العولمة / جمال ربيعي 2024.

مقدمة:
شهد الربع الأخير من القرن العشرين وبشكل أكثر تحديد عقد التسعينات العديدمن التغيرات العالمية السريعة والمتلاحقة والعميقة في آثارها وتوجهاتهاالمستقبلية، فالاقتصاد العالمي تحول إلى قرية صغيرة متنافسة الأطراف بفعلالثورة التكنولوجية والمعلوماتية.
وقد نتج عن كل ذلك مفهوم جديد لا يزال يثير جدلا واسع النطاق حوله من حيثتحديده وآثاره وأبعاده وهو مفهوم العولمة Globalisation الذي لا يمكناستيعابه إلا في ضوء تلك التغيرات وفي إطار تزايد الاعتماد المتبادل Interdépendance وتكوين الأسواق العالمية وتحركات الأسعار والتحركات فيحجم ونوعية الإنتاج وتوجهات التجارة العالمية وتحركات رؤوس الأموالالساخنة Hot money ، وبناءا على ذلك فقد انتشرت العولمة على كافةالمستويات الإنتاجية والتمويلية والمالية والتكنولوجية والتسويقيةوالإدارية، ومن ناحية أخرى تعددت أنواعها ومجالات تطبيقها، فهناك العولمةالإقتصادية التي تبقى هي الأساس بكل الأنواع والتي تنقسم بدورها إلىالعولمة الإنتاجية والمالية و هناك إلى جانب العولمة الاقتصادية العولمةالسياسية والثقافية والاجتماعية وبالطبع، يكون تركيزنا هنا في التعريفبالعولمة منصبا أساسا على العولمة الاقتصادية.
المبحث الأول: مفهوم العولمة، أسبابها ومظاهرها
المطلب الأول: التعريف بالعولمة: كثرت التعريفات بالعولمة ولم تتفق الآراءعلى تعريف واحد شامل وجامع لها نظرًا لتشعب المحتوى الفكري للمفهوموامتداده من ناحية كمجالات التطبيق إلى العديد من الجوانب الاقتصاديةوالسياسية والتكنولوجية ومن ناحية المستويات فإن هذا المفهوم وبالأخص فيجبه الاقتصادي أخد ينتشر إلى كافة المستويات الإنتاجية والمالية التسويقيةوالإدارية، وفي ضوء هذا التحليل يمكن القول أن صياغة تعريف دقيق للعولمةتبدو مسألة شاقة، ورغم كل ذلك فمن الضروري طرح كل التعريفات التي وردتللعولمة في محاولة لتعميق الأبعاد المختلفة لهذا المفهوم بل ومحاولةالخروج بتعريف مناسب يخدم التحليل الخاص وأهم التعاريف ما يلي:
1- يشير مصطلح العولمة إلى عملية تعميق مبدأ الاعتماد المتبادل بينالفاعلين في الاقتصاد العالمي بحيث تزداد نسبة المشاركة في التبادل الدوليوالعلاقات الاقتصادية الدولية لهؤلاء من حيث المستوى والوزن والحجم فيمجالات متعددة وأهمها السلع والخدمات وعناصر الإنتاج بحيث تنمو عملةالتبادل التجاري الدولي لتشكل نسبة هامة من النشاط الاقتصادي الكلي وتكون |أشكالا جديدة للعلاقات الاقتصادية في الاقتصاد العالمي.
ولعل من الواضح أن هذا التعريف للعولمة يركز على أنها عملية متعلقة علىتعميق الاعتماد المتبادل وتحويل الاقتصاد العالمي إلى وق واحدة تزداد فيهانسبة المشاركة في التجارة العالمية على أساس إعادة النظر في مبدأ التخصصوتقسيم العمل الدولي، والوصول إلى نمط جديد للتخصص وتقسيم العمل الدولي.
2. التعريف اللغوي: يرى أستاذ الفلسفة محمد عابد الجابري أن العولمة فيمعناها اللغوي تعني تعميم الشيء وتوسيع دائرته ليشمل العالم كله، وهي تعنيالآن في المجال السياسي منظرًا إلية من زاوية الجغرافية "جيوبوليتيك"،العمل على تعميم نمط حضاري يخص بلد بعينه يخص بلد بعينه هو الو. م. أ علىبلدان العالم أجمع.
3. العولمة ظاهرة مرتبطة بفتح الاقتصاديات وبتوسيع الأسواق ودخول عددمتزايد من الدول وسكانها والبلدان الاشتراكية سابقًا مع عدد متزايد منالبلدان النامية القطاعات والشركات في السوق العالمية كما أن هذه الظاهرةمرتبطة بمتطلبات التطور التكنولوجي وزيادة المنافسة ودخول متعاملين جددفيها.
4. وهناك تعريفات تركز على العولمة باعتبارها مرحلة تاريخية وعلى ذلكفالعولمة هي المرحلة التي تعقب الحرب الباردة من الناحية التاريخيةوالتحول للآليات السوق.
5. يعرفها الأستاذ محمد عابد الجابري على أنها توع أو نسق ذو أبعاد تتجاوزدائرة الاقتصاد فهي شاملة للمجال المالي والتسويقي والمبادلات والاتصالو… السياسة والأخلاق والفكر الإيديولوجي والعسكري.
6. يري الاقتصادي العربي والوزير السوري السابق محمد الأطرش العولمة علىأنها اندماج أسواق العالم في حقول التجارة والاستثمارات المباشرة وانتقالالأموال والقوى العاملة والثقافات ضمن إطار من رأسمالية حرية الأسواقوتليها خضوع العالم لقوى السوق العالمية، مما يؤدي إلى اختراق الحدودالقومية، وإلى الخسارة في سيادة الدولة، وإن العنصر الأساسي في هذهالظاهرة هي الشركات المتعددة الجنسيات.
7. العولمة نتاج عملية تاريخية لتطور نمط الإنتاج الرأسمالي، تطور قواهالمنتجة التي تبرز مظاهرها في الثورة العلمية والتكنولوجية واستخدامهالتطور علاقات إنتاجه وبالتالي فهذه التحولات تمس البنى الفوقيةالإيديولوجية السياسية والفكرية والثقافية .

