sa3doni hanbda nakra 2024.

a3tiwni doros ta3 AY haja ta3 sana oula adabi hanbda nakra anaالجيريا

marhba bik rana hna inchallah n3awnouk kadr al mostata3
bon courage

هدي اول حاجة تقراوها في الادب

أولاً: مظاهر الحياة الدينية عند العرب فيالعَصْر الجاهلي.
ينشأ سؤال، ما هذه المعالِم؟ أو حينما ننظرإلى العرب قبل الإسلام، كيف كانوا يُمارسون شعائرهم وعقائدهم، إلى أن الإسلام جاءوحوَّلهُم من عُبَّاد أصنام وأوثان إلى مُوحّدين يَعْبُدون الله وحده لا شريك لهوإلى مسلمين؟
وهذه مِنَّة كُبرى ونعْمَة كُبرى. نجد أن العرب قبل الإسلام مثلغيرهم من الأمم أيضاً، ولا يُظَن أن العرب في العَصْر الجاهلي تفرّدوا بمثل هذهالعبادات، ولكن أمّة اليونان، وأمّة الرومان، والمصريون القدماء، والبابليون،والفِينِقيون، والآشوريون، كَثير من الأمم كانوا يتوجهون إلى عبادات مادية وإلىعبادة الكائنات الطَّبيعية.
أولاً: فنجد أنّ العرب كانوا يتوجّهونأو بعْض العرب إلى عبادة النباتات والجمادات والطير والحيوان، لأن هذا كان يدورحَولهم فيجدون في شيء منها مصدر القوة فيَعْبدونه.
ثانياً: كانوا يتوجّهون إلى عبادةالنجوم والكَواكب، وجاءتهم هذه المظاهِر من الصابِئة وبقايا الكِلدانيِّين.
ثالثاً: كانوا يتوجّهون أيضاً، كانوايتأثّرون بما يُسمَّى التثليث في العِبادة، مظهر التثليث في العبادة؛ بحيث كانوايجْمَعون بين ثلاث ظواهر من الظواهر الطبيعية، وهي: القَمر، والشَّمس، والزُّهْرة،أو القَمر يقابِل ودّ عندهم، وكان صنماً، والشمس تقابل اللات، والزُّهْرة تُقابلالعُزَّى. فالقمر والشمس والزُّهْرة، أو ودّ واللات والعُزَّى، وهذا التثليث كانشائِعاً عند عَرب الجُنوب، كما يروي ابن الكلبي في كتابه "الأصنام". كانوا يَرجِعونبآلهتهم إلى الثالوث المقدس، هو: القمر أو ود، والشمس أو اللات، والزُّهْرة أوالعُزَّى.
وأيضاً نراهم يقدسون النار، ويظهر ذلك أو أثر ذلك أو أثرتقْدِيسهم النار، يظهر في إيقادهم للنار عند أحلافِهم، واستمطارهم السماء، وتقديمالقرابين إليها. ويقال: إن المَجوسية كانت متفشّية في تَميم، وعُمان، والبحرين،وبعض القبائل العربية. نجد أيضاً إلى جِوار عبادة النباتات والجمادات والطَّيروالحَيوان، عِبادة النجوم والكواكب، مظهر التثليث في العبادة، عبادة النار.
وعبادة الأصنام، وهي العبادة الشائعة عند العرب، الأصناموالأوثان، وفَرْقٌ بين الصَّنَم والوََثَن: "الصَّنَم": هو التمثال الذي يصنع علىهيئة بَشَر أو نَبَات أو حَيوان أو ما إلى ذلك، هذا هو الصَّنَم.
