأفعال 2024.

المعاني في الأفعال

المعاني في الأفعال

فَعَلَ : لمعانٍ كثيرةٍ ، وباب المُغَالَبَةِ (1) يُبْنَى على "فَعَلْتهُ أفْعَلُهُ " ، نحو: كَارَمَنِي فَكَرَمْتهُ أكْرَمُهُ ، إلا باب وَعَدْتُ (2) وبِعْتُ ورَمَيْتُ ، فإنَّ "أفْعِلُهُ " (3) بالكسر .
و فَعِلَ يكثر فيه العلل والأحزان والأضداد ، كـ سَقِمَ ، ومَرِضَ ، وحَزِنَ ، وفَرِحَ ، وتجيءُ الألوانُ والعيوبُ والحلى كلها عليه . وقد جاء أدُمَ ، وسَمُرَ ، وعَجُفَ ، وحَمُقَ ، وخَرُقَ ، وعَجُمَ ، وَرَعُنَ ، بالكسر والضمّ (4) .
وفَعُلَ لأفعال الطجائع ونحوها ، كحَسنَ ، وقَبُحَ ، وكَبرُ ، وصَغُرَ ، فمِنْ ثَمَّ كان لازماً ، وشذّ رَحُبَتْكَ الدارُ أيْ رَحُبَتْ بك (5) .
__________
(1) في الأصل "المغالبة" ، وقد تكون "المغالبة" كما أثبتناها (شرح الشافية 1 /70) ، وحرفت ، وقد تكون المقابلة بالقاف ، وتعني المغالبة .
(2) في الأصل "واعدت " وهو تحريف بزيادة الألف .
(3) يعني : مضارعه . وقد وردت هذه الفقرة بتمامها في شافية ابن الحاجب ، وأضاف إليها : شَاعَرْتُه فَشَعَرْتُهُ ، عن الكسائي . (شرح الشافية 1 / 70) .
(4) ونقل ابن الحاجب هذه الفقرة بتمامها أيضاً. (شرح الشافية 1/ 71) .
(5) مر التعليق عليها من باب أبنية الأفعال ، وأورد ابن الحاجب هذه الفقرة بتمامها ، وزاد عليها قليلاً. (شرح الشافية 1 / 74) .
(1/48)