والعولمة ليست فقط مجموعة من العالقات المترابطة الناتجة عن فتحالاقتصادية بل أنها إيديولوجية حقيقية للتغيير الاجتماعي السياسي الثقافيوالفكري.
8. العولمة نمط معين من الحياة أداتها الأساسية الشركات المتعددة الجنسياتالممارسة بكفاءة لبلورة نموذج مثالي للتحرير من مختلف صور الاستعباد.
9. وهناك تعريف يركز على العولمة باعتبارها "تجليات لظواهر اقتصادية" وتتضمن هذه الظواهر تحرير الأسواق والخصخصة وانسحاب الدولة من النشاطالاقتصادي ولأداء بعض وظائفها وخصوصا في مجال الرعاية الاجتماعية وتغييرلنمط التكنولوجيا والتوزيع العابر للقارات للإنتاج من خلال الاستثمارالأجنبي المباشر والتكامل بين الأسواق الرأسمالية.
وهكذا يلاحظ تعدد التعريفات المطروحة للعولمة ونحن مع الرأي الذي يرى أنüكل هذه التعريفات جميعًا هي في مجموعها تكاد تكون المكونات الأساسيةلتعريف واحد جامع للعولمة فهي تجمع بين جنباتها كونها تمثل حقبة تاريخيةوهي تجليات لظواهر اقتصادية وهي أخيرًا "ثورة تكنولوجية واجتماعية"

شكرا على الموضوع
بارك الله فيك وحقق امانيك

بوركت موضوع يحتاجه كل مقبل عاى الإمتحان يومي10و12/ 01 / 2024 شكراااااااااااا

العولمة ويقصد بها النكماش الزماني والمكاني في منطقة صغيرة اي يصبح العالم عبارة عن قرية صغيرة والعامل الرئسي فيها هي المعلومات بفضل التطور الصناعي والتكنولوجي وخصوصا بعدما تصدع المعسكر الشيوعي 1979 وبروز الولايات المتحد كاقوة عالمية بفضل ماتملكه من امكانيات اقتصادية وصناعية وثقافية<< اللامركة اقتصاديا و سياسيا وثقافيا>>
بعض مضاهرها 1 ضهور الشركات متعددة االاجنسيات 2 التحول من النظام الصناعي الى النظام المعلوماتي3 الاوحادية الامريكية في
جميع المجالات وسيطرتها علي المعلوماتية التي تعتبر سلاح ذو حدين

شكرا على الموضوع
بارك الله فيك وحقق امانيك

بارك الله فيكم على الموضوع قرأناه بالأمس وكان اليوم موضوع المسابقة.تحياتنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.