أمّا "الوَّثَن": فهو حَجَر يأخذه العَربيّ أو البَدوي طبعاً فيالعَصْر الجاهلي ويتخذ منه رَمْزاً للعِبادة. وكانت عِبادة الأصنام منتشرة بينالعرب انتشاراً واسعاً، قد صوَّروها أو نَحتوها رَمزاً لآلهتِهم. وقد يَرون في بعضالأحجار والأشجار والآبار ما يَرمز إليهم. فالعُزَّى كانت لغَطفان، وهي شجرة وقدقَطعها خالد بن الوليد، وكان مِن مأثوراته أنه قال:
يا عُزى كُفْرانك لاسُبْحانك
إني رأيت الله قدْأهانك

منْ هُم المشركون؟ هم الذين كانوا يعبدون الأصنام ويقولون: مانعبدهم إلاّ ليقرِّبونا إلى الله زلفى، أي: كان منهم فريق يعرف الله ولكن كان يشركمع الله آلهة أخرى، ولذلك قال الحق -سبحانه وتعالى-: {أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَالأُخْرَى}، ثم يقول سبحانه: {وَلا تَذَرُنَّ وَدّاًوَلا سُوَاعاً وَلاَ يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً}.
إذاً، ينْشأ سُؤال: ما أشهر الأصنام التي كان يعبدها العرب؟ وهذاالذي نقوله يظهر في شِعْر الجاهليين أيضاً، ومن لا يدرس حياة العرب الدينية أوالاجتماعية أو الثقافية، دراسة موسعة ومستقْصية، لن يعرف كيف يفكّ رموز الكلمات، أورموز بعض الإشارات في أبيات الشِعْر الجاهلي. من الأصنام التي كان يعْبدها العرب: "اللات" وكان معْبَدها في الطائف، وكانت عبادة "اللات" شائعة بين العَربالجَنوبيِّين، وفي الحجاز، ويقال: "إنه كان صَخرة مربّعة بيضاء، بَنَت عليه ثَقيفبيتاً. وكانت قريش وجَميع العرب يعظِّمونه"؛ ولذلك سَمّوْا بـ"وهب اللات" و"عبدشمس" مثلاً.
"مناة" و"العُزَّى". وكانت "مناة" صخرة منصوبة على ساحل البحر بينالمدينة ومكة، ولها مكانة. وأيضاً نَجِد "وَد" وكان من الآلهة الجنوبية ويؤلّه مع "اللات" و"العُزَّى". وربما تأثروا في هذه العِبادة بما يشاع عند المَسيحيِّينوالنَّصرانيِّين. وكان هذا "وَد" صنمه بدَومة الجَنْدل. أيضاً هناك "سُواع" وهذاكان صنم هُذَيل وكِنانة. وأيضاً "يَغُوث" و"يعوق" و"نسر". وكان هناك أيضاً بعضالقبائل وضعت أشكالاً وتماثيل، أشكالاً لهذه الأصنام؛ فكان "ود" على صورة "رجل"،و"سُواع على صورة "امرأة"، و"يَغُوث" على صورة "أسد"، و"يعوق" على صورة "فرس"،و"نسر" على صورة "النسر" من الطير. ومن أصنامهم أيضاً "هُبَل"، وهُبَل كان من عَقيقأحمر على صورة إنسان مكْسور اليد اليُمنى، وقريش جعلتها له من ذهب. ولكن هذهالأصنام كلها بمجيء الإسلام كُسِّرت وأزيحت ولم يَعُد منها قليل. ويقال: كان حولالكعبة في فتح مكة ثلاثمائة وستون صنماً، والمصطفى -صلى الله عليه وسلم- أزاحهاوأزالها حين نشر رسالة التوحيد في مكة المكرمة، وفي الجزيرة العربية، بل وفي العالمكلّه. ومن أصنام قريش أيضاً المشهورة: "إساف" و"نائلة"، ولهما قصة تشبه الأسطورة،يقال: إنهما كانا شخصيْن أتيا أعمالاً مُسيئة فمُسِخا حَجَرين، وبعد ذلك عبدهماالناس، ومنها "رضا" و"تيم" و"شمس"، إلى آخر هذا كله. فنجد هذه الأصنام كلها انتشرتعند الجاهليين وكان لها أثر في شِعْرهم وفي نَثْرهم.
