رجاء بن حيوة بن جرول ويقال جندل بن الأحنف بن السمط أبو المقدامالفلسطيني ، من الطبقة
الوسطى من التابعين
.
مولده:
ولدهذا التابعي في بيسان من أرض فلسطين، وكانت ولادته في أواخر خلافة عثمان بن عفانرضي
الله عنه أو قريبا من ذلك.
ثناء العلماءعليه:
قال أبو نعيم الأصبهاني: ومنهم الفقيه المفهم المطعام مشير الخلفاءوالأمراء رجاء بن حيوة أبو
المقدام ،…وقال مطر الوراق : مارأيت شامياً أفضل منرجاء بن حيوة ، وكان ابن عون إذا ذكر من
يعجبه ذكر رجاء بن حيوة ، وقال أيضاً : ثلاث لم أر مثلهم كأنهم التقوا فتواصوا : ابن سيرين
بالعراق ، وقاسم بن محمدبالحجاز ، ورجاء بن حيوة بالشام.
وقال عبيد بن أبي السائب ثنا أبي قال : ما رأيتأحدا أحسن اعتدالاً في الصلاة من رجاء بن حيوة.
قال ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة مامن رجل من أهل الشام أحب إلي أن أقتدي به من رجاء بن
حيوة.
من أقوال رجاء بن حيوة :
1
– يروى أنه قال من لم يؤاخ إلا من لاعيب فيه قل صديقه ، ومن لميرض من صديقه إلا بالإخلاص
له دام سخطه ، ومن عاتب إخوانه على كل ذنب كثر عدوه
2- وأنه قال ما أحسن الإسلام ويزينه الإيمان وما أحسن الإيمان ويزينهالتقوى وما أحسن التقوى
ويزينه العلم ، وما أحسن العلم ويزينه الحلم وما أحسن الحلمويزينه الرفق)
رجاء بن حيوة سيد أهل فلسطين:
قال أبو مسهر حدثنا كامل بن سلمة الكندي قال سألهم هشام بن عبدالملك من سيد أهل فلسطين؟
قالوا: رجاء بن حيوة ، قال فمن سيد أهل الأردن؟ قالوا: عبدة بن نسي قال: فمن سيد أهل دمشق؟
قالوا: يحيى بن يحيىالغساني….
دوره في بناء قبةالصخرة:
قال الإمام ابن كثير رحمه الله : ولما أراد عبد الملك عمارة بيت المقدس وجه إليه بالأموال
والعمال، ووكل بالعمل رجاء بن حيوة ويزيد بن سلام مولاهوجمع الصناع من أطراف البلاد
وأرسلهم إلى بيت المقدس ،وأرسل إليه بالأموال الجزيلةالكثيرة، وأمر رجاء بن حيوة ويزيد أن
يفرغا الأموال إفراغاً، ولا يتوقفا فيه؛ فبثواالنفقات وأكثروا، فبنوا القبة فجاءت من أحسن البناء،
وفرشاها بالرخام الملون، وعملاللقبة جلالين أحدهما: من اليود الأحمر للشتاء ،وآخر: من أدم
للصيف وحفا القبةبأنواع الستور، وأقاما لها سدنة، وخداماً بأنواع الطيب والمسك والعنبر
والماوردوالزعفران، ويعملون منه غالية ويبخرون القبة والمسجد من الليل ،وجعل فيها من قناديل
الذهب والفضة والسلاسل الذهب والفضة شيئاً كثيراً ، وجعل فيها العود القمارى المغلف بالمسك
وفرشاها والمسجد بأنواع البسط الملونة وكانوا إذا أطلقوا البخور شم من مسافةبعيدة.
وكان إذا رجع الرجل من بيت المقدس إلى بلاده توجد منه رائحة المسكوالطيب والبخور أياماً
ويعرف أنه قد أقبل من بيت المقدس وأنه دخل الصخرة ،وكان فيهمن السدنة والقوم القائمين بأمره
خلق كثير ،ولم يكن يومئذ على وجه الأرض بناء أحسنولا أبهى من قبة صخرة بيت المقدس بحيث
إن الناس التهوا بها عن الكعبة والحج وبحيثكانوا لا يلتفتون فى موسم الحج وغيره إلى غير
المسير إلى بيت المقدس.
وافتتن الناس بذلك افتناناً عظيماً، وأتوه من كل مكان وقد عملوا فيه من الإشارات والعلامات
المكذوبة شيئاً كثيراً مما فى الآخرة فصوروا فيه صورة الصراط وباب الجنة وقدم رسولالله صلى
الله عليه وسلم ووادى جهنم وكذلك في أبوابه ومواضع منه فاغتر الناس بذلك وإلى زماننا .
وبالجملة أن صخرة بيت المقدس لما فرغ من بنائها لم يكن لها نظيرعلى وجه الأرض، وقد كان
فيها من الفصوص والجواهر والفسيفساء وغير ذلك شى ء كثيروأنواع باهرة، ولما فرغ رجاء بن
حيوة، ويزيد بن سلام من عمارتها على أكمل الوجوه فضل من المال الذى أنفقاه على ذلك ستمائة
ألف مثقال، وقيل ثلاثمائة ألف مثقال،فكتبا إلى عبد الملك يخبرانه بذلك، فكتب إليهما قد وهبته
منكما فكتبا إليه إنا لواستطعنا لزدنا فى عمارة هذا المسجد من حلى نسائنا، فكتب إليهما إذ أبيتما
أن تقبلاهفأفرغاه على القبة والأبواب فما كان أحد يستطيع أن يتأمل القبة مما عليها من الذهب
القديم والحديث، فلما كان فى خلافة أبى جعفر المنصور قدم بيت المقدس فى سنة أربعينومائة فوجد
المسجد خراباً فأمر أن يقلع ذلك الذهب والصفائح التى على القبة والأبوابوأن يعمروا بها ما تشعت
فى المسجد ففعلوا ذلك وكان المسجد طويلاً فأمر أن يؤخذ منطوله ويزداد فى عرضه ولما أكمل
البناء كتب على القبة مما يلى الباب القبلى أمرببنائه بعد تشعيثه أمير المؤمنين عبد الملك سنة
اثنتين وستين من الهجرة النبويةوكان طول المسجد من القبلة إلى الشمال سبعمائة وخمسة
وستون ذراعاً وعرضه أربعمائة وستون ذراعاً
وفاته:
قا ل ابن حبان في مشاهيره: كان ( من عباد أهل الشام وزهادهم وفقهاء التابعين وعلمائهم مات
سنة اثنتي عشرة ومائه) رحم الله التابعي الجليل رجاء بنحيوة
شكراااا على المعلومات