أهداف وفوائد الجهاد 2024.


قال الله تعالى: وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَـٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ ٱلرّجَالِ وَٱلنّسَاء وَٱلْوِلْدٰنِ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةِ ٱلظَّـٰلِمِ أَهْلُهَا وَٱجْعَلْ لَّنَا مِن لَّدُنْكَ وَلِيّاً وَٱجْعَلْ لَّنَا مِن لَّدُنْكَ نَصِيراً [النساء:75].
قال الطبري: "حض الله المؤمنين على استنقاذهم من أيدي من قد غلبهم على أنفسهم من الكفار، فقال لهم: وما شأنكم لا تقاتلون في سبيل الله، وعن مستضعفي أهل دينكم وملتكم، الذين قد استضعفهم الكفار، فاستذلوهم ابتغاء فتنتهم، وصدهم عن دينهم من الرجال والنساء والولدان"[

أهداف وفوائد الجهاد:
1- ظهور الدين، واضمحلال الشرك:
قال الله عز وجل: وَقَـٰتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ ٱلدّينُ للَّهِ [البقرة:193].
قال الشوكاني: "قوله: وَقَـٰتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ فيه الأمر بمقاتلة المشركين إلى غاية هي ألا تكون فتنة، وأن يكون الدين لله، وهو الدخول في الإسلام، والخروج عن سائر الأديان المخالفة له، فمن دخل في الإسلام، وأقلع عن الشرك لم يحل قتاله"[1].
عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: (أمرنا نبينا رسول ربنا صلى الله عليه وسلم أن نقاتلكم حتى تعبدوا الله وحده، أو تؤدوا الجزية)[2].
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله))[3].
2- الدفاع عن حرمات المسلمين:
قال الله تعالى: وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَـٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ ٱلرّجَالِ وَٱلنّسَاء وَٱلْوِلْدٰنِ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةِ ٱلظَّـٰلِمِ أَهْلُهَا وَٱجْعَلْ لَّنَا مِن لَّدُنْكَ وَلِيّاً وَٱجْعَلْ لَّنَا مِن لَّدُنْكَ نَصِيراً [النساء:75].
قال الطبري: "حض الله المؤمنين على استنقاذهم من أيدي من قد غلبهم على أنفسهم من الكفار، فقال لهم: وما شأنكم لا تقاتلون في سبيل الله، وعن مستضعفي أهل دينكم وملتكم، الذين قد استضعفهم الكفار، فاستذلوهم ابتغاء فتنتهم، وصدهم عن دينهم من الرجال والنساء والولدان"[4].
3- الاختبار والتمحيص:
قال الله تعالى: وَمَا أَصَـٰبَكُمْ يَوْمَ ٱلْتَقَى ٱلْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ ٱللَّهِ وَلِيَعْلَمَ ٱلْمُؤْمِنِينَ 166 وَلِيَعْلَمَ ٱلَّذِينَ نَافَقُواْ [آل عمران:166، 167].
قال الطبري: "ليميز أهل الإيمان بالله ورسوله المؤمنين منكم، من المنافقين، فيعرفونهم، لا يخفى عليهم أمر الفريقين"[5].
قال الله عز وجل: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ ٱلْمُجَـٰهِدِينَ مِنكُمْ وَٱلصَّـٰبِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَـٰرَكُمْ [محمد:31].

قال الطبري: "يقول تعالى ذكره لأهل الإيمان به من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ أيها المؤمنون بالقتل، وجهاد أعداء الله حَتَّىٰ نَعْلَمَ ٱلْمُجَـٰهِدِينَ مِنكُمْ يقول: حتى يعلم حزبي وأوليائي أهل الجهاد في الله منكم، وأهل الصبر على قتال أعدائه، فيظهر ذلك منكم، ويعرف ذوو البصائر منكم في دينه، من ذوي الشك والحيرة فيه، وأهل الإيمان من أهل النفاق، ونبلو أخباركم فنعرف الصادق منكم من الكاذب"[6].
وقال تعالى: فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا ٱلْقِتَالُ رَأَيْتَ ٱلَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ ٱلْمَغْشِىّ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْمَوْتِ [محمد:20].
قال ابن كثير: "أي من فزعهم ورعبهم وجبنهم من لقاء الأعداء"[7].
4- إعلان الدين ونشره:
قال ابن دقيق العيد: "القياس يقتضي أنه ـ أي الجهاد ـ أفضل من سائر الأعمال التي هي وسائل، فإن العبادات على قسمين: فمنها ما هو مقصود لنفسه، ومنها: ما هو وسيلة إلى غيره، وفضيلة الوسيلة بحسب فضيلة المتوسل إليه، فحيث تعظم فضيلة المتوسل إليه تعظم فضيلة الوسيلة، ولما كان الجهاد في سبيل الله وسيلة إلى إعلان الإيمان ونشره، وإخمال الكفر ودحضه كانت فضيلة الجهاد بحسب فضيلة ذلك"[8].
وقال السعدي في فوائد الجهاد: "الفائدة الثانية: الإحسان إلى الخلق كلهم بنشر الدين الواجب، الذي لا تحصل سعادتهم وفلاحهم إلا به… وَقَـٰتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ ٱلدّينُ للَّهِ، وهذا من أعظم محاسن الإسلام، فإنه لم يكن الغرض من جهاد الدين مجرد السيطرة على الخلق، ولا استعبادهم للمخلوقين.. فآثار جهاد الدين: نشر العدل، والرحمة، والخيرات، والسعادة، والفلاح، وآثار غيره: الفناء، والتدمير، واستعباد الخلق، وظلمهم في دمائهم وأموالهم وأخلاقهم"[9].
—————————————
[1] فتح القدير (1/260).
[2] رواه البخاري في كتاب الجزية، باب الجزية والموادعة(3159).
[3] رواه البخاري في كتاب الإيمان، باب فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ… (25)، ومسلم في كتاب الإيمان، باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله(22).
[4] جامع البيان (5/168).
[5] جامع البيان (4/167).
[6] جامع البيان (26/61).
[7] تفسير ابن كثير (4/273).
[8] إحكام الأحكام (1/133).
[9] انظر: مجموع الفوائد واقتناص الأوابد للسعدي (113–114).

أتى هذا المقال من شبكة التربية الإسلامية الشاملة أقسام ثاني باك
https://2bac.medharweb.net

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://2bac.medharweb.net/modules.ph…rticle&sid=125

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.