ثانياً: مظاهر الحياة الثقافية عندالعرب في العصر الجاهلي
لا شكّ أن معالِم الحياة الدينية تُعَد معْلَماً ثقافِياً أيضاً،لأنّ العبادات والآلهة والعقائد، رغم أنها مَزعومة وأنها باطلة، ولكنها تدلُّ علىبحث أيضاً، وتدلُّ على نَظَر وتأثُر بالأمم الأخرى، وما إلى ذلك.
والحياة الثقافية عند العرب نجد لها أكثر منمِحور:
المحور الأول: هو ما علاقة عرب الشمالبعرب الجنوب، أو حضارة القحطانيِّين وحضارة سبإ، وما تلبَّس بها من معارف ومن حضارةومن ازدهار بحضارة أهل الشمال. نجِد أن العرب الشماليِّين كانوا على صِلة بالحضاراتالمجاورة، كما يقول الدكتور شوقي ضيف، وكان تجار مَكة يدخلون في مصر والشام وبلادفارس. وكان الحيريون يتصلون مباشرة بالفُرس، وبلاد فارس، والفُرس والروم كانت لهمثقافاتهم ولهم عاداتهم ولهم تقاليدهم، وإن كان التأثير لم يكن عميقاً كما حدث فيالعصر العباسي مثلاً، وكان الغساسنة يتصلون بالروم وقد تنصروا وشاعت النصرانية فيقبائل الشام، والعراق، ونزل بينهم كثير مِن اليهود في الحجاز واليمن.
إذاً هذا المَظهر التأثري، هو التأثر بالناحية العَقدية، فشاعتالنصرانية، وشاعت اليهودية، في كَثير من المناطق العربية.
وكل ذلك معناه اتصال العرب الشماليين بالأمم المُجاورة وحضاراتها،ولكن كما قلت: أن ذلك كان في حُدود ضَيقة، وكان في حدود تأثر بالمَظهر التجاري، أوالتبادل التجاري، أو المَعارف الضَّيقة، فالعرب كانوا يعْتَزّون بسِماتهم،ويعْتَزون بخصائصهم، ويعْتَزون بتقاليدهم، ويعْتَزون بأعرافهم. والعرب الجنوب يبدوأنهم بعد أن دَالت حضارتهم "حضارة سبإ" هاجروا وانتشروا في بلاد كثيرة، ولم يكنعندهم ثقافة ذات معالم بيِّنة، وحتى من وجْهة التنظيم السياسي كان يعمّهم النظامالإقطاعي، ولذلك حينما ضعُفت دولتهم الأخيرة دولة سبأ، تحولوا سريعاً إلى قبائل،وحدثت هِجْرات كثيرة من الجنوب إلى الشمال، وإلى المناطق العربية.
وهناك كتاب في هذا الشأن يمكن أن يُرجع إليه وهو كتاب: "الثقافةالعربية أسبق من ثقافة العبريِّين واليونان" للأستاذ محمود عباس العقاد، وهو يرى أنالمنطقة العربية القديمة تشمل الجزيرة العربية، وتشمل الشام، وتشمل العراق، وتشملحتى مصر، والمغرب العربي، مع أن المنطقة العربية الآن هي المنطقة العربية القديمة،وهذه النظرة التوسعية الشمولية، تجعلنا نعيد كثيراً من الحِسابات والأحكام، لأنكثيراً من الباحثين حينما يتكلّم عن الثقافة العربية القديمة، يحصر كلامه في شِبهالجزيرة العربية فقط، وهذه تكون أحكاماً مسوّرة أو محدودة بقيود كثيرة.
