الترادف في اللغة العربية 2024.

الترادف في اللغة العربية
الترادف لغة: التتابع.
الترادف اصطلاحا: دلالة عدد من الكلمات المختلفة على معنى واحد، مثل:
– الجود، والسخاء، والأريحية، والندى، والسماحة، والكرم، والبذل.
– رأيت الشيء، وأبصرته، وعاينته، وشاهدته.
– عام، سنة، حول.
– طبيعة فلان، وخلقه، وسجيته، وسليقته، ونقيبته.
– وجدت فلانا مسرورا، محبورا، فرِحاً، جذِلاً، بلجاً، مستبشراً.
– الحزن، الغم، الغمة، الأسى، والشجن، الترح الوجد، الكآبة، الجزع، الأسف
الللهفة، الحسرة، الجوى، الحرقة، واللوعة.
– خاف الرجل، وفزع، وخشي، ووجل، وفرق، ورهب، وارتاع، وارتعب، وانذعر.
– الرحمة، والرقة، والشفقة، والحٌنو، والحنان، والعطف، والرأفة.
– فلان يشبه فلانا،ويشابهه،ويشاكله،ويشاكهه،ويضاهيه،ويماثله،ويضا رعه،ويحاكيه،ويناظره.
– هفوة، وزلة، وسقطة، وعثرة، وكبوة.

