أحجية: ابن نبي التركي وكولن الجزائري 2024.

لو أننا غيَّرنا "الوعاء الحضاري" و"النسيج الحضاري" للعالمين ابن نبي، وفتح الله كولن؛ أي، لو أننا نقلنا كولن إلى الجزائر، في الظروف التي عاشها مالك بن نبي؛ ونقلنا مالك بن نبي إلى تركيا، وعاش الظروف التي عاشها كولن… فكيف يتصرَّف الاثنان؟
وبأخصر عبارة: هل يمكننا أن نتصوَّر ابن نبي تركيًّا أوروبيًّا، سليلاً للعثمانيين؟
وهل يمكن تخيُّل فتح الله جزائريا مغربيا عربيًّا، سليلاً للموحِّدين؟

وما هي الفروق التي نخرج بها، بين ما هو كائن، وما هو مفترَض على سبيل الأحجية، بتبديل الأدوار بين العالمين؟

وهل سيتصرَّف ابن نبي تماما مثلما تصرَّف كولن، أم سيكون له سلوك وفكرٌ آخر؟

كذا الأمر، بالنسبة لكولن الجزائريِّ؛ هل سيؤسِّس مشروع "الخدمة" في الجزائر؟ وهل ستكون الاستجابة مماثلة لما لقيه في تركيا؟

لا أستعجل الجواب، ولكنني أسأل، وأعيد: هل سيكتب كولن مقالا بعنوان "تفاهات جزائرية"(1)، لو أنه عاش ظروف الجزائر غداة الاستقلال؟

وهل سيخطُّ ابن نبي كتابا بعنوان "القدر في ضوء الكتاب والسنة"، ردًّا على المتلاعبين بمفهوم القدر، والمشكِّكين في العدل الإلهي، وأصحاب "اللوثاث والضلالات المشوَّشة"(2)؛ من ذوي الثقافة الحداثية في تركيا آنذاك؟

لا أعرف، ولكنني أحيانا، وأنا أطالع للرجلين أجدهما أقربَ ما يكونان فكرًا وفهمًا؛ وأحيانا أخرى، لا أجد وجهًا للشبه، بين ما يكتبه كولن وما يكتبه ابن نبي؟

فهل يكفي أن نقول: الفرق فقط يكمن في الوعاء الحضاري، وفي النسيج الحضاري؟ أم أنه يظهر كذلك في طبيعة الرجلين، وفي نوعية التكوين… وفي ظروف أخرى، وأسباب أخرى؛ لا نقدر لها إحصاءا، ولا تقديرا؟

الهوامش:
(1) – في مهب المعركة، إرهاصات الثورة؛ مالك بن نبي؛ 1986م؛ ص112.
(2) – القدر في ضوء الكتاب والسنة؛ محمد فتح الله كولن؛ دار النيل، تركيا؛ 2024م؛ ص6.

….. الموضوع منقول ….لتعم الفائدة…..

………….الأحد, 07 أغسطس 2024 18:57 د. محمد بن موسى……

بارك الله فيك

مشكوووووووووووووووووووووووووووووووور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.