ولكن هنا شُبْهة أثيرت، وهي: شُبْهة تَفوُّق الجِنْس الآري علىالجنس السامي، سواء كانوا عرباً أو غير عرب، وهذه الشبهة أثارها المستشرقونالأوربيون وغيرهم، حتى يثبتوا أن الرومان، وأن الجنس الآري، وأن الأوربيِّين بصفةعامة، هُم جِنس مُتَفوّق تفكيراً، وسلوكاً، وحضارةً، وميراثاً، وما إلى ذلك. وهذهالشبهة مَرفوضة، لأنه ليس هناك جِنس مميز من أول التاريخ إلى آخره، وإنما التأثروالتأثير و الصلات بين الحضارات.
نسأل سؤالاً: ما أهم معارف العرب وعُلومهم فيالعصر الجاهلي؟ العرب لم يكن عندهم عِلْم مُنَظَّم ولكن عندهم معَارف كثيرة.
أولاً: عِلْم الأنساب والأيام.
ثانياً: معْرفة العرب بالنجومومطالعها وأنوائها، ولذلك نرى رأياً للجاحظ في هذا الكلام وآراء كثيرة. يقول الجاحظفي كتابه "البيان والتبيين": وإنَّ العرب عرفوا الأنواء ونُجوم الاهتداء، لأن منكان بالصحاح الأماليس، -أي: الأرض المستوية التي ليس بها ماء ولا شجر- مضطرّ إلىالتماس ما يُنْجيه ويُؤدّيه -أي: يُعْينه- ولحاجته إلى الغَيث وفِراره مِن الجَدب،وضَنه بالحياة، اضطرته الحاجة إلى تَعرُّف شَأن الغَيث، مِن أين يأتي؟ ما هيأحواله؟ ما هي مَواعِيده؟ ولأنه في كل حال يرى السماء وما يجري فيها من كوكب، ويرىالتعاقب بينها، والنجوم الثوابت فيها، وما يسير منها مجْتمعاً، وما يسير منهافارِداً، وما يكون منها راجِعاً ومستقيماً؛ كل هذا تأمله في أحوال السمواتوالكواكب، نشأ من أن الماء يأتيه، كما قال تعالى: {وَفِيالسَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}. فالحاجة دفَعته إلى تأمّل هذهالأشياء، وتُلَخِّص أعرابية هذه المعرفة حين قِيل لها أتعرفين النجوم؟ قالت سبحانالله! أما أعرف أشباحاً وقوفاً عليَّ كلَّ ليلة. وأيضاً هناك أعرابي وصف لبعض أهلالحَاضِرة نجوم الأنواء، ونجوم الاهتداء، ونجوم ساعات الليل، والسُّعُودوالنُّحُوس.
وقال قائل لشيخ عبادي: -كان حاضراً- أما ترى هذا الأعرابي يعْرفمِن النجوم ما لا نعْرِف، قال: مَنْ لا يعْرف أجزاع بيته؟ يعني: مَن الذي لا يعرفما في سقْف بيته، نجد وسيقان النخل تُجْعل سقفاً للخيمة.
إذاً، هناك أيضاً شهادة أخرى يقولها صاعد بن أحمد، المتوفَّى (435هـ): كان للعرب معْرفة بأوقات النجوم ومطالعها ومغايبها. وأيضاً العرب عندهممعارف طبية، والعِيافَة، والتَّنَبؤ، والفِراسَة، والقِيافَة، والحِكَم والأمثال،كل ذلك يدلُّ على رجاحة العقل وعلى النظر الدقيق.