الاختلاف حول وجود الترادف في اللغة

اختلف اللغويون قديما وحديثا حول حقيقة وجود الترادف في اللغة بين مثبت ومنكر.
المثبتون للترادف:
سيبويه: وهو من أشهر المثبتين لهذه الظاهرة. بيّن في باب (اللفظ للمعاني):
"اعلم أن من كلامهم اختلاف اللفظين لاختلاف المعنيين، واختلاف اللفظين
والمعنى واحد، واتفاق اللفظين واختلاف المعنيين …
فاختلاف اللفظين لاختلاف المعنيين هو نحو: جلس وذهب،
واختلاف اللفظين والمعنى واحد نحو: ذهب وانطلق، واتفاق اللفظين
والمعنى مختلف نحو قولك: وجدت عليه من الموجدة، ووجدت إذا أردت
وجدان الضّالة، وأشباه هذا كثير." فقوله: "اختلاف اللفظين والمعنى واحد نحو:
ذهب وانطلق" ينصرف إلى الترادف.
الأصمعي: ألف فيه كتابا عنوانه: ما اتفق لفظه واختلف معناه. وكان يقول
أحفظ للحجر سبعين اسما.
أبو الحسن الرماني الذي ألف كتاب: الألفاظ المترادفة.
ابن خالويه: الذي كان يفتخر بأنه جمع للأسد خمسمائة اسم وللحية مئتين،
وأنه يحفظ للسيف خمسين اسما.
وحمزة بن حمزة الأصفهاني:الذي كان يقول إنه جمع من أسماء الدواهي ما يزيد
على أربعمائة.
والفيروزآبادي الذي ألف كتابا في الترادف بعنوان: الروض المسلوف فيما
له اسمان إلى ألوف.
والتهانوي الذي يقول: والحق وقوعه (أي الترادف) بدليل الاستقراء،
نحو أسد وليث.
ومعظم المحدثين من اللغويين العرب يعترف بوقوع الترادف في اللغة، من هؤلاء:
علي الجارم الذي يقول: إن الترادف موجود ولا سبيل إلى إنكاره،
ولكن لا يجوز المبالغة فيه بإدخال الصفات مرادفة للأسماء.
إبراهيم أنيس الذي يقول إنّ علماء اللغات يجمعون على إمكان وقوع الترادف
في أي لغة من لغات البشر، والذين أنكروا الترادف من القدماء كانوا من الأدباء
النقاد الذين يستشفون أمورا سحرية ويتخيلون في معانيها أشياء لا يراها
غيرهم وفي هذا من المبالغة والمغالاة ما يأباه اللغوي الحديث في بحث الترادف.
حجج المثبتين: يحتج بعضهم لإثبات الترادف بما يلي:
(1) لو كان لكل لفظةٍ معنى غيرُمعنى الأخرى لما أمكنَ أن نعبِّر عن شيء بغير
عبارته، وذلك أنا نقول في‏"‏لا ريب فيه":‏ "لا شكَّ فيه" وأهل اللغة إذا أرادو
أن يفسروا (اللب) قالوا هو "العقل." و(الجرح) هو "الكسْب،"فلو كان الريبُ
غيرَ الشك والعقل غير اللب لكانت العبارةُ عن معنى الريب بالشك خطأ،
فلما عُبِّرَ بهذا عن هذا عُلم أن المعنى واحد‏.‏
(2) إنّ المتكلم يأتي بالاسمين المختلفين للمعنى الواحد فيمكان واحد تأكيداً
ومبالغةً كقوله‏:‏ وهند أتى من دونها النَّأْي والبعد قالوا‏:‏فالنَّأْيُ هو البعد‏.‏
(3) الترادف لا يعني التشابه التام إنما أن يُقام لفظ مقام لفظٍ لمعانٍ متقاربة
يجمعُها معنًى واحد كما يقال‏:‏ أصلحَ الفاسد ولمّ الشّعث ورتَقَ الفَتْق وشَعَبَ الصَّدع‏.‏
(4) وقال الطاهر ابن عاشور إذا أصبحت عدد من المفردات تدل على شيء واحد
فهي من االترادف ولا يهمنا ما إذا كانت في الماضي تدل عليه أو على صفة فيه،
مثل الحسام والهندي التي أصبحت الآن تدل على السيف ولا يلحظ معنى
القطع أو الأصل الهندي فيها.
المنكرون للترادف: لقد أنكر الترادف فئة من العلماء قديما وحديثا من العرب
ومن غيرهم:
ثعلب الذي كان يقول: لا يجوز أن يختلف اللفظ والمعنى واحد.
ابن درستويه: لا يكون فعَل وأفْعَل بمعنى واحد كما لم يكونا على بناء واحد
إلا أن يجيء ذلك في لغتين مختلفتين فأما من لغة واحدة فمحال أن يختلف اللفظان
والمعنى واحد كما يظن كثير من اللغويين والنحويين، وإنما سمعو العرب تتكلم
على طباعها ولم يعرف السامعون العلل والفروق فظنوا أن هذه الألفاظ بمعنى
واحد فأخطؤوا في فهم ذلك، وليس يجيء شيء من هذا الباب إلا على لغتين متباينتين.
ابن فارس: الذي يقول فِي هَذَا: إن الاسم واحد وهو "السيف" وَمَا بعده من
الألقاب صفات، ومذهبنا أن كل صفة منها معناها غير معنى الأخرى.
أبو علي الفارسي: الذي رد على ابن خالويه، عندما افتخر بأنه يحفظ للسيف
خمسين اسما، قائلا لا أعرف له إلا اسما واحدا هو السيف وأما الباقي فصفات.
أبو هلال العسكري: إن كل اسمين يجريان على معنى من المعاني في لغة واحدة
يقتضي كل واحد منهما خلاف ما يقتضيه الآخر، وإلا كان الثاني فضلة
لا يحتاج إليه. وقد ألف كتاب الفروق اللغوية لنقض فكرة الترادف
وإبراز الاختلاف بين هذه الكلمات.
البيضاوي الذي جزم في المنهاج أن الترادفَ على خِلاف الأصْل والأصلُ
هو التباينُ.
حجج المنكرين للترادف:
(1) يقول ثعلب: لا يجوز أن يختلف اللفظ والمعنى واحد لأنّ في كل لفظة زيادة معنى
ليس في الأخرى، ففي ذهب معنى ليس في مضى. ويبين أبو هلال العسكري الفروق
بين معاني الكلمات التي قيل فيها الترادف، فيقول:
– الفرق بين الحلم والرؤيا: كلاهما ما يراه الانسان في المنام لكن غلبت الرؤيا على
ما يراه من الخير، والشئ الحسن، والحلم: ما يراه من الشر والشئ القبيح.
– الفرق بين الحماية والحفظ: أن الحماية تكون لما لا يمكن إحرازه وحصره مثل الأرض
والبلد، تقول: هو يحمي البلد والأرض، والحفظ يكون لما يُحرز ويُحصر وتقول هو
يحفظ دراهمه ومتاعه.
– الفرق بين الحمد والمدح: أن الحمد لا يكون إلا على إحسان، والمدح يكون بالفعل
والصفة وذلك مثل أن يمدح الرجل باحسانه إلى غيره وأن يمدحه بحسن وجهه
وطول قامته ولا يجوز أن يحمده على ذلك وإنما يحمده على إحسان يقع منه فقط.

بارك الله فيك

بارك الله فيك

مشكور على هاته الإضاءة، وللمزيد من الفائدة أنصح المهتمين بهذا المجال أن يطلعوا على الكتب التي تقدم مادة دسمة، توضح الكثير من القضايا المتعلقة بالفروق اللغوية والترادف، ومن بين هاته الكتب : <<الفروق اللغوية وأثرها في تفسير القرآن الكريم>> لصاحبه : محمد بن عبد الرحمن بن صالح الشايع، فهو كتاب يتعرض لقضيتين هامتين من قضايا اللسان العربي، وهما : الفروق اللغوية والترادف.
و سأعمل – إن شاء الله – جاهدا على نقل بعض المقتطفات منه تعميما للفائدة، فيما يستقبل من الأيام .
مشكور مرة أخرى على طرح هاته القضية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.