الأساتذة الجامعيون الشباب في قفص الاتهام 2024.

أطلق عدد من التنظيمات الطلابية والجمعيات حملة وطنية لمكافحة ظاهرة مساومة الطالبات وابتزازهن في الجامعة، بعد تزايد قضايا التحرش والمساومات التي فضحتها المحاكم، والتي تورط فيها أساتذة وإداريون. وحملت الحملة شعار "كفى من عقلية النقطة مقابل الجنس في الجامعة"، والتي عرفت نجاحا كبيرا على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" بتجاوب عدد كبير من الطلبة وحتى الأساتذة، الذين لم يترددوا في تقديم شهاداتهم ورأيهم في تفشي الآفة، التي انتقلت- حسبهم- من السرية إلى العلن، وباتت حديث العام والخاص في أروقة الجامعة.
وكان "الاتحاد العام الطلابي الحر" أول من بادر إلى هذه الحملة، بعد إعداده لتحقيق ميداني بجامعات الشرق الجزائري، حول واقع الانحراف الأخلاقي داخل الجامعة الجزائرية، شمل أزيد من 3500 طالب من مختلف التخصصات والمعاهد، بيّن أن 68 من الطلبة تحدثوا عن تدني المستوى الأخلاقي في الجامعة. وأكد أغلبهم تفشي ظاهرة ابتزاز ومساومة الطالبات من طرف بعض الأساتذة. وشكل هذا التحقيق صدمة لدى الطلبة المشرفين عليه، والذين اكتشفوا العديد من حالات المساومة التي تعرضت لها الطالبات في صمت، حيث تضمّن الاستبيان المقدم للطلبة والذي احتوى على أزيد من 20 سؤالا، شهادات طالبات صنفن بعض الأساتذة كمصدر للتهديد والابتزاز، واعتبر 75.41 من المائة- أي ما قدره 1669 طالب وطالبة- أن الوضع بالإقامات الجامعية متدهور للغاية. وفي سؤال عن أسباب التدهور الأخلاقي بالجامعة الجزائرية، قال 63.80 من المائة من الطلبة المستجوبين أن السبب الرئيسي هو أزمة الاختلاط، وغياب الشفافية في كشف النقاط ما يترك لبعض الأساتذة فرصة لابتزاز الطالبات.
وأكد أحد القائمين على هذه الحملة أن ظاهرة المساومات والابتزاز أضحت سلوكا عاديا، من فرط انتشارها في أغلب المعاهد والجامعات، فـ"طبيعة نظام التقويم في الجامعات والذي لا يخضع إلا لمراقبة شكلية، وخصوصا في المواد الشفوية والبحوث الجامعية، تخوِّل الأستاذ الجامعي سلطةَ قهرٍ حقيقية، يحولها البعض إلى آلية للابتزاز: "النقطة مقابل الجنس". ويتحسر الطلبة على عشرات الحالات التي تكون فيها طالبات متفوقات على قوائم الناجحين، فقط لأنهن "متفوقات" على "أسِرّة بعض المدرِّسين" وقد تحوّلت الظاهرة عند بعض الطالبات إلى "استثمار". والمفارقة هي أنهن، بعد أن يحصلن على معدلات مرتفعة، يلِجْن الوظيفةَ العمومية.. ومنهن من أصبحن الآن مُدرِّسات يُربِّين الأجيال. فبعض الأساتذة الجامعيين لا يضعون النقطة للطالبة على منجَزها العلمي وإنما على مدى استرخاصها نفسَها، فكلما كانت الطالبة "رخيصة"، فهي طالبة مطمئنة على "مصيرها الدراسي"، أما الطالبة التي تمنعها أخلاقها من ذلك، فمصيرها التكرار أو الطرد في ما بعد. ولتتأكد الوزارة الوصية من الأمر، نطلب منها أن تفتح رقماً أخضر للضحايا .."
من جهته، أكد رئيس الاتحاد العام للطلبة الجزائريين، السيد زين الدين بوبليط، في تصريح لـ"الشروق اليومي"، أنه استقبل شخصيا عددا كبيرا من مراسلات الطالبات اللواتي تعرضن إلى الابتزاز من طرف بعض الأساتذة. والمشكل حسبه أن أغلب الضحايا يرفضن ذكر الاسم وتقديم شكوى رسمية مخافة انتقام الأستاذ والفضيحة في الجامعة. وأضاف أن تفشي هذه الآفة راجع إلى غياب الشفافية في عرض نتائج الامتحانات، ما يجعل الكثير من الطالبات يتوسَّلن الأستاذ من أجل كشف النقاط. "وهنا تحدث المساومات". وقال المتحدث إن الاتحاد العام للطلبة قام بحملات تحسيسية للحد من هذه الآفة، وبعث بمراسلات رسمية إلى المصالح الوصية للتحذير من تصرفات بعض الأساتذة "غير المسؤولة"، ما دفع الديوان الوطني للخدمات الجامعية إلى تغيير العديد من مديري الإقامات الجامعية للبنات وتعيين مديرات على رأس أغلب إقامات البنات، وأكد أن تنظيمه مع حملة مناهضة المساومات في الجامعة، وكان من المطالبين بها منذ فترة طويلة. وكشف أن هذه الآفة لا زالت "طابوها" في أغلب الجامعات، وما خفي كان أعظم.

وما خفي كان أعظم.

[Pourquoi des profs font des choses ignobles du genre ????
tout simplement parce qu’il y a des êtres qui sont prêts a donner ce qu’ils ont de cher pour un papier appelé diplôme

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.