أيضاً، نرى أن معارف العرب كما قلت: هناك معارف طبية ولكنهامبْنية على الملاحظة والخِبرة ومزجت ببعض الخرافات، وأيضاً العِيافَة والتَّنبؤبملاحظة حَركة الطيور، والفِراسة والقِيافَة. ولكن يهمنا أن نعرف كيف ظهر أثر هذافي أشعارهم؟ نجد أن كتب الأمثال والأدب، تمتلئ بما دار على لسان لقْمان وغيره مِنحكماء الجاهلية من حِكَم، مثل قول أكثم: "مقْتل الرجل بين فكَّيْه"، وقول عامر بنضرب: "ربّ زارع لنفسه حاصد سواه". وفي الشعر الجاهلي كَثير من هذه الحِكم. وهي تذكرفي ثنايا كلامهم، وتدلُّ على ثقافة ومعرفة، ولكنها ثقافة ومعرفة نابعة من التجربة. يقول طرفة في معلّقته:
أرى العيش كنزاً ناقصاً كلّليلةٍ
وما تنقص الأيام والدهرينْفَد

وأيضاً زهير في معلّقته كَثير من الحِكم، وكان شاعراً حكيماً -كماقلنا قبل ذلك-، يقول:
وأعلم ما في اليوم والأمسِقبْله
ولكنني عن عِلْم ما في غدٍعمِ
ومن لا يُصانِعْ في أموركثيرة
يضرَّس بأنياب ويوطَأبمَنْسِمِ
ومَن لا يَذُدْ عن حَوضه بسلاحه
يُهدَّمومن لا يَظلِم الناس يُظْلم
ومن هاب أسباب المناياينلْنَه
ولو رام أسباب السماءبسلَّمِ
ومهما تكن عند امرئ منخَليقةٍ
وإن خَالها تَخْفى على الناستُعْلمِ

هذه الحِكم تدلُّنا أيضاً على معرفة وثقافة وإن كانت ثقافةنَظرية.
ثالثاً: صورة الحياة الاجتماعية عند العربفي العصر الجاهلي.
حينما ننظر إلى حياة العرب الاجتماعية أوفئات الناس نجد أن هناك طبقات ثلاث: طبقة السَّادة، وطبقة العَبيد، وطبقةالمَوالي.
وهناك أيضاً ظاهرة أخرى نسميهم الخُلعَاء، أي: الذي يفعل فعلاًغير شريف، أو يقوم بأعمال غير كَريمة، القَبيلة تحْكُم عليه بالخُروج عن الأعرافوالتَّقاليد، ثم يَنْبذونه، ومنهم "الصعاليك": وهم فِئة من الشُّعَراء خَرجت علىأعراف القَبيلة، وعلى تقاليدها، ثم بَدؤوا يكوِّنون لأنفسهم معالِم وفَلسفاتمُعيَّنة. وكتاب الدكتور يوسف خليف: "الصعاليك" كتاب قَيِّم في هذا الباب، وبيَّنفلسفة هؤلاء الناس.
نجد أن العرب كانت لهم في حياتهم صِفات إيجابية وصِفات سَلبية.
الصفات الإيجابية أيضاً كَثيرة، وهي تؤكّدالتضامن القَبلي، وهذا التضامن يؤثر في حياة العرب؛ فالعرب كانوا يركِّزون على صفاتكثيرة وقِيم كثيرة، منها:
قيمة الكَرم، وقيمة الوَفاء، وإغاثة المَلهوف، وحماية الضعِيف،والعفو عند المَقْدرة، ورفض الهَوان والضَّيم، ولهم في الكرم قِصص كثيرة، ولهم فيالوفاء قصص كثيرة، حتى كانوا من لا يفي بوعده، القَبيلة تَنْبُذه وتنْفُر منهوتطرده. ولذا كانوا ينادون بالوفاء بالوعود، والوفاء بالمواثيق والعهود، وإغاثةالمَلهوف، وحماية الضَّعيف. والكرم نشأ عندهم من ذلك لأن الحياة فيها قسوة والظروفصعبة، فكانوا يوقدون النار ليلاً على قِمم الجبال، حتى يأتي إليهم تائِهون فيالصحراء ليلاً، وأحياناً كان يذْبَح العَربي كلّ ما عنده، إذا لم يجد عنده يُمْكِنأن يذبح ولده، ينوي على ذلك. وهناك قصص شِعْرية تؤمئ إلى أن بعض الشُّعَراء كاد أنيذْبح ابنه لضيفانه ولكن بالطبع لم يفعل.
