الجهاز التربوي يفقد السيطرة على ”الغشاشين” 2024.

حقق ”الغشاشون” في بكالوريا 2024 قفزة نوعية في مجال استغلال التقنيات المتقدمة في الغش. وقال مؤطرون وأساتذة شاركوا في حراسة شهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط، إن الغش في الامتحانات بات خارج سيطرة الجهاز التربوي.

ساهم في هذا تطور الوسائل التقنية ومستوى الذكاء لدى بعض التلاميذ. يقول السيد مختار علوس، أستاذ ثانوي بخبرة تزيد عن 20 سنة ”من أغرب حالات الغش الجماعي التي شهدتها في مساري المهني أن كل تلاميذ إحدى لجان البكالوريا نقلوا بطريق الخطأ الإجابة الخاطئة نفسها في اختبار مادة الإنجليزية، كما ضبط في العديد من الحالات طلبة وهم يهددون زملاءهم وزميلاتهم من أجل انتزاع الإجابة”. ويضيف ”كان الغش في الماضي عبارة عن كتابة بعض الكلمات في كف اليد وتبادل الطلبة للحديث أثناء الامتحان. أما اليوم، فإن 3 حراس لا يمكنهم مراقبة قاعة الامتحان بسبب براعة الغشاشين وتطور التقنية، حيث انتشر استخدام الهواتف النقالة وأجهزة ”أم بي”3 في الغش”. ويتداول الغشاشون نكتا ونوادر حول ما يقومون به، منها أن الغش مفيد لعضلات العين بسبب تحريكها في جميع الاتجاهات، وبأنه ”منشط لحاسة السمع ويعزز الروابط الاجتماعية بين الطلاب وينشر روح التعاون”، كما أنه ”يسلي المراقب بدلا من جلوسه الممل”، كما أن ”تحقيق النجاح في الامتحان والتفوق يعني دخول الجنة بسبب إسعاد الوالدين”.

حراس للمراحيض

طلب مراقب عمل في بكالوريا 2024 بمركز الامتحانات في بلدية بنورة بغرداية، من أحد الطلبة تقديم إثبات طبي يؤكد إصابته بمرض السكري بعد أن غادر الممتحن القاعة مرتين نحو المرحاض، ثم طلب ذلك للمرة الثالثة في غضون أقل من ساعتين. وقال المتحدث، الذي رفض الكشف عن هويته ”تحوّل أغلبنا من حراس لقاعات الامتحان إلى حراس يقفون قرب أبواب المراحيض”. مضيفا ”لقد سمعنا خربشة أوراق داخل المرحاض أثناء مرافقتي للطالب ولم يكن بمقدوري إثبات أي شيء ضده”. وقال سهيل جمال، أستاذ جامعي بجامعة غرداية ”أتعجب من مدى قدرة وذكاء بعض التلاميذ والطلبة الغشاشين، سواء في الجامعة أو في المستويات الدراسية الدنيا، كان الأجدر بهؤلاء توظيف ذكائهم الحاد ومواهبهم في الدراسة والتحصيل العلمي بدلا من الغش”. ويضيف المتحدث: ”سمحت لي الفرصة التقرب من مراقبي الامتحان لعدة سنوات ولاحظت خلال هذه الفترة تطور أداء غشاشي الامتحان”. وصارت قصص ومغامرات الغشاشّين تطبع أحاديث المعلمين والأساتذة بعد الامتحانات كأنّما عقدت لهذا الغرض، ولم تعقد لتسابق القرائح وتنافس العقول. ولم يعد الغشّ تصرفا سلبيا يحدث بين الفينة والأخرى، وتظهر في امتحان وتختفي في آخر، بل صار ظاهرة خطيرة تطبع سير الامتحانات وتصبغ مداولات المسابقات. والشيء الأخطر في هذه الظاهرة أنّها أصبحت ثقافة تجمع الممتحن والمشرف على الامتحان كما تجمع المراقب والملاحظ والأولياء. بل غدت حقّا من الحقوق المكتسبة التي هيّأت لها السبل والوسائل وعبّدت لها كلّ الطرق وتواطأ فيها الجميع ويخشى من عواقبها التي ستدمّر المجتمع بأكمله.

الغش بالأرقام

يقول الدكتور بوخالفي سايح باحث في علم الاجتماع ”من الناحية العلمية يمكن تصنيف الغش في المدارس على أنه خطير جدا على المجتمع، ذلك أنه يكرّس تدهور المستوى التعليمي ويؤدي إلى تسلل أشخاص من المشوهين نفسيا ومن غير ذوي الكفاءة إلى المناصب القيادية في المجتمع”. ويتابع بوخالفي: ”تحوّل الغش في الامتحانات إلى وسيلة رئيسية يعتمد عليها الطلبة للنجاح، حيث أثبتت دراسة ميدانية قام بها 3 باحثين في علم الاجتماع التربوي من جامعات جزائرية اعتمدت على إحصاءات 8 مديريات للتربية بولايات بالوسط والشرق وشملت محاضر ضبط حالات الغش في امتحان البكالوريا لسنوات 2024 و2017 بأن 63 بالمائة من مجموع حالات الغش البالغ عددها 280 حالة بطلاتها طالبات و37 بالمائة من الحالات كانت للطلاب، كما أظهرت الدراسة بأن عامل السن يلعب دورا مهما في الغش، حيث بلغت نسبة المرشحين الأحرار الذين تم ضبطهم متلبسين بالغش في البكالوريا 74 بالمائة من مجموع الحالات التي شملتها الدراسة التي أثبتت بأن حالات الغش ترتفع إلى 70 بالمائة تقريبا في التخصصات الأدبية، بينما لا تزيد نسبتها عن 28 بالمائة في التخصصات العلمية”. ويضيف المتحدث إن التلميذ الغشاش يحصل على خبرة غش متراكمة عبر السنوات، وفي كل عام يتفنن التلاميذ والطلبة في وسائل جديدة.

الغش مسيطر سيطرة كاملة على كل شيئ والعجيب نحن من أحضرناه وأكرمناه وسيدناه وحين طلبنا منه المغادرة ضحك منا ساخرا

بالنسبة للذهاب للمرحاض اكرمكم الله القانون واضحا لا يذهب المترشح الا الى المرحاض الذي يحدده رئيس المركز حتى وان اصطفوا في طابورامامه اما اذا كان رئيس المركز متواطئا والامانه معهم والحراس كذلك….فعد لبيتك يا صاحب الضمير الحي وارضى بعقوبة الدنيا كي لا تعاقب في الاخرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.