وأفْعَلَ (6) للتعدية غالبا . نحو: أجْلَسْتُهُ . وللتعريضِ ، نحو: أبَعْتُهُ . وللصيرورةِ ذا كذا ، نحو: أغَدَّ البَعِيرُ ، ومنه : أحْصَدَ الزَرْعُ (7) . ولوجوده عليها (8) ، نحو: أحْمَدْتُة وأبْخَلْتُهُ .وَللسَّلْبِ (9) نحو: أشْكَيْتُهُ . وبمعنى فَعَلَ ، نحو قِلْتُهُ وأقَلْتُة (10) .
وفَعّلَ للتكثيرِ غالبا ، نحو: غَلَقْتُ ، وقَطعْتُ ، وجَوَّلْتُ ، وطَوَّفْتُ . وللتعديةِ ، نحو: فَرَّحْتُهُ ، ومنه فَسَّقْتُهُ . وللسلْبِ . نحو: جَلدْتُ البعيرَ ، وقَردْتُهُ (11) . وبمعنى (12) : " فَعَلَ " ، نحو زِلْتُهُ وزَيَّلْتُهُ (13) .
وفَاعَلَ لنسبةِ أصلهِ إلى أحدِ الأمرينِ متعلقاً بالآخَرِ للمشاركةِ صريحاً ، فيجيءُ العكسُ ضِمْناً ، نحو ضَارَبْتُهُ وشَاركْتُهُ ، ومِنْ ثَمَّ جاءَ غيرُ المتعدي متعدياً ، نحو: كَارَمْتُهُ ، وشَاعَرْتُهُ ، والمتعدِّي إلى واحدٍ مغاير للمُفَاعَلِ إلى اثنين ، نحو: جَاذَبْتُهُ الثوْبَ ، بخلافِ شَاتَمْتُهُ . / وبمعنى [و5] " فَعَلَ " ، نحو : ضَاعَفْتُ . وبمعنى " فَعَلَ " : سَافَرْتُ (14) .
__________
(6) تسمى همزته همزة النقل وهمزة التعدي (نزهة الطرف 14) .
(7) ويقال هو في معنى : الحينونة والبلوغ ، أي بلغ الحصاد. (نزهة الطرف 14 ، وشرح الشافية 1 / 89) .
(8) في الأصل "عليهما" والصواب ما أثبتناه (انظر شرح الشافية 1 / 90) .
ويقال : هو للدلالة على المصادفة. (شرح ابن عقيل 4/ 263) .
(9) في الأصل "وللسّب " وهو تحريف ، ومعنى السلب : أزلت شكواه (ابن عقيل 4 / 263) ، وسَلَبْتُها .
(10) ونقل ابن الحاجب هذه الفقرة بتمامها ، لكنه قال "ولوجوده على صفة" بدلاً من "ولوجوده عليهما" هنا . (شرح الشافية 1 / 83) .
(11) جَلدْتُ البعير: أزَلْتُ جِلْدَهُ ، وقَردُتُهُ : أزَلْتُ قُرَادَهُ . (شرح الشافية 1 / 94) .
(12) في الأصل "والمعنى" وهو تحريف .
(13) ونقل ابن الحاجب هذه الفقرة بتمامها أيضاً. (شرح الشافية 1 / 92) .
(14) وأورد ابن الحاجب هذه الفقرة بتمامها أيضاً. (شرح الشافية 1 / 96) .
(1/49)