هناك صفات سلبية أيضاً تَسِمُ الحياةالاجتماعية عند العرب. ومن هذه الصفات السلبية:
شيوع الخَمر بينهم، وشيوع القِمار والمَيسر، والأخذبالثأر. والأخذ بالثأر أيضاً كان عادة عربية قديمة متأصّلة في نفوسهم. كانت الخَمرعادة عند بعض الناس والبعض لا يأنَف منها، حتى إنهم كانوا إذا شرب إنسان الخَمروأدمن وأصبح سِكيراً، كانوا يحكمون عليه بالنفي مِن القَبيلة.
أمّا الذي كان شائعاً عندهم هو الربا، والقِمار والميسر، والأخذبالثأر، وهذا كان يُعَدّ سِمَة من السمات النفسية العربية الجاهلية، وكانوا يحرّمونعلى أنفسهم أشياء كثيرة حتى يُؤخَذ بثأر القَتِيل؛ ولهم في ذلك صوَر كثيرة وأشياءكثيرة.
إضافة إلى ما ذُكِر نَجد سؤالاً يطرأ: مامكانة المرأة في المجتمع الجاهلي، وكيف صوّرها الشُّعَراء؟ المرأة في المجتمعالجاهلي كانت تَنقسم إلى إمّا حُرة، أو أمَة، أو جارية.
المرأة الحُرة كانت لها مكانة عظيمة عند العرب حتى قبل الإسلام،وكانت من النساء من تختار زوجها حتى قبل الإسلام. ومنهن من كانت تتدخل في أن تُجِيرإنساناً مطْروداً أو مظلوماً أو ما إلى ذلك… وإلى جِوار ذلك هناك مجتمع الجَواريأو مجتمع الإماء، ومنهن من كانت لها سلوك سَيّئ أو ما إلى ذلك، وكان ذلك معْروفاً.
نجد الشِّعْر الجاهلي صوَّر المرأة بصوَر مخْتلفة، وهذه الصوَرمنها صوَر مقْبولة، ومنها صوَر مَرفوضة. الصور المقْبولة في العَصْر الجاهلي: عندماكانوا يُشيدون بها، وبأخلاقها، أو بجمالها، إشادة معْنَوية أحياناً، وأدلَّ على ذلكأنَّ كعْب بن زهير في قصيدته أمام المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، بدأها بشكوى مِنمحبوبته سُعَاد، ووصفها أوصافاً منها أوصاف حِسية جمالية، ومنها أوصاف معْنَوية،ولكنها أوصاف تكْشِف عن أوصاف سَلبية: عَدَم الوفاء بالعَهد والغَدر، أو ما إلىذلك… ورغم هذا كله نجد المصطفى -صلى الله عليه وسلم- يقْبل تَوبة كعب بن زهير،ورغم أنه وصف سعاد في خمسة عشر بيتاً في بداية قصيدته، ولكنه لم يَلُمه على ذلك،لأن هذا كان تقليداً عند العرب في بَدء قصائدهم، أن يبدؤوا القصائد بالغَزل، أوبالأطلال، أو ما إلى ذلك.
ولكن أيضاً هناك بعض الشُّعَراء أشاد بخصال المرأة الطَّيبة، وهذاكما يقول الشَّنفرى في زوجته أميمة:
لقد أعجبتني لا سقوطاً قناعها
إذا ما مشت ولا بذاتالتَّلفَّتِ

هي صِفات كَريمة.
تبيت بُعَيد النوم تُهْديغَبوقَها
لجاراتها إذا الهَديةقَلَّتِ

وهذا طبعاً إشادة بالكرم.
تحُل بمنجاة من اللوم بيتَها
إذا ما بيوت بالمَذمّةحلّتِ
كأن لها في الأرض مِسياًتَقصُّه
على أمّها وإن تُكَلِمكتَبْلت

ومعنى "تَبْلَت" أي: أوجَزت يعني ليست ثرثارة، وليست مثل بقيةالنساء.
أمَيمة لا يُخْزى ثناهاحَليلها
إذا ذُكر النسوان عَفَّتوجَلّتِ
إذا هو أمسى آب قُرة عَينه
مآب السعيد لم يَسل أينظَلَّت

هذه النظرة للمرأة نظرة كَريمة برغم أنهم وأدوا البنات في العصرالجاهلي. لكلّ صفة إيجابية صفة سلبية، وهذا شأن الإنسان في كل زمان ومكان.
أيضاً، موقف المُجتمع الجاهلي من المَرأة، هو موقف اتَّسَمبالتناقض أحيانا: فمِنْهم مَن كرَّم المرأة، وخاصة الحَرائر، ومنهم من جَعل منالمرأة مُتْعة. إذا نظرنا إلى طبقات النساء في العصر الجاهلي، نرى أن الحَرائركُنَّ مَصونات وعَفيفات، وروايات كثيرة تدور في ذلك؛ ومنها وصية المرأة العربية فيالعصر الجاهلي لابنتها التي زفت إلى زوجها، وهي وصايا تدلُّ على حضارة وتدلُّ علىإكرام.
وأيضاً هناك طبقة الجَواري وطَبقة الإماء، وهُنَّ كُنَّ مِلْكاًلهؤلاء الناس، وليس تصرفاتهم وسلوكهم عليها رقيب وما إلى ذلك، ولكن نجد القضية التيكنا نتكلّم عنها هي، قضية الوأد: ووأد البنات وهذه القضية وسلوك جاهلي كان في العصرالجاهلي، ويدلُّ على ضِيق الأفق وقِلة التفكير، {وَإِذَابُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ}. وأيضاً هذا الوأد عَادة نهى عنها الإسلام، عَادة تُفَرِّق بين عُنصر الرِّجالوعُنصر النساء.
ولكن أيضاً إلى جِوار ذلك، نرى أن المرأة لم تكن مهْمَلة بل كانلها قدْرها عندهم، كما كان لها كثير من الحُرية. فكانت تمتلك المَال وتتصرف فيه كماتشاء، والمصطفى -صلى الله عليه وسلم- ضرب لنا المَثل بعد ذلك -طبعاً هذا ألغي ماكان في الجاهلية- فكان يتَّجِر في أموال السيدة خَديجة أم المؤمنين. وقد دَعَمالإسلام هذه الحُرِّية فحَرَّم أن تُعْضَل المرأة وأن تُمنع من الزواج بعد وَفاةزوجها. كما حرَّم "زواج المَقْت"، وهذا كان شائعاً في الجاهلية، وهو: أن يتزوجالرجل زوجة أبيه. وحرّم "الشِّغَار" وهو: أن يتزوج شخص أخت صديق له على أن يزوِّجهأخته -وهذا مفصّل في الفقه-، أو أن يتزوّج عِدّة رجال امرأة واحدة، إلى غير ذلكممّا كان يُباح في بعض المُجتمعات، وبعض التجمعات في العصر الجاهلي. وتلك كانتعادات عِندهم وهي تُلازم الأمم في عصور بذَاوتها. ولكن ينبغي أن لا نَفهَم منها، أومن هذه الأشياء أو الظواهر، أن المَرأة كانت مُهْدَرة الحُقوق في الجاهلية. وقد سجلالقرآن عليهم "وأد البنات"، فقال تعالى: {وَإِذَا بُشِّرَأَحَدُهُمْ بِالأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَى مِنَالْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُفِي التُّرَابِ أَلاَ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ

5oya same7ni ama 7abit nsa9sik hadou dourous nektbouhom wella kifeh ?stp rani manich fahma 5las wech 8adi na9ra en 1as