وتَفَاعَلَ لمُشَارَكَةِ أمْرَيْنِ فصاعداً في أصلهِ صريحاً ، نحو: تَشَارَكَ ، ومِنْ ثَمَّ نقصَ مفعولاً عن "فَاعَلَ " ، وليدلَّ على أنَّ الفاعلَ أظهر أنّ أصلَه حاصل له ، وهو مُنْتَفٍ ، نحو: تَجَاهَلْتُ وتَغَافَلْتُ (15) .
وتَفَعَّلَ لمطاوعة "فَعّلَ " ، نحو: كَسَّرْتُهُ فَتَكَسَّرَ. وللتَكَلُّفِ (16) ، نحو: تَشَجَعَ وتَحَلَّمَ . وللاتِّخاذِ ، نحو: تَوَسَّدَ . وللتَجَنُّبِ ، كتحَرَجَ ، وتَهَجَّلَ (17) . وانْفَعَلَ لازم ، مطاوعُ "فَعَلَ " ، نحو: كَسَرْتُهُ فَآنْكَسَرَ ، وجاز نحوُ: أزْعَجْتُهً فَآنْزَعَجَ ، قليلاً (18) .
ويختصُّ بالعلاجِ والتَأثيرِ ، ومِنْ ثَمَّ قيلَ : انْعَدَمَ خطأً انْفَقَدَ. وافْتَعَلَ للمطاوعةِ غالبا ، نحو: غَمَمْتُهُ فَاغْتَمَ . وللاتِّخاذِ ، نحو: اِطَبَخَ واشْتَوَى (19) . وللتَّصَرُّفِ (20) نحو :اكْتَسَبَ . وللمُفَاعَلَةِ ، نحو :اجْتَوَرُوا (21) ، واخْتَصَمُوا .
__________
(15) كما أورد ابن الحاجب هذا الكلام نفسه ، لكنه أضاف في نهايته (وبمعنى "فَعَلَ " ، نحو توانَيْتً ، ومطاوع "فَاعَل " نحو بَاعَدْتُهُ فَتَبَاعَدَ) . وأسند ابن الحاجب الفعل "تشارك " إلى ألف الاثنين .
(16) في الأصل "وللتكليف " وهو تحريف . (شرح الشافية 1 / 104) .
(17) تَهَجَّلَ : تَجَنبَ إضاعة المال ، أو الرمي ، أو تَجَنَبَ الوقوع في عرض غيره ، (القاموس / هجل) . ولم يورد ابن الحاجب هذه الكلمة ، ولكنه أورد الفقرة كلها ، وأضاف إليها : "وللعمل المتكرر في مهلة ، نحو: تَجَرَّعْتهُ ، ومنه : تَفَهمَ ، وبمعنى اسْتَفْعَلَ نحو: تَكَبرَ وتَعَظَّمَ ". (شرح الشافية 1 / 104) .
(18) أي أنّ مطاوعته لصيغة "أفْعَلَ " قليلة .
ذكرها ابن الحاجب . (شرح الشافية 1 / 108) وذكر الفقرة كلها باستثناء الكلمة الأخيرة .
(19) يعني اتخذ الطبيخ ، واتخذ الشواء .
(20) يعني التصرف : باجتهاد ومبالغة ، وذكر الرضي أنه الاجتهاد والاضطراب في تحصيل أصل الفعل . (شرح الشافية 1 / 110) .
(21) بمعنى تفاعل : فَاجْتَوَرُوا : تَجَاورَوُا ، أي جَاوَرَ بعضُهم بعضاً .
(1/50)
واسْتَفْعَلَ للسُّؤَالِ (22) غالبا إمَّا صريحاً ، نحو: آسْتَكْتَبْتُهُ ، أوْ تَقْدِيراً ، نحو: اسْتَخْرَجْتهُ . وللتَحَوُّلِ ، نحو: اسْتَحْجَرَ الطينُ ، و (إِنَّ البُغَاثَ بأرْضِنَا يَسْتَنْسِرُ) (23) . وبمعنى " فَعَلَ " ، نحو : قَرَّ واسْتَقَرَّ (24) .
وافْعَوْعَلَ مُبَالَغَة "فَعُلَ " و"أفْعَلَ " ، كاخْشَوْشَنَ ، واعْشَوْشَبَ (25) .
وافْعَوَّلَ مثلُه في المبالغة ، نحو (26) : اعْلَوَّطَ ، واخْرَوَطَ ، واجْلَوَّذَ (27) .
وافْعَلَّ وافْعَالّ للألوانِ والعُيوبِ ، نحو: ابْيَضَّ وابْيَاضّ ، واعْوَرَّ واعْوَارَّ ، وافْعَالّ َأبلغُ (28) .
***
__________
وقد أورد ابن الحاجب هذه الفقرة أيضاً ، مع تقديم التَفَاعُل على التصرف ، ولم يذكر "اختصموا" . (شرح الشافية 1 / 108) .
(22) يعني به الطلب .
(23) مثل يضرب للضعيف يصير قوياً ، وللذليل يعزْ بعد الذلّ ، أو يضرب للئيم يرتفع أمره ، وقيل : معناه "مَن جاورنا عز بنا" . (اللسان / بغث) . وانظر مجمع الأمثال1/10.
(24) أورد ابن الحاجب هذه الفقرة بتمامها أيضاً . (شرح الشافية 1 / 110) .
(25) اخْشَوْشَنَ مبالغة خَشُنَ ، واعْشَوْشبَ : مبالغة أعْشَبَ .
(26) مكررة في الأصل .
(27) اعْلَوَّطَ البعيرَ أو المهرَ: ركبه عرياً بلا خطام ، اخْرَوطَ : أسرع في سيره . واجْلوَّذَ أسرع في السير.
(28) ذكر ابن الحاجب هذه الأوزان الأربعة الأخيرة وأمثلتها بتصرف يسير (شرح الشافية 1 / 12 1 – 113) .
(1/51)

بارك الله فيك وجزاك كل خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.